
سلاح حزب الله وحروب طواحين الهواء!ميخائيل عوض
سلاح حزب الله وحروب طواحين الهواء!
ميخائيل عوض
١
ابتلت المنظومة الحاكمة اللبنانيين بشتى الأمراض، وأشغَلَتهم عن همومهم، ونجحت ومازالت في حَرف اهتماماتهم لتتفرغ لنهبهم وسرقة أعمارهم.
'الهوبرة' و'التفنيص'، وتصديق الكذبة، والانشغال بحروب طواحين الهواء أخطرها.
السلاح ومهمته منذ أربعة عقود ونيف أزمة وموضوع في التداول، وقبله الفلسطينيين وبينهما السوريين وامتيازات الطوائف وسرقة تمثيلها.
واليوم يشغلون الفضاءات والاهتمامات بتسليمه.
٢
سلاح حزب الله لم يكلف اللبنانيين قرشاً واحداً، وحقق انتصارات، وأمنَّ السيادة والكرامة، واستعاد الحقوق والحرية، وأمنَّ الاستقرار الداخلي والسلم الأهلي، ومَنع الإرهاب من اجتياح 'جونية' والتنكيل بطرابلس وبعلبك وتدمير بيروت.
فعلها الإرهاب في ليبيا والعراق وسورية واليمن فمَن منعه في لبنان؟؟؟
'هوبرات' الإعلام ومنصاته؟
أم 'التفنيص'؟ وأين كان دجالو الفضائيات والمنصات؟؟
٣
لثلاثة وعشرين سنة أوقف إسرائيل على 'إجر ونص' ومنعها من التطاول والاعتداء وامتهان سيادة وكرامة لبنان.
فرض على الخليج والأوروبيين والأمريكيين إنفاق الأموال، ومؤتمرات باريس، و30 مليار من السعودية، و١٠ مليار من أمريكا. ألا تذكروا تصريحات 'شينكر' وأمثاله؟!
أنفقت إيران والحوزات عشرات المليارات على السلاح ورجاله، فتأمَن الاستقرار المالي والاقتصادي للبلاد، بينما ذاتها منظومة سحب السلاح وإقصاء الشيعة نهبت الودائع والمدَّخرات وإعمار اللبنانيين وتعويضاتهم.
٤
بحسب المتداول فإيران والمراقد والحوزات دفعت للحزب مليار ونصف سنوياً وما يقاربها على الآخرين وعلى مشاريع لتعزيز السلاح وبيئته.
عشرات مليارات الدولار هبطت بالمظلات أموال ريعية لولاها لانهار لبنان وجاع شعبه، فالمنظومة لا تُتقِن إلا نهب الودائع وسرقة الثروات وحقوق المتقاعدين والبلديات.
٥
أدى السلاح وظيفته وفاض لأربعة عقود، تولى محور المقاومة وفصائله التصدي لهجمة لوبي العولمة، ومحاولته إخضاع المنطقة وتأمين قرن النهب الأمريكي، فكل ما هو جار عالمياً من ظاهرة ترمب٢ والحرب بين لوبيات أمريكا ومقدمات انهيار الاقتصاد الرأسمالي اقتصاد النهب و'الكازينو'، وصعود أوراسيا والجديد العالمي، إنما هو بنتيجة تلك الحروب واستنزاف أمركة العالم وعولمته.
٦
حزب الله وبشهادة الخماسية والواقع المعاش التزم وقف النار، وأوفى بوعده جنوب الليطاني، وأعلن أمينه العام بوضوح قاطع تفويض الدولة والجيش، والانفتاح لمناقشة مصير السلاح.
الظن وبعضه إثم، والتسريبات أنَّ استراتيجية الحزب تتغير وقد يستقر على مقولة -أدى السلاح وظيفته فلا يكلِّف الله نفساً إلا وسعها-وكفى الله المؤمنين شر القتال، فقد فعلنا ما بوسعنا وقدمنا أغلى ما نملك من الرجال والأملاك.
فإن فعلها لا يُلام بل يُكرَّم.
