
الجزائر: الحبس 5 سنوات لمؤرخ صرَّح بأن الأمازيغية «صناعة فرنسية - صهيونية»
في غضون ذلك، ناشد وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو، الجزائر، من جديد، الإفراج عن الكاتب مزدوج الجنسية بوعلام صنصال الذي يُعد أحد رموز التوترات الحالية بين البلدين.
وبدأت محاكمة محمد الأمين بلغيث، قبل أسبوع، في محكمة «الدار البيضاء»؛ حيث طالبت النيابة العامة بالحكم عليه بالسجن لمدة 7 سنوات نافذة، بالإضافة إلى غرامة مالية قدرها 700 ألف دينار جزائري (نحو 6 آلاف دولار). وذلك على خلفية تصريح أدلى به لقناة تلفزيونية عربية، وصف فيه الأمازيغية والمتحدثين بها بـ«صنيعة فرنسية صهيونية»، كما نعت المهاجرين الجزائريين المقيمين في فرنسا بـ«الحركيين»، وهو توصيف يُطلق على فئة من الجزائريين الذين تعاونوا مع الاستعمار الفرنسي ضد «ثورة التحرير» (1954 – 1962).
أستاذ التاريخ محمد الأمين بلغيث (متداولة)
وأثار كلامه سخطاً في الجزائر. وأدانت شخصيات سياسية وثقافية وتاريخية، إضافة إلى «المحافظة السامية للغة الأمازيغية»، ما عدته «موقفاً آيديولوجياً وسياسياً معروفاً لدى المؤرخ»، المثير للجدل، الذي يخفي رفضه لتدريس اللغة الأمازيغية التي ينطق بها الملايين في البلاد.
وبعد عرضه على القضاء، في 3 مايو (أيار) الماضي، تم وضع محمد الأمين بلغيث رهن الحبس المؤقت. وفي بيان صدر في اليوم نفسه، أوضحت النيابة لدى محكمة «الدار البيضاء»، أن المتهم يُتابع بتهم تتعلق بـ«أفعال تستهدف الوحدة الوطنية، من خلال مهاجمة رموز الأمة والجمهورية، والمساس بالوحدة الوطنية، ونشر خطاب الكراهية والتمييز عبر تكنولوجيات الإعلام والاتصال».
وأحدثت «قضية بلغيث» انقساماً داخل الطيف السياسي الجزائري، بين من استنكر تصريحاته واعتبر سجنه «رسالة ردع لكل من يهاجم مكونات الهوية الوطنية»، ومَن رفض اللجوء إلى العقوبات»، بحجة أن «الرأي يُرد عليه بالنقاش، لا بتفعيل القانون».
ودعا عبد القادر بن قرينة، رئيس «حركة البناء الوطني»، إلى إطلاق سراحه، مشيداً بـ«وطنيته»، ومحذراً من «استغلال الأزمة لأغراض سياسية من قبل خصومه الآيديولوجيين».
عبد القادر بن قرينة رئيس «حركة البناء» (إعلام حزبي)
في المقابل، عبّرت أحزاب متجذرة في منطقة القبائل الناطقة بالأمازيغية، مثل «جبهة القوى الاشتراكية»، و«التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية» عن الغضب الشديد ضد بلغيث، ووصفت تصريحاته بأنها «طعن في ثوابت الأمة وتحريض على الكراهية».
تزامنت هذه القضية مع إجراءات رقابية اتخذتها «السلطة الوطنية المستقلة لضبط السمعي البصري»، من بينها توقيف قنوات تلفزيونية بسبب محتوى عنصري، ما يعكس تشدداً حكومياً متزايداً في مواجهة خطاب الكراهية في الإعلام.
كما سلَّطت «قضية بلغيث» الضوء على توترات عميقة في الجزائر حول الهوية واللغة، وعلى الانقسام الحاد بين المدافعين عن «حرية التعبير» من جهة، والمدافعين عن «الثوابت الوطنية» من جهة أخرى، في ظل سياق داخلي وإقليمي مشحون.
