
عمرو دياب.. كلمات مكررة وموسيقى متجددة ونجاح مضمون
ويتألف الألبوم من 15 أغنية، من بينها؛ "خطفوني": من ألحان عمرو مصطفى، وكلمات تامر حسين، وابنته جانا، التي تشاركه الغناء في الأغنية، بالإنجليزية والعربية، و"يلا" من ألحان عزيز الشافعي، وكلمات تامر حسين، وابنه عبد الله الذي يشاركه الغناء بالإنجليزية أيضًا.
استماعات مليونية
وخلال 7 أيام منذ إطلاق الألبوم حقق إجمالي مرات استماع بلغت أكثر من 26 مليون مرة عبر منصته الرسمية على يوتيوب فقط، كان النصيب الأكبر لأغنية "خطفوني" ثم "ما تقلقش" و"ماليش بديل" ثم "ابتدينا" و"بابا" و"ارجعلها"، حيث حققت كل منها مرات استماع مليونية، كما ظلت أغنياته في صدارة قائمة الأكثر رواجا على يوتيوب.
أصبح عمرو علامة مميزة لكل صيف منذ ألبوم راجعين الصادر في صيف 1995، ليصبح الصيف هو الموسم الرسمي لأغنيات عمرو دياب الجديدة كل عام، على مدار الـ30 عاما التالية، ويصبح كل ألبوم جديد "للهضبة" إحدى علامات الصيف التي ينتظرها جمهوره.
التقاط الموجة الملائمة
اعتاد عمرو دياب التجريب، والتحرك مع الموجة الرائجة، ثم مع الوقت اكتسب خبرة تمكنه من التقاط الموجة التي ستحظى بالرواج، ومع مزيد من الوقت والشهرة تمكن من صنع الموجة الرائجة، خلال مسيرة امتدت لأكثر من 42 عاما.
يمكن تصنيف مسيرة عمرو دياب إلى 3 مراحل، القواسم المشتركة فيها هي الاستمرارية والتجريب، أما الاختلافات الجوهرية فيما بينها هو الثقة والتنقل من موقع السابح مع التيار إلى صانع التيار وموجهه.
المتابع لألبومات عمرو دياب البالغة 36 ألبوما سيدرك هذه التحولات، ففي خلال ألبوماته الأولى منذ ألبومه الأول "يا طريق -1983" كانت الموجة الرائجة في الأغنية حينها معنية بالإنسان وهمومه وأحلامه جنبا إلى جنب مع التحولات المجتمعية التي بلغت ذروتها في تلك الفترة من مطلع الثمانينات.
كانت كلمات أغنياته آنذاك أكثر عمقا وتفاعلا مع تلك المرحلة، منها "الزمن" و"المدينة" و"في أحضان الجبل" وفي هذا الألبوم غنى من كلمات شعراء أغنية كبار في تلك الفترة منهم عبد الرحيم منصور وعصام عبد الله، وبالطبع من ألحان أبرز ملحني تلك الفترة هاني شنودة، واستمر في تلك المرحلة من الكلمات الدرامية التي تسرد مشاهد وتحكي قصصا في إطار موسيقي حالم.
هلا هلا.. ببساطة وخفة
لمدة 6 سنوات و5 ألبومات، هي "يا طريق" و"غني من قلبك-1984″، صدرت هذه الألبومات الثلاثة بالتزامن مع دراسته الأكاديمية بقسم التأليف الموسيقي بالمعهد العالي للموسيقى التابع لأكاديمية الفنون، والتي بالتأكيد أفادته في تكوين نظريته ونظرته للموسيقى، كما أفادته في مشواره الموسيقي فمع تخرجه من المعهد أصدر ألبوم "هلا هلا – 1986".
وفي هذا الألبوم حققت الأغنية "هلا هلا"، أول تعاون له مع الشاعر مجدي النجار، نجاحا واضحا، ثم أتبعها بألبوم "خالصين – 1987" وتتالت الألبومات وتنوعت الأغنيات ما بين البساطة والخفة، وتعاون مجددا مع الشاعر مجدي النجار حتى جاءت أغنيتهما "ميّال" الصادرة في ألبوم يحمل نفس الاسم عام 1988.
ميّال.. اللحظة الفارقة
مع أغنية "ميّال" انتشر صوت عمرو دياب وحانت لحظته الفارقة في مسيرة شهرته، وتحديدًا مع إيقاعها الراقص وكلماتها البسيطة على مستوى الصورة والتشبيهات والدراما.
