
الصاروخ والمُسيرة من بين المعاناة: اليمن يصنع قراره من نور القرآن لا من فتات العالم
يمني برس ـ حزام الأسد*
في زمن تتصدّر فيه عناوين الرفاهية، والشكوى من ضيق المعيشة، وانقطاع المرتبات، يخرج البعض ممن يجهلون طبيعة الصراع أو يتجاهلون أسبابه ليتساءلوا: لماذا تصنع اليمن الصواريخ والمسيّرات في وقت الجوع؟ ولماذا لا تُنفق تلك الموارد على تحسين الوضع المعيشي؟.
سؤال يبدو للوهلة الأولى مشروعاً، لكنه في الحقيقة امتداد لدعاية العدو، وترديد لخطاب الخضوع، وتبرئة لمن حاصر ونهب ودمّر، وتحميل المظلوم وزر ما جناه الظالم. هذا المقال يُقارب المسألة من جذورها الإيمانية، ويُسقطها على الواقع السياسي والعسكري، مستعرضًا تجارب دولية راهنت على السلاح من قلب المعاناة، لكنه يُبيّن في الوقت نفسه أن اليمن، بقيادته القرآنية، يختلف جوهريًا في المنطلق، والمنهج، والغاية.
بين بوتو وماو… والسيد القائد
'سوف نأكل العشب وأوراق الشجر وسنجوع، لكننا سنحصل على قنبلة تكون ملكنا.'
بهذه العبارة الشهيرة أعلن ذو الفقار علي بوتو، رئيس وزراء باكستان الأسبق، في ستينات القرن الماضي، بداية مشوار بناء السلاح النووي لبلاده. كانت باكستان حينها دولة فقيرة، محاصرة بالتهديد الهندي، وبحرب الاستنزاف، لكنها اختارت أن تجوع بكرامة، لا أن تعيش في ظل الخوف.
أما في الصين، فقد كانت المجاعة في أشدها، وعشرات الملايين يموتون جوعًا، والعالم يتعامل مع الصين كـ'دولة مارقة' غير معترف بها دوليًا، لا صوت لها في الأمم المتحدة، ولا مقعد في مجلس الأمن، لأن أمريكا وحلفاءها أبقوا تايوان بديلاً عنها في تمثيل 'الصين' دوليًا.
ومع ذلك، قال ماو تسي تونغ عبارته المفصلية: 'من لا يملك القنبلة الذرية سيُجبر على الركوع.'
وبعد أعوام قليلة من تفجير أول قنبلة نووية عام 1964، تغيّر كل شيء: استعادت الصين مقعدها الدائم في مجلس الأمن عام 1971، واعترف بها العالم كقوة لا يمكن تجاوزها، وبدأت رحلة نهوضها العظيم.
لكن اليمن… شيء آخر
نعم، باكستان صنعت القنبلة من العشب، والصين من الرماد، لكن اليمن ليس نسخة منهما. نحن لم نبنِ مشروعنا العسكري من منطلق قومي أو مادي، بل من صميم التوجيه القرآني: 'وَأَعِدُّوا لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ…' هذه الآية ليست تكتيكًا حربياً، بل منهجاً حضارياً، وقاعدة ربانية تؤسس لردع الطغيان وصون السيادة.
اليمن يصنع سلاحه لأن الله أمره. نصنعه لأن القوة شرط من شروط الإيمان، ولأن الذل لا يليق بالمؤمنين. نصنعه من قلب المعاناة، وتكالب الأعداء، لا برغد الوفرة. ونبنيه بقيادة مؤمنة، لا بزعامات قومية أو عسكرية.
السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي، حفظه الله، لم يقل 'سوف نأكل العشب لنصنع سلاحنا'، بل قال: 'سنتوكل على الله، وسنواجه، ولن نركع إلا له، وسنعدّ ما استطعنا من قوة.' وهنا يكمن الفارق الجوهري: قيادتنا لا تقايض قوت يومنا بكرامة أمتنا، بل تربط الجهاد العسكري بالجهاد الاقتصادي، وتعتبر الصبر على الضيق جزءا من تعبيد الطريق إلى النصر.
