logo
"ميت غالا 2025" يحتفي بالإرث الثقافي ويتحدى مفاهيم الموضة

"ميت غالا 2025" يحتفي بالإرث الثقافي ويتحدى مفاهيم الموضة

خليج تايمز٠٧-٠٥-٢٠٢٥

عندما أعلن حفل ميت غالا عن موضوعه لعام 2025 - "Superfine: Tailoring Black Style" (الإتقان والرقي: صياغة الأناقة السوداء) - كان على الجميع تقريباً أن يتعلموا درساً في التاريخ. أعادنا هذا الحدث تحديداً إلى التاريخ الأمريكي وإلى ماضٍ مظلم حيث عانت شريحة كبيرة من المجتمع من الاضطهاد لسنوات على يد الأغلبية الأخرى في البلاد.
على عكس المواضيع الخيالية الطريفة أو الحالمة التي طغت على السنوات الماضية — مثل "كارل لاغرفيلد: خط من الجمال" (2023)، و"في أمريكا: مختارات من الموضة" (2022)، و"ملاحظات عن الموضة" (2019) — حمل موضوع عام 2025، طابعاً ثقافياً عميقاً. حيث لم يتم ارتداء الأزياء من أجل الخيال، بل من أجل الإرث الثقافي. ولم يكن الأمر هروباً من الواقع، بل احتفاءً بالتاريخ، والانتماء، وحق الظهور والتمثيل العادل.
المفهوم والتصور
لم تكن شخصية "الداندي الأسود" خلال نهضة هارلم مجرّد استعراض للزهو أو الموضة، بل كانت تعبيراً صريحاً على الكرامة في مجتمع اعتاد إنكارها. وكما كانت الداندية في أوروبا تمرّداً على التقاليد، تحولت الداندية السوداء إلى مقاومة صامتة في أمريكا القرن العشرين. فمن خلال الأناقة المصمّمة بعناية، غيّر هؤلاء الأفراد نظرة المجتمع، حيث كانت الأزياء وسيلتهم ليقولوا: نحن حاضرون، واثقون، وسادة أنفسنا، رغم كل ما يُحاك لإقصائنا.
رغم أن الداندية السوداء كثيراً ما تُربط بالولايات المتحدة، إلا أنها لا تقتصر عليها. ففي أمريكا اللاتينية والكاريبي وأمريكا الجنوبية، لجأ الكثير من الأفراد السود إلى الأزياء كوسيلة للتعبير عن هويتهم وفكرهم واستقلالهم. هذا الامتداد العالمي هو ما يجعل الظاهرة ثرية ومؤثرة — فهي ليست مجرد أسلوب، بل مقاومة بصرية للقيود المفروضة.
سلّط كتّاب مثل جيسون جولز، ولا سيما في أعمال مثل Black Ivy ، الضوء على كيف تحوّلت الموضة إلى أداة مقاومة خفيةً وحادة. ففي هذه السرديات، في هذه الرؤية، لا يمثل الداندي مجرد رمز للأناقة، بل شخصية تزعزع الصور النمطية حول الهوية السوداء من خلال طلّة أنيقة ووعي ذاتي قوي.
تاريخياً، جسدت شخصيات مثل راؤول غويرا من بوينس آيرس، ووي. بي. دو بوا من أتلانتا، وجوزفين بيكر من سانت لويس، روح التحدي بأناقة. ولعل من أبرز الأمثلة على ذلك جوليوس سوبيس، الذي وُلد عبداً في جزيرة سانت كيتس الكاريبية عام 1754. في سن العاشرة، نُقل إلى بريطانيا، وفي النهاية حررته كاثرين دوغلاس، دوقة كوينزبيري، التي عاملته كفرد من عائلته لا كخادم.
