logo
منددة بـ"قرار قمعي"...عائلات معارضين تونسيين مسجونين تستنكر نقلهم إلى سجون بعيدة

منددة بـ"قرار قمعي"...عائلات معارضين تونسيين مسجونين تستنكر نقلهم إلى سجون بعيدة

فرانس 24 منذ يوم واحد

عبرت عائلات سجناء سياسيين معارضين في تونس ومحاموهم الجمعة عن تنديدهم بنقل هؤلاء إلى سجون بعيدة بدون إخطار مسبق، معتبرين أن ذلك "قرار قمعي".
وقالت المحامية دليلة مصدق، إنه تم نقل ما لا يقل عن سبعة سجناء، من بينهم المعارضان عصام الشابي ورضا بلحاج، الخميس من "سجن المرناقية" قرب العاصمة تونس إلى سجن "برج الرومي" قرب محافظة بنزرت (شمال) و"سجن سليانة" (الوسط الغربي).
وأضافت المحامية "تم نقلهم بدون إعلام عائلاتهم أو محاميهم"، منددة بـ"قرار قمعي"، علما أن هذه السجون تقع على بعد أكثر من ساعة من العاصمة تونس.
وصدر حُكم على هؤلاء في نيسان/أبريل الفائت بعقوبات تصل إلى السجن 74 عاما في محاكمة غير مسبوقة بتهمة "التآمر ضد أمن الدولة".
وتجدر الإشارة أن لسجن "برج الرومي" سمعة سيئة ويعتبر "جحيما" منذ حكم الرئيسين السابقين الراحلين الحبيب بورقيبة وزين العابدين بن علي.
وقالت المحامية إن بعض عمليات النقل كانت "بالقوة" وخصوصا تلك التي شملت المعارضين بلحاج والشابي وكذلك غازي الشواشي، وجميعهم محكومون بالسجن لمدة 18 عاما بعد أن عبروا عن رفضهم القيام بها.
وتابعت مصدق "إنها مضايقة ضد هؤلاء المعتقلين وعائلاتهم ومحاميهم لجعل زياراتهم أكثر صعوبة".
بدورها، نددت زوجة عصام الشابي بـ"ظلم"، مشيرة في مقطع فيديو إلى أنه تم إبلاغها بنقله في يوم زيارتها الأسبوعية أي الخميس. وفقا لها، علم زوجها بأنه سيُنقل "قبل ساعة من نقله".
تونس: نائب في البرلمان يشدد على حاجة تونس للمصالحة
01:34
وفي تونس، تتيح الزيارات الأسبوعية للعائلات أن تحضر للمعتقلين سلال طعام تكفيهم طوال الأسبوع.
واعتبر المحامي سامي بن غازي أن هذه الزيارة تصبح "كابوسا" للعائلات والمحامين بسبب المسافات الطويلة التي عليهم قطعها.
وتضمنت رسالة لبلحاج من السجن، نُشرت على وسائل التواصل الاجتماعي، إدانته لما أسماه النقل القسري "بعيدا عن عائلتي، عن أولادي، عن محامي، في محاولة جديدة لكسر إرادتي".
وقال إنه والشابي والشواشي "أسرى رأي وموقف، لا مجرمين".
وتابع أن "ما يحدث اليوم ليس إلا محاولة بائسة لإسكات الأصوات الحرة ولترهيب كل من تجرأ على قول لا في وجه الظلم والاستبداد".
ودانت المفوضية السامية للأمم المتحدة لحقوق الإنسان عملية "مشوبة بانتهاكات الحق في محاكمة عادلة".
كما انتقدت كل من فرنسا وألمانيا المحاكمة واعتبر الرئيس التونسي قيس سعيّد ذلك "تدخلا صارخا في الشؤون الداخلية" للبلاد.
ومنذ قرّر سعيّد احتكار السلطات في البلاد صيف 2021، تندد منظمات غير حكومية تونسية ودولية بتراجع الحقوق والحريات في تونس.
وفي تظاهرة مساء الجمعة في تونس دعما للمحامي البارز أحمد صواب المسجون على خلفية تصريحات انتقد فيها الضغوط على القضاة خلال محاكمة نحو أربعين شخصية بتهمة "التآمر على أمن الدولة"، استنكرت عدة شخصيات بارزة عمليات نقل السجناء هذه.
وقالت الناشطة المعارضة شيماء عيسى "نشهد عودة الممارسات القديمة لدكتاتورية بن علي، لإضعاف معنويات المعارضين في السجن عبر نقلهم من سجن إلى آخر".
وعقب زيارته في السجن، استنكرت زوجة الشابي "ظروف السجن المتردية جدا" وقالت "عصام في زنزانة مع 60 شخصا".

