logo
النهضة الجامعة.. ومشروع العرب الحضاري

النهضة الجامعة.. ومشروع العرب الحضاري

صحيفة الخليج٣٠-٠٧-٢٠٢٥
حسن إبراهيم العيسى النعيمي
*أولًا: الشق الفكري - إعادة قراءة الإسلام في ضوء معطيات العصر
لقد مر الفكر الإسلامي عبر تاريخ الإسلام الطويل بمراحل زمنية عديدة ظهرت فيها فتن ومذاهب إسلامية وسجالات فقهية كثيرة نتج عنها صراعات بين المسلمين ومازالت آثارها حتى وقتنا هذا، ولسنا هنا بصدد تحديد المخطئ والمصيب، ولكننا نرى أن جميع الأئمة والفقهاء اجتهدوا وفق إمكانياتهم العلمية وإدراكهم واستيعابهم لمعطيات عصرهم والضغوط الداخلية والخارجية عليهم، وذلك لمعالجة مشكلات عصرهم.
وليس من المقبول أن نعيش في عصر بفكر عصر سابق لأن ذلك يجعلنا خارج سياق الزمن ويؤخرنا عن ركب الحضارة الإنسانية.
ومن حقنا بل واجب علينا أن نعيد قراءة الإسلام وفق معطيات عصرنا وواقعنا والظروف المحيطة بنا.
الإسلام رسالة السماء إلى الإنسانية:
بدأت مسيرة الإنسانية بالتوحيد، ثم انحرفت نحو الشرك والتعدد والانقسام. ومن هنا، جاءت الرسالات السماوية تباعاً لتعيد الإنسان إلى جادة التوحيد، ولتنظم حياته وفق المنهج الرباني الذي أراده له خالقه.
وقد خُتمت تلك الرسالات بالإسلام، الرسالة الجامعة، التي جاءت مصدقة ومتممة لما سبقها، وجُعلت للعالمين كافة، في كل زمان ومكان.
وأنزل الله القرآن الكريم، كتاباً خالداً، محفوظاً من التحريف والتبديل، ليكون مرجعاً ثابتاً في عالم متغير، وهداية للبشر في كل العصور.
وبما أن الإسلام هو الرسالة الخاتمة، فقد جاءت شريعته كاملة وتتسع لاستيعاب جميع المستجدات والتحديات، عبر قواعدها المحكمة ومصادرها المتعددة، من قرآن وسنة، وقياس وإجماع.
الإسلام، إذاً، ليس مجرد دين تعبدي، بل هو منظومة فكرية وحضارية شاملة، أرقى من كل النظم الوضعية، وأكثر قدرة على تلبية احتياجات الإنسان، ومعالجة مشكلاته، وتحقيق التوازن بين الروح والمادة، وبين الفرد والمجتمع، في ظل قيم المحبة والتسامح.
والإنسان هو محور هذا الدين، وغاية أحكامه وتشريعاته. وقد جاء ليصونه، ويحرر عقله وروحه، ويحمي مصالحه، ويقوده نحو الاستخلاف الواعي في الأرض.
أسس الإسلام ومرتكزاته:
هي منظومة قيم حيّة، تهدف إلى بناء الإنسان وتأسيس حضارة متوازنة، تراعي التكامل بين الفرد والمجتمع، والروح والمادة، والثبات والتجدد.
1- التوحيد: مركز المعنى وبوصلة الوجود
التوحيد هو الأساس الأول والأعلى في الإسلام، وهو الإيمان المطلق بوحدانية الله ونفي الشرك عنه.
فمن خلال التوحيد، يتحرر الإنسان من الخضوع لغير الله، ويتخلص من عبودية الأهواء والمصالح، ويستعيد اتزانه الداخلي وثقته بكرامته وهدفه في الحياة.
2- الحرية: شرط الإيمان وأساس التكليف
الحرية في الإسلام ليست ترفاً، بل ضرورة وجودية. فالقرآن الكريم يؤكد أن الإيمان لا يُقبل إلا عن اقتناع واختيار: ﴿لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ﴾.
الإنسان في الإسلام حرٌّ في أن يؤمن أو يكفر، وهو مسؤول عن خياراته، ومطالب بالبحث عن الحقيقة.
