logo
عبر "النفق الكمي".. عالم مصري يقفز بالحوسبة لتصبح أسرع مليون مرة

عبر "النفق الكمي".. عالم مصري يقفز بالحوسبة لتصبح أسرع مليون مرة

الجزيرةمنذ 6 أيام

قطع فريق بحثي من جامعة أريزونا الأميركية يقوده العالم المصري الدكتور محمد ثروت حسن، الأستاذ المشارك في الفيزياء والعلوم البصرية، خطوة كبيرة نحو نقل الحوسبة إلى عصر "البيتاهيرتز".
جاء ذلك بعد نجاحه في تصنيع "ترانزستور ضوئي"، يمكن تشغيله وإطفاؤه في زمن قياسي يعادل 630 أتوثانية ، أي ما يعادل سرعة 1.6 بيتاهرتز، وهو معدل لم يصل له أي معالج إلكتروني موجود اليوم.
وتعمل الحواسيب اليوم بسرعة تقاس بالمليار مرة في الثانية (غيغاهيرتز)، لكن التقنية الجديدة التي تم الإعلان عنها في دراسة نشرتها دورية"نيتشر كوميونيكيشنز"، تعد بسرعات خيالية تقاس بألف تريليون مرة في الثانية (بيتاهيرتز)، وهذا يعني أن الاستجابة الإلكترونية قد تصبح أسرع بنحو مليون مرة، وهو ما يفتح الباب أمام جيل جديد من الحوسبة فائقة السرعة.
ويقول حسن في تصريحاته للجزيرة نت "هذا الإنجاز تم بناؤه على ما تحقق في أبحاث سابقة، تمكنا خلالها، على مدى السنوات الأخيرة، من تطوير أدوات تعتمد على نبضات ضوئية فائقة السرعة تقاس بوحدة (أتوثانية)، وهي جزء من مليار مليار من الثانية"
ويضيف "وقد مكنتنا هذه الأدوات من التحكم في حركة الإلكترونات داخل المواد في لحظات قصيرة جدا. وكان السؤال الذي يطرح علي دائما: كيف يمكن نقل هذا العمل إلى المجال التطبيقي؟ ويمثل الترانزستور الضوئي الجديد إجابة عملية على هذا السؤال".
البناء على ما سبق
واستخدم حسن وفريقه ما تعلموه في الأبحاث السابقة، لإجراء تعديلات على الترانزستورات الضوئية المتوفرة بالأسواق والمصنوعة من مادة الجرافين، كي تستطيع أن تحقق مبدأ "النفق الكمي" في عملها، وهي ظاهرة ميكانيكية كمومية تسمح للإلكترونات بعبور حواجز طاقة لا يمكنها تجاوزها بالوسائل التقليدية.
ويتكون الترانزستور الضوئي المطور من طبقتين من الجرافين وبينهما طبقة من السيليكون، وهذا التصميم يسمح بمرور الإلكترونات بين الجرافين والسيليكون عبر ظاهرة النفق الكمي، وباستخدام نبضات ليزر قصيرة جدا (6.5 فيمتو ثانية).
وقام الباحثون بتوليد تيار لحظي في الترانزستور عبر ظاهرة التحفيز الضوئي والكمومي، مما سمح بتحكم فائق السرعة في تدفق الإلكترونات، وبزمن قدره 630 أتوثانية فقط، أي ما يعادل سرعة 1.6 بيتاهيرتز.
ويقرب حسن ما فعلوه بمثال توضيحي قائلا "تخيل أن الإلكترون يشبه متزلجا على الجليد يريد عبور تلة عالية، ففي الظروف العادية، يحتاج إلى طاقة كبيرة ليصعد فوق التلة، لكن النفق الكمي يسمح له بالظهور فجأة على الجانب الآخر من التلة، من دون الحاجة لتسلقها ، كأنه اخترقها".
تأكيد ظاهرة النفق الكمي
