
ماذا فعل ترامب بالشرق الأوسط في أول 100 يوم من رئاسته؟.. 8 مشاهد صادمة أبرزها في غزة واليمن
لم تحمل الـ100 يوم الأولى من ولاية دونالد ترامب الرئاسية الثانية أخباراً جيدة لمنطقة الشرق الأوسط، حيث تبنى الرئيس الأمريكي عدداً من السياسات والقرارات التي فاقمت من التوترات السياسية والاقتصادية على حد سواء.
فعلى صعيد الحرب الإسرائيلية على غزة، لم يكتفِ الرئيس ترامب بمواصلة الدعم السياسي والعسكري لحكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، بل تجاوز ذلك إلى حد اقتراح السيطرة الأمريكية على القطاع وتهجير سكانه إلى دول عربية مجاورة.
أضف إلى ذلك استئنافه الحملة العسكرية ضد الحوثيين في اليمن، وتعزيز الوجود العسكري الأمريكي في المنطقة.
الرئيس الأمريكي دونالد ترامب خلال استقباله رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في البيت الأبيض/رويترز
وعلى الصعيد الاقتصادي، طالت الدول العربية نيران التعريفات الجمركية التي فرضها ترامب على الشركاء التجاريين، بجانب قطع المساعدات الخارجية الأمريكية، التي تدعم المشاريع التنموية والإغاثية في المنطقة.
ولم يكن الطلاب العرب في مأمن من سياسات ترامب خلال ولايته الثانية، وشهدت الأيام الـ100 الأولى للرئيس الأمريكي حالات اعتقال وترحيل لطلاب عرب وأجانب بزعم مكافحة معاداة السامية.
نستعرض في هذا التقرير عدداً من السياسات والقرارات التنفيذية التي اتخذها ترامب في أول 100 يوم من دخوله البيت الأبيض في 20 يناير/كانون الثاني 2025، والتي تتعلق بالشرق الأوسط والدول العربية.
1- قطع المساعدات الخارجية
لم يكن قد مضى على ولاية ترامب الرئاسية الثانية سوى بضعة أيام حتى أصدر قراراً بتعليق برامج المساعدات الخارجية في المجال التنموي لحين تقييم مدى كفاءة هذه المساعدات واتساقها مع سياسته الخارجية.
وعلى إثر هذا القرار، باتت المشاريع التنموية العالمية التي تشمل قطاعات عدة صحية وتعليمية وإغاثية مهددة بالتوقف، خاصة ما يتعلق منها بمنطقة الشرق الأوسط.
وأظهرت مذكرة لوزارة الخارجية الأمريكية اطلعت عليها وكالة رويترز أن قرار تعليق المساعدات الخارجية الذي أمر به ترامب لمدة 90 يوماً ينطبق على المساعدات الجديدة والقائمة، لكنه شمل إعفاءات للتمويل العسكري لإسرائيل ومصر.
وأثار قرار ترامب تعليق تقديم مساعدات بلاده الخارجية تفاعلاً ومخاوف لدى فئات عربية مرتبطة بالمنح التي تقدمها الوكالات الأمريكية وفي مقدمتها الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، لا سيما في مجالات التعليم والصحة والدعم الإغاثي.
ونقلت تقارير عن متخصصين في الشؤون الأمريكية، أن قرار ترامب زاد من الأعباء والأضرار لدى شرائح عديدة بالمنطقة العربية المتأثرة اقتصادياً.
وكانت أبرز الدول العربية التي تأثرت بقرار ترامب قطع المساعدات الخارجية هي مصر والأردن وسوريا والعراق واليمن والسودان.
اللاجئون السوريون في لبنان/ الأناضول
2- السيطرة على غزة
وفي فبراير/شباط 2025، اقترح الرئيس الأمريكي سيطرة الولايات المتحدة على غزة، حيث أودى الهجوم العسكري الإسرائيلي في الأشهر الـ18 الماضية بحياة عشرات الآلاف، بعد أن اقترح في وقت سابق تهجير الفلسطينيين في القطاع بشكل دائم.
ورفض القادة الفلسطينيون وزعماء العالم العربي علناً تعليقات ترامب السابقة التي تفيد بضرورة نقل الفلسطينيين إلى مصر والأردن بينما استنكرها دعاة حقوق الإنسان باعتبارها اقتراحاً بالتطهير العرقي.
