logo
اختتام أنشطة الدورات الصيفية في عدد من مديريات عمران

اختتام أنشطة الدورات الصيفية في عدد من مديريات عمران

عمران - سبأ :
اختتمت في عدد من مديريات محافظة عمران اليوم، أنشطة الدورات الصيفية للعام 1446هـ.
ففي عزلة بني حجاج بمديرية عيال سريح منقطة عمد، نظمت مدرسة الشهيد محمد البرطي فعالية تكريمية للملتحقين بالمدرسة بحضور وكيل أول المحافظة عبدالعزيز أبو خرفشة ومسؤول التعبئة بالمحافظة سجاد حمزة وشخصيات اجتماعية.
تضمن برنامج الفعالية فقرات إنشادية وكلمات وتكريم تكريم الطلاب والمعلمين بشهادات تقديرية وجوائز عينية.
وفي الفعالية بارك وكيل أول المحافظة للطلاب اختتام الأنشطة الصيفية، بعد تزويدهم على مدى 45 يومًا معارف في حفظ كتاب الله عز وجل والثقافة القرآنية ومهارات متنوعة.
وأشار إلى أهمية الأنشطة الصيفية في تنمية وعي الطلاب وتحفيزهم على اكتساب العلم النافع والتسلح بالقيم والمبادئ القرآنية وتعزيز ارتباطهم بالله والمنهج المحمدي.
فيما أشار الناشط الثقافي أسامة المحطوري، إلى أهمية ما تلقاه الطلاب من معارف وعلوم خلال الدورات الصيفية.
ولفت إلى أن انزعاج الأعداء من الدورات الصيفية، يؤكد ثمارها في وعي الجيل القرآني بما يُحاك ضد الأمة من مؤامرات تستهدفها في دينها وعقيدتها وطمس هويتها، مشددًا على ضرورة أن يحافظ الطلاب على ما اكتسبوه من معارف وعلوم نافعة، وحمايتهم من مخاطر الحرب الناعمة.
ونوه المحطوري، بما تميزت به الدورات الصيفية من تفاعل ودعم مجتمعي، أسهمت في إعداد جيل متسلح بالعلم والمعرفة مواكب لقضايا الوطن والأمة.
وفي مديرية ثلاء عزلة خميس المعازيب، اختتمت بمركز الإمام الحسين ابن علي عليه السلام النموذجي، أنشطة الدورات الصيفية للعام 1446هـ بفعالية خطابية.
وأشادت كلمات الفعالية بالجهود الرسمية والمجتمعية التي دعم جهود القائمين على الدورات الصيفية لحماية الجيل وتحصينه من مخاطر الحرب الناعمة والثقافات الدخيلة.
تخللت الفعالية التي حضرها شخصيات اجتماعية وتربوية وأولياء الأمور، فقرات انشادية وشعرية، وتكريم المعلمين والطلاب.
الى ذلك اختتمت بمركز الفتح الموعود بعزلة شاكر، مديرية خارف اليوم أنشطة الدورات الصيفية للعام 1446هـ.
وفي الفعالية التي حضرها عضو مجلس الشورى زمام الدمني ومدير المديرية طارق صبر الأشموري، أشارت الكلمات إلى أن الدورات الصيفية ساهمت في تحصين الطلاب من الثقافات المغلوطة والعقائد الباطلة.
فيما عبرت كلمة الطلاب عن الامتنان لقيادة المديرية والمعلمين الذين بذلوا جهودًا في تعليمهم وتدريبهم وإكسابهم مهارات بدنية.
