
«شعراء طريق الحرير»: محمد بن راشد صاغ مدينة تشبه القصيدة
احتفى منتدى طريق الحرير العالمي باختيار صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، «الشخصية الأدبية الملهمة لشعراء طريق الحرير»، وذلك لما يتمتع به سموه من رؤية استثنائية جعلت من إمارة دبي مركزاً حضارياً وجسراً يربط بين الشرق والغرب، مستلهمة مفهوم طريق الحرير القديم، لكن برؤية عصرية وروح إماراتية.
وتسلم التكريم عضو مجلس إدارة مؤسسة مكتبة محمد بن راشد آل مكتوم، الدكتور محمد سالم المزروعي، كما تسلم لوحة فنية لسموه مرسومة بالحبر الصيني التقليدي، أبدعها رئيس جمعية الفنون الجميلة في جامعة نورث ويسترن بوليتكنك،
الفنان بن غودينغ، ولوحة ثانية لسموّ الشيخة لطيفة بنت محمد بن راشد آل مكتوم، رئيسة هيئة الثقافة والفنون في دبي، أبدعتها الفنانة الصينية هونغ لينغ.
جاء ذلك خلال حفل توزيع جوائز النسخة الخامسة من مهرجان طريق الحرير الدولي للشعر، التابع لمنتدى طريق الحرير العالمي، الذي استضافته مكتبة محمد بن راشد، أمس، فيما تستمر فعاليات المهرجان حتى الغد.
وحضر الحفل 50 شاعراً وفناناً ورساماً من الصين وروسيا وأستراليا ونيوزيلندا وكندا والمملكة المتحدة، وعدد من المثقفين والشعراء والفنانين وطلاب معاهد اللغة الصينية في دبي. كما شهد الحفل توزيع مجلة «شعراء العالم» التي تضمنت دراسة وافية عن تجربة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم في الشعر والأدب، إضافة إلى عدد من قصائد سموّه المترجمة إلى اللغة الصينية.
دور رائد
من ناحيته، عبّر رئيس منتدى طريق الحرير العالمي، البروفيسور ماكس لو، في كلمة مسجلة، عن تقديره للعلاقات المتينة التي تجمع بين دولة الإمارات وجمهورية الصين الشعبية، مشيداً بالرؤية الحكيمة لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، التي جعلت من دبي مدينة عالمية رائدة.
وتضمن الحفل عرض فيلم تسجيلي قصير عن رابطة شعراء طريق الحرير.
وألقى الدكتور محمد سالم المزروعي كلمة أشاد فيها باختيار المنتدى صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم «الشخصية الأدبية الملهمة لشعراء طريق الحرير»، معرباً عن ترحيبه بالشعراء والضيوف المشاركين في المهرجان، ومسلّطاً الضوء على الدور الثقافي الرائد الذي تضطلع به مكتبة محمد بن راشد في تعزيز جسور التواصل الحضاري بين الشعوب.
تشريف
من ناحيته، ألقى رئيس الدورة الخامسة لمهرجان طريق الحرير الدولي للشعر، الشاعر عادل خزام، كلمة هنأ فيها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، بمناسبة اختياره «الشخصية الأدبية الملهمة لشعراء طريق الحرير»، واصفاً هذا الاختيار بأنه تشريف لجميع شعراء منتدى طريق الحرير العالمي، وتكريم للشعراء الفائزين في هذه الدورة الاستثنائية من المهرجان الذين وصل عددهم إلى نحو 100 شاعر وشاعرة موزعين على قارات العالم الخمس، من بينهم 12 فائزاً من الإمارات.
وقال خزام: إن «الحديث عن صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم ليس وصفاً لسيرة شاعر ملهم فقط، بل هو تأمل في ظاهرة عالمية قد لا تتكرر أبداً. ونحن هنا نحتفي بما هو أبعد من الكلمات، نحتفي برؤية إنسانٍ استثنائي صاغ ملامح مدينةٍ، ارتقت إلى مستوى القصيدة، وأصبحت مقصداً للباحثين عن التألق والإبداع والجمال».
