
"صلاة القلق" لمحمد سمير ندا تفوز بـ"البوكر العربية" عام 2025
بعد غياب 15 عاما، عادت الجائزة العالمية للرواية العربية لتبتسم للرواية المصرية هذا العام، حيث فازت رواية "صلاة القلق" للكاتب محمد سمير ندا بجائزة عام 2025، وذلك خلال حفل أقيم مساء اليوم في أبوظبي.
وكانت مصر قد حصدت جائزة الدورة الأولى من الجائزة التي انطلقت في عام 2007، وذهبت لرواية "واحة الغروب" للكاتب الراحل بهاء طاهر، وجائزة الدورة الثانية التي حصلت عليها رواية "عزازيل" للكاتب يوسف زيدان، وبذلك تصبح جائزة هذا العام الثالثة التي تفوز بها رواية مصرية.
وعن الرواية الفائزة قالت رئيسة لجنة التحكيم منى بيكر: فازت رواية صلاة القلق لأنها تنجح في تحويل القلق إلى تجربة جمالية وفكرية، يتردد صداها في نفس القارئ وتوقظه على أسئلة وجودية ملحّة. يمزج محمد سمير ندا بين تعدد الأصوات والسرد الرمزي بلغة شعرية آسرة، تجعل من القراءة تجربة حسية يتقاطع فيها البوح مع الصمت، والحقيقة مع الوهم. يتجاوز نجع المناسي، المكان المتخيل، كونه قرية في صعيد مصر ليغدو استعارة عن مجتمعات محاصرة بالخوف والسلطة، مما يمنح الرواية أبعادًا تتخطى الجغرافيا وتلامس الإنساني والمشترك."
وبدوره، قال ياسر سليمان، رئيس مجلس أمناء الجائزة العالمية للرواية العربية: "صلاة القلق رواية بديعة في بنيتها، جاذبة في أسلوبها، أخاذة في شاعرية لغتها، وآسرة في مضامينها المفتوحة التي تؤهلها، مجتمعة، لأن تصبح رواية مكرّسة من روايات الأدب العربي في المستقبل. تنطلق الرواية في تأطير سرديتها الرمزية من حرب 1967 والسنوات العشر التي تلتها، جاعلة منها مناسبة لنسج عالم من الديستوبيا المُطْبِقة، شخّصه الكاتب في "نجع المناسي" التي يتطابق "اسمها مع جسمها". أغلق الطغيان على قاطني النجع منافذ النجاة، فوقعوا ضحية لا تستطيع الفكاك من عواهن الاستغلال والتضليل والاستقطاب وحجب المعلومة، مع أنّ إمامهم حاول، فاشلًا، أن يستنّ لهم "صلاة للقلق" تساعدهم على الخلاص. تأسر الرواية قارئها فيجد نفسه يعيش مع شخوصها في النجع، يبحث معهم عن سبيل للنجاة من المصائر الآسنة التي يعاني منها كما يعانون. صلاة القلق رواية ماتعة، وسردية معطاءة بتعدد أصواتها وانفتاح معانيها على التأويل المشبع بحسن صنعتها."
اختارت لجنة التحكيم الرواية الفائزة من بين مائة وأربعة وعشرين رواية ترشحت للجائزة لهذه الدورة باعتبارها أفضل روايات نُشرت بين يوليو 2023 ويونيو 2024. وقدّمت الجائزة للكاتب الفائز الدكتورة أسماء صدّيق المطوّع، مؤسسة صالون الملتقى الأدبي. وقد ضمت القائمة القصيرة للجائزة هذا العام 6 روايات هي: "دانشمند" لأحمد فال الدين، و"وادي الفراشات" لأزهر جرجيس، و"المسيح الأندلسي" لتيسير خلف، و"ميثاق النساء" لحنين الصايغ، و"صلاة القلق" لمحمد سمير ندا و"ملمس الضوء" لنادية النجار.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


البوابة
منذ 2 أيام
- البوابة
الجمعة.. محمد سمير ندا يناقش "صلاة القلق" بمكتبة ديوان