وتأكد الباحثون من أن التيار ينتج عن نفق كمي، وذلك عبر قياس منحنيات الجهد والتيار مع وبدون الليزر، وأظهر الفارق بين المنحنيين أن التيار ينتج عن نفق كمي، أي أن الإلكترونات تتخطى الحاجز دون طاقة كافية، بفضل الليزر.
ولم يكتفوا بذلك، بل تحكموا في شدة التيار بواسطة الليزر، فكلما زادوا من شدة الليزر لاحظوا أن شدة التيار تزيد، مما يدل على إمكانية التحكم الكامل في التيار بالضوء.
وقطع الفريق البحثي خطوة أبعد من ذلك، عبر تنفيذ ما يُعرف بـ"البوابات المنطقية" داخل الترانزستور الجديد، وهي اللبنات الأساسية التي تعتمد عليها جميع العمليات داخل الحواسيب، وقد فعلوا ذلك عبر دمج التيار الناتج عن نبضات الليزر الفائقة السرعة مع تيار كهربائي خارجي داخل جهاز واحد.
ولتقريب الصورة، تخيل أن الترانزستور الجديد مثل بوابة ذكية لا تفتح إلا عند استلام إشارتين: الأولى من ضوء الليزر، والثانية من التيار الكهربائي، فإذا أردنا تنفيذ بوابة منطقية من النوع "و"، فإن البوابة لا تفتح إلا عند وصول الإشارتين معا، أما في بوابة من النوع "أو"، فيكفي وصول أي إشارة منهما لتفتح.
إعلان
ويقول الدكتور حسن "هذا الدمج غير المسبوق بين الضوء والكهرباء، وباستخدام مادة الجرافين والنفق الكمي، قد يمهد الطريق نحو حواسيب تعمل بسرعات خارقة لم تعرفها البشرية من قبل".
والمميز في هذا العمل، ليس فقط هذه النتائج غير المسبوقة، ولكن أيضا إجراء كل هذه التجارب في بيئة عادية (درجة حرارة وضغط الغرفة)، وهو ما يعني بحسب د.حسن، أن التقنية الجديدة قابلة للتطبيق الصناعي وليس فقط في المختبر.
الدمج في رقائق إلكترونية
وعن الخطوة القادمة في هذا العمل، يقول د.حسن "سيكون مشروعنا التالي، الذي قد يشهد تعاونا مع شركاء في الصناعة، هو دمج الترانزستور المطور في رقائق إلكترونية تكون قابلة للاستخدام في جميع الإلكترونيات، لنقل الحوسبة إلى عصر البيتاهيرتز".
ويوضح أن تحقيق ذلك سيكون له انعكاس في العديد من المجالات منها:
أولا: سرعة معالجة خارقة تتيح تنفيذ عمليات حسابية ومعالجة بيانات في أجزاء من الأتوثانية (جزء من مليار مليار من الثانية)، وهو ما يعادل استجابة فورية تقريبا.
ثانيا: تصغير حجم المعالجات دون التضحية بالأداء، مما يؤدي إلى أجهزة إلكترونية أصغر حجما وأكثر كفاءة، من الهواتف إلى الروبوتات.
ثالثا: تسريع زمن المعالجة، بما يعني قدرة أكبر على تشغيل خوارزميات الذكاء الاصطناعي بسرعة قياسية، مما يعزز قدراتها في التعلم، التحليل، والتنبؤ.
رابعا: تمكين علماء الفيزياء، الأحياء، والطب من إجراء محاكاة لأمور معقدة مثل تصميم الأدوية، الطقس، الجزيئات والنجوم بسرعات غير ممكنة حاليا.
خامسا: أنظمة القيادة الذاتية، الجراحة عن بُعد، والشبكات الأمنية ستستفيد من أزمنة استجابة فورية تقريبا، ما يحسن السلامة والدقة.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