ومن هنا، فإن الإسلام يحرر الإنسان من التبعية الفكرية، ومن الخضوع للسلطة المطلقة أو السرديات المغلقة، ويدعوه إلى التفكير، والنقد، والاجتهاد. وهذا ما يجعل الحرية ركيزة في بناء وعيٍ نهضوي مستقل.
3- تزكية النفس: إصلاح الداخل أولاً
قال تعالى: ﴿قَدْ أَفْلَحَ مَن تَزَكَّىٰ﴾. تزكية النفس هي عملية مستمرة لتطهير الذات من الأنانية، والحقد، والتعصب، وكل ما يعكر صفاء الإنسان وإعدادٌ للنفس لتكون أداة صالحة في التغيير والبناء.
فمن دون تزكية، تفرغ العبادات من معناها، وتتحول النصوص إلى أدوات للجدل، لا للتغيير. ولهذا، فإن أي إصلاح اجتماعي لا يقوم على إصلاح الفرد من الداخل، سيظل سطحياً وعابراً.
4- العبادات: اتصالٌ روحي يثمر سلوكاً حضارياً
العبادات في الإسلام - كالصلاة والزكاة والصيام والحج - ليست طقوساً جامدة، بل وسائل لتجديد العلاقة بالله وتنمية القيم الروحية. وهي تؤسس للانضباط، وتُعزّز الوعي بالآخر، وتزرع في النفس روح العطاء والانضباط والتسامي.
5- العمل الصالح: الإيمان الفعّال في الواقع
قال الله تعالى: ﴿مَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَىٰ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُۥ حَيَوٰةً طَيِّبَةً﴾.
الإسلام لا يكتفي بالإيمان القلبي أو الشعار اللفظي، بل يربط بين الإيمان والعمل، ويجعل الصلاح في الأرض معياراً للتدين الحقيقي. فالمسلم الفاعل هو من يبني، ويصلح، ويعمر، ويقيم العدل، ويخدم مجتمعه بإتقان وإخلاص، لا من ينكفئ على ذاته ويكتفي بالنيات.
6- ديناميكية الإسلام: ثبات النص وحركية المعنى
من خصائص الإسلام الجوهرية مرونته وعمقه الزمني، فهو دينٌ جاء للناس كافة، عبر كل الأزمنة.
القرآن الكريم ثابت في نصه، لكنه متحرك في معناه، يتنزل على كل جيل بحسب وعيه واحتياجاته، ويُقرأ في ضوء ما وصلت إليه البشرية من تطور في الفكر والمعرفة والعلوم.
وهذا ما يجعل الإسلام ديناً قابلاً للتجدد في الفهم والاجتهاد، دون أن يُفرّط في أصوله أو مقاصده. فديناميكية الإسلام ليست تنازلاً عن الثوابت، بل تفعيل لها، بما يضمن أن يظل الإسلام مصدر هداية وقيادة في كل عصر.
ومن هنا، تصبح القراءة المعاصرة للنص واجباً، لا ترفاً، والاجتهاد المعاصر شرطاً لبناء نهضة تتصل بالوحي وتخاطب العصر.
خاتمة:
ذلك هو الإسلام النقي، كما جاء به خاتم النبيين، إسلام الفطرة والحرية، قبل أن تدخل فيه السياسة، وتشوّه صورته المصالح والأهواء والانقسامات المذهبية.
ولذلك فإن أي مشروع نهضوي عربي-إسلامي يجب أن يبدأ من هنا في إعادة قراءة الإسلام قراءةً معاصرة، تتجاوز الانغلاق المذهبي، وتحرر النصوص من أسر السياقات التاريخية، وتُعيد وصل الإنسان بجوهر الرسالة.
ولذا نقترح تشكيل لجنة علمية رفيعة من علماء الأزهر الشريف، وجامعات المغرب العربي، ونخبة من المفكرين المجددين، تتولى إعداد دراسة علمية شاملة تحت عنوان: «إعادة قراءة الإسلام في ضوء معطيات العصر»
تكون هذه الوثيقة مرجعاً حضارياً وفكرياً، ينطلق منه مشروع العرب الحضاري، ليسهم في تقدم الحضارة الإنسانية وسموها.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

