
مع حالة من الترقب.. سام ألتمان يشوق العالم لوصول GPT-5
وقد نشر سام ألتمان، مدير ومؤسس OpenAI، عبر إكس لمحة أولى عن النموذج الجديد، حيث نشر لقطة شاشة تُظهر حواراً أجراه باستخدام ما يبدو أنه النسخة التجريبية من GPT-5.
وتفاعل المستخدمون مع المنشور بشكل واسع، خاصة بعدما أشار ألتمان إلى توصية النموذج بمسلسل الخيال العلمي "Pantheon"، وهو ما فسّره كثيرون على أنه أول ظهور علني لقدرات النموذج المرتقب.
قدرات محسّنة ومهام أكثر اعتمادية
من المتوقع، بحسب عدة تقارير متخصصة، أن يتمتع GPT-5 بقدرات موسّعة مقارنة بالإصدارات السابقة، من بينها نافذة سياق أكبر تسمح للنموذج بفهم واستيعاب كميات أكبر من المعلومات في نفس الوقت، إضافة إلى قدرة أعلى على تنفيذ المهام بشكل ذاتي، وهو ما يجعله أول نموذج ضخم من OpenAI يحصل على قدرات وكالية Agentic Capablities، أي تنطوي على اتخاذ قرارات مستقلة وتنفيذ إجراءات فعلية مثل حجز المواعيد أو تنظيم البريد الإلكتروني.
كما ستتضمن النسخة الجديدة دعماً متعدد الوسائط Multimodal، ما يعني إمكانية فهم النصوص والصور والصوت والفيديو والتفاعل معها بسلاسة ضمن نفس المحادثة.
ووفقًا للصور التي شاركها ألتمان، فإن GPT-5 قادر على استخلاص معلومات دقيقة من الإنترنت، مثل تقييمات النقاد الفنية لمسلسل معين، وتقديمها بلغة تحليلية مركزة.
توحيد النماذج
في منشور سابق على "إكس"، كشف ألتمان عن خطة OpenAI لتوحيد النماذج الذكية ضمن نموذج موحّد شامل، قائلاً: "نكره خاصية اختيار النموذج بقدر ما تكرهونها، ونسعى للعودة إلى ذكاء موحد وسحري". وأشار إلى أن GPT-5 سيكون أول نموذج يلغي الحاجة لاختيار بين نسخ GPT-4 أو o3 أو o4-mini، إذ سيختار النموذج تلقائياً الطريقة الأفضل لتنفيذ المهمة بناءً على مدخلات المستخدم.
وسيحل GPT-5 مكان نموذج GPT-4.5 المعروف باسم Orion، ليكون الأخير ضمن ما تصفه الشركة بالنماذج "غير المعتمدة على التفكير المتسلسل" (Non-Chain-of-Thought)، بينما سيُدمج نموذج o3 نهائياً في البنية الجديدة لـGPT-5.
من أبرز المفاجآت التي أعلنها ألتمان، في فبراير، أن مستخدمي ChatGPT في النسخة المجانية سيحصلون على وصول غير محدود إلى نموذج GPT-5، وهو ما يعد تحوّلاً في سياسة الشركة التي كانت تقصر المزايا المتقدمة على المشتركين في خطة "بلاس" و"برو".
لكن هذه التوسعة تأتي مع تحذير من حدوث بعض الاضطرابات المؤقتة، حيث نبّه ألتمان إلى احتمالية حصول "اختناقات في السعة" خلال الأسابيع المقبلة، قائلاً: "يرجى الصبر، فقد نمرّ ببعض العقبات، لكنها ستكون مؤقتة". وتزامن هذا التحذير مع شكاوى من بعض المستخدمين بشأن فرض قيود مؤقتة على عدد الصور التي يمكن رفعها يوميًا داخل التطبيق.
