logo
الصحافة الإسرائيلية: كيف تبدو إسرائيل بعد 12 يوما من الضربات الإيرانية؟

الصحافة الإسرائيلية: كيف تبدو إسرائيل بعد 12 يوما من الضربات الإيرانية؟

الجزيرةمنذ 4 ساعات

تناولت صحف إسرائيلية عدّة حال البلاد بعد الحرب التي استمرت 12 يومًا مع إيران، متوقفة عند دلالة أن يُلقى على الإنسان طنّ من المتفجرات، وكيف فقدت إسرائيل السيطرة على مسار الحرب التي لم تنتهِ بعد في غزة.
وقد تناولت صحيفة "هآرتس" الموضوع في تقريرين مختلفين، ركز أولهما على نظرة الإسرائيليين للحرب بعد ما عايشوه من قصف إيراني، في حين ركز الثاني على مدى إمكان التوصل إلى اتفاق نووي، وعلى التنازلات التي يمكن أن يقدمها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في هذا السياق.
ومن ناحيتها، ركزت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" اهتمامها على ما حققته إسرائيل من حملتها العسكرية على إيران، دون أن تنسى كيف وجد نتنياهو نفسه فجأة هدفا لغضب الرئيس الأميركي دونالد ترامب ، وفقد تحكمه بمسار الحرب.
أما موقع "+972" فرأى أن الإسرائيليين الذين أثارت لديهم الصواريخ الإيرانية قلقا وجوديا، سيظل شعورهم المحطم بالحصانة ملازما، حتى لو صمد وقف إطلاق النار.
حان وقف الحروب
وقالت هآرتس إن الوقت حان للتوقف والنظر إلى المدنيين الذين يدفعون الثمن، لإدراك أنه آن للحروب التي ابتليت بها منطقة الشرق الأوسط أن تتوقف، مشيرة إلى أن الإسرائيليين اعتادوا حلقات متكررة من صفارات الإنذار، ووقف إطلاق النار، لكن الحرب مع إيران بدت لهم مختلفة.
وأوضحت الصحيفة -في تقرير بقلم شيرين فلاح صعب- أن أول صاروخ إيراني لم يصب قلب تل أبيب فحسب، بل أصاب أيضا صمود الإسرائيليين الجماعي، ليدركوا أن إسرائيل ليست بمنأى عن القصف، وليروا بشاعة الحرب والثمن الذي يدفعه المدنيون الأبرياء في الصواريخ التي تسقط على رامات غان وطمرة ومدن أخرى.
وذكر الكاتب أن الصواريخ الإيرانية ضيقت الفجوة بين إسرائيل و غزة بشكل وحشي، حتى إن صور الدمار من تل أبيب ورامات غان أصبحت تذكر بصور بيت لاهيا و مدينة غزة ، حتى يفهم المرء ما يعنيه أن يُلقى عليك طن ونصف من المتفجرات.
وخلص الكاتب إلى أن إسرائيل لو نظرت إلى غزة، لا من خلال وعود "النصر الكامل" والاعتبارات الأمنية، بل من خلال عيون طفل محروم من الحماية، أو أم عاجزة عن حماية أطفالها، لربما طورت فهما أخلاقيا أعمق للعواقب المدمرة لاستمرار الحرب.
توازن ردع جديد
وفي مقال آخر قلم عاموس هرئيل، ذكرت الصحيفة أن غزة ما دامت جرحًا داميًا ومؤلمًا، ستظل تكلف إسرائيل ثمنا باهظا بسبب عدم رغبة نتنياهو في السعي لإنهاء الحرب هناك، محاولا الترويج لقصة جديدة عن نصر شامل على الجبهة الإيرانية، لتبقى غزة مع الرهائن والقتلى، وحملة عسكرية عبثية تزهق أرواح العديد من المدنيين الفلسطينيين دون أن تنهي الصراع.
وتساءلت الصحيفة، إذا صمد وقف إطلاق النار، فهل تستطيع الولايات المتحدة التوصل إلى اتفاق نووي أكثر صرامة مع إيران، وهل وافق نتنياهو على تقديم تنازلات في غزة؟
