logo

البنوك تستعد للأسوأ وسط احتمال ركود اقتصاد أمريكا

الاقتصادية٢٣-٠٤-٢٠٢٥

البنوك الأمريكية تتأهب باحتياطيات ضخمة لتغطية الخسائر
البنوك تستعد للأسوأ وسط احتمال ركود اقتصاد أمريكا
عملاء التسهيلات الائتمانية يلجؤون إلى القروض الدوارة وسط حالة عدم اليقين
تباين توقعات خبراء الاقتصاد في البنوك لحدوث ركود من 60% إلى 0%
الركود المتوقع ربما يؤثر سلبياً في الأسرة الأمريكية رغم مديونيتها المنخفضة
صورة مٌكبّرة لوجه بنجامين فرانكلين، أحد الأباء المؤسسين للولايات المتحدة، والمطبوعة على الورقة النقدية من فئة 100 دولار.
رغم تنامي المخاوف من انزلاق الاقتصاد الأمريكي نحو الركود، تؤكد كبرى البنوك في الولايات المتحدة أنها في وضع جيد لمواجهة التحديات، وفق ما أظهرته إفصاحات مكالمات الأرباح الأخيرة.
قال تشارلي شارف، الرئيس التنفيذي لبنك "ويلز فارجو آند كو": إن المؤسسة "تدخل هذا الوضع الاقتصادي من موقع قوة، ويُفترض أن يخدمها ذلك جيداً"، وذلك بعد إعلان البنك أرباحا فصلية بلغت 4.9 مليارات دولار.
يمتلك "ويلز فارجو" حالياً 163 مليار دولار من رأس المال العادي المدفوع، إضافة إلى 15 مليار دولار من مخصصات خسائر القروض، ما يظهر استعداداً لمواجهة تقلبات الاقتصاد. أما البنوك الثمانية الكبرى في الولايات المتحدة مجتمعة، فتحتفظ بنحو تريليون دولار لمواجهة الخسائر المحتملة.
لكن هذا الاستعداد لا يعني غياب التأثير. فقد أوضح جيمي ديمون، الرئيس التنفيذي لـ"جيه بي مورجان تشيس آند كو"، أن البنوك ليست بمنأى عن تداعيات التباطؤ الاقتصادي. وقال: "البنوك مثل سدادة تطفو وسط محيط الاقتصاد. إذا ساءت الأحوال الاقتصادية، سترتفع خسائر الائتمان، وقد تتغير أحجام الأنشطة ومنحنيات العائد".
ورغم امتناعه عن توجيه انتقادات مباشرة للرئيس دونالد ترمب خلال تصريحاته العلنية، فإن ديمون أبدى حذراً لافتاً في تعليقاته، وهو اتجاه عام لدى الرؤساء التنفيذيين للبنوك الأمريكية، إذ لم يأتِ أي منهم على ذكر ترمب صراحة في 10 نصوص لمكالمات أرباح راجعتها الوكالة، رغم تصدُّر ملف "الرسوم الجمركية" أجندة النقاش.
في المقابل، أظهرت الرئيسة التنفيذية لبنك "سيتي جروب إنك"، جين فريزر، مؤشرات على تنامي حالة الترقب في أوساط العملاء التجاريين. وقالت: "معظم العملاء بدؤوا تعليق خططهم، ونشهد تسارعاً في وتيرة الواردات لتكديس المخزونات، إلى جانب توقف الإنفاق الرأسمالي الكبير، بينما ينتظر الجميع مزيداً من الوضوح حول الأجندة الاقتصادية الكاملة".
زيادة القروض
في بعض الحالات، بدأ العملاء بسحب القروض المتاحة لهم لمواجهة الظروف الحالية. سجل "بنك أوف أمريكا" زيادة طفيفة في استخدام التسهيلات الائتمانية الدوارة، في حين لم تشهد بنوك أخرى، مثل "ويلز فارجو" و"جيه بي مورجان" و"بي إن سي فاينانشال سيرفيسز جروب" (PNC Financial Services Group) و"إم آند تي بنك"(M&T Bank)، أي ارتفاع مرتبط بحالة عدم اليقين الاقتصادي.
يُقدر معدل استخدام القروض التجارية لدى بنك "بي إن سي" بنحو 50%، ما يعني أن أي زيادة في هذا المؤشر قد تكون بمنزلة مؤشر مبكر على وجود ضغوط مالية.
مع تفاقم حالة الغموض، يلجأ الرؤساء التنفيذيون للبنوك إلى فرقهم الاقتصادية للحصول على التوجيه. قدرت وحدة الأبحاث في "جيه بي مورجان" احتمال حدوث ركود اقتصادي في 2025 بنحو 60%، فيما وضع "ويلز فارجو" تلك النسبة عند 55%. أما فريق الأبحاث في "بنك أوف أمريكا"، فيرى في الوقت الحالي أن الاقتصاد الأمريكي لن يشهد ركوداً خلال 2025.
