
مركز أبحاث دولي يشكك في صدقية اتفاق وقف إطلاق النار بين الولايات المتحدة والحوثيين
شكّك مركز أبحاث دولي في مصداقية التصريحات الصادرة عن الولايات المتحدة وجماعة الحوثي بشأن اتفاق وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه في مايو الماضي، مشيرًا إلى وجود أجندات خفية تحكم مواقف الطرفين.
ونشرت صحيفة
الشرق الأوسط
اللندنية ملخصًا لدراسة صادرة عن مركز "مشروع بيانات مواقع وأحداث الصراعات المسلحة حول العالم" (ACLED)، سلّطت الضوء على التناقض في التصريحات والحقائق التي يطرحها الطرفان حول مضمون الاتفاق، معتبرة أن هذا التباين يعكس مصالح خفية لكل من واشنطن والحوثيين.
وبحسب الدراسة، فإن إعلان الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب بشكل مفاجئ أن "الحوثيين لا يريدون القتال بعد الآن، وقد استسلموا"، أعقبه بساعات بيان من العاصمة العُمانية مسقط – التي وُصفت بـ"الوسيط الهادئ" – أفاد باتفاق الطرفين على وقف الاستهداف المتبادل، بما في ذلك الهجمات على السفن الأميركية في البحر الأحمر ومضيق باب المندب.
غير أن الدراسة تشير إلى أن الحوثيين أعلنوا لاحقًا عن ملحق للاتفاق وصف بـ"المتحدي"، أكدوا فيه استمرارهم في شن هجمات ضد إسرائيل. كما ألقى زعيم الجماعة عبد الملك الحوثي خطابًا وصف فيه الاتفاق مع الولايات المتحدة بأنه مجرد "ملاحظة جانبية".
ورأى المركز أن هذا التناقض يعكس طبيعة الاتفاق الحقيقية، التي تخضع لاعتبارات سياسية واستراتيجية، حيث سعى كل طرف إلى تقديم رواية تخدم أهدافه الخاصة، وسط ما وصفه بـ"التشويق السياسي".
كما سلطت الدراسة الضوء على التباينات في الخطاب منذ بداية أزمة البحر الأحمر، إذ ركّزت واشنطن وحلفاؤها على "حرية الملاحة"، في حين قدّم الحوثيون عملياتهم على أنها دعم للمقاومة الفلسطينية ضد العدوان الإسرائيلي على غزة.
وأكد المركز أن التصريحات العلنية حجبت مصالح أكثر براغماتية، كاشفًا أن ما يدور في خلفية الصراع تحكمه حسابات استراتيجية أكثر من المبادئ المعلنة.
وتناولت الدراسة بدايات الهجمات الحوثية في البحر الأحمر وعلى إسرائيل منذ 19 أكتوبر 2023، والتي لا تزال مستمرة، موضحة أن الصراع يتوزع على ثلاث جبهات رئيسية: الحوثيون ضد إسرائيل، الحوثيون ضد الشحن التجاري، والحوثيون ضد الولايات المتحدة.
وأشار التقرير إلى أن جماعة الحوثي، خلال الأشهر الـ18 الماضية، نفذت أكثر من 520 هجومًا، استهدفت خلالها 176 سفينة على الأقل، بالإضافة إلى 155 هجومًا مباشرًا على الأراضي الإسرائيلية.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


اليمن الآن
منذ 2 ساعات
- اليمن الآن
'العليمي' في لقاء بتكتل الأحزاب اليمنية: التوصيف الدقيق للأزمة مرتبط بتوقف النفط
يمن ديلي نيوز: قال رئيس مجلس القيادة الرئاسي، رشاد العليمي، الاثنين 30 يونيو/حزيران، إن التوصيف الدقيق لأسباب الأزمة التمويلية الراهنة مرتبط بتوقف الصادرات النفطية، نتيجة هجمات جماعة الحوثي المصنفة إرهابية. جاء ذلك خلال لقائه بقيادات المجلس الأعلى للتكتل الوطني للأحزاب والمكونات السياسية، برئاسة أحمد عبيد بن دغر، حيث ناقش مستجدات الأوضاع المحلية، ودور القوى الوطنية في التعاطي مع التحديات المصيرية. وتواصلت خلال الأيام القليلة الماضية تراجع