فريق 'الفارس الشهم 3' يتابع تنفيذ مشروع 'شريان الحياة' لإمداد جنوب غزة بالمياه
فريق 'الفارس الشهم 3' يتابع تنفيذ مشروع 'شريان الحياة' لإمداد جنوب غزة بالمياه

البيان

timeمنذ ساعة واحدة

  • البيان

فريق 'الفارس الشهم 3' يتابع تنفيذ مشروع 'شريان الحياة' لإمداد جنوب غزة بالمياه

قام فريق عملية 'الفارس الشهم 3'، أمس الخميس، بجولة تفقدية ميدانية لموقع تنفيذ مشروع 'شريان الحياة'، بالتعاون مع مصلحة مياه بلديات الساحل في غزة، والذي يهدف إلى إمداد المناطق الجنوبية من قطاع غزة بخطوط مياه مستدامة، وذلك في إطار المشاريع الإغاثية والإنسانية الكبرى التي تنفذها دولة الإمارات العربية المتحدة لدعم الشعب الفلسطيني في قطاع غزة. ويُعد هذا المشروع من أبرز المشاريع الحيوية التي تأتي استجابة للاحتياجات المتزايدة للنازحين والسكان المحليين، في ظل التدهور الإنساني الخطير الناجم عن الحرب المستمرة. ويُنفذ بالتعاون مع مصلحة مياه بلديات الساحل في غزة، وبالتنسيق مع الجهات المختصة في الجانب المصري. يمتد خط المياه الجديد لمسافة 7 كيلومترات، بدءًا من محطات التحلية الإماراتية في الجانب المصري من رفح، وصولًا إلى منطقة المواصي جنوب قطاع غزة، إحدى أكثر المناطق اكتظاظًا بالنازحين. ويُتوقع أن يستفيد من هذا المشروع نحو 600 ألف مواطن، من بينهم عدد كبير من الأطفال والنساء وكبار السن. ويهدف المشروع إلى توفير إمدادات مياه نظيفة وآمنة، تخفف من الأعباء الإنسانية والصحية التي تواجه السكان، خاصة في ظل محدودية الموارد، والانقطاع المتكرر للمياه، وارتفاع درجات الحرارة. وتندرج هذه الجهود ضمن خطة شاملة أطلقتها الإمارات تحت مظلة عملية 'الفارس الشهم 3'، التي تشمل حزمة واسعة من المشاريع الإغاثية، الطبية، والإنشائية، لصالح أبناء الشعب الفلسطيني في قطاع غزة. ويتم تنفيذ المشروع بإشراف الفرق الإماراتية وبالتعاون الفني والميداني مع مصلحة مياه بلديات الساحل، لضمان مطابقة المعايير الفنية والاحتياجات المحلية. وأكدت الفرق الفنية المنفذة للمشروع أن وتيرة العمل تسير بشكل متسارع، وأن الأعمال التنفيذية تمضي وفق الجدول الزمني المحدد، تمهيدًا لتشغيل الخط وضخ المياه إلى مناطق التوزيع في أقرب وقت ممكن. ويعكس هذا المشروع حرص الإمارات على تقديم دعم إنساني مستدام وفعّال لقطاع غزة، خاصة في ظل التحديات غير المسبوقة التي تواجهه، مع استمرار العدوان، وانهيار البنى التحتية الأساسية في مختلف القطاعات. ويُنتظر أن يُسهم 'شريان الحياة' في تخفيف المعاناة اليومية لآلاف العائلات، وأن يشكّل نموذجًا للتعاون الإقليمي والدولي في مواجهة الأزمات الإنسانية.