جورج كلوني وزوجته: معركة استرداد التاريخ في الفن والسياسة
جورج كلوني وزوجته: معركة استرداد التاريخ في الفن والسياسة

أخبار قطر

timeمنذ 8 ساعات

  • أخبار قطر

جورج كلوني وزوجته: معركة استرداد التاريخ في الفن والسياسة

عالماء يبتكرون ترانزستور فوتوني سريع بيتاهيرتز تمكّن علماء من ابتكار ترانزستور فوتوني يعمل بسرعة بيتاهيرتز (PHz)، وهو أسرع ترانزستور ضوئي تم إنشاؤه على الإطلاق؛ مما يبشر بتحطيم حدود السرعة في الإلكترونيات، والتي ستساعد في تطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي، ويمكن استخدامها في تخزين الطاقة، وتطوير الأدوية. أعدّ دراسة باحثون من جامعة أريزونا، ومعهد كاليفورنيا للتكنولوجيا (Caltech) في الولايات المتحدة، وجامعة لودفيغ-ماكسيميليان في ميونيخ، بقيادة عالم الأتوثانية المصري محمد ثروت حسن، وبيّنوا فيها آلية تبديل تيار بالأتوثانية (as) في ترانزستور ضوئي يعتمد على الجرافين؛ مما يمثل قفزة كبيرة نحو الإلكترونيات الضوئية فائقة السرعة، ومستقبل إلكترونيات موجات الضوء. وباستخدام نبضات ليزر فائق السرعة، قام الفريق بتحفيز تيارات نفقية كمية في ترانزستور مصمم خصيصاً من نوع (جرافين – سيليكون -جرافين (Gr-Si-Gr أتاح ذلك تبديل تيار بين ON/OFF بسرعة تبلغ فقط 630 أتوثانية، أي ما يوازي (1.6 بيتاهيرتز)، مما يجعله أسرع ترانزستور تم إثباته حتى الآن. وبحسب الدراسة المنشورة في دورية «نيتشر كوميونيكيشنز»، يمثل هذا الإنجاز تحولاً نحو الإلكترونيات التي يقودها الضوء، حيث تُحدد سرعات التبديل بواسطة نبضات الليزر بدلاً من قيود أشباه الموصلات التقليدية. وتمهد هذه الدراسة الطريق للحوسبة من الجيل التالي، ومعالجة الإشارات بسرعة بيتاهيرتز، ونقل البيانات البصرية عالي السرعة، مما يقربنا من تحقيق الحواسيب الكمونية الضوئية. المصريان محمد ثروت حسن قائد الفريق البحثي ومحمد يحيى الباحث الأول للدراسة (الفريق البحثي) محمد ثروت حسن، الذي يعمل أستاذاً للفيزياء والضوء بجامعة أريزونا، قال لـ«الشرق الأوسط» إن «الليزر يقوم باستثارة الإلكترونات لتوليد تيار كهربي في الجرافين، ثم تنتقل الإشارة الكهربية من خلال النفق الكمي من الجانب الأيمن للجانب الأيسر من الجرافين من خلال مادة السيليكون، وبالتالي يمكن قياس التيار الكهربي والذي يتبع الشكل الموجي لليزر، وينتج تياراً كهربياً في لحظة من الزمن وبعدها بـ630 أتوثانية يكون التيار الناتج صفراً، أي يقوم بعملية التحويل من تيار، وهي الحالة الممثلة بـ1 في الإلكترونيات الرقمية للحالة صفر». وتشير الدراسة إلى أن واحداً من أكثر الجوانب المذهلة في هذا الإنجاز هي أن الترانزستور يعمل في ظروف بيئية عادية. فعلى عكس العديد من التطورات السابقة في الإلكترونيات فائقة السرعة التي تتطلب درجات حرارة شديدة الانخفاض، أو بيئات مفرغة من الهواء، يعمل هذا الترانزستور الضوئي في درجة حرارة الغرفة، وتحت الضغط الجوي العادي، وهذه القابلية للتطبيق في العالم الحقيقي تجعله مرشحاً للدمج في الأنظمة الإلكترونية والضوئية فائقة السرعة في المستقبل.

