logo
ضابط إيطالية تلهم العالم من دبي

ضابط إيطالية تلهم العالم من دبي

الإمارات اليوممنذ 18 ساعات

تصدرت نائب العمليات بشرطة الطريق في إيطاليا، الضابط أديل جيسو، المشهد في حفل تكريم الفائزين بجوائز القمة الشرطية العالمية لعام 2025، الذي أقيم في نادي ضباط شرطة دبي، أخيراً، وسط حضور أمني رفيع المستوى من أكثر من 110 دول، نظير مسيرتها المُلهمة.
وتسلمت جيسو جائزة «التميز لأصحاب الهمم» وسط تصفيق الحضور الذي وقف احتراماً لها.
ولم يكن حصول جيسو على الجائزة، مجرد تكريم، وإنما كان اعترافاً دولياً بشجاعتها، فقد عملت 12 عاماً كمفتش في الشرطة، ثم 24 عاماً كمسؤول في الإدارة المدنية، وحولت التحديات إلى فرص، والمأساة إلى قصة أمل وإرادة، فكان إعلاناً جلياً بأن قوة العقل تنتصر على إعاقة الجسد، وأن الإنجاز الحقيقي لا يُقاس بالخطوات، بل بعمق الرسالة التي يتركها الإنسان أينما حلّ.
وتعود قصة جيسو إلى يوم 16 سبتمبر 1996، حين كانت برفقة زميلها في دورية شرطة تستجيب لبلاغٍ طارئ، إذ اصطدمت مركبتهما بحاجزٍ حديدي. وأسفر الحادث عن إصابة جيسو بشللٍ نصفي دائم، في حين تعرّض زميلها لإصابة خطرة في الرأس. وكانت جيسو آنذاك تبلغ من العمر 29 عاماً، ومفعمة بالحماسة والطموح. ولكن الحادث غيّر مجرى حياتها، على المستويين الشخصي والمهني.
وتتذكر جيسو الواقعة، قائلة: «لم يكن من السهل عليّ تقبّل حقيقة إصابتي، لم أستوعب أنني غير قادرة على ارتداء الزي العسكري مجدداً. كانت العودة إلى بيئة عملي بين زملائي ومواصلة المهنة التي اخترتها عن قناعة وشغف أمراً مؤلماً. عشت لحظات عصيبة حين أدركت أن استقلاليتي وقدرتي على توجيه مسار حياتي أصبحتا رهينتين للشعور بالضعف والاعتماد على الآخرين».
لكن جيسو لم تُغلق الصفحة، بل فتحت فصلاً جديداً في حياتها، رفضت فيه الاستسلام لواقع الإعاقة. فبعد بضع سنوات من العلاج والتأهيل، عادت عام 1999 إلى صفوف جهاز الشرطة، لتُبرهن على قوة الإرادة والتحدي، فما ظنه كثيرون «نهاية الرحلة» كان في الواقع بداية لمسيرة جديدة.
وقالت جيسو: «رغبتي العميقة في الاستمرار، رغم الإعاقة، وشغفي بالمهنة التي أحببتها، دفعاني إلى اتخاذ قرارات جديدة لمرحلة فارقة، فحصلت على رخصة قيادة جديدة، وتمكنت من قيادة سيارة مجهّزة لتناسب احتياجاتي».
وانتقلت جيسو من العمل في الدوريات على الطرق السريعة إلى العمل في المجال التوعوي، فجابت المدارس والجامعات الإيطالية، متحدّثة بلغة التجربة الحيّة، للتحذير من عواقب الإهمال أو التجاوزات.
وقالت: «الرسالة التي أحملها هي الإرادة والعزيمة، إن العجز الجسدي لا يلغي القدرة على إحداث تأثير في حياة المرء وحياة الآخرين».
كما قدّمت دورات تعليمية لضباط الشرطة، وأسهمت في مبادرات تثقيفية مرورية، مثل مشروع «إيكارو» للتوعية المرورية.
وقُبيل توجهها إلى إحدى المدارس لإلقاء محاضرة توعوية، حضر إلى منزلها وفد من الشرطة يحمل صندوقاً أنيقاً ملفوفاً بشريط أزرق يحمل شعار الشرطة الإيطالية.
ابتسم أحد ضباط الوفد، وقال بلطف: «لدينا شيء يخصك.. تأخّرنا قليلاً في توصيله».
فتحت جيسو الصندوق لتجد فيه زيها الرسمي، تتوسطه الرتبة التي نالتها قبل الحادث، وإلى جانبها نسخة محدثة تحمل اسمها الجديد كمُلهمة وطنية.
في ذلك اليوم، لم تُلقِ جيسو محاضرتها بملابس مدنية كما اعتادت، بل ارتدت زيها الرسمي للمرة الأولى مرة منذ سنوات، وخرجت من بيتها لا كضيفة شرف، بل كضابط عادت إلى الميدان برسالة من نوعٍ آخر.
ومنذ ذلك اليوم، أصبحت تمثل الشرطة الإيطالية في المحافل التوعوية.
وأشادت جيسو باهتمام القيادة العامة لشرطة دبي بفئة أصحاب الهمم، وأعربت عن امتنانها وشكرها للقائد العام لشرطة دبي الفريق عبدالله خليفة المري، لتكريمها بجائزة التميز لأصحاب الهمم.
وقالت «أشكر شرطة دبي، ليس فقط على هذا التكريم، بل على الرسالة الإنسانية العميقة التي تحملها هذه اللحظة. لقد منحتموني شعوراً بأن الكرسي المتحرك ليس عائقاً أمام النجاح وتحقيق الإنجازات والفوز بالجوائز. هذا التقدير هو لكل من يواصل السير رغم الصعوبات».

