
«ليالي الإمارات الثقافية في الكويت»... ازدانت بالتراث في «جابر الثقافي»
- مطر النيادي: أتينا من دار زايد إلى دار الصباح حاملين معنا نبض الفن... ونقش الحكاية
- محمد الجسار: العلاقة بين الكويت والإمارات... نموذجٌ يُحتذى به في التعاون الخليجي والعربي
«نُخلّد الإرث، ونقود المستقبل»...
كان هذا شعار الاحتفالية التي أقامتها سفارة دولة الإمارات العربية لدى الكويت، مساء الإثنين، بعنوان «ليالي الإمارات الثقافية في الكويت» واحتضنتها قاعة الشيخ جابر العلي في مركز الشيخ جابر الأحمد الثقافي، بحضور نخبة من الأدباء والمثقفين والفنانين والدبلوماسيين، تقدمهم وكيل وزارة الثقافة الإماراتية مبارك الناخي، إلى جانب السفير الإماراتي مطر النيادي، والأمين العام للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب الدكتور محمد الجسار، والأمين المساعد لقطاع الفنون في المجلس الوطني مساعد الزامل، ومدير عام مؤسسة الإنتاج البرامجي المشترك الشيخ مبارك الصباح، بالإضافة إلى مدير إدارة الاتصال والإعلام في المجلس الوطني يوسف الجمعان، والفنانين جاسم النبهان وأحمد العونان وغيرهم الكثير.
خارج المسرح، شهدت الاحتفالية مجموعة من الأنشطة والفعاليات، التي استُهلت بمعرض فني تشكيلي بمشاركة فنانين من الإمارات، تخلّلته صور تاريخية للقيادات السياسية في الكويت والإمارات والتي تعكس عمق العلاقة الوثيقة بين الأشقاء من آل الصباح وآل نهيان على مر السنين.
كما تضمن المعرض رُكنَيْن للحِرف الشعبية، على وقع المعزوفات الحيّة لعازفين من أكاديمية الفجيرة للفنون الجميلة، حيث تعانقت قطع التراث مع الموسيقى، ليبثا البهجة في المكان.
«من قلب الخليج»
في غضون ذلك، انطلقت «ليالي الإمارات» بعرض فيلم قصير عن العلاقات بين البلدين الشقيقين، قبل أن يُلقي سفير دولة الإمارات العربية المتحدة لدى دولة الكويت مطر النيادي، كلمة الافتتاح، معرباً خلالها عن سعادته الغامرة بإقامة هذه الفعالية على أرض المحبة والسلام.
وقال: «سلامٌ على من حملوا التراث أمانة.... ونقلوا العادات والتقاليد ميراثاً يفخر به الأجيال». وزاد «أتينا اليوم من قلب الخليج، من دار زايد إلى دار الصباح حاملين معنا نبض الفن، ونقش الحكاية، وهمس التراث».
وذكر أن هذه الاحتفالية تكتسب بُعداً خاصاً، إذ تُقام بالتزامن مع اختيار دولة الكويت عاصمة للثقافة العربية لعام 2025، وهو اختيار مستحق، يُجسد المكانة العريقة التي تحتلها على خارطة الثقافة العربية، بما قدمته من رموز أدبية ومسرحية وفنية، وما رسّخته من دور ريادي في رعاية الحركة الثقافية في الخليج والعالم العربي.
وتابع بالقول: «إن فعاليات ليالي الإمارات الثقافية في الكويت تعد دعوة مفتوحة لاكتشاف روح دولة الإمارات، والتعرف على مكوناتها الثقافية الأصيلة التي تنبض بالكرم والتسامح والتعايش والحب والمودة، وتعكس التلاقي الخلّاق بين التراث والحداثة».
ومضى النيادي «على مدى ثلاثة أيام، وبالتعاون مع المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، الذي نعرب له عن بالغ الشكر والتقدير على شراكته ودعمه وتعاونه المثمر، سنحتفي معاً بجمال وروعة الفن التشكيلي، وعراقة التراث، وثراء الحكاية الإماراتية، من خلال عروض تراثية، ومعارض فنية، ومسرح إماراتي، يجسد ملامح الهوية الوطنية، ويعكس تنوع المشهد الثقافي في دولة الإمارات».
وختم كلمته بأن الثقافة جسرٌ يصل الشعوب ببعضها، ومنصةٌ تعبّر عن هوية الأمم وروحها، وتجسّد رؤية دولة الإمارات بأن الثقافة جسرٌ دائم للحوار والتقارب والتفاهم، وأداة لتعزيز السلام، وبناء المجتمعات الواعية وترسيخ الهويات.
«مظلة الإبداع»
ثم ألقى الأمين العام للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب الدكتور محمد الجسار كلمة ترحيبية، جاء فيها: «يطيب لنا في هذا المساء الثقافي المميز أن أرحب بكم جميعاً في افتتاح فعاليات (الأيام الثقافية الإماراتية في دولة الكويت)، هذه المناسبة التي تجمعنا تحت مظلة الإبداع والتواصل بين شعبين شقيقين تربطهما أواصر التاريخ والمصير المشترك».