الذكاء الاصطناعي ضمن بوصلة القرآن
الذكاء الاصطناعي ضمن بوصلة القرآن

الجزيرة

timeمنذ 2 أيام

  • الجزيرة

الذكاء الاصطناعي ضمن بوصلة القرآن

لم أكن أتخيل يومًا أن أقف متأملًا العلاقة الوثيقة بين آيات القرآن الكريم وتقنيات الذكاء الاصطناعي التي تتسارع يومًا بعد يوم، فبينما تُبهرنا نماذج اللغة الكبيرة كـ GPT وClaude بقدرتها على محاكاة الأساليب اللغوية المختلفة، وتذهلنا تقنيات توليد الصور مثل DALL-E وMidjourney بلوحاتها الفنية المعقدة، وجدتُ نفسي أعود إلى كتاب الله بحثًا عن بوصلة أخلاقية وروحية تُرشد مسار هذه التطورات نحو خير البشرية وسعادتها، فإن البشرية تشهد اليوم ثورةً تقنيةً هائلة تثير أسئلة عميقة حول طبيعة المعرفة البشرية وحدودها، وعلاقة الإنسان بالآلة، ومستقبل الوجود البشري في عالم تتزايد فيه التقنية الذكية تعقيدًا واستقلالية. وفي خضم هذا المشهد المتسارع، يقف القرآن الكريم منارة هدى وكتاب خلود، يحمل بين دفتيه هدايات ربانية تتجاوز حدود الزمان والمكان. خصوصية الإنسان في زمن الآلات الذكية أتأمل ظاهرة محاكاة الذكاء الاصطناعي للإبداع البشري، فأجد فيها تجسيدًا حيًا لقوله تعالى: ﴿سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ﴾ [فصلت: 53]، فالقدرة على تطوير أنظمة ذكية تُحاكي بعض جوانب الذكاء البشري هي من الآيات التي تدفعنا للتأمل في عظمة الخالق الذي وهب الإنسان العقل المبدع، لكن ما الذي يجعل الإنسان إنسانًا في عالم تُتقن فيه الآلات محاكاة الإبداع البشري؟ إعلان يذكرنا القرآن الكريم بأن الإنسان ليس مجرد نتاج لمعادلات بيولوجية وكيميائية، بل هو مخلوق منفوخ فيه من روح الله: ﴿وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِي﴾ [الحجر: 29]، وهذا البعد الروحي يظل سرًا إلهيًا يتجاوز الإدراك البشري: ﴿وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُم مِّنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا﴾ [الإسراء: 85]. إن هذه الخصوصية الإنسانية تُشكل حجر الزاوية في فهمنا للعلاقة بين الإنسان والآلة؛ فمهما تطورت الخوارزميات وتعقدت الشبكات العصبية، يظل الوعي البشري متفردًا ومتجاوزًا لأي محاكاة آلية. الاستخلاف وتوظيف التقنية.. مسؤولية أخلاقية يقدم القرآن الكريم رؤية فريدة لمكانة الإنسان في الكون، تجمع بين التكريم الإلهي والمسؤولية الأخلاقية، فالإنسان مستخلَف في الأرض، مؤتمَن على عمارتها وحمايتها: ﴿وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً﴾ [البقرة: 30]، هذه الثنائية بين التكريم والاستخلاف توجه الإنسان نحو تطوير التقنية واستثمارها في إعمار الأرض، مع الالتزام بضوابط أخلاقية تحمي الكرامة الإنسانية، ومن هنا تكتسب تقنيات الذكاء الاصطناعي قيمتها كأدوات للاستخلاف الإيجابي، بشرط أن توظف في خدمة الإنسان ورفع المعاناة عنه، لا في انتهاك كرامته أو إلغاء دوره. وقد تأملت كثيرًا في قول أحد العلماء المعاصرين: "الاستخلاف في الأرض ليس مجرد تصرف مطلق اليد في مواردها، بل هو أمانة ومسؤولية تقتضي الحفاظ على توازنها والارتقاء بها وفق مراد المُستخلِف، سبحانه وتعالى"، ومن هذا المنطلق، فإن تطوير الذكاء الاصطناعي يجب أن يكون محكومًا بمفهوم الاستخلاف بمعناه القرآني العميق. أصبح من المعلوم اليوم أن العديد من