
أسيل عياش تكسر صمت المسرح بـ"طرف خيط": العودة إلى الذات بشجاعة
خمسة عشر عاماً من الغياب لم تُبعد أسيل عياش عن المسرح بقدر ما قرّبتها من ذاتها. هذا الغياب لم يكن صمتاً، بل زمناً مكتظاً بالتحوّلات، بالتساؤلات والانكسارات الصامتة. اليوم، تعود عياش إلى الخشبة من مسرح زقاق في بيروت، لا لتؤدي دوراً جديداً، بل لتقف أمام جمهورها كإنسانة بكل ما فيها من صدق وفوضى وهشاشة، عبر مونودراما بعنوان "طرف خيط"، كتبتها وأخرجتها وأدّتها بنفسها، في عمل يفتح باب البوح والمكاشفة والمساءلة.
في تصريح خاص لـ"النهار"، تقول عياش: "لم أكن لأكتب هذا النص لولا عبوري تجربة الانهيار... لم يكن انهيار مهنة، بل انهيار هوية. كنت أمثّل إلى حدّ أضعت فيه صوتي الحقيقي".
لا تبدأ "طرف خيط" من الفن فقط، بل تنطلق منه لتصل إلى الحياة. تحت بقعة ضوء خافتة، تطلّ عياش بشعر "كعكة"، وتبدأ بالحديث لا عن دور أو حكاية، بل عن تفاصيل صغيرة أهملتها طويلاً، وهي التي تحمل طرف الخيط نحو الأسئلة الكبرى.
تستعيد عياش شخصية "روز"، الدور الذي منحها شهرة في الماضي، لكنها تصفه اليوم كمرآة مشوّشة: "شخصية روز لم تتركني. كنت أشعر بأنها ما زالت تسكن جسدي حتى بعد انتهاء العرض. وقد آن الأوان لمواجهتها، ليس فقط كممثلة، بل كإنسانة".
لكن العرض لا يقتصر على "روز"، ولا حتى على أسيل نفسها. هو عن كل إنسان وجد نفسه معلّقاً بين ما يؤديه وما يخفيه، بين الأدوار التي تنتظرها منه الحياة، وصوته الداخلي المتروك على الهامش: "في لحظة ما، يبدأ الإنسان بالكتابة لا لإرضاء الجمهور، بل لفهم نفسه. لقد كتبت هذا النص لأنني لم أعد أستطيع مواصلة حياتي دون فتح هذا السجال مع ذاتي".
في "طرف خيط"، تعبر عياش في مراحل الطفولة والشباب والزواج فالطلاق وصولاً إلى الأمومة والتحولات الجسدية في المرأة، فتمرّ عليها بعيداً عن النمطية، لتأتي كمواجهة صريحة مع الذات المتبدّلة، ولتعترف بأنّ "الأمومة كانت بمثابة مرآة وضعتني أمام نفسي. لحظة مواجهة قاسية: من أنا؟ ماذا يمكنني أن أقدّم؟ وما الذي أرغب في أن أتركه خلفي؟ بات ضرورياً أن أفهم ما الذي يجب أن أورّثه، وما الذي ينبغي أن أقطعه".
وفي لحظة، تعترف عياش بأنّ أجمل ما تشعر به الآن هو أن تقف على المسرح، تُغمض عينيها، وتستمتع بـ"السواد" الذي يمتد أمامها، هادئاً، صامتاً، بعيداً عن فوضى الألوان التي كانت تشتتها. ذاك السواد، بالنسبة لها، لم يعد فراغاً، بل مساحة صفاء. مساحة تشبه الصدق الذي جاءت تبحث عنه. فالمسرح، وفق ما تقول، "يطلب دائماً صدقاً، وربما للمرة الأولى، شعرت أنني صادقة مئة في المئة. لا أرتدي دوراً، بل أرتدي ذاتي، بكل فوضاها وهشاشتها".
