
من بينها الذكاء الاصطناعي.. أدوات مبتكرة تجمع بين الوعي الرقمي والمرونة النفسية لجيل زد
ولأنهم وحدهم من شهد نهاية العالم القديم "ما قبل الرقمي" وبداية عالم جديد "ما بعد الوباء" من دون جسر آمن. كذلك يُحاصرهم تناقض صارخ بين "اتصال دائم بالعالم وعزلة وجودية عميقة". كما أنهم يسبحون في محيط من المعلومات،لكنهم يغرقون في بحثهم عن الحقيقة.
لذا سنُسلط الضوء اليوم عبر موقع "هي" على أبرز التحديات النفسية التي تواجه جيل زد، وأهم الأدوات المبتكرة لمواجهتها في عصر القلق الذي يعيشون تحت مظلته؛ بناءً على توصيات استشارية الطب النفسي الدكتورة لبنى عزام من جدة.
ما هي أبرز التحديات النفسية التي تواجه جيل زد بناءً على أحدث الدراسات والممارسات العلاجية؟
تعرفي على أبرز التحديات النفسية التي تواجه جيل زد
ووفقًا للدكتورة لبنى، تتعدد التحديات النفسية التي يواجهها جيل زد (المولودون بين 1996-2012) نتيجة تفاعل عوامل التكنولوجيا، التحولات الاجتماعية، والاضطرابات العالمية؛ وأبرزها:
اضطرابات الصحة النفسية غير المُشخّصة
أثبتت الدراسات الحديثة أن 40 % منهم يتردد في طلب العلاج خوفًا من الوصمة الاجتماعية وخصوصًا في المجتمعات المحافظة رغم وعيهم بأهمية الصحة النفسية.
غالبًا يُهملون تشخيص الاضطرابات التي يعانون منها "القلق العام، الاكتئاب" حتى تتفاقم بسبب انشغالهم بـ "إدارة المظهر الخارجي".
صراع الهوية والقيم
يخلق التناقض الثقافي بين قيم الأسرة التقليدية وقيم العولمة الرقمية صراعًا في الهوية خاصة لدى الشباب العربي.
رفض مسارات الحياة النمطية (زواج مبكر، وظيفة ثابتة) من دون وجود بدائل واضحة يزيد الحيرة الوجودية لديهم.
الضغوط المهنية وإرهاق التكيّف
يُسبب سوق العمل المتغير، وضرورة تطوير مهارات جديدة باستمرار لمواكبة التحولات التكنولوجية " إرهاق التعلّم " Learning Burnout.
تزيد ثقافة الـ "هاسل" (Hustle Culture) الضغط لبناء مشاريع جانبية متعددة لتأمين الدخل من الإجهاد الذهني والجسدي.
يجعل غياب الحدود بين العمل والحياة (نماذج العمل الهجين) فصل الحياة عن العمل تحديًا، مما يرفع معدلات الاحتراق الوظيفي.
القلق الوجودي وعدم اليقين المستقبلي
يواجه الجيل "الضغوط الاقتصادية المتنوعة" سواءً تفاقم البطالة، غلاء المعيشة، وصعوبة تحقيق الاستقلال المالي، مما يزيد معدلات القلق المزمن.
أثبتت الدراسات الحديثة أن 73 % من جيل زد يعانون من قلق المناخ Climate Anxiety بسبب تهديداته الملموسة لمستقبلهم.
خلقت الاضطرابات العالميةسواءًآثار جائحة كوفيد-19، الحروب، وعدم الاستقرار السياسي شعورًا دائمًا بعدم الأمان.
العزلة الاجتماعية والهوية الرقمية
يحدّالاعتماد على التواصل الرقمي من بناء علاقات عميقة، مما يفاقم الشعور بالوحدة رغم الاتصال الدائم.
تولد المقارنات الاجتماعية عبر المحتوى "المُفلتر" على إنستغرام وتيك توك شعورًا بعدم الكفاية والقلق حول الصورة الذاتية.
