اعترافات المتهم في واقعة سائق الفردوس: «استدعيت أبنائي بعد شعوري بالهزيمة»
كشفت تحقيقات النيابة العامة تفاصيل واقعة الاعتداء التي شهدتها مدينة الفردوس في 6 أكتوبر، حيث يواجه «إيهاب.ف» (57 عامًا) اتهامات متعددة، من بينها: استعراض القوة والتلويح بالعنف، وإتلاف ممتلكات خاصة، عقب مشادة كلامية مع سائق سيارة «فان» يُدعى إسماعيل، تحولت إلى مواجهة انتهت بتدخل أجهزة الأمن.
بحسب التحقيقات التي حصلت «المصري اليوم» على تفاصيلها، بدأت الواقعة عندما كانت زوجة إيهاب تقود سيارتها داخل أحد شوارع المدينة، حيث وقع خلاف بينها وبين إسماعيل حول أولوية المرور، إذ تطور الموقف إلى مشادة كلامية دفعتها إلى الاتصال بزوجها، الذي كان في طريقه إلى العمل.نص اعترافات المتهم ب واقعة الفردوسفي أقواله أمام النيابة، أكد إيهاب أنه تلقى اتصالًا من زوجته تخبره بأنها تعرضت لحادث داخل المدينة، فذهب إليها ليجد أن سيارة «الفان» التي يقودها إسماعيل قد اصطدمت بسيارتها، وفق ما أفاد به.«أدركت فورًا أن السيارة كانت تسير بسرعة عالية، وكان هذا واضحًا من آثار الاصطدام»، قال إيهاب أثناء استجوابه، مضيفًا أنه حاول التحدث مع إسماعيل حول الحادث، مشيرًا إلى أنه أخبره بأنه كان خارجًا بسرعة من أحد الشوارع الجانبية دون الانتباه لحركة المرور.لكن، وفق رواية المتهم، لم يتقبل إسماعيل حديثه وبدأ يصرخ بطريقة استفزازية، وهو ما اعتبره إيهاب تصعيدًا غير مبرر. «قلت له: أنا راجل كبير وأعمل في وظيفة محترمة، ولا أريد أي مشكلة، لكنك أخطأت»، روي إيهاب، مشيرًا إلى أن السائق واصل الصراخ والانفعال.مع تصاعد الموقف، اتصل إيهاب باثنين من أبنائه «محمد» و«أحمد» ليأتوا إلى موقع الحادث، بعدما شعر أن الموقف بدأ يخرج عن السيطرة ومع إحساسه بالهزيمة، وبحسب التحقيقات، فإن الأبناء وصلا إلى المكان بالفعل، وبعد ذلك وقعت المشادة التي أسفرت عن تلفيات كبيرة في سيارة سائق الميكروباص، والتي قدرت النيابة قيمتها بأكثر من 50 ألف جنيه.محاولة للصلح قوبلت بالرفضفي الأيام الساعات التالية للحادث، قال إيهاب إنه حاول التواصل مع إسماعيل عبر الهاتف بغرض التفاهم وحل الأمر وديًا، إلا أن السائق رفض أي محاولة للصلح، وفق ما ورد في التحقيقات.بعد ذلك، فوجئ إيهاب بأنه أصبح طرفًا في محضر رسمي، بعدما توجه السائق إلى قسم الشرطة لتحرير بلاغ ضده، متهمًا إياه بالاعتداء عليه وإتلاف سيارته عمدًا.في إطار التحقيقات، تحركت أجهزة الأمن إلى منزل إيهاب لتنفيذ قرار الضبط، لكن لم يكن موجودًا وقتها، إذ ذكر لاحقًا أنه كان في عمله عند حضور الشرطة، تم الاتصال به هاتفيًا، فذهب إلى القسم، حيث وُجهت إليه الاتهامات رسميًا.لائحة الاتهاماتوفق نص تحقيقات النيابة، وُجهت إلى إيهاب فاضل اتهامات باستعراض القوة والتلويح بالعنف بقصد ترويع المجني عليه وتخويفه، ما أدى إلى الإضرار بممتلكاته (السيارة الخاصة) وإرغامه على القيام بعمل معين من شأنه تهديد الأمن والسكينة العامة، وبث الرعب في نفسه، فضلًا عن التسبب في تلفيات بمركبته بقيمة تزيد على 50 ألف جنيه.إضافة إلى ذلك، وُجهت إليه تهمة حيازة أداة مما يُستخدم في الاعتداء على الآخرين، دون مقتضى من الضرورة المهنية أو الحرفية، وذلك وفق ما ثبت في التحقيقات.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