وهم الرواتب ودجل المرتزقة
يرفع المنافقون اليوم شعار 'المعاناة مقابل الصاروخ'، محاولين زرع التذمر في نفوس أبناء شعبنا. لكن الحقيقة الساطعة هي أن هؤلاء أنفسهم هم من تسببوا بالمعاناة الاقتصادية:
• هم من استجلبوا العدوان على شعبهم خدمةً لمشاريع أسيادهم في الخارج.
• وهم من نقلوا البنك المركزي من صنعاء إلى عدن.
• وهم من التزموا أمام المجتمع الدولي بدفع المرتبات ثم تنصلوا.
• هم من شاركوا في الحصار، ونهب الثروات، وحوّلوا موارد الدولة إلى بنوك السعودية.
• وهم من اعترفوا بأن أموال المرتبات مودعة في البنك الأهلي السعودي، تُستخدم للابتزاز والمقايضة السياسية.
ورغم ذلك، لم يتوقف التصنيع العسكري، ولم تُشل الإرادة، لأن معركتنا لا تُدار بالحسابات البنكية، بل بالإيمان، والصبر، والتوكل على الله.
ختاماً… معادلة الحق والنصر
نعم، عانينا كما عانى غيرنا، لكننا لم ننهَر، ولم نركع، بل اخترنا أن نستمر في معركتنا المقدسة: أن نصنع قوتنا، ونبني سلاحنا، ونحرّر قرارنا، وندفع ثمن ذلك من ضيقنا لا من كرامتنا.
في اليمن، لا توجد مجاعة كما يزعم المهرجون في إعلام العدو، بل معاناة اقتصادية وضيق معيشي صنعه العدوان ومن استجلبه، ويستثمر فيه المنافقون من الفنادق والمنتجعات السياحية لنفخ اسطواناتهم المشروخة، بينما الشعب صامد وواعٍ ومدرك أن العدو هو من يحاصره، وأن السلاح الذي يُصنع اليوم هو طريق الخلاص ووسيلة الردع وراية الكرامة.
في اليمن، بفضل الله وتوفيقه لم نعد نُدافع عن أنفسنا فقط، بل نساند إخواننا المستضعفين في غزة، نحاصر العدو الصهيوني في البحر، نستهدف عمقه الوجودي، ونتصدّى للأمريكي ونكبّده الخسائر ونهزمه…
لأننا وثقنا بالله، وتسلّحنا بالإيمان، وصنعنا سلاح الردع.
وهذا هو الفارق بين تجارب اختارت أن تُضحّي لتحيا بكرامة، وتجربتنا الإيمانية التي تجعل من التوكل على الله منطلقًا، ومن القرآن مصدرًا للقرار، ومن التصنيع والتطوير العسكري عبادةً وجهادًا.
