
«الولد الطويل».. «أنثى» هزت الأرض في زمن الحرب
في خضمّ الحرب العالمية الثانية، واجه الحلفاء تحديا هندسيا غير مسبوق: كيفية تدمير البنية التحتية المحصنة لألمانيا النازية.
كانت الإجابة على هذا التحدي في سلاح ثوري غيَّر قواعد اللعبة: القنابل الزلزالية، والتي مثّلت ذروة الابتكارات العسكرية البريطانية بقيادة المهندس العبقري بارنز واليس.
ووفق ما طالعته "العين الإخبارية" في موقع "فيرست لاين ديفنس" البريطاني، كان من أبرز تلك القنابل "الولد الطويل" التي تزن 5.4 أطنان، وأيضا "الوحش العملاق" بوزن 10 أطنان، لتتحول هذه الأسلحة إلى رمز لقوة العلم في ساحات الحرب.
رحلة تطوير
مع حلول عام 1942، بدأ النازيون ببناء قواعد غواصات ومنصات إطلاق صواريخ مثل (V1 وV2) محصنة بجدران خرسانية سميكة، ما جعلها منيعة ضد القنابل العادية.
ودفع ذلك بارنز واليس لاقتراح فكرة ثورية: بدلا من تفجير الأهداف من السطح، تُصمَّم قنابل قادرة على اختراق الأرض ثم تفجير نفسها في الأعماق، مما يحدث موجات صدمية تدمر الأساسات.
وبدأ المشروع بقنبلة "Tallboy" (التي تعني "الولد الطويل")، وهي أول قنبلة "زلزالية" تزن 12 ألف رطل (5.4 أطنان)، مصنوعة من فولاذ عالي الصلابة ومزودة بثلاثة صواعق تأخير لضمان انفجارها بعد الاختراق.
لكن التحدي الأكبر ظهر مع الحاجة لتدمير أهداف استراتيجية ضخمة، مثل جسر بيليفيلد للسكك الحديدية في ألمانيا، والذي كان يُعد شريان النقل الرئيسي للقوات والمعدات العسكرية.
ولهذا، طوّر واليس نسخة أكبر بوزن 10 أطنان، عرفت لاحقا باسم "القنبلة الزلزالية العملاقة" أو Grand Slam (الضربة القاضية).
اختبار النموذج الأكبر
في 14 مارس/ آذار 1945، أقلعت قاذفة بريطانية من طراز أفرو لانكستر التابعة للسرب 617 (المشهور بـ"سرب السدود")، حاملة القنبلة الزلزالية العملاقة.
ومن ارتفاع 5 كيلومترات، أُسقطت القنبلة على جسر بيليفيلد، حيث اخترقت الأرض بعمق 40 مترًا قبل أن تنفجر محدثة موجة زلزالية دمرت الجسر بالكامل.
كان التأثير مدمرا لدرجة أن الألمان أقروا لاحقا بأن تدمير شبكة النقل في الأشهر الأخيرة من الحرب تسبب في انهيار الإنتاج العسكري بنسبة 90 في المائة، مما عجّل بنهاية الحرب.
كابوس لألمانيا
الشكل والذيل الديناميكي:ذصُمم ذيل القنبلة بزعانفٍ دوّارة لضمان سقوطها عموديا، مما زاد من سرعتها.
وبعد السقوط من ارتفاع حوالي 8 كيلو مترات، تصل القنبلة الزلزالية إلى سرعة 1200 كم/ساعة، متفوقةً على سرعة الصوت وتخترق الأرض حتى عمق 40 مترا.
ونتيجة للانفجار تحت الأرض، تحدث موجة زلزالية، تتسبب في أضرار للمباني على السطح.
وفعالية هذه القنبلة تتمثل في أن انفجارها بعد تغلغلها في أعماق الأرض، يصيب الهدف بموجات صدمة تنتقل عبر الأرض.
بسبب سماكة جدار القنبلة الفولاذي، واجه المصممون تحديات في كمية المتفجرات التي يمكن وضعها داخلها.
