logo
أين تمضي المواجهة؟

أين تمضي المواجهة؟

الغدمنذ 8 ساعات

لقد تبدل الحال جذريا، فلسنوات طويلة مضت، لم تكن طهران تدفع كلفة المواجهة العسكرية مع إسرائيل، وتقودها عبر أذرعها في المنطقة. اليوم تجد إيران نفسها وحيدة في معركة مباشرة فوق أراضيها. جبهات الممانعة وساحاتهم في لبنان وسورية والعراق صارت هي الطريق المفضل والآمن لقاذفات إسرائيل للوصول إلى طهران ومواقع إيران المحصنة.
اضافة اعلان
لأكثر من عشرين عاما مضت، كانت إسرائيل ترغب وبشدة بتسوية الحساب النووي مع إيران. تعذر ذلك لعدم امتلاكها القدرات العسكرية الكافية، ورفض واشنطن المشاركة في حرب كهذه. وبعد توقيع إدارة أوباما الاتفاق النووي مع إيران، تلاشت آمال تل أبيب في اللجوء للخيار العسكري، لكنها ظلت تتحضر ليوم ربما يأتي لتغيير المسار.
إدارة ترامب الأولى، اكتفت بفض الاتفاق النووي مع إيران وتفعيل خيار العقوبات الاقتصادية المشددة، دون أن تبلغ الحد الذي تريده إسرائيل، وهو شن هجوم عسكري لتدمير المفاعلات النووية. والمفارقة العجيبة أن ترامب في إدارته الثانية خالف توقعات إسرائيل بشكل جذري، إذ عمد إلى إجراء مفاوضات مع طهران لتوقيع اتفاق جديد أكثر صرامة من اتفاق أوباما.
بيد أن حدثا كبيرا أصاب المنطقة، منح إسرائيل فرصة لا تعوض للتفكير جديا بالخيار العسكري، ألا وهو أحداث السابع من أكتوبر.
لقد امتلكت إسرائيل فائضا هائلا من القوة والمشروعية، بعد النتائج العسكرية التي حققتها على مختلف الجبهات، فأصبح الطريق إلى طهران ممهدا بعد الإجهاز على القوى الرئيسة في محور الممانعة المحسوب على إيران.
كان واضحا أن جولات المفاوضات في مسقط وروما لم تكن تروق لحكومة اليمين المتطرف في إسرائيل، وقد حاولت إفشالها بكل الطرق، وعندما تعذر ذلك قررت، بعلم إدارة ترامب المسبقة وموافقتها، شن هجوم جوي ساحق على إيران، وتحمل تبعاته مهما كانت.
بالنسبة لإدارة ترامب التي واجهت تعنتا إيرانيا، ستكون الضربات الإسرائيلية الموجعة، فرصة لإخضاع إيران لشروطها التفاوضية، لتعود إلى الطاولة من جديد وتقبل بالعرض الأميركي.
إسرائيل لا تفكر على هذا النحو، كما يبدو، فهي تسعى لكسر ظهر قدرات إيران النووية والصاروخية، وإنهاء دورها في المنطقة بوصفها قوة إقليمية منافسة لإسرائيل.
إننا إزاء نفس المقاربة التي أعلنها نتنياهو بعد السابع من أكتوبر؛ تغيير وجه الشرق الأوسط، وخرائطه أيضا. وفي قاموس اليمين الحاكم في إسرائيل، فإن كل ما تحقق من مكاسب خلال السنتين الماضيتين، لا قيمة له إذا لم يتوج بتحطيم قدرات إيران النووية التي يعدها تهديدا وجوديا لإسرائيل.
المهمة ليست يسيرة أبدا، فإيران وإن فقدت خياراتها، وضعفت قدراتها، لن تستسلم، بسهولة، وكما يتوقع بعض المحللين الأميركيين، قد تندفع لتصنيع قنبلة نووية في وقت قصير ردا على الهجوم الإسرائيلي.
إسرائيل من جهتها تدرك صعوبة المهمة، ولهذا السبب تسعى لجر الولايات المتحدة للانتقال من دور الداعم إلى المشاركة المباشرة في العمليات العسكرية ضد إيران، ما يعني دخول المنطقة حربا إقليمية واسعة.
طهران المنهكة بالضربات الإسرائيلية، ستحاول قدر المستطاع تجنب هذا السيناريو المرعب، وأسوأ ما يمكن أن تفعله، خطوة متهورة ضد القوات الأميركية في المنطقة، تجلب لها ردا ساحقا من إدارة لا تعرف الرحمة.
نحن على مفترق طرق، وقد يطول الوقت قبل أن يختار كل فريق طريقه.
للمزيد من مقالات الكاتب انقر هنا

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

عراقجي: العدوان الإسرائيلي على إيران يوجّه ضربة إلى الدبلوماسية
عراقجي: العدوان الإسرائيلي على إيران يوجّه ضربة إلى الدبلوماسية

