
المدينة المنورة.. صحية مليونية للمرة الثانية
جاء ذلك خلال تسلُّم سموه شهادة الاعتماد من وزير الصحة فهد الجلاجل، بحضور أمين منطقة المدينة المنورة الرئيس التنفيذي لهيئة تطوير المنطقة المهندس فهد البليهشي.
وأكد سمو الأمير سلمان بن سلطان أن اعتماد المدينة المنورة مدينةً صحية يُجسّد التزام القيادة الرشيدة -أيدها الله- بجعل الإنسان محور التنمية، وتحقيق جودة الحياة في مدن المملكة، ويعكس حجم التكامل والتناغم بين الجهات الحكومية والأهلية والمجتمعية في المنطقة.
وأشار سموه إلى أن المدينة المنورة ماضية في استكمال مسيرة التحول الحضري والصحي، بما يُسهم في بناء بيئة مستدامة وصحية، ويضعها في موقع متقدّم إقليميًا ودوليًا، بوصفها نموذجًا تنمويًا رائدًا ضمن مستهدفات رؤية السعودية 2030.
ووجّه سمو أمير منطقة المدينة المنورة شكره وتقديره لوزير الصحة فهد الجلاجل وكافة منتسبي فرع الوزارة في المنطقة، نظير جهودهم في دعم وتطوير منظومة الرعاية الصحية.
وأعرب سموه عن شكره لأمين منطقة المدينة المنورة، الرئيس التنفيذي لهيئة تطوير المنطقة، م. فهد البليهشي، مثمنًا الجهود الملموسة التي يستشعرها الجميع في تنمية القطاعين الصحي والحضري، بما ينعكس إيجابًا على جودة الحياة في المنطقة.
من جانبه، أوضح وزير الصحة فهد الجلاجل أن اعتماد المدينة المنورة مدينةً صحية مليونية يُجسّد تكامل الجهود الوطنية لتعزيز جودة الحياة وتحقيق بيئات صحية مستدامة، ويُعد تأكيدًا على الالتزام برؤية السعودية 2030 نحو مجتمع حيوي ووطن مزدهر، لتكون المدينة المنورة ثاني أكبر مدينة مليونية صحية في الشرق الأوسط بعد مدينة جدة.
وأعرب الجلاجل عن شكره وتقديره لسمو أمير منطقة المدينة المنورة على دعمه المتواصل وجهوده في تعزيز الجوانب الصحية، مشيدًا بتعاون مختلف الجهات الحكومية والخاصة وغير الربحية التي أسهمت في تحقيق هذا المنجز الوطني، الذي يضع صحة الإنسان في مقدمة الأولويات.
وقدّم فرع وزارة الصحة بمنطقة المدينة المنورة عرضًا عن الجهود التي بُذلت لتحقيق المعايير في المنطقة، ثم شاهد الحضور فيلمًا وثائقيًا عن حصول المدينة المنورة على شهادة الاعتماد للمرة الثانية من منظمة الصحة العالمية، واستُعرض خلاله دور برنامج المدن الصحية -أحد المسارات الوطنية المهمة نحو تحسين جودة الحياة- والذي يدمج مفاهيم الصحة العامة مع التخطيط الحضري، والسياسات المحلية، والمشروعات التنموية، بما يعكس التطلعات نحو مدن أكثر استدامة وصحة.
وفي ختام الحفل، كرّم سمو أمير منطقة المدينة المنورة الجهات المشاركة بمناسبة اعتماد المدينة المنورة كمدينة صحية للمرة الثانية، وهو ما يُعد تتويجًا للجهود التكاملية في تعزيز الصحة المجتمعية وتحسين جودة الحياة في المنطقة.
وكانت منظمة الصحة العالمية قد حدّدت 80 معيارًا دوليًا موزعة على تسعة محاور رئيسة لاعتماد المدن الصحية، تشمل المشاركة المجتمعية، والتنمية المحلية، والشراكة بين القطاعات، وتوفّر المعلومات المجتمعية، وجودة المياه والصرف الصحي، وسلامة الغذاء، وتعزيز الرعاية الصحية، والوقاية والاستعداد والاستجابة للطوارئ، والتعليم، ومحو الأمية وتنمية المهارات، إلى جانب القروض الصغيرة والتنمية الاقتصادية، وتعكس هذه المعايير التزامًا شاملًا بتعزيز أنماط الحياة الصحية وخلق بيئات معيشية مستدامة.