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

وثيقة: أوكرانيا تعتزم طرح خارطة طريق للسلام مع روسيا في محادثات إسطنبول
وثيقة: أوكرانيا تعتزم طرح خارطة طريق للسلام مع روسيا في محادثات إسطنبول

الشرق السعودية

timeمنذ 20 دقائق

  • الشرق السعودية

وثيقة: أوكرانيا تعتزم طرح خارطة طريق للسلام مع روسيا في محادثات إسطنبول

أظهرت وثيقة اطلعت عليها وكالة "رويترز"، أن المفاوضين الأوكرانيين المشاركين في المحادثات المقرر عقدها الاثنين، في مدينة إسطنبول التركية، سيقدمون للجانب الروسي خارطة طريق مقترحة للتوصل إلى تسوية سلمية دائمة للحرب بين البلدين. تبدأ خارطة الطريق المقترحة بوقف كامل لإطلاق النار 30 يوماً على الأقل، تتبعه عودة جميع الأسرى الذين يحتجزهم البلدان، إلى جانب الأطفال الأوكرانيين الذين نُقلوا إلى الأراضي التي تسيطر عليها روسيا، ثم عقد اجتماع بين الرئيسين الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، والروسي فلاديمير بوتين. وتنص خارطة الطريق على أن تعمل موسكو وكييف بمشاركة الولايات المتحدة وأوروبا على صياغة الشروط التي يمكن للبلدين الاتفاق عليها لإنهاء الحرب المستمرة منذ 3 سنوات، وهي أكبر صراع تشهده أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية. وقال مسؤولون أوكرانيون قبل أيام إنهم أرسلوا خارطة الطريق إلى الجانب الروسي قبل المحادثات المقررة في إسطنبول. وتتشابه الشروط الإطارية التي طرحتها كييف في الوثيقة، إلى حد بعيد مع الشروط التي سبق أن قدمتها، وتشمل عدم فرض أي قيود على قوة أوكرانيا العسكرية بعد التوصل إلى اتفاق سلام، وعدم الاعتراف الدولي بالسيادة الروسية على أجزاء من أوكرانيا استولت عليها موسكو، ودفع تعويضات لأوكرانيا. وجاء في الوثيقة أيضاً أن المفاوضات المتعلقة بالأراضي ستبدأ من الموقع الحالي لخط المواجهة، وتختلف هذه الشروط بشدة عن المطالب التي أعلنتها روسيا خلال الأسابيع القليلة الماضية. وأظهر أمر تنفيذي أصدره زيلينسكي، الأحد، أن الوفد الأوكراني إلى الجولة الثانية من محادثات السلام مع روسيا في إسطنبول، يضم وزير الدفاع، ونائب وزير الخارجية، وعدداً من المسؤولين العسكريين ومسؤولي المخابرات. وحث الرئيس الأميركي دونالد ترمب موسكو وكييف على العمل معاً للتوصل إلى اتفاق لإنهاء الحرب بينهما، كما اقترحت روسيا جولة ثانية من المحادثات مع المسؤولين الأوكرانيين هذا الأسبوع في إسطنبول. وقالت كييف، الأسبوع الماضي، إنها ملتزمة بالسعي لتحقيق السلام، لكنها تنتظر مذكرة من الجانب الروسي تحدد مقترحاته. زيلينسكي يحدد 3 مطالب في وقت سابق الأحد، أوضح الرئيس الأوكراني أن مطالب كييف، تشمل: "أولاً: وقف إطلاق نار كامل وغير مشروط.. ثانياً: إطلاق سراح الأسرى.. ثالثاً: عودة الأطفال المختطفين". وأضاف: "ومن أجل إحلال سلام موثوق ودائم وضمان الأمن، (يجري) التحضير للاجتماع على أعلى مستوى، ولا يمكن تسوية القضايا الرئيسية إلا من قبل القادة، وسيترأس وفدنا الاثنين رستم أوميروف". في المقابل، ذكرت وسائل إعلام روسية، الأحد، نقلاً عن مصدر أن الوفد الروسي غادر إلى إسطنبول لحضور الجولة القادمة من المحادثات مع أوكرانيا والمزمعة الاثنين. وقال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، الأربعاء، إن بلاده اقترحت على أوكرانيا عقد الجولة المقبلة من المحادثات بين البلدين بمدينة إسطنبول التركية في 2 يونيو. وأضاف لافروف: "وفدنا، برئاسة فلاديمير ميدينسكي، على استعداد لتقديم مذكرة إلى الوفد الأوكراني وتقديم التوضيحات اللازمة خلال الجولة الثانية من المفاوضات المباشرة المستأنفة في إسطنبول الاثنين المقبل 2 يونيو".