وذكر الكاتب أن إعلان وقف إطلاق النار جاء صباح الثلاثاء بروحِ وأسلوب ترامب الذي قال "جاءتني إسرائيل وإيران في وقت واحد تقريبا، وقالتا: سلام! … ستشهد كلتا الدولتين حبا وسلاما وازدهارا هائلا في مستقبلهما".
لو نظرت إسرائيل إلى غزة، لا من خلال وعود "النصر الكامل" والاعتبارات الأمنية، بل من خلال عيون طفل محروم من الحماية، لربما طورت فهما أخلاقيا أعمق للعواقب المدمرة لاستمرار الحرب
وأعرب ترامب عن غضبه من التهديد بمهاجمة إيران، وحث إسرائيل على "إعادة طياريها إلى الوطن فورا"، وهاجم إسرائيل علنا على غير عادته، قائلا "لست راضيا عنهم. لست راضيا عن إيران أيضا، لكنني مستاء حقا إذا خرجت إسرائيل هذا الصباح"، مشيرا إلى أن كلا البلدين انتهكا وقف إطلاق النار.
ومع ذلك رأى الكاتب أن القصف لم يعق البرنامج النووي الإيراني فحسب، بل أسس أيضا لتوازن ردع جديد، حيث أدرك النظام في طهران أنّ استثماره مئات المليارات من الدولارات في برامجه النووية والصاروخية، وفي دعم المنظمات في جميع أنحاء الشرق الأوسط، قد فشل.
ومن جانبه، أصدر نتنياهو بيانا مفصلا أعلن فيه زوال "التهديد الوجودي المزدوج الفوري النووي والباليستي"، وأن الحرب انتهت بعد أن حققت إسرائيل جميع أهدافها، وحذر من رد قوي على أي انتهاكات إيرانية.
وختم عاموس هرئيل بأن ترامب، هو الآخر لم يتخل عن حلمه بتحالف إقليمي جديد، يضم إسرائيل ودول الخليج السنية، ربما يكسبه أيضا جائزة نوبل للسلام.
هدف لغضب ترامب
أما صحيفة تايمز أوف إسرائيل، فركزت -في تحليل بقلم لازار بيرمان- على النتائج، واستغربت كيف وجد نتنياهو نفسه فجأة هدفا لغضب ترامب بعد الضربات الأميركية على إيران، منبهة إلى أن برنامج طهران النووي تراجع، ولكن ليس إلى الأبد.
وأشار الكاتب إلى أن ترامب عندما هنأ كلا البلدين في بيانه لوقف إطلاق النار على "صمودهما وشجاعتهما وذكائهما"، كان من الصعب الجزم بأن أحدهما أقرب حليف لبلاده في الشرق الأوسط، والآخر عدو لدود.
ألقى ترامب باللوم على كلا البلدين لانتهاك وقف إطلاق النار وقال "لدينا في الأساس دولتان تتقاتلان منذ فترة طويلة وبشدة لدرجة أنهما لا تعرفان ما تفعلانه".
وخلص لازار بيرمان إلى أن نتائج هذه العملية ستعتمد من الآن فصاعدا على ترامب الذي تعهد بأن إيران لن تحصل على سلاح نووي في عهده، ولكن الإيرانيين يدركون أن البيت الأبيض سيستقبل رئيسا جديدا بحلول عام 2029، وقد تجد إسرائيل نفسها تواجه قرارات متجددة بشأن البرنامج النووي الإيراني.
وفي نفس السياق، خلص موقع +972 إلى أن إعلان نتنياهو أن إسرائيل "أزالت تهديدا وجوديا" بهجماتها على إيران، لا يعني أن "الروتين" الذي يعود إليه الإسرائيليون لم يعد حروبا دائمة، حيث يواصل جيشهم إحداث كارثة في غزة.
وختم أورين زيف تقريره للموقع بأن نهاية صواريخ إيران قد تعيد شعور الإسرائيليين بالأمان، ولكن شعورهم السابق بالحصانة سيستغرق وقتا أطول بكثير قبل العودة.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

