
حماس تنفي رفضها مقترح ويتكوف، وتربط الإفراج عن الرهائن "باتفاق أشمل"
قدّمت حركة حماس رداً على المقترح الأمريكي الأخير لوقف إطلاق النار المؤقت في غزة، عبّرت فيه عن استعدادها لإطلاق سراح 10 من الرهائن الإسرائيليين الأحياء وتسليم جثامين 18 آخرين، مقابل عدد متفق عليه من المعتقلين الفلسطينيين، لكنها طالبت بإدخال تعديلات على الخطة التي أعدّها مبعوث الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب للشرق الأوسط، ستيف ويتكوف.
وأكدت الحركة في بيانها تمسّكها بمطالبها الأساسية، وعلى رأسها:
إلى جانب السماح بحرية الحركة من وإلى القطاع، واستئناف النشاط التجاري، وإعادة إعمار البنية التحتية بما يشمل الكهرباء والمياه والاتصالات والمستشفيات والمدارس والمخابز.
كما نصّ الرد على أن الرئيس ترامب سيتولى الإعلان عن أي اتفاق يتم التوصل إليه، وأن الولايات المتحدة ومصر وقطر ستتولّى دور الضامن لاستمرار الهدنة لمدة 60 يوماً، على أن تُستأنف المفاوضات خلالها للتوصّل إلى اتفاق دائم، مع استمرار دخول المساعدات وتوقّف العمليات العسكرية.
وأفاد رد حماس بأن الحركة ستقدّم معلومات حول بقية الرهائن، أحياءً وأمواتاً، في المقابل تطالب إسرائيل بتقديم بيانات كاملة عن الفلسطينيين المحتجزين لديها منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.
ما هو المقترح الأمريكي؟
وينص الاقتراح الأمريكي – الذي وافقت عليه إسرائيل وفقاً لبيان رسمي – على هدنة مدتها 60 يوماً، تشمل إطلاق سراح 28 رهينة (أحياء وأموات) في الأسبوع الأول، تليها دفعة ثانية تضم 30 رهينة إضافية في حال التوصّل إلى وقف دائم لإطلاق النار، مقابل إطلاق سراح 1,236 معتقلاً فلسطينياً وتسليم رفات 180 فلسطينياً.
وتعهدت الخطة بإيصال المساعدات إلى غزة عبر الأمم المتحدة والهلال الأحمر وقنوات أخرى، في حين تصرّ إسرائيل على أن الهدنة يجب أن تبقى مؤقتة مع احتفاظها بحق استئناف العمليات العسكرية.
وقد صرّح رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، بأن الحرب لن تنتهي ما لم تُجبر حماس على إلقاء السلاح والخروج من الحكم، فيما قال وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، إن "أمام حماس خياران: إما قبول صفقة ويتكوف أو مواجهة الإبادة".
ووصف مبعوث الرئيس الأمريكي، ستيف ويتكوف، رد حماس بأنه "غير مقبول على الإطلاق"، وقال إن الحركة "تعيد الأمور إلى الوراء" بدلاً من التقدم للأمام، مضيفاً أن عليها "قبول المقترح كأساس لمحادثات غير مباشرة يمكن أن تبدأ خلال أيام".
وقال ويتكوف إنه تلقى رد حماس، وكتب في منشور على منصة إكس "هذا أمر غير مقبول بالمرة ويعيدنا إلى الوراء، وعلى حماس قبول مقترح الإطار الذي طرحناه كأساس لمحادثات غير مباشرة والتي يمكننا البدء بها فوراً هذا الأسبوع".
حماس تتهم ويتكوف بـ"الانحياز الكامل لإسرائيل"
في المقابل، قال مسؤول في حماس لوكالة رويترز، إن الحركة ردّت بإيجابية على المقترح وتسعى إلى تعديلات دون أن يوضح طبيعتها، بينما صرّح القيادي في الحركة، باسم نعيم، بأن حماس توصّلت الأسبوع الماضي إلى تفاهم مع ويتكوف حول الصيغة، لكن إسرائيل رفضت جميع البنود المتفق عليها.