كيف سيتجاوز رئيس الوزراء السوداني الجديد حقول الألغام المحيطة به؟
كيف سيتجاوز رئيس الوزراء السوداني الجديد حقول الألغام المحيطة به؟

BBC عربية

timeمنذ 20 دقائق

  • BBC عربية

كيف سيتجاوز رئيس الوزراء السوداني الجديد حقول الألغام المحيطة به؟

لو أنّ رئيس الوزراء السوداني كامل إدريس، فتح نوافذ السيارة التي استقلها في طريقه من المطار الواقع جنوبي مدينة بورتسودان إلى وسطها، لسمع هدير مولدات الكهرباء، التي تنتشر في أنحاء هذه المدينة التي تمثّل العاصمة الإدارية المؤقتة للبلاد، وذلك لمواجهة مشكلة الانقطاع الحاد والمتكرر للتيار الكهربائي، التي يعاني منها السكان هناك. ولو تمعّن إدريس، الذي وصل للتوّ إلى هذه المدينة لتولّي مهام منصبه، في المشهد، لرأى العديد من المدارس والجامعات الواقعة على جانبي الشارع الذي سلكه موكبُه، وقد تحولت إلى مراكز لإيواء النازحين الفارّين من ويلات الحرب. كما كان سيتسنى له أن يلاحظ بوضوح خزانات الوقود الضخمة، المدمَّرة والمحترقة، على الجانب الأيمن من الطريق الرئيسي، والتي تعرضت للاستهداف من قبل قوات الدعم السريع، باستخدام الطيران المُسيّر قبل نحو أسبوعين. وقد تشكل هذه المشاهد -إنْ كان قد رآها - مؤشراً لما ينتظره من تحديات جسيمة ومشكلات معقدة، منذ اللحظة التي قبِل فيها المنصب، الذي عيّنه فيه رئيس مجلس السيادة وقائد الجيش، عبد الفتاح البرهان. تصريحات إدريس -على الأقل- توحي بأنه على دراية بحجم التحديات التي سيتعين عليه مواجهتها؛ إذ قال عقب أدائه اليمين الدستورية أمام البرهان: "سأكرّس كل وقتي وجهدي من أجل أن ينعم المواطن السوداني بحياة كريمة". وفي مستهل أنشطته بعد أداء القسم، التقى إدريس المبعوث السويسري الخاص لمنطقة القرن الأفريقي سيلفان أستير. " مناصب أممية مرموقة" ولد كامل إدريس، الذي يشارف الآن على الـ 70 من عمره، في قرية الزورات في أقصى شمالي السودان، حيث تعيش المجتمعات النوبية السودانية. وحصل على بكالوريس الحقوق من جامعة القاهرة، وليسانس الفلسفة من جامعة الخرطوم، قبل أن ينال درجة الدكتوراه في القانون الدولي من جامعة جنيف في سويسرا. وتقلّد إدريس العديد من المناصب المرموقة في منظمات تابعة للأمم المتحدة، مثل الأمين العام للملكية الفكرية " الوايبو"، ورئيس الاتحاد الدولي لحماية المصنّفات النباتية، وعضو لجنة الأمم المتحدة للقانون الدولي. لم يعرَف لهذا الرجل انتماء حزبي واضح، لكنه صاحِب طموح سياسي، إذ سبق أن ترشح لمنصب رئيس الجمهورية، في الانتخابات التي أُجريت عام 2010 ضد الرئيس السوداني وقتذاك عمر البشير، وذلك في اقتراع كانت قوى المعارضة الرئيسية قد قاطعته، وفاز فيه البشير باكتساح. ولرئيس الوزراء السوداني الجديد، إسهامات سابقة في الحياة السياسية في بلاده، عندما نجح في التوسط في عام 1999، بين رئيس الوزراء السابق، الصادق المهدي، وزعيم المعارضة التاريخي، وقتها حسن الترابي، في مدينة جنيف السويسرية. "رئيس وزراء في زمن الحرب" تعيين رئيس الوزراء الجديد في السودان، يأتي في وقت تشهد فيه البلاد حرباً دامية ومستمرة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع منذ أكثر من عامين، أسفرت عن مقتل الآلاف وتشريد ما يزيد على 14 مليون شخص من ديارهم، إلى جانب إلحاق دمار هائل وغير مسبوق بالبنية التحتية، بحسب تقديرات الأمم المتحدة. ويرى رئيس تحرير صحيفة الشعب الإلكترونية، أسامة عبد الماجد، أن أمام رئيس الوزراء الجديد ثلاث مهام رئيسية: تأمين "معاش الناس" من خلال توفير الغذاء، والمياه الصالحة للشرب، والخدمات الصحية، بالإضافة إلى تحقيق الأمن والتنمية. ويضيف: "الطريق أمام كامل إدريس ليس مفروشاً بالورود، فهناك حزمة من التحديات، سواء الاقتصادية أو