logo
علي ابو حبلة : غزة والهولوكوست: اختبار الضمير الإنساني لليهودية التقدمية

علي ابو حبلة : غزة والهولوكوست: اختبار الضمير الإنساني لليهودية التقدمية

أخبارنامنذ 4 أيام
أخبارنا :
نداء من ذاكرة الألم المشتركة قبل ثمانين عامًا، خرج العالم من ظلام المحرقة وهو يردد: «لن يتكرر ذلك أبدًا». كان هذا الوعد عهدًا إنسانيًا قبل أن يكون يهوديًا، تعهّدًا بأن لا يُسمح لأي قوة أن تحاصر شعبًا أو تقتل أطفاله أو تهدم منازله لمجرد انتمائه العرقي أو الديني.
اليوم، غزة تحترق تحت حصار خانق وقصف لا يفرق بين طفل وجندي. آلاف الجثث، أحياء كاملة تُسوى بالأرض، وأطفال يموتون جوعًا أو تحت الركام. هذا المشهد الذي يوثق بالصور والتقارير الأممية يضع اليهودية التقدمية أمام اختبار تاريخي: هل «لن يتكرر» تعني للجميع أم للبعض فقط؟
أرقام تعري الصمت
منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023، قُتل في غزة أكثر من 50 ألف إنسان، معظمهم مدنيون، وفق بيانات الأمم المتحدة والأونروا.
70% من الضحايا نساء وأطفال، فيما أُصيب عشرات الآلاف، ودُمرت المستشفيات، وارتفع خطر المجاعة إلى مستوى الكارثة الإنسانية[^1].
أصوات من رحم الهولوكوست
ليس الفلسطينيون وحدهم من يصرخون. ناجون من المحرقة وذووهم أصدروا بيانًا جاء فيه:> «لن يكون ‹أبدًا› صادقًا إن لم يشمل الجميع.»[^2]
هذه الكلمات ليست اتهامًا لليهودية، بل دعوة لها للوفاء بجوهر قيمها: العدالة، الرحمة، حماية المستضعفين.
تحذير من الداخل
من قلب إسرائيل، حذّر قادة أمنيون وأكاديميون وصحافيون من أن التطرف القومي والديني لن يدمر الفلسطينيين فقط، بل سيفتك بالمجتمع الإسرائيلي ذاته.
صحيفة هآرتس كتبت أن الإفلات من العقاب لعنف المستوطنين «يدفع إسرائيل نحو عزلة دولية وانهيار أخلاقي»[^3].
معاداة السامية تعريف لا يعرف استثناءات
معاداة السامية ليست حكرًا على اضطهاد اليهود. إنها، في جوهرها، كراهية إنسان لمجرد انتمائه لهوية معينة. وعندما يُحاصر شعب ويُقتل أطفاله ويُهدم بيته بسبب هويته، فإن ذلك مهما كانت الذرائع شكل من أشكال معاداة السامية ضد الإنسانية جمعاء
رسالة إلى اليهودية المعتدلة
إذا كانت ذاكرة المحرقة قد علمت العالم شيئًا، فهو أن الصمت شريك في الجريمة.
اليوم، يملك اليهود المعتدلون في إسرائيل وخارجها فرصة تاريخية: أن يرفعوا صوتهم ضد القتل الجماعي، وأن يمدوا جسور التضامن مع الفلسطينيين، لا بوصفهم خصومًا، بل شركاء في الإنسانية.
لأن الدفاع عن المساواة والكرامة اليوم في غزة، هو دفاع عن مستقبل اليهودية ذاتها، وعن حق أبنائكم وأحفادكم في أن يعيشوا في عالم لا مكان فيه لاضطهاد أي إنسان بسبب هويته.
خاتمة
من أوشفيتز إلى غزة، خيط واحد يربط الضحايا: إنسانيتهم.
والتاريخ لن يحكم على الشعارات، بل على الأفعال. فإما أن يكون «لن يتكرر» عهدًا عالميًا صادقًا، أو يتحول إلى عبارة فارغة تتكرر مع كل جيل من الضحايا
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

نادي الأسير الفلسطيني: التنديد الأممي لم يعد كافياً
نادي الأسير الفلسطيني: التنديد الأممي لم يعد كافياً