أنظمة الذكاء الاصطناعي تعاني من تحيزات عنصرية أو جنسية أو طبقية، نتيجة التحيزات الموجودة في البيانات التي تم تدريبها عليها، هذه التحيزات تتعارض مع مبدأ العدل القرآني التواضع المعرفي في زمن الانفجار المعلوماتي في عصر الثورة المعلوماتية الهائلة، يأتي القرآن الكريم ليذكرنا بمحدودية المعرفة البشرية: ﴿وَمَا أُوتِيتُم مِّنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا﴾ [الإسراء: 85]، هذا التذكير ليس دعوة للجهل أو إعاقة للتقدم العلمي، بل هو دعوة للتواضع المعرفي الذي يحمي الإنسان من الغرور والطغيان العلمي، ولكم يؤلمني أن أرى بعض المفتونين بتقنيات الذكاء الاصطناعي يتحدثون عن "التفرد التكنولوجي" (Technological Singularity)، وكأنه نقطة انعتاق نهائي للإنسان من محدوديته البيولوجية! وكأن التقنية ستُخلص الإنسان من الموت والفناء الذي كتبه الله على كل نفس: ﴿كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ﴾ [آل عمران: 185]. إعلان حذّرنا القرآن من طغيان الإنسان حين يظن أنه استغنى بعلمه: ﴿كَلَّا إِنَّ الْإِنسَانَ لَيَطْغَى أَن رَّآهُ اسْتَغْنَى﴾ [العلق: 6-7]، وكأني بهذا التحذير الإلهي ينطبق على عصرنا الحالي، حيث يظن البعض أن التقدم التكنولوجي قد جعل الإنسان مستغنيًا عن الإيمان، أو متحكمًا بمصيره بشكل مطلق. البوصلة الأخلاقية القرآنية للذكاء الاصطناعي مع تسارع التطورات التقنية، تزداد الحاجة إلى بوصلة أخلاقية ثابتة توجه مسار هذه التطورات، والقرآن الكريم -بمنظومته القيمية المتكاملة- يقدم إطارًا أخلاقيًا متينًا، يمكن أن يرشد تطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي وتطبيقاتها. أليس من المؤسف أن نرى بعض شركات التقنية العملاقة تجمع بيانات المستخدمين وتستغلها في تحقيق أرباح طائلة دون موافقة حقيقية منهم؟ أليس هذا ضربًا من خيانة الأمانة التي حذرنا منها القرآن؟ العدل والمساواة.. خوارزميات غير متحيزة يؤكد القرآن الكريم على قيمة العدل الشاملة: ﴿إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ﴾ [النحل: 90]، وهذا المبدأ يوجهنا في تصميم الخوارزميات وأنظمة الذكاء الاصطناعي لضمان عدم تحيزها ضد فئات معينة من البشر. أصبح من المعلوم اليوم أن العديد من أنظمة الذكاء الاصطناعي تعاني من تحيزات عنصرية أو جنسية أو طبقية، نتيجة التحيزات الموجودة في البيانات التي تم تدريبها عليها، هذه التحيزات تتعارض مع مبدأ العدل القرآني، وتستدعي جهودًا حثيثة من المطورين لمعالجتها. يُبرز القرآن الكريم قيمة الأمانة كمسؤولية عظيمة تميز الإنسان: ﴿إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنسَانُ﴾ [الأحزاب: 72]، وفي عصر البيانات الضخمة، تكتسب هذه القيمة أهمية خاصة في حماية خصوصية المستخدمين. أليس من المؤسف أن نرى بعض شركات التقنية العملاقة تجمع بيانات المستخدمين وتستغلها في تحقيق أرباح طائلة دون موافقة حقيقية منهم؟ أليس هذا ضربًا من خيانة الأمانة التي حذرنا منها القرآن؟ الرحمة والإحسان.. تقنيات لخدمة الإنسانية تمثل الرحمة جوهر الرسالة الإسلامية: ﴿وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ﴾ [الأنبياء: 107]، وهي قيمة توجهنا نحو تطوير تقنيات تخفف المعاناة الإنسانية وتحسن جودة الحياة، بدلًا من إنتاج تقنيات تعزز الصراع أو تزيد من التفاوت بين البشر. إعلان كم هو جميل أن نرى تطبيقات الذكاء الاصطناعي في المجال الطبي تساعد في تشخيص الأمراض المستعصية وابتكار علاجات جديدة! وكم هو محزن في المقابل أن نرى هذه التقنيات نفسها تُستخدم في تطوير أسلحة فتاكة ذاتية التشغيل، أو في أنظمة للمراقبة الشاملة تنتهك خصوصية البشر! التطور المذهل في تقنيات الواقع الافتراضي يتيح "الهروب" من الواقع الحقيقي إلى عوالم اصطناعية قد تبدو أكثر إثارة أو راحة، لكن القرآن يدعونا لمواجهة الواقع وإعمار الأرض تحديات أخلاقية في عصر الذكاء الاصطناعي الحدود الأخلاقية للمحاكاة التقنية ليس كل ما يمكن محاكاته تقنيًا يجب محاكاته، هذه قاعدة أخلاقية أساسية مستمدة من التوجيه القرآني بالمسؤولية والأمانة، فقدرة تقنيات الذكاء الاصطناعي على محاكاة الصوت والصورة البشرية بشكل شبه مثالي تفتح الباب لسوء استخدامها في التضليل والخداع. هنا تبرز أهمية الانضباط بالقيم القرآنية كالصدق والأمانة: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ﴾ [التوبة: 119]، فالصدق ليس مجرد قيمة أخلاقية فردية، بل هو أساس لبناء مجتمع صحي وتقنيات موثوقة. التطور المذهل في تقنيات الواقع الافتراضي يتيح "الهروب" من الواقع الحقيقي إلى عوالم اصطناعية قد تبدو أكثر إثارة أو راحة، لكن القرآن يدعونا لمواجهة الواقع وإعمار الأرض، لا الفرار منها إلى عوالم وهمية. يقول تعالى: ﴿هُوَ أَنشَأَكُم مِّنَ الْأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا﴾ [هود: 61]، فمسؤولية الإنسان هي إعمار الأرض الحقيقية، لا الانغماس في عوالم افتراضية تشغله عن واجباته الحقيقية تجاه نفسه ومجتمعه وبيئته. يحزنني رؤية شباب يقضون ساعات طويلة منغمسين في عوالم افتراضية، منقطعين عن التواصل الحقيقي مع أسرهم ومجتمعاتهم! أليس هذا ضربًا من الهروب من المسؤولية التي أناطها الله بالإنسان؟ مخاطر تأليه التكنولوجيا يحذرنا القرآن من تحويل أي مخلوق أو مصنوع -بما في ذلك التكنولوجيا- إلى معبود: ﴿أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَٰهَهُ هَوَاهُ﴾ [الجاثية: 23]، وهذا التحذير ينطبق على نزعة تقديس التقنية، وتحويلها إلى مرجعية نهائية تحل محل الوحي الإلهي. إعلان إن وضع التقنية في نصابها الصحيح كأداة مساعدة للإنسان، لا كمعبود جديد يُنتظر منه الخلاص، هو من صميم التوجيه القرآني الذي يضع الألوهية في مكانها الصحيح: ﴿وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ﴾ [الذاريات: 56]. ختامًا، لقد آن الأوان لتطوير رؤية إسلامية متكاملة للذكاء الاصطناعي، رؤية لا تكتفي بالاستهلاك السلبي للتقنيات الغربية، بل تسعى لإنتاج تقنيات وتطبيقات تنبع من منظومة القيم الإسلامية وتخدم مقاصد الشريعة الإسلامية. هذه الرؤية تتطلب جهودًا على عدة مستويات. لقد أصبح لزامًا علينا اليوم، كأمة تحمل رسالة السماء إلى الأرض، أن نشارك بفاعلية في رسم مستقبل التقنية، لا أن نظل مستهلكين سلبيين لها. وفي زمن تسارع التقنية وتعقدها، يظل القرآن الكريم هو المرجعية الثابتة التي لا تتبدل ولا تتحول، فبنوره نستضيء، وبهدايته نسترشد، حتى نبني مستقبلًا يتكامل فيه العلم مع الإيمان، والتقنية مع القيم، والعقل مع الروح، في منظومة متوازنة تُحقق خير الإنسان وتحفظ كرامته وتسمو بروحه.