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

«وكأنه ماراثون».. مطاردة رجل على مدرج مطار هيثرو
«وكأنه ماراثون».. مطاردة رجل على مدرج مطار هيثرو

صحيفة الخليج

timeمنذ 3 ساعات

  • صحيفة الخليج

«وكأنه ماراثون».. مطاردة رجل على مدرج مطار هيثرو

شهد مطار هيثرو البريطاني لحظة طريفة ومربكة في آن واحد، عندما قرر رجل لأسباب لا تزال مجهولة، الركض على مدرج المطار، مهدداً بذلك حركة الطيران، وكأنه يشارك في ماراثون. هرع ما لا يقل عن 4 موظفين لملاحقته، على بعد أمتار فقط من طائرات تنتظر الإقلاع، لكن الرجل، الذي يبدو أن لياقته البدنية مرتفعة، تفوق عليهم لبضع دقائق، قبل أن تتدخل عربة صغيرة إلى ساحة الحدث ويترجل منها فريق الدعم، ليتم إنهاء العرض بطريقة دراماتيكية، وفقاً لما نشرته صحيفة «ديلي ميل» البريطانية. التقط صور الحادث أحد المسافرين، الذي علق متسائلاً: «ما الذي يجري؟ لماذا لا يمسكه أحد؟ هل سنوقف حركة الطائرات من أجله؟» وأضاف مازحاً: «لو كان هذا في أمريكا، لرأينا 50 سيارة شرطة و700 ضابط في لمح البصر». أكدت الشرطة البريطانية أنها أوقفت الرجل دون تسجيل أي إصابات أو أضرار. وأوضح مطار هيثرو في بيان رسمي أن الحادث «تمت السيطرة عليه بسرعة، وأن عمليات المطار استمرت كالمعتاد».

شرطة دبي تُصنف كأقوى علامة شرطية في العالم
شرطة دبي تُصنف كأقوى علامة شرطية في العالم