أسعار صرف الريال اليمني أمام الدولار، متجاوزًا سعره سقف 2750 ريال للدولار الواحد. وفق وكالة الأنباء اليمنية 'سبأ'، أشار رئيس مجلس القيادة الرئاسي خلال لقائه قيادة الأحزاب إلى أهمية التوصيف الدقيق لأسباب الأزمة المرتبطة بتوقف الصادرات النفطية بفعل هجمات الحوثيين. وقال العليمي إن جماعة الحوثي هدفت من توقيف صادرات النفط إلى 'إيقاف زخم التحالف الجمهوري، وإغراق البلاد بأزمة إنسانية شاملة'، مشيرًا إلى تداعيات تلك الهجمات وانعكاساتها على جهود الحكومة للوفاء بالتزاماتها، وفي مقدمتها رواتب الموظفين والخدمات الأساسية. وأواخر 2022، شنت جماعة الحوثي هجمات استهدفت موانئ تصدير النفط بجنوب اليمن في كل من حضرموت وشبوة، ما أدى إلى توقف تصدير النفط بشكل كامل، والذي كان يغطي ما نسبته أكثر من 60 في المئة من دخل الحكومة اليمنية. وقال العليمي إن اليمن 'أمام واحدة من أعقد المراحل التي عرفتها الدولة اليمنية في تاريخها المعاصر، ولم يكن ممكنًا مواجهتها لولا صبر الشعب اليمني، ودعم تحالف دعم الشرعية'. وشدد، وفقًا لـ'سبأ'، على أن مجلس القيادة الرئاسي لن يتردد أبدًا في مصارحة الجميع بشأن هذه التحديات، قائلاً: 'لا نملك رفاهية تجاهلها، بل العمل الوثيق مع الحكومة من أجل تحويلها إلى فرص على طريق الاعتماد على النفس'. وتحدث العليمي عن مكاسب وصفها بـ'المهمة' على صلة بمهام المجلس المشمولة بإعلان نقل السلطة، ومن أبرزها وحدة المجلس وتماسكه حول هدف مشترك وعدو مشترك. وقال: 'رغم بعض التباينات، فإن مكونات المجلس تتنافس من أجل صدارة المعركة ضد الميليشيات الإرهابية'، معتبرًا ذلك ثمرة لهذه التجربة الفريدة في التوافق ووحدة الصف. وأضاف العليمي أن المجلس والحكومة يحرصان كل الحرص على بقاء جسور التواصل مفتوحة مع جميع القوى السياسية، وإن الدولة لا تتعامل مع الأحزاب باعتبارها جمهورًا للاستعراض، بل شريكًا يراقب ويشارك في حمل العبء. وذكر أن مشاركة القوى الوطنية في مستجدات المرحلة وتحدياتها المتشابكة ستظل التزامًا رئاسيًا، تمليه متطلبات الشراكة الوطنية، وأهداف المرحلة الانتقالية المشمولة بإعلان نقل السلطة والمرجعيات ذات الصلة. وكان تكتل الأحزاب والمكونات اليمنية قد طالب في بيان له الخميس 26 يونيو/حزيران مجلس القيادة الرئاسي بإصلاح سلم الرواتب ورفعها بنسبة 100% كحد أدنى، وضمان انتظام صرف مرتبات الموظفين والنازحين، وتوسيع برامج الضمان الاجتماعي. وشدد المجلس، في بيان صادر عن اجتماع عُقد برئاسة 'أحمد عبيد بن دغر'، وصل 'يمن ديلي نيوز'، على أهمية تحمّل مجلس القيادة لمسؤولياته التاريخية، لإنقاذ الاقتصاد وتحسين المستوى المعيشي للمواطنين. ويضم تكتل الأحزاب اليمنية أكثر من 20 حزبًا ومكونًا يمنيًا، أُعلن عنه في عدن (عاصمة اليمن المؤقتة) خلال نوفمبر/تشرين الثاني 2024. مرتبط


اليمن الآن
منذ 3 ساعات
- اليمن الآن
الحوثيون يصادرون مساعدات تعليمية ويمنعون مبادرات تطوعية من دعم الطلاب الفقراء