كما ألقى نائب رئيس رابطة كتّاب الصين السابق، والرئيس الفخري للمهرجان، الشاعر هوانغ ياتشو، كلمة عبّر فيها عن تقديره لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، واصفاً سموه بأنه لا يقود دبي نحو التقدّم الحضاري والنمو الاقتصادي فحسب، بل يؤدي أيضاً دوراً ريادياً على الساحة الثقافية، باعتباره شاعراً مُلهِماً وصاحب إسهامات أدبية متميزة.
من جهتها، توجهت أمين السر العام لاتحاد كتّاب وأدباء الإمارات، الشاعرة شيخة المطيري، بالتهنئة إلى صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم على هذا الاختيار، مشيدة بالدور الملهم الذي يضطلع به سموه، وبالروح الإيجابية التي غرسها في نفوس أبناء الإمارات، والتي شكّلت دافعاً قوياً لهم نحو الإبداع والتميّز في مختلف المجالات.
قراءات
وتخللت الحفل قراءات شعرية استعراضية باللغة الصينية من قصائد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، قام بتأديتها على المسرح 10 شعراء من الصين، من بينها قصائد «الروح الإيجابية» و«عزم الشباب» و«أسمع صدى صوتك مع ضجة الناس».
بينما قالت رئيسة لجنة الشعر الدولية في منتدى طريق الحرير العالمي للشعر، البروفيسورة وانغ فانغوين: إن «طريق الحرير يُعدّ إرثاً ثقافياً مشتركاً للبشرية جمعاء، وجسراً يصل بين الحضارات، فهو لا يحمل البضائع فقط، بل ينقل معها تلاقح الثقافات.. أما الشعر، تلك الزهرة الأجمل في روح الإنسان، فقد رافق دوماً خطوات طريق الحرير، وتألق في مجرى التاريخ الطويل». وأضافت «من (تشانغ آن) القديمة إلى دبي الزاهرة، من رمال الصحاري إلى زرقة البحار، كان الشعر شاهداً على أنماط الحياة، والموروثات الثقافية، والسعي الروحي لشعوب هذا الطريق العظيم».
من جانبه، توجّه الرئيس التنفيذي للمهرجان، الشاعر كاو شوي، في كلمة له، بعنوان «اللقاء تحت برج خليفة»، بالشكر إلى مدينة دبي لاستضافة هذه الدورة من مهرجان طريق الحرير الدولي للشعر. وقال: «أود أن أشكر صديقي الشاعر عادل خزام، الذي قام بجهود استثنائية لإنجاح المهرجان وتنسيق مشاركتنا، وتولى اختيار القصائد، وترشيح الفائزين من دولة الإمارات، وإعداد المواد الثقافية الخاصة بالإمارات في مجلة (شعراء العالم)، وبمساعدته ترجمت القصائد والمقالات الخاصة بصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، الشخصية الأدبية الملهمة لشعراء طريق الحرير، وتأثرتُ بشعر سموه تأثراً عميقاً، وأتمنى أن أترجم المزيد من قصائد سموه إلى الصينية».
فائزون
شهد مهرجان طريق الحرير الدولي للشعر الإعلان عن الفائزين بجوائز الشعراء المكرمين، وهم: فرناندو راندون - كولومبيا، وعادل خزام - الإمارات، وفاديم تورخين - روسيا، كما تم الإعلان عن أسماء الفائزين من دولة الإمارات بجائزة الجمل الذهبي، وهم الشعراء: حمدة خميس وخالد البدور وخلود المعلا.
وحصد جائزة الجمل الفضي كل من الشعراء شيخة المطيري وعلي الشعالي وسعد جمعة وأمل السهلاوي، وتم تكريم الشاعرة والسينمائية، نجوم الغانم، والشاعر والسينمائي، مسعود أمر الله، بجائزة الشعر والسينما عن مجمل تجربتيهما، وحصد الشاعر الشاب علي المازمي جائزة أفضل مجموعة شعرية عن ديوانه الأخير «حيث تجلس أيامي الميتة»، فيما فازت الشاعرة فاطمة بدر بجائزة أفضل مجموعة شعرية قيد الطبع عن ديوانها «الذي لا يسمّيه أحد»، وشملت الجوائز تكريم نخبة من الفائزين من مختلف أنحاء العالم.
الدكتور محمد المزروعي:
. دور ثقافي رائد تضطلع به مكتبة محمد بن راشد في تعزيز جسور التواصل الحضاري بين الشعوب.