اليوم السابع
منذ يوم واحد
- اليوم السابع
ضحاياه من الجنسين.. جراح فرنسى يغتصب 299 مريضا ويتسبب فى وفاة اثنين
اعترف طبيب جراح فرنسى ، يدعى جويل لوسكوارنيك ، بالاعتداء على 299 مريضا وأقر بمسئوليته عن وفاة اثنين منهم، فى أكبر محاكمة تشهدها فرنسا بعد أشهر قليلة من إدانة دومينيك بيليكوت المتهم باغتصاب زوجته وتخديرها. وأشارت صحيفة لابانجورديا الإسبانية إلى أن الجراح الفرنسى، الذى يقبع حاليا قيد الاحتجاز على ذمة أربع قضايا أخرى تم محاكمتها في عام 2020، يواجه عقوبة بالسجن لمدة 20 عاما، وهي أقصى عقوبة بتهمة الاغتصاب في فرنسا، وقال المدعي العام في القضية، ستيفان كيلينبرجر، إن متوسط أعمار ضحاياه المزعومين عندما تعرضوا للإساءة كان 11 عامًا، وكان معظمهم من الأولاد والبنات، في أغلب الأحيان أثناء تخديرهم، أو في غرفة العمليات، أو أثناء تعافيهم من إجراء طبي. وقال الادعاء العام إن الطبيب المولود في باريس ارتكب جرائم جنسية باسم الرعاية الصحية الفرنسي لمدة تقرب من 30 عاما، وفي 24 فبراير، أصبح بطل أكبر محاكمة بتهمة الاعتداء الجنسي على الأطفال شهدتها فرنسا على الإطلاق. وبدأت المحاكمة في محكمة موربيهان الجنائية في مدينة فان، في شمال غرب البلاد. هناك، تمت محاكمة لو سكوارنيك بتهمة ارتكاب جرائم الاغتصاب والاعتداء الجنسي المشدد ضد 299 ضحية. وهزت هذه المحاكمة فرنسا بعد أشهر قليلة من إدانة دومينيك بيليكوت، الذي صدر الحكم عليه في ديسمبر الماضي بتهمة اغتصاب زوجته وتخديرها حتى يتمكن خمسون رجلاً آخرين من إساءة معاملتها أثناء نومها. كانت قضية هزت الفرنسيين والعالم أجمع بعد أن تنازلت الضحية جيزيل بيليكوت عن حقها في عدم الكشف عن هويتها وكشفت للعامة عن الفظائع التي تعرضت لها. وفي شهر مارس من هذا العام، خلال جلسة استماع في المحكمة، قال الجراح الشهير إنه يشعر "بالمسؤولية" عن وفاة اثنتين من ضحاياه، اللتين انتحرتا بعد أن علمتا بتعرضهما للإساءة، كما اعترف بارتكاب جرائم ضد العشرات من الضحايا. ويواجه لو سكوارنيك، الذي يقبع حاليا قيد الاحتجاز على ذمة أربع قضايا أخرى تم محاكمتها في عام 2020، عقوبة بالسجن لمدة 20 عاما، وهي أقصى عقوبة بتهمة الاغتصاب في فرنسا. وقال المدعي العام المسؤول عن القضية، ستيفان كيلينبرجر، إن متوسط أعمار ضحاياه المزعومين في وقت الاعتداء كان 11 عامًا. ومن بين الإجمالي، هناك 158 رجلاً و141 امرأة. وكان 14 منهم فقط أكبر من 20 عاما عندما تعرضوا للهجوم، في حين كان 256 منهم أقل من 15 عاما. وكانت البداية لشكوى تم تقديمها من قبل 4 فتيات قاصرات، زعمن أن الطبيب جويل لو سكوارنيك، اعتدى عليهن جنسياً، من بينهن بنتان من بنات أخواته. وقد تراكمت شكاوى قانونية أخرى ضد الطبيب منذ انتهاء التحقيق الأولي معه، ويستعد المدعون لمزيد من الإجراءات بعد هذه المحاكمة، وتقديم قضاياهم إلى القضاء. ويذكر أن القضية وصلت إلى المحققين لأول مرة في سنة 2017، عندما أخبرت طفلة صغيرة تبلغ من العمر 6 سنوات، وهي جارة المتهم، أخبرت والدتها أن لو سكوارنيك كشف عن أعضائه وتحرش به عبر السياج الذى يفصل منزليهما. وكان لو سكورنيك قد اعترف للشرطة بأنه "قام بأفعال" مع الأطفال، بما في ذلك بنات أخواته، لكنه نفى أي اعتداء جنسي كامل، وادعى أن مذكراته تضمنت عنصراً من الخيال.