وعثر على الحل في مادة الـ"توربكس" شديدة الانفجار، التي تسكب ساخنة وتتصلب بعد شهر، مما جعل إنتاج القنبلة يستغرق وقتا طويلا ويكلف ما يعادل ملايين الدولارات اليوم.
ودفع ذلك الجيش البريطاني لإصدار تعليمات لأطقم قاذفات القنابل بالعودة بها إلى القاعدة إذا تعذر إسقاطها على الهدف لسبب أو آخر، بدلا من إسقاطها في البحر كما هي العادة مع القنابل التقليدية الأصغر.
تعديلات على القاذفات
لحمل هذه القنابل العملاقة، خضعت طائرات لانكستر لتعديلات جذرية: إزالة الأبراج الدفاعية (ما عدا ذيل الطائرة)، وتفكيك أبواب حجرة القنابل، وتقوية هيكل الطائرة.
وبلغت التكلفة العالية حدًّا دفع القيادة إلى إصدار أوامر صارمة بإعادة القنابل غير المستخدمة إلى القاعدة، بدلا من إسقاطها في البحر كالمعتاد.
نجاحات استراتيجية
في معركة نورماندي في يونيو/ حزيران 1944، أسقطت قاذفات لانكستر قنابل "الولد الطويل" على نفق سكة حديد في سومور بفرنسا، مما منع وصول التعزيزات النازية (بما في ذلك الدبابات) إلى شواطئ الإنزال، مما ساهم في نجاح عملية "أفرلورد".
واستخدمت أيضا لاستهداف منصات إطلاق صواريخ V1 وV2 بحلول نهاية الحرب، حيث أُسقطت 854 قنبلة " Tallboy"، استهدفت بشكل خاص منصات الصواريخ الألمانية التي كانت تُرهب بريطانيا.
كما نجحت القنابل الزلزالية في اختراق الملاجئ الخرسانية التي كانت تُخفي غواصات يو الألمانية، والتي اعتُبرت ذات يوم "غير قابلة للتدمير".
وفي المجموع، تم إنتاج 99 قنبلة زلزالية، أسقط منها قبل نهاية الحرب العالمية الثانية 42 قطعة، على الجسور الهامة وملاجئ الغواصات الخرسانية.
وبعد الحرب، أنتج الأمريكيون القنابل الزلزالية بموجب ترخيص بريطاني، وفي عام 1948، اعتمادا على النموذج البريطاني، طوروا قنبلة خارقة للتحصينات أثقل بوزن 20 طنا. هذه القنبلة لم تستخدم عمليا وسُحبت من الخدمة عام 1959 نتيجة ظهور القنابل النووية الأقوى بكثير والأشد فتكا.
aXA6IDI2MDI6ZmFhNTpiMDY6MTE1OjozIA==
جزيرة ام اند امز
US
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


العين الإخبارية
١٤-٠٣-٢٠٢٥
- العين الإخبارية
«الولد الطويل».. «أنثى» هزت الأرض في زمن الحرب
في خضمّ الحرب العالمية الثانية، واجه الحلفاء تحديا هندسيا غير مسبوق: كيفية تدمير البنية التحتية المحصنة لألمانيا النازية. كانت الإجابة على هذا التحدي في سلاح ثوري غيَّر قواعد اللعبة: القنابل الزلزالية، والتي مثّلت ذروة الابتكارات العسكرية البريطانية بقيادة المهندس العبقري بارنز واليس. ووفق ما طالعته "العين الإخبارية" في موقع "فيرست لاين ديفنس" البريطاني، كان من أبرز تلك القنابل "الولد الطويل" التي تزن 5.4 أطنان، وأيضا "الوحش العملاق" بوزن 10 أطنان، لتتحول هذه الأسلحة إلى رمز لقوة العلم في ساحات الحرب. رحلة تطوير مع حلول عام 1942، بدأ النازيون ببناء قواعد غواصات ومنصات إطلاق صواريخ مثل (V1 وV2) محصنة بجدران خرسانية سميكة، ما جعلها منيعة ضد القنابل العادية. ودفع ذلك بارنز واليس لاقتراح فكرة