logo
نعيم قاسم: لسنا على الحياد وحقوق إيران مشروعة

نعيم قاسم: لسنا على الحياد وحقوق إيران مشروعة

عمونمنذ 16 ساعات

عمون - أكد أمين عام "حزب الله" اللبناني نعيم قاسم أنهم "ليسوا على الحياد بين حقوق إيران المشروعة واستقلالها، وبين باطل أمريكا وعدوانها ومعها والغدة السرطانية إسرائيل والمستكبرين".
وجاء في بيان نعيم قاسم: "
تمثل الجمهورية الإسلامية الإيرانية الإضاءة العالمية البارزة في نصرة المستضعفين، ودعم المقاومة، وتقديم الدعم الكامل لتحرير فلسطين والقدس، وهي تجربة إيمانية أخلاقية استقلالية عزيزة.
لم يتحمل المستكبرون الطغاة وعلى رأسهم أمريكا هذا النموذج الإنساني الرائد لأحرار العالم، ولا صمود إيران الخميني والشعب العظيم ستة وأربعين عاما في مواجهة كل أشكال العدوان والحصار، ولا نهضة إيران السياسية والاقتصادية والعلمية وتحقيق مستوى متقدم من القدرات الدفاعية، وذلك بالاعتماد على قواها الذاتية متوكلة على الله تعالى والتفاف شعبها حول القيادة الملهمة والحكيمة والشجاعة المتمثلة بالمرجع الديني الكبير والولي الفقيه الإمام الخامنئي، ولم يتحمل الطغاة أن تلهم إيران المقاومين التواقين إلى تحرير أرضهم وخصوصا في فلسطين ولبنان والمنطقة، وأن تدعمهم متحملة كل الأثمان والتبعات لوقوفها إلى جانب الحق وقضية العصر فلسطين.
ما هي الحجة الواهية للعدوان الإسرائيلي المقرر من أمريكا المدعوم منها ومن طغاة العالم؟ الحجة هي تخصيب اليورانيوم وبرنامجها النووي للأغراض السلمية والذي تريده لخدمة شعبها وتقدمه، وهو حق كفلته القوانين الدولية ومنظمة الطاقة الدولية، وليس فيه أدنى ضرر لأحد، بل هو مساهمة علمية عظيمة لتقدم إيران والمنطقة بالاعتماد على القدرات الذاتية من دون وصاية أجنبية.
لا يريد الاستكبار العالمي أن تكون إيران نورا للإيمان والعلم والأحرار يشع على المنطقة والعالم، ويكون خيرا لإيران والمستضعفين.
إن تهديد رئيس أمريكا بالعدوان على المرجع الديني الأعلى والولي الفقيه الإمام الخامنئي، والعدوان على الجمهورية الإسلامية الإيرانية، هو عدوان على كل شعوب المنطقة وأحرار العالم. إن أمريكا تأخذ المنطقة إلى الفوضى وعدم الاستقرار، وتأخذ العالم إلى أزمات مفتوحة، ولن ينالها إلا الخزي والعار والفشل. من حق إيران أن تدافع عن نفسها، ومن حق شعوب المنطقة وأحرار العالم أن يكونوا مع القائد العظيم ومع إيران في خندق واحد.
لسنا على الحياد في حزب الله والمقاومة الإسلامية بين حقوق إيران المشروعة واستقلالها، وبين باطل أمريكا وعدوانها ومعها والغدة السرطانية إسرائيل والمستكبرين. نحن إلى جانب إيران في مواجهة هذا الظلم العالمي، لأننا مع استقلالنا وتحرير أرضنا وحرية قرارنا وخياراتنا. لسنا على الحياد، ولذا نعبر عن موقفنا إلى جانب إيران وقيادتها وشعبها، ونتصرف بما نراه مناسبا في مواجهة هذا العدوان الإسرائيلي الأمريكي الغاشم.
إننا ندعو كل الأحرار والمستضعفين والمقاومين والعلماء وأصحاب الرأي السديد إلى رفع الصوت عاليا، وإبراز مظاهر القوة والشجاعة والدعم، بالالتفاف حول القيادة الأشرف والأنبل للإمام الخامنئي، ومع الشعب الإيراني الشجاع والمعطاء، فاتحادنا هو السبيل لتعطيل مشاريع الهيمنة، وهو الذي يساهم في تعطيل أهداف العدوان.
لن تتمكن أمريكا الطاغية وإسرائيل المجرمة أن تخضع الشعب الإيراني وحرس الثورة الإسلامية، هذا شعب لا يهزم، وقد أثبتت أيام العدوان الإسرائيلي الماضية صلابة هذا الشعب وتحديه لكل الضغوطات. كما أظهرت عجز إسرائيل وخسائرها الفادحة التي تصيبها للمرة الأولى منذ سبع وسبعين سنة لاحتلال فلسطين، ولهاثها إلى طلب دعم أمريكا في عدوانها، ومع ذلك فهذا لا يعفينا من مسؤولية أن نكون إلى جانب إيران ومعها بكل أشكال الدعم التي تساهم في وضع حد لهذا الجبروت والطغيان".
كما أكد "حزب الله" في بيان صدر عنه اليوم، أن التهديدات التي يطلقها الجانب الإسرائيلي حول اغتيال المرشد الإيراني علي خامنئي "حماقة وتهوّر له عواقب وخيمة".
في سياق متصل، شدد رئيس البرلمان اللبناني نبيه بري على أن "لبنان لن يدخل الحرب 200%"، مشيرا إلى أن "لا مصلحة للبنان بدخول الحرب، وإيران ليست بحاجة لنا بل إسرائيل هي التي تحتاج دعما".
وأشار بري إلى أن اللقاء مع المبعوث الأمريكي توم براك "ممتاز"، مضيفا: "هو دبلوماسي مخضرم ولا يُستفز ولم يطلب وضع جدول زمني لحصر السلاح".
وأكد رئيس مجلس النواب اللبناني أنه "يتم التعاطي مع لبنان كجزء مما يحصل في المنطقة".