الغد

timeمنذ 39 دقائق

  • الغد

عراقجي: العدوان الإسرائيلي على إيران يوجّه ضربة إلى الدبلوماسية

اضافة اعلان وقال عراقجي خلال اتصال هاتفي مع وزراء خارجية فرنسا جان-نويل بارو وبريطانيا ديفيد لامي وألمانيا يوهان فاديفول والاتحاد الأوروبي كايا كالاس، إنّ "العدوان الإسرائيلي على إيران في خضم المفاوضات (النووية) مع الولايات المتحدة يوجّه ضربة إلى الدبلوماسية".يشار إلى أن هذه الدول الثلاث بالإضافة إلى الاتحاد الأوروبي والصين وروسيا، موقعة للاتفاق النووي الذي أبرم عام 2015 مع إيران والذي انسحبت منه الولايات المتحدة بشكل أحادي.ونقلت وكالة "رويترز" عن مصدر دبلوماسي فرنسي، أن وزراء خارجية فرنسا وبريطانيا وألمانيا حثوا نظيرهم الإيراني على العودة إلى الدبلوماسية والامتناع عن أي تصعيد إقليمي أو نووي.وقال: "حث الوزراء إيران على العودة إلى طاولة المفاوضات في أسرع وقت ممكن ودون شروط مسبقة"، مع دعوة إيران إلى تجنب أي تصرف متهور ضد المصالح الغربية. (المملكة)

انفجارات ودفاع جوي في طهران بعد تحذير ترامب بإخلاء العاصمة
انفجارات ودفاع جوي في طهران بعد تحذير ترامب بإخلاء العاصمة

صراحة نيوز

timeمنذ ساعة واحدة

  • صراحة نيوز

انفجارات ودفاع جوي في طهران بعد تحذير ترامب بإخلاء العاصمة

صراحة نيوز- شهدت العاصمة الإيرانية طهران ومدن أخرى فجر الثلاثاء تصعيدًا أمنيًا ملحوظًا، تضمن تفعيل منظومات الدفاع الجوي بالتزامن مع دوي انفجارات متتالية في عدة مناطق من البلاد، وذلك بعد دعوة الرئيس الأميركي دونالد ترامب لإخلاء طهران. وأفادت وسائل إعلام محلية وشهود عيان بسماع أصوات انفجارات واضحة في شرق طهران قرب شارع 'بيروزي'، تزامنًا مع نشاط مكثف لأنظمة الدفاع الجوي، كما سُمع دوي انفجارات في الجهة الغربية للعاصمة، بينما لم تصدر السلطات أي إعلان رسمي عن سبب أو مصدر هذه الانفجارات. وفي مدينة نطنز، التي تضم منشأة نووية بارزة، تم تفعيل منظومات الدفاع الجوي وسط تحذيرات من تهديدات محتملة. كما شملت الإجراءات الأمنية مدن قزوين وأهواز حيث أُعلن حالة استنفار دفاعي تحسبًا لهجمات جوية أو طائرات مسيرة معادية. في الوقت نفسه، أفادت وكالة 'فارس نيوز' باعتقال ثلاثة مسلحين يُشتبه بانتمائهم لجهاز الموساد الإسرائيلي خلال عملية أمنية جنوب طهران. وذكرت وكالة 'تسنيم' أن الدفاعات الجوية أطلقت نيرانها بكثافة للتصدي لـ'أهداف معادية' اخترقت الأجواء فوق العاصمة. وكان ترامب قد نشر على منصة 'تروث سوشال' منشورًا قال فيه: 'كان ينبغي على إيران توقيع الاتفاق الذي طُلب منها توقيعه. يا له من عار وهدر للأرواح البشرية. ببساطة، لا يمكن لإيران امتلاك سلاح نووي. كررت ذلك مرارًا وتكرارًا! على الجميع إخلاء طهران فورًا'. يأتي ذلك في وقت تستمر فيه إسرائيل بشن ضربات على أهداف عسكرية داخل إيران، فيما ترد طهران بسلسلة هجمات صاروخية على مواقع إسرائيلية.

مسؤول يكشف معنى دعوة ترامب لإخلاء طهران
مسؤول يكشف معنى دعوة ترامب لإخلاء طهران

صراحة نيوز

timeمنذ ساعة واحدة

  • صراحة نيوز

مسؤول يكشف معنى دعوة ترامب لإخلاء طهران

صراحة نيوز- قال مسؤول في البيت الأبيض، الإثنين، إن المنشور الذي نشره الرئيس الأميركي دونالد ترامب على منصته 'تروث سوشال' والذي دعا فيه الإيرانيين إلى 'إخلاء طهران فورًا'، يعكس 'الضرورة الملحة لإيران للدخول في مفاوضات'، وسط تصاعد التوتر العسكري مع إسرائيل. وأوضح المسؤول، في تصريح لشبكة 'سي إن إن'، أن ترامب كان يتلقى تقارير دورية من وزير الخارجية ماركو روبيو ومسؤولين آخرين خلال تواجده في كندا للمشاركة في قمة مجموعة السبع. وكان ترامب قد كتب على منصته: 'على الجميع إخلاء طهران فورًا'، مضيفًا: 'كان ينبغي على إيران التوقيع عندما طلبت منها ذلك. يا لها من خسارة وإهدار للأرواح. ببساطة، لا يمكن السماح لإيران بامتلاك سلاح نووي'. دون أن يقدّم تفاصيل إضافية حول السياق أو المقصود بالإخلاء. وتُقدَّر الكثافة السكانية في طهران بنحو 10 ملايين نسمة. وفي تصريحات أدلى بها قبيل نشر المنشور، أعرب ترامب عن ثقته بأن إيران ستقبل في النهاية باتفاق بشأن برنامجها النووي، واصفًا رفضها السابق بالتوقيع بأنه 'تصرف أحمق'، وأكد أن 'إيران عمليًا على طاولة المفاوضات، وبمجرد عودتي من القمة سنبدأ خطوات ما'. وكان ترامب قد أشار في وقت سابق الإثنين إلى وجود إشارات من طهران برغبتها في التفاوض، لكنه حذر من 'عواقب وخيمة' إذا تأخرت إيران في التوصل إلى اتفاق.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store