صورة مركبة للكاتب بوعلام صنصال والمحكمة التي دانته (متداولة)
من جانبها، جددت فرنسا مناشدتها للجزائر الإفراج عن الكاتب الجزائري الفرنسي بوعلام صنصال، بعد أن ثبَّت القضاء، يوم الثلاثاء الماضي، الحكم الابتدائي الصادر بحبسه 5 سنوات نافذة، على خلفية تصريحات زعم فيها أن «أجزاء من الغرب الجزائري تعود تاريخياً إلى المغرب».
وتحدث وزير الخارجية الفرنسي، جان نويل بارو، الخميس، عن الكاتب قائلاً: «السلطات الجزائرية أمام خيار المسؤولية والإنسانية والاحترام، وهو خيار يجب أن تتخذه دون تأخير»، بحسب ما نقلته مواقع إخبارية فرنسية.
وأضاف بارو: «ندعوهم إلى ذلك منذ أشهر، مع رئيس الجمهورية، بالنظر إلى الحالة الصحية وسنّ مواطننا، الذي يمكن أن يُفرج عنه ليتلقى العلاج». وكرر تقريباً العبارات ذاتها التي صدرت عنه يوم الثلاثاء الماضي، بعد صدور الحكم، حين وصف الإدانة بأنها «غير مفهومة ولا يمكن تبريرها»، خلال جلسة في «الجمعية الوطنية» الفرنسية.
وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو متحدثا في البرلمان يوم الثلاثاء (أ.ف.ب)
واعتقل الكاتب السبعيني في 16 نوفمبر (تشرين الثاني) 2024، بمطار العاصمة الجزائرية لحظة عودته من باريس. واتهمته النيابة في البداية بـ«المس بالوحدة الوطنية والسلامة الترابية»، بسبب تصريحات لمنصة إخبارية فرنسية مقربة من اليمين الفرنسي المتشدد، زعم فيها أن «أجزاء كبيرة من غرب الجزائر تعود إلى المغرب»، وأن الاستعمار الفرنسي «اجتزأها».
وقبيل أيام من موعد محاكمته الأولى، استدعاه قاضي التحقيق ووجه له تهمة إضافية تتعلق بإرسال تقارير وفيديوهات إلى السفير الفرنسي السابق لدى الجزائر، تتناول ملفات تخص الاقتصاد الجزائري. واعتبرت النيابة هذا الفعل بمثابة «تسريب أسرار إلى جهة أجنبية»، مشيرة إلى أن صنصال شغل سابقاً منصباً رفيعاً في وزارة الصناعة، علماً بأن صاحب رواية «قرية الألماني» (2008) رفض أن يترافع عنه محامٍ.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


عكاظ
منذ 3 ساعات
- عكاظ
«تروث» ترمب و«إكس» ماسك.. طلقات بلا خوارزميات من بنادق المنصات!
تحوّلت منصتا «تروث سوشيال» و«إكس» إلى ساحة مواجهة مكشوفة بين دونالد ترمب وإيلون ماسك، بعد أن أصبحت كل منهما أداة بيد صاحبها في معركة النفوذ والتأثير. ترمب، الذي أنشأ «تروث» بعد حظره من تويتر قبل سنوات، أراد منصة تتحدث بلسانه، وتمنحه السيطرة الكاملة على رسائله دون تدخل. أما ماسك، فاستحوذ على «تويتر» وأعاد تسميته إلى «إكس»، ليعيد تشكيله وفق رؤيته لما يسمى «حرية التعبير»، وجعله منصة تحت سيطرته المباشرة. المعركة بين الطرفين لم تعد مقتصرة على التصريحات، بل انتقلت إلى حرب منشورات، يُعلّق فيها ترمب من على «تروث» مهاجمًا «إكس» وسياسته، بينما يرد ماسك من منصته بتغريدات تهكمية تطعن في أداء «تروث» وتأثيره المحدود. وبينما يتمسّك ترمب بمنصته كقاعدة رئيسية لأنصاره، يرفض الانخراط الكامل في «إكس» رغم إعادة تفعيل حسابه، ما يثير تساؤلات حول ما إذا كان «تروث» قد حرّره فعلاً من سطوة «تويتر» أم أنه أوقعه في عزلة إعلامية جديدة. في المقابل، يستخدم ماسك «إكس» كمنصة لتوسيع نفوذه الثقافي والسياسي، ومكانا لتوجيه الرسائل الساخنة حتى لأقوى خصومه. وقد بلغ التراشق بين