logo
هل سيستفيد لبنان من آخر فرصة له لاستعادة عافيته؟

هل سيستفيد لبنان من آخر فرصة له لاستعادة عافيته؟

بيروت نيوزمنذ 10 ساعات

مع إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن وقف إطلاق نار بين إسرائيل وإيران، تنفّس لبنان الصعداء، ولو بحذر. فالدولة التي تعيش على حافة الانهيار السياسي والاقتصادي منذ سنوات، تجد في هذا التطور فرصة نادرة لإعادة التقاط الأنفاس، بل وربما لإعادة ترتيب الأولويات اللبنانية، خصوصًا أن لبنان هو البلد الوحيد المتجاورة حدوده مع إسرائيل قد عانى على مدى عقود طويلة من الحروب الموسمية، التي شنتّها إسرائيل ضده تحت عناوين مختلفة، متخذة من كل اعتداء ذريعة غير مقنعة، وهي تواصل اعتداءاتها اليومية منذ اللحظة الأولى لاتفاق وقف النار بينها وبين 'حزب الله'، الذي التزم إلى حدود معينة ببعض بنود هذا الاتفاق، على أن يعود الحديث جدّيًا إلى البحث عن السبل المضمونة لتسليم سلاحه إلى الدولة اللبنانية، بعدما اقتنع 'حزب الله' قبل غيره بعدم جدوى هذا السلاح، وبأن السلاح الشرعي هو وحده، الذي يحمي لبنان من أي اعتداء خارجي، أو من أي زعزعة للاستقرار الداخلي عبر تحريك ما يُسمّى 'الخلايا الإرهابية النائمة'، وبالأخص بعد تفجير كنيسة النبي إيليا في سوريا.
]]>
وقد يكون لبنان البلد الأكثر تأثّرًا من الناحية الإيجابية إذا صمد وقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران، سياسيًا واقتصاديًا وسياحيًا وأمنيًا وانمائيًا.
من الناحية السياسية قد يكون انفتاح الجميع، ومن بينهم 'الثنائي الشيعي'، على الحوار الإيجابي، والتفاهم على القواسم المشتركة بين اللبنانيين، هو الأجدى في المرحلة الحرجة، التي يعيشها لبنان، في ظل التوتر الإقليمي المستمر، الذي كان يعيق أي محاولة داخلية لمعالجة الملفات العالقة، وعلى رأسها تعطيل المؤسسات، وشلّ قدرات الدولة. فصمود وقف إطلاق النار قد يفتح نافذة لخفض التوتر الداخلي، ويمنح القوى اللبنانية مساحة للتحرك بعيدًا عن ضغط الاصطفافات المحورية. وقد يكون الهدوء الإقليمي فرصة للدفع نحو تسوية لبنانية داخلية أكثر واقعية، انطلاقًا من بدء ورشة إصلاحية حقيقية بعد أن تسلك المحادثات الثنائية بين رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون وقيادة 'حزب الله' مسلكًا يفضي في نهاية المطاف إلى اتفاق على آلية عملية لتسليم سلاحه.
أمّا من الناحية الاقتصادية، وتحت عنوان 'عودة الثقة'، داخليًا وخارجيًا، فإن وقف إطلاق النار قد يفسح في المجال أمام عودة الاستثمارات الخارجية إلى لبنان، خصوصًا أن الحرب في المنطقة كانت تُغلق أبواب الاستثمار، وتجمد أي مبادرة خارجية تجاه لبنان. أما اليوم، فإن وقف النار، ولو مؤقتًا، وإذا صمد كما هو متوقع، قد يسمح باستئناف التواصل مع صندوق النقد والبنك الدوليين، وربما إعادة إحياء مشاريع الغاز والطاقة البحرية. ويكفي أن يترسخ شعور عام بالاستقرار لتشهد الأسواق بعض الانفراج، ولو نسبيًا، في سعر صرف الليرة وقطاعي الاستيراد والخدمات، وبالأخص إذا استطاعت الحكومة الحالية، وبالتعاون مع مجلس النواب، إطلاق ورشة إصلاحية تبدأ بخطّة التعافي وبإعادة هيكلة المصارف بعد أن رُفعت السرّية المصرفية، وبعد تعيين حاكم جديد لمصرف لبنان.
أمّا سياحيًا فإن وقف النار بين إسرائيل وإيران قد يكون فرصة جديدة لإحياء الموسم السياحي، خصوصًا أن لبنان، وهو البلد الجاذب بطبيعته وتنوعه، كان على وشك خسارة الموسم السياحي بفعل مخاطر الحرب. لكن وقف إطلاق النار قد يعيد الأمل في استقطاب السياح من الخليج العربي والدول الأوروبية واللبنانيين المغتربين المنتشرين في أقاصي الأرض، خصوصًا إذا ترافق ذلك مع رسائل سياسية وأمنية مطمئنة. وقد تكون السياحة بابًا مهمًّا من بين أبواب كثيرة لإعادة تنشيط الدورة الاقتصادية.
لا شك في أن الهدنة المتوقّع لها أن تصمد ستُخفف كثيرًا من الضغط الهائل على أهل الجنوب، الذين يعانون الأمرين جراء الاعتداءات الإسرائيلية اليومية، وقد تحدّ إلى حدّ كبير من احتمالات توسع الحرب لتصل إلى الحدود الجنوبية مع الحدود الإسرائيلية، مع توالي الاستهدافات الإسرائيلية لعناصر 'المقاومة الإسلامية' حتى في المنطقة الواقعة شمال الليطاني. كما تتيح هذه الهدنة للقوى الأمنية التركيز على الاستقرار الداخلي، ومكافحة الجريمة والانفلات الاجتماعي، وتساعد على إعادة تنشيط المساعدات الدولية التي كانت معلّقة بانتظار التهدئة، على أمل أن تتوصل الحكومة إلى إقرار خطة العودة المنظمة للنازحين السوريين إلى ديارهم، الأمر الذي سينعكس إيجابًا على مسرى الأحداث الداخلية، اقتصاديًا وأمنيًا واجتماعيًا.
في الخلاصة، يمكن القول بأن لبنان في حاجة أكثر من غيره إلى الهدوء الأمني كحاجة المريض إلى جرعة أوكسيجين. ووقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران، إن صمد، قد يكون فرصة نادرة للبنان للنجاة من شبح الانهيار الكامل. فهل تُحسن الحكومة السلامية والقوى السياسية استثمار هذه الفرصة بعدما أضاعوا الكثير من الفرص الماضية، التي أهدروها نتيجة خلافاتهم الضيقة، والتي تبيّن أنها صغيرة جدًّا مقابل المشاكل الكبيرة، التي تعاني منها المنطقة؟

