
خاص حماية الطفل في الفضاء السيبراني.. مبادرة سعودية وقائية لبيئة رقمية آمنة
في حين، انبثقت في السعودية مبادرة تبناها ولي العهد رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان في تشرين الأول (أكتوبر) 2024 تعنى بحماية الطفل في الفضاء السيبراني، وتندرج ضمن رؤية المملكة 2030، وتعد انطلاقة منهجية متصاعدة، تحقق التوازن بين التحول الرقمي العالمي وتعزيز الاستجابة العالمية عبر إطار وقائي لسلامة النشء.
واعتمد مجلس حقوق الإنسان أخيرًا بالإجماع القرار الذي قدمته السعودية لحماية الأطفال في الفضاء الرقمي انطلاقًا من مبادرة ولي العهد السعودي. وبذلك، تجد المبادرة قبولًا دوليًا واسعًا لتحقيق الهدف السامي من مضمونها، الذي يؤسس إطارًا عالميًا شاملًا لحماية الأطفال من مخاطر الإنترنت، وتمكين الدول من تطوير سياسات وتشريعات خاصة بالأمن السيبراني للأطفال، وتعزيز الوعي الأسري والتربوي حول الاستخدام الآمن للفضاء الرقمي.
بهذا كله، تمسك السعودية بحزمة من الأوراق المرتبطة بالمستقبل، على رأسها حماية الجيل المقبل من النشء رقميًا، خاصة أن أحدث تقرير لمؤسسة مراقبة الإنترنت صدر عام 2022، وأشار إلى ازدياد عدد المواقع التي تضم مواد فيها إساءة جنسية للأطفال، إذ ارتفع عدد البلاغات السنوية من أكثر من 335 ألف بلاغ في 2016 إلى أكثر من 375 ألف بلاغ في آخر رصد للتقرير.
اقتناع عالمي
السفير عبدالمحسن بن خثيلة، المندوب الدائم للمملكة لدى الأمم المتحدة والمنظمات الدولية في جنيف، قال في تصريحات خاصة لـ«العربية.نت» إن القبول الدولي لمبادرة ولي العهد يترجم القناعة العالمية المطلقة بأهمية المبادرة، التي تؤسس أرضية واسعة لحماية الطفولة في العالم من مخاطر الإنترنت.
التزام سعودي بدعم الجهد الدولي
أكد بن خثيلة أن الهدف السعودي لم يقتصر على قبول المبادرة دوليًا، بل يتجاوز ذلك إلى التزام المملكة بدعم الجهود الدولية لحماية الأطفال، وتمكين الدول من بناء بيئات رقمية أكثر أمانًا، من خلال تعزيز التعاون الفني، وتوسيع القدرات، وتبادل أفضل الممارسات، وتطوير الأطر التشريعية ذات الصلة.
وعي بالتحديات الرقمية
تتفق تفسيرات الدبلوماسي بن خثيلة مع رؤى المختص السعودي في المجال التقني تركي المحمود، الذي أوضح لـ«العربية.نت» أن دعم العالم للمبادرة السعودية يعكس وعيًا سعوديًا عالميًا بالتحديات الرقمية التي يواجهها الأطفال، ويترجم رؤية طموحة تتعامل مع العصر الرقمي بمسؤولية وشمولية، ولا يعتبر ذلك إنجازًا دبلوماسيًا عابرًا.
اختلاف البيئات التقليدية
في الإطار ذاته، يربط المحمود الوعي السعودي بضرورة حماية الطفل سيبرانيًا بالإدراك النابع من اختلاف البيئات التقليدية التي تقوم على المنازل والمدارس والشوارع عن الفضاء الإلكتروني، الذي أصبح امتدادًا حيويًا لحياة الأطفال اليومية ويخفي في طياته مخاطر جمة تهدد أمنهم.
تظهر إحصاءات حكومية نشرتها وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية في السعودية أن الأطفال والمراهقين (أقل من 18 سنة) يشكلون نحو ثلث مستخدمي الإنترنت، كما يدخل كل عام أطفال بأعمار أصغر من العام السابق له، ما يؤكد أن تقارير دولية أثبتت تعرضهم لصور من الأذى الإلكتروني، الأمر الذي يتطلب وضع أطر وتنظيمات للتخفيف من حدته وحماية الأطفال من آثاره.