يُذكر أن المدينة المنورة قد اعتُمدت لأول مرة كمدينة صحية في عام 2019م، وتم إعادة الاعتماد هذا العام 2025 لتكون مدينة صحية مليونية، ويأتي ذلك ضمن التوسع الملحوظ الذي تشهده المملكة في اعتماد المدن الصحية، حيث ارتفع العدد إلى 16 مدينة صحية معتمدة من منظمة الصحة العالمية حتى عام 2025، ما يعكس التزامًا مستمرًا بتعزيز الصحة الوقائية ورفع جودة الحياة في مختلف مناطق المملكة، ويُجسّد التكامل بين الجهات المعنية، لترسيخ مكانة المملكة الريادية في تطوير بيئات صحية ومستدامة.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


العربية
منذ 29 دقائق
- العربية
تقييم للاتحاد الأوروبي: عوائق كبيرة تقوض العمليات الإنسانية في غزة
قال مسؤول بالاتحاد الأوروبي لرويترز إن الوضع الإنساني في غزة لا يزال خطيرا للغاية وذلك بعد أن أطلعت ذراع السياسة الخارجية والمساعدات الإنسانية بالتكتل الدول الأعضاء في وقت متأخر من مساء أمس الأربعاء على وضع الاتفاق الذي جرى التوصل إليه مع إسرائيل الشهر الماضي بشأن تعزيز وصول المساعدات الإنسانية إلى غزة. وقال المسؤول اليوم الخميس إن هناك بعض التطورات الإيجابية فيما يتعلق بتوريد الوقود وإعادة فتح بعض الممرات وارتفاع عدد الشاحنات التي تدخل القطاع يوميا وإصلاح بعض البنى التحتية الحيوية. ومع ذلك، أضاف المسؤول أن "عوامل تشكل عوائق كبيرة لا تزال تُقوض العمليات الإنسانية وإيصال المساعدات إلى غزة، وأهمها غياب بيئة عمل آمنة تسمح بتوزيع المساعدات على نطاق واسع". وكانت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) قالت الأربعاء إن الفلسطينيين في قطاع غزة "يتعرضون لإطلاق النار أثناء محاولتهم إيجاد طعام لعائلاتهم"، محذرة من أن الوضع الإنساني في القطاع لا يمكن أن يستمر على هذا النحو. وذكرت الأونروا، في بيان نشر على حسابها بمنصة (إكس)، أن الأمم المتحدة تحذر منذ شهور من العواقب المتفاقمة في غزة، حيث "يتضور السكان جوعا، ويقتلون أثناء بحثهم عن الطعام'، داعية إلى 'قرار سياسي بفتح المعابر دون شروط، والسماح للأمم المتحدة وشركائها بالقيام بعملهم الإنساني". وفي سياق متصل، قالت وزارة الداخلية في غزة، التي تديرها حركة حماس، إن عمليات إسقاط المساعدات جواً على القطاع تتسبب في سقوط قتلى ودمار في مخيمات النزوح، وتزيد حالة الفوضى. وكان الجيش الإسرائيلي أعلن في 26 يوليو الماضي استئناف إسقاط المساعدات جواً فوق قطاع غزة، في ظل تصاعد الأزمة الإنسانية التي تزداد حدة منذ الثاني من مارس، حين أغلقت السلطات الإسرائيلية كافة المعابر المؤدية إلى القطاع الساحلي، مما أدى إلى تفشي المجاعة، وفق ما تقول منظمات إنسانية. وتشن إسرائيل حربا على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر 2023، عقب هجوم نفذته حركة حماس على جنوب إسرائيل، أسفر عن مقتل أكثر من 1200 شخص واحتجاز عشرات الرهائن، بحسب بيانات رسمية إسرائيلية. ووفق وزارة الصحة في غزة، أدى الهجوم الإسرائيلي المستمر إلى مقتل أكثر من 61 ألف فلسطيني حتى الآن، إلى جانب دمار واسع طال الأحياء السكنية والبنية التحتية في معظم أنحاء القطاع.


