
أكثر من ازدواجية معايير... إنّها عنصرية واحتقار
ذكّرنا هذا الحادث بردّة الفعل الأميركية لمّا كان مواطن آخر إسرائيلي يحمل الجنسية الأميركية أسيراً لدى المقاومة الفلسطينية في غزّة، وكيف هدّد الرئيس الأميركي دونالد ترامب بتحويل المنطقة كلّها جحيماً إذا لم يُطلَق سراحه، وقد كان جندياً يقاتل في صفوف جيش محتلّ. لكن عندما تعلّق الأمر بمقتل أميركي من أصل فلسطيني، لم يُدلِ الرئيس أو نائبه، جي دي فانس، بأيّ تصريح علني بشأن هذه الجريمة. ليس هذا التواطؤ الرسمي الأميركي جديداً، فقد تكرّر الموقف نفسه في حالات سابقة كان فيها الضحايا أميركيون من أصول فلسطينية، والشاهد الأكبر عندنا الموقف المتخاذل للإدارة الأميركية عندما قتل قنّاص إسرائيلي الصحافية الأميركية، من أصول فلسطينية، شيرين أبو عاقلة.
التواطؤ الرسمي الأميركي تكرّر في حالات سابقة كان فيها الضحايا أميركيون من أصول فلسطينية، كما في الموقف المتخاذل من مقتل الصحافية الأميركية، من أصول فلسطينية، شيرين أبو عاقلة، برصاص قنّاص إسرائيلي
لم يعد الأمر يتعلّق بازدواجية المعايير في التعاطي مع الضحايا الأميركيين من أصول فلسطينية مقارنة بنظرائهم من أصول إسرائيلية، وإنما تجاوزه إلى نوع من التغاضي المتعمّد إلى درجة الاحتقار والعنصرية المقيتة، ليس في أميركا فحسب، وإنما في كلّ عواصم الدول الغربية التي تستنكر وتدين وتهدّد وتتوعّد، عندما يتعلّق الأمر بإسرائيلي يحمل جنسيتها، حتى لو كان مرتزقاً في صفوف جيش الاحتلال، وتصمت (وتغضّ الطرف) عندما يُهان ويسجن ويعذّب ويجوّع ويقتل مواطنوها من أصول فلسطينية يومياً في غزّة، وكلّهم مدنيون، بينهم أطباء ومهندسون وطلّاب جامعات ومواطنون عاديون يذبحون يومياً، وسط صمت (وتواطؤ) حكومات الدول الغربية التي يحملون جنسياتها.
وقع الأسبوع الماضي حدث أكبر، تعلّق الأمر بقصف طائرات الاحتلال "كنيسة العائلة المقدّسة" شرقي مدينة غزّة، ما أدّى إلى استشهاد ثلاثة أشخاص وإصابة تسعة آخرين. بالنسبة إلى من يتابع حرب الإبادة التي تشنّها إسرائيل في غزّة، منذ نحو 22 شهراً، هذا حدث عادي، روتيني، لأن أهالي غزّة يستيقظون، في كلّ يوم، على قصف أحيائهم وتدمير بيوتهم وحرق مخيّماتهم وهدم مستشفياتهم ومحو معالم مدنهم. ووسط هذا الدمار الهائل كلّه يسقط الشهداء كلّ يوم بالعشرات، بل بالمئات، أغلبهم من المُجوَّعين والعطشى والمرضى والمصابين الذين يُعدَمون داخل المستشفيات. يحدث هذا كلّه وسط صمت وتواطؤ العالم.