فرص وتحديات
وفي ذلك تقارب بين ما قاله المحمود وما ركز عليه بن خثيلة، الذي قال في حديثه: «الفضاء الرقمي بات جزءًا لا يتجزأ من حياة الأطفال اليومية، فهو يوفر فرصًا هائلة للتعلم والتواصل، لكنه يطرح في المقابل تحديات متزايدة تتطلب استجابة جماعية، وهذا يتطلب تعاونًا دوليًا حقيقيًا لضمان حماية الأطفال من المخاطر الرقمية».
ريادة عالمية
كما يعتبر مندوب المملكة لدى الأمم المتحدة والمنظمات الدولية في جنيف القرار معززًا لمكانة المملكة بصفتها رائدًا عالميًا في مجال حماية الطفل، ويجسد نهجها الإنساني ورؤيتها الطموحة في بناء مستقبل رقمي أكثر أمنًا وعدالة للأطفال حول العالم، ويعكس التزام المجتمع الدولي بدعم الجهود المشتركة لحماية الطفل، التي تنص على تبادل أفضل الممارسات والخبرات من أجل ضمان فضاء رقمي آمن وشامل للأطفال في جميع أنحاء العالم.
عين ساهرة على المستقبل
في الأثناء، يفتح حديث المندوب السعودي المجال لمقاربات الباحث التقني المحمود، الذي قال: «بين عين ساهرة على المستقبل وعزم راسخ على الريادة، تمضي المملكة بثبات نحو صناعة إنسان المستقبل، انطلاقًا من رؤيتها 2030، التي لم تقتصر على تنمية الاقتصاد وتنويع الموارد، بل شملت أيضًا ترسيخ القيم وحماية الفئات الأضعف وعلى رأسهم الأطفال».
شراكات دولية أخلاقية
وفقًا للمحمود، من مميزات القرار الأممي الذي قوبل بالموافقة بالإجماع، اعتماده على شراكات دولية تساعد على صياغة إطار قانوني وأخلاقي يمكّن الدول من تطوير سياساتها الرقمية، ويشجع على توفير المساعدة الفنية والبرامج التوعوية لضمان فضاء سيبراني آمن لجميع أطفال العالم.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الاقتصادية
منذ 2 ساعات
- الاقتصادية
تقنية للإنتاج الحيواني في السعودية تخفض الاعتماد على المضادات الحيوية 90%
من المتوقع أن يؤدي التوسع في استخدام تقنية "البكتيروفيج" في السعودية إلى إنشاء مصانع خاصة بمنتجات التقنية الحيوية، وخفض التكاليف التشغيلية لشركات الإنتاج الحيواني المحلية، وفق ما ذكره لـ "الاقتصادية" الدكتور سليمان العجل، المشرف العام على قطاع التقنية الحيوية في البرنامج الوطني لتطوير قطاع الثروة الحيوانية والسمكية. التقنية تتمثل في استخدام العاثيات البكتيرية (Bacteriophages)، كبديل للمضادات الحيوية التقليدية، لمواجهة تحديات مقاومة البكتيريا، ولا سيما السالمونيلا، ومن شأن هذه التقنية أن ترفع جودة وسلامة المنتجات الحيوانية مثل الدواجن والبيض، وتقلل الاعتماد على المضادات الحيوية بنسبة قد تصل إلى 90%، ما يعزز القدرة التنافسية في الأسواق المحلية والعالمية، ويوفر منتجات ذات وزن مثالي مرغوب لدى المستهلك. وبدأ استخدام التقنية بالتعاون بين شركة "فيج جارد" العالمية المتخصصة في حلول التقنية الحيوية، وشركة "التنمية الغذائية" السعودية لإنتاج الدواجن التي ستتولى تطبيق هذه التقنيات وتوطينها داخل السوق السعودي. وأكد "العجل" أن هذه الشراكة ستفتح المجال أمام إنشاء مصانع خاصة بمنتجات التقنية الحيوية، مشيرا إلى أن البكتيروفيج كانت تُستخدم في أيام الاتحاد السوفيتي، لكن العالم توقف عن استخدامها بعد اكتشاف المضادات الحيوية، لكن مع مرور الوقت، وازدياد استخدام المضادات الحيوية، أصبحت البكتيريا قادرة على مقاومتها، ما دفع العالم والباحثين إلى العودة مجددا إلى الاعتماد عليها. ولفت الدكتور العجل إلى أن توطين التقنية الحيوية يعتمد على 3 محاور: البرنامج الوطني لتطوير قطاع الثروة الحيوانية والسمكية، والشركة المحلية، والشركة الدولية، حيث يتم العمل من خلال التواصل مع الشركات الدولية، واستعراض حجم السوق، مثل سوق الدواجن، والعمل على استقطاب التقنيات الحديثة، وتوصيلها إلى الشركات المحلية. التقنية تستخدم على الحيوانات أو النباتات، ويتم تطبيقها من خلال وضع مرشات في خطوط الإنتاج بعد الذبح، من أجل رش العاثيات على لحم الدواجن، لتقليل وصول الميكروبات مثل السالمونيلا إلى المستهلك، وضمان سلامة وجودة المنتجات دون التسبب في أي أعراض سلبية للمستخدم.