ثورية: بدلا من تفجير الأهداف من السطح، تُصمَّم قنابل قادرة على اختراق الأرض ثم تفجير نفسها في الأعماق، مما يحدث موجات صدمية تدمر الأساسات. وبدأ المشروع بقنبلة "Tallboy" (التي تعني "الولد الطويل")، وهي أول قنبلة "زلزالية" تزن 12 ألف رطل (5.4 أطنان)، مصنوعة من فولاذ عالي الصلابة ومزودة بثلاثة صواعق تأخير لضمان انفجارها بعد الاختراق. لكن التحدي الأكبر ظهر مع الحاجة لتدمير أهداف استراتيجية ضخمة، مثل جسر بيليفيلد للسكك الحديدية في ألمانيا، والذي كان يُعد شريان النقل الرئيسي للقوات والمعدات العسكرية. ولهذا، طوّر واليس نسخة أكبر بوزن 10 أطنان، عرفت لاحقا باسم "القنبلة الزلزالية العملاقة" أو Grand Slam (الضربة القاضية). اختبار النموذج الأكبر في 14 مارس/ آذار 1945، أقلعت قاذفة بريطانية من طراز أفرو لانكستر التابعة للسرب 617 (المشهور بـ"سرب السدود")، حاملة القنبلة الزلزالية العملاقة. ومن ارتفاع 5 كيلومترات، أُسقطت القنبلة على جسر بيليفيلد، حيث اخترقت الأرض بعمق 40 مترًا قبل أن تنفجر محدثة موجة زلزالية دمرت الجسر بالكامل. كان التأثير مدمرا لدرجة أن الألمان أقروا لاحقا بأن تدمير شبكة النقل في الأشهر الأخيرة من الحرب تسبب في انهيار الإنتاج العسكري بنسبة 90 في المائة، مما عجّل بنهاية الحرب. كابوس لألمانيا الشكل والذيل الديناميكي:ذصُمم ذيل القنبلة بزعانفٍ دوّارة لضمان سقوطها عموديا، مما زاد من سرعتها. وبعد السقوط من ارتفاع حوالي 8 كيلو مترات، تصل القنبلة الزلزالية إلى سرعة 1200 كم/ساعة، متفوقةً على سرعة الصوت وتخترق الأرض حتى عمق 40 مترا. ونتيجة للانفجار تحت الأرض، تحدث موجة زلزالية، تتسبب في أضرار للمباني على السطح. وفعالية هذه القنبلة تتمثل في أن انفجارها بعد تغلغلها في أعماق الأرض، يصيب الهدف بموجات صدمة تنتقل عبر الأرض. بسبب سماكة جدار القنبلة الفولاذي، واجه المصممون تحديات في كمية المتفجرات التي يمكن وضعها داخلها. وعثر على الحل في مادة الـ"توربكس" شديدة الانفجار، التي تسكب ساخنة وتتصلب بعد شهر، مما جعل إنتاج القنبلة يستغرق وقتا طويلا ويكلف ما يعادل ملايين الدولارات اليوم. ودفع ذلك الجيش البريطاني لإصدار تعليمات لأطقم قاذفات القنابل بالعودة بها إلى القاعدة إذا تعذر إسقاطها على الهدف لسبب أو آخر، بدلا من إسقاطها في البحر كما هي العادة مع القنابل التقليدية الأصغر. تعديلات على القاذفات لحمل هذه القنابل العملاقة، خضعت طائرات لانكستر لتعديلات جذرية: إزالة الأبراج الدفاعية (ما عدا ذيل الطائرة)، وتفكيك أبواب حجرة القنابل، وتقوية هيكل الطائرة. وبلغت التكلفة العالية حدًّا دفع القيادة إلى إصدار أوامر صارمة بإعادة القنابل غير المستخدمة إلى القاعدة، بدلا من إسقاطها في البحر كالمعتاد. نجاحات استراتيجية في معركة نورماندي في يونيو/ حزيران 1944، أسقطت قاذفات لانكستر قنابل "الولد الطويل" على نفق سكة حديد في سومور بفرنسا، مما منع وصول التعزيزات النازية (بما في ذلك الدبابات) إلى شواطئ الإنزال، مما ساهم في