logo
العلاقات الاقتصادية بين اليابان وأبوظبي.. شراكة عابرة للزمن

العلاقات الاقتصادية بين اليابان وأبوظبي.. شراكة عابرة للزمن

تسير العلاقات الاقتصادية بين اليابان وإمارة أبوظبي على خطى ثابتة منذ عقود، مدفوعةً برؤية استراتيجية تجمع بين الابتكار والاستدامة، فمنذ اللحظات الأولى لتأسيس دولة الإمارات، لعبت اليابان دوراً ريادياً في دعم تطورها الاقتصادي والبنية التحتية، ليبقى هذا التعاون شاهداً على علاقة عميقة ومتعددة الأبعاد.
فقد بدأت هذه العلاقة بزخم دبلوماسي واقتصادي مبكر، وامتدت إلى قطاعات الطاقة والتكنولوجيا والتعليم والتخطيط الحضري وحتى الفضاء، لتجسد نموذجًا نادرًا من التعاون الدولي الشامل.
بدايات دبلوماسية مبكرة
في الثالث من ديسمبر عام 1971، كانت اليابان من بين أول خمس دول تعترف باتحاد دولة الإمارات بعد يومٍ واحد فقط من قيامه.
ومع تبادل الرسائل الدبلوماسية في مايو 1972 بين السفير الياباني، تاكاسي ناوتومو ، والوزير أحمد خليفة السويدي ، وُضعت أسس علاقة رسمية تركزت منذ بدايتها على الطاقة والاقتصاد.
النفط.. أساس العلاقة الاقتصادية
تم تصدير أول شحنة نفط إماراتي إلى اليابان عام 1962 من حقل " أم الشيف" البحري، بعد اكتشاف النفط عام 1958، ومنح اليابان امتيازات في حقل " مبارز" عام 1967.
ومنذ ذلك الوقت، أصبحت اليابان تستورد نحو 30 بالمئة من احتياجاتها النفطية من دولة الإمارات، وهو ما يجعل قطاع الطاقة محورًا استراتيجيًا لهذه العلاقة.
وتمتد عقود الامتياز اليابانية حتى عام 2055 للحقول البرية و2058 للحقول البحرية، ما يعكس عمق الالتزام المتبادل.
حضور مبكر في الحياة اليومية
في عام 1955، بدأت شركة تويوتا العمل في المنطقة عبر شراكة مع مجموعة الفطيم، لتصبح سياراتها رمزًا للتنقل في المنطقة.
كما أدخلت اليابان أجهزة الراديو المنزلية والأجهزة الكهربائية، مما ساهم في تحديث الحياة اليومية لسكان أبوظبي في سنوات ما قبل الاتحاد.
التخطيط الحضري.. رؤية يابانية وأفق إماراتي
كان للمهندس الياباني الدكتور تاكاهاشي كاتسوهيرو دور محوري في رسم المخطط العمراني لمدينة أبوظبي في الستينات، بالتنسيق اليومي مع الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان.
اعتمد التصميم على شبكات منظمة شبيهة بتخطيط مدينة كيوتو ، ما ساعد في بناء مدينة حديثة تحتفظ بهويتها الثقافية.
مذكرة طوكيو - أبوظبي: مدن ذكية واستدامة
تجسد مذكرة التفاهم بين حكومة طوكيو وأبوظبي تحولاً نوعياً في العلاقة، حيث تشمل التعاون في مجالات التحول الرقمي، وتخطيط المدن، والاستدامة، والخدمات العامة.
ويهدف هذا التعاون إلى تطوير البنية التحتية ورفع جودة الحياة، مستفيدًا من الخبرة اليابانية والنهج التطويري الطموح لأبوظبي.
