
من الأنفع حاكم راشد أم قانون راشد؟
إيطاليا تلغراف
ذ. محمد كندولة
رغم تقديري واحترامي لمن يقول أن السبب الأساسي في عدم القدرة على استعادة الخلافة الراشدة هو سرعة الفتوحات الإسلامية ، باعتماد النموذج الإمبراطوري السائد في الحكم والإدارة ، وكذا انشطار الثنائيات في الفكر الإسلامي والفعل الحضاري يمكن أن نضيف ،أن هناك أسبابا آخرى قوية ، منها الثقافة البدوية التي تعمتد على العصبية القبلية و التي تعطي للشيخ المكانة والريادة في التسيير الشيء الذي أضعف النفس الشورى والديموقراطي في الحياةالعامة، كما أقره الاسلام،ومنها زيادة على ذلك انتشار الفكر الخرافي ، خصوصا حينما اعتمد الدين أساسا في التفسير والتقرير، ومنها إضافة على ذلك امتهان المرأة بشيوع التعدد بدون حاجة ، امتهان واسترقاق أساسه الخدمة والسخرة، وكلها كانت أساليب بدوية مخالفة لمنهج الدين الإسلامي التصحيحي حينا والثوري حينا آخر ، ولهذا نقول ونحن نعيش في القرن الواحد والعشرين؛
إن اتساع دائرة المعرفة والعلم هو من العوامل الموضوعية التي يجب أخذها بعين الاعتبار ،اما خيار العزلة عن العالم فهو خيار غير صائب.
فالانفتاح على العالم هو السبيل الأوحد للمواجهة، نقرأ ما يقرأون، نطالع ما يكتبون، نحاور الشرق والغرب بلسان حالهم حتى نتمكن من أدوات العولمة وتقنياتها الحديثة مع الإحاطة بانعكاساتها على الاقتصاد والسياسة والاجتماع البشري.
فلنا من المقومات ما يمكن أن نوقف بها الحملات.
فالاسلام دين التغيير والتجديد دين التعمير و التنوير
أما العودة إلى الرحم فغير ممكنة إلا بطريق واحد وهو التأصيل والتأسيس ثم البناء على قواعد الهوية الإسلامية.
السؤال الذي يطرح نفسه في ذات السياق ونحن ننظر في أحوالنا، وأحوال أمتنا هو:من الأنفع للدولة رجل راشد أم قانون راشد ؟
أجاب أرسطو عن هذا السؤال قائلا:
' الأنفع أن تحكم بقانون خير من قائد فاضل' ، وذلك لأن أعمار الدول لا تُقاس بأعمار القادة، والدولة المرتبطة بالشخص لا تراكم لها حضاريا،وإنما يكون التحضر بالقيم ، فبها تتعالى الدولة على هوى الحاكم الفرد وتتجاوز أفقه الضيق وحياته العابرة ، ولهذا لم ينص الإسلام على بروفايل الحاكم الراشد وسلالته ،ولم يعين الرسول صلى الله عليه وسلم خليفة بعده ،وجاءت التشريعات الحكمية مرنة، من حيث التعميم والتجريد، ليضمن لها الصمود والبقاء، وكان التوصيف الأخلاقي والقانوني للمنصب السياسي، ولطبيعة العلاقه بين الحاكم الراشد والمحكوم المتطلع الى تصرفات راشدية هو المعيار في الفلسفة السياسية والأحكام ،وكانت القيم الإسلامية هي جوهر التدبير السياسي في المؤسسات الحاكمة، تاركا مساحة مهمة للاجتهاد والتقدير لتحقيق مصالح الناس ضمن أسس أخلاقية وتشريعية إسلامية، ومن قيم الرشد التي دعا لها الإسلام كتابا وسنة: الشورى والعدل والمساواة والحرية والأخوة والبيعة والطاعة والوحدة وغيرها.
المشكل الذي المطروح هو أن العقلية البدوية كما اسلفنا،هي التي وجهت الفاعل السياسي قديما وحديثا فكان الانتصار للقبيلة والعصبة بما تدل عليه من أعراف وتقاليد.