وقد نفى نعيم رفض الحركة لمقترح ويتكوف، وقال إن رد إسرائيل يتعارض مع ما تم الاتفاق عليه.
وأضاف "نحن لم نرفض مقترح السيد ويتكوف، نحن توافقنا مع السيد ويتكوف على مقترح وأعتبره مقبولاً كمقترح للتفاوض وجاءنا برد الطرف الآخر عليه، وكان لا يتفق مع أي بند مما توافقنا عليه".
واتهم نعيم المبعوث الأمريكي بالتصرف "بانحياز كامل للطرف الإسرائيلي".
وسبق أن رفضت إسرائيل مطالب حماس وطالبت بنزع سلاح الحركة بالكامل وتفكيك قوتها العسكرية وإنهاء إدارتها في غزة، إضافة إلى إطلاق سراح جميع الرهائن المتبقين في القطاع البالغ عددهم 58 رهينة.
وأعرب ترامب يوم الجمعة، عن اعتقاده بقرب التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار وفق أحدث مقترحات مبعوثه ويتكوف، وقال البيت الأبيض، يوم الخميس، إن إسرائيل وافقت على المقترح.
ويُعتقد أن حماس تجد نفسها في موقف معقّد، إذ تواجه ضغوطاً شعبية من 2.2 مليون فلسطيني يعيشون ظروفاً غير مسبوقة، إلى جانب عجزها العسكري عن التصدي للتصعيد العسكري الإسرائيلي، ما يجعلها غير قادرة على رفض المقترح بشكل صريح، وفي الوقت نفسه غير قادرة على قبوله بصيغته الحالية.
وفقاً لوزارة الصحة في غزة، فقد قُتل أكثر من 54,000 شخص في غزة منذ بدء الحرب، بينهم أكثر من 4,100 منذ استئناف العمليات الإسرائيلية في 18 مارس/آذار الماضي.
وقال الجيش الإسرائيلي، الذي استأنف حملته الجوية والبرية في مارس/ آذار 2025، بعد وقف لإطلاق النار استمر شهرين، إنه واصل ضرب أهداف في غزة، منها مواقع للقناصة، وقتل ما قال إنه قائد موقع لتصنيع الأسلحة تابع لحماس.
وفرضت إسرائيل حصاراً على جميع الإمدادات التي تدخل القطاع بالتزامن مع بدء الحملة العسكرية في محاولة لإضعاف حماس، ووجدت نفسها تحت ضغط متزايد من المجتمع الدولي الذي صدمه الوضع الإنساني البائس الذي خلقه الحصار، واستأنفت إسرائيل إدخال المساعدات، لكنها وصفت "بالقليلة".
وقالت منظمات إغاثة يوم السبت إن مسلحين اعترضوا عشرات من شاحنات برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة المحملة بالطحين وهي في طريقها إلى مخابز غزة واستولى سكان جوعى على الطعام.
وذكر برنامج الأغذية العالمي في بيان "بعد حصار شامل لقرابة 80 يوماً، يعاني السكان من الجوع ولم يعد بإمكانهم رؤية الطعام يمر من أمامهم".
إعلام فلسطيني: مقتل 26 في غارة إسرائيلية على نقطة لتوزيع المساعدات في رفح
ذكرت وسائل إعلام فلسطينية، يوم الأحد، أن إسرائيل شنت غارة على نقطة لتوزيع المساعدات تديرها مؤسسة غزة الإنسانية، ما أدى إلى مقتل 26 شخصاً على الأقل في رفح.
وقال الجيش الإسرائيلي إنه "لا علم له حالياً بوقوع إصابات نتيجة نيران قوات الدفاع الإسرائيلية" في موقع توزيع المساعدات الإنسانية.
وأضافت في بيان أن "الأمر لا يزال قيد المراجعة".
وبدأت مؤسسة غزة الإنسانية المدعومة أيضاً من إسرائيل عملها منذ فترة قصيرة في غزة.