مجلة هي
منذ 34 دقائق
- مجلة هي
خبراء تجميل لـ "هي": هكذا تتخلّصين من المسام الواسعة وتستعيدين إشراقة بشرتك
تُعدّ المسام الواسعة من أبرز المشاكل التي تؤثر على نضارة البشرة وملمسها، وتُشكّل مصدر قلق جمالي للعديد من النساء، خصوصاً مع تأثيرها الواضح على مظهر المكياج النهائي. ومع أنّ هذه الظاهرة ترتبط بعوامل عدّة، أبرزها زيادة الإفرازات الدهنية والتعرض لأشعة الشمس، فإنّ خبراء الجلد والتجميل يؤكدون أن الحلول متاحة وفعّالة متى ما تمّ اعتماد روتين علاجي مناسب والالتزام به. في هذا التقرير الخاص من "هي"، نسلّط الضوء على أبرز أسباب توسّع المسام بحسب ما أوضحه خبراء التجميل والعناية بالبشرة لموقع "هي"، كما نكشف عن روتين فعّال ومتكامل للحدّ من هذه المشكلة، مدعوم بنصائح طبية وتجميلية عملية يمكن اعتمادها بسهولة ضمن روتينك اليومي، إلى جانب خطوات وقائية تساهم في الحفاظ على بشرة صحية ومشدودة، خالية من الشوائب والمسام الظاهرة. أسباب المسام الواسعة عادةً ما تبدأ التغيرات الجلدية في مرحلة المراهقة، بين عمر 12 إلى 18 سنة، نتيجة التغيرات الهرمونية التي تزيد من نشاط الغدد الدهنية بحسب ما أوضح الدكتور إبراهيم كامل، أخصائي التجميل في حديثه مع موقع "هي"، قائلاً بأن هذه الدهون تحتاج إلى الخروج من طبقات البشرة الداخلية، مما يؤدي إلى توسيع فتحات المسام لتسهيل هذه العملية، فتبدو المسام أوسع حجمًا. تخلصي من المسامات الواسعة بهذه الطرق الفعالة وأشار الدكتور إبراهيم خلال حديثه مع "هي"إلى أن التعرض المتكرر والطويل لأشعة الشمس من أكثر الأمور التي تُضعف البشرة، إذ يقلل من نسبتي الكولاجين والإيلاستين، وهما المسؤولان عن مرونة الجلد، مما يؤدي إلى ترهله وظهور المسام بشكل أوضح. كما أكد أن إهمال تنظيف البشرة اليومي باستخدام غسول علاجي مناسب، إلى جانب تجاهل علاج الحبوب والالتهابات، والعوامل الوراثية المتعلقة بطبيعة البشرة ولونها، جميعها تُعد من الأسباب المباشرة التي تؤدي إلى توسّع المسام، خاصةً في منطقتي الخدين والذقن كيف تحافظي على بشرتك من مظهر المسام المزعج روتين لعلاج المسام الواسعة من جهته، أكد الدكتور محمد الداروتي لموقع "هي" أن التدخل المبكر في علاج مظهر المسام يساهم بشكل كبير في تحقيق نتائج أسرع وأكثر وضوحًا. وشارك مع"هي" روتينًا فعالًا لتقليل حجم المسام بشكل واضح عند الالتزام به لفترة كافية. البداية تكون باستخدام غسول يحتوي على حمض الساليسيليك لتنظيف المسام وتقليل إفراز الدهون، وأشار إلى أهمية استخدام الغسول الزيتي مرة أسبوعيًا لتنظيف البشرة بعمق، خاصةً عند التعرض اليومي للأتربة. تنظيف البشرة بعمق يقلل إفراز الدهون كما أوضح أن التونر الذي يحتوي على مادة"النياسيناميد"يساهم في شدّ المسام بشكل فعّال، إلا أن ارتفاع سعره قد يمثل عائقًا للبعض، لذا يمكن استبداله بماء الورد كخيار بديل. وشدد الدكتور على ضرورة استخدام واقي الشمس قبل الخروج من المنزل بنصف ساعة لحماية البشرة وتقليل الأضرار الناتجة عن التعرض لأشعة الشمس. وأشار أيضًا إلى أن الترطيب اليومي والتقشير الأسبوعي عنصران أساسيان في روتين علاج المسام