
عزلة سياسية خانقة تطوّق حزب الله
يعيش حزب الله مرحلة عزلة داخلية هي الأشد منذ تأسيسه، بعد انهيار منظومة التحالفات السياسية التي بناها منذ عام 2005، والتي مثّلت لعقدين متتاليين قاعدة أساسية لتمكينه في المشهد الوطني. فقد خسر الحزب الغطاء المسيحي الذي وفره 'التيار الوطني الحر' والرئيس السابق ميشال عون منذ توقيع 'تفاهم مار مخايل'، مع تفكك التحالف قبيل نهاية العهد الرئاسي، ليستمر الخلاف حتى اليوم، في وقت بات فيه حتى حلفاؤه التقليديون في الساحة المسيحية، ومنهم آل فرنجية، يُظهرون تمايزاً عن موقفهم التاريخي الداعم للحزب.
والأصعب على الحزب، وفق مصادر سياسية متابعة، هو تراجع الغطاء السني الذي أضفى عليه سابقاً شرعية سياسية ضمنية، بعد ابتعاد شخصيات بارزة مثل حسن مراد، وفيصل كرامي، وعبد الرحمن البزري، إلى جانب قيادات سنية أخرى. ومع انحسار الحاضنة الوطنية، يسعى الحزب لترميم موقعه عبر سلسلة لقاءات ثنائية مع شخصيات من مختلف الطوائف، وفي مقدمتهم حلفاؤه السابقون، بما في ذلك مساعٍ لإعادة وصل ما انقطع مع الأمير طلال أرسلان على الساحة الدرزية.
غير أن معظم هذه المساعي تصطدم بموقف ثابت ومتكرر من هذه الشخصيات، يتمحور حول ضرورة التزام حزب الله بما التزم به لبنان في اتفاق وقف إطلاق النار مع إسرائيل، والعودة إلى الاتفاقات الوطنية والدولية، وفي طليعتها اتفاق الطائف وقرار مجلس الأمن رقم 1701، في ظل تبدل المعادلات الإقليمية والداخلية بشكل جذري.
وفي هذا السياق، كتب الصحافي محمد بركات عبر منصة 'إكس' أن حزب الله 'يدور على الرؤساء والحلفاء والخصوم، ويجتمع بهم: من حسن مراد إلى طلال أرسلان وميشال عون وجبران باسيل وآل فرنجية… وغداً وليد جنبلاط وفيصل كرامي والأحباش وغيرهم… وسيسمع من الأقربين والأبعدين جملة واحدة: أن لبنان لم يعد يحتمل السلاح ومغامرات إيران'.
وتضع هذه العزلة الحزب أمام اختبار سياسي غير مسبوق، يتزامن مع ضغوط دولية متصاعدة، أبرزها الدفع الأميركي نحو خطة لنزع سلاحه قبل نهاية العام، وقرارات حكومية تتعلق بتكليف الجيش اللبناني بتنفيذ هذه الخطة. وفي المقابل، يرفض الحزب علناً أي مسار يؤدي إلى تجريده من سلاحه، ما ينذر بمرحلة سياسية بالغة الحساسية، يكون أمامه فيها خياران لا ثالث لهما: القبول بتنازلات تُعيد دمجه في المشهد الوطني، أو المضي في تكريس عزلته على نحو دائم.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


صوت بيروت
منذ 27 دقائق
- صوت بيروت
بهاء الحريري: تصريح وزير خارجية إيران اعتداء مباشر على سيادة لبنان
وصف الشيخ بهاء الحريري تصريحات وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي بالاعتداء المباشر على سيادة لبنان. وكتب عبر منصة 'إكس': تصريح وزير خارجية إيران بأن 'خطة الحكومة اللبنانية لنزع سلاح حزب الله ستفشل' هو تدخل مرفوض في شؤوننا الداخلية، واعتداء مباشر على سيادة لبنان. قرار نزع السلاح قرار لبناني، بإرادة لبنانية. لا دولة تُبنى تحت وصاية الخارج، ولا سلاح يعلو على سلطة الدولة. تصريح #وزير_خارجية_إيران بأن 'خطة الحكومة اللبنانية لنزع سلاح #حزب_الله ستفشل' هو تدخل مرفوض في شؤوننا الداخلية، واعتداء مباشر على سيادة #لبنان. قرار نزع السلاح قرار لبناني، بإرادة لبنانية. لا دولة تُبنى تحت وصاية الخارج، ولا سلاح يعلو على سلطة الدولة. — Bahaa Rafik Hariri (@bahaa_hariri_) August 7, 2025