تجربة آمنة
بالتوازي مع التطوير التقني، كشفت OpenAI عن مجموعة من التحديثات الجوهرية التي تهدف إلى جعل تجربة ChatGPT أكثر أمانًا، خصوصًا في التفاعلات الشخصية والمعقدة نفسيًا. وتضمنت التعديلات تدريب النموذج على التفاعل بما وصفته الشركة بـ"الصدق الواقعي"، بعد أن لاحظ المستخدمون سلوكًا مفرطًا في الإيجابية من نموذج GPT-4o، دفعه أحيانًا إلى قول ما يرضي المستخدم بدلًا من تقديم المعلومة الدقيقة.
ومن أبرز الإجراءات التي اتخذتها الشركة هو جعل المنصة الذكية أكثر وعيًا بالحالات النفسية الدقيقة، حيث يتم تطوير أدوات لرصد العلامات المحتملة على الاضطراب العاطفي أو الاعتماد النفسي على الذكاء الاصطناعي، مع توجيه المستخدمين نحو موارد موثوقة ومبنية على أسس علمية.
كما أن الشركة أعلنت بدء إدراج تذكيرات بصرية خلال جلسات الاستخدام الطويلة لتشجيع المستخدمين على أخذ استراحات، ما يهدف للحد من الإفراط في الاعتماد على ChatGPT، مشيرة إلى أنها لا تسعى إلى دفع المستخدمين نحو قضاء وقت أطول، مع ضمان إنجاز المهام التي يأتون للقيام بها على متن المنصة الذكية.
وستعمل الشركة على تغيير سلوكيات ChatGPT وأسلوبه في التعامل مع الأسئلة العاطفية أو المصيرية التي يطرحها المستخدم عليه.
فعلى سبيل المثال، إذا سأل المستخدم "هل يجب أن أنفصل عن شريكي؟"، فإن النموذج لن يقدّم إجابة مباشرة، بل سيحاول مساعدته على التفكير في القرار، من خلال طرح أسئلة ومساعدته على وزن الإيجابيات والسلبيات.
ولضمان موثوقية هذا التوجه الجديد، أعلنت OpenAI عن تعاونها مع أكثر من 90 طبيبًا في 30 دولة، من بينهم أطباء نفسيون وأطباء أطفال وأخصائيون في الطب العام، لبناء معايير دقيقة لتقييم المحادثات المعقدة.
كما تعمل الشركة مع باحثين في مجال التفاعل الإنساني الحاسوبي (HCI) ومعالجين نفسيين لاختبار النماذج تحت ظروف صارمة، وقياس سلوكيات الذكاء الاصطناعي في المواقف الحساسة. إضافة إلى ذلك، تم إنشاء لجنة استشارية دائمة تضم خبراء في الصحة النفسية وتنمية المراهقين، لضمان توافق السياسات مع أحدث الأبحاث والممارسات الفضلى.
وفي نفس السياق، أشار ألتمان في تغريدة نشرها مؤخرا إلى أن الشركة تعمل على التجهيز إطلاق مجموعة واسعة من الابتكارات تشمل نماذج ذكاء اصطناعي جديدة، ومنتجات متطورة، وميزات محسّنة ستغيّر من تجربة المستخدمين مع المنصة.
لكنه في الوقت نفسه، دعا المستخدمين إلى التحلّي بالصبر، إذ حذّر من احتمال مواجهة بعض الاضطرابات المؤقتة في الأداء نتيجة "ضغوط السعة" المرتبطة بالطلب المتزايد، موضحًا: "نرجو منكم التحلّي بالصبر في ظل بعض العقبات المحتملة وضغوط السعة التي قد تواجهنا. قد تكون التجربة غير مستقرة بعض الشيء، لكننا نعتقد حقًا أنكم ستحبّون ما أعددناه لكم!".