تخلل الفعالية فقرات إنشادية وشعرية، تم تكريم المعلمين والطلاب المتفوقين.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

نص الدرس الرابع لقائد الثورة من سلسلة دروس القصص القرآني
نص الدرس الرابع لقائد الثورة من سلسلة دروس القصص القرآني

وكالة الأنباء اليمنية

timeمنذ 37 دقائق

  • وكالة الأنباء اليمنية

نص الدرس الرابع لقائد الثورة من سلسلة دروس القصص القرآني

صنعاء -سبأ: نص الدرس الرابع من سلسلة دروس القصص القرآني، في شهر ذي الحجة المبارك، لقائد الثورة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي 6 ذو الحجة 1446هـ الموافق 2 يونيو 2025م. أَعُـوْذُ بِاللَّهِ مِنْ الشَّيْطَانِ الرَّجِيْمِ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيْمِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، وَأَشهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ المُبين، وَأشهَدُ أنَّ سَيِّدَنا مُحَمَّداً عَبدُهُ ورَسُوْلُهُ خَاتَمُ النَّبِيِّين. اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّد، وَبارِكْ عَلى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّد، كَمَا صَلَّيْتَ وَبَارَكْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَعَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ، وَارضَ اللَّهُمَّ بِرِضَاكَ عَنْ أَصْحَابِهِ الْأَخْيَارِ المُنتَجَبين، وَعَنْ سَائِرِ عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ وَالمُجَاهِدِين. الَّلهُمَّ اهْدِنَا، وَتَقَبَّل مِنَّا، إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ، وَتُبْ عَلَيْنَا، إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ. أيُّهَا الإِخْوَةُ وَالأَخَوَات: السَّـلامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ؛؛؛ في الآيات المباركة، في قصة نبي الله إبراهيم 'عَلَيْهِ السَّلَامُ' في القرآن الكريم، تحدثنا على ضوء الآيات المباركة من (سورة الأنبياء) وبعض السور الأخرى، ووصلنا إلى موضوع: هجرته 'عَلَيْهِ السَّلَامُ' من (بابل) في العراق، فهو ما بعد ما حدث من محاولة إحراقه، وظهور المعجزة العظيمة، والآية الكبيرة، وعدم انتفاعهم بها- بالنسبة لقومه- في أن تكون آيةً دافعةً لهم إلى الإيمان، والاتِّباع لرسالة الله 'سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى'، فالله 'سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى' أذن له في الهجرة؛ لأن استمرار بقائه بين قومه في العراق، معناه: أن تبقى الرسالة مجمَّدة؛ بينما بالإمكان أن يفتح الله له آفاقاً واسعة، يترتب عليها نتائج كبيرة، وهذا ما حدث من خلال هجرته، ومن خلال نشاطه الواسع، ومن خلال نشره لدين الله 'سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى' في مواطن أخرى، وكذلك إسكانه لأسرته، بعضاً منهم في مكة، وبعضاً منهم في الشام، وما ترتب على ذلك من نتائج ممتدَّة، وتمتد إلى قيام الساعة. فالله 'سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى' أذن له في الهجرة، فالهجرة- كما قلنا- ستفتح أمام هذه الرسالة الإلهية آفاقاً واسعة، وتفتح له هو 'عَلَيْهِ السَّلَامُ' آفاقاً واسعة من العمل المثمر، والنتائج المهمة، التي تتحقَّق بجهوده ومساعيه. هو قد أكمل مهمته فيما يتعلَّق بقومه، وأقام الحُجَّة لله عليهم بشكلٍ كامل؛ ولـذلك أعلن نيته وقراره في الهجرة، بناءً على إذن الله له: {وَقَالَ إِنِّي ذَاهِبٌ إِلَى رَبِّي سَيَهْدِينِ}[الصافات:99]، وفي آيةٍ أخرى أخبر الله عنه أنه قال: {وَقَالَ إِنِّي مُهَاجِرٌ إِلَى رَبِّي إِنَّهُ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ}[العنكبوت:26]، عادةً ما تتحدث الآيات المباركة عن مقامات متعدِّدة، أو مناسبات متعدِّدة، أو أحياناً في المقام الواحد تكرَّر فيه التأكيد على موضوع معيَّن، بصيغ متعدِّدة وجوانب متعدِّدة، والقرآن هو ترجم مضمون ما عبَّر به في لغته، بالنسبة لنبي الله إبراهيم 'عَلَيْهِ السَّلَامُ'. هو مُقَرِّرٌ أن يهاجر في سبيل الله تعالى، إلى حيث يختار الله له الموطن المناسب الذي يهاجر إليه، هذه مسألة تركها إلى هداية الله، {إِنِّي ذَاهِبٌ إِلَى رَبِّي سَيَهْدِينِ}[الصافات:99]، هو من سيختار لي حيث أذهب، وماذا أعمل، قد تكون بالنسبة للخيارات، في اختيار المنطقة المناسبة لأداء هذه المهمة الرسالية، مسألة صعبة، تحتاج إلى دِقَّة، فهو أوكل هذه المسألة إلى الله 'سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى'، وإلى هداية الله 'سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى'، وكذلك ما بعد ذلك من خطوات عملية، ومسيرة عملية… وغير ذلك من التفاصيل، هو معتمدٌ على هداية الله 'سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى'، وهذه النقطة تحدثنا عنها كثيراً، حتى في دروس شهر رمضان المبارك، في قصة نبي الله إبراهيم 'عَلَيْهِ السَّلَامُ'، كيف كان يعتمد كل الاعتماد على هداية الله في كل شيء. في قوله: {إِنِّي مُهَاجِرٌ إِلَى رَبِّي إِنَّهُ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ}[العنكبوت:26]، يُعَبِّر عن ثقته بالله 'سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى' برعايته؛ لأنه الربَّ الذي يتولَّى رعاية عبده في كل شؤون حياته، ومتطلبات حياته، وضروريات حياته؛ فهو يُعَبِّر عن ثقته بالله 'سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى'، وبرعاية الله الواسعة، وأن الله لن يتركه، بعد أن وصل في مستوى الخلاف بينه وبين قومه إلى مستوى المباينة، والبراءة، والمتاركة، والمفارقة، وحتى مع محيطه الأسري، وهو واثقٌ بأن الله 'سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى' لن يتركه من رعايته ابداً. الهجرة أيضاً لها اعتبارات متعدِّدة، فحينما قال هنا: {إِنَّهُ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ}[العنكبوت:26]، الهجرة لها أيضاً صلة بالعِزَّة، والعِزَّة مسألة أساسية في الانتماء الإيماني؛ ولهـذا قال الله 'جَلَّ شَأنُهُ' في القرآن الكريم: {وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ}[المنافقون:8]، فأن يبقى الإنسان الذي هو في الانتماء انتماؤه إيماني، أن يبقى- مثلاً- في بيئة هو في واقعه فيها مُستذل، مغلوبٌ على أمره، مقهور، لا يتمكَّن من أداء التزاماته الإيمانية، لا يستطيع ذلك؛ لأنه محارب، ومضطهد، وممنوع، ولا يمتلك مع رفاقٍ له ليكوِّنوا أُمَّةً مؤمنةً، تتمكَّن من القيام بالتزاماتها الإيمانية، وأداء مسؤولياتها الدينية؛ إنما هو في واقع الحال في حالة عجز، وحالة محاربة من جانب الآخرين من ذوي الكفر والباطل والشر، فهذه الحالة هي حالة غير مقبولة إيمانياً، يعني: ليس له أن يبقى في وضعية الإذلال، والعجز عن أداء مهامه والتزاماته الدينية والإيمانية في بيئةٍ كتلك، عليه أن يهاجر إلى حيث تتوفَّر بيئة وظروف يمكنه فيها أنيقوم بالتزاماته الإيمانية، وأن