هذه المصادفة الاستثنائية أتاحت له فرصة الانخراط في المجتمع البريطاني النخبوي - وهو مجالٌ كان شبه مستحيل على معظم السود في ذلك الوقت. لم يكتفِ يوليوس بتعلم الرياضات الأرستقراطية كالمبارزة والفروسية، بل أجاد التعامل مع المجتمع الراقي بسحرٍ ومهارةٍ جعلته من المشاهير في العصر الجورجي. تُعدّ قصته تذكيراً قوياً بأن أسلوب الداندي الأسود كان دائماً يتجاوز الجماليات، بل كان يتعلق بالظهور والفاعلية ورفض التقيد بتوقعات المجتمع.
ماذا يعني هذا الموضوع بالنسبة لموضة اليوم
شهدت الخياطة المعاصرة عودةً قويةً في السنوات الأخيرة - ستراتٌ مربعةٌ مُصممةٌ خصيصاً لفترة ما بعد الألفية، وبدلاتٌ تناسب الجنسين، ومعاطفٌ واسعة، كلها تُشير إلى شغفٍ بالتصميم. لكن حفل ميت غالا هذا طرح سؤالًا: من يُقرر معنى الخياطة، وماذا تعني لك؟ إنَّ الجزء المُخصص لك من الموضوع هو المكان الذي أرادوا فيه لضيوفهم استكشاف هويتهم الذاتية والتعبير عنها. في سياق اليوم، يُمكن لهذا الموضوع " أن يتجاوز حدود ميت غالا بكثير. يُعيد المصممون بالفعل تصوّر الخياطة، ليس فقط من حيث المقاس، بل من حيث الإبداع - من يُقصّ ويخيط ويُرى. نشهد قصاتٍ مرنةً للجنسين، وورش عملٍ مملوكةٍ للسود تُعطي الأولوية للحرف اليدوية التقليدية، ومصممي أزياء يستخدمون الخياطة كأداةٍ لاستعادة التراث.
أفضل 7 إطلالات في حفل "ميت غالا" 2025
كان الطقم الثلاثي المخصص الذي ارتدته زندايا من تصميم "لويس فويتون"، بإبداع فيريل ويليامز وتنسيق لَو روش، درساً في الدقة وتحية للتاريخ. تميزت الإطلالة البيضاء بالكامل ببليزر مصمم بدقة مع تفاصيل ثعبان فضية، وسروال واسع الأرجل من الأسفل، وسترة مطابقة، اكتملت بقبعة دراماتيكية عريضة الحواف. شكّلت الإطلالة تحية لبدلة زفاف بيانكا جاغر الشهيرة في عام 1971، كما حملت إشارات إلى بدلات "زوت" من أربعينيات القرن الماضي، وهي رموز للهوية الثقافية والمقاومة لدى السود. وأضاف خاتم خطوبتها من الألماس بوزن 5.02 قيراط لمسة شخصية وعصرية للمظهر.
قدّمت تيانا تايلور، بالتعاون مع مصممة الأزياء الشهيرة روث إي. كارتر، إطلالة مسرحية مستوحاة من بدلات "زوت" بلون عنابي داكن، ذات طابع رمزي قوي. شملت الإطلالة بدلة بخطوط رفيعة، وصدرية من المخمل الأحمر، ومعطفاً طويلاً يصل للكاحل، ورداءً مزيناً بكتفَين بارزَين ومطرزاً بعبارة "هارلم روز"، المستوحاة من أغنيتها لعام 2018. واستكملت تايلور مظهرها بقبعة "فيدورا" مزينة بالريش، وقفازات حمراء، وصولجان، و"دوراغ" له ذيل مطوي، لتجسد من خلالها تكريماً أنيقاً لأسلوب "الداندية السوداء" وإرث هارلم الثقافي.