القناة الثالثة والعشرون
منذ 29 دقائق
- القناة الثالثة والعشرون
بالصور: غارة على كفردان... وسقوط شهيد
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب... انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب... أفاد مراسل "ليبانون ديبايت"، اليوم الخميس، عن "غارة من مسيرة بصاروخين في بلدة كفردان غربي بعلبك قرب مقام النبي يوسف". وأشار إلى أن "الغارة من مسيرة على بلدة كفردان بصاروخين ادت سقوط الشهيد علاء هاني حيدر". انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة. انضم الآن شاركنا رأيك في التعليقات تابعونا على وسائل التواصل Twitter Youtube WhatsApp Google News

القناة الثالثة والعشرون
منذ 31 دقائق
- القناة الثالثة والعشرون
بين العدالة والتفجير السياسي: هل يكون قرار المحقق مفصلياً في مصير لبنان؟
خاص- أخبار اليوم بعد أكثر من خمس سنوات على انفجار مرفأ بيروت، الذي لا تزال تداعياته تُثقِل ذاكرة اللبنانيين وتُجسّد فشل الدولة في حماية شعبها ومحاسبة المتورطين، يقترب المحقق العدلي القاضي طارق البيطار من إصدار قراره الظني المرتقب. قرارٌ قد يُشكّل لحظة فارقة في تاريخ القضاء اللبناني، إما يُرسّخ الثقة بدولة القانون، أو يُغرق البلاد في دوامة جديدة من الانقسام والانهيار. إتهام "محلّي" أم "خارجي"... أم كلاهما؟ تشير المعطيات المتوافرة لوكالة "أخبار اليوم" إلى احتمال أن يتضمن القرار الظني اتهاماً مباشراً أو غير مباشر لأطراف داخلية ذات طابع أمني أو سياسي، قد يكون منها أفراد من حزب الله، أو حتى تحميل إسرائيل مسؤولية تنفيذ "عمل عدائي" أدى إلى تفجير العنبر رقم 12، أو التواطؤ في تسهيل حصوله. وهنا تُطرح إشكاليتان جوهريتان: 1. كيف سيتعامل القضاء مع طرف داخلي نافذ يرفض المثول أمام العدالة؟ 2. وهل يكون اتهام إسرائيل أكثر من خطوة رمزية في غياب القدرة التنفيذية؟ السيناريو الأول: الاتهام يطال حزب الله في حال وُجه الاتهام إلى شخصيات محسوبة على حزب الله، ستدخل البلاد في موجة جديدة من التصعيد: - رفض قاطع للقرار من قبل الحزب وحلفائه، واعتباره استهدافاً سياسياً ومدفوعاً خارجياً. - ضغوط على مجلس القضاء الأعلى للتنصّل من القرار وتجميد التحقيق. - احتمال استقالة وزراء "الثنائي الشيعي" وتعطيل عمل الحكومة. - تحركات في الشارع تترافق مع تهديدات أمنية مستترة. مع أن التنفيذ القضائي لمذكرات التوقيف في هذه الحالة يبدو شبه مستحيل، فإن الأثر السياسي للقرار سيكون مدوّياً، خصوصاً مع دعم شعبي متنامٍ لفكرة استقلالية القضاء ومحاسبة كل من تواطأ في جريمة العصر. السيناريو الثاني: الاتهام يطال إسرائيل إذا تضمّن القرار تحميل إسرائيل مسؤولية مباشرة أو غير مباشرة، فسيُقابَل ذلك بترحيب من محور "الممانعة" في لبنان، واستثماره سياسيًا لتعزيز سردية "المؤامرة الإسرائيلية" على البلاد. لكن في المقابل، ترى جهات سياسية محلية ودولية أن القرار محاولة لتحويل الأنظار عن مسؤولين محليين، ما قد يُضعف من فاعلية أي تحرك دولي للمحاسبة. ومن غير المتوقع أن يُحدث هذا القرار أي تغيير فعلي، لغياب أدوات التنفيذ أو المتابعة القانونية في وجه دولة عدوة. بين هذين الحدّين: سيناريو مزدوج؟ الأخطر قد يكون أن يجمع القرار الظني بين الطرفين: تحميل مسؤولية داخلية بالتوازي مع مسؤولية خارجية، وهو ما قد يُربك المعادلة أكثر، ويزيد من احتمال الانزلاق نحو صدام سياسي أو قضائي أوسع. الى أين يتّجه الملف؟ في ظل هشاشة النظام السياسي اللبناني، ليس من المتوقع ان يصدر القرار الاتهامي في وقت قريب، وان صدر فانه لن يكون بمستوى التوقعات او الآمال الكبيرة المعقودة عليه... مع الاشارة الى العديد من الجرائم الكبرى ليس فقط في لبنان بل في دول العالم بقي الفاعل الحقيقي مجهولا، فكيف في ظل التجاذب السياسي الحاد في لبنان. انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة. انضم الآن شاركنا رأيك في التعليقات تابعونا على وسائل التواصل Twitter Youtube WhatsApp Google News