فيما قوبل إعلان ترامب أن الولايات المتحدة ستسيطر على غزة بعد إعادة توطين الفلسطينيين في أماكن أخرى برفضٍ واسعٍ من أهالي القطاع لمغادرة أراضيهم، باعتبارها جزءاً لا يتجزأ من وطنهم، حيث يطمحون إلى إقامة دولةٍ مستقلةٍ في غزة والضفة الغربية والقدس الشرقية، وهي الأراضي التي احتلتها إسرائيل في حرب عام 1967.
وأشارت تقارير عدة إلى أن خطة الرئيس الأمريكي تواجه عقباتٍ عدة، أبرزها رفض سكان القطاع مغادرة أراضيهم، والمعارضة الدولية والإقليمية الواسعة للمقترح، فضلاً عن التحديات القانونية التي تقف عثرة أمام التنفيذ، والرفض العربي لاستقبال اللاجئين الفلسطينيين.
وفي وقت لاحق في مارس/آذار الماضي، وفيما بدا أنه تراجع من الرئيس الأمريكي عن خطة تهجير أهل غزة، قال ترامب خلال مؤتمر صحفي مع رئيس الوزراء الأيرلندي بالبيت الأبيض:"لا أحد سيطرد أي فلسطيني من غزة".
REPORTER: What about the president's plan to expel Palestinians out of Gaza?
TRUMP: Nobody is expelling any Palestinians. Who are you with?
REPORTER: I'm with Voice of America, sir.
TRUMP: Oh, no wonder. pic.twitter.com/SfosOKDnv6— Aaron Rupar (@atrupar) March 12, 2025
3- دعم إسرائيل عسكرياً
لم يستجب الرئيس ترامب للدعوات التي لم تتوقف منذ أن شنّ جيش الاحتلال الإسرائيلي حرباً على غزة، والتي طالبت مراراً وتكراراً بوقف الدعم العسكري لتل أبيب، وواصل منذ توليه منصبه في الرابع من يناير/كانون الثاني 2025 إرسال الأسلحة والذخائر لحكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو اليمينية.
وتعددت أشكال هذا الدعم العسكري الذي قدمه ترامب لإسرائيل بين صفقات عسكرية جديدة والإفراج عن أسلحة كانت إدارة الرئيس الأمريكي السابق جو بايدن قد حظرت إرسالها إلى الاحتلال.
وجاءت تفاصيل الدعم العسكري الذي قدمه ترامب لإسرائيل منذ بدء ولايته الثانية على النحو التالي:
أ- ألغي قرار بايدن وأمر بتزويد إسرائيل بقنابل زنة 2000 رطل (26 يناير/كانون الثاني).
ب- أرسل 24 ألف بندقية هجومية لإسرائيل (31 يناير/كانون الثاني).
ج- الموافقة على صفقة أسلحة لإسرائيل بقيمة 7.41 مليارات دولار (8 فبراير/شباط).
4- استئناف القصف الأمريكي على اليمن
وجّه ترامب في 15 مارس/آذار 2025 بشنّ غارات جوية وبحرية واسعة النطاق على عشرات الأهداف في اليمن، في المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون. وقالت الولايات المتحدة إنها ستواصل قصف اليمن حتى يتوقف الحوثيون عن استهداف السفن المرتبطة بإسرائيل.
وشنّت جماعة الحوثي، التي تسيطر على معظم أنحاء اليمن منذ عشر سنوات، هجماتٍ على السفن قبالة السواحل اليمنية، بدأتها في نوفمبر/تشرين الثاني 2023، بعد أن شنّ جيش الاحتلال الحرب على غزة في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، قائلةً إنها تفعل ذلك دعماً للفلسطينيين في القطاع المحاصر.
وتعرضت حملة الرئيس الأمريكي لقصف الحوثيين لانتقادات داخلية، بعدما كشفت تقارير أن التكلفة الإجمالية للعملية العسكرية الأمريكية ضد الجماعة اليمنية تقترب من مليار دولار خلال أقل من ثلاثة أسابيع، ولم يكن لها سوى تأثير محدود في تدمير قدراتهم.
وأشارت تقارير إلى أن الانتقادات التي طالت الحملة العسكرية في اليمن عبّر عنها مشرّعون من كلا الحزبين الجمهوري والديمقراطي.