٧
السلاح ورجاله الأساطير أنجزوا انتصارات، وتحملوا مع القاعدة الاجتماعية أكلاف وتضحيات تنوء تحتها الجبال، وتعجز شعوب وأمم عن تقديمها في الساحات والمسارح والميادين، ولأربعة عقود ونيف. فقد آن لهذا الفارس أن يترجل.
انتصاراتهم إعجازية في الـ ٢٠٠٠و٢٠٠٦، وفي القتال من مسافة صفر، وفي حرب الإسناد، وصواريخهم ومسيراتهم أسقطت أهم منتجات أمريكا والعالم الأنجلو ساكسوني، وأكدَّت تجربتهم ألَّا خيار إلا المقاومة، وتستطيع الأمه عبرها انتزاع حقها.
٨
الحق أنَّ وظيفة السلاح لم تنتهي، وهناك خيارات للاستفادة القصوى منه.
أن يبيعه كما فعلت القوات اللبنانية، ويستثمر عائداته في إعادة الإعمار، ففيها فوائد للاقتصاد اللبناني بدل تخزينه المكلِف أو تدميره استجابةً لطلبات المندوب السامي.
أن يعيده لإيران التي لا تحتاجه بل هو مكلف كذلك.
أن يسلِّمه للدولة والجيش، وهذا أفضل الخيارات لكن بشروط تأكيد وظيفته ودوره الوطني، وأن تتحقق مصالح كل اللبنانيين، ولتأمينهم ولحماية سيادتهم واستقلالهم كما كان بيده.
٩
ليكون تسليم السلاح في خدمة لبنان، وكما كان في خدمة سيادة وكرامة لبنان طوال العقود الماضية، ليكن خيار تسليمه اليوم إن حصل استكمالاً وتتويجاً لدوره ووظيفته في فرض معادلات السيادة والمصلحة اللبنانية على كل الأطراف وأهمها تلك الخارجية.
يسلَّم للدولة بشرط أن تصير دولةً عادلةً قادرة لكل أبنائها الأحرار والمتساوين.
أن يسلَّم للجيش بشرط أن يكون وفياً لقَسمه، وإرادة منتسبيه، محرراً من تدخل السفيرة والمندوب السامي، وتوفير الفرص المتساوية لكل أفراده بلا تحيز، وأن يصير حراً سيداً في مصادر سلاحه وأنواعه.
١٠
الأولوية وقبل كل شيء إلزام إسرائيل بوقف الاعتداءات والانسحاب وتسليم النقاط الـ١٣، والعودة الى اتفاق الهدنة وترسيم ٤٧، والتفاوض غير المباشر على تحصيل حقوق لبنان والتعويضات عن الاعتداءات والاحتلالات منذ الـ٤٧، وسرقة الثروات وتدمير البنى التحتية، وانتزاع حق لبنان بالشروع باستثمار ثرواته البحرية والبرية بلا قيود أو ضغوط.
١١
السلاح ورجاله الأساطير ثروة وطنية، ومنتَج إبداعي لبناني لكل لبنان، وعزةٌ لكل اللبنانيين، فهم الذين كانوا ومازالوا قادرين على تأمين لبنان وتعظيم مكانته وحمايته.
تذكروا أن بُناة الاتحاد السوفيتي وفيتنام واليابان وألمانيا وأوروبا هم ذاتهم المحاربون القادرون في أزمنة السلم على الإبداع والولاء والانتاج والإدارة.
الاستثمار بهم يعطي لبنان ميزات يفتقدها، ولا تتوفر للآخرين في زمن الفوضى وإعادة تشكيل المنطقة.
الحماقة كلها والغدر تكمن في التضحية بلبنان وعزته وفرادته، والتفريط بهذه الثروة وهذه الميزة في زمن اللايقين والغليان العالمي والإقليمي.
حيث تتبدل الدول وتتغير جوهرياً.
