
على مكتب دولة الرئيس: المنتخب الأردني حينما تصبح الكفاءة نهجاً وطنيّاً
جو 24 :
كتب أحمد عبدالباسط الرجوب
إنجاز وطني يتجاوز المستطيل الأخضر - تحدٍّ كبير.. وإرادة أكبر
في إنجاز رياضي وطني استثنائي، تأهل المنتخب الأردني لكرة القدم إلى التصفيات النهائية المؤهلة لكأس العالم 2026، والذي سيُقام في الولايات المتحدة الأمريكية. لكن هذا التأهل لم يكن مجرّد فوز رياضي، بل قصة نجاح وطنية شاملة، تُجسّد كيف يمكن للكفاءة، والالتزام، وروح الفريق أن تتفوّق على المال والإمكانات المحدودة.المنتخب الأردني دخل التصفيات دون موارد ضخمة أو ملاعب فاخرة، معتمدًا على ملاعب الترتان والعشب الصناعي، بالإضافة إلى محدودية الدعم اللوجستي والمالي. هذا الواقع قُوبِلَ بإرادة صلبة، مكّنته من التفوق على فرق عربية أخرى تمتّعت بوفرة مالية وترف لوجستي، لكنها فشلت في بلوغ منصة التأهل إلى المونديال العالمي، ليتصدّر الفريق مجموعته بأداء استثنائي.
سرّ الانتصار: كفاءة بلا مساومة - كيمياء الفريق": السلاح السري
لم يكن السرّ في التجهيزات، بل في المنهجية الرصينة والاختيارات الحاسمة. تمت إدارة الفريق بجودة فنية عالية، بدعم رسمي حكيم تمثل في توفير المستطاع وتهيئة الأجواء – دون أي تدخل في التشكيل أو القرارات الفنية. الأهم: تم اختيار اللاعبين حصريًا على أساس الكفاءة، دون محاباة أو ضغوط. هذه النقاء أتاح تشكيل فريق منسجم، يعمل كجسد واحد، يقدّم المصلحة العامة على أي اعتبار.تجسّدت روح التضحية في لقطةٍ خلّدتها الكاميرات: تنازل موسى التعمري عن ركلة جزاء لصالح زميله علي علوان، ليمنحه فرصة إحراز الهدف. هذا التصرّف – الذي أردد دائمًا أنه يختزل مقولتي: "روح الفريق تصنع كل الفارق" - "Team spirit makes all the difference" - هو جوهر "الكيمياء" التي حوّلت مجموعة موهوبين إلى فريق متكامل. فاللاعبون، رغم مهاراتهم الفردية الباهرة التي أبهرت المحللين، تجاوزوا الأنانية لصالح التمريرة الحاسمة والهجوم الجماعي، فكانت النتيجة أداءً يتجاوز مجموع أجزائه.
زخم شعبي.. وقيادة تشاركية
هذا الإنجاز أشعل موجة فرحٍ عارمة في الشوارع، لامس خلالها المواطنون أن منتخبهم يمثل قيمهم: الأمل، المثابرة، وعدالة الفرص لأصحاب الكفاءة. الأكثر إلهامًا: حضور سمو ولي العهد الأمير الحسين بن عبد الله وسط الجماهير، يهتف ويشجّع كأحدهم، لا من فوق المنصات. هذه الصورة النادرة بعثت رسالةً قوية: القيادة شريكة للشعب، وداعمة للفريق كشركاء في الوطن، لا كمراقبين.
تسويقٌ للأردن.. أقوى من كل الشاشات!
يُضاف إلى زخم الإنجاز بُعدٌ استراتيجي: تأهل المنتخب (بقلبه النابض من 11 لاعبًا) للمونديال سيكون فرصة ذهبية لتسويق الأردن سياحيًا وثقافيًا على المنصة العالمية، بطريقة عضوية وصادقة لم تُحققها الحملات الإعلامية رغم كثرة "الجهابذة" فيها – يا له من دليل ساطع على قوة الإنجاز الحقيقي! سيكون اللاعبون سفراء غير مأجورين، يعرضون جمال الأردن وإصدار أبنائه لعيون الملايين.