وكتب النائبان جيف ميركلي، الديمقراطي من ولاية أوريغون، وراند بول، الجمهوري من ولاية كنتاكي، في رسالة إلى ترامب: "يجب على الإدارة أيضاً أن تشرح للكونغرس والشعب الأمريكي المسار المتوقع للمضي قدماً في ضوء فشل مثل هذه الجهود السابقة".
طائرة أمريكية تنطلق من حاملة الطائرات هاري إس ترومان في البحر الأحمر قبل الغارات الجوية على صنعاء في اليمن في 15 مارس 2025 – البحرية الأمريكية
5- توسيع قائمة حظر السفر
كشفت تقارير في مارس/آذار الماضي أن إدارة ترامب تعتزم فرض حظر جديد على السفر إلى الولايات المتحدة بالنسبة لمواطني دول معينة، والذي سيكون أوسع من النسخ التي أصدرها الرئيس الجمهوري في ولايته الأولى.
ونقلت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية عن مسؤولين مطلعين أن مسودة توصية متداولة داخل السلطة التنفيذية تقترح قائمة "حمراء" للدول التي يمكن لترامب منع مواطنيها من دخول الولايات المتحدة.
ونقل موقع سي إن إن الأمريكي عن متحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية أن الوزارة "تجري مراجعة كاملة لجميع برامج التأشيرات"، وسط تقارير عن حظر سفر جديد وشيك في الولايات المتحدة.
وكان ترامب وجه في أمر تنفيذي صدر في العشرين من يناير/كانون الثاني 2025، أعضاء مجلس الوزراء، بما في ذلك وزير الخارجية، بتجميع قائمة بالدول "التي تفتقر إلى المعلومات المتعلقة بالفحص والتدقيق إلى الحد الذي يبرر تعليقاً جزئياً أو كلياً لقبول المواطنين من تلك الدول". ونص الأمر التنفيذي على القيام بذلك في غضون 60 يوماً.
يذكر أن الرئيس الأمريكي منع في ولايته الأولى المسافرين من سبع دول ذات أغلبية مسلمة من دخول الولايات المتحدة.
وفقاً لما نقلته نيويورك تايمز عن أحد المسؤولين، تشمل المسودة ثلاثة قوائم تتألف القائمة الحمراء منها حالياً بشكل رئيسي من الدول التي تم تقييد مواطنيها بموجب نسخ من حظر السفر السابق الذي فرضه ترامب.
وتشمل القائمة دول كوبا وإيران وليبيا وكوريا الشمالية والصومال والسودان وسوريا وفنزويلا واليمن.
وقال أحد المسؤولين إن مشروع القرار يقترح مبدئياً إضافة أفغانستان إلى المجموعة التي سيتم منع مواطنيها بشكل قاطع من دخول الولايات المتحدة.
6- التعريفات الجمركية
وفي 2 أبريل/نيسان 2025، أعلن ترامب فرض رسوم جمركية على جميع الدول بينها حلفاء وخصوم، بحد أدنى يبلغ 10%، معتبراً ما حدث بأنه "يوم تحرير طال انتظاره، وإعلان لاستقلال الاقتصاد الأمريكي، وسيعني في نهاية المطاف المزيد من الإنتاج المحلي ومنافسة أقوى وأسعار أقل للمستهلكين".
وطالت التعريفات الجمركية التي فرضها ترامب، والتي علق البعض منها في وقت لاحق لمدة 90 يوماً، الدول العربية بنسب متفاوتة وفقاً للرسوم الجمركية التي تفرضها هذه الدول على المنتجات الأمريكية.
وفرض ترامب رسوماً جمركية بنسبة 10% على قطر ومصر والسعودية والإمارات والمغرب والسودان واليمن ولبنان وجيبوتي وعُمان والبحرين.
فيما بلغت الرسوم الجمركية على دول عربية أخرى معدلات أعلى تجاوزت 39% على العراق و31% على ليبيا و41% على سوريا و 20% على الأردن و30% على الجزائر و28% على تونس.
وعانت الأسواق العالمية، ومن بينها البورصات العربية، من خسائر فادحة بعد أن أذكت الرسوم الجمركية التي فرضها ترامب المخاوف من حرب تجارية شاملة وركود اقتصادي عالمي.
