logo
وفاء المشايخ لأساتذتهم

وفاء المشايخ لأساتذتهم

المدينةمنذ 7 ساعات

في ليلة وفاء، من أبرز مشايخنا في العصر الحديث لأستاذهم وشيخهم -رحمه الله- معالي فضيلة الأستاذ الدكتور عبدالوهاب أبو سليمان، عميد كلية الشريعة بجامعة أم القرى عضو هيئة كبار العلماء في المملكة العربيَّة السعوديَّة وعضو مجمع الفقه الإسلامي الدولي -سابقًا- وأحد علماء عصره.تقدِّم مجموعة من مشايخنا لرعاية حفل تدشين مكتبة معالي الدكتور عبدالوهاب أبو سليمان، التي تبنَّت إنشاءها مؤسَّسة المداد للتراث والثقافة والفنون، على أحدث طراز إسلامي، باستخدام أحدث التقنيات العلميَّة لتضم حوالى 22 ألف كتاب وبحث في مجالات علميَّة، حرص -رحمه الله- على جمعها على مدار 70 عامًا ماضية.ويعود الفضل الأوَّل للمهندس القدير صاحب الأثر العلمي والتاريخي والفني المهندس أنس صالح صيرفي، ابن رجل الأعمال رائد التجارة والصيرفة بمكَّة المكرَّمة صاحب الأيادي البيضاء على أهل مكَّة المكرَّمة والمقيمين فيها. وبرعاية كريمة من الإمام الفاضل القدير شيخنا أخي معالي فضيلة الأستاذ الدكتور عبدالرحمن السديس المشرف العام على رئاسة الشؤون الدينيَّة بالمسجد الحرام والمسجد النبويِّ إمام الحرم الشريف، وبحضور أخي وأستاذي معالي فضيلة الأستاذ الدكتور صالح بن حميد، المستشار بالديوان الملكي رئيس مجلس الشورى -سابقًا- ورئيس مجلس القضاء الأعلى -سابقًا- إمام الحرم، والذي قدَّم كتاب مسيرة عطاء ولمسة وفاء عن معالي الشيخ الدكتور عبدالوهاب أبو سليمان -رحمه الله- حيث قال في مقدِّمته «عن عطائه العلمي إنَّه كان موسوعيًّا يشمل الفقه والأصول والتاريخ ومناهج البحث، حيث ألَّف عشرات الكتب والتحقيقات، فضلًا عن إسهاماته الرَّائدة في تأصيل مناهج البحث العلمي عبر كتابه: (كتابة البحث العلمي صياغة جديدة)، الذي أصبح مرجعًا أساسًا للباحثين».«وهو -رحمه الله- لم يكن عالمًا محصورًا في أروقة العلم، بل كان مربيًا قدوة، يجالس طلابه في بيته العامر خلال موسم الحج، ويشركهم في حوارات علمية تزخر بالتواضع والكرم، محافظًا على روح المربِّي المتواضع كما وصفه تلاميذه».