استثمار المستقبل: الأكاديميات.. مصنع الأبطال
كي لا يبقى الإنجاز منعزلاً، يجب تحويله لاستراتيجية وطنية طويلة النفس. البداية: الاستثمار الجاد في الفئات السنية (من تحت 10 سنوات فما فوق)، عبر إنشاء أكاديميات متطورة بمدربين عالميين، لبناء "خزان بشري كروي" يضمن تجدد دماء المنتخب الوطني (الوطني الأول) واستمرارية تميزه لعقود قادمة.
خارطة طريق: من النجاح الرياضي إلى النهضة المؤسسية
هذه التجربة ليست مجرد لحظة ابتهاج؛ إنها نموذج إداري متكامل يجب أن يكون نبراسًا للحكومة. على الدولة أن تتبنى هذا المنهج القائم على ثلاث ركائز: روح الفريق الواحد، الاحتكام للكفاءة لا الواسطة، والتلاحم الحقيقي بين القيادة والمواطن. تطبيق هذا الثالوث في مؤسسات الدولة هو الطريق لتحقيق إنجازات مماثلة في كل المجالات.
الورقة النقاشية السادسة: الدستور العملي للكفاءة
هذا المسار يجد سندًا فكريًا رصينًا في الورقة النقاشية السادسة لجلالة الملك عبدالله الثاني، التي أكّدت أن دولة القانون تُبنى بوضع "الشخص المناسب في المكان المناسب"، وأن الكفاءة هي المعيار الأوّل والأخير في كل موقع – قبل الواسطة أو المحسوبية.
ختاما : يا دولة الرئيس: دعوا الكفاءة تقود.. وستُذهلون بالنتائج!
الخلاصة التي نرفعها لمكتبكم الكريم: إذا أراد الأردن أن يحقّق معجزات في التنمية والإدارة كما حققها في الملاعب، فالعبرة واحدة: دعوا الكفاءة تقود، امنحوا العمل الجماعي مساحته، وارفعوا شعار "الفريق أولاً" في كل وزارة ومؤسسة. النتائج – يا دولة الرئيس – ستكون مشرّفة في الاقتصاد، التعليم، الصحة، المياه،... وكل الميادين، تمامًا كما كانت في ملعب كرة القدم. فهل نبدأ من هنا؟
باحث وكاتب اردني
تابعو الأردن 24 على

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


عمان نت
منذ 2 ساعات
- عمان نت
كيف تأهلنا إلى كأس العالم؟
على مدى أربعين سنة، ومنذ لعب المنتخب الأردنيّ أوّل مباراة له في التصفيات المؤهلة لكأس العالم في آذار 1985، والأردنّ يحاول التأهل لأهم مسابقة لكرة القدم، لكنّه لم ينجح إلّا اليوم في تحقيق هذا الهدف. في مرّات سابقة، اقترب المنتخب الأردني من تجاوز هذه التصفيات وتحقيق أولى مشاركاته، مثل ما حصل في التصفيات المؤهلة إلى مونديال 2014، وفي مرات أخرى خرج مبكرًا منها. لكنه نجح هذه المرة وسيشارك في النسخة الثالثة والعشرين من البطولة المنوي إقامتها في الولايات المتحدة والمكسيك وكندا، صيف العام 2026. في هذه النسخة من كأس العالم، رفع الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) عدد المنتخبات المشارِكة في البطولة من 32 منتخبًا في النسخ السابقة إلى 48 منتخبًا، بحيث تنال كلّ قارة حصّة من هذه المقاعد. في قارة آسيا رفع نظام المشاركة الجديد عدد المقاعد من أربعة في النسخ السابقة