وفي حين عبر بعض الفلسطينيين عن قلقهم إزاء حياد المؤسسة وإجراءات التحقق بالمقاييس الحيوية وغيرها من عمليات التدقيق التي ذكرت إسرائيل أنها ستطبقها، قال مسؤولون إسرائيليون إن المؤسسة سمحت بإجراء تدقيق بشأن المستفيدين لاستبعاد أي شخص يثبت ارتباطه بحماس.
وفي 28 مايو/ أيار، اتهمت حماس إسرائيل بقتل ثلاثة فلسطينيين على الأقل وإصابة 46 آخرين بالقرب من أحد مواقع توزيع المساعدات التابعة لمؤسسة غزة الإنسانية، وهو اتهام نفته المؤسسة.
كما قال الجيش الإسرائيلي إن قواته أطلقت أعيرة نارية تحذيرية في المنطقة خارج المجمع لإعادة السيطرة عليه، بينما هرع آلاف الفلسطينيين إلى موقع توزيع المساعدات.
بي بي سي تحدد موقع مقاطع فيديو قُرب نقطة توزيع المساعدات الجديدة
وأجرت بي بي سي مسحاً لمنصات التواصل الاجتماعي، في محاولة للتحقق من صحة لقطات نُشرت بزعم أنها توثّق مشاهد وقعت صباح اليوم.
وحتى الآن، تُظهر غالبية المقاطع التي تم رصدها مشاهد لجثث تُنقل إلى مستشفى ناصر في خان يونس، سواء على عربات تجرها الخيول أو في مؤخرة الشاحنات، دون أن تتضمن توثيقاً مباشراً للأحداث الجارية.
وبحسب تقارير إعلامية محلية، فقد سُجّل إطلاق نار في موقعين مختلفين، غير أن أياً من اللقطات المتاحة لم يُظهر بوضوح الموقع الدقيق لهذين الحدثين.
مع ذلك، تمكّنت "بي بي سي للتحقق" من تحديد موقع مقطعي فيديو نُشرا مؤخراً، يُظهران طريق صلاح الدين إلى الجنوب من نقطة توزيع المساعدات الجديدة في ممر نتساريم.
وتُظهر اللقطات أشخاصاً يركضون وينحنون في ظل سماع إطلاق نار كثيف في الخلفية.
ويتوقف بعضهم بحثاً عن غطاء خلف الصخور والأنقاض، وسط أصوات متواصلة لانفجارات وطلقات نارية.
وتواصل بي بي سي جمع وتحليل المزيد من المقاطع المصورة، في محاولة لرسم صورة أوضح لما حدث، وتحديد المكان بدقة.
فيما أظهرت صوراً لاحقة من مستشفى ناصر في غزة، تجمع حشود من الفلسطينيين خلال تشييع قتلى.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


القدس العربي
منذ 2 ساعات
- القدس العربي
تحذيرات أطلقها سفير تل أبيب السابق في برلين: العلاقات الأمريكية الإسرائيلية تتجه إلى التدهور
الناصرة ـ «القدس العربي»: يتساءل باحث إسرائيلي بارز عن مستقبل العلاقات الثنائية الاستثنائية بين إسرائيل والولايات المتحدة في ظل حرب الإبادة في غزة، وفي ضوء التحولات الدراماتيكية التي يشهدها الواقع الأمريكي الداخلي، والإقليمي، والعالمي. وفي مقال نشره معهد دراسات الأمن القومي في جامعة تل أبيب، يطرح السفير الإسرائيلي السابق في برلين والباحث الحالي في الأمن القومي، شمعون شتاين، السؤال عمّا إذا كانت العلاقات بين إسرائيل والولايات المتحدة ستظل محصّنة أمام هذه التحوّلات وتبعاتها المتعددة، وهل سيظلّ ما كان هو ما سيكون رغم التعديلات الظرفية، وهل ستظلّ قيمتها الاستراتيجية تفوق العبء المحتمل الذي قد تُشكّله بالنسبة إلى الولايات المتحدة. وفي معرض إجابته، يحذّر الباحث من التآكل الواضح في الركائز الثلاث للعلاقات الاستثنائية، وهي القيم المشتركة، والمصالح المتبادلة، والاتجاهات السياسية داخل الجالية اليهودية الأمريكية، ويشير إلى أن هذا التآكل لا يبشر بخير. ويرى أن الإجابة عن هذه الأسئلة لا