رغم هذه النظرة الداخلية الأكثر تفاؤلاً، يعتمد "بنك أوف أمريكا" على إجماع تقديرات المؤسسات الكبرى لتحديد مخصصاته، إلى جانب بعض السيناريوهات المتشددة. ووفقاً لما قاله الرئيس التنفيذي، براين موينيهان، فإن البنك يحتفظ بمخصصات تغطي معدل بطالة يبلغ 6% (مقارنة بـ4.1% حالياً)، وهو نهج أكثر تحفظاً من نظرائه.
البطالة في الولايات المتحدة
رفع "جيه بي مورجان" معدل البطالة المقدر ضمناً في مخصصاته إلى 5.8% من 5.5% بعد أن زاد الوزن النسبي للسيناريو السلبي في توقعاته، أما "ويلز فارجو" فقد ثبت على 5.8% و"سيتي" عند 5.1% (مع سيناريو سلبي يصل إلى 6.7%)، بينما بلغ المعدل لدى كل من "بي إن سي" و"إم آند تي بنك" 5%، مع احتفاظ بنك "بي إن سي" ببعض المخصصات الإضافية.
في حالة "جيه بي مورجان" كانت هذه التعديلات كبيرة إذ اضطر البنك إلى إضافة 973 مليون دولار إلى مخصصاته الاحترازية.
حرصاً منها على إبراز متانة موقفها، استغلت بنوك عدة عروض نتائجها المالية لمقارنة التوقعات الحالية بتجارب سابقة مرت بها.
ذكر ديمون: "نقول هذا لكي تشعروا بالاطمئنان، لا بالقلق. عندما تفشى وباء كورونا، ارتفع معدل البطالة من نحو 4% إلى 15% خلال بضعة أشهر فقط. اضطررنا خلال فترة شهرين إلى إضافة 15 مليار دولار إلى المخصصات. هذا يعطي تصوراً عن حجم الركود الشديد. إذا كان الركود طفيفاً، فسيكون الرقم أقل من ذلك. وإذا كان ركوداً كبيراً، فسيكون أكبر. في جميع الأحوال، يمكننا التعامل مع الأمر وخدمة عملائنا".
اختلاف فترات الركود الاقتصادي
أما "بنك أوف أمريكا" فقد أعاد للأذهان في عرضه أزمة 2008 المالية العالمية إضافة إلى وباء كورونا كنقاط مرجعية، ليُظهر كيف أن وضعه من حيث القروض ورأس المال والسيولة اليوم أقوى مقارنة بتلك الفترات.
أصبح دفتر القروض أكبر حجماً، لكنه يحتوي الآن على نسبة أقل من قروض المستهلكين غير المضمونة وقروض حقوق ملكية المنازل، إضافة إلى محفظة قروض تجارية أكثر توازناً.
رغم ذلك، فإن كل ركود اقتصادي يختلف عن الآخر. كما قالت جين فريزر خلال مكالمتها الخاصة بعرض نتائج الأرباح: "علينا ألا نواجه الأمر بأسلوب الأزمات السابقة نفسه. القضية التي نتصدى لها الآن مختلفة تماماً".
علق موينيهان بقوله: "الركود الاقتصادي أمر - إذا كان ركودا طفيفا للغاية - من المفترض أن نتجاوزه بشكل جيد". أشار إلى أن ديون الأسر لم تبلغ حد الإفراط وتتمتع بميزانيات قوية إلى حد كبير. يبلغ متوسط نسبة القرض إلى قيمة محفظة قروض شراء المنازل لدى "بنك أوف أمريكا" أقل من 50%.
الغموض خطر على البنوك
لكن في ظل إدارة أمريكية تسعى إلى إعادة تشكيل الاقتصاد العالمي، يواجه مسؤولو البنوك ظروفاً غامضة، إذ قد لا تكون اختبارات الإجهاد التقليدية كافية للكشف بوضوح عن المخاطر المحتملة بصورة كاملة.
اختتم ديمون: "أهم ما في الأمر بالنسبة لي أن يبقى العالم الغربي موحداً اقتصادياً عندما نعبر كل هذه التحديات، وكذلك موحداً عسكرياً، للحفاظ على عالم آمن وحر من أجل الديمقراطية. بصراحة، لا يهمني كثيراً ما سيحدث للاقتصاد خلال الربعين المقبلين حيث إننا سنتجاوز ذلك. لقد مررنا بفترات ركود سابقة".
خاص بـ"بلومبرغ"