لكن مع قصف آخر كنيسة ظلّت صامدةً في غزّة، والكنيسة الكاثوليكية الوحيدة في القطاع، سنشهد تحولاً كبيراً في ردّة الفعل الدولية، خاصّة الغربية، فجأة استيقظ ضمير حكومات الغرب وتتالت الإدانات والشجب، والمطالب بفتح التحقيقات ووقف الحرب، وصدرت التصريحات المعبرة عن الغضب والحزن قويةً من الأمم المتحدة، ومن بابا الفاتيكان، وتكرّرت الدعوات إلى احترام أماكن العبادة وضمان سلامة المدنيين من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الذي تذكّر فجأةً وجود مسيحيين فلسطينيين يعيشون الجحيم في غزّة. وحمّلت رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني إسرائيلَ مسؤوليةَ الهجوم على الكنيسة، مستنكرةً مثل هذا "السلوك العسكري غير المقبول"، كما لو كان تدمير باقي مدن القطاع وأحيائه وحرب الإبادة التي تشنّها إسرائيل منذ زهاء عامَين "سلوكاً عسكرياً مقبولاً"، لأنه لم يسبق لرئيسة وزراء إيطاليا (اليمينية) أن استنكرت ما يحدث في غزّة من خراب وتقتيل، وغالباً بسلاح وذخيرة إيطاليَّين. أمّا الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الشريك الفعلي في جرائم حرب الإبادة في غزّة، فقد اعتبر استهداف كنيسة غزّة مجرّد "خطأ،" وأعرب عن "ردّة فعل غير إيجابية" لدى علمه بما وقع.
هذه الضجة المفتعلة، والغيرة المنافقة على أماكن العبادة، والحرص الكاذب على سلامة المدنيين الغزّيين، لم نجد لها أيَّ أثر عندما قصفت إسرائيل المصلّين داخل المساجد وحوّلتهم أشلاءً، ولا حين هدمت أكثر من 1100 مسجد في غزّة وسوّتها بالأرض، منها المسجد العمري الكبير، الذي يُعَدّ من أقدم مساجد غزّة وأعرقها، ويعود بناؤه إلى ما قبل الإسلام، عندما كان كنيسةً بيزنطيةً، وهو بالتالي إرث حضاري بشري، وأثَرٌ إنساني عريق، ومع ذلك دمّر من دون أن يثير ذلك أيّ ردّات فعل دولية.
ما نشهده ليس ازدواجية معايير، بل يتعلّق الأمر بانحدار نحو حروب دينية يحاول متطرّفون صهاينة إذكاءها
وفقاً للقانون الإنساني الدولي، فالاستهداف المتعمّد للمباني الدينية في أثناء النزاع جريمة حرب. لكن، علينا في حرب غزّة، والحروب التي تقودها إسرائيل كلّها في المنطقة، أن نسجّل وجود استثناء يجب إضافته إلى نصوص "القانون الدولي الجديد"، في حالة ما إذا كانت المواقع الدينية المُستهدَفة "إسلاميةً" أو"مسيحيةً" أو"يهوديةً"، فإنّ ردّات الفعل الدولية لن تكون هي نفسها. في مطلع شهر يوليو/ تموز الجاري، أضرم المستوطنون في الضفة الغربية النار في الموقع الأثري التابع لكنيسة القديس جاورجيوس، العائدة إلى الحقبة البيزنطية في القرن الخامس للميلاد، زار السفير الأميركي مايك هاكابي، وهو مسيحي إنجيلي صهيوني من أشدّ مناصري إسرائيل، الموقع لإظهار تضامنه مع سكّان المنطقة المتضرّرة، واستنكار ما وصفه بـ"العمل غير المقبول"، و"الإساءة لمكان من المفترض أن يكون مكان عبادة"، قبل أن يضيف "يجب أن يدفع الناس ثمناً إذا دمّروا ما هو مقدّس ويخصّ الله"، لكنّ المفارقة أن السفير نفسه يصمت عن كلّ الانتهاكات والتدنيس الممنهج للأماكن المقدّسة الإسلامية في الضفة الغربية وفي غزّة، وفي القدس بالقرب من مقرّ سفارته، إذ يدنّس وزراء ونوابٌ إسرائيليون، ومستوطنون محميون من عناصر الشرطة الإسرائيلية، المسجدَ الأقصى، ويعتدون على المصلّين، كلّ أسبوع تقريباً من دون مبالغات. أليس المسجد الأقصى هو ثالث أقدس مكان بالنسبة لمليارَي مسلم، أي ربع سكّان العالم؟ ألا يتعلّق الأمر ببيت من بيوت الله، أو "مكان يخصّ الله"، على حدّ تعبير السفير هاكابي؟
لماذا يريدون إقناعنا أنّ الفلسطيني المسيحي أكثر أهمية من الفلسطيني غير المسيحي؟ وأنّ الجنسية الأميركية درجات حسب دم ودين وأصل الذي يحملها؟ وأنّ الأماكن المقدّسة هي بيوت الله عندما يُرفع فوقها الصليب والشمعدان، وهي مجرّد خراب عندما تكون صوامعَ وقبباً فوقها الهلال الإسلامي؟... ما نشهده ليس ازدواجية معايير، لأن هذه أصبحت إحدى معايير القانون الدولي في نسخته الغربية الجديدة ما بعد حرب أوكرانيا وحرب الإبادة في غزّة، يتعلّق الأمر بانحدار خطير نحو حروب دينية يحاول متطرّفون صهاينة في إسرائيل إذكاءها، يساعدهم الغرب المسيحي بنفاقه وازدواجية معاييره بالنفخ في رمادها. إنهم يقرّبون النار من الحطب.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


العربي الجديد
منذ ساعة واحدة
- العربي الجديد
الرئيس اللبناني في الجزائر لمناقشة قضايا سياسية واقتصادية.. أول زيارة رسمية منذ 2002
وصل الرئيس اللبناني جوزاف عون ، اليوم الثلاثاء، إلى الجزائر في زيارة رسمية تستمر يومين، استجابة لدعوة كان وجهها له الرئيس عبد المجيد تبون في التاسع من فبراير/ شباط الماضي، وهي الأولى من نوعها لرئيس لبناني منذ 23 عاماً. وسيلتقي الرئيسان لبحث قضايا تخص العلاقات بين البلدين، والمجالات التي يمكن فيها للجزائر مساعدة لبنان، وبخاصة في الشق السياسي المرتبط بدور جزائري في الأمم المتحدة، وفي قطاع الطاقة، إضافة إلى حزمة التطورات الصاخبة التي تشهدها المنطقة العربية. وأعلنت رئاسة الجمهورية اللبنانية، عبر حسابها على منصة إكس، وصول عون إلى مطار هواري بومدين "في مستهل زيارة رسمية وكان في استقباله رئيس الجمهورية الجزائرية عبد المجيد تبون". وأعرب عون عن سعادته بزيارة الجزائر "التي كانت دائماً حاضرة إلى جانب لبنان في أصعب الظروف"، وفق ما نقلته الرئاسة، مشيراً إلى أنّ "الجزائر لم تتأخر يوماً عن دعم لبنان، سواء في المحافل الدولية أو من خلال المساعدات الميدانية المباشرة". الرئيس عون من الجزائر: • أعرب عن سعادتي بزيارة الجزائر الشقيقة، التي كانت دائمًا حاضرة إلى جانب لبنان في أصعب الظروف. • الجزائر لم تتأخر يومًا عن دعم لبنان، سواء في المحافل الدولية أو من خلال المساعدات الميدانية المباشرة. — Lebanese Presidency (@LBpresidency) July 29, 2025 ويرافق الرئيس اللبناني وزير الخارجية يوسف رجي، ووزير الإعلام بول مرقص، والمستشار المكلف بإعادة الإعمار علي حمية، ويتوقع أن