يرجح هذا التصريح بأن GPT-5 سيكون النموذج الأكثر تقدمًا من OpenAI، ما يجعل الإقبال عليه متوقعًا على نطاق واسع، ويضع ضغوطًا تشغيلية متزايدة على البنية التحتية للشركة، لذلك من المرجح أن يكون إطلاقه حذراً بعض الشيء وإتاحته ستكون محدودة على مستوى المستخدمين، نظراً لقدراته الفائقة التي سيكون لها تبعات على البنية التحتية الحاسوبية للشركة وكذلك السلامة العقلية للمستخدمين.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


صحيفة سبق
منذ 4 ساعات
- صحيفة سبق
"قفزة في الذكاء"… OpenAI تطلق GPT-5 بقدرات محسّنة في البرمجة والصحة وتقليل الهلوسة
أعلنت شركة OpenAI اليوم عن إطلاق نموذج الذكاء الاصطناعي الجديد GPT-5، واصفةً إياه بأنه "نقلة نوعية" في الذكاء، مع تحسينات كبيرة في دقة المعلومات، وفهم الأوامر، وتقليل المبالغة والمجاملات. ويتميّز GPT-5 بتحسينات شاملة في عدد من المجالات الحيوية، من أبرزها: • البرمجة والتطوير: يُعد GPT-5 أفضل نموذج ترميز أنتجته الشركة حتى الآن، مع قدرة أقوى على كتابة واجهات المستخدم المعقدة، وتصحيح أخطاء مستودعات الأكواد الكبيرة. • الصحة والكتابة الرياضية: أصبح النموذج أكثر دقة في الإجابة على الأسئلة الطبية، كما أظهر أداءً محسناً في مسائل الرياضيات والتحليل الكتابي. • الذكاء البصري والتفكير المتقدم: GPT-5 قادر على فهم الصور بشكل أدق، ويقوم بتحليل أكثر عمقًا قبل الرد. وبحسب OpenAI، فإن GPT-5 يقلل من احتمالية "الهلوسة" أو تقديم معلومات خاطئة بنسبة 45% عند تفعيل ميزة البحث في الويب، كما أن ردوده أثناء "التفكير" أقل عرضة للأخطاء بنسبة 80٪ مقارنة بالنموذج o3. كما يتمتع GPT-5 بميزة أكثر صدقًا في التفاعل، حيث يُظهر شفافية أكبر عند مواجهة طلبات غير ممكنة أو غير واضحة أو تتطلب أدوات غير متاحة. أضافت OpenAI أربع شخصيات مميزة يمكن للمستخدمين اختيارها أثناء استخدام GPT-5، وهي: • المتشكك (Cynic) • الروبوت (Robot) • المستمع (Listener) • المهووس بالمعرفة (Nerd) هذه الشخصيات اختيارية وتمنح المستخدم تحكمًا أوسع في كيفية تفاعل النموذج معه. النموذج متاح لجميع مستخدمي ChatGPT، بينما يتمتع مشتركو خطة Plus بأولوية في الاستخدام قبل الوصول للحد المسموح، ويحصل مشتركو خطة Pro على نسخة GPT-5 Pro المدعومة بقدرات تفكير واستنتاج ممتدة. عند بلوغ الحد الأقصى، يتم التبديل تلقائيًا إلى نسخة مصغّرة من GPT-5 لاستكمال الاستفسارات المتبقية. الجدير بالذكر أن GPT-5 يحل محل النماذج السابقة: GPT-4o، OpenAI o3، o4-mini، GPT-4.1، وGPT-4.5.