أفلا تعقلون؟؟ وألَّا تتفكرون؟
ألَّا تتذكرون؟
عناوين للاطلاع والمراجعة:
عناوين للاطلاع والمراجعة:

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


ساحة التحرير
منذ 6 ساعات
- ساحة التحرير
الذكرى الخامسة والثلاثين للوحدة اليمنية!علي ناصر محمد
الذكرى الخامسة والثلاثين للوحدة اليمنية! علي ناصر محمد بمناسبة حلول الذكرى الخامسة والثلاثين لتحقيق الوحدة اليمنية في 22 مايو 1990 نهنئ شعبنا اليمني العظيم بهذه الذكرى الخالدة، مجددين العهد لصيانتها وجعلها وحدة تخدم مصالح شعبنا اليمني. إننا ومعنا جماهير شعبنا التي لم تكفر بها ولم تحملها أخطاء وجرائم وانتهاكات من لم يكونوا في مستوى جلالها وعظمتها، نعتبرها من أيام التاريخ التي كتبها شعبنا اليمني بنضاله وبتضحيات آلاف الشهداء من أبنائه المناضلين على درب ثورتي سبتمبر وأكتوبر. في 22 مايو أُعلِنت الوحدة اليمنية من عدن، التي كان أبناء وبنات جمهورية اليمن الديمقراطية يهتفون للوحدة كل صباح: 'يمن ديمقراطي موحد نفديه بالدم والأرواح'. إن مما يعكر فرحتنا بهذه المناسبة أن تحل وعدن تختنق بنار الحرب والحر والرطوبة القاتلة والجوع والفوضى واللادولة. إن ما تعاني منه عدن ومدن يمنية عديدة جريمة كبرى تُرتكب عن عمد لكي تصبح الوحدة ماضٍ وذكرى، ومعها ثورتي سبتمبر وأكتوبر. إن كل سلطة شرعية أو غير شرعية يجب أن تكون على مستوى التحديات، ووفية لما تزعمه عن تعبيرها عن مصالح الناس صغيرهم وكبيرهم، نساءهم ورجالهم، بدون هوى ضيق الأفق، سواء كان مناطقيًا أو مذهبيًا. لقد بلغت معاناة الناس في عدن حدًا لا يُطاق، مما دفع حرائر عدن الباسلات للتجمهر في ساحة العروض بتاريخ 10 مايو، تلاها مظاهرات في لحج وأبين، رُفعت فيها المرأة صوتها عاليًا للمطالبة بأبسط حقوقهن وحقوق الشعب المشروعة، عندما سكت الرجال والمسؤولون الذين لهم مصلحة باستمرار الأزمة، من كهرباء وغذاء وماء وأمن ومرتبات، وبذات التعليم الذي توقّف منذ عام بسبب عدم دفع مرتبات المدرسين على ضعفها بعد أن تدهورت العملة الوطنية وبلغ سعر صرف الدولار 2500 ريال. وما ينطبق على مطالب المدرسين ينطبق على بقية الموظفين الذين لم يستلموا مرتباتهم لأكثر من عام، بينما تتمتع أقلية من تجار الحرب في النعيم وتراكم ثروات تهربها إلى خارج اليمن. وللتذكير، فإن مرتبات الموظفين في جمهورية اليمن الديمقراطية، برغم شُحّ إمكانياتها آنذاك والتشنيع المتعمد لها من قبل خصومها الكثر بزعمهم أن نظامها عمّم الفقر، كانت تُدفع بانتظام في اليوم الأول من كل شهر في كل المحافظات ولكل السفارات، وكانت الدولة تفي بالتزاماتها العربية والدولية كدفع اشتراكاتها السنوية في جامعة الدول العربية، ومنظمة الأمم المتحدة، ومنظمة التعاون الإسلامي، واليونسكو وغيرها. ما جرى ويجري اليوم في عدن وبقية المحافظات هو بسبب غياب الدولة وهيبتها، والحرب التي دخلت عامها الحادي عشر، وتركَت جرحًا عميقًا في جسم الوحدة الوطنية والنسيج الاجتماعي، وأصبح في اليمن اليوم أكثر من رئيس، وأكثر من حكومة، وأكثر من جيش، وأكثر من برلمان، وأكثر من بنك مركزي، وتعاني من شلل كل المؤسسات. لقد طالبنا أكثر من مرة