الحوثيون يصادرون مساعدات تعليمية ويمنعون مبادرات تطوعية من دعم الطلاب الفقراء المجهر - متابعة خاصة الاثنين 30/يونيو/2025 - الساعة: 6:05 م أقدمت جماعة الحوثي الإرهابية خلال الأيام الماضية على إيقاف عدد من المبادرات الخيرية ومنعها من تقديم الدعم العيني والمادي لطلاب المدارس الحكومية في العاصمة المختطفة صنعاء ومحيطها، وسط أزمة تعليمية متفاقمة تهدد مستقبل آلاف الطلاب من الأسر الفقيرة. وبحسب مصادر مطلعة، نفذ ما يسمى "المجلس الأعلى لتنسيق الشؤون الإنسانية" التابع للحوثيين، بالتعاون مع "هيئة الزكاة" ومكاتب التعليم في أمانة العاصمة، حملات ميدانية استهدفت مبادرات تطوعية إنسانية في مديريات بني الحارث ومعين والصافية. وأوضحت المصادر أن الحملة الحوثية أسفرت عن إيقاف نحو ثماني مبادرات ومصادرة كميات كبيرة من الحقائب المدرسية والأدوات التعليمية والزي المدرسي، إلى جانب مبالغ نقدية كانت مخصصة لتغطية رسوم تسجيل الطلاب المحتاجين، وفقا لصحيفة الشرق الأوسط. وأكدت المصادر أن الجماعة اعتقلت عددًا من المتطوعين الشباب واقتادتهم إلى جهات أمنية، قبل أن تفرج عن بعضهم مقابل تعهدات خطية بعدم ممارسة أي أنشطة خيرية خارج إشراف الحوثيين. وأفاد أعضاء في إحدى الفرق المستهدفة، بأنهم تعرضوا لمضايقات وتهديدات واتهامات بتنفيذ أنشطة "محظورة" غير مرخصة من السلطات الحوثية، مؤكدين أن فرقهم كانت تعمل على دعم الطلاب المهددين بالحرمان من التعليم بسبب عجز أسرهم عن تغطية المتطلبات الدراسية الأساسية. وفي أحد أبرز الانتهاكات، صادرت الجماعة مستلزمات مدرسية كانت معدة للتوزيع في حي مذبح، واعتقلت قائد الفريق التطوعي لساعات، قبل الإفراج عنه بشروط تمنعه من مواصلة العمل الإنساني. واتهم ناشطون وعاملون في القطاع الخيري جماعة الحوثي بتقييد العمل الإنساني وتحويله إلى أداة للهيمنة السياسية والاقتصادية، مشيرين إلى أن منع الدعم الخيري للطلاب يأتي ضمن سياسة ممنهجة للسيطرة على الموارد الموجهة للفقراء واستغلالها لصالح قيادات الجماعة. ويتزامن ذلكلعام الدراسي الجديد في مناطق سيطرة الحوثيين، حيث فرضت الجماعة رسومًا دراسية جديدة تصل إلى 9 آلاف ريال يمني (نحو 10 دولارات) للطالب الواحد، في المدارس الحكومية، دون أن تشمل تلك الرسوم ثمن الكتب أو ما يعرف بـ"المشاركة المجتمعية"، في مخالفة لما كان معمولاً به سابقًا حين كانت الرسوم رمزية لا تتجاوز دولارًا واحدًا. ويرى مراقبون أن هذه الممارسات تعمّق معاناة ملايين الأسر اليمنية، وتحرم جيلاً كاملاً من التعليم، في ظل أوضاع اقتصادية وإنسانية متدهورة نتيجة سنوات الحرب والانهيار المؤسسي. تابع المجهر نت على X #جماعة الحوثي #مساعدات طلابية #مناطق الحوثيين


اليمن الآن
منذ 4 ساعات
- اليمن الآن
السعودية تراقب بحذر.. مركز دولي: اتفاق وقف النار بين واشنطن والحوثيين متناقض ويحمل أجندات خفية
كشف مركز أبحاث دولي معني بتوثيق النزاعات المسلحة عن تناقضات جوهرية في الروايات الأميركية والحوثية بشأن اتفاق وقف إطلاق النار الذي أُبرم بين الطرفين في مايو الماضي، مشيراً إلى ما وصفه بـ"أجندات خفية" من الجانبين، وإلى أن الأزمة لا تزال بعيدة عن نهايتها. جاء ذلك في دراسة صادرة عن "مشروع بيانات مواقع وأحداث الصراعات المسلحة حول العالم" (ACLED)، ونشرتها صحيفة الشرق الأوسط السعودية، سلطت الضوء على أن التصريحات الأميركية والحوثية بشأن التهدئة الأخيرة في البحر الأحمر تخفي وراءها تفاهمات غير معلنة وتقديرات سياسية معقدة، تتجاوز ما يُروّج له في العلن من رغبة في خفض التصعيد. وبحسب الدراسة، فإن الإعلان