إلى 8 مقاعد ونصف في النسخة المقبلة، يتنافس عليها 46 منتخبًا ضمن التصفيات التي انطلقت أواخر 2023 وتنتهي في تشرين الثاني 2025. قُسّمت هذه التصفيات إلى أربعة أدوار، في الدور الأول تنافست المنتخبات العشرون الأقل ترتيبًا على لوائح الفيفا في قارة آسيا، وتأهل منها عشرة منتخبات إلى الدور الثاني. في الدور الثاني تنافس 36 منتخبًا هي المنتخبات الـ26 الأعلى ترتيبًا، بالإضافة إلى المنتخبات العشرة المتأهلة من الدور الأول. وزعت هذه المنتخبات على تسع مجموعات، لكل مجموعة أربعة منتخبات يتأهل منها إلى الدور الثالث صاحبا المركز الأول والثاني من كل مجموعة. بدأ المنتخب الأردني مشواره في هذه التصفيات من الدور الثاني، ولعب ست مباريات في المجموعة السابعة التي ضمت منتخبات السعودية وطاجسكتان وباكستان. لعب مع كل منتخب مباراتين وتصدّر ترتيب مجموعته بعد أن فاز في أربع مباريات، وتعادل في واحدة، وخسر واحدة، ليتساوى في النقاط مع المنتخب السعودي، لكنه تفوّق عليه بعدد الأهداف، ليتأهل المنتخبان للدور الثالث. في الدور الثالث وقع الأردن ضمن مجموعة ٍ ضمت منتخبات كوريا الجنوبية والعراق وعُمان وفلسطين والكويت. يتأهل من كل مجموعة صاحبا المركز الأول والثاني مباشرة إلى كأس العالم، فيما ينتقل صاحب المركز الثالث إلى الدور الرابع ليلعب الملحق المؤهل إلى كأس العالم. في هذه التصفيات فاز المنتخبُ الأردني على منتخبات قوية في قارة آسيا، وعلى أرضها، مثل المنتخب السعودي الذي شارك سابقًا في ست نسخ من كأس العالم، كما فاز على منتخبات تتقدم عليه في تصنيف الفيفا مثل المنتخب العراقي الذي كان يحتل في عام بدء التصفيات 2023 المرتبة 63 وكان الأردن في المرتبة 87. وتعادل مع منتخبات أخرى قوية، مثل المنتخب الكوري الجنوبي صاحب أعلى عدد مشاركات في كأس العالم من بين دول آسيا، وصاحب أفضل نتيجة في مشاركات المنتخبات الآسيوية في كأس العالم بحصوله على المركز الثالث في كأس العالم 2002. وتعادل المنتخب الأردني كذلك مع منتخبات تتفوق عليه في نتائج المواجهات السابقة مثل المنتخب الكويتي الذي لعب مع الأردن 33 مباراة بين ودية ورسمية، فاز في 13 منها وتعادل في 13، فيما فاز المنتخب الأردني في سبعٍ فقط. كانت نتائج المنتخب الأردني في هذه التصفيات امتدادًا لتطور أداء منتخبات كرة القدم الأردنية في السنوات القليلة الماضية، إذ حقق المنتخب المركز الثاني في بطولة كأس آسيا 2024 لأوّل مرة في تاريخه. فيما كانت منتخبات الناشئين والشباب تفوز بأول ألقابها على مستوى الدولي مثل فوز منتخب تحت سن 23 سنة ب لقب بطولة اتحاد غرب آسيا عام 2021، وفوز منتخب تحت سن 16 سنة بلقب بطولة غرب آسيا 2022/2023. كما أن احتراف اللاعبين الأردنيين خلال السنوات الفائتة مثّل عاملًا حاسمًا في تطوّر الكرة المحلية. فقد