البيان

timeمنذ 5 ساعات

  • البيان

شرطة دبي تُصنف كأقوى علامة شرطية في العالم

تصدّرت القيادة العامة لشرطة دبي قائمة الأجهزة الشرطية العالمية في مؤشر قيمة الهوية المؤسسية الصادر عن "براند فايننس"، بحصول علامتها الشرطية على تصنيف "قوة سمعة الهوية المؤسسية AAA+"، وبمجموع نقاط يبلغ 9.2 من 10. وجاء هذا التقييم بعد دراسة مقارنة شملت انطباعات عامة في 10 دول مع أكثر من 8000 جهة ذات علاقة وصاحب مصلحة، لتُظهر النتائج تميز شرطة دبي في جميع المحاور التي تضمنتها الدراسة، بما في ذلك الأخلاقيات، والكفاءة التشغيلية، والشفافية، والابتكار. وأبرز تقرير "براند فايننس" الدور المحوري لشرطة دبي ومساهمتها في تعزيز القوة الناعمة لدولة الإمارات ودبي بـ 57.9 مليار درهم (15.8 مليار دولار أمريكي)، من أصل 4.48 تريليون درهم ( 1.2 تريليون دولار أمريكي)، قيمة الهوية الإعلامية الوطنية لدولة الإمارات. ووفقاً للتقرير، حققت شرطة دبي مجموع نقاط يبلغ 9.2 من أصل 10، مقارنة بأبرز الجهات الشرطية الرائدة في العالم. وتفوقت القيادة العامة لشرطة دبي على المتوسط العالمي لقيمة سمعة الهوية المؤسسية في كافة المعايير الإحدى عشر المعتمدة للتقييم، وشملت معيار معاملة الجميع بعدالة (57%)، ومعيار الالتزام والنزاهة (60%)، ومعيار ضمان السلامة والأمن (67%)، ومعيار الأخلاق والسلوكيات (59%)، ومعيار التعامل بمهنية ( 62%)، ومعيار أداء الواجبات بفعالية (64%)، ومعيار الصورة الإيجابية على منصات التواصل الاجتماعي (57%)، ومعيار التواصل الشفاف والفعال (51%)، ومعيار الابتكار في الحد من الجريمة (54%)، ومعيار الحداثة والتطور(54%)، ومعيار الحضور الأمني القوي في الميدان ( 63%). وهو ما يؤكد مكانة شرطة دبي، ليست فقط جهازاً أمنياً فاعلاً، بل أيضاً محركاً أساسياً للقوة الناعمة والاقتصاد الوطني، مما يجعلها نموذجاً ملهماً للجهات الشرطية حول العالم. ومع هذا الإنجاز، توجه معالي الفريق عبد الله خليفة المري، القائد العام لشرطة دبي، بجزيل الشكر وبالغ الامتنان إلى صاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، وإلى صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، وسموّ الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس الدولة نائب رئيس مجلس الوزراء رئيس ديوان الرئاسة، وسموّ الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، رئيس المجلس التنفيذي لإمارة دبي، وسموّ الشيخ مكتوم بن محمد بن راشد آل مكتوم، النائب الأول لحاكم دبي نائب رئيس مجلس الوزراء وزير المالية، وسموّ الشيخ أحمد بن محمد بن راشد آل مكتوم، النائب الثاني لحاكم دبي، على الدعم والتوجيهات السديدة لتعزيز مسيرة الأجهزة الشرطية في الدولة. كما توجه معالي القائد العام لشرطة دبي بجزيل الشكر والعرفان إلى الفريق سموّ الشيخ سيف بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، لدعم وتوجيهات سموّه المتواصلة، والتي كان لها بالغ الأثر في تحقيق هذا الإنجاز العالمي، وترسيخ مبادئ الابتكار والريادة في العمل الشرطي، مؤكداً معاليه أن هذا الإنجاز يترجم الثقة التي تحظى بها أجهزة الشرطة في دولة الإمارات، ويؤكد دور شرطة دبي في تعزيز الأمن والرفاهية وجودة الحياة لأفراد المجتمع. وأضاف معاليه: "إن ما حققته شرطة دبي من إنجازات نوعية يعكس التزامنا الثابت بتجسيد رؤية القيادة الرشيدة وحكومة دبي، التي وضعت التميز والريادة العالمية هدفًا لا حياد عنه. إن تصدّر شرطة دبي للمؤشرات العالمية هو ثمرة رؤية طموحة وقيادة رشيدة آمنت أن التفوق ليس خيارًا بل التزامًا وطنيًا. لقد نجحنا في الانتقال من إطار عمل تقليدي إلى منظومة عمل أمنية