كيف يحول "أندرويد" هاتفك إلى أستوديو احترافي؟
كيف يحول "أندرويد" هاتفك إلى أستوديو احترافي؟

الجزيرة

timeمنذ 3 أيام

  • الجزيرة

كيف يحول "أندرويد" هاتفك إلى أستوديو احترافي؟

في عالم يتجه بسرعة نحو الاعتماد على الهواتف الذكية أداة أساسية للإبداع البصري، يبرز نظام "أندرويد 16" بوصفه منصة طموحة تستهدف المصورين المحترفين بشكل مباشر. ومن خلال سلسلة من المزايا المتقدمة التي تعزز التحكم في الكاميرا وتوفر تجربة تصوير غير مسبوقة، يسعى "أندرويد" إلى تجاوز الحدود التقليدية للهواتف الذكية، ووضعها في مصاف الكاميرات الاحترافية. هذا التوجه ليس مجرد تحسينات طفيفة، بل هو نقلة نوعية تشمل جودة الصور، ودعم التنسيقات الاحترافية، وأدوات التحرير المتطورة، مما يفتح آفاقًا جديدة للإبداع الفوتوغرافي. ومع استمرار الأجهزة المحمولة في لعب دور متزايد الأهمية في عالم التصوير، فإن أحدث أدوات وتحسينات "أندرويد 16" تَعِد بتوفير تحكم ومرونة وجودة غير مسبوقة. ومع طرح تحديثات "أندرويد 16" التجريبية، تجري " غوغل" بعض التغييرات لتحسين تجربة الكاميرا للمستخدمين عبر مجموعة من الميزات الجديدة المصممة لمنافسة معدات التصوير التقليدية. التعريض التلقائي الهجين في السابق، كان تطبيق الكاميرا في "أندرويد" يمنح المصورين خيار التحكم اليدوي الكامل في إعدادات التعريض الضوئي أو ترك التعريض الضوئي التلقائي يتولى كل شيء، ولكن "أندرويد 16" يقدم نهجًا هجينا حيث يمكن التحكم في جوانب محددة يدويًا، في وقت يدير فيه التعريض الضوئي التلقائي الباقي. ويسمح وضع التعريض التلقائي الهجين للمصورين بالتحكم يدويًا في سرعة الغالق وحساسية الضوء وتوازن اللون الأبيض وحتى التركيز البؤري اليدوي مع الحفاظ على الضبط التلقائي لفتحة العدسة، وهي معايير طالما ظلت حكرًا على الكاميرات الاحترافية من الفئة العليا. ويفتح هذا التوجه الباب أمام تطبيقات الكاميرا المستقلة لتوفير تجارب تصوير احترافية بمعايير دقيقة تلبي متطلبات الأستوديوهات والمصورين المتخصصين. ويوفر هذا الوضع التوازن المثالي بين التحكم اليدوي والدقة الآلية، مما يسمح للمستخدمين بالتقاط الصور حتى في ظروف الإضاءة الصعبة. ومع النظام الهجين الجديد، يستطيع المستخدمون ضبط خيارات عديدة يدويًا، في حين يتولى نظام التعريض التلقائي الخوارزمي التعامل مع الجوانب المتبقية. ويتيح التحكم الدقيق في التعريض التقاط صور أفضل ذات نطاق ديناميكي عالٍ وصور بانورامية ولقطات فنية في ظروف إضاءة صعبة. وعادة ما يقدم مصنعو الهواتف الذكية أسلوبهم الخاص في ضبط التعريض التلقائي، لكن النتائج التي يقدمونها ليست مرضية للجميع. ويمنحك النهج الهجين تحكمًا في جانب أساسي دون أن ترهقك مقاييس الوضع الاحترافي. وتسمح غوغل أيضًا لتطبيقات خارجية، مثل " إنستغرام" و "سناب شات"، باستخدام الأوضاع الليلية المدمجة في الهواتف لالتقاط صور أفضل في الإضاءة المنخفضة. وسّعت غوغل نطاق تعديلات توازن اللون الأبيض، التي تقتصر حاليًا على قائمة من الإعدادات المسبقة، بما في ذلك الغائم والمتوهج والشفق، مع التحكم الدقيق في درجة شدة اللون ومستويات التدرج اللوني والتظليل. ويسمح هذا للمصورين بالتعويض عن ظروف الإضاءة الصعبة، وضمان التقاط صور ومقاطع فيديو دقيقة