تكمن فقط في التغيرات البنيوية التي يشهدها العالم، بل أيضًا في تآكل عناصر العلاقة الاستثنائية، بما في ذلك الشراكات الاستراتيجية والتحالفات الأمنية، وكذلك الرابط العاطفي الذي كان يجمع بين المجتمع اليهودي الأمريكي وإسرائيل، وهي عناصر لم تعد بديهية كما كانت في السابق. ويعلل شتاين رؤيته بالإشارة إلى أنه، وعلى مدى أعوام طويلة، كان من الممكن دعم التقدير الذي يفيد بأن إسرائيل تستطيع مواصلة تحدّي الولايات المتحدة، بل وحتى الإضرار بمصالحها في الشرق الأوسط، من دون أن تتخلى الإدارة الأمريكية عن دعمها المبدئي لها. ومع ذلك، يبرز السؤال: هل ستتمكن إسرائيل من تحقيق أهدافها المستقبلية إذا سعت إليها بطرق يمكن أن تمسّ بالأولويات الاستراتيجية للإدارة الأمريكية، من دون أن تُلحق الضرر بأساس العلاقات بين الدولتين؟ وفي محاولة للإجابة عن هذا السؤال، يستحضر شتاين قول الكاتب الأمريكي إرنست همنغواي عندما وصف الإفلاس أنه يحدث بطريقتين: بالتدريج، ثم فجأة. في جوهر هذا القول، تكمن الفرضية القائلة إن العمليات التاريخية والسياسية غالبًا ما تحدث على مدى زمني طويل، ويمكن تتبّعها أو تجاهلها، لكنها عندما تنضج، تؤدي إلى نتائج تبدو كأنها أحداث مفاجئة. وفقط في تلك اللحظة تُطرح الأسئلة بشأن أسبابها، وإن كان بالإمكان منعها. ويرى أن هجوم حركة 'حماس' في السابع من تشرين الأول/أكتوبر يشكل مثالًا على هذا النوع من العمليات، حيث يعكس واقعًا تراكمت مؤشراته على مدى سنوات، إلى أن وقع الانفجار. ويقول إن العلاقات بين إسرائيل والولايات المتحدة تنطوي كذلك على إمكانية التطور على هذا النحو. ويشير إلى أن هذه العلاقات الخاصة تستند إلى ثلاث ركائز أساسية بدأت، على مرّ الأعوام، تُظهر تصدّعات، وهذه التصدعات آخذة في الاتساع في الوقت الحالي، بعضها ناجم عن سياسات إسرائيل نفسها، وأخرى هي نتيجة عمليات داخلية أميركية وعالمية تُلقي بظلالها على العلاقات الثنائية. ويتساءل شتاين هنا ما إذا كان من الممكن ترميم هذه التصدعات، أم أن العالم يقف على أعتاب نهاية عهد وبداية عهد جديد في العلاقات بين إسرائيل والولايات المتحدة، سيكون أقل تقاربًا وأقل استثنائية. ويستعرض هذه الركائز الثلاث بالتفصيل، ويبدأ بالركيزة الأولى، وهي القيم المشتركة. ويقول إن الولايات المتحدة لطالما فهمت ذاتها على أنها أمة ذات رسالة عالمية، تسعى لنشر الخير، ويتجلّى ذلك، على سبيل المثال، في دخولها الحرب العالمية الأولى كما أعلن الرئيس وودرو ويلسون، من أجل جعل العالم آمنًا للديمقراطية. ويضيف شتاين أنه منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، وبصورة أوضح منذ نهاية الحرب الباردة، أصبحت الولايات المتحدة زعيمة للعالم الغربي وقائدة للنظام الليبرالي الرأسمالي، مسترشدة بمبادئ المحافظة على النظام الديمقراطي، وسيادة القانون، وحقوق الإنسان. وقد اعتُبرت إسرائيل في هذا السياق دولة تستلهم قيماً مشابهة لتلك التي توجه المجتمع الأمريكي الديمقراطي، وجزءًا من العالم الغربي، ومن هنا جاء الاستعداد الأمريكي لدعمها ومساندتها. غير أن الولاية الثانية للرئيس دونالد ترامب عبّرت عن توجه مختلف تمامًا عن ذلك الذي ساد في معظم الإدارات الأمريكية السابقة. فجوهر هذا التوجه تمثّل