الشرق السعودية
منذ 4 ساعات
- الشرق السعودية
OpenAI تطلق رسمياً نموذج GPT-5.. تعرف على مزاياه
أطلقت OpenAI، الخميس، الجيل الجديد من نماذج الذكاء الاصطناعي تحت اسم GPT-5، والذي يُمثّل قفزة نوعية في قدرات التعلم الآلي والفهم اللغوي والإدراك البصري، حيث تعتبر الشركة نموذجها الجديد بأنه الأكثر تطوراً من بين جميع إصداراتها. وقال الرئيس التنفيذي ومؤسس OpenAI سام ألتمان، خلال مؤتمر إطلاق الجيل الجديد، إن نموذج GPT-5 يتمتع بقدرة فائقة على التفكير المنطقي (Reasoning)، ومعالجة البيانات المتعددة، وتقديم استجابات دقيقة وموثوقة في مجموعة واسعة من المجالات، تشمل البرمجة، والصحة، والكتابة، والتصميم، إضافة إلى فهم الصور والفيديو والرسومات. معمارية موحدة ويعتمد نموذج GPT-5 على نظام موحد ذكي (Unified System) يجمع بين 3 مستويات من الأداء، فالمستوى الأول مصمم للاستجابة السريعة للأسئلة الشائعة والمباشرة، في حين أن المستوى الثاني، الذي يحمل اسم GPT-5 Thinking، يتعامل مع المشكلات الأكثر تعقيداً ويتطلب فترات أطول من التفكير لإنتاج إجابات دقيقة ووافية. بينما الجزء الثالث من النظام، فيتمثل في موجّه لحظي ذكي (Real-Time Router) يُقرر تلقائياً أي نموذج ينبغي استخدامه، بناء على نوع المحادثة وتعقيد المهمة ومتطلبات الأدوات، بل وحتى نية المستخدم إذا أشار إليها في سؤاله مباشرة مثل قول: "فكّر بعمق في هذا الأمر" (Think hard about this). وبهذه المعمارية الموحدة لنموذج GPT-5 تتخلى الشركة عن قائمتها لاختيار النموذج المناسب للمهمة التي يرغب في إنجازها باستفساراته، فسيحل النموذج الجديد محل جميع نماذج الشركة السابقة. 3 مجالات ركزت OpenAI في تحسيناتها مع GPT-5 على 3 من أكثر استخداماتChatGPT شيوعاً وهي البرمجة والكتابة والاستشارات الصحية. وفي مجال البرمجة، يُعد GPT-5 الأقوى حتى الآن ضمن نماذج الشركة، حيث أظهر كفاءة واضحة في إنشاء الواجهات الأمامية المعقدة للتطبيقات والمواقع الإلكترونية، وتصحيح الأكواد البرمجية (Debugging) في المكتبات البرمجية. وأوضحت الشركة، خلال مؤتمرها، أن المستخدمين بإمكانهم تحويل فكرة بسيطة إلى موقع إلكتروني متكامل أو لعبة تفاعلية من خلال أمر واحد فقط، مع مراعاة الجوانب الجمالية والتفاعلية بشكل دقيق. وأشار مختبرون مبكرون للنموذج إلى تحسن ملحوظ في فهمه للتباعد بين العناصر (Spacing)، واختيار الخطوط (Typography)، وتوظيف المساحات البيضاء (White Space) بطريقة متناغمة مع معايير التصميم العصري. أما في مجال الكتابة، فقد أثبت GPT-5 قدرته على صياغة المحتوى باحترافية فائقة، إذ يمكنه تحويل أفكار أولية إلى نصوص متكاملة تتمتع بإيقاع لغوي وأسلوب أدبي يتناسب مع مختلف الأغراض، سواء كانت رسمية أو إبداعية. وبيَّنت الشركة، عبر موقعها على الإنترنت، قدرات النموذج في التعامل بسلاسة مع الأساليب الأدبية المعقدة مثل الشعر الحر (Free Verse) أو النثر ذي الإيقاع العروضي غير المنتظم (Unrhymed Iambic Pentameter)، ما يجعله مثالياً للصحافيين والكتّاب والباحثين على حد سواء. أما الجانب الصحي، فقد شهد تحسينات كبيرة، حيث بات GPT-5 أكثر دقة وموثوقية في الإجابة عن الأسئلة المتعلقة بالصحة، متجاوزاً جميع النماذج السابقة للشركة