أثبتت الدراسات الحديثة أن 60 % من المراهقين يُقرون بأعراض إدمان المنصات، مما يُضعف المهارات الاجتماعية الواقعية.
أزمة الثقة في المعلومات والمؤسسات
يجعل عدم ثقتهم بالمصادر التقليدية (كالصحف) واعتمادهم على منصات مثل "تيك توك" تمييز الحقيقة صعبًا، مما يزيد القلق.
يُشكك جيل زد باستمرار في قدرات المؤسسات والأنظمة المعنية بالتعليم والرعاية الصحية، ويعتبرها غير متكيفة مع احتياجاتهم.
ماذا عن الأدوات المبتكرة التي يستخدمها جيل زد للجمع بين الوعي الرقمي والمرونة النفسية؟
اليقظة الذهنية أحد أحدوات جيل زد للجمع بين الوعي الذاتي والمرونة النفسية
وتابعت دكتورة لبنى، لطالما وُصف جيل زد بأنه "الجيل الحساس" نظرًا لمواجهته تحديات غير مسبوقة "أزمات نفسية، اضطرابات اقتصادية، عزلة اجتماعية، وتدفق معلوماتي ساحق". إلا أنه أبدع في تطوير أدوات تجمع بين الوعي الرقمي والمرونة النفسية للنجاة من هذا العصر القلق، والتي يمكن تلخيصها في أربع فئات رئيسية:
الفئة الأولى.. أدوات الصحة النفسية والوعي الذاتي
اليقظة الذهنية(Mindfulness) : يُمارسون تمارين تنفس وتأمل يومية لمواجهة القلق، حتى لبضع دقائق، لاستعادة التركيز وتنظيم المشاعر.
التفريغ العاطفي عبر الكتابة: يستخدمون تطبيقات اليوميات الرقمية مثل "جورنال" أو منصات نصوص مغلقة لتدوين المشاعر، مما يساعدهم ذلك في تحديد أنماط التفكير السلبي وتفريغ الضغوط.
الصيام الرقمي (Digital Detox) : تخصصون فترات يومية "خالية من الشاشات"، ويلغون تنبيهات التطبيقات، للحد من الإرهاق المعلوماتي والمقارنات الاجتماعية على إنستغرام وتيك توك.
طلب الدعم المهني: يعتبرون العلاج النفسي عبر منصات مثل "شيازي" أو "منصات الاستشارات عن بُعد "خيارًا طبيعيًا، بعد زوال الوصمة الاجتماعية حول الصحة العقلية.
الفئة الثانية.. أدوات التكيف المهني والمرونة الاقتصادية
الذكاء الاصطناعي كمساعد مهني: يستخدمون أدوات مثلChatGPTلتعويض الفجوات في المهارات (كتحليل البيانات، صياغة التقارير)، مما يمنحهم ميزة تنافسية في سوق العمل.
ريادة الأعمال الجانبية (Side Hustles) : ينشئون متاجر إلكترونية صغيرة، أو بيع محتوى تعليمي عبر منصات مثل "بترون" أو "منصة خمسات"، لتأمين دخل إضافي في وجه عدم استقرار الوظائف.
التعلم السريع عبر التكنولوجيا: يعتمدون على يوتيوب، تيك توك، ومنصات مثل "سكيل شير" لاكتساب مهارات جديدة في أسابيع (كالبرمجة، التسويق الرقمي)، بدلًا من المسارات الأكاديمية التقليدية.
المطالبة ببيئات عمل مرنة: يرفضون نمط "5- 9" التقليدي، والمطالبة بنماذج هجينة أو عن بُعد، مع تركيزهم على التوازن بين الحياة والعمل (Work-Life Balance) .
الفئة الثالثة.. أدوات المواجهة الرقمية وإعادة تعريف التواصل
بناء مجتمعات أفقية: يستخدمون منصات مثل "كلوب هاوس" لإنشاء مجموعات دعم افتراضية حول قضايا محددة (المناخ، الصحة النفسية)، بعيدًا عن التسلسلات الهرمية التقليدية.
التواصل الانتقائي: يركزون على علاقات "نوعية" مع أفراد متشابهين في التفكير، وتقلصون دائرة التواصل على وسائل التواصل لتجنب التشتت.
التحقق من المعلومات: يستخدمون أدوات مثل "Google Fact Check" أو "إنفوتراكر" لمكافحة الأخبار الكاذبة، نتيجة تشككهم في المصادر التقليدية ويعتمدون على التوصيات من الأقران.
التمكين عبر المحتوى المرئي: ينشئون مقاطع قصيرة على تيك توك للتعبير عن الهوية ويدعون لقضايا العدالة الاجتماعية، مستغلين قوة التأثير البصري السريع.
الفئة الرابعة.. أدوات المواجهة الوجودية وإعادة المعنى
الاستدامة كخيار شرائي: يفضلون علامات تجارية تدعم البيئة والمسؤولية الاجتماعية، حيث يُظهر 77% منهم التزامًا بشراء منتجات صديقة للبيئة.
البساطة الطوعية (Minimalism) : يبنون أنماط حياة تقلل الاستهلاك المادي، ويركزون على التجارب بدلًا من الممتلكات، لتخفيف الضغوط الاقتصادية.
إعادة تعريف النجاح: يرفضون معايير الأجيال السابقة (الزواج المبكر، الاستقرار الوظيفي الدائم)، ويبحثون عن مسارات مهنية غير خطية تُقدٍّر التعددية والإبداع.
النشاطية الرقمية: ينظمون حملات افتراضية سريعة عبر هاشتاقات (#) للتأثير في الرأي العام حول قضايا مثل المناخ أو العنصرية، مستغلين سرعة انتشار المحتوى.
لا يزال جيل زد يواجه القلق الاجتماعي عند الانتقال من الفضاء الرقمي إلى الواقع وستظل التحديات تلاحقهم
وأخيرًا، رغم هذه الأدوات، يواجه جيل زد انتقادات مثل "القلق الاجتماعي" عند الانتقال من الفضاء الرقمي إلى الواقع، و"الإرهاق التكيّفي" نتيجة محاولة البقاء في حالة مرونة دائمة.لكن وعيهم المبكر بالقيم الأخلاقية، وتمسكهم بالشفافية، وقدرتهم على تحويل التكنولوجيا من مصدر قلق إلى أداة خلاص، يمنحهم قدرة فريدة على تشكيل مستقبل أكثر توازنًا "إذا وجدوا الدعم المجتمعي والمؤسسي" كما قال أحدهم: نحن جيل "آخر الأبجدية.. لكننا سنصنع تاريخًا جديدًا".
وبالتالي، تظهر التحديات حاجة ماسة إلى مؤسسات تعليمية تُدمج مهارات الصحة النفسية في المناهج، بيئات عمل تركز على التوازن النفسي لا الإنتاجية فقط، وحملات توعية تُعادي وصمة المرض النفسي، خاصة في العالم العربي؛ لأنه يدفع ثمن تحولات عالمية معقدة، لكن وعيه المبكر وقدرته على توظيف التكنولوجيا للعلاج يُعدان أساسًا لمستقبل نفسي أكثر مرونة.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


صحيفة سبق
منذ ساعة واحدة
- صحيفة سبق
النشاط في الويكند يقلل خطر 200 مرض.. والوفاة تنخفض بنسبة 33%
في خطوة علمية لافتة، أكد أستاذ فسيولوجيا الجهد البدني بجامعة طيبة، الدكتور محمد الأحمدي، أن ممارسة النشاط البدني خلال عطلة نهاية الأسبوع تقلل من خطر الإصابة بأكثر من 200 مرض، مشيرًا إلى أن من يمارسون الرياضة في يومي الجمعة والسبت فقط يُطلق عليهم علميًا اسم "محاربي نهاية الأسبوع". وأوضح الأحمدي، في حديثه لبرنامج "من السعودية" على القناة السعودية، أن 150 دقيقة من النشاط