في التخلي عن النظام الليبرالي، والتشكيك في أهمية التحالفات الدولية، ورفع شعار 'أمريكا أولًا'، وفي الوقت ذاته 'ترامب أولًا'. ويشير شتاين إلى أن هذا التوجه الجديد ترافق مع تآكل متواصل في دعم إسرائيل داخل الحزب الديمقراطي، وتحوُّل الدعم الأمريكي لها من قضية إجماعية إلى مسألة خلافية، وهو ما يعود جزئيًا إلى السياسات الإسرائيلية التي عكست انحيازًا واضحًا إلى الحزب الجمهوري. أما الركيزة الثانية فهي المصالح المشتركة، التي تشكّلت خلال فترة الحرب الباردة والصراع بين الكتلتين الشرقية والغربية. فقد تميزت تلك المرحلة بتطابق في المصالح في مواجهة عدو مشترك تمثل في الاتحاد السوفياتي وشركائه في الشرق الأوسط، الذين سعوا إلى تدمير إسرائيل. في ذلك الوقت، نظرت الولايات المتحدة إلى إسرائيل باعتبارها حليفًا في الجهد الإقليمي والعالمي لطرد نفوذ الاتحاد السوفياتي. ومع انتهاء الحرب الباردة وزوال التهديد السوفياتي، برز تهديد مشترك جديد تمثّل في ما يسمى الإرهاب في الشرق الأوسط والإرهاب الدولي، وظلت إسرائيل، التي كانت مصمّمة على محاربة هذا الإرهاب، شريكة ذات صلة بالمصالح الأمريكية. غير أن شتاين ينبّه إلى أن الدعم الإيراني المتواصل للتنظيمات المسلحة مثل حركة 'حماس'، و'حزب الله'، وميليشيا الحوثي، وميليشيات أخرى مدعومة من إيران، يُعتبر تهديدًا مباشرًا لإسرائيل أكثر مما هو تهديد مباشر للمصالح الأمريكية في المنطقة. وفي ما يتعلق بإيران، يقول شتاين إن التهديد يبدو مشتركًا، لكنه محدود. ففي حين ينظر كثيرون في إسرائيل إلى التهديد الإيراني على أنه تهديد وجودي، سواء على الصعيد النووي أو الصاروخي أو التخريبي، فإن الأمر يختلف في الولايات المتحدة، التي ترى في إيران تهديدًا لحلفائها في المنطقة، ومن هنا، تهديدًا غير مباشر لمصالحها، وهذا التباين يُعد مصدر احتكاك مستمر بين الجانبين الأمريكي والإسرائيلي. ويُشير شتاين إلى محور خلاف إضافي يتمثّل في القضية الفلسطينية، التي اكتسبت أخيرًا بُعدًا جديدًا من الإلحاح في ظل الحرب الجارية في قطاع غزة، وفي سياق خطط الرئيس ترامب الواسعة لإعادة تشكيل الشرق الأوسط على أساس علاقات محسّنة مع دول الخليج، لخدمة مصالحه ومصالح عائلته الاقتصادية، كما تجلّى ذلك خلال زيارته لتلك الدول. وحسب شتاين، تُشكّل الحرب المستمرة في غزة، وخاصة قضية الأسرى الإسرائيليين المحتجَزين لدى حركة 'حماس'، عقبة أمام مساعي ترامب لتأسيس واقع جيوسياسي جديد في المنطقة يتمثل في ائتلاف مؤيد للولايات المتحدة، ويكون بمثابة ثقل مضاد لإيران وحلفائها، بما في ذلك روسيا والصين. ويضيف أن أحد الأهداف المرحلية لهذا المشروع هو تطبيع العلاقات بين السعودية وإسرائيل، غير أن رفض الأخيرة اتخاذ خطوات نحو تطبيق حل الدولتين يُعد العقبة الأساسية أمام تحقيق هذا الهدف. وبهذا المعنى، فإن إسرائيل، في الوقت الراهن، تُعرقل المساعي الأمريكية لتوسيع دائرة اتفاقيات أبراهام. علاوة على ذلك، فإن المكانة المحورية التي تحظى بها السعودية في سياسة ترامب في الشرق الأوسط يمكن أن تؤدي إلى تآكل مكانة إسرائيل بوصفها الحليف الأهم للولايات المتحدة في المنطقة. ويرى شتاين أن أحد الاختبارات الحاسمة لأهمية إسرائيل الاستراتيجية في نظر الإدارة