الدستور

timeمنذ ساعة واحدة

  • الدستور

نادي الأسير الفلسطيني: التنديد الأممي لم يعد كافياً

قال نادي الأسير الفلسطيني، مؤخرا، إن استمرار المنظومة الحقوقية الدولية في الاكتفاء بتوجيه التحذيرات والتعبير عن القلق إزاء جرائم الاحتلال، لم يعد كافيًا، وذلك في تعقيبه على رسالة التحذير الصادرة عن الأمين العام للأمم المتحدة بشأن العنف الجنسي بحق المعتقلين الفلسطينيين. وأوضح النادي أن المطلوب هو استعادة المنظومة الدولية لدورها اللازم، الذي فقدته بفعل حالة العجز الممنهجة منذ بدء الإبادة. وأكد أن الشهادات التي حصلت عليها المؤسسات، وتحديدًا من معتقلي غزة، تمثل أدلة دامغة على الجرائم التي تعرضوا لها، ومنها الجرائم الجنسية. وأشار إلى الفيديو المسرب الذي يظهر جنود الاحتلال وهم يغتصبون أحد معتقلي غزة في معسكر «سديه تيمان»، والذي شكّل أحد أبرز مراكز ارتكاب جرائم التعذيب. ولفت إلى أن شهادات عديدة وثّقت مستوى مماثلًا من الجرائم التي أدت إلى استشهاد 76 سجينًا ومعتقلًا منذ بدء حرب الإبادة، فيما لا يزال العشرات من المعتقلين الشهداء ضحايا للاختفاء القسري. وكان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش وجّه تحذيرًا لدولة الاحتلال الإسرائيلي بشأن ما وصفه بـ»معلومات موثوقة» حول ارتكاب قوات جيشها أعمال عنف جنسي ضد أسرى فلسطينيين. وقال غوتيريش في رسالة موجهة إلى سفير إسرائيل لدى الأمم المتحدة داني دانون: «أنا قلق بشدة من معلومات موثوقة عن انتهاكات ارتكبتها القوات المسلحة والأمنية الإسرائيلية بحق فلسطينيين في عدة سجون ومركز احتجاز وقاعدة عسكرية». بدوره نشر دانون مضمون الرسالة، في منشور عبر منصة «إكس»، وزعم أن الاتهامات قائمة على «معلومات منحازة». وكانت الرسالة قد أُرسلت، الاثنين الماضي، قبيل نشر التقرير السنوي للأمم المتحدة بشأن العنف الجنسي المرتبط بالنزاعات. وأوضح غوتيريش فيها أنه «بسبب الرفض المتكرر للسماح لمراقبي الأمم المتحدة بالوصول، كان من الصعب تحديد أنماط واتجاهات ومنهجية العنف الجنسي بشكل قاطع». وأضاف: «مع ذلك، أضع القوات المسلحة والأمنية الإسرائيلية تحت المراقبة تمهيدًا لاحتمال إدراجها في دورة التقرير القادمة، نظرًا للمخاوف الكبيرة من أنماط بعض أشكال العنف الجنسي التي وثقتها الأمم المتحدة باستمرار». ودعا غوتيريش الحكومة الإسرائيلية إلى اتخاذ الإجراءات اللازمة «لضمان الوقف الفوري لجميع أعمال العنف الجنسي»، مؤكدًا أنه يتوقع من إسرائيل أيضا «وضع وتنفيذ التزامات محددة زمنيًا»، بما في ذلك إصدار أوامر ضد العنف الجنسي والتحقيق في جميع الادعاءات الموثوقة. ومنذ حرب الإبادة، وصل عدد الأسرى الشهداء إلى 76، وهم فقط المعلومة هوياتهم. ووثقت مؤسسات الأسرى الفلسطينية العديد من الشهادات عن الجرائم الوحشية التي ترتكب بحق الأسرى في سجون الاحتلال، خصوصًا في المعتقلات السرية ومن بينها معتقل سديه تيمان الذي يُعقتل فيه أسرى من غزة. وفي أحدث التوثيقات، نشرت هيئة شؤون الأسرى والمحررين ونادي الأسير الفلسطيني، أواخر الشهر الماضي، شهادات جديدة لمجموعة من معتقلي قطاع غزة الذين تمت زيارتهم خلال شهر تموز/يوليو 2025، تُظهر جرائم «غير مسبوقة»، بالإضافة إلى ظروف احتجاز صعبة وجرائم طبية وتجويع ممنهج. وقدمت الشهادات من أسرى في معتقلات النقب، وعوفر، وسديه تيمان، والمسكوبية. وقالت الهيئة، إن هذه «الشهادات المستمرة تمثل جزءًا من مئات الإفادات التي وثقها معتقلو غزة، ممن تعرّضوا لجرائم تعذيب وتنكيل وإذلال، بما في ذلك الاعتداءات الجنسية، ما أسفر عن استشهاد العشرات، بينما لا يزال عدد آخر منهم رهن الإخفاء القسري». وأضافت أن واحدة من «الشهادات تضمنت قيام السجّانين بسكب الماء الساخن على جسد أحد المعتقلين، وأخرى تحدثت عن إجبار معتقلين على خلع ملابسهم والاعتداء عليهم بالضرب المبرّح». ‏»PPN»