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

إلى أي مدى تمثل البيئة الدينية القائمة ملاذا آمنا للدعوة والتجنيد لصالح المتطرفين؟
إلى أي مدى تمثل البيئة الدينية القائمة ملاذا آمنا للدعوة والتجنيد لصالح المتطرفين؟

عمون

timeمنذ 20 دقائق

  • عمون

إلى أي مدى تمثل البيئة الدينية القائمة ملاذا آمنا للدعوة والتجنيد لصالح المتطرفين؟

هل يمكن بناء دليل إرشادي وتنظيمي للجماعات المتطرفة اعتمادا على المناهج التعليمية رسائل ماجستير ودكتوراه قدمت في الجامعات الرسمية إضافة إلى الكتب والمصادر التقليدية والمتداولة بين يدي المسلمين؟ إن ذلك ممكن ومتاح بيسر وأمان، ومؤكد أن الجماعات المتطرفة تدير أو تستطيع أن تدير سلسلة من الاستراتيجيات الآمنة لأجل حشد المؤيدين والأنصار والمقاتلين بالدعوة إلى أفكار ومفاهيم متقبلة ومتداولة ومن خلال التواصل مع المتدينين بعامة وجمهور المساجد والمحاضرات والأنشطة الدينية العامة والمسجدية والثقافية والشباب الصغار في تجمعاتهم وأنشطتهم في المدارس والجامعات من خلال الصداقة والاتصال الشخصي والبرامج والأنشطة العامة الرياضية والثقافية والدينية، وتستهدف ايضا أصحاب القضايا، مثل البلاد والأقاليم المحتلة أو التي تسعى الى الاستقلال أو الانفصال عن الدولة الأم، أو المجموعات المستضعفة والساخطة، كما في حالات الشيشان والمسلمين في روسيا وبورما والفلبين، أو العرب السنة في سوريا والعراق، والعرب والطوارق في مالي، والبشتون والبلوش في أفغانستان وباكستان، وفي مراحل انقضت اُسْتهدف المسلمون في ألبانيا والبوسنة والهرسك والكرد في العراق وتركيا،.. وتوظيف الأحداث والمناسبات والأحوال السياسية والاقتصادية في البلدان والأقاليم، مثل ما يدور ويجري في دول عربية وإسلامية عدة؛ الصومال وليبيا واليمن وسوريا والعراق وأفغانستان وبورما، وتوظيف واستثمار موجة التدين السائدة اليوم في عالم العرب والمسلمين، والبيئة الدينية الرسمية في المدارس والمساجد والهيئات الإسلامية الرسمية والطوعية،... تشكل هذه البيئة المحيطة مجالا آمنا وحذرا للعمل والتغلغل والتعرف على الشباب والمؤيدين بسهولة والاختيار والتجنيد التمهيدي، ومن خلال أعمال قانونية ومرخصة بل وبرعاية رسمية وتمويل من الموارد العامة ودافعي الضرائب. لا تحتاج إذا كنت داعية لجماعات الإسلام السياسي أو السلفي او القتالي سوى الدعوة والتذكير بما في المصادر والكتب المتقبلة رسميا وبملاحظة المؤمنين بهذه الأفكار والمتحمسين لها من غير خوف أو عوائق أو حاجة إلى التخفي والسرية، وفي هذه البيئة الآمنة يتعلم الشباب والجمهور بعامة تكفير الشيعة والحكام والمجتمعات وضرورة الجماعات والتنظيمات والعمل لإعلاء كلمة الله وقتال الناس حتى يقولوا لا إله الا الله، والسخط العميق لمعطلي الحدود والتعاليم الدينية، وقيم الولاء والبراء التي تنشئ الانفصال عن المجتمع والأسر والأقارب والدولة ومؤسساتها. بل إننا نفعل ذلك بلا حاجة لدعاة للقاعدة والتكفير متسترين، فمناهج ومساقات كليات الشريعة في العالم العربي والإسلامي تعلم الناس ببساطة ووضوح أننا لسنا مسلمين، فمساقات الحكم الإسلامي والبنوك الإسلامية