طموحات فضائية مشتركة
بدأ التعاون الفضائي مع إطلاق القمر الاصطناعي "خليفة سات" في أكتوبر 2018 على متن الصاروخ الياباني H-IIA، تلاه مسبار "الأمل" إلى المريخ عام 2020، والذي دخل المدار في فبراير 2021.
وتعاون الطرفان كذلك في برامج تعليمية عبر مختبر "كيبو" في محطة الفضاء الدولية.
وفي يناير 2025، وُقعت مذكرة جديدة لاستكشاف القمر والمريخ بين وزير الدولة الياباني موتو يوجي والدكتور سلطان الجابر، ما يمهّد لمستقبل علمي مشترك.
الاستدامة والبيئة.. من البحر إلى الزراعة
تجلّى التزام اليابان بالبيئة في مبادرات مثل استزراع أشجار المانغروف بقيادة السيد شيغياسو تاماي، والذي ساهم في حماية السواحل وتأسيس مركز الإمارات لتنمية الموارد البحرية.
كما تعاونت اليابان مع أبوظبي في مشاريع زراعية بالتعاون مع المركز الدولي للعلوم الزراعية (JIRCAS) لزراعة الفراولة والطماطم في بيئة صحراوية.
الطاقة الجديدة والحياد الكربوني
منذ التسعينات، تدعم اليابان تعليم وتدريب المهندسين الإماراتيين في مجالات الطاقة، من خلال مؤسسات مثل جامعة خليفة وهيئة JOGMEC.
ومن ثمار هذه الشراكة مشروع الأمونيا منخفضة الكربون بين "ميتسوي" و"أدنوك" بقيمة 312 مليون دولار لإنتاج مليون طن سنويًا بدءًا من 2027، ومشروع كابلات الطاقة البحرية الذي يهدف إلى تقليص الانبعاثات بأكثر من 30 بالمئة.
التبادل التعليمي والمنح الدراسية
في عام 2022، أطلقت مؤسسة INPEX اليابانية برنامج منح دراسية لطلبة الإمارات في مجالات العلوم الطبيعية والثقافية والاجتماعية. وقد بدأت المبادرة بأول طالبة إماراتية في "معهد طوكيو للتكنولوجيا"، مع ترشيح طالب ثانٍ من "جامعة أكيتا".
وتعمل السفارة اليابانية على الترويج للبرنامج من خلال فرص التدريب، ما يعزز التفاهم الثقافي بين الشعبين.
جسر ثقافي في معرض أوساكا 1970
شهد معرض "إكسبو أوساكا 1970" أول ظهور ثقافي لأبوظبي على المسرح الدولي، عبر جناح خاص مثلّه ولي العهد الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان.
في خضم الطفرة الاقتصادية اليابانية، كان هذا الحدث بمثابة جسر حضاري يعكس الانفتاح المبكر بين البلدين.
شراكة عابرة للزمن
من النفط إلى الفضاء، ومن تخطيط المدن إلى الزراعة، نسجت اليابان وأبوظبي علاقة اقتصادية تتسم بالتنوع والعمق، قائمة على الثقة والاحترام المتبادل.
ومع مضي المفاوضات بين دولة الإمارات واليابان حول اتفاقية الشراكة الاقتصادية الشاملة والتي ستُستكمل قبل نهاية العام الجاري 2025، ستدخل العلاقة بينهما في عهد اقتصادي جديد يجسّد تطلعاتهم المشتركة نحو مستقبل أكثر ازدهارًا واستدامة.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