مروان البرغوثي، ومتى يعلنون يوم القيامة؟
مروان البرغوثي، ومتى يعلنون يوم القيامة؟

الدستور

timeمنذ 3 ساعات

  • الدستور

مروان البرغوثي، ومتى يعلنون يوم القيامة؟

إنها إسرائيل. ولا يُعرف من أين تمتلئ تلك الرؤوس بنفايات أيديولوجية متطرفة؟ وزير الأمن القومي الإسرائيلي ظهر في فيديو، وهو يقتحم زنزانة الأسير الفلسطيني مروان البرغوثي، ويقف أمام البرغوثي مطلقًا تهديدات رعناء أمام الكاميرات. ونشر بن غفير على وسائل التواصل الاجتماعي، كما لو أنه حقق نصرًا عسكريًا ضد سجين أعزل في زنزانة، وقد قضى أكثر من عقدين في الحبس الانفرادي. صورة لحالة الهذيان والهستيريا الإسرائيلية، وما نتوقعه وما لا نتوقعه يمكن أن يحصل. إنها إسرائيل المنهكة في رمال غزة ودماء غزة، ووزير أمنها القومي يواجه ويهدد أسيرًا في زنزانة. وإنها إسرائيل التي تهدد دول الإقليم، وتحلم في مشروعها التوراتي الكبير والعظيم، من النيل إلى الفرات. استعراض هستيري لوزير دولة تملك ترسانة نووية، وجيشًا وأجهزة أمنية وعسكرية، وأمريكا ودول الغرب تقدم لها دعمًا عسكريًا واستخباراتيًا ولوجستيًا وسياسيًا مطلقًا وغير محدود. مروان البرغوثي رمز وطني فلسطيني، وله مكانة متقدمة في الوجدان الفلسطيني والعربي. بين جدران زنزانة البرغوثي ليس فراغًا، ولا جدارًا إسمنتيًا ونوافذ مغلقة، إنه مشروع لأمل وحلم شعب منكوب ومحاصر ومشرد وأرضه محتلة، ووطنه مسلوب. حاخامات أورشليم يعتقدون أن إسرائيل بحاجة إلى مزيد من الدماء والقتل والإبادة. ويقولون في التوراة: إن الله يغضب إن قُتل يهودي، ويفرح إن قتل يهودي «الأغيار»، ويعني الآخرين. القرنان العشرون والحادي والعشرون، هما قرنا اليهود. ولربما، ثمة سؤال مرير في فلسفة الأديان وتاريخ الأديان: ما هو المقدس، وأين الإنسان، وأين السماء؟ وهل حقيقي أن هذه الأسئلة باتت معطلة ولا جدوى من طرحها في زمن اليهود؟ وهل أن القوة هي الحقيقة المقدسة؟ من يملك السلاح النووي، ويملك طائرات أباتشي، ويملك الذكاء الاصطناعي، ويملك صواريخ عابرة للدول والقارات، هو الأقوى. في غزة تراجيديا للإبادة والموت والتجويع والحصار والتهجير. غطرسة لا متناهية، وبلغت في تعبير نتنياهو بصراحة أيديولوجية عن إيمانه أنه مرسل من الرب لتحقيق إسرائيل الكبرى. في الأمم المتحدة ظهر نتنياهو بخارطة لإسرائيل الكبرى، وتضم فلسطين والأردن وسورية، والعراق، ومصر، والسعودية، وأجزاء من تركيا. زمن الأنبياء والمرسلين انتهى. ولكن، نتنياهو عاد ليبشّر بالتكليف الرباني والسماوي!! نتنياهو وترامب لا يعملان فقط لتغيير المسارات الاستراتيجية في الشرق الأوسط، وتمزيق الخرائط وإعادة ترسيمها، وإنما لتغيير البنى اللاهوتية والفلسفية لشرق أوسط جديد.