نجاح عملية "أفرلورد". واستخدمت أيضا لاستهداف منصات إطلاق صواريخ V1 وV2 بحلول نهاية الحرب، حيث أُسقطت 854 قنبلة " Tallboy"، استهدفت بشكل خاص منصات الصواريخ الألمانية التي كانت تُرهب بريطانيا. كما نجحت القنابل الزلزالية في اختراق الملاجئ الخرسانية التي كانت تُخفي غواصات يو الألمانية، والتي اعتُبرت ذات يوم "غير قابلة للتدمير". وفي المجموع، تم إنتاج 99 قنبلة زلزالية، أسقط منها قبل نهاية الحرب العالمية الثانية 42 قطعة، على الجسور الهامة وملاجئ الغواصات الخرسانية. وبعد الحرب، أنتج الأمريكيون القنابل الزلزالية بموجب ترخيص بريطاني، وفي عام 1948، اعتمادا على النموذج البريطاني، طوروا قنبلة خارقة للتحصينات أثقل بوزن 20 طنا. هذه القنبلة لم تستخدم عمليا وسُحبت من الخدمة عام 1959 نتيجة ظهور القنابل النووية الأقوى بكثير والأشد فتكا. aXA6IDI2MDI6ZmFhNTpiMDY6MTE1OjozIA== جزيرة ام اند امز US


العين الإخبارية
٠٢-٠١-٢٠٢٥
- العين الإخبارية
الذكاء الاصطناعي في سماء المعارك.. هل يخرج عن السيطرة؟
تم تحديثه الخميس 2025/1/2 07:23 م بتوقيت أبوظبي بفضل صوتها الذي يشبه صوت الدراجات النارية، كانت القنبلة الطائرة V1 - أو «القنبلة الطنانة» - واحدة من أكثر الأسلحة إثارة للخوف في الحرب العالمية الثانية. القنبلة التي أطلقتها ألمانيا كانت تهدف لإحداث الفوضى في إنجلترا، وكان سكان لندن يشعرون بالرعب من صوت القنبلة التي تقترب، وبمجرد توقف الطنين، كان أمام الناس نحو 12 ثانية للاختباء قبل أن يسقط الصاروخ من السماء وينفجر. اليوم، أعيد هذا الكابوس المماثل مرة أخرى باستخدام الطائرات بدون طيار، بحسب شبكة «إيه بي سي نيوز» الأمريكية، التي قالت إنه رغم تطور الأسلحة، لكن الطنين المخيف الذي يتردد صداه في السماء لا يزال قائما. وطوال عام 2024، أظهرت الصراعات في أوكرانيا والشرق الأوسط التأثير المتزايد للطائرات بدون طيار في الحرب الحديثة، تقول الشبكة الأمريكية، مشيرة إلى أنه جرى تصنيعها وإطلاقها بأعداد قياسية. ودخلت قدرات الذكاء الاصطناعي الجديدة، والألياف البصرية القادرة على التهرب من التشويش، وحتى الطائرات بدون طيار التي تطير عبر الكلاب، ساحة المعركة. وتمكنت طائرات بدون طيار من تجاوز نظام الدفاع الجوي المتطور «القبة الحديدية» الإسرائيلي . وتشير التقارير إلى أنها استُخدمت لملاحقة المدنيين ومضايقتهم في أوكرانيا، وملاحقة قادة حماس وحزب الله في لبنان وغزة. تهديد لن يختفي ويقول المحللون إن عام 2024 أظهر أن تهديد الطائرات بدون طيار لن يختفي، وأن الدول بحاجة إلى الانتباه إلى هذا الأمر. كانت هذه بعض التطورات التي حددت هذا العام في حرب الطائرات بدون طيار. وبحسب الشبكة الأمريكية، فإن إنتاج الطائرات بدون طيار كان غير موجود فعليًا في أوكرانيا قبل العملية العسكرية الروسية في فبراير/شباط 2022، إلا أن الرئيس فولوديمير زيلينسكي قال إن بلاده باتت قادرة الآن على زيادة الإنتاج إلى 4 ملايين سنويا. وفي أكتوبر/تشرين الأول، أعلن أن أوكرانيا تستعد