
الذكاء الاصطناعي والقراصنة
قبل سنوات قليلة فقط، كان الأمن السيبراني يشبه معركة يمكن حسمها ببعض الإجراءات البسيطة، إذ كان يكفي تثبيت برنامج لمكافحة الفيروسات، وتدريب الموظفين على تجنب الضغط على الروابط المشبوهة، لتشعر المؤسسات بشيء من الأمان، لكن تلك الأيام قد ولّت، إذ أصبح قراصنة الإنترنت اليوم منظمين ومحترفين، والأسوأ من ذلك كله، أنهم باتوا مبدعين، وسرعان ما تزايدت الهجمات المعززة بالذكاء الاصطناعي.
اليوم تغير كل شيء، فقد تطورت التهديدات السيبرانية بشكل لافت، وباتت تدار من قبل مجموعات منظمة تحاكي في بنيتها وطريقة عملها الشركات الناشئة، وتستخدم تقنيات الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي لتوليد هجمات دقيقة، ورسائل تصيد إلكتروني تتطابق إلى حد كبير مع المراسلات الرسمية، إلى جانب أتمتة عمليات اكتشاف الثغرات وتحليل الأنظمة المستهدفة، كما أصبح استهداف سلاسل التوريد، الوسيلة المفضلة لاختراق مؤسسات كبرى عبر مزودي الخدمات أو الشركاء الأقل أماناً، وأثبتت حوادث أن التهديد لا يأتي دائماً من الداخل، بل قد يدخل من خلال باب خلفي لم يكن أحد يتوقعه.
والأخطر من ذلك أن برمجيات الفدية لم تعد تقتصر على تشفير البيانات، بل تطورت لتشمل ابتزاز الضحايا بتهديدهم بنشر الملفات المسروقة علناً، وتستهدف هذه الهجمات قطاعات حيوية مثل الصحة والتمويل، بعد دراسة دقيقة لنقاط الضعف الأكثر تأثيراً، وفي المقابل، لا تزال كثير من المؤسسات تعتمد على استراتيجيات أمنية تقليدية لم تعد قادرة على مجاراة تطور الهجمات، ما يخلق فجوة خطرة بين قدرات الدفاع وذكاء الخصوم.
ولا تنتهي التحديات هنا، فالتطور المتسارع في الحوسبة الكمية يلوح بتهديد حقيقي لأنظمة التشفير الحالية، فهذه التقنية، التي كانت تعد خيالاً علمياً، باتت وشيكة، وما هي إلا مسألة وقت، وبغض النظر عن التقديرات المختلفة بشأن موعد وصولها، بدأت المؤسسات الأكثر وعياً في مراجعة بنى التشفير لديها.
وفي ظل هذا الواقع، لم يعد مقبولًا أن يبقى العنصر البشري هو الحلقة الأضعف، فمهما بلغت فعالية التقنيات الأمنية، تظل نقرة واحدة من موظف غير مدرب كفيلة بإسقاط كل الدفاعات، ولهذا، فإن التدريب المستمر لم يعد ترفاً، بل ضرورة استراتيجية.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


البيان
منذ 2 ساعات
- البيان
iOS 26.. رهان آبل لاستعادة الريادة في تصميم واجهات المستخدم
هذا التغيير، الذي يُنظر إليه باعتباره خروجاً من القوالب التقليدية، لاقى انتقادات مبكرة بعد ظهور مشكلات في عرض مركز التحكم، حيث أدت الشفافية إلى إرباك بصري وفقدان وضوح الأزرار. حتى ذلك الحين، تقتصر النسخ المتاحة على المطورين، بهدف اختبار التوافق وتحسين الأداء.