الشاعر عادل خزام:
. الحديث عن محمد بن راشد ليس وصفاً لسيرة شاعر ملهم فحسب، بل هو تأمل في ظاهرة عالمية قد لا تتكرر أبداً.
الشاعر كاو شوي:
. تأثرتُ بشعر صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم تأثراً عميقاً، وأتمنى أن أترجم المزيد من قصائده إلى «الصينية».
.
100 شاعر من حول العالم يحصدون جوائز النسخة الخامسة من المهرجان، من بينهم 12 فائزاً من الإمارات.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


البيان
منذ 25 دقائق
- البيان
في انجاز عالمي جديد ..3 جوائز لـ 'دبي للإعلام" في "آسيا والمحيط الهادي للبث"
حصدت "دبي للإعلام" ثلاث جوائز رفيعة ضمن جوائز آسيا والمحيط الهادي للبث 2025، عن فئات الإنتاج المتعدد المنصات للإذاعة والتلفزيون، وإنتاج الواقع الافتراضي، ومنصات البث الرقمي" أو، تي ، تي" ،لتحقق بذلك إنجازا عالميا رفيعا يضاف إلى سجل إنجازاتها الحافل، وتسلم الجوائز محسن حسن مدير الإذاعات في دبي للإعلام. وقال سالم باليوحة، المدير التنفيذي لقطاع المحتوى الإعلامي في مؤسسة دبي للإعلام، إن المؤسسة تستلهم دائمًا فلسفة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، "رعاه الله"، بضرورة الاهتمام بالأصالة والمعاصرة معًا، والعمل على الاستفادة من المستحدثات التقنية لترسيخ ريادة دبي في كافة المجالات. وأضاف أن هذا التتويج يؤكد تفوق المؤسسة في جميع مجالات الإبداع، ويعكس قدرتها على مواكبة أحدث الاتجاهات في الإعلام الرقمي، ما يسهم في تعزيز مكانة دبي ودولة الإمارات كقوة صاعدة في مجالي الفضاء والابتكار الإعلامي، ويؤكد دورها الريادي في تقديم تجارب إعلامية متطورة تسهم في ترسيخ صورة الامارات كدولة تقود المستقبل في الإعلام والتكنولوجيا والفضاء. وأضاف أن اهتمام المؤسسة بالاستفادة من كل ما هو حديث لدعم دورها التنويري يمثل منهجا أصيلا لممارستها الإعلامية المهنية، مشددا على أن التحديات التي تفرضها التطورات التقنية تتطلب دائما شجاعة ومبادرة وتقدما للأمام. وأوضح أن كل إنجاز يتحقق يدخل التاريخ، ومؤسسة دبي للإعلام تنظر إلى الأمام دائمًا، وتسعى إلى المزيد من الإنجازات، مشيرًا إلى أن الطموح هو كلمة السر في أي تقدم يتم إحرازه، ويعتبر بالتوازي ثمرة جهد جماعي لفريق يؤمن بالإبداع والتجديد. وشدد على أن هذا الفوز ليس نهاية، بل هو بداية مسؤولية جديدة نحو مزيد من التميّز في مواكبة التحولات الإعلامية المتسارعة، وتقديم محتوى يليق برؤية دبي وطموح الإمارات. وحازت "دبي للإعلام" على جائزة البث المباشر من إذاعة نور دبي، لفئة الإنتاج المتعدد المنصات للإذاعة والتلفزيون، عن تجربتها المتميزة في دمج البث الإذاعي مع المنصات الرقمية بطريقة مبتكرة، استفادت من التفاعل الذي تتيحه المنصات لتعزيز الرسالة الإذاعية، بما ينسجم مع فلسفة المؤسسة ذات العلاقة بأهمية الاستفادة من كل ما هو حديث مع الالتزام بالهوية الثقافية والحضارية الخاصة لدبي. كما فازت المؤسسة في فئة الواقع الافتراضي والمعزز بمشروع "محمد بن زايد سات- مهمة الإمارات الفضائية"، الذي طرح تجربة بصرية حديثة استفادت برشاده من تقنيات الذكاء الاصطناعي وتصميم الديكور الهجين، مما يعد سبقا في هذا المجال. ويعد هذا المشروع نموذجا رائدا في كيفية تسخير التكنولوجيا المتقدمة لسرد قصة علمية معقدة بطريقة