في مشاركته الأولى بحفل "ميت غالا"، اختار ديليجيت دوسانج إطلالة تحتفي بجذوره البنجابية، من تصميم برابال غورونغ. الإطلالة جاءت بلون عاجي، مستوحاة من زي الشرواني، ورافقها عمامة مزيّنة بالمجوهرات وريشة بيضاء، وسيف تقليدي (كيربان) بيده. الرداء المطرّز بحروف الغورموخي وخريطة البنجاب أضفى لمسة ثقافية عميقة على الظهور اللافت.
تألقت ناتاشا بونوالا بإطلالة تخطف الأنفاس من توقيع مانيش مالهوترا، مزجت فيها التراث الهندي الفاخر بلمسة غربية عصرية. تنورتها المصمّمة على شكل ذيل سمكة كانت مصنوعة من ساريين عتيقين من "بارسي غارا"، مليئين بالتطريزات الدقيقة. واكتملت اللوحة بسترة سوداء ذات تصميم حاد وبطانة أرجوانية ملكية، وربطة عنق دانتيل منحوتة من "أتيليه بيسر". أما لمسة الأناقة الأخيرة، فكانت حقيبة "شانيل" صغيرة مطرزة باللؤلؤ — لتجسّد إطلالة فريدة تنطق بالفخامة والهوية.
في ظهور مفعم بالابتكار، دمجت مونا باتيل — رائدة التكنولوجيا — الموضة بالتقنية في "ميت غالا"، بإطلالة من تصميم توم براون. ارتدت بدلة مشدودة عند الخصر، مع ظهر شفاف ورداء طويل ينبض بالدراما. أكملت الإطلالة بقبعة عريضة وكلب آلي صغير يدعى "فيكتور" من تصميم معهد "ام ال تي"، في مشهد يرمز لالتقاء الخياطة الكلاسيكية بالمستقبل الرقمي.
أطلّ العارض ألتون ماسون بإطلالة مستوحاة من أسطورة الهيب هوب سليك ريك، صممت خصيصاً له من "بوس". شملت الإطلالة معطفاً أسوداً طويلاً بأكتاف قوية، وسترة فضية ضيّقة الخصر بأكمام طويلة وفتحة على شكل قلب في منطقة الصدر. أضاف الرقعة الفضية المزيّنة بعين والقبعة السوداء لمسة جمالية تجمع بين الموضة الراقية والأسلوب الأفرو-مستقبلي.
في مزيج فني بارع بين الماضي والمستقبل، تألقت جانيل موناي بإطلالة من توم براون جسّدت ثيمة الحفل بذكاء بصري. ارتدت معطفاً بتقنية " ترومب لوي" يُحاكي سترة كلاسيكية مزينة بشرائط مطرزة، وتحتها تنورة طويلة أنيقة. أما الإكسسوارات فكانت تحفة رمزية: قبعة بولر مع عدسة على هيئة ساعة وبروش ألماسي يرمز إلى التغيير تحت الضغط. الإطلالة جمعت بين أناقة الثلاثينيات وجرأة الحاضر.
عكس حفل "ميت غالا" 2025 ذاكرة صناعة الموضة، وطرح سؤالاً يتجاوز من يُسمح له بالظهور، إلى من يُمنح حق القصّ والتشكيل. لم يكن تسليط الضوء على الخياطة السوداء مجرد تصحيح لثغرة ثقافية، بل كان مواجهة للنخبة بمدى تغلغل الأسلوب الأسود في تفاصيل الفخامة والموضة والسلطة. والأهم من ذلك، أنه أعاد تعريف معنى "الخياطة" في القرن الحادي والعشرين — كأداة للتمرد، والسيولة، والتعبير الذاتي المستقل.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