الأمريكية سيكون القرار الذي ستتخذه واشنطن بشأن المساعدات الأمنية لإسرائيل في الأعوام القادمة. أما الركيزة الثالثة من ركائز العلاقة الثنائية، فهي الجالية اليهودية في الولايات المتحدة، والتي لطالما نُظر إليها على أنها جسر بين المجتمعين والدولتين. إلا أن هذه الركيزة أيضًا تشهد تصدعات واضحة في الفترة الأخيرة. فقد أثار تحوُّل إسرائيل إلى قضية خلافية بين الحزبين انقسامات داخل الجالية اليهودية نفسها، التي ما زالت غالبيتها تصوّت لمصلحة الحزب الديمقراطي، رغم مواقفه النقدية من سياسة إسرائيل، خصوصًا فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية. ويخلص شتاين إلى أن الجالية اليهودية الأمريكية برمتها تواجه اليوم ضرورة التصدي لتصاعد معاداة السامية منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول واندلاع الحرب في غزة، في ظل اتجاه مقلق يتمثل في تزايد انكفاء الجيل الشاب اليهودي عن دعم إسرائيل.


العربي الجديد
منذ 3 ساعات
- العربي الجديد
اتهام المشتبه به في هجوم كولورادو بارتكاب جريمة كراهية فيدرالية
وجهت السلطات الأميركية للمواطن مصري الجنسية محمد صبري سليمان، تهمة ارتكاب جريمة كراهية فيدرالية بعد إلقائه زجاجات حارقة ، أمس الأحد، على مسيرة خرجت في كولورادو تضامناً مع المحتجزين الإسرائيليين في غزة . وقال المحققون الفيدراليون في جلسة المحكمة، الاثنين، إن محمد صبري سليمان كان يخطط للهجوم لمدة عام وأخبرهم بعد اعتقاله أنه بحث على يوتيوب عن كيفية صناعة "المولوتوف"، وأنه "كان يريد قتل جميع الصهاينة ويتمنى أنه لو نجح في قتلهم". وأصيب عدة أشخاص بحروق في الهجوم الذي وقع في مدينة بولدر بولاية كولورادو، وأعلنت شرطة المدينة لاحقاً عن إلقاء القبض على المنفذ، مشيرة إلى أنه يبلغ من العمر 45 عاماً، وتقدم سابقاً بطلب للجوء إلى الولايات المتحدة. وقال مكتب التحقيق الفيدرالي أمس إنه يحقق فيما إذا كان الحادث "هجوماً إرهابياً". ووفقاً لوثائق المحكمة، انتظر سليمان حتى تخرّج ابنته من الجامعة لتنفيذ الهجوم، وكان يخطط له منذ عام، وقاد سيارته لنحو 100 ميل، واشترى الغاز من محطة وقود قريبة من مكان الهجوم. وأظهر مقطع فيديو لمحمد سليمان بالأمس وهو يحمل زجاجات حارقة بعد الهجوم الذي أدى لإصابة 8 أشخاص تتراوح أعمارهم بين 52 و88 عاماً، ووجهت السلطات إلى سليمان تهمة القتل من الدرجة الأولى. أخبار التحديثات الحية ترامب: المشتبه به في هجوم كولورادو سيتلقى أقصى عقوبة ويجب أن يرحّل من جانبه، أكد الرئيس الأميركي دونالد ترامب، في منشور له على منصة التواصل الاجتماعي تروث سوشال، أنه "لن يجري التسامح مع الهجوم المروّع في بودلر كولورادوا"، مضيفاً أن الشخص مرتكب الحادث وصل إلى البلاد "نتيجة سياسة (الرئيس السابق جو) بايدن السخيفة التي أضرت البلاد بقوة"، واعتبر ترامب أن الحادث "مثال آخر على ضرورة الحفاظ على أمن الحدود وترحيل المتطرفين والمعادين لأميركا". ووفقاً للأمين المساعد للشؤون العامة بوزارة الأمن الداخلي الأميركية تريشا ماكلولين، دخل سليمان الولايات المتحدة في أغسطس/آب 2022 بتأشيرة B1B2، وقدم طلباً للجوء في سبتمبر/أيلول من نفس العام، وانتهى تصريح العمل الخاص به داخل الولايات المتحدة.