وأضاف الجسار «لقد ارتبطت دولة الكويت ودولة الإمارات العربية المتحدة منذ القدم بعلاقات أخوية متينة، عززتها روابط القُربى، ووحدة اللغة والدين، والمصالح المشتركة».
واسترسل بالقول: «لم تقتصر هذه العلاقات على الجانب السياسي فحسب، بل امتدت لتشمل مختلف المجالات الاجتماعية والاقتصادية والثقافية، ما جعلها نموذجاً يُحتذى به في التعاون الخليجي والعربي».
كما تضمن الحفل وصلة غنائية للفنان طالب المري، تلتها فقرة شعرية للشاعر عبيد المزروعي، ليأتي دور الفنون الشعبية مع فن «العيالة» وموسيقى «الهبّان».
من جهته، أضاء الأديب الكاتب هيثم بودي في فقرة أدبية أدارتها الإعلامية أسرار الأنصاري على روايته «الدرة... ملحمة الحب والوفاء» والتي توثق أحداثاً مهمة في تاريخ مهنة الغوص وتجارة اللؤلؤ بين الكويت والإمارات.
ومِنْ ثَمّ بدأت وصلة عن فن الأهازيج البحرية، لتلامس مشاعر الحاضرين بقوة.
وكان مسك الختام مع عزف أخاذ على «العود» و«القانون» و«الإيقاعات»، لأكاديمية الفجيرة للفنون الجميلة، أعقبها فقرة شعبية إماراتية عن «فن الأهاله».
«صرح رائد»
تقدّم النيادي بالشكر إلى مركز الشيخ جابر الأحمد الثقافي «على استضافته لحفل الافتتاح واحتضانه لهذا الحدث الإماراتي، بما يعكس مكانة هذا الصرح الرائد كمركز فني ثقافي داعم للفعاليات الثقافية على أرض وطن النهار».
«لمسة وفاء»
في لمسة وفاء تُعبّر عن عمق المشاعر الإنسانية من قبل القائمين على الفاعلية، تم الاحتفاء بالأديب والكاتب المغفور له عبدالرحمن الصالح الحمادي.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الرأي
١٠-٠٥-٢٠٢٥
- الرأي
الكويت في «بينالي البندقية» ... رؤية ثقافية معاصرة
أكد الأمين العام للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب الدكتور محمد الجسار، أن مشاركة دولة الكويت في «بينالي البندقية» التاسع عشر للعمارة تمثل انعكاساً لرؤية ثقافية معاصرة تسعى إلى إعادة قراءة الهوية الوطنية المعمارية كوسيط فني وثقافي يعكس التحولات المجتمعية. جاء ذلك في تصريح خاص أدلى به الجسار لوكالة الأنباء الكويتية (كونا)، اليوم، على هامش افتتاح جناح دولة الكويت في «بينالي البندقية» الذي انطلق، أمس، ويستمر حتى 23 نوفمبر المقبل. وأوضح الجسار أن «الجناح يعكس جهود شباب مبدعين كويتيين قدموا رؤية فنية مميزة تتجاوز الأنماط التقليدية في الطرح وتعزز من الحضور الكويتي في المحافل الدولية بجميع تخصصاتها». وافتتح الجناح الذي يقام برعاية وزير الإعلام والثقافة وزير الدولة لشؤون الشباب رئيس المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب عبدالرحمن المطيري بحضور الجسار والأمين العام المساعد لقطاع الآثار والمتاحف بالتكليف محمد بن رضا، إلى جانب القنصل العام لدولة الكويت في ميلانو وشمال إيطاليا الشيخ جابر الدعيج الصباح والمدير التنفيذي لشركة البترول الكويتية العالمية في إيطاليا بشار العوضي وعدد من رؤساء وفود دول الخليج. ويعيد جناح الكويت، من خلال مشروع «كينونة»، التصور كمجال للبحث والاستكشاف مستخدماً العمارة كأداة لطرح تساؤلات حول الهوية والتاريخ والثقافة المادية. كما يعتمد المشروع على الرسومات التجريبية والتركيبات المعمارية والبحوث النقدية لتجاوز السرديات المعتادة، ما يبرز العمارة كوسيط حي يعكس العلاقة المتغيرة للكويت مع ماضيها وحاضرها ومستقبلها. وقد لاقى الجناح نجاحاً باهراً بفضل جهود فريق شبابي كويتي ساهم في بلورة هذا العمل الفني والثقافي المتميز، وبينهم مفوض جناح الكويت عبدالعزيز المزيدي ونائب المفوض حمد الخليفي.