صالون الشارقة الثقافي يبحث أسئلة أدب الطفل
صالون الشارقة الثقافي يبحث أسئلة أدب الطفل

صحيفة الخليج

timeمنذ ساعة واحدة

  • صحيفة الخليج

صالون الشارقة الثقافي يبحث أسئلة أدب الطفل

الشارقة: ريد السويدي نظم المكتب الثقافي في المجلس الأعلى لشؤون الأسرة، صالون الشارقة الثقافي بعنوان «مؤلفات الأطفال بين الشغف الذاتي والتأثير الخارجي»، في مسرح المجلس، شاركت فيه د. بديعة الهاشمي، اختصاصية أدب أطفال، أميرة المرزوقي رئيس قسم الاستشارات النفسية والأسرية -إدارة التنمية الأسرية، وجواهر الكعبي، مدير برامج الآداب واللغات مؤسسة ربع قرن لصناعة القادة والمبتكرين، وأدارت الصالون نجيبة الرفاعي. وناقش الصالون عدة محاور منها تساؤل حول الكتابة للطفل، أيهما الأفضل الأدب الذي كُتب للطفل أو الذي كتبه الطفل بنفسه؟، وهل تعتبر القصص التي كتبها الأطفال ونشرت بالفعل إضافة للأدب المحلي والعالمي أم مجرد تجارب طفولية لا ترقى لمستوى الكتابة الأدبية الإبداعية؟ وأكدت د. بديعة الهاشمي، أن تحديد الأفضلية غير مرتبط بكاتب القصة، بل بمدى تحقيقها لمعايير كتابة القصص خاصة سلامة اللغة، وهذه الظاهرة موجودة قبل سنوات، ولكنها اليوم ظهرت بشكل أكبر بسبب انتشار وسائل التواصل الاجتماعي، وعلينا أن نكون حذرين عند نشر كتاب خاص بطفل، فنحن هنا نحمّل الطفل مسؤولية كبيرة، فعليه عندها أن يواجه الجمهور ويجيب عن تساؤلاتهم ويتقبل النقد من دون أن يتأثر بشكل سلبي، ويجب أن تتوفر لدى الطفل الرغبة الحقيقية في الكتابة والنشر، ويتضمن عمله شروطاً محددة ومعايير وأفكاراً مؤثرة وقيماً ومعاني. ولفتت إلى أن الكتابة وسيلة من وسائل التعبير، وشكل من أشكال الموهبة كالرسم مثلاً أو الموسيقى، ويجب أن نقدر موهبة الطفل ونصقلها ونشجعه وندعمه، ولكن يمكنه أن ينشر مثلاً ضمن نطاق ضيق ومحدد كالمدرسة أو المجلات المخصصة للطفل، ولكن إصدار كتاب باسمه يضعه تحت ضغوط ومسؤوليات تفوق سنوات عمره. * حصيلة أميرة المرزوقي قالت: «يمتلك الطفل حصيلة لغوية كافية لتأليف قصة من عمر ست سنوات، ولكن النشر المبكر، ووضع الطفل تحت أضواء الشهرة في عمر صغير، له بلا شك سلبيات تفوق الإيجابيات، خاصة مع وجود ضغوط نفسية على الطفل من قبل الأهل الذين يرغبون في رؤية طفلهم مشهوراً، وصاحب كتب ومؤلفات، فالطفل عندها سيحمل عبئاً يفوق سنوات عمره، ولن يعيش عمره الحقيقي، وسيحمل معه هذه التأثيرات السلبية حتى بعد أن يكبر، خاصة إن لم يكن يمتلك الدافع الحقيقي للكتابة والنشر، بل هو ينفذ رغبات والديه فقط، وأي نقص أو نقد سلبي أو فشل سيدفع الطفل للعيش في قلق وتوتر مستمرين، وسيشعر باستمرار بالإحباط، وبالمقابل فإن وصول الطفل للأضواء والشهرة في سن مبكرة سينعكس بالسلب على شخصيته، فنحن نبحث عن الوسطية لتحقيق التوازن لنفسية الطفل، فالشهرة ترفع من تقديره لذاته لدرجة تصل به إلى الغرور، وهذا أمر مرفوض. * دافع جواهر الكعبي أكدت أنه لا ينبغي الضغط على الطفل أو دفعه للكتابة والنشر إن لم يتوفر لديه دافع ذاتي، وفي حال وجود هذا الدافع يجب تشجيع الطفل على تنمية موهبته من خلال تكثيف القراءة وحضور ورش الكتابة والقراءة والنشر في مجلات الأطفال، وتجنب إصدار كتاب في عمر صغير، تجنباً لسلبيات الشهرة. وأوضحت أن الكتابة وسيلة ممتازة للتعبير عن النفس والمشاعر، وتجربة يكتشف الشخص فيها نفسه، والكاتب بعد النشر يشارك أفكاره مع الآخرين ويستفيد من نقدهم وآرائهم، وبالتالي يمكننا اعتبار أي كتاب منشور هو نتاج نهائي وضع تحت مجهر النقد سواء الإيجابي أو السلبي.