تراجع كبير في مبيعات تيسلا موديل Y بأوروبا بنسبة تتجاوز 51٪: هل بدأ الأوروبيون يرفضون السيارة؟
تراجع كبير في مبيعات تيسلا موديل Y بأوروبا بنسبة تتجاوز 51٪: هل بدأ الأوروبيون يرفضون السيارة؟

عالم السيارات

timeمنذ يوم واحد

  • عالم السيارات

تراجع كبير في مبيعات تيسلا موديل Y بأوروبا بنسبة تتجاوز 51٪: هل بدأ الأوروبيون يرفضون السيارة؟

تواجه شركة تيسلا أزمة حقيقية في السوق الأوروبية، حيث سجلت مبيعاتها تراجعًا حادًا بنسبة تقارب 40٪ منذ بداية العام، وفقًا لبيانات صادرة عن شركة Dataforce. وتُظهر الأرقام الأولية أن الانخفاض تفاقم خلال شهر أبريل، حيث تراجعت مبيعات الشركة بنسبة 46.2٪ مقارنة بنفس الشهر من العام الماضي. لكن المفاجأة الأكبر كانت في أداء 'موديل Y' الجديدة، السيارة الأكثر مبيعًا عالميًا لدى تيسلا. حيث انخفضت مبيعاتها من 9,704 وحدة في أبريل 2023 إلى 4,743 وحدة فقط في أبريل 2024، أي بنسبة هبوط بلغت 51.1٪، على الرغم من تحديث تصميم السيارة مؤخرًا. ماذا عن باقي الطرازات؟ لم يسلم طراز 'موديل 3' هو الآخر من التراجع، حيث انخفضت مبيعاته بنسبة 35.1٪. أما طرازات 'موديل S' و'موديل X'، فانخفضت مبيعاتها مجتمعًة بنسبة 69.1٪، ما يؤكد شمولية الأزمة. بينما تيسلا تتراجع… السوق الأوروبي يتقدّم في الوقت الذي تعاني فيه تيسلا من هذا الانخفاض الحاد، تُظهر بيانات السوق أن السيارات الكهربائية بشكل عام تشهد نموًا لافتًا في أوروبا: ارتفاع مبيعات السيارات الكهربائية بالكامل بنسبة 28٪ زيادة مبيعات السيارات الهجينة بنسبة 16٪ ارتفاع سيارات الـ Plug-in Hybrid بنسبة 12٪ تيسلا في مأزق… والمنافسة تشتد في حين تستمر العلامات التجارية الأخرى بتحقيق مبيعات مستقرة أو متصاعدة، تبدو تيسلا وكأنها تخسر زخمها في السوق الأوروبي. وقد يرجع ذلك إلى عدة عوامل، من بينها الجدل الدائر حول قرارات الرئيس التنفيذي إيلون ماسك، والمنافسة المتصاعدة من شركات مثل تويوتا وBYD. هل تعيد تيسلا النظر في استراتيجيتها الأوروبية؟ حتى الآن، تلتزم الشركة بسياسة 'استمر في السير'، لكنها قد تحتاج قريبًا إلى إجراء مراجعة جذرية لاستراتيجيتها إذا ما أرادت استعادة ثقة المستهلك الأوروبي.

«تويوتا» تتوقع مستقبلًا كئيبًا للسيارات.. أسعار أعلى ومبيعات أقل
«تويوتا» تتوقع مستقبلًا كئيبًا للسيارات.. أسعار أعلى ومبيعات أقل

العين الإخبارية

timeمنذ يوم واحد

  • العين الإخبارية

«تويوتا» تتوقع مستقبلًا كئيبًا للسيارات.. أسعار أعلى ومبيعات أقل

تم تحديثه الخميس 2025/5/22 01:51 م بتوقيت أبوظبي طرحت شركة السيارات اليابانية العملاقة "تويوتا" تصورا كئيبا لمستقبل سوق السيارات في المستقبل القريب، مع تزايد الأثر المدمر المحتمل للحروب التجارية وتبادل الرسوم الجمركية عالميا. وفي مؤتمرٍ صحفي عُقد هذا الاسبوع، أوضح مارك تيمبلين، الرئيس التنفيذي للعمليات في شركة تويوتا موتور أمريكا الشمالية، الآثار السلبية للرسوم الجمركية، دون أن يصل إلى حدّ انتقاد إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب صراحةً. الرسوم الجمركية المفاجئة وبحسب موقع "موتور وان"، قال تيمبلين، "عندما يتعلق الأمر بالرسوم الجمركية على قطع غيار السيارات، من المهم إدراك أن سلاسل التوريد عالمية، معقدة وهشة للغاية، والعديد من المُورّدين لا يحصلون على رأس مال كافي يمكنهم من الصمود أمام رسوم جمركية مفاجئة". وأضاف: " ستؤثر الرسوم الجمركية على قطع السيارات سلبًا مما يؤثر بدوره على سلسلة توريد السيارات، وستؤدي إلى ارتفاع الأسعار، وانخفاض مبيعات السيارات، وستجعل صيانة وإصلاح السيارات أكثر تكلفة على العملاء". وقال تيمبلين إنه ذهب مؤخرًا إلى واشنطن للتحدث إلى أعضاء إدارة ترامب، وقال إنه يعتقد أن الإدارة "تتفهم عواقب الرسوم الجمركية على السيارات المستوردة وهشاشة سلسلة التوريد العالمية للصناعة". الوظيفة بتسعة! مع ذلك، سارع تيمبلين إلى الإشارة إلى المزايا الإيجابية لتصنيع السيارات، مشيرًا إلى أن كل وظيفة في هذا المجال تخلق تسع وظائف أخرى. ولذلك، يتوقع أن تُبرم إدارة ترامب المزيد من الصفقات التجارية مع دول أخرى لتخفيف التعريفات، كما فعلت مع المملكة المتحدة. كما سلط تيمبلين الضوء على حقيقة أن تويوتا لديها 11 مصنعًا في الولايات المتحدة، وأن أكثر من نصف ما تبيعه للأمريكيين يُصنع في هذا البلد. وفيما قد يكون أكثر انتقاد موجه لترامب وإدارته، قال إنه ليس من السهل إنتاج المزيد من السيارات في الولايات المتحدة. وأوضح: "على عكس ما قد يعتقده البعض، فإن صناعة السيارات لديها دورات حياة طويلة للمنتجات، ولا يمكننا ببساطة نقل مرافق الإنتاج بين عشية وضحاها". ووفق موقع "موتور وان"، قال تيمبلين إن تويوتا تحاول ألا تكون رجعية للغاية، وأضاف أن الشركة في حالة "انتظار وترقب" فيما يتعلق بالتسعير والحلول الأخرى قصيرة الأجل. aXA6IDE5My45My42My44NyA= جزيرة ام اند امز UA

