logo
متى يطيبُ الكَرى؟!

متى يطيبُ الكَرى؟!

الشرق الأوسط١٥-٠٥-٢٠٢٥

تعجّب الرئيس الأميركي دونالد ترمب في كلمته المُهمّة في منتدى الاستثمار السعودي - الأميركي، بالعاصمة الرياض، من نشاط وحيوية ولي العهد السعودي رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان، مهندس الرؤية الكُبرى، والمشرف على كل مساراتها. وقال له: «محمد... هل تنام؟!».
ثم قال إن القادة الذين يريدون الهجرة بشعوبهم إلى أرض الأحلام والوعود الكبرى، هم هكذا، ينامون قليلاً قليلاً.
الأمير محمد ردّ على ضيفه الكبير بالقول، إنني أحاول ذلك، مع ابتسامة طافحة على مُحيّاه.
هذا المشهد، أعاد لي فوراً مشهداً ذا صِلة بما جرى في الرياض، حول نصيب القادة الكِبار، والرائدين العِظام لأرض المستقبل، هذا المشهد التاريخي، هو لجدّ الأمير محمد ووالد الملك سلمان، عنيتُ المؤسس الكبير، الملك عبد العزيز آل سعود، رجل التاريخ الضخم والفخم.
حين قام «الشابُّ» عبد العزيز بعمليته العسكرية الأمنية الخطيرة، في استرداد عاصمة دولته السليبة، الرياض، فجر 15 يناير (كانون الثاني) 1902 لم يغمض له جفنٌ، لأيّامٍ بعدها، ودخل من مغامرة في مغامرة ضد خصومه، وأهمّهم خصمه الكبير والخطير الأمير عبد العزيز بن رشيد.
ندْع الراوية، بلهجة عبد العزيز النجدية، كما نقلها من لسانه المستشار والسياسي والمؤرخ الكبير اللبناني فؤاد حمزة الذي أنقل لكم روايته عن الأيام الأولى عقب استرداد الرياض، مع تفسير بعض الكلمات العامّية النجدية: «مشينا المغرب من (الحوطة - مدينة جنوب نجد) فوصلنا (الدِلَم - عاصمة إقليم الخرج جنوب الرياض) أمّا أنا فكان مضى عليَّ سبعة أيام ما نمت لا ليل ولا نهار ولا أكلت مثل الناس.
كانت لي (ذَلولٌ - ناقة) خفيفة أركبها، ضربتها بالعصا فطاحت (سقطت) فلما طاحت جاء أحد بني تميم وأطاح بناقته علينا ومع ذلك لم أُبالِ بما حصل بالرغم مما كان بي من الألم والتعب والجوع... ولما وصلنا البلد أدخلت القوم إليها، وأمرتهم أن يوصدوا الأبواب وبعد صلاة الفجر جلبوا لي سمناً ومِلحاً دهنوا به جسدي وردموني باللحاف... ونمت من صلاة الفجر إلى أذان الظهر... بعد أن نِمت كُنتُ تنشّطت، ولم أشعر بالمرض وخرجت على الناس». ثم يسرد تفاصيل أعماله العسكرية بخاصّة معركة الدِلَم الشهيرة.
نعم، من يريد تغيير الواقع وخلق حياة جديدة، فعليه أن يبقي يقظته حيوية، وعقله مشتعلاً وهِمّته فوّارة، حتى يصل بقومه إلى برّ الأمان، شاطئ الأمل، وأرض الوعد، وهكذا يفعل الأمير محمد بن سلمان كما جدّه من قبل الملك عبد العزيز.
حين الوصول، والحصول على جائزة الرحلة، حينها قد يطيب النوم، أو كما قال جدّ الملك عبد العزيز، أعني الإمام تركي بن عبد الله، مؤسس الدولة السعودية الثانية في قصيدته الذائعة لدى رواة الجزيرة العربية:
وأجهدت في طلْب العُلا لين قرّا وطاب الكرى مع لابسات الخزاري!
لا يطيب النوم مع الزوجات المُترفات المتزيّنات بالزينة (الخزاري) حتى الوصول للعُلا.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

"سند " ….تناقش دور الإعلام في دعم المسؤولية الأجتماعية.
"سند " ….تناقش دور الإعلام في دعم المسؤولية الأجتماعية.