وجد عمرو دياب في تلك الفترة أولى عناصر معادلته للنجاح، البساطة والخفة في الكلمات، والبعد عن الصور الجمالية المركبة، والأفكار المعقدة، والهموم اليومية والإنسانية، مع مزيد من الحركة والانطلاق والإيقاعات الراقصة المنطلقة في التوزيعات، كانت هذه رؤيته التي قدمها وهو بعد في أولى سنوات دراسته الأكاديمية في لقاء قدمه مع الإعلامية فريال صالح عام 1982.
شوّقنا.. عنصر جديد في المعادلة
مع ألبوم "شوّقنا – 1989" سيتعرّف عمرو دياب على ثاني أهم عناصر معادلة نجاحه، التجديد الموسيقي، ومزج الموسيقى الغربية الجديدة وآلاتها مع الموسيقى الشرقية وإيقاع المقسوم، ليتسع تعاونه مع الموزّع الموسيقي الأشهر حينها حميد الشاعري وموجته الموسيقية التي أثارها.
كان حميد يدرك أهمية الرقص وما يضيفه إيقاعاته على الموسيقى العربية، ويدرك إلى أين يتجه ذوق الجمهور العربي ويتبعه، وسيتعاون معه بكثرة في ألبومين هما "شوّقنا" و"ميال" وتولى حميد الشاعري توزيعات ألبوم "متخافيش – 1990" بالكامل، والذي جاء بكلمات خفيفة بسيطة، وأغنيات قصيرة كتبها مجدي النجار ومدحت العدل ولحّن معظمها عمرو دياب بنفسه.
من التسعينيات إلى الألفية.. المرحلة الذهبية
منذ عام 1990، يعيش عمرو دياب ذروة نجوميته، فخلال عقد التسعينيات حقق العديد من القفزات في مسيرته الفنية، مثلما بدأت معادلته للنجاح تستقر عناصرها، وتضاف إليها عناصر جديدة، ففي عام 1990 اختير عمرو دياب للغناء في بطولة الأمم الأفريقية الخامسة المقامة في القاهرة.
إعلان
وكان هذا الاختيار أول لقاءاته مع جمهور خارج حدود مصر والناطقين بالعربية، ليتوالى بعدها حضوره العالمي، الذي تكيّف معه بأن أضاف عناصر موسيقية أكثر عالمية إلى أغنياته، ففي العام التالي 1991 استخدم الساكسفون في ألبوم "حبيبي" بتوزيع الموزع الشاب حينها حسام حسني.
التجديد والتنوع.. عنصر آخر ينضم للمعادلة
وفي تلك الفترة أثبت نجاحه وشعبيته لدى الجمهور، فأصدر ألبوم "أيامنا" في عام 1992، وفي العام نفسه قام ببطولة فيلم "آيس كريم في جليم" من إخراج خيري بشارة، وفيه يظهر ملمح آخر من رؤيته الفنية المتعلقة بالتجديد، مثّل عمرو البالغ من العمر حينها 30 عاما، دورا يشبهه إلى حد ما، لمغنٍ حالم اسمه سيف، يحاول رسم ملامح مشروعه الموسيقي، ويتخبط بين الذوق التجاري الغربي، وذوق الشارع المعاصر.
يتحدث سيف في الفيلم إلى أصدقائه الموسيقيين، عن تقنية جديدة في التسجيلات الموسيقية "التراك" وما تتيحه من إمكانيات جديدة للموسيقيين والموزعين، كانت تقنية تسجيل المسارات الصوتية المتعددة (Multi-Tracking Recording) جديدة بحق، تسهل عملية الإنتاج الموسيقي، حيث تتيح تسجيل صوت كل آلة على حدة، ثم معالجته وتوليفه مع بقية المسارات لصناعة أغنية كاملة.
ربما كان هذا الملمح جزءا أصيلا من حوار الفيلم، لكنها لمحة أصيلة عن عمرو دياب، الذي يتابع تطورات سوق الموسيقى عالميا ومحليا، ويملك بوصلة تشير إلى أين يتجه ذوق الجمهور، فصاغ معادلته الخاصة الملخصة في الجمع بين الأغنيات مضمونة النجاح في أغنية طربية ذات إيقاع مقسوم تبرز إمكانياته الغنائية، إلى جانب التجريب في تراكات جديدة يدخل فيها التقنيات الجديدة.
الأمر الذي ضمن له البقاء على رأس قائمة البوب ميوزك، بل وأهّلته للفوز بجائزة "وورلد ميوزك أوورد" أكثر من مرة، أولها عام 1998، عن ألبوم "نور العين – 1996″ الذي حطّم الأرقام القياسية في المبيعات في الشرق الأوسط، و"أكتر واحد بيحبك 2001″ و"الليلة دي 2007″ و"الليلة 2013".
ومع التقنيات الجديدة ظل على نفس حالته من التجريب والمزج، ففي ألبوم "أكتر واحد بيحبك" استعان بموسيقى التكنو ليمزجها مع الموسيقى العربية إلى جانب الراب كذلك.
المعادلة نفسها يطبقها مع ألبوماته الثلاثين التالية حتى آخر ألبوماته "ابتدينا" الصادر منذ أيام، تجديدٌ في الإيقاعات ومزجٌ في الموسيقى، وتعاونٌ متجدد مع الشباب، ربما ما يمكن أن يؤخذ على عمرو دياب هو أنه عالق في كلمات بسيطة مكررة لا يتغير قاموسها أبدًا، ربما يكرر الكلمة الواحدة أكثر من مرة؟
ففي أغنيته "شايف قمر" تكررت كلمة "قمر" 40 مرة في دقيقتين ونصف الدقيقة، هي مدة الأغنية، فيما تكررت كل من كلمتي "خطفوني" و"حبيبي" 18 مرة لكل منهما في أغنيته "خطفوني".
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الجزيرة
منذ 7 ساعات
- الجزيرة
أوبزرفر: لماذا سحبت "بي بي سي" فيلما عن قصف الأطقم الطبية بغزة؟
كشف منتجا فيلم وثائقي أعدته شبكة "بي بي سي" البريطانية -يتناول استهداف الجيش الإسرائيلي الأطقم الطبية والمستشفيات في قطاع غزة – عن أن إدارة القناة سحبت الفيلم قبيل موعد بثه بعد سلسلة من التأجيلات، لأسباب وصفوها بأنها سياسية وليست تحريرية. وكان الفيلم الذي حمل عنوان "غزة.. أطباء تحت القصف"، والذي أخرجه كريم شاه وأعدّته الصحفية الاستقصائية الحائزة جوائز راميتا نافاي وزميلها بن دي بير، ثمرة تحقيق استمر عاما كاملا، ووثق شهادات مؤلمة لأطباء ومسعفين فقدوا زملاءهم وأفرادا من عائلاتهم في القصف الإسرائيلي. وأوضح معدا الفيلم -في مقال لهما بصحيفة أوبزرفر البريطانية- أن العمل نال موافقة المحامين والمحررين في "بي بي سي"، وحاز ثناء كبار المسؤولين التحريريين، بيد أن عرضه أجل لعدة مرات قبل أن يسحب نهائيا في مايو/أيار الماضي، قبل أيام من بثه. ووفقا للمنتجين، فإن إدارة "بي بي سي" طرحت فكرة تقليص دور راميتا نافاي من "مراسلة" إلى "مساهمة خارجية"، بذريعة أن تغريداتها على موقع إكس (تويتر سابقا) اعتُبرت "منحازة" للفلسطينيين، رغم كونها إعادة تغريد لمصادر حقوقية توثق الانتهاكات. واعتبر المنتجان أن المؤسسة الإعلامية البريطانية العريقة رضخت لضغوط وخشيت من تكرار ما حدث مع فيلم وثائقي سابق عن غزة بعنوان "كيف تنجو في منطقة حرب"، سُحب من منصاتها بعد الجدل الذي أثاره بسبب كون الراوي "وهو طفل عمره 14 عاما ابنا لوزير في حركة حماس". وأشارا في مقالهما إلى أن إدارة "بي بي سي" بررت التأجيل بأن الفيلم الجديد يحتاج لمراجعة من مستويات عليا داخل المؤسسة، واعتبرت أن هناك حساسية سياسية كبيرة بشأن تغطية الحرب على غزة، خاصة في ظل الانتقادات التي وُجهت لتغطية القناة والتي اتُهمت بأنها تمنح "تكافؤا زائفا" بين ما جرى في السابع من أكتوبر/تشرين الأول ، والرد الإسرائيلي الذي خلف عشرات آلاف القتلى الفلسطينيين. كما كشفا أن بعض الاجتماعات التحريرية كانت تدار بروح من الرقابة الذاتية، حيث أُثيرت أسماء نشطاء مؤيدين لإسرائيل، وقيل إن بعض المعلومات في الفيلم قد تُرفض إذا اعتُبرت غير مقبولة من منظمات ضغط إعلامي