تتسم بالذكاء والمرونة والاستدامة، عبر تطوير آليات عمل تستند إلى الابتكار والتقنيات المتقدمة، بما في ذلك الذكاء الاصطناعي والتحول الرقمي الشامل. ومن خلال المبادرات والمشاريع العالمية، وفي مقدمتها مراكز الشرطة الذكية، وتحدي الإمارات للفرق التكتيكية والفعاليات المجتمعية والرياضية، والألعاب الالكترونية، وبرنامج "إسعاد"، أثبتت شرطة دبي أنها ليست فقط جهة أمنية، بل شريك استراتيجي في بناء مجتمع آمن ومتقدم ومستدام، يُحتذى به عالميًا." من جانبه، قال العميد علي خلفان المنصوري، مدير الإدارة العامة لإسعاد المجتمع: "نفخر بهذا الإنجاز العالمي الذي حققته القيادة العامة لشرطة دبي، والذي يعكس ثقة المجتمع المحلي والدولي في مؤسستنا الأمنية. إن تصدر شرطة دبي لمؤشر قوة سمعة الهوية المؤسسية على مستوى الأجهزة الشرطية في العالم، يؤكد أننا نمضي على الطريق الصحيح في ترسيخ مفاهيم المسؤولية المجتمعية، وتعزيز جودة الحياة من خلال منظومة أمنية مبتكرة تستهدف خدمة الناس وأمنهم وسعادتهم في المقام الأول. نؤمن بأن التواصل الإيجابي والفعال مع جميع فئات المجتمع، هو حجر الزاوية في بناء جسور الثقة، وهذا الإنجاز ثمرة هذا النهج الإنساني والتنموي المتكامل الذي تتبناه شرطة دبي." بدوره، قال الرائد عبد الله حمد الشامسي، مدير إدارة الهوية المؤسسية والمعارض: "يعد تحقيق شرطة دبي لتصنيف (AAA+) في مؤشر قوة سمعة الهوية المؤسسية، شهادة عالمية على نجاح استراتيجية الهوية المؤسسية المتكاملة، والتي حرصنا في شرطة دبي على بنائها وضمان استدامتها بما يعكس القيم الجوهرية التي تقوم عليها شرطة دبي، والمتمثلة في الشفافية، والابتكار، والعدالة، والكفاءة. لقد عملنا خلال السنوات الماضية على تطوير هوية متفردة تتجاوز الشكل إلى التأثير، وتمثل روح شرطة دبي ورؤيتها العالمية، وهذا التقييم من مؤسسة دولية مثل "براند فايننس" يمثل حافزاً إضافيًا للاستمرار في التميز والتطوير، وجعل علامتنا المؤسسية مثالاً يحتذى به على المستوى الدولي." وهنأ ديفيد هاي، رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لشركة "براند فايننس"، القيادة العامة لشرطة دبي، لتصدرها المؤشر، مؤكداً أن هذا الإنجاز يعكس قوة علامتها الشرطية، وأهمية نجاح المؤسسات الحكومية المدفوعة بالابتكار والفكر الحديث، ودورها الجوهري في دعم التنمية الاقتصادية للدول والارتقاء بسمعتها على الساحة الدولية. وأضاف "إن الإنجاز الذي تحقق هو تأكيد على ثقة عالمية استثنائية في جهاز أمني حكومي استطاع أن يجعل الابتكار والتواصل المجتمعي ركيزتين أساسيتين في بناء سمعته ومكانته العالمية. وهو إنجاز تحقق نتيجة رؤية استراتيجية طويلة المدى تدمج الابتكار بالتخطيط المؤسسي، والحداثة بالهوية المحلية، كما عمدت إلى إعادة تعريف العلاقة بين جهاز الشرطة والمجتمع من خلال مبادرات ذكية ومراكز شرطة غير تقليدية، واعتماد متسارع للتكنولوجيا والذكاء الاصطناعي، وكلها خطوات عززت من مكانة شرطة دبي ليس فقط كمؤسسة أمنية رائدة، بل كأحد محركات القوة الناعمة لمدينة دبي ودولة الإمارات، ومثالاً يحتذى به عالميا في تحويل السمعة المؤسسية إلى رصيد اقتصادي وطني ملموس." استندت شركة "براند فايننس" العالمية في تقييمها على بيانات حول تصورات مدينة دبي وقوة الإمارات الناعمة كقاعدة، استنادًا إلى مؤشر المدينة السنوي ومؤشر القوة الناعمة العالمي على التوالي. كما أجرت الشركة بحثًا مخصصًا يحاكي منهجيات مؤشر القوة الناعمة العالمي لحساب مساهمة شرطة دبي في أداء دولة الإمارات ومدينة دبي لعام 2025 في هذا المؤشر، وذلك بعد إجراء دراسة مقارنة شملت انطباعات عامة في 10 دول مع أكثر من 8000 جهة ذات علاقة.