ومع ذلك، كانت هناك توقعات بأن تستفيد بعض الدول من التوترات التجارية التي خلفتها هذه الرسوم، ومن بينها تركيا ومنطقة الشرق الأوسط.
ونقلت تقارير عن خبراء اقتصاديين أن التأثير المباشر للرسوم الجمركية، مثل الرسوم الأمريكية على واردات الصلب والألمنيوم، محدودٌ للغاية على الشرق الأوسط.
كما أن أحد التغييرات المهمة والإيجابية التي قد تحدثها التعريفات الجمركية في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا هو الدفع نحو إنشاء ممرات تجارية أكثر انسيابية جغرافياً.
انهيار البورصات العالمية٬ تعبيرية/ Getty
7- تعزيزات عسكرية أمريكية في الشرق الأوسط
أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاغون"، الأربعاء 2 أبريل/نيسان 2025، عزمها زيادة وجودها العسكري في منطقة الشرق الأوسط مع استمرار الجيش الأمريكي في شن غارات جوية ضد الحوثيين في اليمن وتكثيف ضغوطه على إيران.
وشمل التعزيز العسكري الأمريكي في منطقة الشرق الأوسط طائرات مقاتلة من طراز إف-35، التي تنضم إلى قاذفات بي-2 وطائرات بدون طيار من طراز بريداتور في المنطقة، بحسب ما نقلت صحيفة وول ستريت جورنال عن مسؤولين أمريكيين مطلعين على الخطط.
وإلى جانب حاملات الطائرات، تشمل التعبئة العسكرية الأمريكية مدمرات حاملة لصواريخ كروز وسفناً حربية أخرى.
وأفاد المسؤولون بأن الولايات المتحدة أرسلت أيضاً بطاريات باتريوت مضادة للصواريخ للدفاع عن القواعد الجوية الأمريكية وحلفائها القريبين.
وهبطت ما لا يقل عن 140 طائرة نقل أمريكية بمنطقة الشرق الأوسط قادمةً من عدة قواعد عسكرية أمريكية رئيسية. وكانت معظمها محملة بالمعدات، وفقاً لتحليل بيانات تتبع الرحلات الجوية التي حللتها صحيفة هآرتس العبرية.
وأضافت هآرتس أن أكثر من 20 طائرة شحن تابعة لسلاح الجو الأمريكي وصلت من اليابان وقاعدة فورت سيل بولاية أوكلاهوما، وتحمل على الأرجح بطاريات باتريوت وثاد لدعم القوات الأمريكية في الخليج العربي ضد أي هجوم إيراني محتمل.
وتمثل هذه الحشود الجديدة زيادة بنحو 50% عن ذروة الشهر السابق في الرحلات العسكرية الأمريكية إلى المنطقة، وفقاً لصحيفة هآرتس.
8- تقليص تقارير حقوق الإنسان
أجرت إدارة ترامب في 19 أبريل/نيسان الماضي تعديلات على التقارير السنوية التي تصدرها وزارة الخارجية حول حقوق الإنسان الدولية، وأزالت الانتقادات المعتادة للانتهاكات، مثل ظروف السجن القاسية، والفساد الحكومي، والقيود المفروضة على المشاركة في العملية السياسية، وسط مخاوف من أن تخفف هذه التعديلات الضغوط على الدول لدعم الحقوق المدنية والسياسية.
وبجانب التعديلات التي أدخلتها الخارجية الأمريكية على التقارير السنوية لحقوق الإنسان، فإن التقارير المتعلقة بـ 20 دولة على وجه الخصوص، من بينها مصر، لن يتم إصدارها إلا بعد عرضها على مستشار لإجراء مراجعة خاصة بها، حسب تقرير لموقع إن بي آر.
ويستند الكونغرس الأمريكي إلى هذه التقارير لإصدار توصيات تتعلق بتخصيصات المساعدات الخارجية والمساعدة الأمنية.
على سبيل المثال، أفادت وكالة رويترز في يناير/كانون الأول الماضي أن إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن السابقة حولت 95 مليون دولار من المساعدات العسكرية المخصصة لمصر إلى لبنان.