مؤيدة لإسرائيل. وتابعا أنه في أحد الاجتماعات، قال أحد كبار صحفيي "بي بي سي" إنه يجب حذف بعض المعلومات لأنها لن تُرضي منظمة كاميرا، وهي هيئة رقابة إعلامية مؤيدة لإسرائيل. ورغم محاولة القناة لاحقا بث مقتطفات قصيرة من الفيلم، فإن شرطا قانونيا أُدرج في العقد ينص على منع منتجي الفيلم أو أي طرف يشتريه من "الإساءة لبي بي سي" أو الإيحاء بأنه فيلم معتمد من المؤسسة، وهو ما أدى إلى رفض التوقيع على العقد. وفي نهاية المطاف، بثت قناة "شانل 4" البريطانية الفيلم كاملا، ونال إشادة واسعة من النقاد والمتابعين، بينما تواصلت ردود الفعل داخل "بي بي سي" وخارجها، حيث أبدى عديد من الصحفيين تعاطفهم مع فريق العمل، وأكدوا أنهم "في الجانب الصحيح من التاريخ". لكن راميتا نافاي ودي بير اختتما شهادتهما بالقول: "نحن لا نريد أن نكون في الجانب الصحيح من التاريخ، بل في الجانب الصحيح من الزمن الحاضر".


الجزيرة
منذ 10 ساعات
- الجزيرة
فيديو نادر أطلق واحدة من أشهر ألعاب العالم.. القصة الحقيقية لـ"برنس أوف بيرشيا"
قلّة من الألعاب تمتع بالشعبية التي وصلت إليها لعبة "برنس أوف بيرشيا" -أي أمير بلاد فارس- إذ تمكنت اللعبة من بيع مليوني نسخة رغم صدورها في عام 1989، ومع أن اللعبة كانت تعتمد على مستوى رسومي وأسلوب لعب مبسط، فإن القصة وراءها أعمق مما تبدو. إذ أوضح جوردان ميكنر في كتابه "صناعة أمير بلاد فارس: يوميات 1985-1993" أنه اعتمد على تسجيل مقاطع فيديو لشقيقه ديفيد وهو يقوم بالحركات البهلوانية والقفزات المختلفة التي تظهر في اللعبة، ومن أجل الحفاظ على مصداقية المقاطع، ارتدى ديفيد ملابس تشبه ملابس بطل اللعبة طوال فترة التسجيل. وأشار ميكنر في كتابه إلى أنه اعتمد على تقنية تدعى "روتوسكوبينغ" (Rotoscoping) في تطوير مشاهد الحركة باللعبة، وهي تقنية عتيقة يعود استخدامها إلى عام 1915 عندما قام رسام الرسوم المتحركة ماكس فلايشر لأول مرة في سلسلة عصر الأفلام الصامتة من أجل توليد صور متحركة أقرب إلى الواقعية، ولكن لم تنتشر التقنية حتى عام 1937 عندما استخدمت في فيلم ديزني الشهير "بياض الثلج والأقزام السبعة". وتعتمد هذه التقنية على تتبع مشاهد ملتقطة حقيقية ونقلها في أوراق الرسومات من أجل تطبيقها على الرسوم المتحركة وتحريكها على مجموعة من المشاهد المتحركة للشخصيات التي تظهر في اللعبة أو الفيلم، وهي تعد من العمليات التي تستغرق وقتا طويلا في التحريك ولكن نتائجها تعد أفضل من غيرها. وحتى يتمكن ميكنر من القيام بذلك، كان يحتاج إلى تشغيل شريط الفيديو بعد تسجيل شقيقه، ثم يقوم بالتقاط مجموعة من الصور لكل ثانية من شريط الفيديو، بعد ذلك تتم معالجة هذه الصور ويعود بها للمنزل ليقوم برسمها يدويا قبل إرسالها إلى الأستوديو لوضعها في اللعبة. ورغم أن جزءا من هذه العملية كان يتم رقميا بحلول عام 1985، فقد كانت تستغرق وقتا طويلا وذلك بفضل رغبة ميكنر في تقديم تجربة ألعاب تحاكي التجربة التي قدمها سابقا في أولى ألعابه "كاراتيكا" (Karateka) التي كان والده هو نموذج الشخصية بداخلها. ويذكر ميكنر في كتابه أن شقيقه ليس الوحيد الذي كان نموذجا في لعبة "برنس أوف بيرشيا"، بل امتد الأمر إلى تينا ابنة زميله بيتر لا دو التي كانت ترتدي فستان حفلة التخرج الخاصة بها وكانت تعانق المنتج برايان إهيلر لالتقاط مشهد النهاية في اللعبة حين يصل الأمير إلى الأميرة.