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

البنك الإسلامي للتنمية يختتم اجتماعاته السنوية بتوقيع (70) اتفاقية بقيمة (5) مليارات دولار
البنك الإسلامي للتنمية يختتم اجتماعاته السنوية بتوقيع (70) اتفاقية بقيمة (5) مليارات دولار

المناطق السعودية

timeمنذ 7 ساعات

  • المناطق السعودية

البنك الإسلامي للتنمية يختتم اجتماعاته السنوية بتوقيع (70) اتفاقية بقيمة (5) مليارات دولار

المناطق_متابعات اختتمت أمس الاجتماعات السنوية لمجموعة البنك الإسلامي للتنمية لسنة 2025، المنعقدة بالجزائر العاصمة، بتوقيع أكثر من (70) اتفاقية بقيمة تقارب (5) مليارات دولار مع (26) دولة عضوًا وعدة مؤسسات إقليمية. وأوضح معالي رئيس مجموعة البنك الإسلامي للتنمية الدكتور محمد سليمان الجاسر, خلال المؤتمر الذي عقد في ختام الاجتماعات، أن الاتفاقيات تشمل قطاعات ذات أهمية كبيرة, مؤكدًا عزم البنك على تقديم حلول إنمائية ملموسة ذات أثر كبير. وشارك في الاجتماعات أكثر من (4) آلاف مشارك يمثلون (89) دولة و(70) مؤسسة، لتبادل وجهات النظر حول التحديات المشتركة وأولويات التنمية المستدامة في الدول الأعضاء، من خلال تنظيم العديد من الاجتماعات رفيعة المستوى والجلسات النقاشية بمشاركة نخبة من رواد القطاع المالي في الدول الإسلامية. وشهدت الاجتماعات السنوية تطوير علاقات التعاون بين مجموعة البنك الإسلامي للتنمية والجزائر، وتم التوقيع على اتفاقية إطار إستراتيجية للتعاون للفترة الممتدة من (2025) إلى (2027) لدعم القطاعات المعززة للتنافسية والتنويع الاقتصادي وتطوير البنى التحتية ودعم القطاع الخاص. وشملت الاتفاقيات أربعة محاور تتمثل في تعزيز أدوات التمويل الإسلامي، والتخفيف من آثار التغير المناخي، وتمكين المرأة والشباب، وتطوير القدرات وبناء الكفاءات, إلى جانب توقيع عدد من المؤسسات المالية والهيئات الجزائرية اتفاقيات مع مؤسسات تابعة لمجموعة البنك على هامش انعقاد الاجتماعات السنوية, وتُجسد هذه الاتفاقيات رؤية مشتركة تهدف إلى تعزيز التنمية المستدامة في الدول الأعضاء.