فيتو
منذ 3 أيام
- فيتو
أبو حماد تطلق مبادرة ترقيم التوكتوك لتنظيم الحركة وتعزيز الأمان بالشرقية
أطلق المهندس سامي معجل، رئيس مركز ومدينة أبوحماد في محافظة الشرقية، مبادرة جديدة لتعليق الملصقات المرقمة على مركبات التوكتوك، وذلك في خطوة هي الأولى من نوعها بالمركز. تهدف المبادرة إلى تنظيم سير التوك توك داخل المدينة، وتسهيل التعرف على المركبات وسائقيها، مما يعزز من إجراءات الأمن والسلامة العامة. رئيس المركز يناشد جميع سائقي وأصحاب مركبات التوكتوك التوجه إلى إدارة المواقف بمجلس المدينة لتركيب الملصق المرقم وقد ناشد رئيس المركز جميع سائقي وأصحاب مركبات التوكتوك التوجه إلى إدارة المواقف بمجلس المدينة لتركيب الملصق المرقم، حفاظًا على أمن المواطنين وسلامتهم، وضمانًا لانتظام الحركة المرورية داخل المدينة. أزمة انتشار مركبات"التوك توك"غير المرقمة تواجه مصر أزمة متفاقمة تتعلق بانتشار مركبات "التوك توك" غير المرقمة، والتي أصبحت تمثل تحديًا أمنيًا ومروريًا في العديد من المحافظات، بما في ذلك محافظة الشرقية. أسباب الأزمة 1. عدم الترخيص والرقابة: العديد من مركبات التوك توك تعمل دون ترخيص رسمي، مما يصعب تتبعها ويزيد من احتمالية استخدامها في أنشطة غير قانونية. 2. ثغرات قانونية: غياب تنظيم واضح في قانون المرور للتعامل مع التوك توك ساهم في تفاقم المشكلة، حيث لم يتم تضمينها بشكل صريح في بعض القوانين السابقة. 3. استخدامات غير قانونية: أشارت تقارير إلى استخدام بعض مركبات التوك توك في جرائم مثل السرقة وترويج المخدرات، مستفيدين من صعوبة تتبع المركبات غير المرقمة. الإجراءات الحكومية حملات أمنية: شنت الأجهزة الأمنية حملات مكثفة لضبط التكاتك غير المرخصة، حيث تم ضبط عدد كبير منها في مناطق مثل الزقازيق ومصر الجديدة. حظر الاستيراد: أصدرت الحكومة قرارات بحظر استيراد مركبات التوك توك وقطع غيارها، في محاولة للحد من انتشارها. مبادرات محلية: أطلق أهالي قرية المريس في الأقصر مبادرة لترقيم التوك توك محليًا، بهدف تعزيز الأمن وتقليل الجرائم المرتبطة بها. التحديات والآثار اقتصادية: يمثل التوك توك مصدر دخل لعدد كبير من الأسر، مما يجعل أي إجراءات تنظيمية تؤثر على معيشة هؤلاء الأشخاص. أمنية: عدم ترخيص التوك توك يسهل استخدامه في أنشطة غير قانونية، ويصعب من مهمة الأجهزة الأمنية في تتبع الجرائم. مرورية: الانتشار العشوائي للتوك توك يسبب ازدحامًا مروريًا ويزيد من الحوادث، خاصة في المناطق الحضرية. الحلول المقترحة تقنين الأوضاع: وضع آليات واضحة لترخيص التوك توك، تشمل تحديد خطوط السير وإصدار لوحات معدنية مميزة. بدائل مناسبة: توفير وسائل نقل بديلة مثل سيارات "الفان" لتحل محل التوك توك في المناطق الحضرية. توعية مجتمعية: إطلاق حملات توعية لتثقيف المواطنين حول مخاطر استخدام التوك توك غير المرخص، وتشجيعهم على استخدام وسائل نقل آمنة. تتطلب أزمة التوك توك في مصر تضافر الجهود بين الحكومة والمجتمع المدني لإيجاد حلول مستدامة توازن بين الحاجة إلى وسائل نقل ميسورة التكلفة وضمان الأمن والسلامة العامة. ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.