جذابة وملهمة، مسلطا الضوء على إنجاز إطلاق القمر الصناعي "محمد بن زايد سات" كحدث تاريخي يجسّد ريادة الإمارات في استكشاف الفضاء. وحرصت "دبي للإعلام" لدى طرح هذا العمل الحداثي، أن تواكب تقنيات الواقع المعزز وإعادة التمثيل ثلاثي الأبعاد عالية الدقة، ما أتاح للجمهور متابعة رحلة القمر الصناعي وكأنهم في قلب الحدث، يشاركون في تجربة تفاعلية استثنائية. واتسم ديكور هذا المشروع بأنه هجين مزج بين المسرح الفعلي والعناصر الرقمية الديناميكية، حيث لعب جدار الفيديو عالي التقنية دورًا محوريًا في خلق بيئة بصرية تحاكي الفضاء. وتضمنت العناصر التصميمية الأساسية، إيجاد منصة مادية متكاملة، والاعتماد على الخلفيات الداكنة والسوداء وفرش السجاد لإبراز العمق البصري الذي يعد عنصرًا مهمًا يعزز الأثر في نفس المشاهد، فضلًا تكوين الجدران بواسطة تقنيات الفيديو بحيث تعرض شكل السماء مليئة بالنجوم، مع تراكبات رقمية واقعية، الأمر الذي شكّل في مجملة حالة بصرية مبهرة، فيها بيئة سماوية غامرة، تعزز لدى المشاهد من إحساسه بالتواجد في الفضاء الخارجي. ونجح مصممو الديكور في تجاوز تحديات تقنية كبيرة لتحقيق التزامن والتناغم بين العناصر المادية والرقمية، إلى جانب الالتزام بتوفير تتبّع حركة دقيق في الوقت الفعلي، إذ اعتمدوا على حلول تقنية متقدمة وجهود إبداعية استثنائية، الأمر الذي أسفر عن تمكنهم من تقديم مستوى عالمي حداثي ومتوق في مجال الإعلام الغامر، الذي أصبحت "دبي للإعلام" رائدة في مجاله. كما حظيت المؤسسة بجائزة أفضل منصة بث رقمي عن تطبيق "أوان"، الذي يكتسب شهرته من كونه أبرز المنصات الرقمية في المنطقة، ويتميز بطرح تجربة مشاهدة مرنة وشخصية، وشهد تفاعلا واسعا من جمهور محلي ودولي.


صحيفة الخليج
منذ 38 دقائق
- صحيفة الخليج
القارئ على موعد مع الطبيعة في أشعار ماري أوليفر
القاهرة: «الخليج» يقولون عن ماري أوليفر إنها «شاعرة يحبها الجمهور الذي لا يعرف الشعر ويكرهها النقاد» ولا يخلو أي نقاش لشعر ماري أوليفر ومسيرتها من التذكير بهذه المفارقة، وهي كيف لشاعرة كثيراً ما تم تجاهلها من قبل النقاد، وخاصة الطليعيين منهم والمنحازين إلى التجريب أن تحظى بمقروئية قل نظيرها في التاريخ الأمريكي، وربما إحدى المعضلات التي واجهت النقاد في ما يتعلق بشعر ماري أنه برغم وجاهة اعتراضاتهم على شعرها، كونه مباشراً وسهلاً، فإن تلك الأشعار مكتوبة بلغة عالية وعلى قدر عال من التماسك. يكشف كتاب «الخيال أفضل من آلة حادة» وهو عبارة عن مختارات شعرية للشاعرة الأمريكية ماري أوليفر، ترجمة وتقديم عامر فردان، أن من بين المآخذ التي أخذها النقاد على ماري أن قصائدها احتفالية ويقينية، لا مكان فيها لقلق وغموض وظلال، والشعر ليست وظيفته أن يربت على كتف إنسان، بل أن يزلزل وعي الناس، وأن الشعر معني بالسؤال لا الجواب، لكن تلك الملاحظات في النهاية ليست محل إجماع. *رواج أحد الاتهامات التي نالت من ماري أن قصائدها جاءت ملبية للنزعات التي راجت في آخر ثلاثين عاماً، والمقصود هنا ثقافة تطوير الذات والطاقة الداخلية للإنسان وثقافة «أنت تستطيع وأنت محور الكون» فكانت تلك القصائد وكأنها تعبير عن تلك الثقافة الرائجة بدلاً من أن تكون صوتاً لثقافة مضادة احتجاجية ومشاغبة. تلك الاتهامات تنطوي على ظلم لماري، التي بدأت بكتابة تلك القصائد