الواسعة. التقشير الأسبوعي ضمن روتين بشرتك من جهتها، أوضحت خبيرة التجميل نورهان صلاح في حديثها لـ"هي"أن سبب انزعاج السيدات من مظهر المسام يرجع إلى تأثيرها السلبي على المكياج النهائي، حيث تحتاج خبيرة التجميل إلى عدد من الخطوات لتحضير البشرة بشكل جيد قبل تطبيق المكياج للحصول على مظهر ناعم ومتناسق. واقي الشمس كلمة السر لحماية بشرتك وأكدت نورهان أنه يمكن الوقاية من المسام الواسعة من البداية، من خلال تجنب النوم بالمكياج، لما له من تأثير سلبي كبير على البشرة، حيث يتسبب في انسداد المسام. كما حذّرت من الإفراط في لمس الوجه بالأيدي، خاصةً في الشارع، حيث يؤدي ذلك إلى انتقال الأتربة والملوّثات، مما يتسبب في ظهور الحبوب والالتهابات التي تزيد من توسّع المسام. وختمت حديثها بالتشديد على ضرورة تجنّب التعرض لأشعة الشمس خلال أوقات الذروة، وذلك لتقليل تأثير الأشعة فوق البنفسجية الضارة على البشرة


مجلة هي
منذ 34 دقائق
- مجلة هي
من بينها الذكاء الاصطناعي.. أدوات مبتكرة تجمع بين الوعي الرقمي والمرونة النفسية لجيل زد
هل تعلّمين أن جيل زد هو أول جيل "رقمي خالص" في التاريخ؟. إذ يحمل وعيًا نفسيًا غير مسبوق، لكنه أيضًا أكثر الأجيال معاناةً من القلق الوجودي.فبينما يبنون هوياتهم على "التيك توك" ويُعيدون تعريف النجاح، تواجههم عواصف نفسية جذرية. ولأنهم وحدهم من شهد نهاية العالم القديم "ما قبل الرقمي" وبداية عالم جديد "ما بعد الوباء" من دون جسر آمن. كذلك يُحاصرهم تناقض صارخ بين "اتصال دائم بالعالم وعزلة وجودية عميقة". كما أنهم يسبحون في محيط من المعلومات،لكنهم يغرقون في بحثهم عن الحقيقة. لذا سنُسلط الضوء اليوم عبر موقع "هي" على أبرز التحديات النفسية التي تواجه جيل زد، وأهم الأدوات المبتكرة لمواجهتها في عصر القلق الذي يعيشون تحت مظلته؛ بناءً على توصيات استشارية الطب النفسي الدكتورة لبنى عزام من جدة. ما هي أبرز التحديات النفسية التي تواجه جيل زد بناءً على أحدث الدراسات والممارسات العلاجية؟ تعرفي على أبرز التحديات النفسية التي تواجه جيل زد ووفقًا للدكتورة لبنى، تتعدد التحديات النفسية التي يواجهها جيل زد (المولودون بين 1996-2012) نتيجة تفاعل عوامل التكنولوجيا، التحولات الاجتماعية، والاضطرابات العالمية؛ وأبرزها: اضطرابات الصحة النفسية غير المُشخّصة أثبتت الدراسات الحديثة أن 40 % منهم يتردد في طلب العلاج خوفًا من الوصمة الاجتماعية وخصوصًا في المجتمعات المحافظة رغم وعيهم بأهمية الصحة النفسية. غالبًا يُهملون تشخيص الاضطرابات التي يعانون منها "القلق العام، الاكتئاب" حتى تتفاقم بسبب انشغالهم بـ "إدارة المظهر الخارجي". صراع الهوية والقيم يخلق التناقض الثقافي بين قيم الأسرة التقليدية وقيم العولمة الرقمية صراعًا في الهوية خاصة لدى الشباب العربي. رفض مسارات الحياة النمطية (زواج مبكر، وظيفة ثابتة) من دون وجود بدائل واضحة يزيد الحيرة الوجودية لديهم. الضغوط المهنية وإرهاق التكيّف يُسبب سوق العمل المتغير، وضرورة تطوير مهارات جديدة باستمرار لمواكبة التحولات التكنولوجية " إرهاق التعلّم " Learning Burnout. تزيد ثقافة الـ "هاسل" (Hustle