الطرفين ذروته أخيرا، بعد أن تصاعدت الحرب الرقمية بين ترمب وماسك إلى مستوى جديد، بعدما أعلن ماسك تأسيس ما سمّاه «حزب أمريكا»، في خطوة استفزت ترمب الذي سارع بالرد عبر «تروث سوشيال» واصفًا الفكرة بأنها «سخيفة ومربكة»، ومتهكمًا على «انحراف ماسك عن مساره وتحوله إلى كارثة حقيقية». أما ماسك، فرد من «إكس» باستخفاف متعمّد، مؤكداً أن كل شيء ممكن في 2028، قبل أن يقتبس من رواية الخيال العلمي Dune «الخوف هو الموت الصغير الذي يؤدي إلى الفناء التام»، في تلميح واضح إلى خطاب ترمب الذي اعتبره متشنجًا وغير واقعي. وبين الهجوم العلني والتلميح المثقّف، يتّضح أن المعركة لم تعد منصات فقط، بل رؤية متضادة ومثيرة. أخبار ذات صلة


الرياض
منذ يوم واحد
- الرياض
القيادة تهنئ رؤساء الجزائر وفنزويلا وكابو فيردي
بعث خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، برقية تهنئة، لفخامة الرئيس عبدالمجيد تبون، رئيس الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية، بمناسبة ذكرى استقلال بلاده. وأعرب الملك المفدى، عن أصدق التهاني وأطيب التمنيات بالصحة والسعادة لفخامته، ولحكومة وشعب الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية الشقيق، اطراد التقدم والازدهار. كما بعث خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، برقية تهنئة، لفخامة الرئيس نيكولاس مادورو موروس، رئيس جمهورية فنزويلا البوليفارية، بمناسبة ذكرى استقلال بلاده. وأعرب الملك المفدى، عن أصدق التهاني وأطيب التمنيات بالصحة والسعادة لفخامته، ولحكومة وشعب جمهورية فنزويلا البوليفارية الصديق، اطراد التقدم والازدهار. وبعث خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، برقية تهنئة، لفخامة الرئيس جوزيه ماريا نيفيش، رئيس جمهورية كابو فيردي، بمناسبة ذكرى استقلال بلاده. وأعرب الملك المفدى، عن أصدق التهاني وأطيب التمنيات بالصحة والسعادة لفخامته، ولحكومة وشعب جمهورية كابو فيردي الصديق اطراد التقدم والازدهار. من جهته بعث صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، برقية تهنئة، لفخامة الرئيس عبدالمجيد تبون، رئيس الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية، بمناسبة ذكرى استقلال بلاده. وعبر سمو ولي العهد، عن أطيب التهاني وأصدق التمنيات بموفور الصحة والسعادة لفخامته، ولحكومة وشعب الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية الشقيق، المزيد من التقدم والازدهار. كما بعث صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، برقية تهنئة، لفخامة الرئيس نيكولاس مادورو موروس، رئيس جمهورية فنزويلا البوليفارية، بمناسبة ذكرى استقلال بلاده. وعبر سمو ولي العهد، عن أطيب التهاني وأصدق التمنيات بموفور الصحة والسعادة لفخامته، ولحكومة وشعب جمهورية فنزويلا البوليفارية الصديق، المزيد من التقدم والازدهار. وبعث صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، برقية تهنئة، لفخامة الرئيس جوزيه ماريا نيفيش، رئيس جمهورية كابو فيردي، بمناسبة ذكرى استقلال بلاده. وعبر سمو ولي العهد، عن أطيب التهاني وأصدق التمنيات بموفور الصحة والسعادة لفخامته، ولحكومة وشعب جمهورية كابو فيردي الصديق المزيد من التقدم والازدهار.