والتشريعات الإسلامية والاعلام الاسلامي والتربية الإسلامية والاقتصاد الإسلامي تقول للناس بوضوح أن المؤسسات والتشريعات والمفاهيم القائمة في عالم العرب والمسلمين ليست إسلامية، .. والحال أننا ننفق المال العام بالمليارات لنكرس التكفير لأنفسنا ومجتمعاتنا ومؤسساتنا وللانفصال عنها ومحاربتها. يمكن بسهولة وبساطة بعد تقديم مفاهيم من قبيل الحاكمية والدولة الإسلامية والخلافة والولاء والبراء والحسبة والجهاد والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والدعوة والتبليغ وتطبيق الاسلام وأحكامه والردة، بل وتحويلها إلى أسئلة تفرض في الامتحانات المدرسية والجامعية وسوف يرسب بطبيعة الحال من لا يضع في الاجابة الافكار والمقولات نفسها التي يدعو إليها ابو بكر البغدادي وأيمن الظواهري وسائر الجماعات المتطرفة، ثم يمكن بسهولة ملاحظة المتحمسين لهذه الافكار والدعوة اليها وتطبيقها والراغبين في المشاركة في الجماعات التي تقوم بهذه المهمات، بل سوف يجد دعاة الجماعات أعداد كبيرة من الشباب تبحث عنهم بلهفة. هذه الحالة الدينية السائدة وموجات التدين والإقبال على الدين، والأنشطة والبرامج الدينية في وسائل الإعلام والفضائيات والمحاضرات والبرامج الدينية الرسمية في التعليم والأوقاف، وبرغم أن معظمها إن لم يكن جميعها يبدو متقبلا أو لا يخدم مباشرة للتطرف والجماعات المتطرفة، ولكنها تشكل المساحة المشتركة بين المتطرفين وعموم المتدينين، وتمثل بالنسبة للجماعات القاعدة الأساسية للبناء عليها وتطوير نموذج خاص ومختلف في الفهم الديني. وبالطبع فإن ذلك يمثل تحديا ومأزقا للدولة والمجتمع في مواجهتهما مع التطرف، ويفرض سؤالا أساسيا وملحا: كيف تدير الدول والمجتمعات العربية والإسلامية الشأن الديني على نحو إيجابي يتفق مع إيمانها وواجبها الديني وفي الوقت نفسه يمنع التطرف؟ إن التراث الديني السائد والغالب على مدى التاريخ في الدول والمجتمعات العربية والإسلامية والمتبع لدى السلطات والمجتمعات يمثل المصدر الأساسي لبناء وتشكيل الفهم المتطرف والقاعدة الفكرية للجماعات، فلسان حال الجماعات أنها تطبق ما تؤمن به السلطات والمجتمعات الإسلامية ولكنها تؤمن به من غير تطبيق، وتستند إلى حجج وأدلة وتطبيقات تاريخية متقبلة أو مسكوت عنها، وتملك في ذلك حججا قوية متماسكة، وليست ضعيفة الحجة كما هو سائد في وسائل الإعلام والندوات والمؤتمرات الفكرية، بل إنها تبدو أقوى حجة وشرعية وتأثيرا في خطابها وفكرتها. ويأتي بعد التراث التقليدي والتاريخي كمصدر للتطرف وحشد المؤيدين والانصار التراث الفكري والتنظيمي للإخوان المسلمين، وربما يكون هو المصدر الرئيسي والمظلة الأم لكل جماعات الإسلام السياسي في مختلف اتجاهاتها وأفكارها حتى تلك المعادية تنظيميا او سياسيا للإخوان فإنها في الحقيقة منتج إخواني، والواقع أن التراث الفكري للإخوان امتد ليشمل مساحة واسعة لا تقتصر على جماعات الاسلام السياسي والجماعات المتطرفة والمسلحة ولكنه أيضا يشكل معظم الفهم السائد في المجتمع والمؤسسات التعليمية والدينية الرسمية للدين وتطبيقاته. وهناك أيضا تراث سيد قطب، فقد ألهم قطب معظم الجماعات الدينية