BBC عربية
منذ 5 ساعات
- BBC عربية
ملفات سرية للمخابرات السورية تؤكد أن الصحفي الأمريكي المفقود كان مسجوناً لدى نظام الأسد
أكّدت ملفات استخباراتية سريّة للغاية، اطّلعتْ عليها بي بي سي، أن الصحفي الأمريكي المفقود أوستن تايس كان مسجوناً من قِبَل نظام بشار الأسد، وهو ما أكّده أيضا مسؤولون سوريون سابقون. وكانت الحكومة الأمريكية قد صرحت بأنها تعتقد أنّ تايس خضع للاحتجاز بأيدي نظام الأسد، لكن هذا النظام -المخلوع حاليا- كان ينفي ذلك دائماً، ولم يكنْ هناك شيء معلوم بشأن ظروف احتجاز تايس. أمّا الآن، فقد بات معلوماً ما حدث للصحفي تايس بعد اختطافه، لا سيما بعد الاطّلاع على الملفّات الاستخباراتية – فضلاً عن شهادة العديد من مسؤولي النظام السابق في سوريا. وكان أوستن تايس قد اختفى في مكان قريب من العاصمة السورية دمشق، في أغسطس/آب 2012، بعد أيام معدودة من عيد ميلاده الحادي والثلاثين. وكان تايس يعمل صحفيا حُرّاً. وبعد مرور سبعة أسابيع، ظهر تايس في مقطع فيديو عبر الإنترنت معصوبَ العينين ومقيّدَ اليدين، حيث أُجبِرَ على إعلان إسلامه بين أيدي رجال مسلّحين. على أن الانطباع الذي ساد هو أنّ أوستن تايس تعرّض للاختطاف بأيدي جماعة جهادية، وسرعان ما رأى محللون ومسؤولون أمريكيون أن المشهد "جرى إعداده وتمثيله". ولم تعلن جماعة أو حكومة مسؤوليتها عن اختفاء الصحفي تايس، ولم يُعلَم عنه شيء منذ ذلك الحين، ما غذّى التكهُّنات بخصوص مكان وجوده. وجاء اطّلاع بي بي سي على الملفّات الاستخباراتية في إطار تحقيق صحفيّ مستمر بدأ العمل فيه قبل عام. وتُعَدّ الملفات الاستخباراتية أوّل دليل يظهر على السطح بخصوص احتجاز الصحفي تايس في سوريا، منذ بدأت جهود البحث عنه بعد سقوط نظام الأسد مطلع ديسمبر/كانون الأول 2024. وتتألّف الملفّات الموسومة باسم "أوستن تايس" من رسائل ومحادثات قامت بها أفرُعٌ مختلفة تابعة لجهاز الاستخبارات السورية. وتحققتْ بي بي سي من أنّ هذه الملفّات أصلية. "سرّي للغاية" وأظهرتْ رسالة موسومة بعبارة "سرّي للغاية" أنّ الصحفي تايس كان معتقلاً في مركز للاحتجاز بالعاصمة السورية دمشق في عام 2012. وأكدت مصادر إضافية أن مكان الاحتجاز كان "سجن الطاحونة"، كما أكّد ضابط كبير في الاستخبارات السورية أنّ الصحفي تايس كان محتجزاً في دمشق بأيدي مجموعة شبه عسكرية. وأصرّ نظام الأسد على إنكار أيّ معرفة له بمكان وجود تايس، وكشف تحقيق بي بي سي كذب هذا النظام. وخلص التحقيق إلى أن أوستن تايس كان قد أُلقي القبض عليه في منطقة داريا القريبة من دمشق، قبل أن