«تُوفِّي -رحمه الله- في ليلة السابع والعشرين من رمضان عام 1444هـ، لكنَّ إرثه بقي شاهدًا على عالِم جمع بين عمق التراث وحداثة العصر، فكان جسرًا بين الماضي والمستقبل، ومثالًا للعالِم المجدِّد الذي يخرج كنوز الشريعة؛ لتضيء دروب الحياة في كل الأعصار».وفي مداخله من فضيلة الإمام الشيخ عبدالرحمن السديس، أشاد فيها بإنجازات المرحوم فضيلة الشيخ عبدالوهاب أبو سليمان في مجالات التأليف العلمي، والتاريخ، والمراجعة العلمية، ودوره العلمي في التدريس، والتصحيح العلمي، ونشر العلم في بعض دول العالم، كما أشاد فضيلته بدور المهندس أنس صالح صيرفي في إنشاء مكتبة الشيخ عبدالوهاب أبو سليمان، واقترح العديد من الاقتراحات في تعميم الفائدة للمكتبة، منها تحويل مقتنياتها العلميَّة إلى مكتبة إلكترونيَّة تنشر كتبها إلكترونيًّا؛ فتعم الفائدة لأكبر عدد ممكن من طلبة العلم في أنحاء العالم، وعمل برنامج لندوات ولقاءات علميَّة عن الفقه وأصول الدِّين، ومن أهم برنامج تدشين المكتبة الندوة العلميَّة التي أشرف عليها معالي أخي فضيله الشيخ سعد الشتري، المستشار بالديوان الملكي، وتحدث فيها مجموعة من الباحثين من الأساتذة والعلماء، راصدين السيرة العلميَّة لفضيلة الدكتور عبدالوهاب أبو سليمان -رحمه الله-، وضمن برنامج الحفل ألقى زميله ورفيق دربه معالي الأستاذ الدكتور عبدالعزيز خوجة وزير الإعلام -الأسبق- وعميد كلية التربية تزامنًا في نفس الفترة مع عمادة الأستاذ الدكتور عبدالوهاب أبو سليمان لكلية الشريعة. وعدَّد مناقب الشيخ عبدالوهاب، وخلقه، وأدبه في التعامل مع زملائه وطلبته، وأوضح نجوميته عالميًّا، وضلاعته في علمه.لقد كانت مناسبة تدشين مكتبة العالِم عبدالوهاب أبو سليمان حدثًا علميًّا شارك فيها أعمدة مشايخ العلم، وأساتذة الجامعات، ورجال الأعمال -وكنت أحدهم-، وكان وراء هذا التجمُّع العلمي الكبير أخي معالي السيد الأستاذ الدكتور أسامة البار، أمين العاصمة المقدَّسة -سابقًا- ومجموعة من الزملاء الأفاضل. وعن جميع رجال الأعمال في منطقه مكَّة المكرَّمة أتقدَّم بالشكر والتقدير للمهندس أنس صيرفي، على مبادرته الرَّائعة لدعم العلم والبحث العلمي لشيخ من شيوخ المملكة العربيَّة السعوديَّة.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