السنية والشيعية والثورية غير الدينية أيضا، كما أنه يشكل أهم قاعدة لتطوير الفكر السلفي التنظيمي والقتالي، ومصدرا لكثر من الدراسات والتطبيقات العلمية المنهجية في كليات الشريعة والدراسات الإسلامية.. يعتبر أيمن الظواهري القائد الأكثر أهمية وحضورا في التخطيط للقاعدة منذ تأسيسها بقيادة أسامة بن لادن في العام 1986، وكان الظواهري القائد الأول لتنظيم الجهاد المصري منذ منتصف التسعينات وكان الرجل الثاني في القاعدة أو الجبهة العالمية للجهاد بعد أسامة بن لادن، ثم صار هو القائد الأول بعد مقتل أسامة بن لادن، وإن كان على الدوام هو مسؤول التخطيط والتنظيم في الجماعة. وحسب كتاب منتصر الزيات "أيمن الظواهري كما عرفته" فقد شارك الظواهري منذ منتصف السبعينات في تأسيس الجماعة الإسلامية التي كانت تضم أيضا جماعة الجهاد حتى عام 1981. وعندما ألقي القبض عليه عام 1981 تبين أنه عضو في خلية سرية تكونت عام 1968، كان هو أمير التنظيم ومشرفا على التوجيه الفكري والثقافي للجماعة والمستمد أساسا من كتابات سيد قطب وبخاصة "في ظلال القرآن". كانت حركة الجهاد والجماعة الإسلامية تنظيما واحدا حتى عام 1981، ومن مجموعاته: "الجماعة الإسلامية الطلابية" في محافظات الصعيد بقيادة كرم زهدي ومجموعة المهندس محمد عبد السلام فرج الذي أعدم بعد حادث اغتيال السادات، وهي المجموعة التي نفذت عملية اغتيال السادات، ثم توحدت هذه الجماعات عام 1980 مع حركة الجهاد بقيادة الشيخ عمر عبد الرحمن. ويقول الظواهري في كتابه "فرسان تحت راية النبي" إن إعدام سيد قطب عام 1966 كان بداية لتفاعل ومد إسلامي يرى الجهاد سبيلا للنهوض ومقاومة أنظمة الحكم. وتأثر الظواهري أيضا بالدكتور صالح سرية، وهو فلسطيني كان مقيما في مصر وقد أعدم عام 1974 فيما عرف بقضية "الفنية العسكرية" وهي محاولة انقلابية عسكرية جرت ولكنها أجهضت وتغلب عليها الأمن المصري. وهناك بالطبع كما هو متوقع دائما ثغرات في جدار الدول والمجتمعات وعلاقاتها وأزماتها تمنح المتطرفين ملاذات آمنة وفرصا للعمل والمشاركة في أمان وحرية، مثل الصراعات والحروب والفقر، وقد تجد دول كبرى أو صغرى حاجة الى التحالف مع الجماعات المتطرفة لأجل حروبها ومصالحها أو لمواجهة أزماتها أو بسب عجزها وفشلها، ففي الدول الهشة يكون دائما مجال لصعود الجماعات المتطرفة كما نشاهد اليوم في الصومال وسوريا وليبيا والعراق ومالي وأفغانستان. لقد أثبتت الجماعات المتطرفة وجماعات الإسلام السياسي قدرات متقدمة في العمل والتنظيم وبناء منظومات فكرية متماسكة، وليس كما تصورها وسائل الإعلام بأنها ساذجة أو جاهلة، بل العكس فإنها تبدي استجابات متقدمة مع اتجاهات الناس والتكنولوحيا والتفاعل معها وتقديم افكار جاذبة للأجيال أكثر من برامج وأفكار المؤسسات الدينية الرسمية والمعتدلة، كما أنها وعلى عكس ما يبدو للوهلة الأولى تبدي براغماتية مفاجئة في التعامل مع الاحداث والدول والأشخاص، وليست خاضعة دائما كما يظن لمقولات ومبادئ ثابتة لا تتغير. وبالطبع فقد كانت البيئة الأكثر أمانا هي الشبكية والعولمة السائدة والتي أتاحت للجماعات مجالا للعمل وموارد مهمة وآمنة، .. وتلك قصة أخرى.