الحدث

timeمنذ 5 دقائق

  • الحدث

"سند " ….تناقش دور الإعلام في دعم المسؤولية الأجتماعية.

استضافت جمعية سند للمسؤولية الاجتماعية، في ثاني لقاءات ديوانية سند للمسؤولية الاجتماعية، سالم السبيعي، المدير الإقليمي لجريدة الرياض بالمنطقة الشرقية، وذلك في حوار ثري حمل عنوان "واقع المسؤولية الاجتماعية في الإعلام". وأقيم اللقاء في رحاب "دار نورة الموسى للثقافة والفنون"، بحضور محمد العيد، رئيس مجلس إدارة الجمعية، وعددًا من أعضاء مجلس الإدارة والجمعية العمومية، ونخبة من الإعلاميين وبمشاركة من والأكاديميين والمهتمين بالعمل التنموي والمبادرات المجتمعية في الأحساء. وافتتح اللقاء وأداره سامي الجاسم، عضو مجلس الإدارة، الذي رحب بالضيف والحضور، مؤكداً في كلمته على أن الإعلام لم يعد ترفاً بل أصبح ضرورة ملحة وشريكاً أساسياً في دعم المبادرات المجتمعية، مشيراً إلى أنه يمثل التزاماً أخلاقياً قبل كونه مهنة. من جهته، رحب محمد العيد، رئيس مجلس الإدارة، بالحضور وبالضيف الكريم، معبراً عن اعتزاز الجمعية بتعزيز العلاقة مع الإعلاميين، ومستعرضاً أبرز البرامج والمبادرات والمشاريع، ومؤكداً على أن الجمعية تفتح أبوابها لتكون حاضنة للأفكار الإبداعية وداعمة للأنشطة في مجال المسؤولية الاجتماعية. بعد ذلك، تحدث ضيف اللقاء سالم السبيعي، معرباً عن تقديره لهذه الاستضافة، ومستعرضاً الدور المحوري للإعلام في مجال المسؤولية الاجتماعية. وأوضح السبيعي أن الإعلام يمتلك قوة هائلة في تشكيل الرأي العام، وتوجيه الاهتمام نحو القضايا المجتمعية، وحشد الدعم اللازم لها، ومنح صوت للفئات التي تحتاج إلى دعم ومساندة. وأكد على أن الإعلام يجب أن يتجاوز دور النقل الخبري ليصبح صانعاً مؤثراً وموجهاً نحو المصلحة العامة، مشدداً على أهمية توظيف هذه القوة لخدمة العمل الاجتماعي وتعزيز قيمه. وشهد اللقاء حواراً مفتوحاً ومميزاً، تبادل فيه الحضور الآراء والأفكار مع الضيف، مما أثرى النقاش وأكد على أهمية تضافر الجهود بين الإعلام ومؤسسات المجتمع المدني لتحقيق التنمية المستدامة. وتسعى جمعية سند من خلال هذه الديوانية الدورية إلى خلق منصة تجمع المهتمين بمجال المسؤولية الاجتماعية، لتبادل الخبرات، وبناء المعرفة، وتعزيز مفهوم المسؤولية الاجتماعية في المجتمع، بما يخدم رؤية المملكة 2030.

وزير الخارجية يبحث والمبعوث الأمريكي خطوات دعم الشعب السوري
وزير الخارجية يبحث والمبعوث الأمريكي خطوات دعم الشعب السوري