الأمنية، إلى جانب الظروف الإقليمية والدولية المحيطة بالسودان. لكن تظل الأولويات الثلاث كما ذكرت هي معاش الناس، والأمن والتنمية". وظلّ منصب رئيس الوزراء شاغراً، منذ أن أطاح البرهان بالحكومة الانتقالية التي كان يرأسها عبد الله حمدوك، في أكتوبر/تشرين الأول عام 2021. وقبيل وصول إدريس إلى بورتسودان، ألغى البرهان توجيهات سابقة، كانت تمنح أعضاء مجلس السيادة، صلاحية الإشراف على الوزارات والوحدات الحكومية، وهو ما يمنح رئيس الوزراء صلاحيات أوسع. ويرى عبد الماجد، أن فرص نجاح إدريس في أداء مهامه تبدو كبيرة، نظراً لإلمامه باهتمامات السودانيين، قائلاً: "الفرصة أمامه أكبر، خاصةً أنه يدرك جيداً ما يريده الناس، وله خبرة سابقة حين ترشح للرئاسة في انتخابات 2010". وعلى النقيض من ذلك، ترى الكاتبة الصحفية شمائل النور، أن مهمة إدريس مليئة بـ"المطبّات"، وتعتبر أن فرص نجاحه ضعيفة للغاية، لكنها غير منعدمة. وتوضح شمائل النور في حديثها لبي بي سي، بالقول "الوضع الحالي لا يسمح بقيام حكومة مدنية أو انتقال ديمقراطي، كما يُروّج، في ظل استمرار الحرب". وترى شمائل النور، أن التحدي الأكبر أمام إدريس يتمثل في غياب التوافق، قائلة إن رئيس الوزراء الجديد "لم يأتِ باتفاق أو إجماع، بل إن الحليف الرئيسي للجيش، وهي القوات المشتركة، تعارض تشكيل الحكومة في الوقت الراهن. وأبرز المعارضين هو رئيس حركة تحرير السودان، مني أركو مناوي، ما يعني أن رئيس الوزراء لن يعمل في أجواء سلِسة، بل سيواجه عراقيل كثيرة". ومع ذلك، تستدرك الصحفية بقولها: "قد ينجح إدريس فقط، إذا ركّز على الجانب التنفيذي، وأحجم عن التدخل في الشأن السياسي، أو محاولة الضغط على الجيش للدخول في مفاوضات مع الدعم السريع". " طوق نجاة لفك العزلة الدولية" منذ أن نفذ قادة الجيش، بالاشتراك مع حليف الأمس -وعدوّ اليوم- قائد قوات الدعم السريع الفريق محمد حمدان دقلو، الانقلاب على الحكومة المدنية في أكتوبر/تشرين الأول 2021، عاد السودان للعُزلة الدولية، بعد أن اعتبرت الأمم المتحدة أن ما حدث يمثل انقلاباً عسكرياً، كما علَّق الاتحاد الأفريقي عضوية السودان فيه. وسعت الحكومة السودانية، التي لا تزال تخوض حرباً ضارية ضد قوات الدعم السريع، إلى إنهاء تجميد عضوية السودان، لأكثر من مرة، لكنْ دون جدوى. ويعتبر رئيس تحرير صحيفة الشعب الإلكترونية، أن رئيس الوزراء الجديد يمكنه أن يُسهم، بحكم علاقاته الدولية، في إعادة السودان إلى وضعه الطبيعي، مع الوضع في الاعتبار أن منظمَتَي الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي رحبّتا بقرار تعيينه. غير أن الكاتبة الصحفية شمائل النور ترى أن البرهان عيّن إدريس في منصب رئيس الوزراء، ليتمكن عبره من مخاطبة المجتمع الدولي وفَك العُزلة، قائلة "إذا أراد الجيش أن يعود لطاولة المفاوضات، فإن رئيس الوزراء هو الأنسب لمخاطبة المجتمع الدولي، لما له من ارتباطات دولية، وبالتالي، يمكن اعتبار تعيينه مؤشراً على رغبة الجيش في وقف الحرب عبر التفاوض". وفي كل الأحوال، يتعيّن على رئيس الوزراء الجديد في السودان، تشكيل حكومة منسجمة ورشيقة، لتضطلع بدورها في التعامل مع التحديات الهائلة التي تواجهها. ولكن لا يبدو أن تحقيق هذا الهدف سيكون يسيراً، على ضوء أن الفصائل المسلحة والقوى السياسية التي ظلت مساندة للجيش في حربه ضد قوات الدعم السريع -ومن بينها كتائب البراء بن مالك، ذات التوجهات الإسلامية والمحسوبة على نظام الرئيس المعزول عمر البشير- تبحث عن موطئ قدم لها داخل التشكيل الوزاري، في ظل تأكيدات البرهان نفسه في أوقات سابقة أنه لن ينسى كل الفصائل التي قاتلت معه، وفي ظل إشارته إلى أن هذه الفصائل ستكون مُمثَّلة في أي حكومة مستقبلية يتمّ تشكيلها.

