
إيران وإسرائيل... نزاع وبنك أهداف يتوسع
تتزايد المواجهة العسكرية بين إيران وإسرائيل، ويتسع نطاق الأهداف في ظل توسيع بنك الأهداف بين الطرفين، يبقى سؤال لا نفي له حتى الآن، هل من ضمن بنك الأهداف تغيير النظام؟ المرشد الإيراني خامنئي قال في خطاب موجه للأمة الإيرانية: «الأمة الإيرانية ستصمد في وجه حرب مفروضة كما ستقاوم أي سلام مفروض»، من حق إيران الدفاع عن نفسها أمام العدوان الذي بدأته إسرائيل، ففي البدء كان العدوان إسرائيلياً، فإسرائيل النووية لا ترغب في إيران نووية، حتى وإن كانت تبعد عنها آلاف الكيلومترات وتفصل بينها وبين إيران دول. إيران ليس لديها إلا الطيران المسير والصواريخ الباليستية الفرط صوتية وهي مؤثرة، في المقابل تقذف به إسرائيل من جهتها بصواريخ موجهة بدعم إلكتروني وتقنيات حديثة، في ظل تصريحات إسرائيلية بأنها تسيطر على سماء إيران بينما إيران تقول إنها تخترق سماء إسرائيل وتثقب القبة الحديدية ومقلاع داوود، رغم الدعم المفرط الأميركي والتزود بمنظومة «ثاد» للدفاع الصاروخي التي تعترض الصواريخ الباليستية، فإن صواريخ إيران استطاعت فعلاً أن تخادع القبة الحديدية وتحدث دماراً ونيراناً في شوارع حيفا وتل أبيب.تأكيد بنيامين نتنياهو أن العملية العسكرية الإسرائيلية ستستمر حتى «إزالة التهديد النووي وتهديد الصواريخ الباليستية»، أي بمعنى آخر شل البرنامج النووي الإيراني تماماً، وهو الهدف من عملية «الأسد الصاعد» حيث ظهر «نتنياهو منغمساً بالكامل في اللعبة»، وهذا تعبير لمسؤول غربي يؤكد الهدف الرئيس من لعبة نتنياهو، فإسرائيل وتشاركها الغرف المغلقة في البيت الأبيض «لا يرغبون في إيران بأسنان نووية»، وهذا ما كرَّره الجميع من أنصار إسرائيل بينما موقف باكستان كان مختلفاً، وطالب بالتوقف عن الهجوم على إيران، وذكر البعض بضرورة الحفاظ على بنك أهداف مختصر لا يتجاوز إلى الأهداف النووية؛ حتى لا تكون كارثة ويكون الغبار النووي والدمار يعم الشرق الأوسط في بضع ساعات.
إنهاء البرنامج النووي الإيراني لا يمكن أن يتحقَّق بالهجمات الإسرائيلية لكونها لا تمتلك القدرة عسكرياً على اختراق الجبال المحصنة، حيث تختفي المفاعلات الحقيقية ولكنها - أي الضربات الإسرائيلية - قد تكون تمهد الطريق للقاذفات بي 52 وللقوات الأميركية التي تمتلك وحدها القدرة على إنهاء أو شلل البرنامج النووي الإيراني.
البيت الأبيض لا يشاطر إسرائيل في مشروع إسقاط المرشد ولا النظام الإيراني في المرحلة الحالية، رغم أن الرئيس ترمب قال مرة إن «صبره مع طهران قد نفد» بعد أن طالب إيران بالاستسلام.
حرض نتنياهو الشعب الإيراني على إسقاط النظام، قائلاً إن «النظام الإيراني أصبح أضعف من أي وقت مضى»، وهذا الأمر يمثل «فرصة للشعب الإيراني للوقوف في وجه النظام»، وقال محرضاً: «إن العمليات العسكرية الإسرائيلية تمهد الطريق أمامكم لتحقيق حريتكم»، في محاولة تحريضية تكشف عن وجه العملية العسكرية الإسرائيلية التي ليست فقط للتخلص من البرنامج النووي، بل تجاوزت ذلك إلى أمور أخرى وإلى النظام نفسه، رغم أن هذا تدخل سافر في شأن إيراني بحت، ولا يحق لغيرها التدخل في خيارات الشعب الإيراني ونظام حكمه.