في اختبارات تقييم الأداء الطبي مثل HealthBench، الذي يُقيّم قدرة النماذج على محاكاة تفاعلات طبية حقيقية وفق معايير يضعها الأطباء. ويمكن للنموذج الآن شرح نتائج التحاليل الطبية بلغة مبسطة، وطرح تساؤلات استباقية تساعد المستخدم في استغلال وقت استشارته الطبية بشكل أفضل، لكنه في الوقت ذاته لا يحل محل الطبيب وإنما يعمل كداعم معرفي (Thought Partner) يعزز فهم المستخدم لحالته الصحية. ولم يقتصر التحسين على الجوانب النصية فقط، إذ تفوّق GPT-5 أيضاً في التعامل مع المدخلات متعددة الوسائط (Multimodal Inputs)، بما في ذلك الصور، ومقاطع الفيديو، والرسوم البيانية، والبيانات العلمية، بفضل تفوقه على معايير متعددة مثل MMMU (Massive Multimodal Understanding). وبات بإمكان النموذج الآن تفسير العروض التقديمية، وتحليل الصور الطبية، وتلخيص المحاضرات المرئية بطريقة دقيقة وذات صلة بسياق الحوار. إجراءات لتجربة الأمان ولضمان سلامة المحتوى، واصلت OpenAI الاستثمار في جعل نموذجها الجديد أكثر دقة وموثوقية، خصوصاً عند تعامله مع الأسئلة المعقدة والمفتوحة التي لا تملك إجابات جاهزة. وفي هذا السياق، أظهر GPT-5 تفوقاً ملحوظاً في قدرته على تقليل معدل الأخطاء المعلوماتية، أو ما يُعرف تقنياً بـ"الهلاوس" (Hallucinations). فقد أظهرت الاختبارات أن النموذج الجديد، عند تفعيل خاصية التفكير العميق GPT-5 Thinking، قلل من معدل تقديم معلومات خاطئة بنسبة تصل إلى 80% مقارنة بنموذج OpenAI o3، و45% مقارنة بنموذج GPT-4o، وذلك باستخدام بيانات مجهولة الهوية تمثل سلوك المستخدمين الفعليين داخل منصة ChatGPT. كما خضع GPT-5 لاختبارات خاصة على معايير مفتوحة المصدر مثل LongFact (للمفاهيم والأشياء) وFActScore (لقياس دقة الادعاءات)، حيث سجل النموذج انخفاضاً بمقدار ستة أضعاف في معدل الأخطاء عند استخدامه كأداة لتوليد محتوى طويل مبني على الحقائق. ولم تقتصر التحسينات على تصحيح الأخطاء فحسب، بل شملت أيضاً زيادة الصدق المعلوماتي (Factual Honesty)، لا سيما في المهام المستحيلة أو غير المحددة أو التي تفتقر للأدوات المطلوبة. وخلال إحدى التجارب، أزال الباحثون الصور من اختبار بصري يُعرف باسم CharXiv، لكن نموذج OpenAI o3 قدّم إجابات واثقة على صور غير موجودة بنسبة تجاوزت 86%. في المقابل، كانت نسبة استجابات GPT-5 التي وقعت في الخطأ نفسه لا تتجاوز 9%. وأظهرت النماذج أن معدل الاستجابات المضللة (Deceptive Responses) في مهام مثل البرمجة غير القابلة للتنفيذ أو غياب العناصر البصرية الضرورية، تراجع من 4.8% في نموذج o3 إلى 2.1% فقط في GPT-5 Thinking، ما يعكس تحسناً ملحوظاً في قدرة النموذج على تحديد متى يتعذر إتمام المهمة، وتقديم شرح صريح للمستخدم حول حدود النظام. وفي مثال واقعي على ذلك كان في محاولة المستخدم تفعيل وحدة الاتصال اللاسلكي Wi-Fi عبر أمر برمجي يتطلب التعامل مع ملف نظام غير متوفر في بيئة العمل الافتراضية. أجاب النموذج السابق بأن العملية تمت، رغم عدم إمكانية تنفيذها فعلاً، أما GPT-5، فقد قدّم توضيحاً علمياً دقيقاً يشرح للمستخدم سبب تعذر تنفيذ العملية، وبيّن أن بيئة التنفيذ لا تحتوي على الجهاز المطلوب /dev/rfkill، مشيراً إلى كيفية تنفيذها في بيئة