لإنتاج 1.5 مليون طائرة بدون طيار بحلول نهاية العام. مقارنة بنحو 300 ألف في عام 2023. وتعمل روسيا أيضًا على تعزيز التصنيع المحلي، وتخطط لإنتاج نحو 1.4 مليون طائرة بدون طيار، فيما قال الرئيس فلاديمير بوتن، إنه «من المقرر زيادة إنتاج الطائرات بدون طيار بشكل كبير هذا العام.. حسنًا، لكي نكون أكثر دقة، ما يقرب من 10 مرات». وقد أدى ارتفاع الأعداد إلى ارتفاع وتيرة الضربات الجوية الروسية على أوكرانيا هذا العام إلى مستويات قياسية، باستخدام طائرات بدون طيار انتحارية من طراز شاهد في المقام الأول. وكانت الطائرات الهجومية بدون طيار المنتجة بثمن بخس مستوردة في الغالب، لكن روسيا عدلت النموذج وأصبحت الآن تنتجها بكميات كبيرة محليًا. وبحسب أرقام القوات الجوية الأوكرانية، نشرت موسكو ما مجموعه 2576 طائرة بدون طيار خلال شهر نوفمبر/تشرين الثاني. وتم تنفيذ بعض الهجمات باستخدام نحو 200 طائرة بدون طيار في وقت واحد. المسيرات في الشرق الأوسط وقد حدثت سيناريوهات مماثلة في الشرق الأوسط؛ ففي أبريل/نيسان الماضي، شنت إيران هجوما على إسرائيل باستخدام نحو 185 طائرة مسيرة. وقال المحللون في ذلك الوقت إن هذه كانت واحدة من أكبر الهجمات بطائرات بدون طيار في التاريخ. وقالت إسرائيل إنها تمكنت من اعتراض 99% من الأسلحة المستخدمة، بما في ذلك كافة الطائرات بدون طيار. ومع ذلك، تمكنت بعض الضربات الجوية التي شنتها طائرات بدون طيار طوال عام 2024 من حزب الله - الجماعة المسلحة المدعومة من إيران في لبنان - من تجاوز الدفاعات الجوية الإسرائيلية. وقال صامويل بينديت، الزميل المساعد في مركز الأمن الأمريكي الجديد: شهدنا كيف أحرزت الدول المشاركة في تطوير الطائرات بدون طيار تقدما حقيقيا هذا العام. وبات عدد متزايد من الجيوش في جميع أنحاء العالم يعتمد على الطائرات بدون طيار التكتيكية والمتوسطة المدى، بحسب صامويل، الذي قال لشبكة «إيه بي سي» الأمريكية: «على سبيل المثال، في الحروب بالسودان وميانمار وسوريا، والحرب بين إسرائيل وحزب الله (..) من الواضح أن الأنظمة غير المأهولة من جميع الأنواع لها تأثير». طائرات بدون طيار FPV بعد اكتسابها الشهرة في عام 2023، قررت الحكومة الأوكرانية تصنيع مليون طائرة بدون طيار FPV في العام الماضي، ويتم تشغيلها - المصممة في الأصل للمتسابقين المدنيين - باستخدام جهاز تحكم عن بعد وسماعة رأس توفر تغذية كاميرا أمامية. وبحسب الشبكة الأمريكية، فإن المسيرة تحمل رأسًا حربيًا متفجرًا يمكن إسقاطه بدقة أكبر من معظم المدفعية لأنها موجهة إلى هدفها. واعتمادًا على حجم الطائرة بدون طيار والحمولة، يمكن أن يتراوح المدى من 5 كيلومترات إلى أكثر من 20 كيلومترًا. وقال بينديت إن روسيا وأوكرانيا قامتا بتوسيع نطاق تطوير وإنتاج الطائرات بدون طيار على مدار العام وتقومان بتجربة نماذج جديدة، مشيرة إلى أنها جرى استخدامها لإسقاط الذخائر عبر فتحات الدبابات، ومطاردة القوات في ساحة المعركة. في كثير من الأحيان يتم التقاط هذه الحوادث بالكاميرا ونشرها