الرأي
٠٨-٠٥-٢٠٢٥
- الرأي
«سمرة» شعبية... على «خشبة الدسمة»
أُسدل الستار أمس، على فعاليات «ليالي الإمارات الثقافية في الكويت» بعرضٍ مسرحي عنوانه «سمرة»، والذي انطلق على خشبة مسرح الدسمة، بحضور حشد غفير من مسؤولي المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب يتقدمهم الأمين المساعد لقطاع الفنون مساعد الزامل، إلى جانب أعضاء السلك الدبلوماسي في سفارة دولة الإمارات العربية المتحدة لدى الكويت، وعلى رأسهم السفير مطر النيادي. المسرحية من تأليف وإخراج الفنان الإماراتي مرعي الحليان، الذي شارك في التمثيل أيضاً، إلى جانب سالم العيان، عبدالله الباهتي، خميس اليماحي، بدر البلوشي ومجموعة أخرى من المشاركين. ودارت أحداث «سمرة» في أجواء شعبية، حيث تعتزم إحدى الفرق الغنائية تلبية دعوة للمشاركة في مؤتمر دولي كي تقدم فنونها التراثية، ولكن خلال تواجدها في المؤتمر حدثت العديد من المفارقات والمواقف، التي تجمع بين الكوميديا والتراجيديا، إذ ناقش العرض قضايا اجتماعية بأسلوب مشوّق للغاية.


الجريدة
٠٨-٠٥-٢٠٢٥
- الجريدة
«سمرة» تختتم فعاليات «ليالي الإمارات الثقافية»
اختُتمت فعاليات «ليالي الإمارات الثقافية في الكويت»، التي نظمتها السفارة الإماراتية لدى البلاد بالتعاون مع المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، بالعرض المسرحي الإماراتي «سمرة»، الذي احتضنه مسرح الدسمة، بحضور السفير الإماراتي د. مطر النيادي، والأمين المساعد لقطاع الفنون في المجلس الوطني مساعد الزامل، وجمع من المهتمين. يقدِّم العرض المسرحي سرداً لمجموعة فنية تجد نفسها في قلب تجربة غير متوقعة، حيث تتم دعوتها من مؤسسة ثقافية للمشاركة في منتدى عالمي، من خلال إحياء حفل موسيقي أمام وفود دولية، لكن حالة الطوارئ تمنع الفرقة من الأداء، مما يخلق حالة من الإحباط بين أعضائها، إضافة إلى أن هدف الفرقة هو الاستفادة من جلسات الغناء هذه، لكنهم يفكرون في فن الطرب، ويستخدمونه وسيلة للتعبير عن الذات. المسرحية شارك فيها الفنانون: سالم العيان، وبدر البلوشي، وحمدان الهنداسي، وخميس اليماحي، ودلال الشرايبي. افتتاح جميل على هامش العرض المسرحي، قال الزامل: «سعيد جداً بوجودي في حفل ختام (الليالي الثقافية في الكويت) لمشاهدة عرض مسرحية (سمرة)، إخراج مرعي الحيان. الأيام الثقافية بدأت بافتتاح جميل في مركز الشيخ جابر الثقافي، وشهدت تنوعاً ثرياً في الفعاليات، حيث تم عرض كل الفنون الشعبية الإماراتية، مع معرض للفنون التشكيلية والحرف، ومعرض للصور الفوتوغرافية جسَّد عُمق العلاقات بين الكويت والإمارات، إضافة إلى عرض فيلم، وتم عرض كل هذه الفنون أمام الجمهور الكويتي في مجمع الأفنيوز وسط أجواء رائعة». من جهته، أكد المؤلف والمخرج مرعي الحيان أن العمل إنتاج جمعية ياس في أبوظبي، وتم استلهامه مما يسمَّى في المغرب العربي بمسرح «الحلقة»، حيث يجتمع الغناء والطرب مع تمرير المشاهد الدرامية والقصة الرئيسية في أجواء تفاعلية. وأوضح الحيان أن المسرحية تحمل خطابين متوازيين، الأول هو خطاب محلي له علاقة بالهوية الثقافية والغناء الطربي الأصيل. والأمر الآخر هو مناقشة الوضع العربي السائد بالعودة إلى سقوط الأندلس وأسبابه، فهو محاولة لعمل تماس بين الماضي والواقع، متابعاً: «هدفنا، أن نصنع عملاً يلامس الوجدان، وأتمنى أن نكون قد نجحنا في إمتاع الجمهور». وحول زيارته للكويت، أكد الحيان أنها «زيارة مهمة جداً، لأن مشاركتنا بمناسبة اختيار الكويت عاصمة للثقافة والإعلام العربي لعام 2025 تمثل فرصة نعتز بها. الكويت هي عاصمة الثقافة والفكر بالخليج، ومنها تعلَّمنا وتثقفنا فنياً، وما زالت إلى اليوم هي مركز الفكر منذ أيام مجلة العربي، وسلسلة المسرح العالمي». أعمال جديدة وذكر أن مسرحية «سمرة» ستواصل عروضها بالإمارات خلال الفترة المقبلة، لأنهم قدَّموها في الكويت بعد توقف دام قُرابة عام. وأوضح أن عودة العرض إلى خشبة المسرح في الكويت حمَّس فريق العمل للاستمرار وتقديم المسرحية أمام الجمهور في الإمارات. وعن مشاريعه المستقبلية، كشف الحيان أنه مرشح للمشاركة في الجزء الثاني من مسلسل «كائنات»، وأيضاً مسلسل «وديمة وحليمة» في الجزء الخامس منه.