عكاظ

timeمنذ 30 دقائق

  • عكاظ

وزير الخارجية يبحث والمبعوث الأمريكي خطوات دعم الشعب السوري

تابعوا عكاظ على أخبار ذات صلة بحث وزير الخارجية الأمير فيصل بن فرحان بن عبدالله، ومبعوث الولايات المتحدة الأمريكية إلى سورية توم باراك، خطوات دعم الشعب السوري الشقيق على الصعيدين الإنساني والاقتصادي، وتقديم العون والمساندة له في هذه المرحلة المهمة، وذلك خلال استقبال الأمير فيصل بن فرحان، أمس، المبعوث الأمريكي، في مكتبه بالرياض. /*.article-main .article-entry > figure img {object-fit: cover !important;}*/ .articleImage .ratio{ padding-bottom:0 !important;height:auto;} .articleImage .ratio div{ position:relative;} .articleImage .ratio div img{ position:relative !important;width:100%;} .articleImage .ratio img{background-color: transparent !important;} وزير الخارجية يستقبل المبعوث الأمريكي إلى سورية. (واس)

الحصص والاختبارات.. 
هل يعاد النظر في هذا التزامن؟
الحصص والاختبارات.. 
هل يعاد النظر في هذا التزامن؟

عكاظ

timeمنذ ساعة واحدة

  • عكاظ

الحصص والاختبارات.. هل يعاد النظر في هذا التزامن؟

قرار وزارة التعليم بجعل أيام الاختبارات الدراسية أيام حضور رسمي للطلاب، تُدرج فيها حصص دراسية إلى جانب أداء الاختبارات؛ أثار جدلاً واسعاً بين الطلاب والمعلمين وأولياء الأمور، لما له من انعكاسات على جودة التعليم، وفعالية الوقت، والجهد المبذول من جميع الأطراف المعنية بالعملية التعليمية. من الناحية الواقعية؛ تعاني كثير من المدارس من نقص في الإمكانات المادية والبشرية التي تمكنها من تفعيل اليوم الدراسي بشكل حقيقي خلال فترة الاختبارات، إذ يكون تركيز الإدارة والمعلمين منصباً على تنظيم الاختبارات، وضبط القاعات وتنظيم الطاولات، والتصحيح، ما يجعل تقديم حصص دراسية حقيقية أمراً شبه مستحيل. وبالتالي، يتحول هذا «اليوم الدراسي» إلى مجرد حضور شكلي للطلاب، لا يستفيدون منه علمياً، ويضيع فيه وقتهم وجهدهم دون فائدة تذكر، ناهيك عن كثرة المشاكل والسلوك السيئ من بعض الطلاب في مثل هذه الأيام لانشغال المعلمين عنهم. علاوة على ذلك، فإن إجبار الطلاب على حضور الحصص الدراسية في يوم اختبارهم يُعد عبئاً نفسياً وجسدياً، خصوصاً في ظل الضغوط التي تصاحب فترة الاختبارات بطبيعتها. الطالب في هذه الفترة بحاجة إلى وقت للاستذكار والتركيز، لا إلى تشتت ذهني بمحتوى جديد - إن وجد - أو دروس مكررة لا يستطيع استيعابها في ظل الإرهاق. أخبار ذات صلة أما من ناحية المعلمين، فهم أيضاً يجدون أنفسهم أمام معادلة صعبة؛ كيف يمكن تقديم درس فعّال في وقت يكون الطالب غير مهيأ نفسياً وعقلياً للتلقي؟ بل إن بعضهم يضطر إلى تقديم حصص شكلية فقط لتعبئة الجدول، وهو ما يتنافى مع أهداف التعليم الحقيقي. ومن هنا، فإن القرار ـ رغم أنه نابع من الرغبة في استثمار الوقت ـ إلا أنه في التطبيق الواقعي لا يحقق الفائدة المرجوة، بل يؤدي إلى نتائج عكسية، منها؛ إهدار الجهد، وإضعاف التحصيل العلمي، وتكدير البيئة الدراسية في أكثر الفترات حساسية. في الختام.. ينبغي على وزارة التعليم إعادة النظر في هذا التوجه، والبحث عن حلول واقعية تراعي الإمكانات المتاحة من قدرات المدارس واحتياجات الطلاب في فترة الاختبارات، فالجودة في التعليم لا تُقاس بعدد الأيام الدراسية، بل بمدى فاعلية كل يوم منها، ومدى تحقق الأهداف التعليمية فيه.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store