تصعيد في لوس أنجلوس.. اشتباكات واعتقالات وترامب مستعد للتصعيد
تصعيد في لوس أنجلوس.. اشتباكات واعتقالات وترامب مستعد للتصعيد

البيان

timeمنذ 5 ساعات

  • البيان

تصعيد في لوس أنجلوس.. اشتباكات واعتقالات وترامب مستعد للتصعيد

بقيت الأجواء متوترة في لوس أنجلوس ليل الأحد الاثنين بعد اشتباكات متواصلة منذ ثلاثة أيام بين قوات إنفاذ القانون ومحتجين ضد سياسة الهجرة التي ينتهجها دونالد ترامب الذي يؤكّد أنه مستعد لإرسال جنود إلى مدن أخرى من البلاد إذا لزم الأمر. وقال دونالد ترامب صباح الاثنين على منصّته "تروث سوشل"، "يبدو أن الأمور ستزداد سوءا في لوس أنجلوس. أرسلوا القوات!"، مضيفا "أوقفوا الأشخاص المقنّعين الآن". ولفتت شرطة لوس أنجلوس على منصة إكس خلال الليل إلى أن وسط المدينة أُعلن منطقة ممنوعة التجمع. وحضّت المتظاهرين "على مغادرة وسط المدينة فورا". وأُعلنت كذلك منطقة سيفيك سنتر في حي الأعمال منطقة ممنوع التجمع فيها. وأظهرت لقطات جوية بثها التلفزيون سيارات شرطة وهي تسير في مواكب عبر شوارع مهجورة في وسط المدينة مع تمركز للشرطة عند التقاطعات. وأظهرت لقطات أخرى بعض المواجهات بين القوات الأمنية ومجموعات صغيرة من المتظاهرين. وبعد ظهر الأحد، اندلعت اشتباكات في لوس أنجلوس بين قوات الأمن ومحتجين على سياسة الهجرة التي ينتهجها ترامب الذي يؤكّد أنه مستعد لإرسال جنود إلى مدن أخرى من البلاد إذا لزم الأمر. وأغلق عشرات المتظاهرين طريقا سريعا في مدينة كاليفورنيا لأكثر من ساعة بعد ظهر الأحد، في مواجهة محتدمة مع الشرطة التي أوقفت متظاهرين واستخدمت الغاز المسيل للدموع، بما في ذلك ضد صحافيين، وفق ما أفاد مراسلو وكالة فرانس برس. وأصيبت صحافية أسترالية برصاص مطاط في ساقها أطلقته الشرطة في وسط المدينة، بحسب لقطات متداولة على وسائل التواصل الاجتماعي وقناة 9news التي تعمل فيها. وأُحرقت ثلاث سيارات على الأقل وتعرضت اثنتان للتخريب أثناء مرور متظاهرين في منطقة محظورة في وسط مدينة لوس أنجلوس. من جهتها، أعلنت شرطة سان فرانسيسكو أنها أوقفت حوالي 60 شخصا ليل الأحد خلال مواجهات مع محتجين. وكانت الاشتباكات لا تزال مستمرة ليل الأحد الاثنين بين عشرات المتظاهرين، وكثر منهم يضع أقنعة وأغطية للرأس، وقوات الأمن. وقالت شرطة لوس أنجلوس إن عناصر إنفاذ القانون أوقفوا 56 شخصا على الأقل في يومين، في حين أصيب ثلاثة عناصر بجروح طفيفة. وأمر ترامب بنشر ألفَي عنصر من الحرس الوطني لمحاولة احتواء هذه التظاهرات، واتهّم السلطات الديموقراطية في كاليفورنيا بعدم الكفاءة. ودعا حاكم ولاية كاليفورنيا غافين نيوسوم المتظاهرين إلى عدم الوقوع فيما قال