وإن سألونا: من أين لكم هذه القدرة؟
نقول: من الله تعالى، من المشروع القرآني، من القيادة الربانية المؤمنة والشجاعة، من ماء الشهداء وآلآم الجرحى، من المعاناة، من الوعي الجمعي لشعب الإيمان والحكمة ومن يقين لا يتزعزع بأن العاقبة للمتقين.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة

مصرس
منذ 12 دقائق
- مصرس
حذر من حدث جسيم في الفترة المقبلة، رسالة غامضة ل توفيق عكاشة تثير المخاوف
أثارت رسالة غامضة للإعلامي توفيق عكاشة حالة من القلق والخوف بين نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي، وخاصة أن الرسالة كانت تحمل في طياتها تحذير من حدث جسيم سيشهده العالم خلال الفترة المقبلة. رسالة غامضة لتوفيق عكاشة تثير المخاوفوقال توفيق عكاشة في رسالته الغامضة والمثيرة للقلق والمخاوف: "سوف يشهد العالم حدثا جسيما خلال الفترة القادمة". أثارت رسالة توفيق عكاشة، عن الأحداث الجسيمة التي سيشهدها العالم في الفترة المقبلة، جدلًا واسعًا بين نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي، فالبعض أظهر مخاوفه قائلًا: "ربنا يستر"، في حين تساءل العديد من النشطاء عن سر الرسالة الغامضة لتوفيق عكاشة.علقت روزا آدم قائلة: "عشان كده بحاول أنبه الناس النيام"وتساءل بعض النشطاء "وهيبدأ الحدث ده في العشر الأوائل من ذي الحجة ولا بعدهم؟"ورد البلوجر سيف الدين عبده فقال: "لو مفهاش خطر... ممكن تقولنا أيه الحدث الجسيم دا"أما البلوجر حازم كمال فقال: "عندي نفس الإحساس أن قبل نهاية السنة ده هيبقى في حاجة هتحصل كبيرة.. ربنا يسلم...".حدث إرهابي لتعطيل أمر ما في الشرق الأوسط بينما قال البلوجر محمد شلبي "اللي عمل حادث برجين التجارة العالمي في أمريكا عشان يبدأوا مشروع الفوضى الخلاقة في الشرق الأوسط، الآن يخططوا لحادث إرهابي أقوى في الولايات المتحدة. لتعطيل أمر ما في الشرق الأوسط".ما الذي سيحدث في العالم؟!، فيتو وتساءل البلوجر محمد البشري "فيها مشكلة لو أوضحت مكان حدوث الحدث هل أمريكا؟ هل الشرق الأوسط؟".وعلق البلوجر السعودي سعد فقال: "من يعتقد غير ذلك فهو واهم والحدث سيكون جلل وعظيم نسأل الله خيره وكفانا الله شره".تنفيذ الخريطة السياسية العالمية الجديدة الجدير بالذكر أن الإعلامي توفيق عكاشة كشف في تغريدة سابقة عن موعد الانتهاء من تنفيذ الخريطة السياسية العالمية الجديدة، مؤكدًا أن الخريطة تم الانتهاء منها ويجرى تنفيذها حاليًا، وذلك بعد سقوط العدد المتبقي من الأنظمة التي تتبع الاتحاد السوفيتي السابق.توقع حدث جسيم قادم، فيتو وأشار توفيق عكاشة إلى أن الاتحاد السوفيتي سقط، في بداية تسعينيات القرن الماضي، بدون إطلاق رصاصة واحدة، ودوره انتهى للأبد، وواكب سقوطه ترسيم خريطة سياسية جديدة للعالم، مؤكدًا أنه بسقوط الأنظمة التابعة للنظام السوفيتي والتي كانت تعيش في كنفه، يتم تشكيل خريطة سياسية جديدة للعالم أيضًا. وقال توفيق عكاشة عن سقوط الاتحاد السوفيتي وترسيم خريطة سياسية جديدة للعالم: "كيف سقط الاتحاد السوڤيتى بدون إطلاق رصاصة واحدة بعد انتهاء دوره إلى الأبد حيث واكب إنشاء الاتحاد السو ڤيتى ترسيم جديد للخريطة السياسية العالمية".