على وسائل التواصل الاجتماعي. وقال الجنود الأوكرانيون إن الطائرات بدون طيار تشكل أكبر تهديد لهم، وقالوا إن عددها الآن كبير للغاية في الجو لدرجة أنه أصبح من الصعب نقلها من وإلى الخنادق. مسيرات بالألياف الضوئية وقال بينديت إن الطائرة بدون طيار الجديدة التي ستشكل عام 2024 هي الطائرة بدون طيار المزودة بالألياف البصرية، وهي عبارة عن نوع مختلف من طائرات FPV بدون طيار، مزودة بكابل الألياف الضوئية لنقل الإشارات من الطائرة بدون طيار إلى المشغل. وقال المحلل الدفاعي سام كراني إيفانز إن التصميم المتصل بالكابل جعل إشارة الطائرة بدون طيار «غير قابلة للتشويش (..) لا توجد طريقة لنظام الحرب الإلكترونية لإدراج إشاراته الخاصة في الرابط بين FPV ومشغله». وتابع: «تستخدم هذه الطائرات بدون طيار إشارات التردد اللاسلكي للعمل، ولكنها لا تُرسل عبر موجات راديو هشة تنتقل عبر الهواء، بل تنتقل بدلاً من ذلك عبر كابل الألياف الضوئية الملفوف أسفل الطائرة بدون طيار». طريقة إسقاطها ولقد أثبتت أنظمة الحرب الإلكترونية أنها الوسيلة الأكثر فعالية لإيقاف الطائرات بدون طيار، فعندما يتم التشويش على إشارة المسيرات، يفقد الطيار القدرة على التحكم بها، أو لا يستطيع المشغل رؤية إشارة الفيديو، اعتمادًا على التردد الذي تم تعطيله. وتجهز طائرات FPV بدون طيار عادة بكابل بطول 20 كيلومترا، ويقال إنها تستطيع الطيران لمدة 20 دقيقة بسرعة 60 كيلومترا في الساعة، وتحمل حمولة تزن حوالي 5.5 كيلوغرام، لكن بكرة كابل الألياف الضوئية تتحمل بعض هذا الوزن. مسيرات على شكل قوارب انتحارية وشكلت الطائرات بدون طيار الانتحارية حدثًا بارزًا في عام 2024، فبحسب بينديت، فإنه «خلال كل ذلك، رأينا كلا الجانبين (في أوكرانيا) يستخدمان طائرات بدون طيار انتحارية طويلة المدى في اتجاه واحد لضرب البنية التحتية للطاقة والجيش والصناعة الخاصة بكل منهما». كما استخدمت الطائرات بدون طيار "الانتحارية" ذات الإنتاج الرخيص على نطاق واسع في الشرق الأوسط. وكان حزب الله يستخدم التكنولوجيا الإيرانية لتحدي أنظمة الدفاع الجوي الإسرائيلية. وبدأ الحوثيون المدعومون من إيران في اليمن استهداف السفن التجارية المملوكة للولايات المتحدة وغيرها من السفن التجارية في البحر الأحمر بطائرات بدون طيار انتحارية في وقت مبكر من العام. وبعد ذلك، تحولوا إلى استخدام قوارب الكاميكازي الجديدة بدون طيار في الهجمات. وقال ديميتريس مانياتيس، الرئيس التنفيذي لشركة إدارة المخاطر البحرية ماريسكس، إن طائرات القوارب بدون طيار تمثل تحولاً متطوراً في التكتيكات، مضيفًا أن هذه الطائرات المسيرة مكنت الحوثيين من توجيه ضربات أكثر دقة وعلى مسافة أبعد. الكلاب الروبوتية والمركبات غير المأهولة ويضيف بينديت أن الاستخدام المتزايد للمركبات البرية غير المأهولة التي تشبه العربات التي تجرها الدواب كان هذا العام. ويتم استخدامها في مهام الكاميكازي، ونقل الذخيرة والإمدادات للقوات في الخنادق وإجلاء الجنود الجرحى. وقال بينديت: «نحن