يجري خلالها توقيع عدد من اتفاقات التعاون في مجال الطاقة والتجارة والنقل والإنشاءات التحتية، تشمل مساعدة الجزائر في إعادة إعمار لبنان عبر تمويل إعادة بناء بعض المنشآت، وإرسال هبة من النفط الجزائري لصالح لبنان. وتعد هذه أول زيارة رسمية لرئيس لبناني إلى الجزائر، منذ زيارة الرئيس إيميل لحود في يوليو/ تموز 2002، فيما كان الرئيس ميشال سليمان قد توقف في الجزائر لساعات فقط في مارس/ آذار 2013. وتأتي أهمية هذه الزيارة في توقيت حساس يرتبط بالتطورات القائمة في المنطقة العربية، ولا سيما في لبنان وسورية والأراضي الفلسطينية المحتلة، حيث تبدي الجزائر انشغالاً مستمراً بالدفاع عن مصالح ووحدة لبنان ضد العدوان الإسرائيلي، كما تؤكد وجود قناعة لدى الجانب اللبناني، بحيوية الدور الجزائري على الصعيد العربي، والدور الجزائري المتقدم لصالح لبنان في مجلس الأمن. وفي يناير/ كانون الثاني الماضي، عيّنت الجزائر سفيراً جديداً لها في بيروت، وهو كمال بوشامة الذي نُقل من سورية إلى لبنان. طاقة التحديثات الحية الرئيس الجزائري يأمر بإرسال شحنات عاجلة من الوقود للبنان وتتيح زيارة الرئيس اللبناني إلى الجزائر، مناقشة ملف التعاون في مجال الطاقة بين البلدين، لا سيما أنّ شركة سوناطراك الجزائرية كانت ترتبط بعقد مع الوزارة اللبنانية للطاقة والمياه منذ نوفمبر/ تشرين الثاني 2005، لتوفير الديزل وزيت الوقود لفائدة مؤسسة كهرباء لبنان، غير أنّ العقد تعطل تنفيذه في عام 2020، بسبب قضية ما يُعرف بـ"الفيول المغشوش"، الذي تورط فيه وسطاء من الجزائر وأجانب، قبل أن تُجرى مشاورات بشأن تجديد الاتفاق نهاية عام 2022. وفي نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي أبدت وزارة الطاقة اللبنانية رغبتها في أن "تكون علاقة الشراكة مع مؤسسات الدولة الجزائرية ومنها سوناطراك ممتازة، ودعم جهود الحكومة اللبنانية لاستكمال مسار إعادة إحياء علاقة الشراكة ضمن الأطر القانونية التي ترعى مصالح البلدين". وكحسن نية من الجانب الجزائري، أرسلت الجزائر نهاية العام الماضي، حمولة من الوقود تُقدَّر بحوالي 30 ألف طن من مادة الفيول إلى لبنان للمساعدة في تشغيل محطات الكهرباء، تطبيقاً لقرار أصدره الرئيس تبون لتدعيم لبنان بالطاقة ومساعدته على تجاوز أزمته، والوقوف بجانبه في ظل الظروف الصعبة التي عاشها بسبب العدوان الإسرائيلي، من خلال تزويده بشكل فوري بكميات من الفيول، من أجل تشغيل محطات توليد الطاقة الكهربائية، وإعادة التيار الكهربائي في البلاد. وتبرز في سياق العلاقات بين البلدين، مسألة مهمة بالنسبة للجزائر خاصة، تتعلق بالتعاون في مجال مكافحة الفساد واسترداد الأموال المنهوبة، إذ يُعد لبنان واحداً من الدول التي تسعى الجزائر للتعاون معها في هذه المجال، حيث كانت الجزائر وبيروت قد وقعتا في إبريل/ نيسان 2022 على اتفاقين يخصان تسليم المطلوبين للعدالة في البلدين، والتعاون القضائي بين الجزائر ولبنان في المجال الجزائي والإنابات القضائية.