استهدافُ المرشد تفكيرٌ مجنون
استهدافُ المرشد تفكيرٌ مجنون

العرب اليوم

timeمنذ ساعة واحدة

  • العرب اليوم

استهدافُ المرشد تفكيرٌ مجنون

الأسبوعَ الماضي دارَ الحديثُ وتَكرَّرَ عن عزمِ إسرائيلَ على استهدافِ المرشد الأعلى في إيران، كمَا لو كان مجردَ هدفٍ عسكري هيّنٍ آخرَ في الحرب الضَّروس بين إسرائيلَ وإيران، التي قد تلتحق بهَا الولاياتُ المتحدة لاحقاً. وقد حرصَ الرئيس الأميركي على أن يباعدَ بينه وبين التخطيطِ الإسرائيلي، معلناً أنَّ القائدَ الإيراني الأعلى على رأسِ قائمة الأهداف الإسرائيلية، وقد أصبحَ على مرمى هدفِهم. وأوضحَ ترمب أنَّه ضد مسعى إسرائيل هذا، ويعارضُه. القضيةُ أبعدُ من كونِه مجردَ هدف آخر، حيث قد يتحوَّل إلى قضيةٍ عقائديةٍ ويخلقُ ثاراتٍ عميقةً بالغة الخطورة. كانت هناك حالاتٌ امتنعَ فيها المتحاربون عن استهدافِ القياداتِ والرُّموز لاعتباراتٍ تتجاوزُ الحساباتِ العسكريةَ المباشرة. كانَ الإمبراطور الياباني هيروهيتو حاكماً ورمزاً مقدساً، وهناك وثائقُ تؤكّد أنَّه أذن لقادتِه العسكريين بدخولِ الحرب وغزوِ منشوريا وقصفِ «بيرل هاربر» التي تسبَّبت في دخولِ الولاياتِ المتحدةِ الأميركيةِ الحربَ العالميةَ الثانية. مع هذَا قرَّرتِ الحكومةُ الأميركية خلال الحربِ وبتوصيةٍ من الجنرال دوغلاس مكارثر عدمَ استهدافه. وكذلك امتنعتْ عن ضمِّه للقيادات اليابانيةِ التي تمَّت محاسبتهُا بعدَ انتصار أميركا ودخولِها طوكيو. وقد حقَّق ذلكَ القرارُ المصالحةَ الأميركيةَ اليابانية وتقبُّلَ الشعبِ الياباني للأميركيين، ودام هيرهيتو إمبراطوراً ومحلَّ احترام، وامتدَّ به العمرُ نحو 45 عاماً أخرى. آيةُ الله علي خامنئي زعيمٌ روحيٌّ، وأيُّ إضرارٍ به سيتسبَّب في جروحٍ لن تندملَ مهمَا كانَ حجمُ الانتصار الإسرائيلي والأميركي على الأرض. المرشدُ الأعلى هو سلطةٌ ثابتةٌ مدى الحياة وليسَ رئيسَ جمهورية. وسيكونُ له دورٌ مهمٌّ في التَّوصل إلى سلام، كمَا فعلَ آية الله الخميني عام 1988، عندما أعلنَ من جانبه وقفَ الحربِ مع العراق التي كنَّا نظنُّ أنَّها لن تتوقَّفَ أبداً إلا بدمارٍ كاملٍ لأحدِ البلدين أو البلدين معاً. نتذكَّر أنَّه لم يجرؤ أحدٌ في النظام الإيراني آنذاك على الدعوةِ لوقف الحرب مع الجارة العراق، إلا المرشدُ الأعلى الراحل آنذاك. البعضُ ينجرفُ مع سكرةِ الحرب، وتغرُّهُ القدراتُ العسكريةُ الهائلة والانتصاراتُ المؤقتة، ويتسبَّب في خلقِ أحقادٍ قد لا تموتُ لعقودٍ وقرونٍ مقبلة، في حين يمكنُه تحقيقُ الانتصار من دون ذلك. لا شكَّ أنَّ الإسرائيليين يملكون قدراتٍ معلوماتيةً وقوةً تدميرية متفوقةً تمكّنُهم من الوصولِ إلى عمقِ إيران ومخابئِ القيادةِ الإيرانية كمَا فعلوا في لبنانَ وغزة. لكنَّ المرشدَ الأعلى في إيران لا يمكنُ أن يُقارنَ بالأمينِ العام لـ«حزب الله» حسن نصر الله الذي تمَّ اغتيالُه العام الماضي. الفارقُ في المعنَى كبيرٌ والخطأ فيه خطيرٌ. وحتى لو كانتِ المقاربةُ ليست دقيقةً، فإنَّ إعدامَ صدام حسين، في يوم عيد الأضحى عام 2006، مع أنَّه بعثيٌّ وليسَ بالزَّعيم الدينيّ أو القبليّ، جاء ثمنُه مكلفاً، وقد حاولَ الجنرالاتُ الأميركيون لاحقاً إصلاحَ ذاتِ البين وتحقيقَ المصالحةِ مع القوى السُّنية ولم تنجحْ. ولا تزال تعاني واشنطن نتيجةَ ذلك مع نصفِ سكَّانِ العراق. كانَ بمقدورِهم تجنُّبُ ذلك الخطأ الشَّنيعِ وتجسيرُ الهوَّة ومعالجةُ الجروح التي نجمتْ عن الحرب بعد انتصارِهم العسكريّ. الإسرائيليون يستطيعون تحقيقَ انتصاراتٍ عسكريةً مذهلة كمَا فعلوا عام 1967، والعامَ المنصرم، إنَّما هذا لا يعني أبداً كسبَ الحربِ الكبيرة. ونحن حقاً على وشكِ أن ندخلَ فصلاً جديداً ومهمّاً من التاريخ يغيّر ما عرفناه وعايشناه في نصفِ قرن مضى. وهذا يحتاج إلى استخدامِ التهديد بالقوة من دون استخدامِها أو حدودها القصوى، من أجل تحقيقِ التغيير بالتوافق بقدر ما أمكن. وهذا لصالحِ الجميع بمَا في ذلك إسرائيلُ والولايات المتحدة وإيرانُ ودول المنطقة. فالجميعُ، المنتصرون والمهزومون، لهم مصلحةٌ في تخفيضِ التَّوتر والتَّوصل إلى سلامٍ جماعي.