المتماهية مع الطبيعة منذ بداية الستينات، أي قبل أن تنتشر ثقافة الإيجابية، وفي ذروة النزعات الاحتجاجية الثورية التي سادت أمريكا والعالم في عقدي الستينات وبدايات السبعينات، فمنذ ديوانها الأول الصادر عام 1965 وماري أوليفر تكتب بنفس الطريقة حتى مماتها. ماري أصدرت كتاباً بعنوان «دليل الشعر» عام 1994 يمكن أن ترى من خلاله أنها واعية بما هو الشعر، وكيف يكتب، وهي واعية بالشرط الإبداعي، وكل تفاصيل الكتابة الإبداعية، وعليه فلم يكن غريباً أن تكون محاضرة عن الشعر والكتابة في عدد من الجامعات. بخصوص أن شعرها يحتمل وجهاً واحداً للتأويل فهي تقول: «على الشعر أن يكون واضحاً، لا أحب الشعراء الذين يكتبون كدبكة الأقدام، كل ما هو غير ضروري لا يجب أن يكون في القصيدة»، وعندما وجه إليها اتهام بيقينية قصائدها قالت: «ليست لدي إجابات لكن لدي بعض الاقتراحات في شعري» فهي تريد أن تقترح شيئاً واضحاً عن وعي ودراية، لا عن سذاجة وبراءة، وهي تريد أن تخاطب القارئ مباشرة، وتقول له شيئاً، ولهذا يمتلئ شعرها بعبارات مثل «انظر وأنصت وفكر ولاحظ ولا تفعل، وهل تتبعني» وغيرها من الجمل الموجهة المباشرة المخاطبة للقارئ، هذه هي طريقتها في كتابة الشعر، وهي طريقة ظلت مخلصة لها طوال حياتها. *حياة حقيقية ما يشفع لماري أن هذه هي حياتها الحقيقية، هي عاشت هكذا، وأرادت أن تكتب شعراً يشبه حياتها، ولذلك من يقرأها منذ بواكير أعمالها حتى مماتها، سيعرف أنها شاعرة منسجمة مع طريقة عيشها، هي إنسانة غير مدعية وتكتب ما تحب وما تعرف وما تتفاعل معه. ولدت ماري أوليفر في ولاية أوهايو عام 1935 وتوفيت في فلوريدا عام 2019 وصدر ديوانها الأول تحت عنوان «لا إبحار» وتوالت دواوينها وكتبها النثرية التي وصلت إلى ثلاثين كتاباً حتى ديوانها الأخير «غبطة» عام 2015. في عام 1984 فازت بجائزة بوليتزر للشعر عن ديوانها «بدائية أمريكية» كما توجت بجائزة الكتاب الوطني عام 1992 وعاشت طفولتها ومراهقتها في بيت أبيها قبل أن تنتقل لفترة إلى نيويورك، ومن ثم إلى ولاية ماساشوستس التي ستقضي بها أغلب عمرها، وستكتب فيها أغلب أعمالها الأدبية. عندما سئلت عن شهرتها الطاغية قالت: «هذه هي الشخصية العامة، لكن أنا ينظر إليّ دائماً على أني شخص منعزل» وفي هذا تضيف: «إذا صادفني السباك الذي أعرفه وقال ما أخبار العمل؟ فهذا سهل لكن إذا جاء سياح أغراب وقالوا إنهم يودون دعوتي إلى الغداء لأنهم يحبونني فهذا موضوع صعب تلبيته لأنه يعني ترك غابتي ومكتبي». ما يميز قصائد ماري قصرها، فهي لا تكتب المطولات الشعرية، وتعتمد كثيراً على قصائد ومضية، تقول فيها ما تريد قوله، من دون إطالة: «نعم قصائدي قصيرة مثل قصائد جلال الدين الرومي، هو أيضاً يكتب قصائد قصيرة»، وقد عبرت ماري مراراً عن حبها للسيطرة على نصها الشعري، وإحدى أدوات سيطرتها أن تكتب قصائد قصيرة نسبياً، لتتحاشى الترهل. *كلاسيكية تقرأ ماري فإذا بك على موعد مع الطبيعة بمختلف أشكالها، في صورة كلاسيكية ارتجاعية لعدد من الشعراء القدماء، الذين اتخذوا من الطبيعة مسرحاً لقصائدهم، في شعر ماري جبال وكثبان وبحار وأنهار وطيور وثعالب وزواحف، هذه العناصر تستحضر بشكل متكرر إلى حد أنها أصبحت مثار تحفظ عدد من النقاد الذين اتهموا ماري بالرومانسية، الآخذة بالشعر على أنه محض كاميرا، تنقل ما يحدث في الطبيعة.