تمّ تطوير هذا العرض ضمن "كواليس زقاق - برنامج الإرشاد المسرحيّ" في عام 2024. ولأن التجربة كانت بهذه القوة، فلا تنوي عياش أن تجعل منها محطة وحيدة، بل تعبّر عن رغبتها في الاستمرار في تقديم هذا النوع من المسرح، الذي تعتبره أكثر من شكل فني. إنه، كما تقول، "مسار شفاء فردي وجماعي"، وتنوي حمله معها تماماً كما حملها "طرف خيط" إلى داخل ذاتها.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


النهار
منذ 2 أيام
- النهار
أسيل عياش تكسر صمت المسرح بـ"طرف خيط": العودة إلى الذات بشجاعة
خمسة عشر عاماً من الغياب لم تُبعد أسيل عياش عن المسرح بقدر ما قرّبتها من ذاتها. هذا الغياب لم يكن صمتاً، بل زمناً مكتظاً بالتحوّلات، بالتساؤلات والانكسارات الصامتة. اليوم، تعود عياش إلى الخشبة من مسرح زقاق في بيروت، لا لتؤدي دوراً جديداً، بل لتقف أمام جمهورها كإنسانة بكل ما فيها من صدق وفوضى وهشاشة، عبر مونودراما بعنوان "طرف خيط"، كتبتها وأخرجتها وأدّتها بنفسها، في عمل يفتح باب البوح والمكاشفة والمساءلة. في تصريح خاص لـ"النهار"، تقول عياش: "لم أكن لأكتب هذا النص لولا عبوري تجربة الانهيار... لم يكن انهيار مهنة، بل انهيار هوية. كنت أمثّل إلى حدّ أضعت فيه صوتي الحقيقي". لا تبدأ "طرف خيط" من الفن فقط، بل تنطلق منه لتصل إلى الحياة. تحت بقعة ضوء خافتة، تطلّ عياش بشعر "كعكة"، وتبدأ بالحديث لا عن دور أو حكاية، بل عن تفاصيل صغيرة أهملتها طويلاً، وهي التي تحمل طرف الخيط نحو الأسئلة الكبرى. تستعيد عياش شخصية "روز"، الدور الذي منحها شهرة في الماضي، لكنها تصفه اليوم كمرآة مشوّشة: "شخصية روز لم تتركني. كنت أشعر بأنها ما زالت تسكن جسدي حتى بعد انتهاء العرض. وقد آن الأوان لمواجهتها، ليس فقط كممثلة، بل كإنسانة". لكن العرض لا يقتصر على "روز"، ولا حتى على أسيل نفسها. هو عن كل إنسان وجد نفسه معلّقاً بين ما يؤديه وما يخفيه، بين الأدوار التي تنتظرها منه الحياة، وصوته الداخلي المتروك على الهامش: "في لحظة ما، يبدأ الإنسان بالكتابة لا لإرضاء الجمهور، بل لفهم نفسه. لقد كتبت هذا النص لأنني لم أعد أستطيع مواصلة حياتي دون فتح هذا السجال مع ذاتي". في "طرف خيط"، تعبر عياش في مراحل الطفولة والشباب والزواج فالطلاق وصولاً إلى الأمومة والتحولات الجسدية في المرأة، فتمرّ عليها بعيداً عن النمطية، لتأتي كمواجهة صريحة مع الذات المتبدّلة، ولتعترف بأنّ "الأمومة كانت بمثابة مرآة وضعتني أمام نفسي. لحظة مواجهة قاسية: من أنا؟ ماذا يمكنني أن أقدّم؟ وما الذي أرغب في أن أتركه خلفي؟ بات ضرورياً أن أفهم ما الذي يجب أن أورّثه، وما الذي ينبغي أن أقطعه". وفي لحظة، تعترف عياش بأنّ أجمل ما تشعر به الآن هو أن تقف على المسرح، تُغمض عينيها، وتستمتع بـ"السواد" الذي يمتد أمامها، هادئاً، صامتاً، بعيداً عن فوضى الألوان التي كانت تشتتها. ذاك السواد، بالنسبة لها، لم يعد فراغاً، بل مساحة صفاء. مساحة تشبه الصدق الذي جاءت تبحث عنه. فالمسرح، وفق ما تقول، "يطلب دائماً صدقاً، وربما للمرة الأولى، شعرت أنني صادقة مئة في المئة. لا أرتدي دوراً، بل أرتدي ذاتي، بكل فوضاها وهشاشتها". تمّ تطوير هذا العرض ضمن "كواليس زقاق - برنامج الإرشاد المسرحيّ" في عام 2024. ولأن التجربة كانت بهذه القوة، فلا تنوي عياش أن تجعل منها محطة وحيدة، بل تعبّر عن رغبتها في الاستمرار في تقديم هذا النوع من المسرح، الذي تعتبره أكثر من شكل فني. إنه، كما تقول، "مسار شفاء فردي وجماعي"، وتنوي حمله معها تماماً كما حملها "طرف خيط" إلى داخل ذاتها.