يستقيم على أساس انتمائه الإيماني. عندما تكون البيئة التي هو فيها بيئة معاصي لله 'سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى'، معاصي، معاصي فيما يُرغم على فعله من العصيان، وفيما يرغم على تركه من الواجبات والالتزامات الإيمانية والدينية؛ فلا يَسُوْغ له البقاء في تلك البيئة، عليه أن يهاجر، طالما أمكنته الهجرة إلى بيئة تتوفَّر له فيها الظروف الملائمة، للقيام بالتزاماته الإيمانية، والاستقامة على دينه. الواقع الإيماني قائمٌ على أساس أن يكون هناك تحرُّكٌ للمؤمنين ليكوِّنوا أُمَّةً مؤمنة، تتعاون فيما بينها على البر والتقوى؛ ولهـذا يذكر الله عن المؤمنين: {وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ}[التوبة:71]. المسيرة الإيمانية هي مسيرة جماعية، تقوم على أساس أُمَّة، تتوحَّد كلمتها على أساس دين الله، وهدي الله، وتعاليم الله، تتآخى في الإيمان، تتحرَّك على أساس التعاون على البر والتقوى، تنهض بالمسؤوليات الجماعية، من أمرٍ بمعروف، ونهيٍ عن منكر… وغير ذلك، إذا لم يتوفَّر هذا النصاب، لتكوين أُمَّة تنهض بهذه المسؤولية في مجتمعٍ معيَّن، وكانت الحالة فيها حالة فردية، الإنسان بمفرده يتَّجه الاتَّجاه الإيماني، فيرى نفسه عاجزاً أمام الواقع الذي هو فيه؛ لأنــه: إمَّا في مجتمعٍ سيء، اتِّجاهه اتِّجاه فاسد، اتِّجاه منحرف عن نهج الله، معادٍ للحق. وإمَّا أيضاً قد يكون مع المجتمع سلطة ظالمة، فاسدة، مجرمة، والمجتمع خانعٌ لها. والإنسان في الحالة الفردية يرى نفسه في حالة عجز، هذه الحالة الحل لها ما هو؟ الحل لها هو الهجرة، وتصبح الهجرة في مثل هذه الحالات التزاماً إيمانياً بنفسها، ومن ضمن المسؤوليات والواجبات التي على الإنسان، أن يتوكل على الله 'سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى' طالما هناك بيئة أخرى، أو منطقة أخرى، تتوفَّر فيها الظروف الملائمة أكثر للاستقامة، للالتزام الإيماني، للالتزام الديني… وهكذا. أيضاً في مثل هذه الحالة، بالنسبة لنبي الله إبراهيم 'عَلَيْهِ السَّلَامُ'، أصبحت السلطة التي تحكم المجتمع الذي هو فيه، وعلى رأسها الطاغوت المستكبر، الملك الكافر، الذي يدَّعي الربوبية والألوهية، والذي ذكر الله مُحَاجَّة إبراهيم له، ومُحَاجَّتَه لإبراهيم، تحدثنا عنها بالأمس، ثم انحراف المجتمع بنفسه، بكهنته، بالوجاهات العشائرية والزعماء من العشائر، الحالة في ذلك المجتمع: أنهم يعادون نبي الله إبراهيم، ويعادون رسالته، إلى أقصى حد في العداء، وصل بهم الحال أن حاولوا إحراقه بالنار حَيّاً، وأرادوا أن يُلحِقُوا به هذا المستوى من المعاقبة، التي هي أشد عقوبة عندهم، فهو في بيئة معادية، وليس فقط بيئة لا تتقبَّل الرسالة الإلهية، حتى بعد أن وضحت لها الدلائل الكافية، والمعجزات والبراهين؛ إنما مع كثرها، وعدم استجابتها، هي بيئة معادية لأشد مستوى من العداء، وتستهدفه في حياته؛ استهدافاً للرسالة الإلهية بنفسها، من أجل هذه الرسالة التي أتى بها من عند الله 'سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى'؛ ولهـذا كان من الواضح أن استمراره بينهم معناه: أنه سيواجه المزيد من مكائدهم، من مؤامراتهم، من مساعيهم العدوانية لاستهدافه من جديد، فكانت الهجرة بالنسبة له- بإذنٍ من الله 'سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى' أيضاً، وفي اطار تدبير الله لشأنه- كانت أيضاً نجاةً له؛ ولـذلك يقول الله 'سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى': {وَنَجَّيْنَاهُ وَلُوطًا إِلَى الْأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا لِلْعَالَمِينَ}[الأنبياء:71]؛ لأن لوطاً أيضاً هو مُعَرَّض لنفس الخطر والتهديد على حياته، ومضطهد أيضاً، يعني: إذا بقي، يواجه نفس المشكلة من الاضطهاد، من المحاربة، من المؤامرة على حياته، فهو يعيش نفس الأجواء. من الواضح أن لوطاً وقف مع نبي الله إبراهيم 'عَلَيْهِ السَّلَامُ' ما بعد قصة محاولة الإحراق، ليس فقط موقف المؤمن المُصَدِّق؛ وإنما موقف المؤيِّد والمعاون؛ ولهـذا أتى في التعبير القرآني: {فَآمَنَ لَهُ لُوطٌ}[العنكبوت:26]، (آمَنَ لَهُ)، فهو وقف معه، هو مؤمنٌ به، ولكن ما بعد محاولة الإحراق وقف أيضاً في موقف مناصرة، ومعاونة، ومؤازرة، وكان في موقفٍ واضحٍ معه، فكان مهاجراً معه. لوط هو من أقارب نبي الله إبراهيم 'عَلَيْهِ السَّلَامُ'، مع اختلاف كبير بين المؤرخين عن هذه القرابة ما هي؟ البعض قالوا أنه: [ابن أخيه]، البعض قالوا: [ابن أخته]، البعض قالوا: [ابن خالته]، البعض قالوا: [ابن عمه]، البعض… اختلافات كبيرة، لكن لا شك أنَّه كان من أقاربه، فهاجر معه. الله 'سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى' اختار لنبيه إبراهيم 'عَلَيْهِ السَّلَامُ' أن تكون هجرته إلى الأرض التي- كما قال الله عنها: {بَارَكْنَا فِيهَا لِلْعَالَمِينَ}[الأنبياء:71]– بارك الله فيها البركات الواسعة، وهي بلاد الشام، بلاد الشام، يتَّضح ذلك أيضاً من (سورة الإسراء)، ومن آيات أخرى أيضاً. فالله 'سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى' بارك في بلاد الشام منذ زمنٍ مُبَكِّر، في تلك المراحل المتقدِّمة، وعلى مدى زمنٍ طويل، جعل فيها البركات الواسعة، في مقدِّمة هذه البركات، ومن أهمها، والدرجة الأولى أهميةً من هذه البركات هي: بركات الدين، بلاد الشام كانت موطناً لعددٍ لا بأس به من الرسل، والأنبياء، والمؤمنين، على مدى زمنٍ طويل، وهم ينشرون دين الله، ورسالة الله، ويعملون على هداية الناس بهدى الله 'سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى'، فلمَّا كانت موطناً للرسالة الإلهية، وعاش فيها الكثير من الرسل والأنبياء في حياتهم، وما في حياتهم من البركات، وما في وجودهم فيها، في إطار أدائهم لمهامهم العظيمة والمقدَّسة والمباركة، مع المؤمنين معهم، وبهم، ومع أنصارهم، ما كان مع ذلك من البركات الواسعة، فالبركات الدينية هي أهم البركات، وهي التي تتفرَّع عنها أيضاً بقية البركات في حياة الناس، في مختلف شؤون الحياة، في ظروفهم المعيشية، وسائر شؤون حياتهم. وامتدَّت هذه البركات (في بلاد الشام) إلى ما جعل الله في تلك البلاد نفسها من بركات الدنيا، التي هي امتدادٌ لهذه البركات: في صلاحيتها العالية للزراعة. في ما فيها أيضاً في مجال الزراعة من النباتات المميَّزة، ومنها: شجرة الزيتون… وغيرها من النباتات المباركة. وكذلك ما فيها من صلاحية عالية جدًّا لتربية الثروة الحيوانية: الماشية (المواشي)… وغير ذلك: أجواؤها، بيئتها، ظروفها، مميَّزة في صلاحيتها العالية لحياة الناس، وتوفُّر متطلبات حياتهم فيها على نحوٍ واسعٍ وميسور. فهذا كله من البركات التي جعلها الله فيها. الهجرة أيضاً إلى بلاد الشام تهيَّأت فيها ظروف جديدة لنبي الله إبراهيم 'عَلَيْهِ السَّلَامُ'، مختلفة عمَّا عليه الحال في (بابل)؛ لأن بلاد العراق كان يحكمها (النمرود) طاغية، طاغوت، مستكبر، متكبر وظالم، ولكن لا يمتد حكمه وسلطته، وسيطرته