صحيفة الخليج
منذ ساعة واحدة
- صحيفة الخليج
إهداءات سلطان
الإهداءات القيمة والنادرة والنفيسة التي يقدمها صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة إلى المؤسسات والمدن وحتى الدول، باتت علامة فارقة تعكس أمرين: حجم الكنوز والمخطوطات النادرة التي يملكها صاحب السمو حاكم الشارقة، وحجم الكرم والعطاء الذي يحمله في قلبه، ليقدم ويهدي، ويمنح نفائس لها قيمتها وقدرها التاريخي. هل ننسى إهداءات سموه إلى جمهورية مصر العربية، ففي 2020 قدم 425 قطعة أثرية مصرية نادرة، من عصور متعددة قبل وبعد الميلاد، وذلك في لمسة محبة وتقدير من سموه لمصر التي لعبت ولاتزال، دوراً تعليمياً وتنويرياً فاعلاً في وطننا العربي كله. وقبل ذلك، وتحديداً في 2017، أهدى سموه فور وصوله إلى مصر 354 قطعة أثرية تم ضبطها ومصادرتها بجهود رجال الجمارك في مطار الشارقة الدولي، وهي مجموعة من القطع الأثرية المصادرة بالغة الأهمية في قيمتها الأثرية والتاريخية تعود إلى الفترة الفرعونية وبعض العصور الإسلامية. أما الموقف الذي غرس في العقل والوجدان، فهو حين تعرض المجمع العلمي المصري لحريق إبان الأحداث التي عاشتها مصر في ديسمبر 2011، فقد هبَّ سموه من الشارقة لنجدة المجمع بتقديمه 4000 كتاب، وأعيد افتتاح المجمع في أكتوبر 2012 بعد أن تكفل سموه بترميم المبنى الذي يضم عشرات الألوف من المخطوطات والوثائق والكتب النادرة. وعلى الصعيد نفسه، فإن إهداءات حاكم الشارقة لا تنتهي، منها ما هو على الصعيد المحلي في دولة الإمارات وفي دوائر الشارقة، ومنها ما هو على الصعيد العالمي. وأمس قدم سموه إهداءً جديداً للبشرية حين أعلن من قلب جامعة القلب المقدس الكاثوليكية في مدينة ميلانو الإيطالية، تقديمه مخطوطاً تاريخياً أصلياً ونادراً، فضلاً عن كتاب سموّه «مرسوم بابوي» باللغتين العربية والإنجليزية. وخلال توقيعه الكتاب الذي أهداه إلى الجامعة كتب: «أهديكم هذا الكتاب الذي وثقت فيه، بالتقصي والبحث والعدالة، كثيراً من التفاصيل والحقائق عن مرحلةٍ مهمة من تاريخنا وتاريخكم. جمعت قصاصات حقيقته من العالم، ووثقتها في الشارقة، وأتركها لكم وللمستقبل». وعلى الصعيد المحلي، فقد جاد سموه بالكثير من الكتب والمقتنيات النادرة النفيسة الغالية على قلبه، حين قدمها إلى جهات غالية أيضاً على قلبه، وليس آخرها ما قدمه إلى بيت الحكمة في الشارقة من مؤلفات نادرة مكونة من 646 إصداراً باللغة الفرنسية في التاريخ والجغرافيا والفنون والآداب والفلسفة، بغرض إثراء مجموعة التراث العربي والإسلامي التي يحتضنها بيت الحكمة. هذا الكرم ليس جديداً على الدكتور سلطان القاسمي، فالنوادر والنفائس التي يملكها وهبها لخدمة تاريخ البشرية.