بيانات اقتصادية تضغط على الأسواق العالمية
بيانات اقتصادية تضغط على الأسواق العالمية

البيان

timeمنذ 2 أيام

  • البيان

بيانات اقتصادية تضغط على الأسواق العالمية

لعبت بيانات اقتصادية أمريكية وأوروبية دوراً مباشراً في الضغط على مؤشرات الأسهم العالمية، في ظل متابعة المستثمرين نتائج أعمال الشركات، بجانب تقييم بيانات التضخم في المملكة المتحدة. ففي «وول ستريت» فتحت المؤشرات الرئيسية على انخفاض مع ترقب المستثمرين نتائج نقاش مهم بشأن مشروع قانون تخفيض الضرائب الذي اقترحه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، والذي أثار مخاوف إزاء تزايد ديون الولايات المتحدة. وهبط مؤشر داو جونز الصناعي 1.88 %، ونزل مؤشر ستاندرد آند بورز 500 بنسبة 1.65 %، وتراجع مؤشر ناسداك المجمع 1.57%. واستقرت نسبياً الأسهم الأوروبية عند إغلاق تعاملات الأربعاء، في ظل متابعة المستثمرين نتائج أعمال الشركات، بجانب تقييم بيانات التضخم في المملكة المتحدة. وتراجعت الأسهم الأوروبية عن أعلى مستوياتها في شهرين متأثرة بانخفاض سهم جوليوس باير بعد أن كشف البنك السويسري عن رسوم متعلقة بمحفظة الائتمان، في حين راقب المستثمرون تطورات السياسات التجارية الأمريكية ومناقشة مشروع قانون الضرائب بالكونجرس الأمريكي. وانخفض مؤشر «ستوكس 600» الأوروبي بنسبة 0.2 % بقيادة قطاعي السيارات والتجزئة. وارتفع مؤشر «داكس» الألماني بنسبة 0.36%، وزاد مؤشر «فايننشال تايمز» بنسبة 0.06%، فيما انخفض مؤشر «كاك» الفرنسي بنسبة 0.40%. كذلك استقرت الأسهم اليابانية خلال التداول الأربعاء بعد المكاسب التي حققتها مؤخراً، حيث يبحث المتعاملون عن إشارات عقب موسم نتائج الشركات. وانخفض مؤشر «نيكاي» بنسبة 0.1 %، في حين ارتفع المؤشر «توبكس» الأوسع نطاقاً بنسبة 0.19 %. وشهد التداول صعود 155 سهماً وتراجع 69 سهماً على مؤشر «نيكاي» الذي لا يزال منخفضاً بنسبة 6 % تقريباً هذا العام. وارتفع سهم تويوتا 0.4 % بعد أن كشفت شركة صناعة السيارات عن التصميم الجديد لسيارتها الرياضية متعددة الاستخدامات «راف4».

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store