Culture) الضغط لبناء مشاريع جانبية متعددة لتأمين الدخل من الإجهاد الذهني والجسدي. يجعل غياب الحدود بين العمل والحياة (نماذج العمل الهجين) فصل الحياة عن العمل تحديًا، مما يرفع معدلات الاحتراق الوظيفي. القلق الوجودي وعدم اليقين المستقبلي يواجه الجيل "الضغوط الاقتصادية المتنوعة" سواءً تفاقم البطالة، غلاء المعيشة، وصعوبة تحقيق الاستقلال المالي، مما يزيد معدلات القلق المزمن. أثبتت الدراسات الحديثة أن 73 % من جيل زد يعانون من قلق المناخ Climate Anxiety بسبب تهديداته الملموسة لمستقبلهم. خلقت الاضطرابات العالميةسواءًآثار جائحة كوفيد-19، الحروب، وعدم الاستقرار السياسي شعورًا دائمًا بعدم الأمان. العزلة الاجتماعية والهوية الرقمية يحدّالاعتماد على التواصل الرقمي من بناء علاقات عميقة، مما يفاقم الشعور بالوحدة رغم الاتصال الدائم. تولد المقارنات الاجتماعية عبر المحتوى "المُفلتر" على إنستغرام وتيك توك شعورًا بعدم الكفاية والقلق حول الصورة الذاتية. أثبتت الدراسات الحديثة أن 60 % من المراهقين يُقرون بأعراض إدمان المنصات، مما يُضعف المهارات الاجتماعية الواقعية. أزمة الثقة في المعلومات والمؤسسات يجعل عدم ثقتهم بالمصادر التقليدية (كالصحف) واعتمادهم على منصات مثل "تيك توك" تمييز الحقيقة صعبًا، مما يزيد القلق. يُشكك جيل زد باستمرار في قدرات المؤسسات والأنظمة المعنية بالتعليم والرعاية الصحية، ويعتبرها غير متكيفة مع احتياجاتهم. ماذا عن الأدوات المبتكرة التي يستخدمها جيل زد للجمع بين الوعي الرقمي والمرونة النفسية؟ اليقظة الذهنية أحد أحدوات جيل زد للجمع بين الوعي الذاتي والمرونة النفسية وتابعت دكتورة لبنى، لطالما وُصف جيل زد بأنه "الجيل الحساس" نظرًا لمواجهته تحديات غير مسبوقة "أزمات نفسية، اضطرابات اقتصادية، عزلة اجتماعية، وتدفق معلوماتي ساحق". إلا أنه أبدع في تطوير أدوات تجمع بين الوعي الرقمي والمرونة النفسية للنجاة من هذا العصر القلق، والتي يمكن تلخيصها في أربع فئات رئيسية: الفئة الأولى.. أدوات الصحة النفسية والوعي الذاتي اليقظة الذهنية(Mindfulness) : يُمارسون تمارين تنفس وتأمل يومية لمواجهة القلق، حتى لبضع دقائق، لاستعادة التركيز وتنظيم المشاعر. التفريغ العاطفي عبر الكتابة: يستخدمون تطبيقات اليوميات الرقمية مثل "جورنال" أو منصات نصوص مغلقة لتدوين المشاعر، مما يساعدهم ذلك في تحديد أنماط التفكير السلبي وتفريغ الضغوط. الصيام الرقمي (Digital Detox) : تخصصون فترات يومية "خالية من الشاشات"، ويلغون تنبيهات التطبيقات، للحد من الإرهاق المعلوماتي والمقارنات الاجتماعية على إنستغرام وتيك توك. طلب الدعم المهني: يعتبرون العلاج النفسي عبر منصات مثل "شيازي" أو "منصات الاستشارات عن بُعد "خيارًا طبيعيًا، بعد زوال الوصمة الاجتماعية حول الصحة العقلية. الفئة الثانية.. أدوات التكيف المهني والمرونة الاقتصادية الذكاء الاصطناعي كمساعد مهني: يستخدمون أدوات مثلChatGPTلتعويض الفجوات في المهارات (كتحليل البيانات، صياغة التقارير)، مما يمنحهم ميزة تنافسية في سوق العمل. ريادة الأعمال الجانبية (Side Hustles) : ينشئون