وجاء في إخطار وزارة الخارجية للكونغرس بشأن التحويل المخطط له أن القوات المسلحة اللبنانية "شريكة رئيسية" في دعم اتفاق 27 نوفمبر/تشرين الثاني 2024 بين لبنان وإسرائيل. وبحسب رويترز، فإن هذه الخطوة "تأتي بعد أن عبر بعض رفاق بايدن الديمقراطيين في الكونغرس عن مخاوفهم العميقة إزاء سجل مصر في مجال حقوق الإنسان، خاصة اعتقال الآلاف من السجناء السياسيين".
وأبرزت هذه الخطوة رفض الرئيس ترامب التركيز على حقوق الإنسان، سواءً على الصعيد المحلي أو في السياسة الخارجية. ويرى هو والعديد من مساعديه أن هذه القضية تُعيق قدرة أمريكا على التفاعل مع الحكومات الأخرى في قضايا أخرى، مثل التجارة، بحسب تقارير أمريكية.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الشروق
منذ 6 ساعات
- الشروق
أمران أحلاهما مرّ
تتجه الأنظار عالميا نحو الوضع المأساوي في غزة، ومقترح ويتكوف الجديد القديم لوقف إطلاق النار، الذي قد يكون آخر مبادرة في سلسلة التغييرات على المقترح القديم المحافظ على الضغط العسكري الإجرامي في حق سكان غزة بأكملهم ضمن خطة 'الجحيم' الأمريكية الصهيونية، قصد انتزاع آخر ورقتي ضغط لدى المقاومة: السلاح والأسرى. واضحٌ أن الكيان مع الأمريكان، قد أوصلوا إلى خلق حياة جحيم يندى لها جبين الإنسانية والعالم المتشدق بالحقوق والحريات: عالم مزدوج المعايير، عالم الرأسمالية الاستعمارية العالمية منذ النشأة وإلى الآن. هذا الوضع بات لا يطاق إنسانيا، وأي مبادرة قد تقبلها حماس على مضض، لن تكون هيّنة، وسيكون موقفها على الأرجح وقبل أن تعلن عن قبولها المقترح الأمريكي الصهيوني، الذي سارع نتنياهو إلى قبوله قبل إعلان حماس موقفها، موقف من يختار بين الردى والفرار، على رأي أبي فراس الحمداني: 'أمران، أحلاهما مرّ'. لهذا جاء رد حماس غير حاسم وغير جازم، رغم ما سُرِّب من معلومات تفيد بقبول حماس بمقترح ويتكوف، لم تكن في النهاية سوى ردود فعل بشأن أكثر من مقترح متغير وورقة تتغير وتتحيَّن كل لحظة. غير أن ما نُشر من بنود للمقترح الأخير الذي وافق عليه رئيس وزراء الكيان، وتسلمته حماس لتدرسه، يفيد بأن حماس، إما أن تغيّر بعض العبارات والبنود، لاسيما تلك التي تضمن عدم العودة للعدوان بعد الـ60 يوما، حتى لا يتكرر ما حصل بعد نهاية المرحلة الأولى من الاتفاق السابق، مادام أن المقترح لا يفي بذلك صراحة إلا من باب التلميح لا التصريح والتلاعب بالمفردات وسيميولوجيا الألفاظ التي تحتمل أكثر من تأويل وفهم، أو تضطر إلى قبوله بحسن نية حتى ولو لُدغ المرء من الجحر أكثر من مرة. ليس لدى حماس اليوم ترف الاختيار إزاء خذلان المحيط العربي والإسلامي وتنصّل العالم من أي ضغط على الكيان، إلا بما لا يضرُّ ولا ينفع. وليس بمستبعد أن تدرس حماس المقترح وتقبل بضغوط الوسطاء وبحسن النيات وتذهب باتجاه قبول الاتفاق على أمل أن تكون الأيام الـ60 قابلة لإيجاد مخرج للأزمة الإنسانية والمأساة التي يعاني منها سكان غزة المدمَّرة. فترة قد تتبلور فيها أفكار بين الوسطاء حول مستقبل حماس وسلاحها، وإدارة غزة الإدارية، وتوزيع المساعدات، قبل الحديث عن إعادة الإعمار، الذي لن يكون إلا ضمن الخطة العربية بعد فشل كل المخططات إلى حد الآن، لاسيما فكرة تهجير سكان غزة. كما تتّجه الأنظار عالميا، إلى