ارتفع عدد اللاعبين الأردنيين المحترفين في دوريات خارج الأردن من حوالي 30 لاعبًا في الموسم الكروي2021-2022، وهو رقم كان الأعلى في تاريخ الأردن، إلى حوالي 62 لاعبًا محترفًا في العام 2023. ومن أصل 22 لاعبًا تم استدعاؤهم للمنتخب الوطني في الأدوار الأولى من هذه التصفيات، هناك 17 لاعبًا محترفًا أو سبق له الاحتراف خارج الأردن في فرنسا وماليزيا والسعودية وقطر وكوريا الجنوبية وقطر وغيرها من الدول. وفي مباراة عمان كانت التشكيلة الأساسية للمنتخب الأردني كلها من اللاعبين المحترفين أو ممن سبق لهم الاحتراف في دوريات خارج الأردن باستثناء لاعب واحد. وللدلالة على هذا التأثير، تكفي الإشارة إلى أن الثلاثي الهجومي للمنتخب، وهم محترفون في الخارج، موسى التعمري وعلي علوان ويزن النعيمات قد سجلوا 12 من أصل 16 هدفًا سجلها المنتخب الأردني في الدور الثاني. وفي الدور الثالث، سجلوا 13 من أصل 16 هدفًا سجلها المنتخب. يعتقد مهاجم المنتخب الأردني الأسبق ومدرب نادي البقعة حاليًا محمود شلباية خلال حديث لحبر أن تأثير احتراف اللاعب الأردني كان حاسمًا في تطور أداء المنتخب من جهتين؛ إذ وفّر احترافه في الخارج احتكاكًا مع لاعبين ومدربين أجانب، الأمر الذي انعكس على انضباطه داخل الملعب والتزامه بالتعليمات وفهمها، بالإضافة إلى تأثير الاحتراف على ذهنية اللاعب في نظام عيشه وأكله المناسب له كرياضي. ومن جهة أخرى، يعتقد شلباية، أن لاعب الدوري المحلي يجد خلال مشاركته مع المنتخب فرصةً في هذه اللقاءات الدولية من أجل الحصول على عقدٍ احترافي في الخارج، أو في رفع سعره خلال الانتقالات بين الأندية الأمر الذي يجعله يقدم أفضل أداء عنده. يقول شلباية: «لمّا تتأهل لكأس العالم، أو تجيب بطولة آسيا، الناس بدها تطلع عليك أكثر من لمّا [منتخبك] يطلع من الدور الثاني أو من دور الثمانية». بالإضافة إلى الاحتراف، استفاد المنتخب الأردني من تراجع مستوى بعض المنتخبات المنافسة له في هذه التصفيات إذ كان أداء بعضها يت راجع مؤخرًا، ويظهر ذلك من خلال ترتيبها على لوائح الفيفا. مثلًا تراجع ترتيب المنتخب العراقي الموجود في مجموعة المنتخب الأردني بمقدار (29.46) نقطة، وهو أكبر تراجع يشهده منتخب من بين كل منتخبات العالم مؤخرًا، ومثله شهد المنتخب الكوري الجنوبي تراجعًا في الترتيب على نفس التصنيف بمقدار (10.52) نقطة. ساهم هذا التراجع في حصول المنتخب الأردني على بعض النقاط من هذه المنتخبات، وساهم كذلك في فقدان هذه المنتخبات لبعض النقاط خلال مبارياتها مثل فقدان منتخب كوريا الجنوبية نقاطًا أمام منتخب عُمان ومنتخب فلسطين. في مقارنة تأثير تطور أداء المنتخب الأردني من جهة، وتراجع مستوى بعض خصومه من جهة أخرى، في التأهل إلى كأس العالم يذهب المدرب صلاح الجلاد إلى أن تطور الأداء كان العامل الحاسم