العربي الجديد
منذ 2 ساعات
- العربي الجديد
لبنان: الحكم غيابياً بإعدام المتهم بقتل جندي في "يونيفيل"
أصدرت المحكمة العسكرية في لبنان حكماً غيابياً بالإعدام بحق محمد عيّاد، المتهم بقتل الجندي الأيرلندي في قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (يونيفيل) شون روني، في ديسمبر/ كانون الأول 2022. وقالت "يونيفيل"، في بيان، اليوم الثلاثاء، إنّ "المحكمة العسكرية الدائمة في لبنان، دانت في وقت متأخر من الليلة الماضية، ستة من الأفراد المتهمين بقتل جندي حفظ السلام الأيرلندي شون روني في العاقبية في ديسمبر 2022، وجرت تبرئة شخص واحد". ورحّبت "باختتام إجراءات المحاكمة وبالتزام الحكومة اللبنانية بتقديم الجناة إلى العدالة"، مشيرة إلى أنه "منذ وقوع الهجوم، قدّمت يونيفيل دعمها الكامل للسلطات اللبنانية والأيرلندية في إجراءاتهما القضائية". وفي يونيو/ حزيران 2023، اتهم القضاء العسكري خمسة من عناصر تابعين ل حزب الله ، بجرم القتل عمداً في الاعتداء على دورية للكتيبة الأيرلندية العاملة في "يونيفيل"، الذي أسفر عن مقتل روني (23 عاماً) وإصابة 3 من زملائه بجروح. وساهم حزب الله بتسليم عيّاد إلى القضاء، رغم أنه نفى صلته بالأشخاص المتهمين بالقضية، مؤكداً أنّ هؤلاء ليسوا أعضاء في الحزب، ولائحة الاتهام لم تذكر أنهم ينتمون إلى حزب الله، علماً أنّ المنطقة التي وقعت فيها الحادثة يُعرف الحزب بنفوذه فيها. تقارير عربية التحديثات الحية ما نعرفه عن حادث مقتل جندي أيرلندي من قوات "اليونيفيل" في لبنان ووقتها، وصف مسؤول وحدة التنسيق والارتباط في حزب الله وفيق صفا الحادث بـ"غير المقصود"، داعياً إلى عدم إقحام الحزب فيه وترك المجال للأجهزة الأمنية للتحقيق. وقال، نقلاً عن أهالي البلدة، إنّ "سيارة تابعة للقوة الأيرلندية دخلت في طريق غير معهود العبور فيه، فيما سلكت السيارة الثانية الأوتوستراد الدولي المعهود المرور عبره، ولم يحصل معها أي إشكال". وفي نوفمبر/ تشرين الثاني 2023، أخلت المحكمة العسكرية سبيل عيّاد لقاء كفالة مالية، وذلك بعد تقديم وكيله القانوني تقارير طبية تظهر معاناته من وضع صحي صعب يستوجب عناية ومتابعة طبية مستمرّة، علماً أنه لم يبرز منذ فترة طويلة أي تقرير طبي للمحكمة يثبت حالة موكله أو تطور وضعه الصحي، ما دفعها إلى تكرار طلبها الحصول على التقرير. واتهم القرار الاتهامي الذي أصدره قاضي التحقيق العسكري الأول فادي صوان عناصر محمد عيّاد وأربعة أشخاص بـ"تأليف جماعة من الأشرار، وتنفيذ مشروع جرمي واحد". وأكد أنّ أفعال كل من عيّاد وأربعة آخرين فارين من وجه العدالة، تنطبق على الفقرة الخامسة من المادة 549 من قانون العقوبات اللبناني، التي تنصّ على أنه "إذا ارتكب جرم على موظّف رسمي أثناء ممارسته الوظيفة أو في معرض ممارستها أو بسببها يعاقب بالإعدام"، وشددت الحكومة الأيرلندية مراراً على "ضرورة محاسبة المسؤولين عن أي هجمات تستهدف قوات حفظ السلام".