البدني أسبوعيًّا تُعد كافية، ويمكن تقسيمها على يومين فقط، مما يحقق نتائج صحية مهمة، منها: * تقليل خطر الوفاة بالسرطان بنسبة 21% * تقليل خطر الوفاة بسبب مختلف الأمراض بنسبة 32% وأكد أن ضيق الوقت خلال أيام العمل هو السبب الأول لعدم ممارسة الرياضة، مشيرًا إلى أن الحياة اليومية تتطلب حلولًا واقعية، أبرزها ممارسة الرياضة في عطلة الأسبوع. وبيّن أن المشي 8000 خطوة في يوم أو يومين فقط كفيل بتحقيق فوائد صحية، وخاصة عند زيادة سرعة المشي. في المقابل، شدد الأحمدي على أن النوم لا يمكن تعويضه خلال عطلة نهاية الأسبوع، مؤكدًا أن النوم الليلي المنتظم بين 7 إلى 8 ساعات يوميًّا ضروري لصحة البالغين، وقال: "السهر لا يُعوضه النوم المتأخر في نهاية الأسبوع". أ.د. محمد الأحمدي: اللي يعوضون الجهد البدني خلال الأسبوع في الويكند يُسمّون علميًا "محاربي إجازة نهاية الأسبوع". @DoctorAlahmadi #من_السعودية_على_قناة_السعودية #هيئة_الإذاعة_والتلفزيون — قناة السعودية (@saudiatv) August 8, 2025


الشرق الأوسط
منذ 2 ساعات
- الشرق الأوسط
ليس آمناً للجميع... احذر 3 آثار جانبية للحليب الخالي من اللاكتوز
إذا كنت تعاني من صعوبة في هضم اللاكتوز (السكر الموجود في منتجات الألبان)، فإن الحليب الخالي من اللاكتوز يُعد خياراً جيداً لتجنب اضطرابات الجهاز الهضمي. ومع ذلك، قد يُسبب تناوله يومياً آثاراً جانبية غير مرغوب فيها لدى بعض الأشخاص، وفق تقرير نشره موقع «فيري ويل هيلث». وفيما يلي، يعدد التقرير بعض سيئات شرب الحليب الخالي من اللاكتوز يومياً: بما أن الحليب الخالي من اللاكتوز يحتوي على جميع مكونات الحليب العادي، فإنه قد يُسبب ردود فعل لدى الأشخاص الذين يعانون من حساسية الحليب. ويرجع ذلك إلى أن المواد الموجودة في الحليب التي تُسبب حساسية الحليب هي البروتينات، بما في ذلك مصل اللبن أو الكازين. يمكن للحليب الخالي من اللاكتوز أن يُقلل من خطر اضطراب الجهاز الهضمي لدى الأشخاص الذين يعانون من عدم تحمل اللاكتوز. ومع ذلك، قد يكون له تأثير معاكس لدى الأشخاص الذين يعانون من حساسية تجاه صمغ الغوار، المُضاف إلى بعض أنواع الحليب الخالي من اللاكتوز، وليس جميعها. لذلك تحقق من المكونات للتأكد. قد تشمل أعراض حساسية صمغ الغوار ما يلي: الانتفاخ الغازات الإسهال في بعض الحالات، قد يؤدي صمغ الغوار إلى التهاب الأمعاء ويؤثر سلباً على بكتيريا الأمعاء، مما قد يزيد من خطر الإصابة بمرض التهاب الأمعاء (IBD). عندما يتحلل اللاكتوز بواسطة إنزيم اللاكتاز في الحليب، يتحول إلى غلوكوز وغالاكتوز، وهما سكريات بسيطة. يتم امتصاص السكريات البسيطة في الجسم بسرعة أكبر من السكريات الأكثر تعقيداً. نظرياً، ترتفع مستويات سكر الدم بشكل أسرع بعد تناول الحليب الخالي من اللاكتوز، على الرغم من أن البيانات السريرية لا تشير إلى أي فرق. وفي حين أن تناول كميات معتدلة من منتجات الألبان الخالية من اللاكتوز لا يسبب عادةً ارتفاع سكر