الألوان دون الحاجة إلى تطبيق تصحيحات الألوان لاحقًا. كما يتيح أيضًا مزيدًا من الإبداع في مظهر الصور مباشرة من الكاميرا. ويعد هذا المستوى من التحكم مفيدًا بشكل خاص للأعمال الاحترافية، حيث تكون دقة الألوان أمرًا بالغ الأهمية. صور الحركة إذا كنت من محبي تصوير صور الحركة، فإن لديك الآن خيارات إضافية. وتدمج هذه الميزات مقاطع الفيديو القصيرة مع الصوت، بالإضافة إلى مجموعات من الصور الثابتة. كما يمكنك التحكم الكامل في مكان تخزين صور الحركة عبر جهازك. ويقدم التحديث أيضًا دعمًا محسنا لالتقاط صور الحركة. ووفرت غوغل نظامًا مشابهًا إلى حد ما لالتقاط صور الحركة عبر هواتف "بيكسل" (Pixel)، حيث ربطته بوضعي "تصوير الحركة" (Action Pan) و"التعريض الضوئي الطويل" (Long Exposure). كما يتوفر أيضًا وضع "اللقطة المثالية" (Top Shot) الذي يتيح للمستخدمين اختيار الإطار المثالي من داخل مقطع أو صورة التقطوها. ومع ذلك، فإنه ليس متطابقًا مع نظام "الصور الحية" (Live Photo) الموجود في أجهزة "آيفون"، وهناك تطبيق مشابه له على بعض الهواتف الذكية الأخرى مثل "ون بلس 13" (OnePlus 13). ومع وصول "أندرويد 16″، أصبح التقاط وعرض صور الحركة أمرا موحدًا. دعم متقدم للتنسيقات يحسن نظام "أندرويد 16" دعم تنسيق "راو" (Raw)، حيث أصبح المستخدم قادرًا على التقاط الصور الخام غير المضغوطة التي تحتفظ بكامل البيانات البصرية التي التقطها المستشعر، مما يتيح معالجة لاحقة دقيقة باستخدام أدوات تحرير متقدمة. ويسمح هذا الأمر للمصورين بالتقاط الصور وتحريرها بأقل ضغط ممكن وأعلى تفاصيل ممكنة، مما يضمن مرونة أكبر للمستخدمين أثناء مرحلة ما بعد المعالجة، ويسهل تحقيق المظهر المطلوب دون المساس بجودة الصورة. ويدعم نظام "أندرويد 15" صور النطاق الديناميكي العالي "إتش دي آر" (HDR)، ولكن "أندرويد 16" يدعم تقنية "ألترا إتش دي آر" (UltraHDR)، مما يمنح صورك نطاقًا ديناميكيا أوسع بكثير. وبالإضافة إلى ذلك، تستخدم هذه الصور تنسيق "هيك" (HEIC)، وهو تنسيق أعلى جودة من "جيه بي إي جي" (JPEG)، مع استهلاك أقل للمساحة بفضل تقنيات الضغط المحسنة. ومثل ملفات "ألترا إتش دي آر جي بي إي جي" (UltraHDR JPEG)، تحتوي ملفات "ألترا إتش دي آر هيك" (UltraHDR HEIC) على خريطة مضمنة في البيانات الوصفية بحيث يمكن عرضها بشكل صحيح على الأجهزة القديمة ذات شاشات النطاق الديناميكي القياسية. أما على الأجهزة الحديثة ذات شاشات النطاق الديناميكي العالي، فتظهر تفاصيل إضافية للألوان والسطوع والتباين. وتقول غوغل إنها تعمل أيضًا على إضافة دعم تنسيق "أفيف" (AVIF) لتقنية "ألترا إتش دي آر" لاحقًا. ختامًا، تمثل ميزات المصور الاحترافي في "أندرويد 16" قفزة نوعية في مجال التصوير الفوتوغرافي بالهواتف المحمولة، حيث يوفر أدوات كانت في السابق حكرًا على الكاميرات المتطورة. ومع استمرار اضمحلال الخط الفاصل بين التصوير الفوتوغرافي عبر الهاتف المحمول والتصوير الاحترافي، يضمن "أندرويد 16" للمصورين، سواءً كانوا هواةً أو محترفين، الحصول على الموارد اللازمة لالتقاط وإنشاء محتوى بصري مذهل، ويؤكد على أهمية التصوير الفوتوغرافي في عالمنا الرقمي المتزايد.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store