بوقف الحرب والاحتكام إلى لغة الحوار بدلًا عن السلاح، والمصالحة التي تحفظ لليمن وحدتها وأمنها واستقرارها، في ظل وحدة عادلة تلبي مصالح الشعب السياسية المشروعة في ظل الدستور والقانون. ولطالما نادينا باستعادة دور مؤسسات الدولة برئيس منتخب واحد، وحكومة اتحادية واحدة، وقوات مسلحة وأمنية يمنية واحدة، أسوة بتجارب الدول الاتحادية، وهي أرقى أشكال الوحدة. إن هذا لن يتحقق إلا بالحوار اليمني – اليمني بين كافة الأطراف دون إقصاء أو استثناء لأحد، وعقد مؤتمر وطني للسلام في اليمن وليس خارجه، لمعالجة كل أسباب الصراع والأزمات. لقد أثبتت السنوات الماضية أن الحرب لم تجلب سوى الدمار للبلاد والتفكك والفقر للعباد. وككل الصراعات التي مهما طال أمدها، فإن صراعات اليمنيين مآلها الانتهاء على طاولة الحوار عندما تحسن النوايا، ويستشعر الكل خطر استمرار هذه الأوضاع الشاذة التي قد تُقسِّم اليمن وتشرذمه. لذلك، فإن انعقاد مؤتمر للسلام اليمني يعتبر أولوية وفرصة تاريخية لإعادة السلام إلى البلاد وتحقيق الاستقرار السياسي والاقتصادي والاجتماعي، وإعادة اليمن إلى وضعها الطبيعي. وليس بالجديد القول بأن الوطن يمر بمرحلة مفصلية، إذ إن الحرب لم تعد مجرد صراع بين أطراف سياسية أو عسكرية، بل أصبحت كارثة إنسانية تهدد وجود الدولة اليمنية برمتها. ومن خبرة الأحد عشر عامًا نؤكد أن الحلول العسكرية ليست فقط غير مجدية، بل لأنه لا يمكن لأي طرف من الأطراف فرض سيطرته الكاملة على البلاد بالقوة، مما يجعل خيار السلام هو المخرج الوحيد لوضع حد للكارثة وللصراع الذي يمر به وطننا. إن مؤتمر السلام اليمني أصبح اليوم ضرورة وطنية، فهو لن يكون مجرد لقاء عابر، بل مشروع وطني شامل وجاد لإنهاء دوامة الصراع الذي امتد لسنوات، ودمّر مقومات البلاد بكافة جوانبها، والتأسيس من خلاله لمستقبل يسوده الأمن والاستقرار والتسامح. كل ذلك سيتم بالتنسيق مع الشركاء الأشقاء والإقليميين والدوليين، وتحت رعاية دولية لضمان أن يكون هذا المؤتمر مخرجًا آمنًا لإخراج البلاد من مربع الصراع إلى مربع السلام المستدام، الذي يعيد لليمن مكانتها السياسية والاستراتيجية التي تمكّنها من أداء دورها المحوري في منظومة السلام العربية والدولية. ولا ننسى بهذه المناسبة التي كانت مناسبة يمنية وعربية، أنها تحل وغزة والضفة الغربية المحتلة بما فيها القدس الشريف، تعاني من حرب الإبادة والتدمير والتجويع والتهجير منذ أكثر من 7 أكتوبر 2023، التي راح ضحيتها أكثر من 170000 بين شهيد وجريح، معظمهم من النساء والأطفال، في ظل صمت عربي وإسلامي ودولي، إلا صوت الجماهير في العالم. وبهذه المناسبة نجدد العهد بوقوفنا إلى جانب الشعب الفلسطيني حتى النصر وقيام الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس. في الختام، أهنئ شعبنا اليمني العظيم بعيد الوحدة اليمنية، وأتمنى من الله العلي القدير أن يعيده علينا وعلى وطننا وشعبنا اليمني، وقد تحقق فيه السلام والوئام، والعدالة والمساواة، والحقوق المتساوية لكل الناس. كل عام وأنتم بخير. 2025-05-21


ساحة التحرير
منذ 6 ساعات
- ساحة التحرير
من باب إكرام الميت دفنه مش أكثر…!
من باب إكرام الميت دفنه مش أكثر…! رسالة وصلتني من أخ حبيب في شمال غزة من ضمن 5 شاحنات فقط دخلت غزة أمس تحت ما يسمى بالمساعدات الإنسانية كان هناك شاحنتان محملتان #بالأكفان بتبرع من دولة عربية مسلمة سُنية لأهل غزة. نود أن نشكر هذه الدولة الشقيقة التي لا نعلم من هي بالمناسبة على فطنتها العالية وفهمها العميق لما يحتاجه المواطن الغزّي ونُقدر لها حسها الإنساني والديني ونُعلِمها بأنها قد بدأت بنيل الثواب عند الله لقاء ما قدمته لأشلاء الغزيين وأجسادهم المحروقة إذ بلغ عدد الشهداء منذ ليلة أمس 140 شهيدًا يُفترض أنهم كُفنوا بأكفان هذه الدولة لكنني لستُ متأكدًا بأن هذا العدد من الأكفان قد استُخدِم لأن جُل الشهداء عبارة عن أشلاء فيتم جمع أكثر من شهيد في كفن واحد بالإضافة لبقاء الكثير من الشهداء تحت أنقاض منازلهم نظرًا لعدم توفر بواقر وكباشات لرفع الأنقاض لذا نطالب العرب بإدخال بعض المعدات الثقيلة كي نستخرج أحبابنا ونُكفنهم بكفن عربي ناصع البياض وبهذا يكون العرب قد ساعدونا في إكرام شهداءنا لأن 'إكرام الميت دفنه' ايش بدكم أحسن وأفضل من هيك يا أهل غزة.. يِخلف ياعمي 2025-05-21


ساحة التحرير
منذ 11 ساعات
- ساحة التحرير
'أحداث غير مُتوقّعة'.. عَين الحوثيّين على منصّات الغاز الإسرائيلية' !ماجدة الحاج
'أحداث غير مُتوقّعة'.. عَين الحوثيّين على منصّات الغاز الإسرائيلية' ! ماجدة الحاج في تطوّر نوعي، أعلنت حركة 'انصار الله' اليمنيّة امس الإثنين، فرض حظر بحري على ميناء حيفا – أهمّ الموانىء في الكيان 'الإسرائيلي' وألمركز البحري المتقدّم في شرق المتوسّط، ليضع قرار الحظر اليمني على هذا الميناء، الكيان امام تحدّ استراتيجي فعلي، خصوصا وأنّ خطوة تصعيديّة قادمة قد تتجاوز هذا القرار الى ما هو اخطر وأكثر ايلاما، حيث اكدت شخصيّة دبلوماسيّة عربية-نقلا عن مصدر صيني وصفته ب'الموثوق'، 'انّ عيون الحوثيّين باتت تشخص على منصّات الغاز 'الإسرائيلية' فيما لو انزلقت الامور عن سياقها، 'بانتظار قرار من القيادة العليا'! بقرار الحظر البحري على ميناء حيفا، تكون حركة 'انصار الله'، قد انتقلت الى مرحلة تصعيديّة لافتة بعد الحصار الجوّي الذي فرضته على 'اسرائيل'، وحيث بات استهداف مطار 'بن غوريون' بالصواريخ الباليستية وفرط الصّوتية كابوسا شبه يومي يؤرق تل ابيب ويضع ملايين المستوطنين في حال استنفار ورعب دائمَين، طالما انهم أصبحوا مُلزمين في ايّ لحظة، بالفرار الى الملاجئ هربا من الصواريخ اليمنيّة.. هذا عدا الآثار الإقتصادية السلبية الناتجة عن هذه الاستهدافات على قطاعات عديدة في الكيان-خصوصا السياحة والتصدير، والتي دفعت العديد من شركات الطيران الدولية للإذعان لقرار صنعاء وتعليق رحلاتها من وإلى 