العربية
منذ 3 ساعات
- العربية
الأرض على موعد مع عواصف مغناطيسية اليوم وغداً.. تقرير يحذر
حذّر معهد أبحاث الفضاء التابع لأكاديمية العلوم الروسية من احتمال تأثر الأرض بعواصف مغناطيسية خلال يومي الأربعاء والخميس. وأشار مختبر علم الفلك الشمسي التابع لمعهد أبحاث الفضاء في أكاديمية العلوم الروسية إلى إمكانية تعرض الأرض لعواصف مغناطيسية ضعيفة ناجمة عن ثقب إكليلي على الشمس يومي 23 و24 يوليو (تموز) الجاري. وذكر التقرير الذي نشر على "تلغرام": "هناك احتمال حدوث اضطرابات جيومغناطيسية طويلة الأمد نسبيًا، تصل إلى مستوى عاصفة مغناطيسية ضعيفة.. ذروتها، اليوم الأربعاء. وأضاف: "من المتوقع أن يكون نمو كثافة الرياح الشمسية معتدلا، لذلك من غير المرجح أن تكون العواصف المغناطيسية التي ستؤثر على الأرض قوية. ويقدّر احتمال حدوث عاصفة مغناطيسية من المستوى الثاني بـ6%. ومن المفترض ألا تتجاوز المدة الإجمالية للاضطرابات في المجال المغناطيسي للأرض يومين". وأشار التقرير أيضاً أنه سيبقى احتمال حدوث عواصف مغناطيسية كبيراً يوم الخميس 24 يوليو". يذكر أن سبب العواصف المغناطيسية هو ثقب إكليلي متوسط الحجم، يقع حالياً تقريباً على خط الشمس والأرض. وتتشكل العواصف المغناطيسية التي تؤثر على كوكبنا عادة نتيجة التوهجات والانفجارات الشمسية. ويمكن أن تسبب هذه العواصف اضطرابات في أنظمة الطاقة، وتؤثر على هجرة الطيور والحيوانات، كما أن العواصف القوية قد تحدث خللا في منظومات الاتصالات والملاحة.


الشرق السعودية
منذ 8 ساعات
- الشرق السعودية
شارك بالتصدي لصواريخ إيران على إسرائيل.. ماذا نعرف عن سرب الفرسان الأميركي؟
حصل حراس سرب التحذير الفضائي الحادي عشر، على تكريم كأفضل وحدة في قوة الفضاء الأميركية لعام 2024، لدورهم في التصدي لهجمات الصواريخ الإيرانية على إسرائيل، خلال العام الماضي. واختار معهد Mitchell للدراسات الفضائية، وحدة قوة الفضاء العامة الحادية عشرة لتكون أفضل وحدة من قوة الفضاء العامة لهذا العام على الإطلاق، ويرجع ذلك إلى حد كبير إلى قدرتها على الإنذار المبكر الدقيق للصواريخ المقبلة، ما ساعد طياري مقاتلات القوات الجوية الأميركية على بعد آلاف الأميال على اعتراض مئات الصواريخ الإيرانية التي استهدفت إسرائيل في أبريل، وأكتوبر من العام الماضي، وذلك وفقاً لموقع Air and Space Forces. وقال موقع Defense Connect، إنه تم تأسيس الجائزة بالشراكة مع معهد Mitchell للدراسات الفضائية، وقوة الفضاء الأميركية، لتكريم وحدات قوة الفضاء على المستوى التكتيكي بقيادة ضباط ميدانيين. سرب "الفرسان" الأميركي ويعمل السرب الحادي عشر، المعروف باسم "الفرسان"، بتشغيل أقمار اصطناعية متقدمة للإنذار بالصواريخ، بما في ذلك برنامج دعم الدفاع، ومنصات نظام الأشعة تحت الحمراء الفضائية. وتعتبر هذه الأصول ضرورية لتوفير التحذيرات الصاروخية الاستراتيجية وعلى مستوى المسرح، والوعي بساحة المعركة، ودعم الدفاع الصاروخي والاستخبارات الفنية لكل من القوات الأميركية، والقوات المتحالفة معها. وتأتي