
المواجهة الإيرانية الإسرائيلية ترسم ملامح مستقبل الشرق الأوسط
منذ إنتصار الثورة في إيران ، إختارت طهران الإنتقال من العلاقة التحالفية مع تل أبيب إلى حالة الصدام معها، من دون أن تقع مواجهة مباشرة بين الجانبين على مدى السنوات الماضية، حيث كانت الأمور تقتصر على حروب غير مباشرة، قبل أن تطور الأوضاع، منذ يوم الجمعة الماضي، نتيجة الضربات العسكرية التي وجهتها إسرائيل لها.
حتى الساعة، ليس هناك من هو قادر على حسم الصورة التي ستكون عليها نتيجة الضربات المتبادلة بين تل أبيب وطهران، حيث من الممكن طرح الكثير من الأسئلة حول ما إذا كانت ستقود إلى تسوية في وقت قريب أم تستمر طويلاً.
في هذا السياق، السؤال الأول الذي من المفترض أن يطرح هو عن توازنات التسوية التي من الممكن أن ترضي الجانبين، حيث أن إسرائيل سبق أن أعلنت أن الهدف القضاء على المشروع النووي الإيراني ، بينما إيران، التي تعلن بشكل دائم أنها لا تطمح إلى تصنيع قنبلة نووية، رفضت ما كان يطرح عليها بالنسبة إلى منعها من تخصيب اليورانيم، ما يدفع إلى السؤال عما إذا كانت الضربات الإسرائيلية، التي تحظى بغطاء من الولايات المتحدة، هدفها الفعلي دفع طهران إلى تقديم تنازلات في المفاوضات، أم أن المعركة باتت إسقاط نظامها السياسي.
من حيث المبدأ، لا يمكن فصل ما يحصل اليوم عن المعارك التي حصلت في المنطقة، في العامين الماضيين، أي بعد عملية "طوفان الأقصى" التي نفذتها حركة " حماس "، على إعتبار أنها دفعت تل أبيب إلى أخذ القرار بالقضاء على كل ما تراهه تهديداً لها، الأمر الذي يُعبر عنه رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو بالإعلان عن السعي إلى تغيير وجه الشرق الأوسط .
عملياً، نجحت إسرائيل في إضعاف كل من "حماس" في قطاع غزة و" حزب الله " في لبنان، بالإضافة إلى التخلص من النظام السوري السابق، بينما هي لا تزال توجه الضربات إلى حركة "أنصار الله" في اليمن، لكن الأبرز يبقى السعي إلى إضعاف النظام الإيراني أو إسقاطه، على إعتبار أنه رأس الحربة في المحور.
في الجهة المقابلة، لم تبادر طهران إلى التدخل بالقوة الكاملة خلال المواجهات الماضية، لا سيما تلك التي تتعلق بالجبهة اللبنانية، بالرغم من أنها أدت إلى توجيه ضربات قاسية لأحد أبرز حلفائها، كما أنها لم تنجح في منع سقوط النظام السوري السابق، إلا أنها اليوم لا تملك إلا خيار الذهاب في المواجهة حتى النهاية، على إعتبار أنها باتت هي المهددة بالإضعاف أو حتى السقوط.
في الوقت الحالي، لا تزال المعركة محصورة بين الجانبين الإيراني والإسرائيلي، لكن ليس هناك ما يمنع توسعها، في حال وجد أحدهما أن هناك مصلحة له في ذلك أو أن الأمور وصلت إلى حد التهديد الوجودي، فلتل أبيب حلفاء، حتى الآن يدعمونها بشكل غير مباشر، لن يقبلوا توجيه ضربة قاضية لها، بينما في المقابل هناك جهات إقليمية ودولية ليس لها مصلحة في سقوط النظام الإيراني، ليس فقط لأنه نظام حليف بل أيضاً بسبب التداعيات التي من الممكن أن تترتب على مصالحهم، منهم الصين وروسيا.
في مطلق الأحوال، العنوان الأبرز لهذه المعركة هو أنها ستحدد ملامح الشرق الأوسط في السنوات المقبلة، الأمر الذي لا يمكن الحسم فيه راهنا، بغض النظر عن الخاتمة التي ستوضع لها، على إعتبار أن نتائج الميدان والمعادلات التي سيفرزها هي التي ستحدد ذلك، لكن الأكيد هو أن إسرائيل تريد تكريس معادلة تنهي ما كان قائماً في السنوات الماضية، بينما إيران لن تقبل المس بنظامها السياسي، بل ستذهب إلى الرمي بكل أوراق قوتها في سبيل منع ذلك، وبين الحدّين قد تبرم تسويات لا تستثني مختلف الساحات الإقليمية.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


صدى البلد
منذ 41 دقائق
- صدى البلد
كتائب القسام: استهداف قوة إسرائيلية وتدمير ناقلتي جند شرق خانيونس
أعلنت كتائب الشهيد عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، مساء اليوم الثلاثاء، عن تمكن مجاهديها من استهداف قوة من جيش الاحتلال الإسرائيلي شرق بلدة عبسان الكبيرة شرق مدينة خانيونس، جنوب قطاع غزة، ما أسفر عن وقوع أفراد القوة بين قتيل وجريح، وذلك إثر تفجير عبوة ناسفة مضادة للأفراد يوم أمس الاثنين. وفي بيان مشترك لاحق، أكدت كتائب القسام وسرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، أن مجاهديهما تمكنوا من تدمير ناقلتي جند تابعتين لجيش الاحتلال في نفس المنطقة، باستخدام عبوتي "شواظ" شديدة الانفجار. وأضاف البيان أن الاستهداف أدى إلى اشتعال النيران في الآليتين، فيما شوهدت طائرات مروحية إسرائيلية تهبط في المكان لتنفيذ عمليات إخلاء.