الشرق الأوسط
منذ 2 أيام
- الشرق الأوسط
ليبيا: البعثة الأممية تدعو إلى «تحقيق شفاف» في وفاة المريمي
التزمت حكومة الوحدة الليبية «المؤقتة» برئاسة عبد الحميد الدبيبة، الصمت حيال إعلان وفاة الناشط السياسي عبد المنعم المريمي، مساء الجمعة، بعد يوم واحد من دخوله أحد المستشفيات بالعاصمة طرابلس، للعلاج من «إصابات خطيرة تعرض لها بعد قيامه بالقفز من سلم الطابق الثالث من مقر النيابة العامة». وأشعل محتجون، السبت، النيران في منطقة عين زارة جنوب شرقي طرابلس، ما أدى إلى إغلاق بعض الطرق عقب الإعلان عن وفاة المريمي، كما أغلق محتجون بوابة الصمود فى مدينة الزاوية غرب طرابلس، احتجاجاً على حادثة اعتقال المريمي، التي تسببت في تدهور صحته ووفاته. وقبل ساعات من اعتقاله ووفاته، دعا المريمي في مقطع فيديو إلى الترحم عليه، متمنياً أن يرى ذات يوم دولة ذات سيادة وقانون تقودها حكومة من أصحاب الكفاءات. ونعى المجلس الاجتماعي لسوق الجمعة والنواحي الأربع، المريمي، وحمّل في بيان رسمي الجهات الحكومية المسؤولية، وأدان «مقتل المريمي»، وقال: «هي جريمة بشعة وممنهجة ضد الأصوات الحرة»، وأكد في تحدٍ للحكومة: «لن ترهبنا التهديدات ولو كلفنا ذلك أرواحنا». وحثت بعثة الأمم المتحدة، التي أعربت عن صدمتها وحزنها العميقين لوفاة المريمي، وتقدمت بالتعازي لأسرته، السلطات على فتح «تحقيق شفاف ومستقل» في احتجازه التعسفي، وفي مزاعم تعرضه للتعذيب أثناء احتجازه، وكل الظروف المحيطة بوفاته لم تُتضح بعد. وأدانت البعثة التهديدات والمضايقات والاعتقالات التعسفية التي تستهدف الليبيين الناشطين سياسياً، وجددت دعوتها للسلطات كافة إلى احترام حرية التعبير ووضع حد للاعتقالات غير القانونية. وكان محمد الفروجي، المحامي الخاص للمريمي، قد أكد صعوبة حالة موكله الصحية، بعدما قررت النيابة العامة إخلاء سبيله، معتبرة أن التهم المنسوبة إليه «لا تستوجب الاستمرار في احتجازه». وقالت «المؤسسة الوطنية لحقوق الإنسان بليبيـا» إن المريمي توفي متأثراً بجراحه بسبب الإصابات التي لحقت به جراء سقوطه من على السلالم بمكتب النائب العام، بعد استلامه من جهاز الأمن الداخلي الذي اعتقله تعسفياً خلال الأيام الماضية. وكانت «المؤسسة» قد طالبت بإجراء «تحقيق شامل وشفاف وجدي» في ملابسات وظروف الاعتقال التعسفي الذي تعرّض له المريمي، وظروف اعتقاله، ودعت لعرضه على الطب الشرعي وأطباء متخصصين في علم النفس لإثبات صحة وجود تعذيب جسدي ونفسي أو لا، وإعلان نتائج التحقيقات للرأي العام. وقالت النيابة العامة إن «المريمي حاول الانتحار بعد الإفراج عنه، خلال انتظاره إخطار ذويه بالحضور لاصطحابه»، مشيرة إلى «قيامه بالقفز عبر الفراغ بين الدرج حتى الطابق الأرضي، مما نجم عنه إصابات تطلَّبت نقله للمستشفى»، كما أعلنت مباشرتها إجراءات تسجيل محتوى كاميرات المراقبة والانتقال إلى المشفى للوقوف على حالته وسماع أقوال الحاضرين للواقعة.