وليس تراجع خصومه. لكنه يستدرك بالتعبير عن تخوّفه من إمكانية ألّا يستمر هذا التطور. يتحدث أكثر من لاعب ومدرب سابق في المنتخب الأردني بأن هذا الجيل من المنتخب الأردني الذي تأهل لأول مرة إلى كأس العالم أفضل من أي نسخة سابقة. يقول الجلاد الذي بدأ مسيرته في التدريب منذ العام 2007، إن مستوى هذا الجيل من المنتخب يعود إلى سنوات سابقة جرى فيها العمل على مشروع اكتشاف ومن ثم تدريب اللاعبين الذين تتراوح أعمارهم ما بين 8-12 سنة داخل مراكز الأمير علي للواعدين التي تأسست عام 2001 وكانت فروعها الـ35 منتشرة في جميع أنحاء المملكة. لسنوات، رفدت هذه المراكز المنتخبات الأردنية بلاعبين على مستوى عالٍ كان لهم أثر كبير، مثل منتخب مواليد العام 2007 الذي وصل إلى كأس العالم المقامة في كندا، ومثل منتخب الناشئين ما دون سن 16 سنة الحاصل على بطولة غرب آسيا لموسم 2022/2023 ومثل المنتخب الأول المتأهل إلى كأس العالم المقبلة. تضم قائمة المنتخب في هذه التصفيات -على الأقل- سبعة لاعبين كانوا قد تدربوا في هذه المراكز هم يزن النعيمات وموسى التعمري وإحسان حدّاد وعبدالله نصيب ونزار آل رشدان وإبراهيم صبرا وإبراهيم سعادة. توقفت هذه المراكز عن العمل بقرار من الاتحاد الأردني لكرة القدم عام 2019، وانتقل الجلاد من التدريب فيها إلى التدريب في المنتخبات الوطنية للواعدين مثل منتخبات ما دون سن 16 و17 و19 سنة. وقد لاحظ تدني مستوى لاعبي منتخبات الناشئين عند المقارنة ما بين فترة عمل مراكز الأمير علي للواعدين، وما بعد توقفها. «للأسف لا نوعية اللاعبين ولا الخامات ولا الموهبة [نفسها]». يقول الجلاد إن تلك المراكز كانت تهتم باللاعبين من عمر صغيرة، وحين يصل اللاعب إلى عمر العشرين يكون عمره التدريبي قد وصل حوالي 12 سنة، في حين أن ما بعد توقف عمل هذه المراكز انخفض عمر اللاعبين التدريبي إلى ما بين 4-6 سنوات لأن الأندية ولأسباب من بينها مالية ليست لديها القدرة على إنشاء وتدريب فرق ناشئين ما دون 14 أو 16 سنة. يتخوف الجلاد من انعكاس توقف مراكز الأمير علي للواعدين على استمرار أداء المنتخب الأول خلال السنوات المقبلة: «التخوف ما بعد أربع أو خمس سنوات إنه ما رح يكون فيه جيل مثل هذا الجيل إللي هو ناتج عن مراكز سمو الأمير علي». فيما يدعو شلباية إلى وضع استراتيجية كاملة للفئات العمرية لا تكون مرتبطة بموضوع التأهل إلى كأس العالم من أجل خلق لاعبين بجودة اللاعبين الموجودين. إذًا، بعد أربعين سنةً من محاولات التأهل إلى البطولة الأكثر أهمية في كرة القدم، وصل المنتخب الأردني أخيرًا بفعل مجموعة عوامل أسهمت كلّها في تحقيق إنجاز غير مسبوق، وبواسطة جيل من اللاعبين جرى تدريبهم في عمر مبكرة، ويحترف الكثير منهم في دوريات متقدمة كرويًا، ليكون هذا الجيل الذهبي لكرة القدم الأردنية.