النهار
٠٦-٠٥-٢٠٢٥
- النهار
بعد غياب دام 15 عاماً... أسيل عياش تستعيد الخشبة بـ"طرف خيط"
بعد خمسة عشر عاماً من الغياب عن الخشبة، تعود الفنانة أسيل عياش بمونودراما مؤثرة بعنوان "طرف خيط"، تروي فيها رحلة امرأة مزّقتها الأدوار التي أدّتها، قبل أن تجد نفسها من جديد. العمل من كتابة وإخراج وأداء عياش، ويُعرض عند الساعة الثامنة من مساء يومي 24 و25 أيار/مايو الجاري على خشبة مسرح زقاق في بيروت. وقد جرى تطويره ضمن "كواليس زقاق – برنامج الإرشاد المسرحي" لعام 2024. في ذروة مسيرتها الفنية، جسّدت عياش شخصية "روز"؛ دورٌ استهلك كيانها وأبعدها عن ذاتها الحقيقية. واليوم، تعود إلى المسرح بعزيمة على تفكيك خيوط تلك الشخصية التي قيدتها طويلاً، من خلال نصّ شخصي صادق، مليء بالتأمّلات العميقة والمونولوجات المؤثرة. "طرف خيط" رحلة إنسانية تتناول قضايا اكتشاف الذات، والأمومة، وقوة الفن في إعادة التشكيل والشفاء، مسلّطة الضوء على التوازن الدقيق بين الأدوار التي نؤديها في حياتنا والحقائق التي نحملها في أعماقنا.


سيدر نيوز
٣٠-٠٣-٢٠٢٥
- سيدر نيوز
'مسرح إسطنبولي' يعلن موعد بدء عرض مسرحية 'الكمبوشة' على خشبة المسرح الوطني في صور
أعلنت 'جمعية تيرو للفنون' و 'مسرح إسطنبولي' موعد بدء عرض مسرحية 'الكمبوشة' على خشبة المسرح الوطني اللبناني- صور غدا وبعد غد الثلاثاء عند الساعة السادسة مساءً، وهي عرض مونودراما من إخراج عمر ميقاتي، ودراماتورج صلاح عطوي، وسينوغرافيا الاسبانية أنا سندريرو ألفاريز، وموسيقى مراد دمرجيان، واداء قاسم إسطنبولي. وتتحدث المسرحية عن الكمبوشة، وهي المكان الذي كان يجلس فيه الملقن بالمسرح من خلال سرد حكاية حقيقية لحياة الممثل من خلال المعاناة اليومية لمهنة التمثيل في عالمنا العربي وحلم التمثيل. وعلى مدار 16عاماً قدّمت فرقة 'إسطنبولي' العديد من الأعمال المسرحية في أكثر من 23 دولة، حيث تأسّست الفرقة عام 2008 ومن الأعمال المسرحية التي قدّمتها: قوم يابا، نزهة في ميدان معركة، زنقة زنقة، تجربة الجدار، البيت الأسود، هوامش، الجدار، حكايات من الحدود، مدرسة الديكتاتور، محكمة الشعب، في انتظار غودو، وشاركت الفرقة في مهرجانات محلية ودولية، ونالت جائزة أفضل عمل في مهرجان الجامعات في لبنان عام 2009، وجائزة أفضل ممثل في مهرجان عشيّات طقوس بالأردن عام 2013، وتعتبر مسرحية تجربة الجدار أول عمل عربي يشارك في المسابقة الرسمية لمهرجان ألماغرو في إسبانيا عام 2011 كما حاز إسطنبولي جائزة أفضل شخصية مسرحية عربية في مهرجان شرم الشيخ الدولي للمسرح في مصر عام 2020، وجائزة الإنجاز بين الثقافات في فيينا عن مشروع شبكة الثقافة والفنون العربية عام 2021، وجائزة لجنة التحكيم الخاصة في مهرجان المنصورة وأفضل عرض متكامل في مهرجان كركوك الدولي لمسرح الشارع . كما نال إسطنبولي جائزة اليونسكو الشارقة للثقافة العربية في باريس للعام 2023، وتم تعيينه مستشاراً ثقافياً في المجلس الاستشاري لمؤسسة التبادل الثقافي في بوسطن في الولايات المتحدة، وفي مجلس أمناء أكاديمية الشارقة للفنون الأدائية وذلك لدوره البارز على الصعيد الثقافي في لبنان والمنطقة العربية وعمله على تفعيل اللامركزية الثقافية وتحقيق مبدأ الفن حق للجميع. وتعتبر جائزة اليونسكو الشارقة للثقافة العربية واحدة من أهم الجوائز الثقافية الدولية، واختارت لجنة التحكيم إسطنبولي لمساهمته الرائدة والفريدة في إعادة تأهيل وافتتاح العديد من السينمات في لبنان، وتأسيس المهرجانات واقامة الورش التدريبية وتفعيل الحركة الثقافية في لبنان، وتعزيز الإنماء الثقافي المتوازي عبر فتح المساحات الثقافية المستقلة والمجانية وتوسيع نطاق المعرفة بالفن وتعزيز الحوار الثقافي وتنشيط الثقافة العربية ونشرها في العالم.