'جامع الشيخ زايد' الثامن عالميا والأول على الشرق الأوسط في فئة 'أبرز معالم الجذب'
'جامع الشيخ زايد' الثامن عالميا والأول على الشرق الأوسط في فئة 'أبرز معالم الجذب'

صحيفة الخليج

timeمنذ 3 ساعات

  • صحيفة الخليج

'جامع الشيخ زايد' الثامن عالميا والأول على الشرق الأوسط في فئة 'أبرز معالم الجذب'

أبوظبي/ وام حقق جامع الشيخ زايد الكبير في أبوظبي إنجازًا عالميًا جديدًا، بحصوله على مراكز متقدمة ضمن قائمة أبرز المعالم في العالم، وذلك وفقًا لتقرير صادر عن منصة 'تريب أدفايزر' العالمية لعام 2025، المتخصصة في شؤون السفر والسياحة. ففي فئة 'أبرز معالم الجذب '، حصل الجامع على المرتبة الثامنة عالميًا، متقدما مركزين عن تصنيفه في عام 2024، ويستند هذا التصنيف إلى تحليل شامل لأكثر من ثمانية ملايين معلم حول العالم، وجاء الجامع ضمن أفضل 1% من هذه المعالم ، كما حافظ على المرتبة الأولى على مستوى الشرق الأوسط ضمن هذه الفئة، مما يعكس المكانة المرموقة التي يحظى بها الجامع على الصعيدين الإقليمي والدولي، ويؤكد دوره الريادي في تعزيز السياحة الدينية الثقافية في دولة الإمارات. وفي إنجاز آخر، جاء جامع الشيخ زايد الكبير في الفجيرة، أحد الصروح التابعة لمركز جامع الشيخ زايد الكبير، ضمن أفضل 10% من المعالم حول العالم، وفقًا لاختيارات المسافرين من مختلف أنحاء العالم، وهو ما يعد إنجازاً لافتاً نظرًا لحداثة تفعيل خدمة الزيارات في الجامع. وتأتي هذا الإنجازات التي حققها الجامعان تأكيداً على ريادتهما كوجهتين ثقافيتين على خريطة السياحة الدينية الثقافية العالمية، حيث بات الجامعان وجهة عالمية، يقصدهما الزوار من مختلف ثقافات العالم. وقال سعادة الدكتور يوسف العبيدلي، مدير عام مركز جامع الشيخ زايد الكبير، بهذه المناسبة، إن ما حققه جامع الشيخ زايد الكبير في أبوظبي من إنجاز عالمي يُجسّد الرؤية السديدة للقيادة الرشيدة، ويُعد ثمرةً لخطة المركز الإستراتيجية التي تهدف إلى تطوير الخدمات وتقديم تجارب نوعية لضيوفه، ويُتوّج ما يقدمه من مبادرات وخدمات متميزة على مدار العام. وأضاف أن هذه الجهود شملت تطوير البنية التحتية والثقافية، ورفع كفاءة المرافق، إلى جانب تميز الكوادر المتخصصة، وتمكين الشباب من أبناء الوطن عبر تأهيلهم لتقديم الجولات الثقافية وخدمة ضيوف الجامع من مختلف أنحاء العالم، ضمن برامج نوعية