إعلام إسرائيلي: صور الجزيرة تكذّب رواية الجيش بشأن كمين خان يونس
إعلام إسرائيلي: صور الجزيرة تكذّب رواية الجيش بشأن كمين خان يونس

الجزيرة

timeمنذ 31 دقائق

  • الجزيرة

إعلام إسرائيلي: صور الجزيرة تكذّب رواية الجيش بشأن كمين خان يونس

نقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن ضابط كبير في الجيش أن المشاهد التي بثتها كتائب القسام -الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)- لاستهداف ناقلتي جند "مخزية ولا تضفي احترما على الجيش"، وقالت إنها مخالفة لما أعلنه الجيش. وأضافت أن التحقيق الذي جرى في هذه العملية أظهر فشلا أمنيا، مشيرة إلى أن 4 حوادث مماثلة وقعت ضد الفرقة 36 -التي تعرضت للهجوم الأخير- خلال الشهر الماضي. وأشارت إلى أنه -وخلافا للتقييم الأولي- أظهرت المشاهد التي بثتها الجزيرة للكمين أن مقاتل القسام صعد على المدرعة وألقى فيها عبوة. بدوره، قال رئيس الأركان الإسرائيلي إيال زامير إن المعركة "لم تنتهِ بعد، ونحن أمام تحديات كبيرة"، مضيفا أن على الجيش مواصلة العمل لتحقيق أهداف الحرب بإعادة الرهائن (الأسرى) وتقويض سلطة حماس. وفي وقت سابق اليوم، عرضت الجزيرة مشاهد العملية التي نفذتها القسام في منطقة معن بمدينة خان يونس جنوب قطاع غزة ، والتي استهدفت ناقلتي جند إسرائيليتين. وأسفرت العملية عن مقتل ضابط و6 جنود وإصابة عدد كبير من الجنود، بعدما عجز الجيش عن إطفاء النار التي اشتعلت في ناقلة جند، بعدما ألصق بها أحد المقاتلين عبوة ناسفة. وتم استدعاء قوات إطفاء عسكرية إلى المكان، وبذلت جهودا لإطفاء الناقلة المشتعلة، لكنها لم تتمكن من فعل شيء كما قالت إذاعة جيش الاحتلال. كما تم إحضار جرافة من نوع "دي 9" (D9) إلى الموقع وغطت الناقلة بالرمال في محاولة لإطفائها، لكن كل محاولات الإطفاء باءت بالفشل. وإزاء ذلك، تم اتخاذ قرار في الميدان بسحب ناقلة الجنود وهي لا تزال مشتعلة، وبالفعل تم جرها أولا إلى شارع صلاح الدين في خان يونس، ومن هناك إلى خارج قطاع غزة، بينما كان العسكريون السبعة لا يزالون بداخلها.

أمير قطر ورئيس الإمارات يدعوان لانتهاج الحوار والدبلوماسية لحل أزمات المنطقة
أمير قطر ورئيس الإمارات يدعوان لانتهاج الحوار والدبلوماسية لحل أزمات المنطقة

الجزيرة

timeمنذ 31 دقائق

  • الجزيرة

أمير قطر ورئيس الإمارات يدعوان لانتهاج الحوار والدبلوماسية لحل أزمات المنطقة

دعا أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني ورئيس دولة الإمارات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان لانتهاج الحوار والحلول الدبلوماسية لحل أزمات المنطقة والحفاظ على الأمن الإقليمي والعالمي. وبحث أمير قطر مع رئيس دولة الإمارات الذي أجرى اليوم الأربعاء زيارة قصيرة للدوحة "مستجدات الأوضاع الإقليمية والجهود المبذولة لتحقيق السلام"، وفق ما ذكرت وكالة الأنباء القطرية الرسمية (قنا). وتناول الطرفان بشكل خاص -وفق الوكالة- الأوضاع الراهنة في المنطقة إثر إعلان اتفاق وقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل. وعبر الشيخ تميم عن بالغ تقديره لرئيس الإمارات "على تضامنه ومشاعره الصادقة، وموقف بلاده تجاه دولة قطر وشعبها" إثر الهجوم العسكري الإيراني الأخير على قاعدة العديد. وقال -في منشور عبر حسابه الرسمي على منصة إكس- "بحثت مع أخي سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان في الدوحة سبل تعزيز أوجه التعاون المتميز للبلدين في ضوء ما يجمع شعبينا الشقيقين من أواصر الأخوة المتبادلة. تطرقنا للتصعيد الأخير الذي شهدته المنطقة وتداعياته الجسيمة عليها، ونكثف جهودنا المشتركة لضمان أمن واستقرار المنطقة وسلامة شعوبها". من جهته شدد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان على "تضامن بلاده مع دولة قطر ووقوفها إلى جانبها إثر الهجوم الذي استهدف أراضيها"، مؤكدا دعم الإمارات "لجميع الإجراءات التي تتخذها قطر للحفاظ على سيادتها وأمنها وسلامة شعبها". كما أشاد بالجهود التي بذلتها قطر في سبيل "تيسير التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل".