الدم (ارتفاع مستويات السكر في الدم)، فإن تناول كميات كبيرة يومياً قد يؤثر سلباً على توازن سكر الدم، لذلك يجب على مرضى السكري أيضاً الانتباه لمستويات سكر الدم لديهم. الحليب الخالي من اللاكتوز يبقى حليباً. مع ذلك، تختلف عملية الإنتاج. في أثناء الإنتاج، يُضيف المُصنِّعون إنزيماً يُعرف باسم اللاكتاز إلى حليب البقر العادي. ويُساعد هذا الإنزيم، الذي يُنتجه الرضع ونحو 32 في المائة من البالغين بشكل طبيعي، على هضم منتجات الألبان. تُفكِّك إضافة اللاكتاز إلى حليب البقر اللاكتوز قبل دخوله الجسم، مما يُسهِّل هضمه لدى 68 في المائة من سكان العالم الذين يُعانون من سوء امتصاص اللاكتوز. بهذه الطريقة، بحلول الوقت الذي يشرب فيه الشخص الحليب الخالي من اللاكتوز، يكون السكر نفسه قد انخفض إلى مستويات أكثر قابلية للهضم. وتُعد بدائل الحليب غير المُصنّعة من الألبان خياراً رائعاً لمن يرغبون في الاستمتاع بالحليب من دون الآثار الجانبية المحتملة، خاصةً لمن يعانون من عدم تحمل اللاكتوز، أو حساسية تجاه البروتينات أو مكونات الحليب الخالي من اللاكتوز. وتميل الخيارات الخالية من الألبان إلى احتواء سكر أقل بكثير من الحليب، وهو أمر جيد لمن يحتاجون إلى التحكم في مستويات السكر في الدم. كما أن الحليب الخالي من اللاكتوز ليس نباتياً. لذا، يُفضّل النباتيون الخيارات الخالية من الألبان. تشمل بعض الخيارات الجيدة الخالية من الألبان والخالية تماماً من اللاكتوز ما يلي: حليب الصويا حليب الكاجو حليب الأرز حليب جوز الهند حليب الشوفان حليب اللوز


الشرق الأوسط
منذ 2 ساعات
- الشرق الأوسط
مصر: منظومة «تتبع الأدوية»... هل تحدّ من أزمة «النواقص»؟
تبدأ مصر تطبيق منظومة «تتبع الأدوية» مطلع نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل، في خطة سيجري تطبيقها بشكل متدرج وعبر مراحل عدة لمدة 5 سنوات، وسط تساؤلات عن إمكانية نجاح المنظومة الجديدة في الحد من أزمة «نواقص الأدوية» التي تكررت مرات عدة خلال السنوات الماضية. وقال رئيس «هيئة الدواء» المصرية، علي الغمراوي، مساء الخميس، إن المنظومة الجديدة سيتم تفعيل مرحلتها الأولى خلال نوفمبر المقبل بصفتها خطوة أولى؛ بهدف «ضبط سوق الدواء» ومكافحة التهريب والغش وتحقيق الشفافية في سلاسل الإمداد الدوائي، مشيراً إلى أن «عملية تطبيق المنظومة بالكامل سوف تستغرق ما بين 3 و5 سنوات». وأضاف أن «نشر القرار الخاص بتطبيق المنظومة خلال الأيام المقبلة في الجريدة الرسمية يمثّل الخطوة الأولى لانطلاقها؛ لتكون مطبّقة بشكل كامل على جميع عبوات الدواء في السوق المصرية، بما يسمح بتتبع كل علبة دواء من لحظة الإنتاج وحتى وصولها إلى يد المريض»؛ الأمر الذي عدّه «معززاً من قدرة الدولة على مواجهة أي مخالفات، ويضمن توفير الأدوية بشكل منظم وآمن». وعانت مصر خلال العامَيْن الماضيَيْن من «نواقص في الأدوية» على خلفية «أزمة انخفاض سعر الصرف ونقص العملة، ونقص المادة الفعّالة