صراحة نيوز
منذ 3 ساعات
- صراحة نيوز
بعد إنجاز الحُلم.. كيف يحصل الأردنيون على تأشيرة لحضور كأس العالم 2026؟
صراحة نيوز ـ بعد الإنجاز التاريخي الذي حققه المنتخب الأردني بالتأهل لأول مرة إلى نهائيات كأس العالم 2026، والمقرر إقامتها في كل من الولايات المتحدة وكندا والمكسيك، بدأ الحلم يكبر في قلوب عشاق النشامى لحضور هذا الحدث الكروي العالمي من المدرجات مباشرة. كيف تحضر كأس العالم؟ بالنسبة للراغبين من الأردنيين في السفر إلى الولايات المتحدة لحضور مباريات كأس العالم، فإن التأشيرة المطلوبة هي تأشيرة B1/B2، وهي تُعرف كتأشيرة سياحية أو تأشيرة زيارة. مزايا التقديم لحضور كأس العالم: التقديم للحصول على هذه التأشيرة بغرض حضور فعاليات كأس العالم قد يعزز فرص القبول، خاصة إذا تم إرفاق إثباتات مثل: تذاكر المباريات أو إثبات نية الحضور. حجوزات فنادق أو خطط السفر المؤقتة. إثباتات ارتباط بالأردن (عمل، عائلة، أملاك…). نصائح للراغبين بالتقديم: 1. جهّز طلبك مبكرًا، فالإقبال على التأشيرات يزداد مع اقتراب البطولة. 2. كن صريحًا في نيتك بحضور كأس العالم، فهذا هدف مشروع ومحبب لدى الكثيرين. 3. تابع الإعلانات الرسمية للسفارة الأميركية في عمّان لأي تحديثات تتعلق بالتقديم أو المواعيد. الفرصة الآن بين يديك.. كما كتب النشامى التاريخ على أرض الملعب، يستطيع المشجعون الأردنيون أن يكونوا جزءًا من التاريخ من على مدرجات الملاعب العالمية. تأشيرة واحدة قد تفصلك عن لحظة لا تُنسى!


جو 24
منذ 6 ساعات
- جو 24
على مكتب دولة الرئيس: المنتخب الأردني حينما تصبح الكفاءة نهجاً وطنيّاً
جو 24 : كتب أحمد عبدالباسط الرجوب إنجاز وطني يتجاوز المستطيل الأخضر - تحدٍّ كبير.. وإرادة أكبر في إنجاز رياضي وطني استثنائي، تأهل المنتخب الأردني لكرة القدم إلى التصفيات النهائية المؤهلة لكأس العالم 2026، والذي سيُقام في الولايات المتحدة الأمريكية. لكن هذا التأهل لم يكن مجرّد فوز رياضي، بل قصة نجاح وطنية شاملة، تُجسّد كيف يمكن للكفاءة، والالتزام، وروح الفريق أن تتفوّق على المال والإمكانات المحدودة.المنتخب الأردني دخل التصفيات دون موارد ضخمة أو ملاعب فاخرة، معتمدًا على ملاعب الترتان والعشب الصناعي، بالإضافة إلى محدودية الدعم اللوجستي والمالي. هذا الواقع قُوبِلَ بإرادة صلبة، مكّنته من التفوق على فرق عربية أخرى تمتّعت بوفرة مالية وترف لوجستي، لكنها فشلت في بلوغ منصة التأهل إلى المونديال العالمي، ليتصدّر الفريق مجموعته بأداء استثنائي. سرّ الانتصار: كفاءة بلا مساومة - كيمياء الفريق": السلاح السري لم يكن السرّ في التجهيزات، بل في المنهجية الرصينة والاختيارات الحاسمة. تمت إدارة الفريق بجودة فنية عالية، بدعم رسمي حكيم تمثل في توفير المستطاع وتهيئة الأجواء – دون أي تدخل في التشكيل أو القرارات الفنية. الأهم: تم اختيار اللاعبين حصريًا على أساس الكفاءة، دون محاباة أو ضغوط. هذه النقاء أتاح تشكيل فريق منسجم، يعمل كجسد واحد، يقدّم المصلحة العامة على أي اعتبار.