الغرور والتطرف الإسرائيلي والازدراء للقيم الإنسانية
الغرور والتطرف الإسرائيلي والازدراء للقيم الإنسانية

الدستور

timeمنذ 3 ساعات

  • الدستور

الغرور والتطرف الإسرائيلي والازدراء للقيم الإنسانية

تصريحات بنيامين نتنياهو، رئيس وزراء دولة الاحتلال تمثل إعلانا واضحا عن نيتها في مواصلة العدوان على أراضي الدول المستقلة وتأتي تصريحاته بشأن ما يسمى مشروع «إسرائيل الكبرى» ضمن الانتهاكات الجسمية والمستمرة للقانون الدولي والجرائم «الشنيعة» التي ترتكبها حكومة الاحتلال لا سيما الاستمرار بممارسة الإبادة الجماعية في الأراضي الفلسطينية المحتلة . اعتراف رئيس وزراء حكومة الاحتلال المجرم بنيامين نتنياهو سفاح غزة قاتل الأطفال بأنه يحمل (مهمة تاريخية وروحية) لتحقيق هذه الفكرة الشريرة من النيل إلى الفرات، هو دليل واضح على نية فاشية لدى صناع القرار الإسرائيلي لانتهاك ومهاجمة وحدة أراضي وسيادة دول المنطقة والهيمنة على الدول الإسلامية، وأن اعترافات نتنياهو يجب إدانتها بشدة من قبل الأمين العام للأمم المتحدة ومنظمة التعاون الإسلامي وجميع الحكومات، باعتبارها انتهاكًا صارخًا لمبادئ وأهداف ميثاق الأمم المتحدة وقواعد القانون الدولي . وقال بنيامين نتنياهو في مقابلة مع قناة «آي 24» إنه يشعر بأنه في «مهمة تاريخية وروحية، وأنه «مرتبط بشدة برؤية إسرائيل الكبرى» ويهدف بذلك الى اقتطاع أجزاء من دول عربية وعلى حسب المزاعم الإسرائيلية وما تشير إليه معتقداتهم الفكرية تشمل ما يحلو لهم تسميتها بإسرائيل الكبرى مناطق تضم الأراضي الفلسطينية المحتلة وجزءا من الأردن ولبنان وسوريا ومصر وتحتوي العملة الإسرائيلية من فآه الأغورة الشيقل الإسرائيلي الجديد خارطة تجسد طموحات دولة الاحتلال بإقامتها لما يسمى بدولتهم المزعومة في غطرسة وعنجهية فارغة وتصريحات استعمارية مفضوحة تعد انتهاكا صارخا للقانونيين الدولية وتشكل تهديدا مستفزا غير مقبول لشعوب المنطقة وللسلم والأمن الإقليمي وتقوض أسس النظام الدولي القائم على احترام السيادة للدول وحقوق الشعوب في تقرير مصيرها . في ظل ممارسة حرب الإبادة وتصعيد أدوات تنفيذها عبر الإعلان عن احتلال كامل قطاع غزة واستمرار الوضع الكارثي وفرض الجوع والعطش تأتي مزاعم التصريحات الأخيرة لرئيس حكومة الاحتلال نتنياهو التي قال فيها إن جيشه يمكنه قصف غزة كما قصفت مدينة درسدن الألمانية في الحرب العالمية الثانية حيث يكشف عن عقلية الغرور والتطرف وازدراء واضح للقيم الإنسانية والقانون الدولي الإنساني . ويكفى وفي هذا المجال أن نشير إلى أن عدد النساء والأطفال الذين استشهدوا في قطاع غزة يفوق أضعاف ضحايا مدينة درسدن الألمانية، وأن حجم القنابل التي ألقيت على غزة يتجاوز أضعاف ما ألقي على تلك المدينة خلال الحرب العالمية الثانية، ويعكس اختيار نتنياهو لمدينة درسدن رمزا للإبادة والجريمة حجم التطرف والحقد والقتل ويمثل مؤشرا خطيرا على مستوى الانحطاط الأخلاقي والسياسي الذي بلغته حكومته في محاولة منها لخداع العالم بعد أن كشف زيفها ومضمون رسالتها الإعلامية الخادعة الكاذبة والمضللة . وتشكل هذه التصريحات تحريضا مباشرا على ارتكاب مزيد من الجرائم واعترافا ضمنيا بالمسؤولية عن ارتكاب جرائم ضد الإنسانية، وهو ما يستدعي موقفا دوليا حاسما إزاء تصريحاته، وما كان لمثل هذا التبجح والغرور والتطرف أن يكون بدون الحصانة والوصاية الأميركية التي تدعم وتحمي مواقف حكومة اليمين المتطرفة . يجب على المجتمع الدولي التحرك لوقف هذا الجنون من التطرف والفاشية وفرض العقوبات وعزل حكومة الاحتلال واتخاذ إجراءات جادة وفورية من قبل الدول العربية والإسلامية لتقديم المساعدة بشكل عاجل وسريع الى سكان غزة والتصدي لسياسات الاحتلال والفصل العنصري ووقف الإبادة الجماعية وملاحقة ومعاقبة القتلة المجرمين من قادة الاحتلال الإسرائيلي المجرم .

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store