التي تستخدمها الشركات في التصنيع الدوائي، بالإضافة إلى طلب الكثير من الشركات رفع أسعار الأدوية لتعويض الخسائر التي تعرّضت لها»، حسب مراقبين. «هيئة الدواء» المصرية تسعى لحل مشكلة نواقص الأدوية (وزارة الصحة) ويُشار إلى أن الدواء في مصر يُعدّ السلعة الوحيدة المسعّرة جبرياً ولا يُسمح بزيادة سعرها، إلا بموافقة رسمية من الجهات الحكومية. وسمحت الحكومة للكثير من الشركات بتعديل أسعار الأدوية، سواء التي تنتجها أو التي تستوردها من الخارج، مع بدء تنفيذ سياسة لتشجيع التصنيع المحلي للدواء ضمن خطة توطين صناعة الدواء، وهي الخطة التي شهدت منذ منتصف العام الماضي وحتى نهاية الشهر الماضي «توطين 47 مادة فعّالة تدخل في تصنيع 133 مستحضراً دوائياً بمختلف الأشكال والتركيزات»، وفق بيانات «هيئة الدواء». وقال مساعد رئيس «هيئة الدواء» في مصر، ياسين رجائي، لـ«الشرق الأوسط»، إن جزءاً من منظومة «تتبع الأدوية» بدأ تطبيقه بالفعل داخل عدد من المصانع، وبالتالي لن تكون هناك مشكلة في بدء التطبيق التدريجي، من أجل حل عديد من المشكلات المرتبطة بتوافر الدواء بشكل أساسي، مشيراً إلى أن «المنظومة ستساعد عند اكتمالها في توفير قاعدة بيانات واضحة لدى (الهيئة)، وهو ما يجعل هناك معرفة مسبقة بالأصناف التي يمكن أن تكون ناقصة والمدى الزمني لهذا الأمر، مما يسهل الإتاحة المسبقة وتجنّب الدخول في أي أزمات». وحسب رجائي، فإن «منظومة التتبع» تعتمد على المصانع والموزعين والصيدليات، الأمر الذي سيُسهم في حوكمة منظومة الدواء وتتبعها بشكل كامل، وسيمنح المواطن إمكانية التأكد من سلامة الدواء الذي يقوم بشرائه لتوافر جميع البيانات الخاصة به من خلال «الباركود» الذي سيُوضع على جميع علب الأدوية. تعمل «هيئة الدواء» في مصر على تطبيق «منظومة التتبع» بهدف حل مشكلات سوق الدواء بالبلاد (هيئة الدواء) رئيس «شعبة الأدوية» بالغرفة التجارية في مصر، علي عوف، أشار إلى وجود منظومة التتبع في الكثير من الدول، لافتاً إلى أن المنظومة ستجعل هناك معرفة مستمرة لدى الهيئة بالأدوية والنواقص قبل نفادها بفترة من الأسواق. وأضاف عوف لـ«الشرق الأوسط»، أن «منظومة التتبع» مكلفة من الناحية المادية على جميع الأطراف، لكن في الوقت نفسه «تحتاج إلى بنية تكنولوجية قوية على مستوى ربوع البلاد من دون استثناء، لأن طريقة تعامل الصيدلية في العاصمة خلال عملية البيع ستضاهي أصغر الصيدليات في القرى والنجوع بالبلاد»، الأمر الذي عدّه صعباً في ظل عدم توافر الأجهزة التكنولوجية اللازمة في الصيدليات والعبء المالي الكبير الذي سوف يتكلفه الصيادلة من دون توفير دعم لهم. وهنا تحدّث مساعد رئيس «هيئة الدواء» في مصر عن تنسيقات مسبقة مع مختلف الجهات والهيئات المعنية وتحضيرات ودراسة استمرت لسنوات، «من أجل الوصول لرؤية يمكن تطبيقها على أرض الواقع»، مؤكداً أن «جميع العقبات المتوقعة أو التي ستظهر خلال التطبيق في المراحل التدريجية للمنظومة سيتم التعامل معها».