'اسرائيل'. بنيامين نتنياهو، الذي كانت تغمره 'النّشوة' وهو يُعلن انه يُغيّر الشرق الاوسط وضع 'اسرائيل' نفسها في مأزق وحصار فعليّ لن يعرف الخروج منهما- خصوصا وانّ مجالس العديد من القادة العسكريين وكبار المحلّلين والخبراء العسكريين الخاصّة-البعيدة عن الضوضاء، باتوا يُقرّون بصعوبة مواجهة 'الحوثيّين'، رغم الهجمات الجوّية العنيفة التي شنّتها المقاتلات 'الإسرائيلية' حتى الآن، وحيث كان آخرها الهجوم الذي شاركت فيه 15 مقاتلة تطلّب عبورها اكثر من 2000 كيلومتر ووُصف في 'اسرائيل' بأنه إنجاز نوعي وتقني، الا انها ضربت الأهداف نفسها كما في كلّ مرّة، نظرا الى افتقار 'اسرائيل'-كما الولايات المتحدة، للمعلومات الاستخباريّة وبنك الأهداف الفعليّ المتعلّق بالحركة اليمنيّة.. فماذا باستطاعة 'اسرائيل' ان تفعل تجاه اليمن بعد ان هربت الولايات المتحدة الاميركية نفسها من مواجهة 'الحوثيّين'؟ وآثر رئيسها المبادرة الى عقد اتفاق معهم بوساطة عُمانية؟ بعد الخسائر الجمّة التي مُنيت بها، رغم اعتماد حملتها العسكرية على حاملات طائرات وصواريخ دقيقة التوجيه وقاذفات استراتيجية واستهداف اكثر من 800 موقع في اليمن.. الا انّ 'انصار الله' واصلوا استهداف مدمّراتها وسفنها الحربية والتجاريّة في تحدّ غير مسبوق منذ الحرب العالمية الثانية. بعدما ذكرت صحيفة 'نيويورك تايمز' الاميركية انّ الولايات المتحدة استنزفت في غضون اقل من ثلاثة اسابيع 7 مليارات دولار في قصف اليمن دون تحقيق اي نتائج، وانّ الحوثيّين اسقطوا حوالي 7 بالمئة من اجمالي مخزون اميركا من طائرات 'ام كيو 9 ' المسيّرة، كاشفة انّ حملة القصف هذه إستنفذت ذخائر نادرة وأدّت الى إضعاف القدرة العسكريّة الأميركية.. إعتبر موقع 'ميدل ايست مونيتور' البريطاني في تقرير تحليليّ امس الإثنين، انّ العدوان الاميركي على. اليمن، تحوّل من استعراض قوّة الى فشل عسكري واستراتيجي للولايات المتحدة ووصف الكاتب في الموقع بيتر روجرز، الحملة الأميركية على هذا البلد بأنها 'الأضخم منذ عقود'. فكيف ستواجه 'اسرائيل' وحدها هذه الجبهة التي لم تحسب لها ولقدراتها حسابا من قبل؟ هل تراهن على عامل استنزاف الحركة اليمنيّة التي لا تزال توجّه صواريخها الباليستية وفرط الصّوتية على 'اسرائيل' منذ بدء تنفيذ قرار إسناد غزّة حتى الآن؟؟ لا معلومات استخبارية لديها عن حجم ترسانة 'الحوثيّين' الصاروخية او طائراتها المسيّرة او حركة قادتها.. لربما تلقّفت التقارير المتداولة التي تفيد ببراعة 'الحوثيّين' في التصنيع العسكري المحلي.. قبل ان تبدأ تقارير عبرية بالتصويب على صواريخ متطوّرة حصلوا عليها من روسيا والصين. معهد دراسات الأمن القومي 'الاسرائيلي' وفي تقرير نشره في اواخر شهر نيسان الماضي، لفت