بيلي إيليش.. فنانة العام بأرفع الجوائز
بيلي إيليش.. فنانة العام بأرفع الجوائز

الإمارات اليوم

timeمنذ 19 ساعات

  • الإمارات اليوم

بيلي إيليش.. فنانة العام بأرفع الجوائز

حصلت مغنية البوب، ​​بيلي إيليش، صاحبة أغنية «بيردز أوف أ-فيذر»، أول من أمس، على أعلى جائزة في حفل توزيع جوائز الموسيقى الأميركية، إذ فازت بجائزة فنانة العام في احتفال أقيم في لاس فيغاس يتم اختيار الفائزين فيه بناء على تصويت الجمهور. وتفوقت إيليش في هذه الفئة على تايلور سويفت وكندريك لامار وسابرينا كاربنتر ومورغان والين، ومرشحين آخرين، كما حصدت الجوائز في جميع الفئات السبع التي رُشحت لها، والتي كان منها ألبوم العام، وأفضل فنان يقوم بجولات. وقالت إيليش، في رسالة مصورة من أوروبا التي تقوم فيها بجولة غنائية: «هذا أمر جنوني، أشعر بأنني عاجزة عن التعبير.. أتمنى لو كنت هناك الليلة». وافتتحت المغنية جينيفر لوبيز، مقدمة الحفل، الاحتفالات بعروض الغناء والرقص على أنغام مزيجة مدتها ست دقائق من 23 أغنية ناجحة للمرشحين. وكُرّمت المغنية الأميركية، جانيت جاكسون، في الحفل بمنحها جائزة الأيقونة، وهي جائزة تمنح للفنانين الذين لهم تأثير عالمي. وتسلم مغني البوب، رود ستيوارت (80 عاماً)، جائزة الإنجاز مدى الحياة، ورقص وغنّى على أنغام أغنية له أصدرها عام 1984. . تفوقت إيليش على تايلور سويفت وكندريك لامار وسابرينا كاربنتر ومورغان والين.

«شعراء طريق الحرير»: محمد بن راشد صاغ مدينة تشبه القصيدة
«شعراء طريق الحرير»: محمد بن راشد صاغ مدينة تشبه القصيدة