البيان
منذ 3 ساعات
- البيان
"غوغل" توسع تقنية مطالعات الذكاء الاصطناعي لتشمل "يوتيوب"
أعلنت شركة "غوغل"، توسيع نطاق تقنية "مطالعات الذكاء الاصطناعي" (AI Overviews) لتشمل منصة يوتيوب، بعد بدء اختبار ميزة جديدة تعرض نتائج البحث باستخدام الذكاء الاصطناعي على شكل شريط تمرير (Carousel) للمشتركين في خدمة "YouTube Premium". وبحسب الشركة، فإن هذه الميزة ستظهر عند البحث عن موضوعات مثل "التسوق" أو "السفر"، حيث تقدم مقطع فيديو رئيسي في أعلى الصفحة، يليه مجموعة من الصور المصغرة لمقاطع فيديو ذات صلة، إضافة إلى ملخص نصي يتم إنشاؤه بالذكاء الاصطناعي للإجابة على الاستفسارات. وأوضحت "غوغل" أن بإمكان المستخدمين مشاهدة الفيديو الكامل بالنقر على المقطع الرئيسي. وتتوفر الميزة حالياً على تطبيقي يوتيوب لنظامي التشغيل "iOS" و"أندرويد"، وتقتصر على مقاطع الفيديو باللغة الإنجليزية، على أن تستمر فترة الاختبار حتى 30 يوليو المقبل. وكشفت "غوغل" عن توسيع أداة الذكاء الاصطناعي التفاعلية التي تسمح للمستخدمين بطرح أسئلة حول محتوى الفيديو أثناء المشاهدة، لتشمل الآن بعض المستخدمين غير المشتركين في "YouTube Premium"، وذلك بعد إطلاق الأداة أول مرة في عام 2023. وأكدت الشركة أن هذه الخطوات تأتي بهدف تعزيز تجربة المستخدم في البحث والاكتشاف على منصة يوتيوب من خلال تطبيق تقنيات الذكاء الاصطناعي المتقدمة.


البوابة العربية للأخبار التقنية
منذ 14 ساعات
- البوابة العربية للأخبار التقنية
بعد 40 عامًا.. مايكروسوفت تُنهي عهد 'شاشة الموت الزرقاء' في ويندوز 11
بعد 40 عامًا.. مايكروسوفت تُنهي عهد 'شاشة الموت الزرقاء' في ويندوز 11 أعلنت شركة مايكروسوفت تغييرات جذرية في نظام ويندوز، تشمل التخلي عن 'شاشة الموت الزرقاء Blue Screen of Death' التي تُعرف اختصارًا (BSOD)، والتي كانت رمزًا شهيرًا لأعطال النظام منذ نحو أربعة عقود. وتُعد 'شاشة الموت' رسالة خطأ تظهر في شاشة أجهزة الحاسوب التي تعمل بنظام ويندوز، وتدل على حدوث خلل خطير في النظام أدى إلى توقفه الكامل عن العمل لتجنّب تلف أكبر في البيانات أو العتاد. وتطرح مايكروسوفت تحديثًا جديدًا لنظام ويندوز 11 يُطلق في وقت لاحق من هذا الصيف، إذ ستتحول شاشة الخطأ إلى اللون الأسود، لتُعرف باسم 'شاشة الموت السوداء'. ويأتي هذا التغيير ضمن جهود مايكروسوفت لتبسيط واجهة الأخطاء، إذ سيتخلى التصميم الجديد عن اللون الأزرق المميز، والوجه العابس، ورمز الاستجابة السريعة (QR Code)، لصالح شاشة سوداء أكثر وضوحًا واحترافية. ووفقًا لمايكروسوفت، فإن الشاشة السوداء الجديدة ستُظهر رمز الإيقاف والبرنامج المسبب للعطل بنحو مباشر، مما يُسهّل على مسؤولي تكنولوجيا المعلومات تشخيص المشكلة دون الحاجة إلى استخراج ملفات الأعطال وتحليلها باستخدام أدوات متقدمة مثل WinDbg. يُذكر أن التصميم الجديد للشاشة السوداء سيُطرح بالتزامن مع ميزة جديدة تحمل اسم 'الاستعادة السريعة للجهاز' (Quick Machine Recovery)، وهي تهدف إلى إعادة تشغيل الأجهزة التي تعاني أعطالًا حرجة، ولا تتمكن من الإقلاع. وتُعد هذه التحديثات جزءًا من مبادرة أوسع من مايكروسوفت لتعزيز استقرار نظام ويندوز، خاصةً بعد حادثة CrowdStrike التي وقعت العام الماضي، وأدت إلى تعطل ملايين الأجهزة في مختلف القطاعات حول العالم مع ظهور الشاشة الزرقاء السيئة السمعة عند الإقلاع.