الى انّ' روسيا كانت ارسلت عددا من ضبّاط الاستخبارات العسكرية الى قواعد الحوثيين، ونقل صور الأقمار الصناعية اليهم لتحسين توجيه عمليّات الإطلاق التي يقومون بها'، وذكر المعهد انّ اللقاءات شارك فيها تاجر الأسلحة الرّوسي المخضرم فيكتور بوت لتعزيز صفقات الأسلحة، مشيرا الى انّ الصينيّين بدورهم عقدوا اتفاقيات مع 'الحوثيين'. في خريف العام الماضي، ذكرت وكالة 'رويترز' في تقرير لها، انّ ايران توسّطت في محادثات بين موسكو و'الحوثيّين' لنقل صواريخ كروز 'بي800 ' المضادة للسّفن الى صنعاء- وهو سلاح فرط صوتي. وإذا ما اقترن ببيانات الإستهداف الدقيقة التي توفّرها الأقمار الصناعية الصينيّة، فهذا يضمن 'للحوثيّين' قدرة على ..تعطيل او إغراق حاملة طائرات اميركية متى قرّروا ذلك- وفق اشارة الوكالة. وليُلحق تقريرها بتواتر تقارير اخرى افادت 'انّ علاقة الصين بالحوثيين ادّت.. الى مساعدة شركات الأقمار الصناعية الصينيّة لهم في استهداف السّفن الحربية سيّما حاملات الطائرات الاميركية بدقّة اكبر. وذلك يصبّ في مصلحة الصّين، إذ لطالما مثّلت حاملة الطائرات الاميركية أخطر تهديد قد تواجهه في حرب تقليدية مع الولايات المتحدة بشأن تايوان'- بحسب التقارير.. هذا قبل ان تذكر صحيفة 'ناشونال انترست' الاميركية بدورها خلال الشهر الجاري، 'انّ الحوثيّين بفضل تحالفهم مع ايران، يتمتعون بعلاقات ودّية مع كلّ من روسيا والصين، وهم مُنحوا مجموعة هائلة ومتنامية من الصواريخ المتطوّرة القادرة على ضرب اهداف بعيدة تصل الى 'اسرائيل'. وعليه، بات اليمن الجبهة التي تؤرق فعليّا الكيان 'الاسرائيلي'.. بعد تهديد رئيس المجلس السياسي الأعلى في حركة 'انصار الله' مهدي المشّاط لجميع الصهاينة ودعوتهم لالتزام الملاجىء من الآن وصاعدا، او المغادرة الى اوطانهم فورا 'لأنه لن يكون بمقدور حكومتكم الفاشلة حمايتكم بعد اليوم'-وفق تعبيره، جدّد زعيم الحركة السيّد عبد الملك الحوثي، تحذيره لإسرائيل من مفاجآت قادمة اكثر ايلاما اذا لم يتوقف العدوان على غزة ويُرفَع الحصار عنها.. مفاجآت قد تكون عنوان المرحلة القادمة، بدءا من اليمن، مرورا بغزّة، وصولا الى سورية ولبنان.. ثمّة معطيات تشير الى احداث كبرى مرتقبة في سورية خصوصا مع التصريح اللافت في توقيته اليوم الثلاثاء لوزير الخارجية الاميركي والذي قال 'إنّ سورية قد تكون على بُعد اسابيع من حرب اهليّة شاملة، مضيفا إنّ الإنهيار المحتمل للسلطة الإنتقالية السوريّة قد يكون على بُعد اسابيع وليس أشهر'!. ما يُعزّز فرضيّة ما رجّحه مصدر في موقع 'ميدل ايست آي'، عن' تطورات.. مرتقبة قد تكون غير متوقعة في المنطقة -خصوصا في سورية ولبنان، لربما تشكّل احداثا فارقة في لحظة مفصليّة تمرّ بها المنطقة!. 2025-05-21