الجائزة الجديدة في أعقاب جائزة "سرب الطائرات الموجهة عن بعد" السنوية التي يمنحها معهد Mitchell، وتسعى إلى الاعتراف بإنجازات وحدات قوة الفضاء التي تعمل غالباً لتقديم قدرات حاسمة لمقاتلي الخطوط الأمامية. الهجوم الإيراني على إسرائيل عندما بدأت إيران إطلاق الصواريخ في 13 أبريل 2024، انطلقت صفارات الإنذار في مركزي عمليات سرب التحذير الفضائي الحادي عشر، وهرعت الطواقم من الحراس لتتبع كل صاروخ، والتحقق من البيانات، وتمريرها بأسرع ما يمكن. وقالت أبيجيل فلانر، ضابط الأسلحة في السرب الحادي عشر، إن العمل مع الفريق تم تحت ضغط شديد. وأشارت إلى أن الهجمتين على إسرائيل كانتا غير مسبوقتين؛ في ظل إطلاق إيران مئات الصواريخ في غضون دقائق، وهو ما دفع إلى إعادة النظر في كيفية أداء السرب لعمله. وقال رئيس الطاقم، جوناثان ستارك، إن العديد من الحراس الذين أثبتوا جدارتهم في ذلك اليوم كانوا مبتدئين، لم يمضِ وقت طويل على تخرجهم من المدرسة الثانوية. وأكد ستارك، أن هذه أول مسؤولية لهم بعد تخرجهم من المدرسة الثانوية، و"من المدهش" رؤية مدى استعدادهم لإنجاز المهمة، ومدى حماسهم لها. وطوال العام 2024، حذر السرب الحادي عشر من إطلاق حوالي 2700 صاروخ، وتقييم تقنيات ساحة المعركة الرائدة، ووضع خطط عمل للاستجابة لوابل الصواريخ واسع النطاق. وأدى عملهم إلى زيادة الإنذارات في الوقت المحدد بنسبة 69%، وفقاً لحزمة جوائزهم. ويقع مقرّ الفرقة الحادية عشرة في قاعدة باكلي الفضائية بولاية كولورادو، وتعود جذورها إلى عملية عاصفة الصحراء، حيث أُنشئت في البداية لتوفير الإنذار المبكر بإطلاق صواريخ Scud العراقية. قيادة أنظمة الفضاء يُشغل السرب الحادي عشر، كوكبة أقمار أنظمة الأشعة تحت الحمراء الفضائية، ومركز التوعية الميدانية بالأشعة تحت الحمراء المستمرة، وصرحت قائدة السرب، أماندا مانشيب، بأن السرب الحادي عشر مسؤول عن أكثر بكثير من مجرد الإنذار بالصواريخ وتتبعها. وأضافت أن السرب يُقيم أيضاً القدرات الناشئة من قيادة أنظمة الفضاء، ويُسلمها أحياناً "خلال أيام" لتلبية الاحتياجات العاجلة لقادة المقاتلين في ساحة المعركة. وخلال هجوم إيران في أبريل، كان السرب الحادي عشر يُقيم الجيل التالي من البنية الأرضية للإنذار الصاروخي الفضائي، والمعروف باسم "عملية التطور الأرضي المرن المستقبلية" (FORGE). وسيحل هذا النظام محل نظام الاستغلال العالمي للوعي الفضائي (SAGE)، موفراً إطاراً قابلاً للتطوير قادراً على التعامل مع إطلاقات صاروخية أكبر بسرعة أكبر، حتى أثناء التعرض لهجوم إلكتروني. وقالت مانشيب، إن السرب كان في الواقع في فترة تجريبية خلال هجمات أبريل، ولم يقتصر الفريق على محاولة تقييم هذا النظام الجديد فحسب، بل اختبره أيضاً تحت نيران العدو. وأضافت أن الفريق أبلى بشكل جيد في التكيف مع النظام الجديد، وطريقة عمله الجديدة، مع الحفاظ على تحقيق أهداف الإنذار المبكر من الصواريخ وتتبعها. ويعتبر السرب الحادي عشر هو أول وحدة تحصل على جائزة "أفضل وحدة في قوة الفضاء للعام" من معهد Mitchell.