
حضر النواب وغابت الأحزاب
يدخل مجلس النواب إجازة صيفية طويلة بعد أن اختتم دورته الأولى. وحسب تقديرات مرجحة، لا نية لدعوة المجلس للانعقاد بدورة استثنائية هذا الصيف، لعدم وجود تشريعات مستعجلة على أجندة الحكومة.
اضافة اعلان
المجلس أنهى الدورة الأولى من عمره، مسجلا تحسنا ملموسا في شعبيته استنادا لاستطلاع مركز الدراسات الإستراتيجية الأخير. يفتح هذا التحول الباب أمام الأحزاب السياسية الممثلة في البرلمان لاستثمار عطلة المجلس لمراجعة التجربة الحزبية الوليدة في شوطها الأول.
الاختلاف الوحيد بين البرلمان الحالي والبرلمانات السابقة، هو حضور الأحزاب بشكل قانوني تحت القبة من خلال القائمة العامة، إضافة لمن فازوا على المقاعد المحلية.
هذا التطور النوعي من الناحية القانونية، يشكل القاعدة الأساسية التي يرتكز عليها مشروع التحديث السياسي. وهذه ليست سوى البداية لعملية متدرجة من المفترض أن تفضي لبرلمان بأغلبية حزبية بعد مجلسين قادمين.
لا يتوفر بين أيدينا قياس موضوعي لمدى تأثير الأحزاب في البرلمان، ولا لرأي الشارع الأردني حيال هذا الحضور. ولا نعلم بالضبط إذا ما كان حضور الأحزاب ملحوظا من أساسه تحت القبة.
لم تكن هناك توقعات كبيرة حيال هذا الحضور في أول تجربة للأحزاب الجديدة تحت القبة، فيما كان حضور أحزاب قديمة كحزب جبهة العمل الإسلامي بحجم التوقعات والتجارب السابقة لكتلهم البرلمانية بوصفها كتلة معارضة.
التحدي يتجسد في قدرة الأحزاب على الانتقال من مرحلة الوجود في البرلمان إلى المشاركة الفاعلة والتأثير في الأداء، بحيث يلمس الناخب الفرق في المخرجات التشريعية والرقابية، والأهم مأسسة العمل النيابي ككتل وأحزاب، عوضا عن الأداء الفردي الذي طبع عمل النواب لسنوات طويلة. ويتطلب هذا الأمر حسب برلمانيين، إجراء تعديلات جوهرية على النظام الداخلي للمجلس، وهو ما تم التوافق عليه وتكليف لجنة خاصة للقيام بالمهمة.
في الدورة المنتهية لم نشهد تحولا ملموسا على هذا الصعيد، فالأحزاب كانت تحظر شكليا في محطات محدودة، ثم تغيب تماما عن العمل التشريعي ونشاط اللجان. كما أن البرامج الحزبية لم تظهر عند مناقشة القوانين المهمة، لا بل إننا لم نلحظ فرقا بين مواقف ومداخلات النواب الحزبين رغم اختلاف هويّاتهم الحزبية.
واللافت أيضا أن أيا من الأحزاب تحت القبة لم يكلف خاطره بإصدار بيان لناخبيه يبلغهم فيه موقفه التصويتي على القوانين المهمة والأسباب التي دفعته لاتخاذ هذا الموقف من القانون المعني.
عمليا ماكينة الأحزاب الممثلة بالبرلمان لم تشتغل بالقدر المطلوب لمواكبة دور نوابهم في المجلس ولا المواقف التي اتخذوها حيال القضايا المهمة التي جرى مناقشتها تحت القبة.
باختصار يمكن القول إن النواب الحزبيين حضروا تحت القبة، لكن الأحزاب غابت، بما تعنيه من برامج ومواقف تعكس لون الحزب وهويته.
إن ذلك هو المفتاح للتعددية الحزبية والبرلمانية، وبدونها لن يكون هناك ما يحفز الناخبين على التوجه لصناديق الاقتراع لانتخاب ممثلي الأحزاب ما دامت تتصرف كما لو أنها حزب واحد ولون واحد. وإذا كانت الانتخابات الماضية قد سجلت 250 ألف ورقة بيضاء في صناديق القائمة العامة، فإن الانتخابات المقبلة على هذا المنوال ستسجل ضعف هذا الرقم.
عطلة الصيف طويلة، وهي فرصة لكوادر الأحزاب وقياداتها لعقد جلسات تقييم لأداء ممثليهم تحت قبة البرلمان، لاستخلاص الدروس والتعلم من التجارب، لتطوير أدائهم في الدورة العادية الثانية.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


رؤيا نيوز
منذ 20 دقائق
- رؤيا نيوز
المجالي يؤدي القسم القانوني أمام رئيس الوزراء
أدى القسم القانوني أمام رئيس الوزراء الدكتور جعفر حسان، اليوم الثلاثاء، رئيس مجلس مفوضي سلطة منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة شادي المجالي بعد صدور الإرادة الملكية السامية بالموافقة على قرار مجلس الوزراء بتعيينه. ويأتي أداء القسم القانوني سندا لأحكام المادة الثالثة عشرة من قانون منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة رقم (32) لسنة 2000. وحضر أداء القسم وزير دولة لشؤون رئاسة الوزراء عبدالله العدوان وأمين عام رئاسة الوزراء عبد اللطيف النجداوي.