رغم زعم إسرائيل أنها دمرت مفاعلات نووية إيرانية تجري داخلها عمليات التخصيب والخطوات النهائية لإنتاج سلاح نووي، فإنَّ مستويات الإشعاع في المنطقة لا تزال ضمن المعدلات الطبيعية وفق تقارير وكالات رصد الأشعة؛ مما يؤكد أن الضربة الإسرائيلية لم تطل أي مكونات نووية في إيران، وإلا لكانت المنطقة تسبح في غبار نووي أو مستويات إشعاع خطرة.
لا أعتقد أن بنك الأهداف سوف يتَّسع أكثر مما هو عليه، ولعل التوقف عند حالة لا غالب ولا مغلوب هو النتيجة الأكثر فاعلية في خلق توازن في المنطقة، على العكس من هزيمة تجعل الطرف المنتصر يهيمن على المنطقة، ويخلق حالة استقطاب لن تخدم السلم والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


العربية
منذ ساعة واحدة
- العربية
ترامب يحذر إيران من أن "أي رد انتقامي سيقابل بقوة أكبر بكثير"
حذر الرئيس الأميركي دونالد ترامب، صباح الأحد، إيران من أي "رد انتقامي" ضد الولايات المتحدة الأميركية، متوعداً بأنه "سيُقابل بقوةٍ أكبر بكثير مما شهدناه الليلة"، في إشارة إلى الهجمات الأميركية على المنشآت النووية الإيرانية، وذلك عبر تدوينة له على منصته التواصلية "تروث سوشيال". وقال ترامب في تدوينته: "أي رد انتقامي من إيران ضد الولايات المتحدة الأميركية سيُقابل بقوةٍ أكبر بكثير مما شهدناه الليلة. شكرًا لك! دونالد ج. ترامب، رئيس الولايات المتحدة الأميركية". وقبلها، في كلمة فجر الأحد، حذر ترامب طهران من الرد على هجمات الولايات المتحدة على المنشآت النووية، وقال إن إيران لديها خيار بين "السلام أو المأساة". وقال إن إيران ستواجه المزيد من الضربات العسكرية ما لم تتوصل إلى السلام. وقال ترامب في البيت الأبيض، بعد الإعلان عن قصف المنشآت النووية الإيرانية في وقت سابق: "إذا لم يفعلوا ذلك، فإن الهجمات المستقبلية ستكون أكبر بكثير وأسهل بكثير". فيديو نشرته وكالة فارس الإيرانية التُقط بمحيط منشأة فوردو النووية بعد الضربة الأميركية #العربية — العربية (@AlArabiya) June 22, 2025 وصور ترامب الضربة على أنها رد على مشكلة طال أمدها، حتى لو كان الهدف هو منع إيران من تطوير أسلحة نووية. وقال ترامب: "لمدة 40 عاما وإيران تقول الموت لأميركا، الموت لإسرائيل". وأضاف "لقد كانوا يقتلون شعبنا، يفجرون أذرعهم، ويفجرون أرجلهم بقنابل مزروعة على جانب الطريق". كما أكد ترامب أن الضربات الجوية الأميركية "دمرت بشكل تام وكامل" المنشآت النووية الإيرانية المستهدفة، وهدد بشن المزيد من الهجمات إذا لم تذهب طهران إلى السلام. — العربية (@AlArabiya) June 22, 2025 وأضاف "إذا لم يتحقّق السلام بسرعة، فإننا سنلاحق تلك الأهداف الأخرى بدقة وسرعة وكفاءة". من جهته، شكر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الرئيس ترامب لمساعدته على فرض "السلام من خلال القوة"، مؤكداً أن الهجوم الأميركي على المواقع النووية الإيرانية تم بتنسيق كامل مع إسرائيل. وقال نتنياهو في كلمة متلفزة عقب الهجوم الأميركي على المنشآت النووية الإيرانية، إن الرئيس ترامب اتصل به فور انتهاء العملية، مشدداً على أن "برنامج إيران النووي يمثل تهديدا وجوديا لنا، ويعرض السلام العالمي للخطر". ووصف نتنياهو هجوم الولايات المتحدة "الجريء" على