إيطاليا تلغراف
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


المساء
منذ 2 ساعات
- المساء
رئيس الجمهورية يعزي في وفاة العميد زيدي العيد
تقدم رئيس الجمهورية، القائد الأعلى للقوات المسلحة وزير الدفاع الوطني عبد المجيد تبون، أول أمس، بأسمى عبارات التعازي إلى عائلة العميد زيدي العيد، رئيس قسم بقيادة القوات البرية الذي وافته المنية الأربعاء الماضي بعد مرض عضال. كما عزى الرئيس تبون في نص التعزية كل أفراد الجيش الوطني الشعبي، داعيا المولى عز وجل أن يتغمد روح الفقيد برحمته الواسعة وأن يسكنه فسيح جناته ويلهم ذويه جميل الصبر و السلوان. من جهته، تقدم الوزير المنتدب لدى وزير الدفاع الوطني، رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، الفريق أول السعيد شنقريحة باسمه الخاص وباسم كافة مستخدمي الجيش الوطني الشعبي، بأصدق التعازي وخالص المواساة إلى عائلة المرحوم، راجيا من الله تعالى أن يتغمد روح الفقيد برحمته الواسعة وأن يسكنه فسيح جناته مع الشهداء والصديقين الأبرار وأن يلهم عائلته وذويه جميل الصبر والسلوان في هذا المصاب الجلل.


الشروق
منذ 8 ساعات
- الشروق
'لا يمكن وقف ما هو قادم'.. ترامب يشعل الجدل مرة أخرى
أشعل الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، الجدل وسط نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي بمنشور يحمل صورته بالأبيض والأسود وتعليق كتب فيه بأنه حسب تعبيره 'مرسل بمهمة إلهية ولا أحد يمكنه توقع القادم.' وتداول نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي تدوينة نشرها ترامب، الخميس، على صفحته بمنصة 'تروث سوشال'، وكتب فيها: ' مرسل بمهمة من الله ولا شيء يمكنه وقف ما هو قادم'، الأمر الذي أشعل تكهنات بين نشطاء في محاولة تفسير ما قصده. ويُعرف ترامب باستخدامه المتكرر للرموز والتعابير الدينية في تصريحاته ومنشوراته، حيث سبق أن نشر صورًا له مرتديًا زي البابا في مواقف ساخرة، وتصريحات أوحت بتطلعه لأدوار رمزية ودينية، أثارت في كثير من الأحيان الجدل بين متابعيه وخصومه. وبينما اعتبر البعض منشور ترامب مجرد استعراض جديد للفت الأنظار، رأى آخرون أنه يحمل نبرة 'دينية' مقلقة، تكرّس صورة ترامب كـ'منقذ' في أذهان أنصاره، ما يثير تساؤلات عن مسار حملته الانتخابية المقبلة وخطابها الديني المتصاعد.


الخبر
منذ 15 ساعات
- الخبر
الحجّ على آهات غزّة الشّهيدة
يجمع كل علماء المسلمين المعتدّ بهم أن لكل حكم من أحكام الشرع مقصدا علمه من علمه وجهله من جهله، والحج بكونه ركنا من أركان الإسلام لا يرتاب مرتاب أن له مقاصد جليلة وحكما عظيمة، كثير منها بيّن ظاهر، وكثير منها تقصر عنه عقول الناس، وقد اجتهد كثير من علمائنا في بيان هذه المقاصد وشرحها، وليس الغرض هنا زيادة بيان لها ولا شرح، وإنما الغرض هو ما يوجبه الوقت والحال من البحث عن هذه المقاصد في واقعنا، خاصة أن الحج هذا العام -كما في العام الماضي- يأتي في ظروف خاصة مؤلمة ومهينة للأمة الإسلامية: مذبحة مروّعة وإبادة وحشية علنية لأهلنا في غزة الشهيدة، ودفع الجزية علانية وذلاًّ لترامب الذي لن يدوم في الحكم إلا سنوات يقينا، ولأمريكا التي ستنتهي بلا ريب، وتقلّصُ إمبراطوريتها وتهلهلُها ظاهر للعيان لا يخفى إلا على الغُربان الحمقى من حكام العرب!. لقد أفتى بعض العلماء الربانيين لمن حج حجة الإسلام واعتمر ألا يكرر حجه وعمرته في ظل هذا الزمان البئيس، الذي تعيش فيه الأمة هوانا وذلاًّ قلّما عرفت له مثيلا في تاريخها الطويل، وهي فتوى صحيحة كل الصحة تشهد لها أدلة الشرع وقواعده ومقاصده، وإن شوّش عليها المشايخ المتصهينون ومشايخ السُّلَط، المختصون في إصدار الفتاوى تحت الطلب وفق الرغب، وطبعا المسلمون متفاوتون في الاستجابة لهذه الفتاوى الربانية؛ لغلبة هوى النفوس