
المتنفّس الوحيد للأطفال في مخيم نهر البارد شمالي لبنان مهدد بالإغلاق
يمثّل "الملعب الكبير" المتنفّس الوحيد لأهالي المخيم، حيث لا تتوافر ملاعب عامة أخرى، بينما تبقى كلفة استئجار الملاعب الخاصة خارج قدرة غالبية العائلات اللاجئة. ويشكّل إغلاقه المحتمل ضربة موجعة للقطاعين الرياضي والاجتماعي على حد سواء، خاصة في ظل ارتفاع نسبة البطالة والفقر، وتراجع الدعم للمؤسسات الأهلية.
الناشط الرياضي والاجتماعي وجدي ديوان اعتبر أن الرياضة في حياة اللاجئين الفلسطينيين ليست ترفاً، بل "أداة نضال وطني ووسيلة لتوحيد المجتمع"، مؤكداً أن فقدان هذا الملعب سيترك أثراً عميقاً على الحياة اليومية داخل المخيم. وأضاف: "الملعب مساحة لتفريغ الطاقات، ومكان للأنشطة الوطنية والاجتماعية، وإذا أردت أن تُغلق سجناً، افتح ملعباً".
تداعيات خطيرة على مستقبل الأطفال
من جهته، حذّر أيمن علي، مدرّب نادي الأهلي للفئات العمرية، من أن غياب الملعب سيشلّ عمل الأندية الرياضية، ويمنع الأطفال من ممارسة الرياضة في ظروف مناسبة.
وقال: "ندرب اليوم 20 طفلاً في هذا الملعب، بينما لا تستوعب الملاعب الأخرى أكثر من 6 لاعبين، إلى جانب كلفتها المرتفعة". وأضاف أن استمرار الوضع الحالي لن يخرج جيلاً رياضياً، بل سيقصي الأطفال عن الرياضة تماماً.
أما وسام بدران، مدرب نادي عرين الأسود، فرأى أن الملعب إلى جانب البحر هما المتنفّسان الوحيدان في نهر البارد، مشدداً على أن "الرياضة ليست مجرد ترف، بل ضمانة لصحة الأطفال ومستقبلهم". وأضاف أن فقدان هذه المساحة سيؤدي إلى تداعيات نفسية واجتماعية سلبية واسعة.
بدوره، وصف أبو عساف، رئيس اللجنة الرياضية في المخيم، ما يحدث بـ"الكارثة الرياضية"، موضحا أن عقد إيجار الملعب ينتهي خلال أيام، ولا توجد أي مؤشرات لتجديده أو توقيع عقد جديد. وأشار إلى أن الملعب لا يستخدم فقط للرياضة، بل أيضا للأفراح والمناسبات الوطنية والمدرسية، ويستقطب يوميا قرابة 500 طفل.
وسط هذه الأزمة، يبرز مطلب جماعي بضرورة تسوية ملف "ملعب الشهداء الخمسة"، الذي يعد المشروع البديل والاستراتيجي القادر على إنهاء الأزمة. ويؤكد ديوان أن "الحل الجذري يكمن في استعادة هذا الملعب، أو على الأقل تجديد عقد الملعب الكبير لخمس سنوات لضمان الاستقرار".
ويشدّد أيمن علي على أن "أزمة الملعب تتكرر كل مرة عند انتهاء العقد، ومع كل تجديد ترتفع الكلفة، بينما يبقى المصير غامضاً"، داعياً إلى تدخل عاجل لإنهاء هذه الدوامة عبر تفعيل ملعب الشهداء الخمسة.
يعود تاريخ "ملعب الشهداء الخمسة" إلى عام 1980، حين اشترته منظمة التحرير الفلسطينية لصالح أبناء مؤسسة "صامد"، وهو عقار مملوك للمنظمة. وبعد حرب نهر البارد، سلم عام 2017 إلى الأندية الرياضية. لكن أحد الورثة تقدم بدعوى قضائية للمطالبة بحصص من العقار، ومنذ ذلك الحين بقي الملف عالقا في المحاكم من دون تقدم.
ويطالب أبو عساف كافة الجهات المعنية، وعلى رأسها سفارة دولة فلسطين، والمؤسسات الوطنية والدولية، بالتحرك العاجل لحل هذه الأزمة القانونية التي عطّلت الملعب، وحجبت عن المخيم حقه في فضاء رياضي مستدام.