"طرق الحج".. من دروب المشقة والخوف إلى مسارات الراحة والأمان
"طرق الحج".. من دروب المشقة والخوف إلى مسارات الراحة والأمان

سعورس

timeمنذ ساعة واحدة

  • سعورس

"طرق الحج".. من دروب المشقة والخوف إلى مسارات الراحة والأمان

ففي الماضي، كانت قوافل الحجيج القادمة من مختلف الأقطار تمر عبر مسارات شاقة، كدرب الحج الشامي والمصري والعراقي واليمني، تعبر من خلالها الجبال والصحارى، وتواجه تقلبات الطبيعة وندرة الماء، فضلًا عن احتمالات انقطاع الإمداد أو التعرض للخطر. وكان الطريق يستغرق شهورًا، ويعتمد الحجاج على محطات الاستراحة والآبار المنتشرة على طول المسار، بالإضافة إلى جهود الأهالي والقبائل في تأمين الغذاء والمأوى. ورغم كل تلك التحديات، كانت هذه الرحلات تمثل تجارب إيمانية عميقة، يتجلّى فيها الصبر والتوكّل، وتُسجّل في مدونات التاريخ بروايات الرحالة والمؤرخين، الذين وصفوا تفصيلًا مشقّة الطريق وأحوال الحجيج. ومع توحيد المملكة على يد الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود -رحمه الله- بدأ فصل جديد من التغيير الجذري في مسارات الحج، حيث أُنشئت شبكات طرق برية وخطوط سكك حديدية وموانئ ومطارات، رافقها تطوير منظومة النقل والخدمات اللوجستية، حتى أصبحت الرحلة التي كانت تستغرق شهورًا لا تتجاوز اليوم بضع ساعات، محاطة بأعلى معايير السلامة والرعاية. وفي إطار هذه النقلة النوعية، شهدت المملكة توسعًا كبيرًا في شبكات المطارات المنتشرة في جميع مناطقها، حيث أصبحت بوابات جوية متكاملة على مدار العام، تستقبل مئات الآلاف من الحجاج والمعتمرين من مختلف أنحاء العالم. وقد خضعت هذه المطارات لتحديثات شاملة، شملت التوسعة، ورفع الطاقة الاستيعابية، وتطوير مرافقها بما يواكب الزيادة المستمرة في أعداد الزوار. كما اعتمدت منظومة الحج على أحدث الحلول الرقمية والتقنيات الذكية، التي سهّلت الإجراءات بشكل غير مسبوق، من خلال أنظمة إلكترونية متكاملة تُدار بذكاء اصطناعي، تتيح تتبع حركة الحشود، وإصدار التصاريح، وتقديم الخدمات التوعوية واللوجستية بمرونة وسرعة، عبر تطبيقات ذكية متعددة اللغات. ومن أبرز المبادرات الرائدة في هذا السياق، مبادرة "طريق مكة"، التي أطلقتها المملكة لتيسير إجراءات الحجاج من بلدانهم، إذ يتم استكمال كافة إجراءات الدخول من المطارات في الدول المستفيدة، بما في ذلك التحقق من الوثائق، إصدار تأشيرات الدخول، تسجيل الخصائص الحيوية، والتخليص الجمركي، لتصل أمتعة الحاج مباشرة إلى مقر إقامته في المملكة، في تجربة تُجسّد التكامل التقني والخدمي من نقطة الانطلاق حتى الوصول. وعلى الصعيد الإنساني، عززت المملكة خدماتها بحضور تطوعي واسع، بمشاركة آلاف المتطوعين في الميدان، لتقديم الدعم والإرشاد والمساندة، مما يعكس روح العطاء والتكافل، ويُجسّد القيم السعودية في خدمة ضيوف الرحمن، وتوفير تجربة حج استثنائية ترتقي إلى تطلعات القيادة الرشيدة. واليوم، تواصل المملكة تقديم نموذج متقدم في إدارة شؤون الحج، من خلال رؤية المملكة 2030، التي وضعت خدمة الحجيج في صدارة أولوياتها، عبر تطوير البنى التحتية والمرافق الذكية في المشاعر المقدسة، وتيسير التنقل بين المواقع بوسائل حديثة، تشمل القطارات، والحافلات الترددية، والطرق السريعة، إلى جانب أنظمة إلكترونية تسهم في تنظيم الحشود وتيسير الإجراءات. ويؤكّد هذا التحول الشامل التزام المملكة الراسخ بخدمة الإسلام والمسلمين، ويجسّد رسالتها في توفير أجواء آمنة ومريحة لحجاج بيت الله الحرام، ليؤدوا مناسكهم بطمأنينة، مستشعرين عمق الرسالة ومهابة المقصد. وتبقى طرق الحج، من الماضي إلى الحاضر، شاهدًا حيًا على تطور هذه البلاد المباركة، وسعيها المستمر لجعل الرحلة الإيمانية أكثر رحابة وسلامًا.

شاهد حي على تطور هذه البلاد المباركة.. "طرق الحج".. من دروب المشقة إلى مسارات الأمان
شاهد حي على تطور هذه البلاد المباركة.. "طرق الحج".. من دروب المشقة إلى مسارات الأمان

سعورس

timeمنذ ساعة واحدة

  • سعورس

شاهد حي على تطور هذه البلاد المباركة.. "طرق الحج".. من دروب المشقة إلى مسارات الأمان