مواقع نووية إيرانية، بأنه يمثل "منعطفا تاريخيا" قد يقود الشرق الأوسط إلى السلام. وأضاف: "في العملية التي جرت الليلة ضد المنشآت النووية الإيرانية، أثبتت أميركا أن لا نظير لها"، معتبرا أن الرئيس الأميركي يفرض بذلك "منعطفا تاريخيا من شأنه أن يسهم في قيادة الشرق الأوسط وما بعده إلى مستقبل من الرخاء والسلام". وأشاد نتنياهو بـ"السلام من خلال القوة"، قائلا "أولا تأتي القوة، ثم يأتي السلام". وأطلقت إسرائيل حملة ضربات جوية غير مسبوقة على إيران في 13 يونيو (حزيران)، مؤكدة امتلاك معلومات استخباراتية تفيد بأن برنامجها النووي شارف "نقطة اللاعودة". وأكد نتنياهو أن إسرائيل حقّقت في هذا الهجوم أعمالا "استثنائية حقا"، لكنه رأى أن "في العملية التي جرت الليلة ضد المنشآت النووية الإيرانية أثبتت أن أميركا لا نظير لها وفعلت ما لم تستطع أي دولة أخرى في العالم فعله". واعتبر أنه "في هذه الليلة، تحرك الرئيس ترامب والولايات المتحدة بقوة كبيرة".


أرقام
منذ ساعة واحدة
- أرقام
ترامب: سنواجه أي رد انتقامي إيراني بقوةٍ أكبر بكثير مما حدث
حذّر الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب"، في منشور عبر تروث سوشيال صباح الأحد، من أن أي رد انتقامي من جانب إيران على ضربات الولايات المتحدة سُيقابل بقوة أكبر بكثير مما شهدته الليلة. يأتي ذلك في أعقاب شن الجيش الأمريكي فجر الأحد هجمات على 3 مواقع نووية رئيسية في إيران، اسُتخدم فيها 6 قنابل خارقة للتحصينات ألقيت بواسطة قاذفات "بي-2"، و30 صاروخاً من طراز "توماهوك". وذكر "ترامب" في خطاب تلفزيوني بعد ساعات من الهجوم، أن تلك الضربات دمرت المواقع النووية الإيرانية بالكامل، وإذا لم تجنح طهران للسلام سوف يتم استهدافها بضربات أقوى، وأن المهمة سوف تكون أسهل كثيراً في المرة التالية.


أرقام
منذ ساعة واحدة
- أرقام
إيثر تتراجع وبتكوين تستقر بعد القصف الأمريكي على إيران
تراجعت عملة "إيثر" بشكل حاد بينما حافظت "بتكوين" على استقرار نسبي، بعد أن أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترمب أن قاذفات وصواريخ أميركية ضربت المواقع النووية الثلاثة الرئيسية في إيران. وانخفضت ثاني أكبر عملة رقمية بنسبة وصلت إلى 7.7% صباح الأحد في آسيا لتصل إلى نحو 2,200 دولار، وهو أدنى مستوى لها خلال التداولات اليومية منذ 9 مايو. أما "بتكوين" فقد انخفضت لفترة وجيزة إلى ما دون 101,000 دولار قبل أن تقلّص خسائرها وتستقر نسبياً في أعقاب الضربات. تأتي هذه الخسائر بعدما أعلن ترمب استهداف مواقع "فوردو" و"نطنز" و"أصفهان"، واصفاً العملية بأنها تضمنت "حمولة من القنابل" أُسقطت على موقع "فوردو"، وهو موقع أساسي لتخصيب اليورانيوم أثار قلقاً دولياً من احتمال استعداد إيران لإنتاج سلاح نووي. وقال كوزمو جيانغ، الشريك العام في شركة "بانتيرا كابيتال مانجمنت": "القلق المستمر حول ما إذا كانت الولايات المتحدة ستشن هجوماً على إيران أدى إلى موجة بيع استمرت طوال الأسبوع، وحتى عطلة نهاية الأسبوع". وأضاف: "مع تأكيد الضربات واقتراب التوصل إلى تسوية، يبدو أن الأسعار وجدت على الأقل قاعاً محلياً". وأشار أيضاً إلى أن "بتكوين تميل إلى قيادة السوق نحو التعافي في أوقات الغموض الجيوسياسي".