ملعب بلا جمهور... ومخيم بلا متنفس
إن أزمة "الملعب الكبير" في نهر البارد لا يمكن فصلها عن الأزمات الوجودية التي يواجهها اللاجئون الفلسطينيون في لبنان، غير أن انعكاساتها تطال بشكل مباشر شريحة واسعة من الأطفال والشباب الذين تصادر أحلامهم الرياضية ومستقبلهم المهني والاجتماعي.
وفي ظل استمرار التعقيدات القانونية لملعب الشهداء الخمسة، وغياب أي تحرك جدي لتجديد عقد الملعب الحالي، يخشى سكان نهر البارد أن يترك المخيم من دون مساحة واحدة للحياة، في لحظة بات فيها الهواء نادرا، والملاذات الآمنة أكثر ندرة.
شاهد/ي التقرير الملعب الرياضي.. المتنفس الوحيد للأطفال في مخيم نهر البارد شمالي لبنان مهددٌ بالإغلاق
بوابة اللاجئين الفلسطينيين

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


المنار
منذ 21 دقائق
- المنار
كتلة الوفاء للمقاومة تدعو الحكومة إلى تصحيح ما أوقعت نفسها ولبنان فيه من الانزلاق إلى تلبية الطلبات الأميركية
كتلة الوفاء للمقاومة: المحاولات البائسة للتعرض لسلاح المقاومة تقدم خدمة للعدو 'الإسرائيلي' وتجرد لبنان من أهم نقاط قوته كتلة الوفاء للمقاومة: في لبنان ينساق بعض أهل السلطة وراء الإملاءات الخارجيّة والضغوطات الأميركيّة كتلة الوفاء للمقاومة: من أولويات الحكم والحكومة إنجاز وضع إستراتيجية أمن وطني تضمن للبنان إمكانية الدفاع عن أرضه وشعبه كتلة الوفاء للمقاومة تدعو الحكومة إلى تصحيح ما أوقعت نفسها ولبنان فيه من الانزلاق إلى تلبية الطلبات الأميركية كتلة الوفاء للمقاومة: الثنائي الوطني وقوى وشخصيات وجمهور واسع رفضوا موقف الحكومة في ظل غياب بديل قادر على تأمين الدفاع المزيد


المنار
منذ 21 دقائق
- المنار
كتلة الوفاء للمقاومة: الثنائي الوطني وقوى وشخصيات وجمهور واسع رفضوا موقف الحكومة في ظل غياب بديل قادر على تأمين الدفاع
كتلة الوفاء للمقاومة: المحاولات البائسة للتعرض لسلاح المقاومة تقدم خدمة للعدو 'الإسرائيلي' وتجرد لبنان من أهم نقاط قوته كتلة الوفاء للمقاومة: في لبنان ينساق بعض أهل السلطة وراء الإملاءات الخارجيّة والضغوطات الأميركيّة كتلة الوفاء للمقاومة: من أولويات الحكم والحكومة إنجاز وضع إستراتيجية أمن وطني تضمن للبنان إمكانية الدفاع عن أرضه وشعبه كتلة الوفاء للمقاومة تدعو الحكومة إلى تصحيح ما أوقعت نفسها ولبنان فيه من الانزلاق إلى تلبية الطلبات الأميركية كتلة الوفاء للمقاومة: الثنائي الوطني وقوى وشخصيات وجمهور واسع رفضوا موقف الحكومة في ظل غياب بديل قادر على تأمين الدفاع المزيد


المنار
منذ 21 دقائق
- المنار
الوفاء للمقاومة تدعو الحكومة لتصحيح ما أوقعت نفسها ولبنان فيه من الانزلاق إلى تلبية الطلبات الأميركيّة