تعكس رسالة الجامع الحضارية وأشار إلى أن هذه المنجزات تفتح أمام المركز آفاقًا جديدة، نستشرف من خلالها المستقبل بخطط وإستراتيجيات تُمكّنه من مواصلة أداء دوره الحضاري بكفاءة أعلى، وتقديم خدمات ترتقي بتجارب ضيوفه باستمرار، عبر برامج دينية وثقافية ومعارض ومبادرات تُجسّد رسالة الجامع، وتُقدَّم في قوالب متجددة وبأسلوب حضاري يواكب التطلعات ويحقق الرؤى. وتعكس المراكز المتقدمة التي حققها جامع الشيخ زايد الكبير في أبوظبي، ريادته عالميًا كنموذج ينفرد عن غيره من دور العبادة والمعالم الثقافية والسياحية، ومرجع معياري في المنطقة والعالم؛ إذ يتجاوز دوره الديني باحتضان الشعائر والصلوات، إلى دوره الحضاري والثقافي في نشر وتعزيز رسالة دولة الإمارات العربية المتحدة المتمثلة في التعايش والسلام والوئام مع مختلف ثقافات العالم، إضافة لإحيائه مفردات الحضارة الإسلامية باعتباره نموذجا معمارياً فريداً للعمارة الإسلامية، مرسخاً مكانته مقصدا سياحيا ثقافيا عالميا فريدا، يقصده سنويا ما يقارب 7 ملايين ضيف من الزوار والمصلين من مختلف ثقافات العالم، يلتقون في رحابه باختلاف ثقافاتهم ودياناتهم، تجمعهم القواسم الإنسانية المشتركة، وتشكل لغة الحوار الحضاري جسورا يتخطون بها جميع أشكال الاختلاف. وأسهم المركز في تعزيز حضور الجامع مركزا عالميا للحوار الثقافي، من خلال المرافق المتنوعة التي تضمها قبة السلام، الوجهة الثقافية الجديدة في العاصمة أبوظبي، والتي تشمل متحف 'نور وسلام'، أول متحف من نوعه، والذي صُمم ليجمع بين الأجواء المميزة وطرق العرض المبتكرة لمجموعة منتقاة من القطع الأثرية والتحف والمعروضات ذات القيمة التاريخية الفنية والعلمية والأدبية، من حزام الكعبة المشرفة إلى دينار الخليفة عبد الملك بن مروان، ومن المصحف الأزرق إلى الأسطرلاب الأندلسي، كل قطعة تحكي قصة. ويقدم المتحف، عبر أقسامه الخمسة، تجارب سردية ملهمة تثري زيارة مرتادي الجامع، وتحت سقف واحد يدعو المتحف الزوار لتجربة أجواء أقدس ثلاثة مساجد في الإسلام: المسجد الحرام في مكة، والمسجد النبوي في المدينة المنورة، والمسجد الأقصى في القدس الشريف، من خلال عروض تفاعلية وتقنيات غامرة، تشعر الزائر وكأنه في حضرة هذه الأماكن العظيمة، يسمع آذانها، ويلمس قدسيتها، ويعيش لحظاتها. ويستهدف المتحف بمحتواه الثقافي المتنوع مختلف الثقافات والفئات شاملاً