رؤيا نيوز
منذ 20 دقائق
- رؤيا نيوز
وزير خارجية فرنسا: باريس عازمة على الاعتراف بدولة فلسطين
أكد وزير الخارجية الفرنسي جان-نويل بارو الثلاثاء، إن باريس عازمة على الاعتراف بدولة فلسطين، مؤكدا أن ذلك يصب في مصلحة الفلسطينيين والإسرائيليين على حد سواء. وقال بارو لإذاعة فرانس إنتر 'لا يمكننا أن نترك لأطفال غزة إرثا من العنف والكراهية. لذلك، يجب أن يتوقف كل هذا، ولهذا السبب نحن عازمون على الاعتراف بدولة فلسطين'. وأضاف 'وأنا أعمل على هذا بفاعلية لأننا نريد المساهمة في التوصل إلى حل سياسي يصب في مصلحة الفلسطينيين ولكن أيضا في صالح أمن إسرائيل'. من المتوقع أن تعلن فرنسا اعترافها بدولة فلسطين خلال المؤتمر الدولي الذي ترأسه مع السعودية لإحياء الحل السلمي للصراع الإسرائيلي الفلسطيني على أساس حل الدولتين، والذي سيعقد في الفترة من 17 إلى 20 حزيران المقبل. وأكد الوزير الفرنسي أن الوضع في غزة 'لا يحتمل لأن العنف الأعمى ومنع الحكومة الإسرائيلية إدخال المساعدات الإنسانية حوَّل غزة إلى مكان يحتضر فيه الناس حتى لا نقول إلى مقبرة… هذا انتهاك بالمطلق لكل قواعد القانون الدولي… وهذا يتعارض مع أمن إسرائيل الذي تحرص عليه فرنسا، لأن من يزرع العنف يحصد العنف'. وكرر الوزير دعوة إسرائيل إلى السماح بدخول المساعدات الإنسانية 'بكميات كبيرة' ومن 'دون عوائق'. من جانبه، قال رئيس الحزب الشيوعي الفرنسي فابيان روسل للإذاعة نفسها إن الحزب 'سيستقبل وفدا كبيرا من منظمة التحرير الفلسطينية في الرابع من حزيران لإطلاق حملة أوروبية للاعتراف بدولة فلسطين'. وافقت إسرائيل على إدخال كمية محدودة من المساعدات الإنسانية بعد أكثر من شهرين ونصف من الحصار الكامل على القطاع الذي يواجه وضعا إنسانيا كارثيا، فيما يشن جيشها هجوما واسع النطاق قال؛ إن هدفه السيطرة على غزة والقضاء على حماس واستعادة المحتجزين.


البوابة
منذ 25 دقائق
- البوابة
رفع كافة العقوبات الاقتصادية الأوروبية المفروضة على سوريا
كشفت مصادر مطّلعة لوكالة "فرانس برس" أن الاتحاد الأوروبي قرر اليوم الثلاثاء رفع جميع العقوبات المفروضة على سوريا، في تحول كبير في السياسة الأوروبية تجاه دمشق. ووفقًا للمصادر، فقد توصّل سفراء الدول الأعضاء الـ27 في الاتحاد الأوروبي إلى اتفاق مبدئي بشأن هذا القرار، على أن يتم الإعلان عنه رسميًا في وقت لاحق اليوم من قبل وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي خلال اجتماعهم في بروكسل. وقبيل الاجتماع، أعربت الممثلة العليا للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية في الاتحاد الأوروبي، كايا كالاس، عن أملها في أن يسفر الاجتماع عن اتفاق شامل بشأن رفع العقوبات الاقتصادية عن سوريا، مؤكدة على أهمية دعم الشعب السوري. وقالت: "نحن نسعى لضمان حصول السوريين على فرص عمل وحياة كريمة، لتحقيق الاستقرار في البلاد". ويُذكر أن الاتحاد الأوروبي كان قد أعلن في 24 فبراير الماضي عن تعليق جزئي للعقوبات المفروضة على سوريا، خاصة في قطاعات البنوك والطاقة والنقل، ما شكّل تمهيدًا لهذه الخطوة الأوسع. ويأتي القرار الأوروبي بالتزامن مع إعلان الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب الأسبوع الماضي عن رفع كامل للعقوبات الأمريكية على سوريا.