نشهد الكثير من هذه التطورات في أوكرانيا.. هناك عدة مئات من الشركات تعمل على تطوير الطائرات بدون طيار، بما في ذلك المركبات الأرضية غير المأهولة». كما ظهرت الكلاب الروبوتية، التي وُصفت بأنها «طائرات بدون طيار متخفية تتحرك على الأرض»، في ساحة المعركة. وبحسب الشبكة الأمريكية، فإن الكلاب استخدمت للقيام بمهام الاستطلاع وتوصيل الأدوية للجنود على الخطوط الأمامية. ومع ذلك، كشفت الولايات المتحدة والصين هذا العام عن تجاربهما على الكلاب الروبوتية المزودة بمدافع رشاشة. مسيرات بالذكاء الاصطناعي وفي رد على التحديات المتزايدة التي تفرضها أنظمة الحرب الإلكترونية، تسابقت كل من أوكرانيا وروسيا لتطوير طائرات بدون طيار موجهة بالذكاء الاصطناعي. وتتمتع الطائرات بدون طيار بالذكاء الاصطناعي بالقدرة على تحديد أهدافها واستهدافها دون الحاجة إلى التواصل مع طيارها، مما يجعلها محصنة ضد تشويش الإشارة. كانت التطورات في أوكرانيا منقسمة على نطاق واسع بين الأنظمة البصرية التي تساعد في تحديد الأهداف وتوجيه الطائرات بدون طيار إليها، ورسم خرائط التضاريس للملاحة. وقال بول لوشينكو، مدير العمليات الخاصة في كلية الحرب التابعة للجيش الأمريكي، إن دمج الذكاء الاصطناعي قد يبشر بعصر الطائرات بدون طيار الرابع. لكنه كان مترددا في القول بأن هذه التكنولوجيات سوف تغير قواعد اللعبة. وقال لشبكة «إيه بي سي»: «أنا حذر للغاية عندما يبدأ الناس الحديث عما يسمى بلحظة أوبنهايمر التي تعود إلى تطوير القنبلة النووية»، مشيرًا إلى أن الذكاء الاصطناعي من المرجح أن يستمر في لعب دور داعم بشكل أساسي. ومن غير المرجح أن تدخل أسراب من الروبوتات القاتلة ذات الذكاء الاصطناعي إلى ساحة المعركة في أي وقت قريب، بحسب لوشينكو، الذي أضاف: «إننا نميل إلى تضخيم إمكانات أسراب الطائرات بدون طيار، والمبالغة في الترويج لمدى سهولة دمج الذكاء الاصطناعي في هذه القدرات. إنه أمر صعب للغاية». «لكن الأمر مختلف بالنسبة للكلاب الروبوتية المزودة بمدافع رشاشة، فهي مخيفة للغاية»، يضيف. ماذا بعد؟ قال البروفيسور لوشينكو إنه في حين أن الطائرات بدون طيار قادرة على تغيير توازن الهجوم والدفاع بين البلدان المتحاربة، إلا أنها لم تكن تخلق «اختراقات» ضخمة في ساحة المعركة، مضيفًا: «أعتقد أن هذا العام كان ممتازا لتحديد مزايا وحدود هذه الممارسة الناشئة المتمثلة في حرب الطائرات بدون طيار». وتابع: «لم يتمكنوا من تحقيق تأثيرات على المستوى الاستراتيجي حقًا.. كانت الطائرات بدون طيار فعالة من الناحية التكتيكية». فيما قال بينديت إن العديد من الاتجاهات تم تتبعها على مدار العام، وأن الجيوش في جميع أنحاء العالم سوف تأخذ علماً بذلك، مشيرًا إلى أن عام 2025 يمكن أن يحمل معه أيضا مفاجآته الخاصة. وأضاف: قد يكون الذكاء الاصطناعي، أو قد يكون استخدامًا أكبر للمركبات الأرضية غير المأهولة مع الطائرات بدون طيار ... أعتقد أننا سنقف مكتوفي الأيدي ونرى ما سيحدث. aXA6IDE1NC45LjE3OC4xNDEg جزيرة ام اند امز US