الإمارات اليوم

timeمنذ 19 ساعات

  • الإمارات اليوم

«شعراء طريق الحرير»: محمد بن راشد صاغ مدينة تشبه القصيدة

احتفى منتدى طريق الحرير العالمي باختيار صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، «الشخصية الأدبية الملهمة لشعراء طريق الحرير»، وذلك لما يتمتع به سموه من رؤية استثنائية جعلت من إمارة دبي مركزاً حضارياً وجسراً يربط بين الشرق والغرب، مستلهمة مفهوم طريق الحرير القديم، لكن برؤية عصرية وروح إماراتية. وتسلم التكريم عضو مجلس إدارة مؤسسة مكتبة محمد بن راشد آل مكتوم، الدكتور محمد سالم المزروعي، كما تسلم لوحة فنية لسموه مرسومة بالحبر الصيني التقليدي، أبدعها رئيس جمعية الفنون الجميلة في جامعة نورث ويسترن بوليتكنك، الفنان بن غودينغ، ولوحة ثانية لسموّ الشيخة لطيفة بنت محمد بن راشد آل مكتوم، رئيسة هيئة الثقافة والفنون في دبي، أبدعتها الفنانة الصينية هونغ لينغ. جاء ذلك خلال حفل توزيع جوائز النسخة الخامسة من مهرجان طريق الحرير الدولي للشعر، التابع لمنتدى طريق الحرير العالمي، الذي استضافته مكتبة محمد بن راشد، أمس، فيما تستمر فعاليات المهرجان حتى الغد. وحضر الحفل 50 شاعراً وفناناً ورساماً من الصين وروسيا وأستراليا ونيوزيلندا وكندا والمملكة المتحدة، وعدد من المثقفين والشعراء والفنانين وطلاب معاهد اللغة الصينية في دبي. كما شهد الحفل توزيع مجلة «شعراء العالم» التي تضمنت دراسة وافية عن تجربة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم في الشعر والأدب، إضافة إلى عدد من قصائد سموّه المترجمة إلى اللغة الصينية. دور رائد من ناحيته، عبّر رئيس منتدى طريق الحرير العالمي، البروفيسور ماكس لو، في كلمة مسجلة، عن تقديره للعلاقات المتينة التي تجمع بين دولة الإمارات وجمهورية الصين الشعبية، مشيداً بالرؤية الحكيمة لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، التي جعلت من دبي مدينة عالمية رائدة. وتضمن الحفل عرض فيلم تسجيلي قصير عن رابطة شعراء طريق الحرير. وألقى الدكتور محمد سالم المزروعي كلمة أشاد فيها باختيار المنتدى صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم «الشخصية الأدبية الملهمة لشعراء طريق الحرير»، معرباً عن ترحيبه بالشعراء والضيوف المشاركين في المهرجان، ومسلّطاً الضوء على الدور الثقافي الرائد الذي تضطلع به مكتبة محمد بن راشد في تعزيز جسور التواصل الحضاري بين الشعوب. تشريف من ناحيته، ألقى رئيس الدورة الخامسة لمهرجان طريق الحرير الدولي للشعر، الشاعر عادل خزام، كلمة هنأ فيها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، بمناسبة اختياره «الشخصية الأدبية الملهمة لشعراء طريق الحرير»، واصفاً هذا الاختيار بأنه تشريف لجميع شعراء منتدى طريق الحرير العالمي، وتكريم للشعراء الفائزين في هذه الدورة الاستثنائية من المهرجان الذين وصل عددهم إلى نحو 100 شاعر وشاعرة موزعين على قارات العالم الخمس، من بينهم 12 فائزاً من الإمارات. وقال خزام: إن «الحديث عن صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم ليس وصفاً لسيرة شاعر ملهم فقط، بل هو تأمل في ظاهرة عالمية قد لا تتكرر أبداً. ونحن هنا نحتفي بما هو أبعد من الكلمات، نحتفي برؤية إنسانٍ استثنائي صاغ ملامح مدينةٍ، ارتقت إلى مستوى القصيدة، وأصبحت مقصداً للباحثين عن التألق والإبداع والجمال». كما ألقى نائب رئيس رابطة كتّاب الصين السابق، والرئيس الفخري للمهرجان، الشاعر هوانغ ياتشو، كلمة عبّر فيها عن تقديره لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، واصفاً سموه بأنه لا يقود دبي نحو التقدّم الحضاري والنمو الاقتصادي فحسب، بل يؤدي أيضاً دوراً ريادياً