لا تمتد إلى بلاد الشام، كانت متحرِّرة من سيطرته. كما يظهر من المؤرِّخين، وفي كتب التاريخ، ومن بعض الآثار، أنَّ أبرز احتمال عن الوضع السياسي لبلاد الشام في تلك المرحلة: أنها كانت تخضع لسيطرة المصريين (ملوك مصر)، كانت تمتد سيطرتهم من مصر إلى الشام. في تلك الآونة، الظروف، والأجواء، والبيئة المتاحة في بلاد الشام، قد لا تكون السيطرة المصرية عليها شديدة، أو لم تكن قد استحكمت عليها، كانت الظروف فيها مهيَّأة لأن يتحرَّك فيها نبي الله إبراهيم 'عَلَيْهِ السَّلَامُ' برسالة الله، بالدعوة إلى الله، من دون مضايقة ومحاربة واضطهاد، أو مساعٍ لاستهداف حياتهم، أو منع له، وهذا أفق مهم للرسالة. ولـذلك حتى في سيرة الأنبياء 'عَلَيْهِمُ السَّلَامُ'، هناك الكثير من الرسل والأنبياء ممن هاجروا، هاجروا وبعد هجرتهم فتح الله لهم آفاقاً جديدة لإقامة دين الله، لنشر رسالة الله، لهداية عباد الله، وانتقلوا إلى مجتمعات أكثر رشداً، وأكثر زكاءً، وأكثر تقبُّلاً لهدى الله ولرسالته ودينه، ذلك ما حدث حتى لرسول الله محمد 'صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ'، كان لهجرته من مكة إلى المدينة أهمية كبيرة جدًّا، وفتح أفق جديد لانتشار الإسلام، وإقامة الأُمَّة الإسلامية والدين الإسلامي، وانتصار أمر الإسلام، وما ترتب على ذلك، كانت ميلاداً للأُمَّة الإسلامية امتدَّت بركاته وتمتد إلى آخر أيام الدنيا. استقر حال نبي الله إبراهيم 'عَلَيْهِ السَّلَامُ' بعدما وصل إلى الشام في (فلسطين)، وفي فلسطين فيما يعرف الآن بـ (الخليل)، منطقة الخليل هي سُمِّيت باسمه، باسم نبي الله إبراهيم (الخليل)؛ لأن من أوصافه المعروف بها: (خليل الرحمن)، فَسُمِّيَت باسمه، المنطقة تلك استقر فيها نبي الله إبراهيم 'عَلَيْهِ السَّلَامُ'، واستقر فيها حاله، في نشاطه التبليغي، وعمله على هداية الناس، وفي الاستقرار لحياته، حيث أنَّ الله 'سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى' أيضاً بارك له في رزقه، وفي شؤون حياته، يسَّر له شؤونه المعيشية في تلك البقعة، فاستقرَّت أوضاعه المعيشية، وبارك الله له أيضاً في رزقه، وفي ممتلكاته من الماشية، كان لديه عدد لا بأس به من الأبقار، يعني: في بعض الآثار، والروايات، والأخبار: المئات من الأبقار، إضافةً إلى الزراعة، فالله يَسَّر له كل شؤون حياته، وهذا مما وعد الله به المهاجرين في سبيله: {وَمَنْ يُهَاجِرْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يَجِدْ فِي الْأَرْضِ مُرَاغَمًا كَثِيرًا وَسَعَةً}[النساء:100]؛ لأن من يهاجر في سبيل الله قد يكون من الهواجس ومشاعر القلق التي تنتابه، هو: مستقبله المعيشي، حينما يهاجر إلى بلد آخر ليس لديه فيه ممتلكات، ولا إمكانات اقتصادية؛ لكن حينما تكن المسألة من أجل الله، وفي سبيل الله، وتقتضيها الحالة الدينية، يقتضيها الالتزام الإيماني؛ فالله 'سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى' يهيِّئ هو سَعَةً في حياة الإنسان، يُسراً في أموره، وكذلك بركةً في رزقه ومعيشته… وهكذا، فأوضاعه المعيشية مع ظروف التبليغ، وظروف النشاط العملي، وأداء مهامه المقدَّسة في تبليغ رسالة الله 'سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى'، تيسَّرت له في هذا المجتمع، وفي هذه المنطقة، بخلاف ما كان عليه حاله في العراق في (بابل)، كان يواجه المشاكل حتى مع محيطه الأسري، مع قومه، المشاكل الكبيرة، والأوضاع المختلفة تماماً. في ظل ذلك