أوكرانيا تشنّ هجوماً «غير مسبوق» في العمق الروسي
أوكرانيا تشنّ هجوماً «غير مسبوق» في العمق الروسي

الشرق الأوسط

timeمنذ 20 دقائق

  • الشرق الأوسط

أوكرانيا تشنّ هجوماً «غير مسبوق» في العمق الروسي

نفّذت أوكرانيا، الأحد، عملية «واسعة النطاق» استهدفت أربعة مطارات عسكرية في جميع أنحاء روسيا، وشملت قاعدة في شرق سيبيريا على بُعد آلاف الكيلومترات من حدودها، حسبما نقلت وكالتا الصحافة الفرنسية و«أسوشييتد برس» عن مصادر في أجهزة الأمن الأوكرانية. من جانبها، وصفت وزارة الدفاع الروسية الهجوم الأوكراني في مناطق مورمانسك وإيركوتسك وإيفانوفو وريازان وأمور، بـ«الإرهابي»، وفق وكالة «إنترفاكس». يأتي ذلك فيما أعلنت أوكرانيا أنّ أراضيها استُهدفت ليلاً بـ472 مسيرة روسية، في أوسع هجوم روسي جوي منذ بدء الحرب في فبراير (شباط) 2022، وعشية انطلاق ثاني جولة من المحادثات المباشرة بين وفدي موسكو وكييف في إسطنبول. قال مسؤول أوكراني لوكالة «أسوشييتد برس» إن الهجوم الأوكراني غير المسبوق استغرق إعداده أكثر من عام ونصف العام، وأشرف عليه الرئيس فولوديمير زيلينسكي شخصياً. وأضاف أن العملية شهدت نقل طائرات من دون طيار في حاويات تحملها شاحنات إلى عمق الأراضي الروسية. وفيما تُنفّذ أوكرانيا بانتظام هجمات بمسيّرات على الأراضي الروسية، إلا أنّ هذا الهجوم هو الأول على هذه المسافة البعيدة عن الجبهة. وأكد المصدر الأوكراني أنّ 41 طائرة روسية تعرّضت لأضرار، مشيراً إلى أنّها كانت تُستخدم لضرب المدن الأوكرانية. فاسيل ماليوك رئيس جهاز الأمن الأوكراني يدرس خريطة لمواقع المطارات الروسية في مكتبه بأوكرانيا (جهاز الأمن الأوكراني - أ.ب) وأرفق المصدر تصريحاته بمقطع فيديو، وفق وكالة الصحافة الفرنسية، قال إنّه يُظهر أحد المطارات المستهدفة حيث يمكن رؤية عديد من الطائرات تحترق، مع أعمدة من الدخان الأسود تتصاعد منها. واستهدفت إحدى الهجمات الأوكرانية مطار بيلايا في منطقة إيركوتسك، شرقي سيبيريا والواقع على بُعد نحو 4300 كيلومتر من أوكرانيا. وقالت وزارة الدفاع الروسية، اليوم الأحد، إن أوكرانيا نفذت «هجوماً إرهابياً» باستخدام طائرات بدون طيار ضد مطارات في مناطق مورمانسك وإيركوتسك وإيفانوفو وريازان وأمور. وأضافت الوزارة، في بيان عبر تطبيق «تليغرام»، أنها تصدت لـ «جميع الهجمات الإرهابية في المطارات العسكرية في مناطق إيفانوفو وريازان وأمور». وتابعت: «في منطقتي مورمانسك وإركوتسك، ونتيجة إطلاق الطائرات بدون طيار من الأراضي الواقعة في المنطقة المجاورة مباشرة للمطارات، اشتعلت النيران