الجزيرة
منذ 11 ساعات
- الجزيرة
نجم شباك التذاكر.. لماذا ينجح كريم عبد العزيز حيث يفشل الآخرون؟
يواصل النجم المصري كريم عبد العزيز تعزيز موقعه كواحد من أبرز نجوم شباك التذاكر في السينما المصرية، بعدما انفرد بتصدر قائمة الأفلام التي تخطّت إيراداتها حاجز الـ100 مليون جنيه (2 مليون دولار أميركي)، بمشاركته في أربعة من أصل ثمانية أفلام فقط حققت هذا الرقم خلال السنوات الأخيرة. ومن أبرز هذه الأعمال: "ولاد رزق 2″، "ولاد رزق 3″، "سيكو سيكو"، و"الحريفة 2″، إلى جانب أفلام حققت نجاحا جماهيريا ونقديا مثل "كيرة والجن"، "بيت الروبي"، "الفيل الأزرق 3″، وأحدثها "المشروع X". هذا النجاح المتواصل يؤكد قدرته على المزج بين الجاذبية التجارية والتقدير الفني، ليحافظ على موقعه المتقدم في صدارة نجوم السينما المعاصرين. "المشروع X": خلطة الأكشن والكوميديا حقق فيلم "المشروع X" نجاحا كبيرا منذ طرحه في مايو/أيار الماضي، إذ تجاوزت إيراداته 135 مليون جنيه، ليثبت كريم عبد العزيز من جديد قدرته على تصدّر شباك التذاكر المصري والعربي، ويعزز مكانته كأكثر النجوم تحقيقًا للإيرادات في السنوات الأخيرة. الفيلم من إخراج بيتر ميمي، وتأليف أحمد حسني، وينتمي إلى نوعية أفلام الأكشن والمغامرة الممزوجة بالكوميديا. تدور أحداثه عن عالم مصريات يُدعى يوسف الجمال، يواجه اضطرابات نفسية، ويجد نفسه مطاردا من منظمة غامضة بعد اكتشافه أسرارا قد تغيّر مستقبل الطاقة في العالم. يجمع الفيلم بين عنصر التشويق والبُعد الإنساني، وهو ما ساهم في جذب جمهور واسع وتعزيز الحضور الجماهيري للفنان كريم عبد العزيز. يشارك في بطولة الفيلم إلى جانب كريم عبد العزيز، ياسمين صبري، إياد نصار، أحمد غزي، مريم الجندي، وعصام السقا، مع ظهور خاص لعدد من النجوم في مشاهد قصيرة، مثل هنا الزاهد، ماجد الكدواني، كريم محمود عبد العزيز، مصطفى غريب، وفدوى عابد. شهد الفيلم تصاعدا لافتا في الإيرادات منذ أيام عرضه الأولى، محققا نحو 29.8 مليون جنيه في الأسبوع الأول فقط، ليرتفع إلى 48 مليونا في الأسبوع الثاني، ويواصل الصعود حتى تخطى حاجز الـ100 مليون لاحقا، بحسب بيانات غرفة صناعة السينما. "بيت الروبي".. إثبات جديد للنجاح حقق فيلم "بيت الروبي" إيرادات ضخمة تجاوزت 131 مليون جنيه منذ طرحه في عام 2023، ليؤكد مرة أخرى قدرة كريم عبد العزيز على تقديم أعمال جماهيرية تتجاوز الكوميديا السطحية، وتمتد لتلامس قضايا اجتماعية معاصرة. اعتمد الفيلم على ثنائية مميزة بين كريم عبد العزيز وكريم محمود عبد العزيز، في تجربة تمثيلية لا تقوم على النجم الأوحد، بل على تكامل أداء وشخصيات، مدعومة بنص اجتماعي ذكي ورؤية إخراجية واضحة لـبيتر ميمي. يجسّد كريم عبد العزيز شخصية المهندس إبراهيم الروبي، الذي يعيش مع زوجته في عزلة طويلة، بعد أزمة صادمة سببها ضغط مواقع التواصل الاجتماعي وعالم المؤثرين. لكن