وعن موعد ترسيم وتنفيذ خريطة سياسة جديدة للعالم، قال توفيق عكاشة: "يتم الآن الانتهاء من تنفيذ الخريطة السياسية العالمية الجديدة بعد سقوط العدد المتبقى من الأنظمة التى عاشت في كنف السوڤيت". تضم دولا عربية، توفيق عكاشة: الخريطة السياسية العالمية الجديدة في مراحلها النهائية ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار ال 24 ساعة ل أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري ل أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية. تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هنا تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هنا تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هنا تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هنا

مصرس
منذ 12 دقائق
- مصرس
انتهاء حرب غزة بعد شهرين وخروج سكانها منها، توفيق عكاشة يكشف الخطة
كشف الإعلامي توفيق عكاشة موعد انتهاء الحرب على غزة، وسر تصريح حكومة الاحتلال الإسرائيلي بأن الحرب على غزة ستنتهي بعد شهرين، برسالة غامضة أشار إلى أن ما جاء في التصريحات بانتهاء الحرب يأتي وفقًا لما جاء عند اليهود في أسطورة "شمشون"، الشخصية اليهودية الأسطورية التي وردت في أساطير التوراة، أو ما يُعرف ب"العهد القديم". موعد انتهاء حرب غزة وخروج سكانها وأشار توفيق عكاشة إلى أن الحرب على غزة ستنتهي بعد شهرين، وفقًا لأسطورة شمشون في العقيدة اليهودية، والتي تنتهي في الشهر 23 من الحرب، وهو ما صرحت به حكومة الاحتلال، الغريب أن عكاشة زعم أنه عند انتهاء الحرب على غزة سيكون بها سكان قليلون، أما باقي سكان غزة فسيخرجون منها. وقال توفيق عكاشة في توقعه عن موعد انتهاء الحرب على غزة: "سوف تنتهي حرب غزة وفقًا لما جاء عند شمشون بعد شهرين لتكون أتمت 23 شهرًا لذلك تصريح الحكومة الإسرائيلية بأن الحرب سوف تنتهى بعد شهرين هو تصريح سوف يتم تنفيذه لأنه بعد شهرين تكون أتمت 23 شهر مثل شمشون، وسوف يكون بها عدد قليل من سكانها والباقي سيكون خرج منها"وأثارت رسالة توفيق عكاشة الغامضة عن خروج الفلسطينيين من غزة بعد انتهاء الحرب، جدلًا واسعًا ومخاوف، ليؤكد عدد من النشطاء الفلسطينيين أن ما يقال عن خروج أهل غزة منها مجرد تخمينات، وأنه لن يحدث، بعدما قدم أهلها أكثر من 53 ألف شهيد بينهم أطفال ونساء.أسطورة شمشون في العقيدة اليهوديةجدير بالذكر أن شمشون هو شخصية أسطورية في العقيدة اليهودية، وردت ضمن العديد من الأساطير في كتاب العهد القديم، حيث تكشف أسطورة شمشون علاقة اليهود والاحتلال بشأن السيطرة على غزة، التي يتربص بها اليهود عبر الأزمان، لكي يثأروا من سكانها لأجل شمشون والاستيلاء عليها.موعد انتهاء الحرب على غزة، فيتووزعم اليهود في "سفر القضاة"، في العقيدة اليهودية، أن الملائكة بشرت ب "شمشون"، أنه سيكون له شأن كبير وسيمده الله بقوة هائلة تساعده على تخليص اليهود من الاضطهاد والعناء الذي يتعرضون له على أيدي الفلسطينيين في مدينة غزة عاصمة مملكتهم التي امتدت حوالي 6 قرون في الفترة بين القرن 12 قبل الميلاد والقرن السادس قبل الميلاد، بحسب الأسطورة والمزاعم اليهودية.تذكر الأسطورة التوراتية أن قوة شمشون كانت خارقة، وتكمن في شعره الذي لم يقصه منذ ولادته، وأنه استطاع أن يقتل أسدًا بيديه، أثناء ذهابه للزواج من الفتاة الفلسطينية التي أحبها، وأن يقتل وحده ألفًا من الفلسطينيين مستعينًا بعظمة فك حمار، بعد فشل زواجه، وأنه تمكن من هدم المعبد على رأسه ورأس الفلسطينيين في غزة، بحسب مزاعم اليهود.