المفاجئ للرئيس الأميركي دونالد ترمب بأن "الحوثيين لا يريدون القتال وقد استسلموا"، أعقبه بيان رسمي صدر من العاصمة العُمانية مسقط – التي وصفتها الدراسة بـ"الوسيط الهادئ" – أعلن فيه الطرفان التزامهما بعدم استهداف بعضهما، بما يشمل السفن الأميركية في البحر الأحمر ومضيق باب المندب، إلا أن الوقائع على الأرض سرعان ما كذّبت تلك المؤشرات. فرغم الاتفاق المعلن، واصل الحوثيون إطلاق الصواريخ تجاه إسرائيل، كما كشفوا عن ملحق "متحدٍ" للاتفاق يؤكد مضيهم في "نصرة غزة"، وتزامن ذلك مع خطاب لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي قلل فيه من شأن الاتفاق الذي وصفه بـ"ملاحظة جانبية". هذا التناقض، وفق الدراسة، يكشف عن استراتيجية مزدوجة من الطرفين؛ حيث قدمت كل جهة روايتها الخاصة، دون اتفاق على مضمون مشترك، في محاولة لاستخدام الاتفاق كغطاء سياسي لتثبيت مواقفها أو إعادة ترتيب تموضعها العسكري. ورأت الدراسة أن ما يجري في البحر الأحمر لا يمكن تلخيصه بجبهة صراع واحدة، بل يشمل ثلاث جبهات متداخلة: الحوثيون ضد إسرائيل، والحوثيون ضد الشحن التجاري، والحوثيون ضد الولايات المتحدة. ومنذ اندلاع التصعيد البحري في أكتوبر 2023، وثّق المشروع أكثر من 520 هجوما نفذها الحوثيون، استهدفت 176 سفينة تجارية على الأقل، إضافة إلى 155 هجوما باتجاه إسرائيل. في المقابل، نفّذت الولايات المتحدة، في إطار ردها، ما لا يقل عن 774 غارة جوية ضمن عمليتي ردع، أوقعت 550 ضحية على الأقل، بحسب التقديرات المنشورة. وعلى الرغم من هذا التصعيد العسكري الأميركي، ترى الدراسة أن القدرات الهجومية للحوثيين لم تتعرض لتآكل كبير، حيث ما زالوا يملكون طائرات مسيّرة وصواريخ قادرة على التأثير في ممرات التجارة الدولية. ويؤكد التقرير أن ما يمنح الحوثيين عنصر الردع الحقيقي ليس حجم ترسانتهم، بل قدرتهم على بث الخوف واستدامة الإحساس بالخطر لدى خصومهم. وركزت الدراسة على البُعد السياسي للأزمة، مشيرة إلى أن خطاب "حرية الملاحة" الذي تتبناه واشنطن وحلفاؤها يقابله في الموضع الآخر خطاب "نصرة غزة" من جانب الحوثيين، غير أن كليهما يخفي مصالح استراتيجية أكثر براغماتية، وفق تعبير المركز. واعتبرت أن هذا الصراع، على تعدد جبهاته، لا تحكمه المبادئ بقدر ما تديره حسابات النفوذ والتأثير في منطقة شديدة الحساسية. السعودية تعيد ضبط زاوية الرؤية ويكتسب نشر صحيفة الشرق الأوسط، المقربة من دوائر صنع القرار السعودي، لهذا التقرير دلالة خاصة، إذ يعكس على الأرجح حالة حذر سعودي متزايد تجاه التفاهمات الأميركية – الحوثية، خاصة في ظل مؤشرات على رغبة واشنطن في تبريد الجبهة دون حسم عسكري أو تسوية شاملة. ويظهر أن إبراز تناقضات الجماعة الحوثية في التقرير، وتسليط الضوء على عدم جدوى الحملة الجوية الأميركية حتى الآن، يعكسان توجسا سعوديا من أن تتحول التهدئة إلى فرصة لإعادة تموضع حوثي، وليس إلى حل دائم يعيد الاستقرار للممرات البحرية. كما يمكن فهم نشر التقرير كرسالة سياسية موجهة للحلفاء الدوليين، مفادها أن الأزمة في البحر الأحمر لم تنته، وأن الضغوط العسكرية غير كافية، ما لم تترجم إلى آليات ردع طويلة المدى ومقاربات أكثر صرامة، خاصة في ما يتعلق بإيقاف الدعم الإقليمي أو التساهل الدولي مع الجماعة.