ابتداء، وغلبة الجهل وعقلية التخلف انتهاء. وفي كل الأحوال فإن مشاعر الحج لا تتوقف ولن تتوقف، وحتى من أفتى بهذه الفتاوى السديدة لا يقصدون تعطيل الحج كلية، بل يقصدون ضرورة مراعاة الأولويات، فصرف الأموال نصرة للجهاد وإسنادا لغزة فريضة والحج للمرة الثانية وما بعدها نافلة، وصرف الأموال نصرة لإخواننا المسلمين هو الواجب ودفعها جزية لعدوّنا كبيرة من الكبائر، أما دفعها تعويضا عن خسائر العدو في الحرب فهو... مشاعر الحج إذن ستقام، ومن الواجب على عقلاء الأمة أن يسألوا عن مقاصد هذا الركن العظيم من أركان الإسلام، أين نحن منها؟ وأين هي من مواقعنا؟، ولن أطيل الكلام، يكفيني هذه الكلمات: من مقاصد الحج تعظيم شعائر الله، قال الله تعالى في سورة الحج: {ذٰلك ومن يعظم حرمات الله فهو خير له عند ربه}، وإن حرمة دم المسلم من أعظم الحرمات، فعن ابن عمر قال: 'رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يطوف بالكعبة، ويقول: «ما أطيبك وأطيب ريحك، ما أعظمك وأعظم حرمتك، والذي نفس محمد بيده! لحرمة المؤمن أعظم عند الله حرمة منك، ماله ودمه..' رواه ابن ماجه. فما معنى أن يعظم المسلمون الكعبة في الحج وهم لم يراعوا حرمة دماء إخوانهم المسلمين في غزة، وهي تسيل منذ قرابة عام أمام أنظارنا جميعا بوحشية وفظاعة!، فهل بهذا أمرنا الإسلام؟ ثم ما معنى أن يجتمع ملايين المسلمين في المشاعر المقدسة يعظّمون الكعبة ومسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم، في الوقت الذي يدنّس فيه المسجد الأقصى المبارك، وقد دنّسه الصهاينة هذا الأسبوع تدنيسا عظيما، والقادم أعظم وأخطر!، فما معنى أن ترتفع الأصوات بالتلبية وقد صمتت أصوات المسلمين جميعا، فلم نسمع استنكارا لتدنيس الصهاينة للأقصى، ولو همسًا!، وهذا منكر، وأكبر منه منكر بقاء الأقصى تحت سلطان الصهاينة لعقود برضى الدول العربية والإسلامية جميعا!، وأشد من ذلك منكرا ما يتعرض له المسلمون من تنكيل في القدس الشريف وكامل فلسطين!، فهل هذا ما أمرنا به الإسلام؟. من مقاصد الحج المعروفة تحقيق الأخوة الإسلامية، والإسلام جمع بين كل المنتسبين إليه برباط الأخوة، {إنما المؤمنون إخوة}، فمن أخرج نفسه من هذه الأخوة فقد خرج عن جماعة المسلمين طوعا! فهل هي أخوة الإسلام هذه التي تجمعنا في الحج، وتفرقنا في الحياة؟ وهل هو الإيمان الذي يحركنا للحج ويثبطنا عن نصرة إخواننا أهل غزة وفلسطين؟، هل بهذا أمرنا الإسلام؟ من مقاصد الحج المعلومة: تحقيق وحدة الأمة، وهذا المقصد نتيجة للمقصد السابق، ووحدة الأمة الإسلامية واجب قطعي نص عليه القرآن العظيم في آيات عدة: {إن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاعبدون}، {وإن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاتقون}، وها هي الأمة تجتمع موحدة في الحج ظاهريا، والعلاقة بين دوله ممزقة إلا قليلا، وكثير من الدول تخطط لقطع العلاقات الباقية مستقبلا، وبعض الدول منها تخطط لتدمير دول غيرها من المسلمين، والأسف الأكبر أن الأمة ستجتمع في الحج موحدة على خذلان غزة والمسجد الأقصى وكل فلسطين، متواطئة على ذلك، فهل هذا ما أمرنا به الإسلام؟ من مقاصد الحج العظيمة: تحقيق عقيدة الولاء والبراء، فحين نزل الآيات الأولى من سورة براءة وفيها قوله تعالى: {وأذان من الله ورسوله إلى الناسِ يوم الحج الأكبر أن الله بريء من المشركين ورسوله} أرسل عليا رضي الله عنه ينادي بها في من حج مع أبي بكر رضي الله عنه ذلك العام تعليما للمسلمين أن يتبرؤوا من الكفار أعداء الله وأعدائهم، فما معنى أن نحج في هذا الزمان وكثير من المسلمين موال للصهاينة معاد لأهل غزة عامة، والمجاهدين الأشراف منهم خاصة، وهم خير الأمة في هذا الزمان؟ هل هذا هو الإسلام؟ وهل هذا ما يقصد إليه الحج؟ وهل هذا ما يأمرنا به الإسلام؟ وما أكثر الأسئلة؟