ترامب يهدد شركة
ترامب يهدد شركة

رواتب السعودية

timeمنذ 7 ساعات

  • رواتب السعودية

ترامب يهدد شركة

نشر في: 23 مايو، 2025 - بواسطة: خالد العلي ترامب يهدد شركة ..آبل 📱: يجب على آبل دفع رسوم بـ 25% على هواتف آيفون المصنعة خارج أميركا. يقول: تحدثت مع تيم كوك حول ذلك, إما تصنعون الايفون داخل أمريكا بدلاً من الهند أو أي مكان اخر أو تدفعو رسوم جمركية إضافية 25%. سهم ..آبل يتراجع بعد تصريح ترامب, قد يؤدي إنتاج هواتف آيفون في الولايات المتحدة إلى ارتفاع سعره إلى 3500 دولار وفق محللين! المصدر :عبد الله الخميس | منصة x

الذهب يقفز بأكثر من 2% بعد تهديد ترمب برسوم جمركية جديدة
الذهب يقفز بأكثر من 2% بعد تهديد ترمب برسوم جمركية جديدة

الوئام

timeمنذ 8 ساعات

  • الوئام

الذهب يقفز بأكثر من 2% بعد تهديد ترمب برسوم جمركية جديدة

ارتفعت أسعار الذهب، اليوم الجمعة، بأكثر من اثنين بالمئة مسجلة أفضل أداء أسبوعي في ستة أسابيع وسط إقبال على استثمارات الملاذ الآمن بعد تجدد تهديدات الرئيس الأمريكي دونالد ترمب بفرض رسوم جمركية وضعف الدولار. وصعد الذهب في المعاملات الفورية 2.1 بالمئة إلى 3362.70 دولار للأوقية (الأونصة) بحلول الساعة 1756 بتوقيت جرينتش. وارتفع المعدن 5.1 بالمئة مسجلا أعلى مستوى له في أكثر من أسبوعين. وزادت العقود الأمريكية الآجلة للذهب 2.1 بالمئة إلى 3365.8 دولار. وقال تاي وونغ، وهو تاجر معادن مستقل 'ترمب كان نشطًا جدًا خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية. تهديده بفرض رسوم جمركية بنسبة 50 بالمئة على الاتحاد الأوروبي بداية من أول يونيو وهجومه اللاذع على شركة أبل وجامعة هارفارد، أدى إلى تراجع حاد في أسعار الأسهم، وهو أمر إيجابي للذهب'. وأضاف 'تجدد المخاوف بشأن الرسوم الجمركية في يوم يشهد انخفاضًا في السيولة قبل عطلة نهاية أسبوع طويلة قد يضخم التحركات'. وانخفضت الأسهم العالمية بعد أن أوصى ترامب بفرض رسوم جمركية بنسبة 50 بالمئة على واردات الاتحاد الأوروبي بداية من الأول من يونيو، وقال إن أبل ستدفع رسوما جمركية بنسبة 25 بالمئة على أجهزة آيفون التي تباع في الولايات المتحدة والمصنعة في الخارج. وانخفض مؤشر الدولار الذي يقيس أداء العملة الأمريكية مقابل عملات رئيسية 0.9 بالمئة، مما يجعل الذهب المقوم بالدولار أرخص بالنسبة لحائزي العملات الأجنبية. ووافق مجلس النواب الأمريكي، الذي يسيطر عليه الجمهوريون، على مشروع قانون شامل للضرائب والإنفاق أمس الخميس، بما يضمن تنفيذ معظم أجندة الرئيس دونالد ترامب ويضيف تريليونات الدولارات إلى الدين الحكومي. وعادة ما ينظر للذهب كملاذ آمن في أوقات الضبابية السياسية والمالية. وارتفع سعر البلاتين 1.2 بالمئة إلى 1094.05 دولار بعد أن سجل أعلى مستوى له منذ مايو 2023 في وقت سابق من الجلسة. وبالنسبة للمعادن النفيسة الأخرى، صعدت الفضة في المعاملات الفورية 1.1 بالمئة إلى 33.44 دولار للأوقية، ونزل البلاديوم 1.6 بالمئة إلى 998.89 دولار، وسجل كلا المعدنين مكاسب أسبوعية.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store