تستضيف مكتبة الديوان بالزمالك، أمسية ثقافية لتوقيع رواية "صلاة القلق"، لمحمد سمير ندا، والفائز بالجائزة العالمية للرواية العربية "البوكر" 2025، والصادرة عن دار ميسكلياني للنشر بتونس، وذلك مساء الجمعة المقبلة. مناقشة الرواية الفائزة بالبوكر ويناقش الرواية ويدير الأمسية، الكاتب الروائي حسن كمال، حيث تدور مناقشة مع الكاتب الروائى الشاب محمد سمير ندا، حول روايته "صلاة القلق". وقد أعاد الكاتب المصرى محمد سمير ندا، بروايته "صلاة القلق"، إلى مصر، الجائزة العالمية للرواية العربية "البوكر"، بعد غياب 16 عامًا. رواية 'صلاة القلق' ومما جاء في رواية "صلاة القلق"، للكاتب محمد سمير ندا، نقرأ: "تفتر حرارة الشمس رويدًا، تشير إلىّ أمّى أن أوان الرواح قد آن، أبكى فتتّسع بسمتها، وتضىء بعينيها طريق العودة. شيئًا فشيئًا أستشعر ملمس الرمل فى كفّى، تذوبُ كفّها كحفنة من تراب وطيفها يُضحى أكثر شفافية حتى أكاد لا أميّزه. أقبض بيدى على ذرّات التراب المتسربة من بين أصابعى أضغط ما تبقى من كفّها، أحاول أن أحتضنها، لكنّ كلَّ شىءٍ يذوب، حتّى تتهاوى أمام ناظرى كدفقة من غبار. يشار إلى أن، "محمد سمير ندا"، من مواليد العام 1978، صدرت روايته الأولى "مملكة مليكة" عام 2016، "بوح الجدران" هي روايته الثانية وصدرت عن منشورات إبييدي عام 2021. وفي العام الماضي 2024، صدرت روايته التي نال عنها جائزة البوكر في دورتها الـ 18، "صلاة القلق".


البيان
٠٤-٠٥-٢٠٢٥
- البيان
الخوف من الرواية
في الأيام التي تلت فوز الروائي المصري محمد سمير ندا بالجائزة العالمية للرواية العربية في دورتها الحالية 2025، طرح مئات المثقفين الكثير من الملاحظات والاعتراضات والأسئلة الشائكة والتافهة كذلك، كمن تساءل هل الجائزة للروائي أم لمصر؟ معترضاً على الذين هنأوا مصر بفوز ابنها الروائي الفائز، وكمن اعترض على أحقية المصريين بالفرح والتهليل للفائز، في الوقت الذي امتنعت فيه أكثر من دار نشر مصرية عن قبول ونشر العمل، ما جعل الروائي يلجأ لدار نشر تونسية، وهكذا صار الكثيرون ينقبون ويحفرون بحثاً عن أخبار وقصص تعزز مواقفهم المتباينة واعتراضاتهم ووجهات نظرهم في هذه المسألة. وعندي فإن الفوز بهذه الجائزة ليس للدولة ولا للناشر ولا للمطابع، ولكنه للرواية بدليل أن اسمها (الجائزة العالمية للرواية العربية)، إذاً الفائز هو رواية «صلاة القلق» التي لم يقذفها مجهول من الفضاء حتماً، لكنه محمد سمير ندا الروائي المصري هو من كتبها، وعليه فالفوز إجرائياً من حيث المسمى للرواية، لكنه عملياً للكاتب ولبلده ولمواطنيه وقرائه وللأدب والمدونة العربية كلها. ما لفتني من كل هذا النقاش هو هذه الضجة والإثارة والجدل الذي يثور عقب الإعلان عن كل فائز في كل دورة، فلم تمر دورة من دورات الجائزة دون جدالات ومعارك، لا تنتهي عادة إلى شيء، لكن السؤال الذي توقف عنده الكثيرون: طالما أن الجميع هلل للرواية والروائي، وفرح وعدّد مزايا الاثنين، ومنهم كتّاب وناشرون كبار، فلماذا امتنعت دور النشر التي تقدم لها الكاتب بعمله عن قبول العمل ونشره؟ هل هو الخوف مما تضمره الرواية من أفكار ومضامين سياسية قرأوها هم على طريقتهم، وتحسسوا مصالحهم، واختاروا السلامة؟ أم أنهم لم يقتنعوا بها؟ أم لم يقتنعوا بالكاتب؟ أم لم يقرأوها من الأساس؟ الحقيقة أن للناشرين اعتباراتهم وتفضيلاتهم وأمزجتهم ومخاوفهم بطبيعة الحال، وكلّ أعلم بشؤون دنياه ومصالحه، لكن الرواية فن جماهيري مرصود سياسياً، خاصة إذا جدّف صوب السياسة، وكانت له مواقف معينة، لكن هذا لا يعني أن يرتجف الناشر من أي خيط يلوح في الأفق مشروع انقلاب مثلاً، الأدب حمال أوجه، لكنه لطالما أخاف أنظمة وممالك وسياسات، لأسباب عديدة!