ففي الماضي، كانت قوافل الحجيج القادمة من مختلف الأقطار تمر عبر مسارات شاقة، كدرب الحج الشامي والمصري والعراقي واليمني، تعبر من خلالها الجبال والصحارى، وتواجه تقلبات الطبيعة وندرة الماء، فضلًا عن احتمالات انقطاع الإمداد أو التعرض للخطر. ومع توحيد المملكة على يد الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود -رحمه الله- بدأ فصل جديد من التغيير الجذري في مسارات الحج، حيث أُنشئت شبكات طرق برية وخطوط سكك حديدية وموانئ ومطارات، رافقها تطوير منظومة النقل والخدمات اللوجستية، حتى أصبحت الرحلة التي كانت تستغرق شهورًا لا تتجاوز اليوم بضع ساعات، محاطة بأعلى معايير السلامة والرعاية. وفي إطار هذه النقلة النوعية، شهدت المملكة توسعًا كبيرًا في شبكات المطارات المنتشرة في جميع مناطقها، حيث أصبحت بوابات جوية متكاملة على مدار العام، تستقبل مئات الآلاف من الحجاج والمعتمرين من مختلف أنحاء العالم. كما اعتمدت منظومة الحج على أحدث الحلول الرقمية والتقنيات الذكية، التي سهّلت الإجراءات بشكل غير مسبوق، من خلال أنظمة إلكترونية متكاملة تُدار بذكاء اصطناعي، تتيح تتبع حركة الحشود، وإصدار التصاريح، وتقديم الخدمات التوعوية واللوجستية بمرونة وسرعة، عبر تطبيقات ذكية متعددة اللغات. ومن أبرز المبادرات الرائدة في هذا السياق، مبادرة "طريق مكة"، التي أطلقتها المملكة لتيسير إجراءات الحجاج من بلدانهم، إذ يتم استكمال كافة إجراءات الدخول من المطارات في الدول المستفيدة، بما في ذلك التحقق من الوثائق، إصدار تأشيرات الدخول، تسجيل الخصائص الحيوية، والتخليص الجمركي، لتصل أمتعة الحاج مباشرة إلى مقر إقامته في المملكة، في تجربة تُجسّد التكامل التقني والخدمي من نقطة الانطلاق حتى الوصول. واليوم، تواصل المملكة تقديم نموذج متقدم في إدارة شؤون الحج، من خلال رؤية المملكة 2030، التي وضعت خدمة الحجيج في صدارة أولوياتها، عبر تطوير البنى التحتية والمرافق الذكية في المشاعر المقدسة، وتيسير التنقل بين المواقع بوسائل حديثة، تشمل القطارات، والحافلات الترددية، والطرق السريعة، إلى جانب أنظمة إلكترونية تسهم في تنظيم الحشود وتيسير الإجراءات. وتبقى طرق الحج، من الماضي إلى الحاضر، شاهدًا حيًا على تطور هذه البلاد المباركة، وسعيها المستمر لجعل الرحلة الإيمانية أكثر رحابة وسلامًا.

توفير شاشات تفاعلية بـ51 لغة عالمية بالجوامع الكبرى والمساجد التاريخية في المدينة المنورة
توفير شاشات تفاعلية بـ51 لغة عالمية بالجوامع الكبرى والمساجد التاريخية في المدينة المنورة

صحيفة عاجل

timeمنذ 2 ساعات

  • صحيفة عاجل

توفير شاشات تفاعلية بـ51 لغة عالمية بالجوامع الكبرى والمساجد التاريخية في المدينة المنورة

تواصل وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد -ممثلةً بفرعها بمنطقة المدينة المنورة-، وبالتزامن مع انطلاق موسم العمرة، تقديم خدماتها التوعوية والإرشادية، لزوار مدينة رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-، حيث وفرت الوزارة عددًا من شاشات المكتبة الإلكترونية في الجوامع الكبرى: "القبلتين، وسيد الشهداء، والخندق" تشتمل على مواد علمية تمكن الزوار والمعتمرين من تحميلها عبر جوالاتهم، لمتابعة جميع التعليمات التي يحتاجها المعتمر في رحلته ليؤدي مناسكه وفق المنهج الصحيح المستمد من الكتاب والسنة.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store