مركز إعصار آخر لا يقل تعقيدا، وهو الوضع في أوكرانيا، في انتظار الجولة الثانية يوم 2 جوان في إسطنبول. لقاء ثان، هو الثالث من نوعه بتركيا، قد يسمح بتقدم في المفاوضات، لكن ليس بالوتيرة التي يريدها البيت الأبيض ولا أوكرانيا. روسيا، تصرُّ على تحقيق أهدافها المعلنة، ومنها تلك الأخيرة التي أعلنها بوتين قبل أيام والمتمثلة في تحرير مزيد من الأراضي التي تطالب روسيا باستعادتها، ولكن أيضا بضمان أمن هذه الأراضي المسترجَعة باستحداث منطقة عازلة في العمق الأوكراني. هذا يعني أن روسيا تريد الحصول على مزيد من التنازلات عن طريق الحرب أو عبر المفاوضات، تقضي بانسحاب القوات الأوكرانية داخل العمق الأوكراني بنحو 25 كلم أو أكثر، مما يعني تسليم خركيف في الشمال وزباروجيا في الجنوب، ولن يبقى إلا ميناء أوديسا للأوكرانيين، إن جرى التوصّل إلى اتفاق، وإلا فقد تضطر القوات الروسية إلى خوض غمار حرب مدمِّرة أخرى لغلق آخر منفذ بحري لأوكرانيا، ولن يكون ذلك سهلا على أي حال.


خبر للأنباء
منذ 6 ساعات
- خبر للأنباء
بضمان أمريكا ومصر وقطر.. النص الكامل لمقترح ويتكوف لوقف إطلاق النار في غزة
في تطور مفاجئ يكشف خيوط المفاوضات، حصلت قناة "الشرق" على وثيقة مسربة تكشف التفاصيل الكاملة للمقترح الأميركي لوقف إطلاق النار في غزة، والذي قدّمه المبعوث الخاص للشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، وسط تأييد إسرائيلي وانتظار لرد فعل "حماس". وأعلن البيت الأبيض، الخميس، موافقة إسرائيل على مقترح وقف إطلاق النار في غزة قدمه ويتكوف، وذكر أن حركة "حماس" لم تقبل الاقتراح حتى الآن. وأضافت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولين ليفيت، في تصريحات للصحافيين، أن ويتكوف والرئيس الأميركي دونالد ترمب قدما مقترحاً بوقف إطلاق النار إلى حركة "حماس"، مؤكدة أن إسرائيل "أيدت هذا الاقتراح، ووقعت عليه قبل إرساله إلى الحركة الفلسطينية". وردت ليفيت على سؤال بشأن موقف "حماس" وموافقتها على المقترح من عدمها، قائلة: "حسب علمي، لم يحدث ذلك حتى الآن"، مضيفة أن "المناقشات لا تزال جارية"، وعبّرت عن أملها في "التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار في غزة حتى نتمكن من إعادة جميع المحتجزين إلى ديارهم". وفيما يلي النص الكامل للوثيقة: إطار للتفاوض على اتفاق لوقف إطلاق النار الدائم المدة وقف إطلاق نار لمدة 60 يوماً، ويضمن الرئيس الأميركي دونالد ترمب التزام إسرائيل بوقف إطلاق النار خلال الفترة المتفق عليها. إطلاق سراح الرهائن 10 رهائن إسرائيليين أحياء و18 رهينة متوفين، من قائمة "الـ58 رهينة" المقرر إطلاق سراحهم في اليومين الأول والسابع. سيتم إطلاق سراح نصف الرهائن الأحياء والمتوفين (5 أحياء و9 متوفين ) في اليوم الأول من الاتفاق. أما النصف المتبقي من الرهائن (5 أحياء و9 متوفين) في اليوم السابع. المساعدات الإنسانية سيتم إرسال المساعدات إلى غزة فور موافقة حماس على اتفاق وقف إطلاق النار. وسيتم احترام أي اتفاق يتم التوصل إليه بشأن المساعدات المقدمة للسكان المدنيين طوال مدة الاتفاق. وسيتم توزيع المساعدات عبر قنوات متفق عليها، بما في ذلك الأمم المتحدة والهلال الأحمر. الأنشطة العسكرية الإسرائيلية تتوقف جميع الأنشطة العسكرية