الإمارات اليوم
٠٣-٠٥-٢٠٢٥
- الإمارات اليوم
«محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة» تستكشف مستقبل الأدب والإبداع العربي
نظمت مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة، خلال مشاركتها في معرض أبوظبي الدولي للكتاب 2025، وتحت مظلة مبادرتها الرائدة «استراحة معرفة»، سلسلة من الجلسات الملهمة والندوات المتنوّعة، التي سلطت الضوء على موضوعات مختلفة من الأدب وكتابة السيناريو، مروراً بالكوميكس العربي، وصولاً إلى أدب الطفل وثقافة القراءة لدى الصغار واليافعين. وتحت عنوان «بين كاتب الرواية وكاتب السيناريو: من يمتلك المشهد؟»، أطلقت الاستراحة سلسلة من النقاشات العميقة التي تناولت انتقال الأدب إلى أروقة السينما، كما تناولت تحولات الإبداع السردي وقضايا المشهد الثقافي الراهن، حيث ناقشت الكاتبة إيمان اليوسف، والسيناريست محمد عصمت، الاختلاف بين أسلوب الروائي المفعم بالمشاعر، والسيناريست الذي يكثف الإحساس بصرياً، مشيرين إلى أن الصورة المرئية غالباً ما تتفوق في التأثير، بينما يواجه تحويل العمل الروائي إلى سيناريو تحديات عديدة. وشارك كل من الكتّاب نادية النجار وتيسير خلف وحنين الصايغ في جلسة بعنوان «حوار مع كتّاب القائمة القصيرة»، حيث تحدثوا عن تجاربهم التي قادتهم إلى ترشيحات الجائزة العالمية للرواية العربية لعام 2025، مستعرضين مراحل العمل من المسودات الأولى حتى لحظة إعلان الترشح. وأكدوا أن هذا الاعتراف يمثل منعطفاً مهماً في حياتهم المهنية، لكن يرافقه ضغط مضاعف لمواصلة التطوير الإبداعي في مواجهة النقد ومتغيرات النشر. كما تطرقت الكاتبة نورة النقبي، في جلسة حول «عنوان الكتاب وعلاقته بالمحتوى»، إلى أهمية العنوان كنافذة أولى يتعرف من خلالها القارئ إلى النص، واستعرضت النماذج المختلفة لعناوين أدبية بارزة، موضحة كيف يمكن لكلمة أو عبارة مختصرة أن تثير فضولاً وتوقعاً عميقاً. وتناولت أيضاً الصراع الخفي بين الكاتب ودور النشر حول اختيار عنوان يوازن بين الجاذبية الإبداعية ومتطلبات السوق. وعلى صعيد آخر، سلطت جلسة «الكوميكس بصوت عربي»، الضوء على ما يشهده الكوميكس العربي من حراك متسارع يبشِّر بمستقبل واعد، مشيرة إلى ما تمتلكه اللغة العربية من قدرات سردية وبصرية تؤهلها للمنافسة عالمياً رغم التحديات التي تواجهها. وأكد المتحدثون أهمية الترجمة الإبداعية، ودور التكنولوجيا الرقمية في تسريع الإنتاج والتوزيع، مشيدين بدعم مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة للمبادرات والشركات العربية العاملة في المجال. كما وجَّهت الجلسة رسالة تحفيزية للشباب العربي دعتهم فيها إلى الانخراط في هذا الفن، والمساهمة في بناء هوية بصرية تنافس العالمية. وفي ما يتصل بأدب الأطفال وتشجيع ثقافة القراءة لدى الصغار، أدار الطفل المحب للقراءة ورد أحمد الغريب، البالغ من العمر 13 عاماً، جلسة بعنوان «نقرأ مع ورد (القراءة لليافعين) بالتعاون مع منصة النقش»، حيث تحدث عن رحلته القرائية المتميزة، وتجربته في عالم الكتب الغني، مشيراً إلى أن والديه هما من غرس في قلبه حب القراءة منذ الصغر. وأعرب ورد عن رغبته في المشاركة بتحدي القراءة العربي، كما توجه بالشكر للمؤسسة على مساعدتها في تنمية مواهبه من خلال تنظيم منصة النقش لليافعين، بالتعاون مع استراحة معرفة لليافعين.