الباحثين والمتخصصين والمهتمين بشؤون الثقافة والتراث والعلوم والفنون، ويقدم رسائله من خلال تجارب تفاعلية وحسية متنوعة شاملًا بذلك فئة الأطفال التي خصص لها مجموعة من التجارب الجاذبة التي تقرب إلى أذهانهم رسالة المتحف الحضارية في القسم المخصص للعائلة. وتضم القبة تجربة 'ضياء التفاعلية'، وهي تجربة بتقنية '360'، توظف الصوت والضوء لتمنح الزائر الفرصة لخوض تجربة حسية غامرة وملهمة تبدأ بالفضاء المستنير بنجوم السماء، إلى أرض الإمارات العربية المتحدة، وإرثها الأصيل. كما تضم قبة السلام مكتبة الجامع المتخصصة، والمسرح الثقافي، والمعارض الدائمة والمؤقتة التي تسلط الضوء على حضارات إنسانية عريقة، بالإضافة إلى 'سوق الجامع' بما يضم من محلات ومناطق ترفيهية ومطاعم تلبي احتياجات مختلف الفئات العمرية، وممشى الجامع الرياضي الذي يتيح لأفراد المجتمع من مختلف الفئات والثقافات، فرصة ممارسة الرياضة والاستماع بما يوفر من خدمات، على المشهد الخارجي البديع للجامع. ويعمل المركز وفق خطة إستراتيجية مدروسة، وبمنظومة متكاملة تنفذها كوادر متخصصة تتمتع بمهارات عالية في مختلف المجالات، تعمل بكفاءة على تقديم تجارب ثقافية لضيوف الصروح التابعة له من مختلف ثقافات العالم، وتُعد الجولات الثقافية من أبرز هذه التجارب، حيث يقدمها نخبة من أخصائيي الجولات الثقافية من أبناء الوطن، لتمثيل الوجه الحضاري للدولة، ونشر رسالتها الداعية للسلام والوئام. وأصبح الجامع محطة رئيسة لكبار الشخصيات التي تزور الدولة، حيث يشكّل الزوار من خارج الدولة ما نسبته 82% من إجمالي الضيوف، وخلال النصف الأول من العام الجاري، واصل المركز تقديم مجموعة من التجارب والخدمات المبتكرة التي ساهمت في زيادة عدد الضيوف، من أبرزها الجولات الثقافية العامة، وجولات 'لمحات خفية من الجامع'، والجولات الثقافية الليلية 'سُرى' التي تتيح للزوار زيارة الجامع على مدار 24 ساعة. وخصص المركز تجربة 'سُرى' بشكل أساسي لزوار إمارة أبوظبي ودولة الإمارات ممّن لديهم وقت محدود خلال توقف رحلاتهم الدولية (الترانزيت)، أو لمن لم تتسنَّ لهم زيارة الجامع خلال ساعات الزيارة الرسمية، ويقدم المركز أيضًا خدمة 'الدِّلِيل'، وهو جهاز وسائط متعددة يتيح جولات ثقافية افتراضية بـ14 لغة عالمية، بالإضافة إلى جولة بلغة الإشارة المصممة لفئة الصم من أصحاب الهمم، وجولات مخصصة للأطفال.