مسار الأحداث يجبره على العودة إلى القاهرة لمواجهة ماضٍ لم يُغلق بعد. ورغم الطابع الكوميدي الظاهر للفيلم، فإنه يطرح تساؤلات جادة عن تغلغل وسائل التواصل في حياتنا اليومية، ومدى قدرتها على تشكيل العلاقات وتحديد المصائر الشخصية. "كيرة والجن".. قوة البطولة الجماعية في عام 2022، حقق فيلم "كيرة والجن" إيرادات بلغت 120 مليون جنيه، ليصبح واحدا من أعلى الأفلام دخلا في تاريخ السينما المصرية، ليس فقط بفضل فكرته المأخوذة عن رواية 1919 للكاتب أحمد مراد، ولا لكونه ينتمي إلى النوع التاريخي، بل لأنه جمع بين اثنين من كبار نجوم الشباك، هما كريم عبد العزيز وأحمد عز، في تجربة جماعية مميزة كسرت النمط التقليدي للبطولة الفردية. يتتبع الفيلم مسار شخصيتي "كيرة" و"الجن" خلال أحداث ثورة 1919، حيث تتقاطع مصائرهما رغم اختلاف خلفياتهما وطباعهما. يجسد كريم عبد العزيز شخصية كيرة، العقل المدبر صاحب الطبع الهادئ والرصين، في حين يقدم أحمد عز شخصية الجن بروحه المتمردة وبنيته الصدامية، ما أضفى على العمل تناغمًا دراميًا مميزًا ومصداقية في الأداء المشترك. هذا التوازن منح الفيلم طابعا فريدا، خاصة مع وجود أسماء قوية في الأدوار المساعدة مثل هند صبري، سيد رجب، وأحمد مالك، تحت إدارة المخرج مروان حامد، ليخرج العمل بصورة مكتملة العناصر. نجح "كيرة والجن" في إثبات أن البطولة الجماعية، حين تكون مدعومة بكيمياء فنية صادقة، قد تكون أكثر تأثيرًا من البطولة المنفردة، ما جعله نموذجًا سينمائيًا متقنًا جمع بين العمق التاريخي والجاذبية الجماهيرية. "الفيل الأزرق 2".. 104 ملايين جنيه بعد النجاح الكبير للجزء الأول، عاد كريم عبد العزيز عام 2019 وقدم الجزء الثاني من فيلم "الفيل الأزرق"، الذي حقق أكثر من 104 ملايين جنيه، تأكيدا أن الجمهور يثق في هذه النوعية من الأفلام المعقدة نفسيا والمبنية على حبكات غير تقليدية. في هذا الجزء، يستكمل الفيلم قصة الدكتور "يحيى" بعد خمس سنوات من أحداث الجزء الأول، حيث يجد نفسه من جديد داخل قسم الحالات الخطرة ومع تصاعد التهديدات التي تطال حياته الشخصية والمهنية، يضطر إلى اللجوء مرة أخرى إلى "حبوب الفيل الأزرق" في محاولة لفهم ما يحدث، وفك شيفرات تتداخل فيها الهلاوس مع الواقع. الفيلم قدم الممثل المصري بشكل أكثر نضجا في الأداء وجرأة جعلته يتنقل بين العقلانية والجنون في لحظات دون أن يفقد تعاطف المشاهد أو مصداقيته. وقد ساعده في ذلك سيناريو أحمد مراد الذي صاغ حبكة أكثر قتامة وتعقيدا، وإخراج مروان حامد الذي حافظ على الهوية البصرية والجو المشحون بالغموض. مشاركة أسماء لامعة مثل هند صبري، نيللي كريم، إياد نصار، شيرين رضا وتارا عماد، أضافت إلى الفيلم، لكنه ظل في النهاية عملا يستند إلى حضور كريم عبد العزيز، الذي استطاع أن يصنع من شخصية "يحيى" واحدة من أكثر الشخصيات شهرة وتعقيدا في السينما المصرية الحديثة.