وزير الاوقاف في خطبة الجمعة: العلم سر القوة .. ووحدة الأمة اصل في الشريعة
وزير الاوقاف في خطبة الجمعة: العلم سر القوة .. ووحدة الأمة اصل في الشريعة

عمون

timeمنذ ساعة واحدة

  • عمون

وزير الاوقاف في خطبة الجمعة: العلم سر القوة .. ووحدة الأمة اصل في الشريعة

عمون - أكد وزير الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية الدكتور محمد الخلايلة، أن وحدة الأمة الإسلامية اصل عتيد في الشريعة، بما يحفظ أمنها واستقرارها وقوتها. وقال الخلايلة خلال خطبة الجمعة اليوم في مسجد الملك الراحل الحسين بن طلال، إن لله عز وجل أمر المسلمين بالاعتصام بحبل الله جميعا وعدم الفرقة، مشيرا إلى أنه لا يمكن للأمة أن تكون أمة واحدة دون أن يتآلفوا مع بعضهم البعض. وبين أن الاعتصام قوة، والفرقة ضعف. وقال إن النبي صلى الله عليه وسلم، بنى المجتمع الإسلامي على التآخي بين المسلمين، ثم على دعائم الاخلاص والقوة والتراحم من ابنائه. وكشف الخلايلة عن سر قوة المسلمين في ذلك الزمن، موضحا أن أول ما نزل من القرآن الكريم على رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم هو "إقرأ". وأكد أن بناء الأمة القوية يبدأ بالعلم، والرسول صلى الله عليه وسلم ارسل البعثات لتعلم صناعة السلاح في اليمن، وبعثات لتعلم اللغات. واوضح ان سر قوة المسلمين في ذلك الوقت هو العلم، وسر قوة أي أمة من الأمم اليوم هو أيضا العلم والاختراعات التي يخترعونها ويتقدمون بها.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store