الهجومية الإسرائيلية في غزة عند دخول هذه الاتفاقية حيز النفاذ. وخلال فترة وقف إطلاق النار، يُوقف الطيران الجوي (العسكري والاستطلاعي) في قطاع غزة لمدة 10 ساعات يومياً، أو 12 ساعة يومياً خلال أيام تبادل الأسرى والمفقودين. إعادة انتشار الجيش الإسرائيلي أ. في اليوم الأول، بعد إطلاق سراح المحتجزين الإسرائيليين (5 أحياء و9 أموات)، تتم إعادة انتشار في الجزء الشمالي من قطاع غزة وفي ممر نتساريم، وفقاً للمادة 3 المتعلقة بالمساعدات الإنسانية، وعلى أساس خرائط يُتفق عليها. ب. في اليوم السابع، بعد إطلاق سراح المحتجزين الإسرائيليين (5 أحياء و9 أموات)، يتم إعادة الانتشار في الجزء الجنوبي من قطاع غزة وفقاً للمادة الثالثة المتعلقة بالمساعدات الإنسانية، وبناءً على خرائط يُتفق عليها. ج. تعمل الفرق الفنية على تحديد حدود إعادة الانتشار النهائية خلال المفاوضات. في اليوم الأول، ستبدأ المفاوضات تحت رعاية الوسطاء الضامنين بشأن الترتيبات اللازمة لوقف إطلاق النار الدائم، بما في ذلك: أ. مفاتيح وشروط تبادل جميع المحتجزين الإسرائيليين المتبقين مقابل عدد يتم الاتفاق عليه من الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية. ب. قضايا تتعلق بإعادة انتشار القوات الإسرائيلية وانسحابها، والترتيبات الأمنية طويلة الأمد داخل قطاع غزة. ج. ترتيبات "اليوم التالي" في قطاع غزة التي سيُثيرها أيٌّ من الجانبين. د. إعلان وقف إطلاق نار دائم. الدعم الرئاسي يولي الرئيس (الأميركي دونالد ترمب) اهتماماً جاداً لالتزام الأطراف باتفاق وقف إطلاق النار، ويصر على أن المفاوضات خلال فترة وقف إطلاق النار المؤقتة، إذا ما اختتمت بنجاح باتفاق بين الأطراف، ستؤدي إلى حل دائم للصراع. إطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين مقابل إطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين العشرة الأحياء، ووفقًا لبنود المرحلة الأولى من اتفاق 19 يناير 2025 بشأن الرهائن والأسرى، ستفرج إسرائيل عن 125 سجيناً محكوماً عليهم بالسجن المؤبد، و1111 أسيراً من غزة اعتُقلوا بعد 7 أكتوبر 2023. ومقابل تسليم رفات 18 رهينة إسرائيلية، ستعيد إسرائيل 180 غزياً متوفى. وسيتم إطلاق سراحهم في وقت واحد وفقاً لآلية متفق عليها، ودون عروض أو مراسم علنية. وسيتم نصف هذه العمليات في اليوم الأول، والنصف الآخر في اليوم السابع. وضع الرهائن والأسرى في اليوم العاشر، ستقدم حماس معلومات كاملة (إثبات حياة وتقرير طبي/ إثبات وفاة) عن كل رهينة متبقٍ. في المقابل، ستقدم إسرائيل معلومات كاملة عن الأسرى الفلسطينيين المعتقلين من قطاع غزة منذ 7 أكتوبر، وعدد الغزيين المتوفين المحتجزين في إسرائيل. وتلتزم حماس بضمان صحة ورفاهية وأمن الرهائن خلال فترة وقف إطلاق النار. إطلاق سراح الرهائن المتبقين بالاتفاق ينبغي استكمال المفاوضات بشأن الترتيبات اللازمة لوقف إطلاق نار دائم خلال ستين يوماً. وبعد الاتفاق، سيتم إطلاق سراح الرهائن المتبقين (الأحياء والأموات) من "قائمة الـ58" التي قدمتها إسرائيل. وفي حال عدم اختتام المفاوضات بشأن ترتيبات وقف إطلاق نار دائم خلال الفترة الزمنية المذكورة، يجوز تمديد وقف إطلاق النار المؤقت بشروط ولمدة يتفق عليها الطرفان، طالما أنهما يتفاوضان بحسن نية. الضامنون يضمن الوسطاء الضامنون (الولايات المتحدة، مصر، قطر) استمرار وقف إطلاق النار لمدة ستين يوماً، ولأي تمديد يُتفق عليه، ويضمنون إجراء مناقشات جادة حول الاتفاقات اللازمة لوقف إطلاق نار دائم، ويبذلون قصارى جهدهم لضمان استكمال المفاوضات المذكورة أعلاه. سيأتي المبعوث الخاص السفير ستيف ويتكوف إلى المنطقة لوضع اللمسات الأخيرة على الاتفاق. وسيرأس ويتكوف المفاوضات. الرئيس ترمب