حقيقية على أنظمة Linux. وعلى عكس النماذج السابقة التي اعتمدت على ما يسمى التدريب القائم على الرفض (Refusal-Based Safety Training)، والتي غالباً ما كانت ترفض الطلبات التي قد تنطوي على مخاطر بشكل قاطع، أدخلت OpenAI مع GPT-5 نظاماً جديداً يُعرف بـ"الاستجابات الآمنة" (Safe Completions)، ولا يكتفي هذا النموذج بالرفض، بل يقدّم تفسيرات شفافة وبدائل آمنة قدر الإمكان، حتى في المجالات الحساسة مثل الفيروسات أو الكيمياء الحيوية. يُمكن للنموذج الجديد الآن تقديم إجابات جزئية أو توجيه المستخدم إلى معلومات عامة عند عدم إمكانية التعمق في الطلب، ما يجعله أكثر مرونة وقدرة على التعامل مع نوايا المستخدم الملتبسة، وتقليل حالات الرفض غير الضروري. أظهرت التحسينات الجديدة أيضاً انخفاضاً كبيراً في ما يُعرف بـ"المداهنة الاصطناعية" (Sycophancy)، وهي ظاهرة تَبرز حين يُبالغ النموذج في الموافقة أو الإطراء على المستخدم. وفي إصدارات سابقة، مثل GPT-4o، تسببت تحديثات معينة في جعل النموذج مفرطاً في الإيجابية والموافقة، وتمكنت OpenAI من خفض هذا السلوك في GPT-5 من 14.5% إلى أقل من 6%، من خلال تدريبات تستهدف تقليص هذا الميل، دون التأثير سلباً على جودة المحادثة. كما تم تقليل استخدام الرموز التعبيرية غير الضرورية، مع زيادة التركيز على تقديم ردود فكرية مدروسة، تجعل الحوار أكثر قرباً من تفاعل بشري واقعي وهادئ. وقدّمت OpenAI ضمن هذا الإصدار ميزة جديدة للمستخدمين تتمثل في اختيار شحصية النموذج قبل بدء التفاعل معه في محادثة، فيمكنهم الاختيار بين أربع شخصيات افتراضية، "الساخرة، والمستمعة، والروبوتية، والعالمة"، لتتناسب مع أسلوب تواصلهم، مع إمكانية التبديل بينها بسهولة من خلال إعدادات المحادثة. إصدار "برو" وللمهام التي تتطلب دقة أكبر وتفكيراً معمقاً، طرحت الشركة نموذجاً مخصصاً تحت اسم GPT-5 Pro، وهو إصدار متقدم يعتمد على قدرات حاسوبية أكبر، يتفوق في اختبارات الذكاء الاصطناعي الأصعب مثل GPQA (Graduate-Level Science Benchmark). وقد فضّله الخبراء بنسبة قاربت 68% على النسخة العادية في أكثر من ألف سيناريو واقعي، وسجل عدداً أقل من الأخطاء الجوهرية بنسبة 22%. وابتداءً من اليوم، سيصبح GPT-5 النموذج الافتراضي للمستخدمين الذين سجلوا دخولهم في تطبيق أو موقع ChatGPT، ليحل مكان النماذج السابقة مثل GPT-4o وOpenAI o3. ويتم تفعيل خاصية التفكير العميق (Extended Reasoning) تلقائياً عندما يكتشف النظام أن المهمة تتطلب مزيداً من التحليل، ويمكن للمستخدمين المشتركين في الباقات المدفوعة تفعيل النموذج المفكر يدوياً عبر كتابة "فكّر بعمق" (Think hard about this) ضمن الأمر النصي. وقد بدأت الشركة بطرح النموذج تدريجياً لجميع المستخدمين، بمن فيهم مستخدمو النسخة المجانية، بينما يتمتع مشتركو باقات Plus، وPro، وTeam بحدود استخدام موسعة. أما المستخدمون في المؤسسات التعليمية ChatGPT Edu والقطاع المؤسسي ChatGPT Enterprise فسيحصلون على إمكانية الوصول بحلول الأسبوع المقبل. ولمن تجاوز الحد اليومي المسموح به في الخطة المجانية، سينتقل ChatGPT لاستخدام النموذج الأخف، وهو GPT-5 Mini، وهو إصدار أسرع وأخف (Lightweight Version) لكنه لا يزال يحتفظ بكفاءة عالية.