حذر من حدث جسيم في الفترة المقبلة، رسالة غامضة ل توفيق عكاشة تثير المخاوفتضم دولا عربية، توفيق عكاشة: الخريطة السياسية العالمية الجديدة في مراحلها النهائية ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار ال 24 ساعة ل أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري ل أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية. تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هنا تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هنا تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هنا تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هنا


الأسبوع
منذ 17 دقائق
- الأسبوع
محافظ قنا يستقبل وفدي مطرانيتي دشنا ونجع حمادي لتهنئة بعيد الأضحى المبارك
أحمد الأفيوني استقبل الدكتور خالد عبد الحليم، محافظ قنا، صباح اليوم الخميس بمكتبه، وفدين رفيعي المستوى من مطرانيتي دشنا ونجع حمادي للأقباط الأرثوذكس، في مشهد يعكس روح التآخي والوحدة الوطنية المتأصلة في المجتمع المصري، وجاءت الزيارة لتقديم التهنئة بمناسبة قرب حلول عيد الأضحى المبارك، مؤكدة على عمق العلاقات الإنسانية والروحية التي تجمع أبناء الوطن الواحد. رحب محافظ قنا بالوفدين الكنسيين، معربًا عن تقديره العميق لهذه الزيارة التي تجسد متانة العلاقات بين أطياف الشعب المصري. وأشار المحافظ إلى أن تبادل التهاني في المناسبات الدينية والوطنية ليس بجديد، بل هو نهج راسخ يعكس عمق التلاحم والوحدة بين أبناء الوطن. وأكد محافظ قنا أن مثل هذه اللقاءات تبعث برسالة واضحة إلى العالم بأن المصريين، بمختلف معتقداتهم، يجتمعون دائمًا على المحبة والتسامح، ويعملون معًا من أجل رفعة الوطن. ودعا الله أن يحفظ مصر قيادةً وشعبًا، وأن يديم عليها نعمة الأمن والاستقرار والرخاء. كما أشاد المحافظ بالدور الوطني الذي تقوم به الكنائس في دعم جهود التنمية التي تشهدها المحافظة، والمساهمة في تعزيز الوعي المجتمعي وترسيخ قيم التعايش، مؤكدًا أن قنا كانت ولا تزال نموذجًا مشرفًا في التماسك والتآلف بين أبنائها. ضم وفد مطرانية دشنا نيافة الأنبا تكلا، مطران دشنا وتوابعها، يرافقه القمص مكاري حلمي سكرتير المطرانية، والقمص كاراس خير، وممدوح أندراوس مدير العلاقات العامة بالمطرانية. فيما ترأس وفد مطرانية نجع حمادي نيافة الأنبا بضابا، أسقف نجع حمادي وتوابعها، يرافقه القمص لوقا هلال وكيل المطرانية، وعدد من الآباء الكهنة، منهم القس مكسيموس هلال، والقمص يسطس سعد، والقمص متياس فوزي، والقمص أمونيوس وديع، وحضر اللقاء اللواء أيمن السعيد، السكرتير العام المساعد لمحافظة قنا. من جانبه، أعرب نيافة الأنبا تكلا عن سعادته بهذه الزيارة، مقدّمًا التهنئة باسم مطرانية دشنا لمحافظ قنا ولجموع الشعب المصري، مسلمين ومسيحيين، بمناسبة قرب عيد الأضحى المبارك. وأكد أن هذه الروح الوطنية المتجذرة في أبناء قنا تظهر بجلاء في كل مناسبة دينية أو وطنية، لا سيما في لحظات التكاتف وتجاوز التحديات. في السياق ذاته، ثمّن الأنبا بضابا حفاوة الاستقبال، مشددًا على أن هذه الزيارة تأتي تأكيدًا لروح المواطنة الصادقة، وتعبيرًا عن المحبة التي تجمع المصريين في ظل وطن واحد.وأشار إلى أن الكنيسة تدعم دائمًا كل جهد يسهم في رفعة الإنسان والوطن. وفي ختام اللقاء، أهدى نيافة الأنبا بضابا نسخة من المصحف الشريف لمحافظ قنا، تقديرًا لأواصر المحبة، وتجسيدًا لمعاني الوحدة الوطنية.