العين الإخبارية
٠٢-١٢-٢٠٢٤
- العين الإخبارية
لا يتأثر بالصواريخ.. مواصفات وسعر «المنزل الأكثر أمانًا على وجه الأرض»
مع تصاعد التوترات حول العالم والمخاوف من نشوب حرب نووية، بدأ الجميع حول العالم في البحث عن ملاجئ آمنة تحسبا لتلك اللحظة. أحد تلك الأماكن والذي يُلقب بـ "المنزل الأكثر أمانًا على وجه الأرض"، معروض للبيع مقابل 1.3 مليون دولار، وفقا لموقع «وور هيستوري أونلاين». المنزل الأكثر أمانا على وجه الأرض هو صومعة صواريخ تعود إلى حقبة الحرب الباردة، وتقع في بلدة "ويستفول"، بولاية كنساس الأمريكية. ويعود تاريخ بنائها إلى ذروة الحرب الباردة. تاريخ المخبأ بُني مخبأ "Rolling Hills" في منتصف الخمسينيات من القرن الماضي، خلال فترة بلغت فيها الخوف من جهود الاتحاد السوفياتي لتطوير الصواريخ البالستية العابرة للقارات (ICBMs) والأسلحة النووية ذروتها. واختيرت ولاية كنساس كموقع للبناء لأنها "كانت خارج نطاق صواريخ السوفيات التي يمكن إطلاقها من الغواصات الموجودة قبالة أي من السواحل الأمريكية". ولإنجاز المهمة، أنشأ الجيش الأمريكي مكتبا لإنتاج الصواريخ البالستية داخل سلاح المهندسين، الذي ضم فريقا متخصصا لإنشاء مواقع مخصصة لتخزين وإطلاق نوعين من الصواريخ البالستية العابرة للقارات: سلسلة صواريخ "أطلس" وصواريخ "تيتان". الصواريخ والمخبأ كان صاروخ "أطلس" أول صاروخ بالستي عابر للقارات تصممه الولايات المتحدة، ووُصف بأنه نسخة متقدمة من صاروخ V-2 الألماني الذي استخدم في الحرب العالمية الثانية. ولكن المخاوف من هيكل الصاروخ دفعت لتطوير صواريخ "تيتان". كان أكثر النماذج تطورًا في عائلة صواريخ "أطلس" هو "أطلس إف"، الذي بلغ ارتفاعه 82.5 قدمًا، وكان بإمكانه الوصول إلى سرعة 16,000 ميل في الساعة، وقطع مسافة 7,000 ميل في غضون 43 دقيقة. وكانت هذه الصواريخ مزودة برؤوس حربية قوتها التدميرية تعادل أربعة ميغا طن، وهو ما يفوق قنبلتي هيروشيما وناجازاكي بمئات المرات. هيكل المخبأ صُمم المخبأ ليكون قويًا بما يكفي لحماية الصواريخ وفرق الإطلاق، حيث بُني باستخدام خرسانة الإيبوكسي وإطار معدني داخلي متصل بالجدران عبر أربعة نوابض تعمل كممتص للصدمات. ظل المخبأ في الخدمة حتى منتصف عام 1965، عندما أدركت الولايات المتحدة والاتحاد السوفياتي أن التكديس المستمر للأسلحة النووية سيؤدي في النهاية إلى تدمير متبادل. ونتيجة لذلك، تم إيقاف تشغيل عدد من مواقع الصواريخ وبيعها لأفراد ومؤسسات تعليمية. تفاصيل الملجأ يمتد موقع مخبأ رولينج هيلز على مساحة 9 أفدنة، ويتميز بسياج من الأسلاك الشائكة عند أعلى المدخل وآخر بارتفاع ثمانية أقدام يحيط بالموقع. يتألف المخبأ فوق الأرض من مبنيين فولاذيين وباب كبير يؤدي إلى المخبأ تحت الأرض. يمكن استخدام المخبأ كمنزل آمن تحت الأرض، أسفل منزل خاص مبني فوق الهيكل أو كقاعدة لمجمع سكني متعدد الطوابق. بالإضافة إلى ذلك، يمكن استخدام الجزء الموجود فوق الأرض للأغراض الزراعية. aXA6IDE0NS4yMjMuNDcuMTIxIA== جزيرة ام اند امز FR