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

مقدمة نشرة الأخبار المسائية ليوم الخميس 26 حزيران 2025
مقدمة نشرة الأخبار المسائية ليوم الخميس 26 حزيران 2025

OTV

timeمنذ 11 دقائق

  • OTV

مقدمة نشرة الأخبار المسائية ليوم الخميس 26 حزيران 2025

Post Views: 31 في مقابل الهدوء الاقليمي الحذر، ضجَّة محلية لا تخلو من مفاجآت. فعلى الصعيد الاقليمي، يرخي اتفاق وقف اطلاق النار بين اسرائيل وايران بظلّه على المشهد العام، من دون ان يتبيَّن حتى اللحظة هل سينعكس انهاء لمأساة غزة، بنتيجة التفاوض الجاري حالياً بوساطة مصرية. وتحت العنوان الاقليمي، أكد مبعوث الرئيس دونالد ترامب إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف اليوم أن واشنطن تأمل بإبرام اتفاق سلام شامل مع طهران. كما كشف في سياق متصل أن إعلانات كبرى ستصدر قريباً بشأن دول جديدة ستنضم إلى اتفاقيات أبراهام، بينها دول لم نكن لنتخيلها أصلًا، على حد تعبيره. لكن على المستوى المحلي، الجعجعة من دون طحين تبقى السمة الابرز لغالبية المواقف السياسية، التي يدور اكثرها في حلقة الوعود المفرغة، من قضية الجنوب الى معاناة المودعين، وما بينهما من نزوح سوري مستدام وسلاح فلسطيني باق في المخيمات حتى اشعار آخر. اما سلاح الحزب التقدمي الاشتراكي، فشكل اليوم عنوان مفاجأة كبرى خرق فيها وليد جنبلاط جدار الصمت اللبناني، حيث كشف أنه عمل على تجميع السلاح المذكور مركزياً وتم تسليمه للدولة قبل ثلاثة اسابيع. وتمنى جنبلاط على سائر الأحزاب تسليم سلاحها بالشكل المناسب، معتبراً أن صفحة جديدة فُتحت في الشرق الأوسط، وقائلاً: إذا كان هناك من حزب لبناني أو غير لبناني يمتلك السلاح أتمنى أن يُسلّمه إلى الدولة، لأن السلاح الأنفع للأجيال المقبلة هو سلاح الذاكرة. خبر لافت آخر خرق الجمود المحلي، هو تلقي رئيس الجمهورية جوزاف عون، اتصالاً هاتفياً من إيلون ماسك، الذي أعرب عن مدى اهتمامه بلبنان وبقطاع الاتصالات والإنترنت فيه. كما أبدى ماسك رغبته في أن تكون شركاته حاضرة في لبنان، وهو ما رحب به الرئيس عون، مؤكداً تقديم التسهيلات الممكنة، في إطار القوانين والأنظمة اللبنانية المرعية. وفي ختام الاتصال، تمنى الرئيس عون على ماسك زيارة بيروت، وردّ ماسك شاكراً وواعداً بتلبيتها في أول فرصة مناسبة.