متاجر إلكترونية صغيرة، أو بيع محتوى تعليمي عبر منصات مثل "بترون" أو "منصة خمسات"، لتأمين دخل إضافي في وجه عدم استقرار الوظائف. التعلم السريع عبر التكنولوجيا: يعتمدون على يوتيوب، تيك توك، ومنصات مثل "سكيل شير" لاكتساب مهارات جديدة في أسابيع (كالبرمجة، التسويق الرقمي)، بدلًا من المسارات الأكاديمية التقليدية. المطالبة ببيئات عمل مرنة: يرفضون نمط "5- 9" التقليدي، والمطالبة بنماذج هجينة أو عن بُعد، مع تركيزهم على التوازن بين الحياة والعمل (Work-Life Balance) . الفئة الثالثة.. أدوات المواجهة الرقمية وإعادة تعريف التواصل بناء مجتمعات أفقية: يستخدمون منصات مثل "كلوب هاوس" لإنشاء مجموعات دعم افتراضية حول قضايا محددة (المناخ، الصحة النفسية)، بعيدًا عن التسلسلات الهرمية التقليدية. التواصل الانتقائي: يركزون على علاقات "نوعية" مع أفراد متشابهين في التفكير، وتقلصون دائرة التواصل على وسائل التواصل لتجنب التشتت. التحقق من المعلومات: يستخدمون أدوات مثل "Google Fact Check" أو "إنفوتراكر" لمكافحة الأخبار الكاذبة، نتيجة تشككهم في المصادر التقليدية ويعتمدون على التوصيات من الأقران. التمكين عبر المحتوى المرئي: ينشئون مقاطع قصيرة على تيك توك للتعبير عن الهوية ويدعون لقضايا العدالة الاجتماعية، مستغلين قوة التأثير البصري السريع. الفئة الرابعة.. أدوات المواجهة الوجودية وإعادة المعنى الاستدامة كخيار شرائي: يفضلون علامات تجارية تدعم البيئة والمسؤولية الاجتماعية، حيث يُظهر 77% منهم التزامًا بشراء منتجات صديقة للبيئة. البساطة الطوعية (Minimalism) : يبنون أنماط حياة تقلل الاستهلاك المادي، ويركزون على التجارب بدلًا من الممتلكات، لتخفيف الضغوط الاقتصادية. إعادة تعريف النجاح: يرفضون معايير الأجيال السابقة (الزواج المبكر، الاستقرار الوظيفي الدائم)، ويبحثون عن مسارات مهنية غير خطية تُقدٍّر التعددية والإبداع. النشاطية الرقمية: ينظمون حملات افتراضية سريعة عبر هاشتاقات (#) للتأثير في الرأي العام حول قضايا مثل المناخ أو العنصرية، مستغلين سرعة انتشار المحتوى. لا يزال جيل زد يواجه القلق الاجتماعي عند الانتقال من الفضاء الرقمي إلى الواقع وستظل التحديات تلاحقهم وأخيرًا، رغم هذه الأدوات، يواجه جيل زد انتقادات مثل "القلق الاجتماعي" عند الانتقال من الفضاء الرقمي إلى الواقع، و"الإرهاق التكيّفي" نتيجة محاولة البقاء في حالة مرونة دائمة.لكن وعيهم المبكر بالقيم الأخلاقية، وتمسكهم بالشفافية، وقدرتهم على تحويل التكنولوجيا من مصدر قلق إلى أداة خلاص، يمنحهم قدرة فريدة على تشكيل مستقبل أكثر توازنًا "إذا وجدوا الدعم المجتمعي والمؤسسي" كما قال أحدهم: نحن جيل "آخر الأبجدية.. لكننا سنصنع تاريخًا جديدًا". وبالتالي، تظهر التحديات حاجة ماسة إلى مؤسسات تعليمية تُدمج مهارات الصحة النفسية في المناهج، بيئات عمل تركز على التوازن النفسي لا الإنتاجية فقط، وحملات توعية تُعادي وصمة المرض النفسي، خاصة في العالم العربي؛ لأنه يدفع ثمن تحولات عالمية معقدة، لكن وعيه المبكر وقدرته على توظيف التكنولوجيا للعلاج يُعدان أساسًا لمستقبل نفسي أكثر مرونة.