جامع الشيخ زايد الكبير الثامن عالمياً والأول إقليمياً في "أبرز معالم الجذب"
جامع الشيخ زايد الكبير الثامن عالمياً والأول إقليمياً في "أبرز معالم الجذب"

البيان

timeمنذ 3 ساعات

  • البيان

جامع الشيخ زايد الكبير الثامن عالمياً والأول إقليمياً في "أبرز معالم الجذب"

حقق جامع الشيخ زايد الكبير في أبوظبي إنجازًا عالميًا جديدًا، بحصوله على مراكز متقدمة ضمن قائمة أبرز المعالم في العالم، وذلك وفقًا لتقرير صادر عن منصة "تريب أدفايزر" العالمية لعام 2025، المتخصصة في شؤون السفر والسياحة. ففي فئة "أبرز معالم الجذب "، حصل الجامع على المرتبة الثامنة عالميًا، متقدما مركزين عن تصنيفه في عام 2024، ويستند هذا التصنيف إلى تحليل شامل لأكثر من ثمانية ملايين معلم حول العالم، وجاء الجامع ضمن أفضل 1% من هذه المعالم ، كما حافظ على المرتبة الأولى على مستوى الشرق الأوسط ضمن هذه الفئة، مما يعكس المكانة المرموقة التي يحظى بها الجامع على الصعيدين الإقليمي والدولي، ويؤكد دوره الريادي في تعزيز السياحة الدينية الثقافية في دولة الإمارات. وفي إنجاز آخر، جاء جامع الشيخ زايد الكبير في الفجيرة، أحد الصروح التابعة لمركز جامع الشيخ زايد الكبير، ضمن أفضل 10% من المعالم حول العالم، وفقًا لاختيارات المسافرين من مختلف أنحاء العالم، وهو ما يعد إنجازاً لافتاً نظرًا لحداثة تفعيل خدمة الزيارات في الجامع. وتأتي هذا الإنجازات التي حققها الجامعان تأكيداً على ريادتهما كوجهتين ثقافيتين على خريطة السياحة الدينية الثقافية العالمية، حيث بات الجامعان وجهة عالمية، يقصدهما الزوار من مختلف ثقافات العالم. وقال سعادة الدكتور يوسف العبيدلي، مدير عام مركز جامع الشيخ زايد الكبير، بهذه المناسبة، إن ما حققه جامع الشيخ زايد الكبير في أبوظبي من إنجاز عالمي يُجسّد الرؤية السديدة للقيادة الرشيدة، ويُعد ثمرةً لخطة المركز الإستراتيجية التي تهدف إلى تطوير الخدمات وتقديم تجارب نوعية لضيوفه، ويُتوّج ما يقدمه من مبادرات وخدمات متميزة على مدار العام. وأضاف أن هذه الجهود شملت تطوير البنية التحتية والثقافية، ورفع كفاءة المرافق، إلى جانب تميز الكوادر المتخصصة، وتمكين الشباب من أبناء الوطن عبر تأهيلهم لتقديم الجولات الثقافية وخدمة ضيوف الجامع من مختلف أنحاء العالم، ضمن برامج نوعية تعكس رسالة الجامع الحضارية وأشار إلى أن هذه المنجزات تفتح أمام المركز آفاقًا جديدة، نستشرف من خلالها المستقبل بخطط وإستراتيجيات تُمكّنه من مواصلة أداء دوره الحضاري بكفاءة أعلى، وتقديم خدمات ترتقي بتجارب ضيوفه باستمرار، عبر برامج دينية وثقافية ومعارض ومبادرات تُجسّد رسالة الجامع، وتُقدَّم في قوالب متجددة وبأسلوب حضاري يواكب التطلعات ويحقق الرؤى. وتعكس المراكز المتقدمة التي حققها جامع الشيخ زايد الكبير في أبوظبي، ريادته عالميًا كنموذج ينفرد عن غيره من دور العبادة والمعالم الثقافية والسياحية، ومرجع معياري في المنطقة والعالم؛ إذ يتجاوز دوره الديني باحتضان الشعائر والصلوات، إلى دوره الحضاري والثقافي في نشر وتعزيز رسالة دولة الإمارات العربية المتحدة المتمثلة في التعايش والسلام والوئام مع مختلف ثقافات العالم، إضافة لإحيائه مفردات الحضارة الإسلامية باعتباره نموذجا معمارياً فريداً للعمارة الإسلامية، مرسخاً مكانته مقصدا سياحيا ثقافيا عالميا فريدا، يقصده سنويا ما يقارب 7 ملايين ضيف من الزوار والمصلين من مختلف ثقافات العالم، يلتقون في رحابه باختلاف ثقافاتهم ودياناتهم، تجمعهم القواسم الإنسانية المشتركة، وتشكل لغة الحوار الحضاري جسورا يتخطون