صور الأقمار تكشف أسرار جبل "الفأس"... موقع اليورانيوم المفقود؟
صور الأقمار تكشف أسرار جبل "الفأس"... موقع اليورانيوم المفقود؟

ليبانون ديبايت

timeمنذ 19 دقائق

  • ليبانون ديبايت

صور الأقمار تكشف أسرار جبل "الفأس"... موقع اليورانيوم المفقود؟

لا يزال مصير كميات كبيرة من اليورانيوم الإيراني المخصب مجهولًا، مثيرًا قلقًا واسعًا لدى الولايات المتحدة وإسرائيل. تقارير استخباراتية وصور الأقمار الصناعية أظهرت نشاطًا غير معتاد لشاحنات قرب منشأة "فوردو" لتخصيب اليورانيوم، قبل الضربة الأميركية بيوم واحد. أشارت صحيفة "التليغراف" البريطانية إلى أن 16 شاحنة شوهدت خارج منشأة "فوردو" قبل الهجوم. ونقلًا عن خبير في البرنامج النووي الإيراني، يُرجح أن هذه الشاحنات قامت بنقل كميات كبيرة من اليورانيوم عالي التخصيب إلى موقع سري. في الضربة الأميركية الأخيرة، استخدمت قاذفات شبح من طراز "بي-2" أكبر القنابل التقليدية لتدمير مواقع نووية إيرانية، شملت "فوردو"، "نطنز"، و"أصفهان". وأكد الرئيس الأميركي دونالد ترامب أن الضربات "دمرت" البرنامج النووي الإيراني، لكن صور الأقمار الصناعية وتحليلات الخبراء تشير إلى أن إيران ربما تكون قد أخفت اليورانيوم قبل الهجوم. تعتقد تقارير استخباراتية أن جبل "الفأس"، الواقع على بعد 145 كيلومترًا جنوب "فوردو"، قد يكون الموقع الجديد لتخزين اليورانيوم المخصب. يتميز الجبل بعمق يصل إلى 100 متر تحت الأرض، مما يجعله أكثر تحصينًا من "فوردو" و"نطنز". ووفقًا لصور الأقمار الصناعية، تم بناء شبكة أنفاق معقدة ومداخل متعددة في الجبل، مع تجهيزات أمنية متقدمة، ما يشير إلى إمكانية استخدامه كموقع لتخصيب اليورانيوم وإنتاج أجهزة الطرد المركزي. على مدى السنوات الأربع الماضية، وسّعت إيران منطقة جبل "الفأس" بهدوء، مضيفةً تحصينات جديدة. وتظهر الصور وجود شبكة أنفاق ومرافق تحت الأرض، ما يثير الشكوك حول استخدامه لأغراض نووية سرية. رفضت إيران الإفصاح عن طبيعة الأنشطة تحت جبل "الفأس"، فيما لم تستبعد الوكالة الدولية للطاقة الذرية احتمال وجود أنشطة نووية سرية في الموقع.

الرقم كبير جدّاً... ترامب يطلب من الكونغرس زيادة في ميزانية الدفاع
الرقم كبير جدّاً... ترامب يطلب من الكونغرس زيادة في ميزانية الدفاع

ليبانون 24

timeمنذ ساعة واحدة

  • ليبانون 24

الرقم كبير جدّاً... ترامب يطلب من الكونغرس زيادة في ميزانية الدفاع

طلب الرئيس الأميركي دونالد ترامب من الكونغرس ، زيادة ميزانية دفاعية بقيمة 1.01 تريليون دولار للسنة المالية 2026. ومع هذا الرقم الكبير، سيكون الفرق بين سنتيّ 2025 و2026 حوالي 13 بالمئة. (روسيا اليوم)

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store