إنه فخ نصبه الرئيس الجمهوري الذي يستغل الأزمة سياسيا في معقل ديموقراطي بشأن إحدى القضايا الرئيسية في سياسته وهي مكافحة الهجرة غير النظامية. وكتب على إكس "لا تقعوا في فخ ترامب. ترامب يريد الفوضى وحرّض على العنف". وأضاف "ابقوا هادئين. حافظوا على تركيزكم. لا تمنحوه العذر الذي يبحث عنه"، متوعدا بأن "كل من يعتدي على عناصر الأمن أو يُلحق أضرارا بالممتلكات يُعرّض نفسه لخطر التوقيف". وكتب نيوسوم في وقت سابق "لم تكن لدينا مشكلة حتى تدخل ترامب". من جهتها، دعت الصين مواطنيها في لوس أنجلوس إلى توخي الحذر. وأتى نشر الحرس الوطني بعد يومين من بدء احتجاجات سادتها اشتباكات وأعمال عنف في لوس أنجلوس، موطن عدد كبير من السكان ذوي الأصول الأمريكية اللاتينية، بعدما حاول سكان التدخل في مواجهة عمليات توقيف مهاجرين من جانب وكالة إنفاذ قوانين الهجرة والجمارك الفدرالية. وتتم الاستعانة عادة بالحرس الوطني (وهو جيش احتياطي) لدى وقوع كوارث طبيعية على غرار حرائق لوس أنجلوس، وأحيانا في حالات الاضطرابات المدنية، لكن ذلك يقترن إجمالا بموافقة المسؤولين المحليين. وأوضح الناشط الأمريكي كينيث روس الذي كان رئيسا لمنظمة هيومن رايتس ووتش، أنها المرة الأولى منذ العام 1965 التي ينشر فيها رئيس أمريكي الحرس الوطني من دون طلب من حاكم الولاية. وأعلنت الرئيسة المكسيكية كلاوديا شينباوم الأحد أنه تم توقيف مواطنين مكسيكيين خلال العمليات الأخيرة، داعية الولايات المتحدة إلى معاملتهم بكرامة. وقالت إن "المكسيكيين الذين يعيشون في الولايات المتحدة هم (...) رجال ونساء نزيهون ذهبوا للبحث عن حياة أفضل وتأمين حاجات عائلاتهم. هم ليسوا مجرمين". ومنذ توليه منصبه في يناير، شرع ترامب في تنفيذ تعهده اتخاذ إجراءات صارمة ضد دخول المهاجرين غير المسجلين الذين شبههم بـ"الوحوش" و"الحيوانات". وقالت امرأة هي ابنة مهاجرين، لوكالة فرانس برس رافضة كشف اسمها "علينا الدفاع عن شعبنا. لا يهم إذا تعرضنا للأذى، ولا يهم إذا استخدموا الغاز المسيل للدموع، كل ذلك لن يوقفنا. كل ما تبقى لنا هو صوتنا". ويثير الوجود العسكري على الأرض قلق جايسن غارسيا (39 عاما)، وهو من سكان لوس أنجلوس وجندي سابق، أكثر مما يطمئنه. وهو قال إنه يخشى من "تصعيد" الوضع. وقال توماس هينينغ وهو متظاهر "أعتقد أنه تكتيك ترهيبي" مضيفا "هذه الاحتجاجات سلمية. لا أحد يحاول إلحاق أي أذى في الوقت الراهن، مع ذلك فإن عناصر الحرس الوطني موجودون مع بنادق كبيرة حول المكان في محاولة لترهيب الأمريكيين من ممارسة حقوقنا التي يكفلها البند الأول" من الدستور.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store