تجسّدت روح التضحية في لقطةٍ خلّدتها الكاميرات: تنازل موسى التعمري عن ركلة جزاء لصالح زميله علي علوان، ليمنحه فرصة إحراز الهدف. هذا التصرّف – الذي أردد دائمًا أنه يختزل مقولتي: "روح الفريق تصنع كل الفارق" - "Team spirit makes all the difference" - هو جوهر "الكيمياء" التي حوّلت مجموعة موهوبين إلى فريق متكامل. فاللاعبون، رغم مهاراتهم الفردية الباهرة التي أبهرت المحللين، تجاوزوا الأنانية لصالح التمريرة الحاسمة والهجوم الجماعي، فكانت النتيجة أداءً يتجاوز مجموع أجزائه. زخم شعبي.. وقيادة تشاركية هذا الإنجاز أشعل موجة فرحٍ عارمة في الشوارع، لامس خلالها المواطنون أن منتخبهم يمثل قيمهم: الأمل، المثابرة، وعدالة الفرص لأصحاب الكفاءة. الأكثر إلهامًا: حضور سمو ولي العهد الأمير الحسين بن عبد الله وسط الجماهير، يهتف ويشجّع كأحدهم، لا من فوق المنصات. هذه الصورة النادرة بعثت رسالةً قوية: القيادة شريكة للشعب، وداعمة للفريق كشركاء في الوطن، لا كمراقبين. تسويقٌ للأردن.. أقوى من كل الشاشات! يُضاف إلى زخم الإنجاز بُعدٌ استراتيجي: تأهل المنتخب (بقلبه النابض من 11 لاعبًا) للمونديال سيكون فرصة ذهبية لتسويق الأردن سياحيًا وثقافيًا على المنصة العالمية، بطريقة عضوية وصادقة لم تُحققها الحملات الإعلامية رغم كثرة "الجهابذة" فيها – يا له من دليل ساطع على قوة الإنجاز الحقيقي! سيكون اللاعبون سفراء غير مأجورين، يعرضون جمال الأردن وإصدار أبنائه لعيون الملايين. استثمار المستقبل: الأكاديميات.. مصنع الأبطال كي لا يبقى الإنجاز منعزلاً، يجب تحويله لاستراتيجية وطنية طويلة النفس. البداية: الاستثمار الجاد في الفئات السنية (من تحت 10 سنوات فما فوق)، عبر إنشاء أكاديميات متطورة بمدربين عالميين، لبناء "خزان بشري كروي" يضمن تجدد دماء المنتخب الوطني (الوطني الأول) واستمرارية تميزه لعقود قادمة. خارطة طريق: من النجاح الرياضي إلى النهضة المؤسسية هذه التجربة ليست مجرد لحظة ابتهاج؛ إنها نموذج إداري متكامل يجب أن يكون نبراسًا للحكومة. على الدولة أن تتبنى هذا المنهج القائم على ثلاث ركائز: روح الفريق الواحد، الاحتكام للكفاءة لا الواسطة، والتلاحم الحقيقي بين القيادة والمواطن. تطبيق هذا الثالوث في مؤسسات الدولة هو الطريق لتحقيق إنجازات مماثلة في كل المجالات. الورقة النقاشية السادسة: الدستور العملي للكفاءة هذا المسار يجد سندًا فكريًا رصينًا في الورقة النقاشية السادسة لجلالة الملك عبدالله الثاني، التي أكّدت أن دولة القانون تُبنى بوضع "الشخص المناسب في المكان المناسب"، وأن الكفاءة هي المعيار الأوّل والأخير في كل موقع – قبل الواسطة أو المحسوبية. ختاما : يا دولة الرئيس: دعوا الكفاءة تقود.. وستُذهلون بالنتائج! الخلاصة التي نرفعها لمكتبكم الكريم: إذا أراد الأردن أن يحقّق معجزات في التنمية والإدارة كما حققها في الملاعب، فالعبرة واحدة: دعوا الكفاءة تقود، امنحوا العمل الجماعي مساحته، وارفعوا شعار "الفريق أولاً" في كل وزارة ومؤسسة. النتائج – يا دولة الرئيس – ستكون مشرّفة في الاقتصاد، التعليم، الصحة، المياه،... وكل الميادين، تمامًا كما كانت في ملعب كرة القدم. فهل نبدأ من هنا؟ باحث وكاتب اردني تابعو الأردن 24 على