في عدة طائرات، وتم إخماد الحرائق. ولم تقع إصابات في صفوف العسكريين أو المدنيين»، وأكدت «اعتقال بعض المشاركين في الهجمات الإرهابية». من جانبه، أشار حاكم منطقة إيكوستك، إيغور كوبزيف، الأحد، إلى «هجوم بمسيّرات» على قرية سريدني، المجاورة لقاعدة بيلايا. وقال إن «هذا أول هجوم مماثل في سيبيريا»، داعياً السكان إلى عدم «الاستسلام للذعر». ونشر مقطع فيديو يبدو أنّه تمّ تصويره من بعض السكان، يُظهر طائرة من دون طيار بينما كانت تحلّق وسحابة دخان كثيفة من مكان بعيد. وأشار المصدر الأوكراني إلى أنّ الهجوم استهدف كذلك مطار أولينيا الواقع في المنطقة القطبية الشمالية التابعة لروسيا، على بعد نحو 1900 كيلومتر من أوكرانيا. فيما أكّد حاكم منطقة مورمانسك أندريه تشيبيس، أن «مسيّرات عدوّة» كانت تحلّق في السماء، مشيراً إلى تفعيل المضادات الجوية. وتزامن الهجوم الأوكراني الواسع مع تأكيد زيلينسكي إرسال بلاده وفداً إلى إسطنبول لإجراء جولة جديدة من محادثات السلام المباشرة مع روسيا، الاثنين. وقال زيلينسكي، في منشور على منصة «تلغرام»، إنّ الأولويات بالنسبة إلى أوكرانيا هي التوصل إلى «وقف كامل وغير مشروط لإطلاق النار»، بالإضافة إلى «إعادة الأسرى» والأطفال الأوكرانيين الذين تتهم كييف موسكو باختطافهم. ومن الجانب الروسي، توجّه وفد الأحد إلى إسطنبول، حسبما أفادت وكالات أنباء روسية رسمية نقلاً عن مصادر لم تحددها. وقال مصدر لوكالة «تاس» إن «فريق التفاوض غادر إلى إسطنبول». وأجرى الوفدان الروسي والأوكراني جولة أولى من المحادثات في إسطنبول في 16 مايو (أيار)، بهدف إنهاء الحرب التي اندلعت في أعقاب الغزو الروسي لأوكرانيا في 22 فبراير 2022. لكن اللقاء لم يثمر عن نتائج مهمّة، ما عدا الاتفاق على أكبر عملية تبادل للأسرى بين الجانبين. ورغم الجهود الدبلوماسية، لا تزال مواقف أوكرانيا وروسيا متعارضة. وتطالب موسكو خصوصاً بأن تتخلّى كييف نهائياً عن مساعيها للانضمام إلى حلف شمال الأطلسي، وعن المناطق الأوكرانية الخمس التي أعلنت ضمّها. في المقابل، ترفض كييف هذه الشروط، وتطالب بانسحاب كامل للقوات الروسية من أراضيها. كذلك، ترفض موسكو وقفاً غير مشروط لإطلاق النار، تدعو إليه كييف وواشنطن والدول الأوروبية. وجدد الرئيس الأوكراني، الأحد، دعوته إلى «التحضير لاجتماع على أعلى مستوى»، أي مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين. وسبق أن اقترح عقد لقاء مماثل مع بوتين، إلا أن ذلك لم يَلقَ ترحيباً من سيّد الكرملين.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store