اعتبرت كتلة الوفاء للمقاومة أن'بعض أهل السلطة في لبنان ينساق وراء الإملاءات الخارجيّة والضغوطات الأميركيّة وينصاع لها غير آبهٍ لحسابات المصلحة الوطنيّة العليا ودواعي الوحدة الداخليّة التي تشكِّلُ الضمانة الأهمّ للبنان، وما تبنّي رئيس الحكومة لورقة الموفد الأميركي بارّاك إلا دليلاً واضحاً على انقلابه على كلّ التعهُّدات التي التزم بها في بيانه الوزاري وتعارضها الجوهري مع ما جاء في خطاب القسم الذي أطلقه رئيس الجمهوريّة'. ورأت الكتلة في اجتماع لها بعد ظهر اليوم برئاسة النائب محمد رعد ومشاركة أعضائها أن' التسرُّع المريب وغير المنطقي للحكومة اللبنانيّة ورئيسها، بتبنّي المطالب الأميركيّة هو مخالفةٌ ميثاقيّة واضحة كما أنَّه يضربُ أُسس اتفاق الطائف الذي يحفظ حقَّ لبنان في الدفاع عن نفسه، وإنَّ المحاولات البائسة للتعرُّض لسلاح المقاومة تقدِّمُ خدمةً مجَّانيّة للعدو الإسرائيلي وتجرِّد لبنان من أهم نقاط قوّته في ظل الاستباحة الصهيونيّة المتمادية للسيادة اللبنانيّة وجرائم الاغتيال اليوميّة بحقّ اللبنانيين مدنيين ومقاومين' . وأضافت :'إنَّ الثنائي الوطني وقوى حزبية وشخصيّات وطنيّة من كل الطوائف والمشارب وجمهور وطني واسع من اللبنانيين قد عبّروا عن موقفهم الواضح الرافض لموقف الحكومة اللبنانيّة بتجريد لبنان من قوَّته من خلال محاولة تمرير مؤامرة نزع سلاح المقاومة في ظلّ اشتداد العدوان الصهيوني وغياب أي بديل قادر على تأمين الدفاع عن لبنان وحماية اللبنانيين، وسقوط منطق الضمانات التي لم يلتزم أو يفي بها أيٌّ من رعاتها العرب والدوليين'. ودعت الكتلة الحكومة اللبنانيّة إلى' تصحيح ما أوقعت نفسها ولبنان فيه من الانزلاق إلى تلبية الطلبات الأميركيّة التي تصبُّ حكماً في مصلحة العدو الصهيوني وتضع لبنان في دائرة الوصاية الأميركيّة، كما تدعوها إلى العودة إلى إعلاء أولويّة المصلحة الوطنيّة على ما عداها من خلال الضغط بكل إمكاناتها، لا سيما من خلال تحفيز واستنفار الدبلوماسيّة اللبنانيّة المتقاعسة لإجبار العدوّ على الالتزام بتنفيذ مندرجات اتفاق وقف إطلاق النار الذي نفَّذه لبنان بالكامل في حين أنَّ العدو لم يُطبِّق أيَّ بندٍ منه'. ورأت أنَّ من أولويات الحكم والحكومة المبادرة إلى إنجاز وضع إستراتيجيّة أمن وطني تضمن للبنان إمكانيّة الدفاع عن أرضه وشعبه وتأمين سُبُل الحماية اللازمة لضمان سيادة البلد واستقلاله وسلامة وكرامة أهله. واعتبرت الكتلة ان 'غزة اليوم وعلى رغم الثبات والصمود الأسطوريين والتضحيات الهائلة التي يقدِّمها أهلها، والشجاعة الاستثنائيّة لرجال المقاومة فيها تتعرَّض لجريمة إبادة جماعيّةٍ موصوفةٍ لم يشهد التاريخ مثيلاً لها، وذلك تحت مرأى وعلى مسمع وصمت ما يُسمى بالعالم الحرّ والمتحضِّر ومؤسّساتِه الدوليّة والإنسانيّة بما يشكِّل إدانةً كُبرى لتلك المؤسَّسات والمرجعيّات الدوليّة ويجعلها شريكةً ولو بصورةٍ غير مباشرة في كل هذه الجرائم التي تهدف إلى تصفية القضيّة الفلسطينيّة بشكلٍ كامل'. واضافت :'سوريا تتعرّض أيضا لهجمةٍ عداونيّةٍ شرسة تهدّد تكوينها الاجتماعي وموقعها التاريخي بما يترك تداعيات خطيرة على البيئة الإقليمية بمجملها، ويعمل العدو الصهيوني ليل نهار لتدمير القدرات السوريّة وفرض وقائع جديدة من خلال احتلال أجزاءٍ من سوريا ومحاولة إضعافها من خلال العمل على تقسيمها وتفتيتها وبالتالي تهديد وحدتها واستقرارها الاجتماعي . المصدر: كتلة الوفاء للمقاومة