ترامب: إيران خاضت الحرب بشجاعة وقد نتفاوض معها الأسبوع المقبل
ترامب: إيران خاضت الحرب بشجاعة وقد نتفاوض معها الأسبوع المقبل

الجزيرة

timeمنذ ساعة واحدة

  • الجزيرة

ترامب: إيران خاضت الحرب بشجاعة وقد نتفاوض معها الأسبوع المقبل

أثنى الرئيس الأميركي دونالد ترامب الأربعاء على شجاعة إيران القتالية، مؤكدا انتهاء الحرب بينها وإسرائيل انطلاقا من إجهاد الطرفين ورغبتهما في السلام. وكشف ترامب، في مؤتمر صحفي رفقة وزيريه للخارجية والدفاع على هامش قمة لحلف الناتو في هولندا، أن إدارته بصدد العودة للتفاوض مع الإيرانيين، وأضاف "قد نتواصل مع الإيرانيين الأسبوع المقبل". وقال الرئيس الأميركي إن "إيران خاضت حربا بشجاعة والإيرانيون يريدون المال لإعادة بناء دولتهم، والصين يمكنها شراء النفط منهم"، وشدد على أن الحرب بين إيران وإسرائيل قد انتهت، "وقد أطلب من إيران تعهدا بعدم استئناف نشاطاتها النووية". وجدد ترامب التذكير بجهوده في حمل إسرائيل على قبول وقف إطلاق النار إلى حد أن "52 طائرة إسرائيلية كانت متجهة إلى إيران لترد على ما ظنوا أنه انتهاك لوقف إطلاق النار وطلبت منها العودة". وجاء في تصريحات الرئيس الأميركي "إسرائيل وإيران مجهدتان وقد وافقتا على وقف الحرب". واستبعد الرئيس الأميركي إقدام أي من إسرائيل وإيران على مهاجمة الأخرى بعد هذه الحرب التي استمرت 12 يوما وألحقت خسائر كبيرة بالطرفين. في السياق ذاته، جدد الرئيس الأميركي التأكيد على أن قواته تمكّنت من تدمير المفاعلات النووية الإيرانية عبر قنابل خارقة للتحصينات ألقتها قاذفات بي 2 في 22 يونيو/حزيران الجاري. وانتقد ما سماها "وسائل إعلام كاذبة في الولايات المتحدة تشكك في نتائج ضرباتنا في إيران". ووفق ترامب، فإن الضربات الأميركية حصلت قبل أن تتمكن طهران من نقل أي مواد نووية من المنشآت. وقال "دمرنا مواقع إيران النووية بشكل كامل وسنطلعكم على التقارير بعد أيام". وأضاف "لدينا جيش رائع، وقد أوضحت هجماتنا في إيران قوة الردع الأميركية". ونُقل عن بيان لهيئة الطاقة الذرية الإسرائيلية أن الهجمات نجحت في تأخير برنامج إيران النووي لسنوات. من جانبه، قال وزير الخارجية الأميركي مارك روبيو إن واشنطن ترغب في محادثات مباشرة مع إيران "وقد نتواصل مع الإيرانيين الأسبوع المقبل". وأضاف أن الرئيس ترامب مهتم بالسلام "ونرغب في إقامة علاقات سلمية مع كل الدول".

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store