تحتجزه جماعة شبه عسكرية تُدعى "قوات الدفاع الوطني" وهي معروفة بولائها للرئيس السوري المخلوع بشار الأسد. وأكد مسؤول سوري لبي بي سي، أن الصحفي تايس ظلّ بأيدي هذه المجموعة حتى فبراير/شباط 2013 على أقلّ تقدير. وفي ذلك الوقت، عانى أوستن تايس من متاعب في المَعدة، وتلقّى علاجاً مرّتين على الأقل على يد طبيب. وتُظهر تحاليل الدم أن تايس كان يعاني من عدوى فيروسية في ذلك الوقت. وقال رجل، زارَ مقرّ احتجاز تايس، لبي بي سي، إنّ إدارة السجن كانت مهتمة بعلاج الصحفي الأمريكي أكثر من بقية المحتجزين، ومع ذلك فقد بدا (تايس) حزيناً، وفارقتْ البسمةُ وجهَه. "ورقة تفاوُض" وبشكل منفصل، قال عضو في "قوات الدفاع الوطني" -على اطلّاع وثيق بظروف احتجاز الصحفي تايس- إن "قيمة أوستن كانت معروفة". وأضاف لبي بي سي: "كان مفهوماً أنّ تايس 'ورقة' يمكن استخدامها في مفاوضات دبلوماسية مع الولايات المتحدة". وأفادت تقارير بأن تايس حاول الهرب من مكان احتجازه، بالتسلُّل عبر نافذة في المكان، لكن تمّ الإمساك به مجددا. كما تفيد التقارير بأن الصحفي تايس خضع للاستجواب مرّتين على الأقلّ على يد ضابط في الاستخبارات السورية، وأن هذا جرى خلال الفترة ما بين 2012 و2013. وعندما تمّتْ الإطاحة بنظام الأسد في ديسمبر/كانون الأول 2014، قال الرئيس الأمريكي آنذاك، جو بايدن، إنه يعتقد أن تايس لا يزال على قيد الحياة. وقبل ذلك بيومين، قالت والدته ديبرا تايس إنّ "مصدراً مُهمّاً" أكّد أنّ ابنها كان لا يزال حياً وأنه "يتلقى معاملة جيّدة". لكن، عندما أُخليتْ السجون بعد سقوط نظام الأسد، لم يظهر أيّ أثر لأوستن تايس على الإطلاق، كما أنّ مكان وجوده لا يزال غير معلوم. وتعلَم عائلة تايس بوجود هذه الملفّات الاستخباراتية التي اطّلعتْ عليها بي بي سي، كما تعلَم السلطات الأمريكية بوجودها، وكذلك مجموعة سورية تقوم بجمْع معلومات بشأن الجرائم التي ارتكبها نظام الأسد. ويعتبر أوستن تايس من بين الرهائن الأمريكية الأطول احتجازاً، وقد عكف والداه -ديبرا ومارك- على حملة لتسليط الضوء على اختفاء ابنهما. وكان أوستن تايس ضابطاً سابقاً في البحرية الأمريكية، وقد خدم في كل من العراق وأفغانستان، كما أنه درس الحقوق في جامعة جورج تاون العريقة بواشنطن العاصمة. وفي عام 2012، سافر تايس إلى سوريا، لتغطية أخبار الحرب الأهلية، كمراسل صحفيّ حُرّ. ليختفي أثر أوستن تايس في خِضمّ نظامِ اعتقالٍ مُعقّد وواسع. ويقدّر المرصد السوري لحقوق الإنسان -ومقرّه المملكة المتحدة- اختفاء قُرابة المئة ألف شخص في ظلّ نظام الأسد.