الدستور
منذ 5 أيام
- الدستور
حين اختلف المسلمون على «الذبيح»
هناك خلاف تاريخى ما بين المسلمين واليهود على من اختاره الله تعالى للذبح من أبناء نبى الله إبراهيم. فالمسلمون يرون أنه «إسماعيل»، واليهود يرون أنه «إسحق». وهذا الخلاف قائم أيضًا ما بين المسلمين أنفسهم، فبينما ترى جمهرتهم أن إسماعيل هو الذبيح، ترى قلة منهم عكس ذلك، وتنحاز إلى الرواية التوراتية التى تقول إن إسحق هو الذبيح. فى كل الأحوال لم يحدد القرآن الكريم شخص الذبيح من أولاد إبراهيم بشكل صريح ومباشر، والأساس فى تسمية إسماعيل أو إسحق كبطل لقصة الذبح أساسه الاستدلال، ليس أكثر. يقول تعالى فى سورة الصافات: «وقال إنى ذاهب إلى ربى سيهدين رب هب لى من الصالحين فبشرناه بغلام حليم فلما بلغ معه السعى قال يا بنى إنى أرى فى المنام أنى أذبحك فانظر ماذا ترى قال يا أبت افعل ما تؤمر ستجدنى إن شاء الله من الصابرين». يرى أغلب المفسرين أن المعنى بالذبح فى هذه الآيات الكريمات هو نبى الله إسماعيل. يقول «ابن كثير» فى تفسيره: «فبشرناه بغلام حليم».. وهو إسماعيل عليه السلام لأنه أول من ولد على رأس ست وثمانين سنة من عمر الخليل، وهذا ما لا خلاف فيه بين أهل الملل، لأنه أول ولده وبكره، وقوله «فلما بلغ معه السعى» أى شب وصار يسعى فى مصالحه كأبيه، قال مجاهد: فلما بلغ معه السعى أى شب وارتحل وأطاق ما يفعله أبوه من السعى والعمل، فلما كان هذا رئى إبراهيم عليه السلام فى المنام أنه يؤمر بذبح ولده هذا، وفى الحديث عن ابن عباس: «رؤيا الأنبياء وحى، وهذا اختبار من الله عز وجل لخليله فى أن يذبح هذا الولد العزيز الذى جاءه على كبر وقد طعن فى السن، بعد ما أمر بأن يسكنه هو وأمه فى بلاد قفر، وواد ليس به حسيس ولا أنيس، ولا زرع ولا ضرع، فامتثل لأمر الله فى ذلك وتركهما هناك ثقة بالله وتوكلًا عليه، فجعل الله لهما فرجًا ومخرجًا، ورزقهما من حيث لا يحتسبان، ثم لما أمر بعد هذا كله بذبح ولده هذا الذى قد أفرده عن أمر ربه وهو بكره ووحيده الذى ليس له غيره أجاب ربه وامتثل أمره وسارع إلى طاعته، ثم عرض ذلك على ولده ليكون أطيب لقلبه وأهون عليه من أن يأخذه قسرًا ويذبحه قهرًا». ينفى الطرح الذى يقدمه «ابن كثير» فكرة أن يكون نبى الله إبراهيم قد نذر ذبح ابنه، وأنه قال بعد أن بشرته الملائكة بغلام حليم: إذن هو لله ذبيح، فالذبح لم يكن نذرًا، بل كان أمرًا ووحيًا من السماء لإبراهيم عليه السلام، ويؤكد «ابن كثير» أن المعنى بالذبح هو نبى الله إسماعيل، الغلام الذى شب ونضج وأصبح قادرًا على السعى والعمل، والذى تولى مع أبيه إبراهيم رفع قواعد البيت الحرام. ويعتمد