على الساحة الثقافية، باعتباره شاعراً مُلهِماً وصاحب إسهامات أدبية متميزة. من جهتها، توجهت أمين السر العام لاتحاد كتّاب وأدباء الإمارات، الشاعرة شيخة المطيري، بالتهنئة إلى صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم على هذا الاختيار، مشيدة بالدور الملهم الذي يضطلع به سموه، وبالروح الإيجابية التي غرسها في نفوس أبناء الإمارات، والتي شكّلت دافعاً قوياً لهم نحو الإبداع والتميّز في مختلف المجالات. قراءات وتخللت الحفل قراءات شعرية استعراضية باللغة الصينية من قصائد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، قام بتأديتها على المسرح 10 شعراء من الصين، من بينها قصائد «الروح الإيجابية» و«عزم الشباب» و«أسمع صدى صوتك مع ضجة الناس». بينما قالت رئيسة لجنة الشعر الدولية في منتدى طريق الحرير العالمي للشعر، البروفيسورة وانغ فانغوين: إن «طريق الحرير يُعدّ إرثاً ثقافياً مشتركاً للبشرية جمعاء، وجسراً يصل بين الحضارات، فهو لا يحمل البضائع فقط، بل ينقل معها تلاقح الثقافات.. أما الشعر، تلك الزهرة الأجمل في روح الإنسان، فقد رافق دوماً خطوات طريق الحرير، وتألق في مجرى التاريخ الطويل». وأضافت «من (تشانغ آن) القديمة إلى دبي الزاهرة، من رمال الصحاري إلى زرقة البحار، كان الشعر شاهداً على أنماط الحياة، والموروثات الثقافية، والسعي الروحي لشعوب هذا الطريق العظيم». من جانبه، توجّه الرئيس التنفيذي للمهرجان، الشاعر كاو شوي، في كلمة له، بعنوان «اللقاء تحت برج خليفة»، بالشكر إلى مدينة دبي لاستضافة هذه الدورة من مهرجان طريق الحرير الدولي للشعر. وقال: «أود أن أشكر صديقي الشاعر عادل خزام، الذي قام بجهود استثنائية لإنجاح المهرجان وتنسيق مشاركتنا، وتولى اختيار القصائد، وترشيح الفائزين من دولة الإمارات، وإعداد المواد الثقافية الخاصة بالإمارات في مجلة (شعراء العالم)، وبمساعدته ترجمت القصائد والمقالات الخاصة بصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، الشخصية الأدبية الملهمة لشعراء طريق الحرير، وتأثرتُ بشعر سموه تأثراً عميقاً، وأتمنى أن أترجم المزيد من قصائد سموه إلى الصينية». فائزون شهد مهرجان طريق الحرير الدولي للشعر الإعلان عن الفائزين بجوائز الشعراء المكرمين، وهم: فرناندو راندون - كولومبيا، وعادل خزام - الإمارات، وفاديم تورخين - روسيا، كما تم الإعلان عن أسماء الفائزين من دولة الإمارات بجائزة الجمل الذهبي، وهم الشعراء: حمدة خميس وخالد البدور وخلود المعلا. وحصد جائزة الجمل الفضي كل من الشعراء شيخة المطيري وعلي الشعالي وسعد جمعة وأمل السهلاوي، وتم تكريم الشاعرة والسينمائية، نجوم الغانم، والشاعر والسينمائي، مسعود أمر الله، بجائزة الشعر والسينما عن مجمل تجربتيهما، وحصد الشاعر الشاب علي المازمي جائزة أفضل مجموعة شعرية عن ديوانه الأخير «حيث تجلس أيامي الميتة»، فيما فازت الشاعرة فاطمة بدر بجائزة أفضل مجموعة شعرية قيد الطبع عن ديوانها «الذي لا يسمّيه أحد»، وشملت الجوائز تكريم نخبة من الفائزين من مختلف أنحاء العالم. الدكتور محمد المزروعي: . دور ثقافي رائد تضطلع به مكتبة محمد بن راشد في تعزيز جسور التواصل الحضاري بين الشعوب. الشاعر عادل خزام: . الحديث عن محمد بن راشد ليس وصفاً لسيرة شاعر ملهم فحسب، بل هو تأمل في ظاهرة عالمية قد لا تتكرر أبداً. الشاعر كاو شوي: . تأثرتُ بشعر صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم تأثراً عميقاً، وأتمنى أن أترجم المزيد من قصائده إلى «الصينية». . 100 شاعر من حول العالم يحصدون جوائز النسخة الخامسة من المهرجان، من بينهم 12 فائزاً من الإمارات.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store