مجلة رواد الأعمال
منذ 8 ساعات
- مجلة رواد الأعمال
نسب المشاهدة وعدد مرات الظهور على منصات التواصل الاجتماعي.. هل تعرف الفرق؟
إذا كنت من متخصصي منصات التواصل الاجتماعي، فبالتأكيد استوقفتك الفروق البسيطة بين عدد مرات الظهور، والمشاهدات، فيما يتعلق بتقييم المحتوى، وقياس مدى التفاعل. لكن هل تعرف ما تعنيه في الواقع؟ قد يبدو هذان المقياسان متشابهين، لكنهما يمثلان مراحل مختلفة تمامًا من تفاعل المستخدم. ومع احتساب كل منصة اجتماعية لهما بشكل مختلف، من السهل أن يختلط عليك الأمر. لماذا من المهم فهم الفرق بين مرات الظهور والمشاهدات على منصات التواصل الاجتماعي؟ تشير 'المشاهدة' الآن إلى الانتباه. في حين أن عدد مرات الظهور كانت تتعلق بشكل أكبر بتحميل المحتوى ببساطة على الشاشة. سواء رآه أحد أم لا. أيضًا، لا يزال 'لينكد إن' تتمسك بعدد مرات الظهور كمقياس أساسي لمعظم تنسيقات المحتوى. أما على صعيد الفيديوهات، تتتبع المشاهدات الاجتماعية بشكل منفصل. كما تخلق هذه التباينات بين المنصات الكثير من الضوضاء. وقد يرى البعض أن هذا الانقسام يهدد خصوصية البيانات. إذا كنت تقارن الأداء عبر المنصات دون فهم كيفية احتساب هذه الأشياء، فإنك تعرض نفسك لاتخاذ قرارات سيئة. لذا سواء كنت تكتب تقارير. أو تتوجه إلى العملاء، فإن معرفة الفرق بين عدد مرات الظهور والمشاهدات لم يعد اختيارًا. حيث إنها الطريقة الوحيدة لمعرفة ما إذا كان محتواك يرى بالفعل أم لا. تصنيف منصات التواصل الاجتماعي وسواء كانت فيسبوك على قائمة أولوياتك أو كانت مزيجًا من إنستجرام وتيك توك وإكس. دعونا نفهم كيف تحسب هذه المنصات الاجتماعية الانطباعات والمشاهدات. فيس بوك تتبع منصة فيس بوك عدد مرات الظهور عبر جميع تنسيقات المحتوى – الصور. الروابط. النصوص. والفيديوهات. كما يتم احتساب الانطباع في كل مرة يتم فيها تحميل محتواك على شاشة شخص ما. حتى لو مروا عليه دون التوقف. أما بالنسبة للمشاهدات، فيطبق هذا المقياس فقط على الريلز. حيث يتم احتساب المشاهدة عندما يبدأ تشغيل الريل. ما يشير إلى انتباه المستخدم الفعلي. ومؤخرًا كانت 'ميتا' تشجع الصانعين نحو استخدام المشاهدات كإشارة الأداء الرئيسية. خاصة لمحتوى الفيديو القصير. وعلى الرغم من ذلك، تظل الانطباعات حيوية كمقياس في فيسبوك لقياس الوصول، خاصة للمحتوى غير المرئي. انستجرام علاوة على ذلك، انتقلت منصة انستجرام بالكامل إلى المشاهدات كمقياس أساسي عبر جميع تنسيقات المحتوى. سواء كانت صورة أو مجموعة صور أو مقطع فيديو. وتأتي هذه الخطوة محل الانطباعات وتوحد كيفية قياس رؤية المحتوى. ماذا تحسب كمشاهدة على إنستجرام؟ بحسب إجراءات شركة ميتا، يتم احتساب مشاهدة في اللحظة التي يظهر فيها المحتوى على الشاشة. أما على صعيد مقاطع الفيديو (ريلز) ، يجب أن تتكرر تلقائيًا لمدة 3 ثوان على الأقل ليتم تسجيلها كمشاهدة. ومع ذلك، لدى 'ميتا' احتياطات لمنع المستخدمين من زيادة عدد المشاهدات بشكل غير صحيح. فعلى سبيل المثال، إذا شاهد شخص ما الفيديو بشكل متكرر في فترة زمنية قصيرة، سيتم احتساب المشاهدة الأولى فقط. ولإعادة العد، يجب أن يكون هناك فاصل زمني بين المشاهدات. لينكد إن على عكس 'إنستجرام'، يقدم 'لينكد إن' انطباعات عن جميع تنسيقات المحتوى وآراء حول الفيديوهات. سواء كنت تنشر محتوى للقيادة الفكرية، أو فيديوهات، فإن كل معيار يروي قصة مختلفة. كيف يتم قياس مشاهدات وعدد مرات الظهور على 'لينكد إن'؟ يتم احتساب الانطباع على المنصة في كل مرة يظهر فيها محتواك في تغذية شخص ما. بغض النظر عما إذا كانوا يتفاعلون معه. ذلك يعني أن رؤية مستخدم واحد لمنشورك عدة مرات تحتسب كـانطباعات متعددة. لكن مشاهدات الفيديو أكثر انتقائية. يسجل 'لينكد إن' المشاهدة فقط عندما يشاهد شخص ما على الأقل 2 ثانية من فيديوهاتك بينما يكون نصفه على الأقل مرئيًا على شاشته. ما يجعل المشاهدات إشارة أقوى للانتباه الفعلي. بينما تعتبر الانطباعات مفيدة لتتبع الوصول. يوتيوب ليس كل تعرض متساوي، ولهذا فإن معرفة الفرق بين عدد مرات الظهور والمشاهدات هو المفتاح لتقييم كيفية أداء مقاطع الفيديو الخاصة بك. هذان المؤشران في منصات التواصل الاجتماعي يخدمان أغراضًا مختلفة جدًا في نظام يوتيوب المعتمد على الخوارزميات. ولكن ماذا تعني المشاهدات وعدد مرات الظهور على يوتيوب؟ يتم احتساب الانطباع على يوتيوب في كل مرة يتم فيها عرض صورة مصغرة لمقطع الفيديو الخاص بك لمستخدم على الصفحة الرئيسية. أو في نتائج البحث. وهذا لا يعني أن شخصًا ما قد نقر، بل يعني فقط أنهم رأوا الفرصة. في حين يتم تسجيل المشاهدة عندما ينقر شخص ما بنشاط ويشاهد مقطع الفيديو الخاص بك لمدة 30 ثانية على الأقل. وهذا يجعل المشاهدات مقياسًا أقوى بكثير للارتباط الحقيقي. وجدير بالذكر أم منصات التحليلات الأصلية مثل Meta Insights و YouTube Studio و TikTok Analytics و LinkedIn Analytics المحطة الأولى لتتبع مشاهدات وانطباعات علامتك التجارية. حيث توفر لك هذه الأدوات وصولًا مباشرًا إلى عدد مرات عرض محتواك (الانطباعات) وعدد مرات مشاهدته (المشاهدات). كما تقدم بيانات أداءً في الوقت الحقيقي وتساعد على اكتشاف الانتصارات السريعة، مثل مقطع رييل يحقق تفاعلًا أو فيديو لديه معدلات انخفاض عالية.