الكثير من المفسرين على تخريجة محددة فى التأكيد أن «إسماعيل هو الذبيح»، يلخصها «ابن الأثير» فيما ينقله عن محمد بن كعب الذى قال: إنّ الذى أمر الله إبراهيم بذبحه من ابنه إسماعيل، وإنا لنجد ذلك فى كتاب الله فى قصة الخبر عن إبراهيم وما أمر به من ذبحه ابنه أنّه إسماعيل، وذلك أنّ الله تعالى حين فرغ من قصّة المذبوح من ابنى إبراهيم قال: «وبشرناه بإسحق نبيًا من الصالحين» ويقول: «وبشرناه بإسحق نبيًا ومن وراء إسحق يعقوب» بابن وابن ابن، فلم يكن يأمره بذبح إسحاق، وله فيه من الله عزّ وجلّ ما وعده. كلام محمد بن كعب يعتمد على فكرة التراتبية: تراتبية الحكى وتراتبية النسل، فالله تعالى حكى عن الذبيح بشكل غامض فى البداية، لكنه بعد الانتهاء من سرد القصة تحدث عن بشرى الخالق لإبراهيم بإنجاب إسحق ومن وراء إسحق يعقوب، ما يعنى أن «إسحق» لم يكن قد ولد بعد حين وقعت حادثة الذبح، بل كان الحاضر «إسماعيل» الابن البكر لإبراهيم عليهما السلام، أضف إلى ذلك أن الله تعالى بشر فى الآيات الكريمات بابن وحفيد، ما يعنى أن مسألة الذبح كانت بعيدة تمامًا عن إسحق، إذ لا يعقل أن يبشر الله بالابن وابن الابن، ثم يأمر بذبح «الأصل» المتمثل فى الابن إسحق، فكيف يأتى يعقوب إلى الحياة حينئذ؟. هذا التفسير كان محل اعتراض من «السهيلى» الذى رد عليه، كما يحكى «ابن كثير»، قائلًا: إن قوله «فبشرناها بإسحق» جملة تامة، وقوله «ومن وراء إسحق يعقوب» جملة أخرى ليست فى حيز البشارة، ورجح السهيلى أن إسحق هو الذبيح، واحتج بقوله: فلما بلغ معه السعى، قال وإسماعيل لم يكن عنده إنما كان فى حال صغره هو وأمه بجبال مكة فكيف يبلغ معه السعى؟ وقد رد «ابن كثير» على هذا الطرح قائلًا: وهذا فيه نظر، لأنه قد روى أن الخليل كان يذهب فى كثير من الأوقات راكبًا البراق إلى مكة، يطلع على ولده وابنه ثم يرجع والله أعلم. رد غريب هذا الذى قدمه «ابن كثير» على الطرح الذى قدمه «السهيلى» وذهب فيه إلى أن الذبيح هو إسحق، مؤكد أن الله على كل شىء قدير، لكن الله جعل لكل شىء سببًا. فى كل الأحوال تبقى الإشارة إلى أن الله تعالى تحدث عن ميلاد إسحق بعد حديثه عن «رؤيا الذبح» فى سورة «الصافات» هى الأقوى والأكثر دلالة على أن إسماعيل هو الذبيح، أضف إلى ذلك الآية الكريمة التى تقول: «وإذ يرفع إبراهيم القواعد من البيت وإسماعيل ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم»، ما يعنى أن إسماعيل كان يدًا بيد مع أبيه منذ أن بلغ السعى، ما يؤشر من جديد إلى أنه الذبيح جد العرب الأكبر وجد النبى الأعظم عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام.