
شاهد.. سرايا القدس تقصف قوات إسرائيلية وتغتنم عتادا عسكريا
بثت سرايا القدس الجناح العسكري ل حركة الجهاد الإسلامي ، اليوم الأحد، مشاهد توثق استهداف مقاتليها حشود الاحتلال الإسرائيلي وآلياته ب محور نتساريم في قطاع غزة ، فضلا عن السيطرة على طائرتين مُسيّرتين إسرائيليتين.
وأظهرت المشاهد عملية رصد دقيقة للقوات والآليات العسكرية الإسرائيلية شرقي محور نتساريم، الذي يفصل شمالي القطاع عن وسطه وجنوبه.
وتضمنت اللقطات استهداف ما سمته السرايا "خط إمداد وتموضع جنود الاحتلال" شرقي محور نتساريم بصواريخ "107" قصيرة المدى.
وكذلك، أظهرت اللقطات سيطرة مقاتلي سرايا القدس على طائرتي " كواد كابتر"، ويظهر خلفها صورة للواء محمد سعيد إيزيدي "الحاج رمضان" قائد ملف فلسطين في قوة القدس ب الحرس الثوري الإيراني الذي اغتالته إسرائيل خلال الحرب الأخيرة على إيران.
كما تضمنت المشاهد اغتنام مقاتلي السرايا عتادا عسكريا إسرائيليا مثل عبوات ناسفة وطلقات نارية وغيرها.
وكثفت سرايا القدس في الأسابيع الأخيرة نشر فيديوهات عملياتها ضد القوات والآليات الإسرائيلية في شمالي القطاع وجنوبه.
بدورها، ذكرت إذاعة الجيش الإسرائيلي أن 30 ضابطا وجنديا قتلوا في قطاع غزة -بينهم 21 قتلوا بعبوات ناسفة- منذ استئناف إسرائيل الحرب في 18 مارس/آذار الماضي.
وفي السياق ذاته، ذكرت صحيفة هآرتس أن 20 جنديا إسرائيليا قتلوا في القطاع خلال 29 يوما.
وقد دأبت فصائل المقاومة في غزة على توثيق عملياتها ضد قوات جيش الاحتلال وآلياته في مختلف محاور القتال منذ بدء العملية البرية الإسرائيلية في 27 أكتوبر/تشرين الأول 2023، وظهرت خلال المقاطع المصورة تفاصيل كثيرة عن العمليات العسكرية للمقاومة والتي نُفذت ضد قوات الاحتلال.
كما دأبت الفصائل على نصب كمائن محكمة ناجحة ضد جيش الاحتلال كبدته خسائر بشرية كبيرة، فضلا عن تدمير مئات الآليات العسكرية وإعطابها، إضافة إلى قصف مدن ومستوطنات بصواريخ متوسطة وبعيدة المدى.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الجزيرة
منذ 2 ساعات
- الجزيرة
إيهود باراك: يجب إعطاء الأولوية لإسقاط حكومة نتنياهو
قال رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق إيهود باراك الأحد، إن إسقاط حكومة بنيامين نتنياهو أصبح أمرا ملحا، مشددا على ضرورة وقف الحرب على غزة. وشدد إيهود باراك على أنه "لا شيء أكثر إلحاحا من تجديد النضال لإسقاط أسوأ حكومة في تاريخنا". واعتبر أن إنهاء الحرب في قطاع غزة أمرٌ بالغ الأهمية. يأتي ذلك، بينما كشفت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل، عن مسؤول أميركي، أن واشنطن تخطط للضغط على وزير الشؤون الإستراتيجية الإسرائيلي لإنهاء حرب غزة. لكنّ الحكومة الإسرائيلية لا تزال ترفض رفضا قاطعا إنهاء الحرب على غزة برغم توصيات من جيش الاحتلال بأهمية وقف القتال وإبرام صفقة تسوية مع حركة حماس. ونقلت صحيفة "يسرائيل هيوم" عن مقربين من نتنياهو، أن "المطروح فقط صفقة وفقا لمخطط ويتكوف يمكن العودة بعدها إلى ساحة المعركة". ووفق الصحيفة فإن نتنياهو "لم يتنازل عن أهداف الحرب، وإنهاء الحرب غير مطروح على الطاولة". ونقلت عن مسؤولين بالحكومة، "نرفض قول الجيش، إن عملية عربات جدعون شارفت على الانتهاء لأن حماس لم تهزم بعد". وقال مسؤولون بالحكومة الإسرائيلية، "لا تزال لدى حماس قيادات بارزة وقوات نظامية وسيطرة على العمليات الأمنية". وفي الشأن الإيراني، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق إيهود باراك، إنه إذا لم يتم إحراز تقدم في المفاوضات مع طهران"فسنجد أنفسنا في حرب استنزاف". ورفض رئيس الوزراء الأسبق المعلومات القائلة، إن الضربات الأميركية والإسرائيلية دمرت البرنامج النووي الإيراني. وشدد على أن إيران لا تزال "دولة عتبة نووية" رغم الضربات التي تلقتها. وجاء في تصريحات باراك "يجب ألا نخدع أنفسنا، فنحن لم نقض على التهديد النووي والصاروخي الإيراني".


الجزيرة
منذ 2 ساعات
- الجزيرة
ماذا نعرف عن كاتس الذي وعد بحرق طهران؟
هناك الكثير من التناقضات بين تل أبيب وطهران ربما تفوق في وضوحها الخلافات التي تشغل الصراع بين إسرائيل وإيران. فتل أبيب هي مدينة مستحدثة طرأت على التاريخ مطلع القرن الماضي، حيث بدأ تأسيسها في زمان الانتداب البريطاني فوق أرض فلسطين المحتلة على أطراف مدينة يافا، قبل أن تتوسع على حساب المدينة الأصلية والقرى الفلسطينية التي هُجِّر أهلها، لتصبح أول مدينة لليهود في العصر الحديث، وعاصمتهم الأولى. وفي المقابل فإن طهران مدينة عريقة تعود جذورها إلى عدة قرون مضت (رغم أنها لم تتطور إلى مركز إداري وسياسي إلا في القرن الثامن عشر)، في حين أنها تنتمي إلى محيط جغرافي أكثر عراقة تعاقبت عليه الدول والإمبراطوريات المتوارثة على مدار آلاف السنين منذ ممالك عيلام القديمة، مرورا بالساسانيين والأخمينيين وصولا إلى العصر الحديث. وبينما تنبسط جغرافيا تل أبيب أمام البحر الذي ترتفع عن مستواه خمسة أمتار بتعداد سكاني لا يتجاوز نصف مليون شخص، تتحصن طهران بسلسلة جبال شاهقة الارتفاع، متربعةً على سفوحٍ يصل ارتفاعها إلى 1900 متر فوق سطح البحر، وتزدحم بأكثر من 14 مليون نسمة. في وسط مباني تل أبيب الحديثة، وفي مخبأ مُحصَّن تحت الأرض، تُوهِم الشاشات المكتظة الجالسين أمامها أن الآلة قادرةٌ على حسم الحرب إلى حدٍّ نسي فيه هؤلاء أنَّ الأرض التي يختبئون في باطنها هي التي تمتلك كلمة الحسم. وعبر شاشة صغيرة بين تلك الشاشات، انفلتت تغريدة حربية شديدة اللهجة، يتوعد فيها وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس بحرق طهران، في الوقت الذي انطلقت فيه الطائرات الإسرائيلية لتصب حمولاتها المتفجرة فوق عشرات المواقع في العاصمة الإيرانية. ولكن بعد 12 يوما من السجال الناري، لم تحترق طهران كما توعد كاتس، ونزل سكانها إلى الشوارع للاحتفال عقب إعلان وقف إطلاق النار، وبينهم كان يمشي رجلٌ أشيب، يعتمرُ قبعة "بيسبول" سوداء، يصافح الجموع بابتهاج، كان ذلك إسماعيل قآني قائد فيلق القدس، الذي نشرت صحيفة "نيويورك تايمز" خبر مقتله في ضربة إسرائيلية قبل أيام. في المقابل، شاهد العالم الصواريخ الإيرانية وهي تضيء سماء تل أبيب كاسرة الكثير من الأساطير حول "أرض إسرائيل" الآمنة وسمائها المنيعة. هذه هي الحرب الأولى التي يكون فيها يسرائيل كاتس في موقع عسكري رفيع المستوى منذ بداية تاريخه السياسي، وهي حرب تليق مجرياتها ونتائجها برصيده "الفقير" تماما، فالرجل يشترك مع رئيس وزرائه في ضآلة تاريخهما العسكري مقارنةً مع مَن سبقهما في قيادة الحروب التي خاضتها إسرائيل. وبينما ينحدر الرجلان من منبت شرق أوروبي، ويعتنقان معا النمط نفسه في ممارسة الحرب، يبدو أنهما يشتركان فيما هو أكثر من ذلك بكثير. التغريدات بديلا عن مواجهة الموت وُلد يسرائيل كاتس عام 1955 في مدينة عسقلان المحتلة لأبوين جاءا من منطقة ماراموريش برومانيا. وهكذا وجد كاتس نفسه جزءا من مجتمع اليهود المهاجرين من رومانيا إلى إسرائيل، والمحملين بتاريخٍ من الاضطهاد الذي مارسه عليهم النظام الشيوعي الروماني قبل الهجرة إلى "أرض الميعاد". يحمل مجتمع اليهود الرومانين في إسرائيل إرثا طويلا من الحكايات حول "المقايضة"، حيث قايض بهم النظام الحاكم في رومانيا إسرائيل مقابل المال والبرسيم وآليات الزراعة، وحتى الثيران والخنازير. وعلى مدار أربعة عقود فرضت فيهما الحكومتان تعتيما شاملا على جميع التفاصيل في تلك العلاقة الغريبة. كان النظام في رومانيا يقايض مواطنيه اليهود مع الحكومة الإسرائيلية مقابل 120 دولارا للشخص، وقد بلغت عوائد هذه العملية ما بين عام 1948-1952 قرابة 15 مليون دولار، حسبما أوردت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، فضلا عن أولئك الذين تمت مقايضتهم مقابل صفقة خنازير أدارها رجل الأعمال اليهودي "هنري جاكوبير" (Henry Jacober). وفي الإجمال، يبلغ تعداد اليهود من أصول رومانية في إسرائيل قرابة 400 ألف نسمة، لا يزالون يرون في قوميتهم الرومانية سببا للزهو رغم كل شيء، وضمن هذا النسيج الاجتماعي المتفاخر بنخبويته، دفع الزوجان كاتس بابنهما إلى الجامعة العبرية التي تحمل رمزية "الطلائعية الصهيونية" كونها تأسست قبل إقامة الدولة الصهيونية بـ23 عاما وتُعد المهد الأول لصناعة "الهوية الوطنية الإسرائيلية" من خلال اعتماد اللغة العبرية لغةً للتدريس والمعاملات في الجامعة. لم تخلُ فتوة كاتس من أعمال متهورة ربما تفسر "عدوانيته" المتزايدة في شيخوخته، فقبل أكثر من أربعين عاما، احتجز كاتس رئيس الجامعة رافائيل مشولام في غرفته على خلفية احتجاجات عنيفة ضد إدارة الجامعة لسماحها بانتساب طلبة فلسطينيين من المدن المحتلة وظهورهم في حرمها، حينها أوقفته الجامعة عن ممارسة النشاط الطلابي لمدة عام كامل. كان دخول كاتس الأول إلى السياسة الإسرائيلية عام 1998 بديلا لإيهود أولمرت في عضوية الكنيست عن حزب الليكود ، حيث عمل في عدة لجان، منها الشؤون الخارجية والأمن، والمالية، والقانون والدستور والعدالة، والداخلية والبيئة. كما عمل في لجنة الالتماسات العامة، واللجنة المشتركة لميزانية الأمن، واللجنة الخاصة لمناقشة قانون جهاز الأمن، وشغل أيضا منصب رئيس مؤتمر حزب الليكود. وبحلول عام 2003، تولى حقيبته الوزارية الأولى في وزارة الزراعة ضمن حكومة أرييل شارون. وعقب تلك الولاية، بدأت تُوجَّه إلى كاتس اتهامات بالفساد لمحاباته أفرادا من عائلته بمنحهم مناصب حكومية وامتيازات، مستغلا موقعه الوزاري، وكما هو حال نتنياهو شريكه الحالي في الحرب، أفلت من تلك الاتهامات وواصل تقدمه في مناصبه الحكومية متوليا حقيبة المواصلات ثم وزارة الاستخبارات قبل أن يتولى منصب وزير الخارجية لأول مرة عام 2019. بعدها شغل كاتس حقائب المالية ثم الطاقة والبنية التحتية قبل أن يعود لوزارة الخارجية مجددا مطلع عام 2024. وبحلول نوفمبر/تشرين الثاني من العام نفسه، عُيَّن كاتس في منصب وزير الدفاع بعد إقالة نتنياهو لسلفه يوآف غالانت. في رحلته الحافلة بـ"التطرف السياسي"، لم يدّخر كاتس أي فرصة كان يمكنه من خلالها محاولة محو ما هو "عربي" وإثبات ما هو "عبري"، ففور استلامه حقيبة وزارة المواصلات في حكومة نتنياهو عام 2009، أصدر قرارا بتغيير اللافتات على الطرق لتحمل أسماء المناطق بالعبرية، وتكون الترجمة إلى الإنجليزية والعربية حرفيةً عن العبرية، دون كتابة الأسماء العربية الأصلية للمناطق. لكن هذا "العدوان الثقافي" لم يُجْدِ نفعا في منع المقاومين الفلسطينيين من تنفيذ هجمات على تلك الطرق ضد الإسرائيليين؛ جنودا ومستوطنين. حاول كاتس أيضا من خلال الكنيست تشريع قانون لترحيل عائلات المقاوِمين، عدا عمّا عُرف عنه من تشدد في رؤيته تجاه قطاع غزة بلغت حد الانسحاب من حكومة شارون عام 2004 لدى إعلان الأخير خطة فك الارتباط والانسحاب من القطاع، وحين دار الزمان دورته، عاد كاتس ليهدد بضم أجزاء من قطاع غزة إذا لم تطلق حماس سراح الأسرى في أعقاب السابع من أكتوبر. وبينما يطلق يديه في كتابة تغريدات التعازي بالجنود القتلى في كمائن المقاومة في قطاع غزة، يصمُّ كاتس أذنيه عن كل النداءات التي يوجهها الجنود ومن خلفهم المجتمع الإسرائيلي استجداءً لوقف الحرب، بدلا من المزيد من تغريدات التعازي التي تُذيل بالخاتمة ذاتها: لتكن ذكراهم مباركة! وإن بدا كاتس في كلماته متباهيا بصورة لا تتوقف بقوة إسرائيل، فإنه بدلا من مخاطبة مجتمعه المستنزف فيما يخص "قضية الرهائن" وما تبعها من أزمات ولّدتها المواجهة مع إيران، يتجه ليخاطب الفلسطينيين في غزَّة داعيا إياهم للخروج في الاحتجاج لطرد حماس من القطاع في الوقت ذاته الذي يقتل فيه جيشه أسراه ويفشل في استعادتهم، فيما يبدو أنه مستوى جديد من "الفقر الفكري" الذي تواجهه إسرائيل منذ بداية الحرب. وإمعانا في التردي السياسي، اختار كاتس أن ينسب مطالب إطلاق سراح أسرى الاحتلال إلى عشرات من أهالي بيت لاهيا، الذين ادّعى خروجهم في احتجاج للمطالبة بطرد حماس من غزة والإطلاق الفوري لسراح "الرهائن" الإسرائيليين. ساطعٌ على السفح.. معتمٌ على القمة يواجه كاتس في منصبه الجديد تحديات غير مسبوقة في مسيرته المهنية، أظهرت فقره ومحدوديته مقارنة بأسلافه. فما بين حرب لم تتوقف في غزة، وصراع داخلي مستمر منذ أزمة الإصلاحات القضائية، ثم تداعيات فشل السابع من أكتوبر، والسجال حول تجنيد الحريديم والتهديد بحل الكنيست وتحركات المستوطنين بضم الضفة الغربية، وصولا إلى الحرب مع إيران. هذه المائدة المزدحمة بالقضايا الصعبة لربما كانت تحتاج إلى وزير أكثر خبرة وتمرسا، لكن نتنياهو وحده لم يرَ ذلك. فكل ما يريده رئيس الوزراء الأطول خدمة في تاريخ إسرائيل هو وزير حربٍ يتناغم مع قراراته بما يُمكِّن نتنياهو من الحفاظ على حكومته، وتمرير القرارات التي يريدها في إدارة الحرب دون أن يواجه شخصيات عسكرية وازنة تعارضه كما كان الأمر في حالة غالانت الذي أُقيل من الحكومة على خلفية دعمه لتجنيد الحريديم. يُعد الولاء لنتنياهو إذن هو المؤهل الأكبر لكاتس في منصبه الجديد. وفيما يبدو فإن الرجل يعوّض فقره المهني بإطلاق المزيد من تصريحات التهديد والبطش والتخويف شديدة اللهجة، بخلاف تهديده بـ"حرق طهران"، فقد توعد أعداء إسرائيل بقوله: "إذا رفع الأعداء يدا ضد دولة إسرائيل مرة أخرى فسوف تُقْطَع تلك اليد"، فضلا عن استخدامه لغة متعجرفة يحاول من خلالها الإيحاء بأن بقاء الساسة والرموز في المنطقة مرهون بسماح إسرائيل بذلك، ومثال هذا ما قاله حول التهديد باغتيال المرشد الأعلى في إيران آية الله علي خامنئي، حيث قال: "رجل كهذا لا يمكن أن نسمح له بالبقاء". لم تمضِ أيام طويلة حتى أعلن كاتس نفسه أن إسرائيل لم تجد فرصة متاحة لاغتيال خامنئي. ولم يكن المرشد الإيراني وحده الحاضر على قائمة تهديدات كاتس، فقد وجَّه نيران كلماته الغاضبة ضد نعيم قاسم، الأمين العام لحزب الله، بقوله: "إسرائيل فقدت صبرها تجاه الإرهابيين الذين يهددونها. إذا ارتكبت أفعال إرهابية، فلن يبقى حزب الله"، كما أطلق تهديدات مماثلة ضد قادة حركة حماس والمقاومة الفلسطينية. هذا الإسراف في التصريحات والتهديدات يُذكِّر بمَثَلٍ فرنسي يقول: "ساطعٌ على السفح، معتمٌ على القمة"، وهو مَثَل استخدمه المنظر الحربي كلاوزفيتز كنايةً عن أن أكثر القادة الحربيين إخفاقا على مدار التاريخ كانوا هم الأكثر تهوّرا في بداياتهم العسكرية. وهنا تكمن المفارقة التي يجسّدها كاتس باندفاعه في التصريحات، فهو يريد أن يحطم ويحرق ويفعل الأفاعيل بخصومه، بينما لم تتجاوز خدمته في الجيش ثلاثة أعوام هي مدة تجنيده ما بين عامي 1973-1977، التي لم يصل فيها إلى مواقع متقدمة وحساسة عسكريا تؤهله لامتلاك ذلك النوع من الخبرة الذي حازه جنرالات إسرائيليون سابقون ممن شغلوا منصب وزير الدفاع، وأقرب مثال هو سلفه يوآف غالانت الذي يمتلك خبرة عسكرية متقدمة تزيد على خمسة وثلاثين عاما، أي أكثر من عشرة أضعاف تجربة كاتس العسكرية. وبين ما تفرضه المعركة على الأرض من ظروف متغيرة، وبين التصريحات والتهديدات عالية السقف، يبدو وكأن كاتس يحاول أن يبني مجده العسكري في السبعين من عمره في أكثر مراحل تاريخ إسرائيل حرجا، وهو يفعل ذلك بينما يتلقى مفاجآت عسكرية متتالية ليس فقط على جبهة إيران، ولكن أيضا في قطاع غزة الذي تخوض فيه إسرائيل الحرب منذ أكثر من 20 شهرا دون أي أفق لتحقيق وعود كاتس ونتنياهو بإرجاع الرهائن عبر المزيد من الضغط العسكري. سيف من خشب وفي خضم لغة التهديد هذه، لم يفلح كاتس في اتخاذ قرارات على قدر الكلمات التي يطلقها بتمجيد مطلق لقوَّة إسرائيل، كما لا يزال عاجزا عن أن يغرس في جنوده الجرأة على المواجهة في ميدان المعركة بما يكفي لئلا يهربوا بآلية ثقيلة من مقاتل بسلاح بسيط يحاول بيده أن يفتحها، كما ظهر في الفيديو الذي نشرته كتائب القسام لاستهداف حافلة الجنود الصهاينة في خان يونس مؤخرا. وبدلا من ذلك اكتفى وزير الدفاع بتعزية عائلات هؤلاء الجنود عبر حسابه على منصة "إكس"، واصفا إياهم بالمقاتلين الشجعان الذين قُتلوا وهم يدافعون عن دولة إسرائيل ويسعون لتحرير الرهائن. يحب كاتس التعبير عن نفسه كثيرا عبر مواقع التواصل على ما يبدو، لكن تعليقات الإسرائيليين عليه كثيرا ما تكون صادمة لكبريائه. في تغريدة له عبر حسابه على منصة X حول المواجهة مع إيران، تلقى كاتس العديد من الردود الساخرة من الإسرائيليين، وأخرى كانت لاذعة كتلك التي وصفته بالخادم لمصالح حزبية ضيقة بدلا من أن يكون خادما لمصالح الدولة العليا. وتساءلت صاحبة التغريدة ذاتها متهكمة: "مَن أنت؟ معلق على الإنترنت؟ إنك وزير الدفاع بحق السماء!". لا تقتصر ردود الأفعال ضد كاتس على مواقع التواصل، لكنها تضرب صفوف الجيش الذي يقوده. ففي مطلع يونيو/حزيران الحالي، نشرت "الغارديان" البريطانية تقريرا قالت فيه إن أربعين ضابطا في الجيش أرسلوا رسالة إلى نتنياهو يرفضون فيها الاستمرار في الخدمة في الحرب الأبدية التي يخوضها ضد قطاع غزة، لأنهم يرون أنها لا تهدف إلا لاستمرار نتنياهو في الحكم، ولم يعلق كاتس على تلك الرسالة. يرى كاتس ويسمع ما يقوله ضباط وجنود جيشه الغاضبون، ومنهم أعضاء في وحدة 8200 الأكثر نخبوية في الجيش، حيث يقولون: "قد قُتل بالفعل العديد من الرهائن جراء تفجيرات جيش الدفاع الإسرائيلي.. فيما تواصل الحكومة التضحية بحياتهم"، لكنهم لا يملكون القدرة أو الصلاحية للإجابة عن مطالبتهم. بخلاف تبعيته المطلقة لنتنياهو شبرا بشبر وذراعا بذراع، فإن رجل الحروب في إسرائيل اليوم هو صاحب أيادٍ ناعمة اعتادت نعيم الحياة الدبلوماسية، حيث ربطات العنق والياقات المكوية بعناية، أكثر مما ألفت الإمساك بالسلاح في الميدان. بينما يتخذ من موقعه الوزاري أداة لتحقيق إملاءات نتنياهو لاستمرار القتال، يواصل الجيش تحت قيادة كاتس خسارة جنوده في جبهات القتال بينما تضربه الانقسامات والدعوات لوقف الحرب، ويتمزق من خلفها المجتمع الإسرائيلي بأسره. وعلى نحوٍ ما، فإن هذا يُذكِّر بما أورده "جايمس غليك" في كتابه "نظرية الفوضى"، مقتبسا أغنيةً فولكلوريةً أميركيةً تقول: "بسبب مسمارٍ سقطت حدوة حصانٍ، وبسبب حدوةٍ تعثّر حصانٌ، وبسبب حصانٍ سقط فارسٌ، وبسبب فارسٍ خُسِرت معركةٌ، وبسبب معركةٍ فُقِدت مملكةٌ"، مبرهنا أنه "في العلم، كما في الحياة، فالحوادث المُتسلسلة تصل إلى نقطةٍ حرجة، بحيث يتضخّم بعدها أثر الأشياء الصغيرة".


الجزيرة
منذ 4 ساعات
- الجزيرة
محللون: ترامب يستثمر ضربة إيران لإنقاذ نتنياهو من مستنقع غزة
يرى محللون سياسيون أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب يسعى لاستثمار الضربة العسكرية لإيران في تحقيق اختراق سياسي يعفي حليفه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو من المأزق المتفاقم في قطاع غزة ، ويهيئ الأرضية لصفقة توقف الحرب وتُستثمر انتخابيا. ووفق تقديرهم، فإن التحول في موقف ترامب يعكس رغبة واضحة في إنقاذ نتنياهو -المطلوب أيضا للمحكمة الجنائية الدولية بتهمة ارتكاب جرائم حرب في القطاع- عبر تسوية إقليمية تفتح الباب لإنهاء الحرب وتعزيز مسار التطبيع في المنطقة، وترتيب المشهد الإقليمي بما يضمن مصالح واشنطن و تل أبيب. وفيما تحدث ترامب عبر منصته "تروث سوشيال" عن "اتفاق وشيك" لإنهاء الحرب في غزة، قالت قناة "كان" الإسرائيلية إن منشورات ترامب ليست عفوية، بل هي جزء من خطة كبرى تستهدف إنهاء محاكمة نتنياهو، والتفرغ لإغلاق ملفات إقليمية كبرى تشمل غزة و إيران. وفي هذا السياق، يرى الكاتب والمحلل السياسي أحمد الحيلة أن أداء الجيش الإسرائيلي في غزة يشير إلى مراوحة في الفشل، خاصة أن الوسائل العسكرية لم تحقق أي إنجاز فعلي في استعادة الأسرى أو كسر المقاومة، ما يفرض على صناع القرار التفكير في مخرج سياسي يحفظ ماء الوجه. ويتقاطع هذا التقدير مع مضمون تسريبات إعلامية تحدثت عن خلافات داخل القيادة الإسرائيلية بشأن جدوى استمرار الحرب، خصوصا بعد أن أوصت هيئة الأركان السياسية باستثمار "الإنجاز الإيراني" في إنتاج مكاسب سياسية عبر صفقة تبادل أسرى، عوضا عن التورط في حرب طويلة بلا أفق. واعتبر الحيلة، في حديثه لبرنامج "مسار الأحداث"، أن الحرب بين إسرائيل وإيران كانت مفصلية، وأن ترامب أدرك أن استمرار المواجهة في غزة قد يهدد الاستقرار الإقليمي، ولا سيما مصالح الطاقة الأميركية، ومن ثم بات يضغط باتجاه تسوية سياسية تشمل وقف الحرب. فرصة انتخابية كما أشار إلى أن نتنياهو يرى في "الإنجاز" الذي تحقق ضد إيران فرصة انتخابية، قد تمكّنه من الخروج من غزة دون أن يُحمَّل الفشل، وبالتالي الذهاب إلى انتخابات مبكرة مدعوما بانتصار خارجي وبتنازل داخلي عن الخيار العسكري الفاشل، تماشيا مع رأي عام إسرائيلي بات يفضل إنهاء الحرب والتوصل إلى صفقة. في السياق ذاته، بدا أن توقيت الضربة على إيران منح نتنياهو فرصة ذهبية لترميم صورته المهتزة، والظهور بمظهر القائد المنتصر، ما يسمح له بإقناع جمهوره اليميني بضرورة إنهاء العمليات في غزة، دون أن يخسر شرعيته السياسية، أو يبدو متراجعا أمام ضغوط داخلية وخارجية. ويعتقد الدكتور مهند مصطفى، الأكاديمي المختص في الشأن الإسرائيلي، أن الحرب على إيران مثّلت نقطة تحوّل في الحسابات الإسرائيلية، إذ كان نتنياهو قبل الضربة يتفادى إنهاء الحرب خشية سقوط حكومته، لكنه اليوم يتحرك بثقة أكبر، بعدما ثبت دعم اليمين له واستعداده لتبرير أي تسوية مقبلة. اللافت أن المجلس الوزاري المصغر أنهى اجتماعه الأمني دون اتخاذ قرار حاسم بشأن مواصلة الحرب أو القبول بصفقة، وهو ما قرأه محللون باعتباره مؤشرا على وجود تباين داخل المؤسسة الحاكمة، خاصة مع إصرار وزراء من أقصى اليمين مثل سموتريتش وبن غفير على رفض أي اتفاق، ولو كان جزئيا. ورغم هذه الاعتراضات، تشير المعطيات إلى أن نتنياهو لم يعد مكبلا بتحالفاته، وأنه مستعد للمضي نحو اتفاق يقضي بهدنة من 60 يوما، يتم خلالها التفاوض على وقف نهائي للقتال، بالتزامن مع استعادة الأسرى وعودة سكان المستوطنات المحاذية لغزة. وفي ترجمة مختلفة للمعطيات، يذهب الباحث في الدراسات الإستراتيجية كينيث كاتزمان إلى أن ترامب يرى في نتنياهو شريكا أساسيا يمكن الرهان عليه، خاصة بعد نجاحه في ضرب إيران، وهو ما جعله أكثر استعدادا لتقديم تنازلات في غزة، كجزء من تفاهمات إقليمية تضمن إخراج حركة المقاومة الإسلامية (حماس) من الحكم. حقائق صلبة لكن هذه التصورات الأميركية تصطدم -كما يوضح الحيلة- بحقائق ميدانية صلبة، أولها أن إسرائيل لم تنجح في تحقيق أي هدف من أهداف الحرب، لا تهجير السكان، ولا تدمير المقاومة، ولا فرض وقائع جديدة في غزة، ما يجعل فكرة فرض ترتيبات فوقية بلا موافقة فلسطينية أمرا غير واقعي. الحديث عن ترحيل قادة حماس إلى 4 دول عربية -بحسب كاتزمان- لا يحظى بأي قبول على الأرض، لا من الحركة نفسها، ولا من الجهات الفلسطينية، التي أعلنت منذ البداية استعدادها للبحث في ترتيبات ما بعد الحرب دون إقصاء أو إملاء، على قاعدة أن حماس لن تحكم مستقبلا، لكنها لن تُلغى. وفي هذا الإطار، يرى الحيلة أن قبول حماس بوقف إطلاق النار لا يعني اعترافا بالهزيمة، بل استجابة لمنطق التوازنات، تماما كما أن تصريحات رئيس وزراء إسرائيل الأسبق، نفتالي بينيت، التي دعا فيها إلى إطلاق سراح الأسرى أولا ثم النظر في مستقبل الحركة، تعكس تحوّلا في عقلية القيادة الإسرائيلية. وإذ يضغط ترامب باتجاه تسوية عاجلة، يعتقد مهند مصطفى أن نتنياهو ينظر الآن إلى إنهاء الحرب كفرصة لتعزيز فرصه الانتخابية المقبلة، مستندا إلى ما يسميه "الانتصار الإيراني"، ومراهنا على تحول إقليمي يتيح له دفع علاقات التطبيع إلى الأمام، بشرط ألا تتصدر حماس المشهد في اليوم التالي. ويشير مصطفى إلى أن حكومة نتنياهو قد تقبل بإخراج حماس من السلطة دون تفكيك جناحها العسكري، مقابل ضمان حرية إسرائيل في تنفيذ ضربات عسكرية متى رأت تهديدا، وهو ما يقترب من النموذج الذي تتعامل به تل أبيب مع الجنوب اللبناني منذ انتهاء العدوان الأخير على لبنان.