بها جميع أشكال الاختلاف. وأسهم المركز في تعزيز حضور الجامع مركزا عالميا للحوار الثقافي، من خلال المرافق المتنوعة التي تضمها قبة السلام، الوجهة الثقافية الجديدة في العاصمة أبوظبي، والتي تشمل متحف "نور وسلام"، أول متحف من نوعه، والذي صُمم ليجمع بين الأجواء المميزة وطرق العرض المبتكرة لمجموعة منتقاة من القطع الأثرية والتحف والمعروضات ذات القيمة التاريخية الفنية والعلمية والأدبية، من حزام الكعبة المشرفة إلى دينار الخليفة عبد الملك بن مروان، ومن المصحف الأزرق إلى الأسطرلاب الأندلسي، كل قطعة تحكي قصة. ويقدم المتحف، عبر أقسامه الخمسة، تجارب سردية ملهمة تثري زيارة مرتادي الجامع، وتحت سقف واحد يدعو المتحف الزوار لتجربة أجواء أقدس ثلاثة مساجد في الإسلام: المسجد الحرام في مكة، والمسجد النبوي في المدينة المنورة، والمسجد الأقصى في القدس الشريف، من خلال عروض تفاعلية وتقنيات غامرة، تشعر الزائر وكأنه في حضرة هذه الأماكن العظيمة، يسمع آذانها، ويلمس قدسيتها، ويعيش لحظاتها. ويستهدف المتحف بمحتواه الثقافي المتنوع مختلف الثقافات والفئات شاملاً الباحثين والمتخصصين والمهتمين بشؤون الثقافة والتراث والعلوم والفنون، ويقدم رسائله من خلال تجارب تفاعلية وحسية متنوعة شاملًا بذلك فئة الأطفال التي خصص لها مجموعة من التجارب الجاذبة التي تقرب إلى أذهانهم رسالة المتحف الحضارية في القسم المخصص للعائلة. وتضم القبة تجربة "ضياء التفاعلية"، وهي تجربة بتقنية '360'، توظف الصوت والضوء لتمنح الزائر الفرصة لخوض تجربة حسية غامرة وملهمة تبدأ بالفضاء المستنير بنجوم السماء، إلى أرض الإمارات العربية المتحدة، وإرثها الأصيل. كما تضم قبة السلام مكتبة الجامع المتخصصة، والمسرح الثقافي، والمعارض الدائمة والمؤقتة التي تسلط الضوء على حضارات إنسانية عريقة، بالإضافة إلى "سوق الجامع" بما يضم من محلات ومناطق ترفيهية ومطاعم تلبي احتياجات مختلف الفئات العمرية، وممشى الجامع الرياضي الذي يتيح لأفراد المجتمع من مختلف الفئات والثقافات، فرصة ممارسة الرياضة والاستماع بما يوفر من خدمات، على المشهد الخارجي البديع للجامع. ويعمل المركز وفق خطة إستراتيجية مدروسة، وبمنظومة متكاملة تنفذها كوادر متخصصة تتمتع بمهارات عالية في مختلف المجالات، تعمل بكفاءة على تقديم تجارب ثقافية لضيوف الصروح التابعة له من مختلف ثقافات العالم، وتُعد الجولات الثقافية من أبرز هذه التجارب، حيث يقدمها نخبة من أخصائيي الجولات الثقافية من أبناء الوطن، لتمثيل الوجه الحضاري للدولة، ونشر رسالتها الداعية للسلام والوئام. وأصبح الجامع محطة رئيسة لكبار الشخصيات التي تزور الدولة، حيث يشكّل الزوار من خارج الدولة ما نسبته 82% من إجمالي الضيوف، وخلال النصف الأول من العام الجاري، واصل المركز تقديم مجموعة من التجارب والخدمات المبتكرة التي ساهمت في زيادة عدد الضيوف، من أبرزها الجولات الثقافية العامة، وجولات "لمحات خفية من الجامع"، والجولات الثقافية الليلية 'سُرى' التي تتيح للزوار زيارة الجامع على مدار 24 ساعة. وخصص المركز تجربة "سُرى" بشكل أساسي لزوار إمارة أبوظبي ودولة الإمارات ممّن لديهم وقت محدود خلال توقف رحلاتهم الدولية (الترانزيت)، أو لمن لم تتسنَّ لهم زيارة الجامع خلال ساعات الزيارة الرسمية، ويقدم المركز أيضًا خدمة "الدِّلِيل"، وهو جهاز وسائط متعددة يتيح جولات ثقافية افتراضية بـ14 لغة عالمية، بالإضافة إلى جولة بلغة الإشارة المصممة لفئة الصم من أصحاب الهمم، وجولات مخصصة للأطفال.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store