العربي الجديد
منذ 3 ساعات
- العربي الجديد
استمرار المفاوضات التجارية بين الوفدين الصيني والأميركي في استوكهولم
التقى مسؤولون صينيون وأميركيون، الثلاثاء، في استوكهولم، باليوم الثاني من المفاوضات حول الرسوم الجمركية المتبادلة، بهدف تمديد الهدنة التي اتّفق عليها في هذا المجال في محادثات جنيف مايو/أيار الماضي. وشاهد صحافيو وكالة فرانس برس الوفدين الأميركي والصيني برئاسة وزير الخزانة سكوت بيسنت ونائب رئيس الوزراء هي ليفينغ، أثناء دخولهما إلى مبنى روزنباد حيث تُعقد المفاوضات. ولم ترشح أي معلومات حول مضمون المناقشات التي بوشرت الاثنين، في العاصمة السويدية. وأعربت بكين، الاثنين، عن أملها في إمكان عقد الجانبين محادثات تقوم على "الاحترام المتبادل والمعاملة بالمثل". وقال الناطق باسم الخارجية الصينية غوه جياكون: "نأمل من الولايات المتحدة، بالتعاون مع الصين، أن تعزز التوافق من خلال الحوار والتواصل، وتحد من سوء التفاهم، وترسخ التعاون، وتشجع تطوير العلاقات الصينية الأميركية بصورة مستقرة وسليمة ومستدامة". وتهدف المحادثات في استوكهولم إلى تمديد الهدنة الممتدة على 90 يوماً، التي جرى التوصل إليها في جنيف مايو الماضي، ما وضع حداً لإجراءات الرد المتبادلة في مجال الرسوم الجمركية. وأفسحت هذه الهدنة المجال في خفض الرسوم الجمركية على المنتجات الأميركية والصينية من 125% و145% على التوالي إلى مستويات أقل بكثير بلغت 10% و30%. وتُضاف هذه الرسوم الجديدة إلى تلك التي كانت مفروضة على عدد من المنتجات قبل عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض في أواخر يناير/ كانون الثاني. ركزت المحادثات التجارية السابقة بين الولايات المتحدة والصين في جنيف ولندن في مايو/أيار ويونيو/ حزيران على خفض الرسوم الجمركية المضادة الأميركية والصينية من المستويات المرتفعة، واستعادة تدفق المعادن الأرضية النادرة الذي أوقفته بكين، وتدفق رقائق إتش 20 للذكاء الاصطناعي التي تصنعها إنفيديا وغيرها من السلع التي أوقفتها واشنطن. وتواجه الصين مهلة تنقضي في 12 أغسطس/ آب للتوصل إلى اتفاق دائم بشأن الرسوم الجمركية مع إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، بعدما توصل البلدان إلى اتفاقات أولية في مايو ويونيو لإنهاء تبادلهما فرض رسوم جمركية، ووقف تصدير المعادن الأرضية النادرة في تصعيد استمر لأسابيع. أسواق التحديثات الحية بروكسل تستسلم لترامب... اتفاق تجاري يُخضع أوروبا ورجح محللون أن تطلب الصين تخفيض الرسوم الجمركية الأميركية متعددة المستويات التي يبلغ مجموعها 55% على معظم السلع، وتخفيفاً جديداً لضوابط التصدير الأميركية على التكنولوجيا المتقدمة. وتقول بكين إن هذه المشتريات من شأنها أن تساعد على تقليل العجز التجاري الأميركي مع الصين، والذي بلغ 295.5 مليار دولار في عام 2024. وتأتي المحادثات في السويد في مطلع أسبوع حاسم لسياسة الرئيس دونالد ترامب التجارية، إذ من المقرر أن تشهد الرسوم الجمركية على معظم الشركاء التجاريين الرئيسيين للولايات المتحدة ارتفاعاً كبيراً في الأول من أغسطس/آب. مع اقتراب هذا الموعد النهائي، سارعت دول عدة لإبرام اتفاقات مع واشنطن. وأعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون ديرلاين، الأحد، التوصل إلى اتفاقية جمركية في اسكتلندا تخضع المنتجات الأوروبية المُصدّرة إلى الولايات المتحدة، بموجبها لرسوم جمركية نسبتها 15%. ويقول محللون إن الجولة الثالثة من المحادثات التجارية بين الولايات المتحدة والصين التي تجري في استوكهولم هذا الأسبوع قد تمهد الطريق قبل قمة متوقعة بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب ونظيره الصيني شي جين بينغ في الخريف. ومن المرجح أن يؤثر أي تصعيد جديد للرسوم الجمركية وقيود التصدير في خطط عقد اجتماع مع شي. وستكون هذه الرحلة أول لقاء مباشر بين الاثنين منذ بدء الولاية الرئاسية الثانية لترامب، في وقت لا يزال فيه التوتر التجاري والأمني بين القوتين العظميين المتنافستين يتصاعد. (فرانس برس، العربي الجديد)