خبر للأنباء
منذ 9 ساعات
- خبر للأنباء
ترامب: نقترب من اتفاق بشأن غزة وسأبلغكم اليوم أو غداً
قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الجمعة، إن الولايات المتحدة تقترب من التوصل إلى اتفاق بين حركة "حماس" وإسرائيل بشأن وقف إطلاق النار في قطاع غزة، مشيراً إلى أنه من المحتمل أن يقوم بالإعلان عن الاتفاق، الجمعة أو السبت. وذكر ترامب في مؤتمر صحافي مع الملياردير الأميركي إيلون ماسك بالبيت الأبيض: "نقترب من اتفاق بشأن غزة وسأبلغكم اليوم أو غداً". وتابع: "إنهم قريبون جداً من التوصل إلى اتفاق بشأن غزة... أعتقد أن لدينا فرصة للتوصل إلى اتفاق مع إيران أيضاً... إذا تمكنا من التوصل إلى اتفاق دون إسقاط القنابل في جميع أنحاء الشرق الأوسط، فسيكون ذلك أمراً جيداً للغاية". وأعلن البيت الأبيض، الخميس، موافقة إسرائيل على مقترح وقف إطلاق النار في غزة قدمه ويتكوف، وذكر أن حركة "حماس" لم تقبل الاقتراح حتى الآن. وأضافت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولين ليفيت، في تصريحات للصحافيين، أن ويتكوف والرئيس الأميركي دونالد ترمب قدما مقترحاً بوقف إطلاق النار إلى حركة "حماس"، مؤكدة أن إسرائيل "أيدت هذا الاقتراح، ووقعت عليه قبل إرساله إلى الحركة الفلسطينية". وردت ليفيت على سؤال بشأن موقف "حماس" وموافقتها على المقترح من عدمها، قائلة: "حسب علمي، لم يحدث ذلك حتى الآن"، مضيفة أن "المناقشات لا تزال جارية"، وعبّرت عن أملها في "التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار في غزة حتى نتمكن من إعادة جميع المحتجزين إلى ديارهم". وفي وقت سابق الخميس، أكدت مصادر مطلعة وقريبة من مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة لـ"الشرق"، أن المقترح الجديد الذي قدمه المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف، وتسلمته "حماس" عبر الوسطاء، في ساعة متأخرة مساء الأربعاء، يُعتبر "تراجعاً" عن مقترحه السابق الذي تضمن "اتفاق إطار" وقبلته الحركة قبل عدة أيام. وأوضحت المصادر أنه "من الصعب أن تقبل حماس هذا العرض لعدم شموله على ضمانات أميركية ودولية للمفاوضات حول وقف دائم لإطلاق النار خلال فترة الهدنة المؤقتة والتي مدتها 70 يوماً". وتابعت: "هذا المقترح يعتبر تراجعاً عن الاقتراح السابق، الذي كان يتضمن التزاماً أميركياً ودولياً بالسعي لوقف نار دائم وطويل الأمد من خلال المفاوضات غير المباشرة" بين حماس وإسرائيل. وأشارت المصادر إلى أن "الاقتراح الجديد لا يتضمن نصاً صريحاً بانسحاب القوات الإسرائيلية إلى حدود الثاني من مارس الماضي، أي قبل انهيار الهدنة بخلاف المقترح السابق". وأكدت أن المقترح الجديد لا ينص على تدفق المساعدات "بشكل مباشر" إلى قطاع غزة "بكميات كبيرة وكافية" كما كان في اتفاق الإطار.