صدى البلد
منذ 2 ساعات
- صدى البلد
القسام تعلن تفجـ.ير عبوة مضادة للأفراد في قوة صهيونية
ذكرت كتائب القسام المقاومة إنهم فجروا عبوة مضادة للأفراد في قوة صهيونية أمس وأوقعوا أفرادها بين قتيل وجريح شرق عبسان الكبيرة في استمرارٍ لعمليات المقاومة، وفق ما ذكرت وسائل إعلام متفرقة. كما كشف وزير دفاع الاحتلال الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، عن هوية قتلى جيش الاحتلال في جنوب غزة اليوم الثلاثاء، وهم النقيب (احتياط) تال موفشوفيتس والرقيب نيف ليشيم، المقاتلين فى لواء جولانى. وكتب كاتس على موقع إكس: "أشعر بالحزن تال موفشوفيتس ونيف ليشيم، المقاتلين في لواء جولاني، الذين سقطوا في معركة بطولية في جنوب قطاع غزة". وأضاف: تعازيّ الحارة لأسرهم وأحبائهم، ويواصل مقاتلو جيش الدفاع الإسرائيلي الأبطال القتال بشجاعة ضد منظمة حماس القاسية، من أجل الهدف المقدس المتمثل في إعادة جميع المختطفين إلى منازلهم". ويذكر قطاع غزة المحاصر من قبل إسرائيل، يدخل يومه الـ92 لاستئناف حرب الإبادة، واليوم الـ619 منذ بدء الحرب على القطاع الفلسطيني في 7 أكتوبر 2023، حيث ارتكب جيش الاحتلال مجزرة جديدة بحق الساعين للحصول على مساعدات.

القناة الثالثة والعشرون
منذ 3 ساعات
- القناة الثالثة والعشرون
الكتائب: لإتخاذ إجراءات سيادية واضحة لتحييد لبنان
ثمن حزب الكتائب اللبنانية، اثر الاجتماع الأسبوعي لمكتبه السياسي برئاسة رئيس الحزب النائب سامي الجميّل، 'موقف الدولة اللبنانية المصمم والحاسم على تحييد لبنان عن أتون الحرب الإقليمية الدائرة'، مجددا دعوته إلى 'تثبيت مبدأ حصرية قرارَي السلم والحرب بيد الدولة ومؤسساتها الشرعية، من خلال الإسراع في حصر السلاح بيد الشرعية وحدها'. ورأى الحزب، في بيان، أن 'ما تشهده المنطقة من تطورات يستوجب من حزب الله اتخاذ قرار واضح وفوري بملاقاة المطالب بتسليم سلاحه الى الجيش اللبناني والانفكاك الكامل عن أي ارتباط خارجي، والعودة إلى الدولة التي تبقى الملاذ الوحيد والحامي الأوحد لجميع اللبنانيين'. ودعا انطلاقا من الحرص على حماية اللبنانيين من تداعيات أي تطورات أمنية خارجية، إلى 'وضع خطة طوارئ وطنية شاملة لتأمين سلامة المواطنين ورفع الأخطار المحتملة عنهم'، مستغربا 'استمرار وجود حاويات مواد قابلة للاشتعال في مرفأ بيروت'، داعيا 'مجلس الوزراء الى تنفيذ قراره والتحرك الفوري في نقل الاعتمادات اللازمة لمعالجة هذا الملف، تفاديا لأي كارثة جديدة'. وأكد 'ضرورة تركيز كل الجهود السياسية والأمنية والديبلوماسية لتأمين بيئة آمنة تضمن صيفا هادئا للبنانيين المقيمين والمغتربين والسياح'، داعيا 'وزارة الأشغال العامة والنقل إلى اتخاذ خطوات سريعة لتعزيز النقل البحري السياحي نحو المرافئ اللبنانية، ولا سيما مرفأ جونيه، لتأمين بدائل عن النقل الجوي في حال تعذّر استمراره لأسباب امنية'. ورحب الحزب بـ'إتمام التعيينات الدبلوماسية بعد ثماني سنوات من التعثّر'، لافتا إلى أن 'ساعة الإفراج عن باقي التعيينات والتشكيلات قد حانت، لا سيما القضائية منها بعدما طال احتجازها لأسباب لم تعد خافية على أحد، وبات من الملحّ إنهاؤها بما يعيد الثقة بالقضاء ويؤسّس لعدالة لا تَخضع ولا تُخضع'. وأبدى المكتب السياسي دعمه 'الكامل لوزير العدل عادل نصّار الذي يقارب مهامه بجدية ومسؤولية، ساعيا إلى إعادة الاعتبار للقضاء كسلطة مستقلة بعيدة عن التدخل والتأثير السياسي لا كأداة في يد السلطة السياسية'، معتبرا أن 'لا اصلاح في لبنان من دون البدء بالإصلاح القضائي وكل ما عدا ذلك يبقى هشا من دون اساس صلب، فالعدل اساس الملك'. كذلك دعا الحزب 'مجلس النواب إلى الإسراع في إقرار القوانين الإصلاحية الملحة، وفي مقدمها مشروع قانون استقلالية القضاء، إلى جانب قانون إعادة هيكلة المصارف ورفع السرية المصرفية ويستعجل الحكومة البت بقانون الفجوة المالية باعتبارها مفاتيح أساسية لإنهاض الاقتصاد وإقناع المجتمع الدولي بجدية الدولة في التزام مسار التعافي والإصلاح'. انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة. انضم الآن شاركنا رأيك في التعليقات تابعونا على وسائل التواصل Twitter Youtube WhatsApp Google News