الاستقرار، كان أيضاً يرغب بأن يرزقه الله 'سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى' الذُّرِّيَّة الطَّيِّبَة، التي تكون امتداداً له: في حمل دين الله. في الالتزام بنهج الله 'سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى'. في الاستقامة على هدى الله 'جَلَّ شَأنُهُ'. في العمل على هداية الناس. فهو يرغب في كيف تتوسَّع دائرة المؤمنين، ويرغب أن يكون له ذُرِّيَّة طَيِّبَة، وَذُرِّيَّة صالحة؛ تُعينه في أداء هذا الدور، وتلتزم معه على النهج الإيماني في طاعة الله 'سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى'، والعبادة لله 'سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى'. كانت زوجته (سارة) عقيماً، لم تلد؛ ولـذلك فقد تزوَّج زوجةً أخرى هي (هاجر)، ودعا الله 'سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى': {رَبِّ هَبْ لِي مِنَ الصَّالِحِينَ}[الصافات:100]، يقول الله 'سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى': {فَبَشَّرْنَاهُ بِغُلَامٍ حَلِيمٍ}[الصافات:101]، هو يريد ذُرِّيَّةً طَيِّبَة. أشمل عنوان (عنوان كامل) لما تريده في ولدك، إذا أردته أن يكون ولداً متكاملاً في المواصفات، التي هي مواصفات كمال، كمال في إنسانيته، في أخلاقه، في قيمه، في رشده، العنوان الذي يجمع كل ما تفرَّق من المواصفات المهمة والطيِّبة، هو: عنوان الصلاح؛ ولهـذا قال: {رَبِّ هَبْ لِي مِنَ الصَّالِحِينَ}[الصافات:100]، إذا كان ولداً صالحاً، يعني: أن يكون راشداً. أن يكون زاكي النفس. أن تتكامل أوصافه وكمالاته الإنسانية، والإيمانية، والأخلاقية. فهو العنوان الذي يجمع كل ما تفرَّق من الصفات الإيجابية والمهمة والراقية، التي تريدها في ولدك، عندما يكون الإنسان إنساناً صالحاً، يريد أن يكون ولده أيضاً صالحاً. {فَبَشَّرْنَاهُ بِغُلَامٍ حَلِيمٍ}[الصافات:101]، أتته البشارة من الله 'سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى'، بالاستجابة لدعائه، وأنَّ الله سيرزقه ولداً صالحاً، كما طلب من الله وسأل، ويتميِّز مع الصلاح، في خِلَالِ الصلاح، وصفات الصلاح، بميزة معيَّنة من بين مواصفاته كلها، هو ولدٌ صالح، تتكامل فيه كل مواصفات الصلاح، ولكن مع ذلك يتميَّز بميزة هي: الحلم. الحلم هو من أهم المواصفات الأخلاقية الراقية، عندما نأتي إلى مكارم الأخلاق، فالحلم من أهمها، ومن أهم المواصفات القيادية، للإنسان الذي يمكن أن يكون له دورٌ رائدٌ في الحياة، يُصلح في واقع الناس، في واقع المجتمع، يُغَيِّر إلى الأفضل، يترك الأثر الإيجابي في الحياة، فهو من جانب: من المواصفات المهمة في مكارم الأخلاق، والصفات الطيِّبة والإيجابية؛ وهو على مستوى الأداء القيادي، ومؤهلات القيادة للمجتمع، والدور المؤثِّر في المجتمع، هو من أهم المواصفات. الحلـــم، في شرحه، وتعريفه، والحديث عن مدلول هذه المفردة المهمة، يشمل جوانب متعددة: هو يشمل التوازن الفكري، والنفسي، والسلوكي لدى الإنسان، الذي يتجلَّى بشكلٍ كبير حتى في حالة الغضب، والظروف المستفزة جدًّا للإنسان، في موارد الغضب والاستفزاز، وكذلك في حالة الرضا؛ فالإنسان الحليم هو إنسانٌ في تكامله، وسيطرته على نفسه، ومستوى انضباطه، ورشده، وتماسكه، يبقى متعاملاً على أساس القيم والأخلاق في مختلف الأحوال: فلا غضبه، وانفعاله، وما يستفزه، يدفعه إلى أن يتجاوز الأخلاق والقيم؛ فيتعامل بطيش، وجبروت، وظلم، وإساءة، وتجاوز للياقة والأخلاق. ولا حالة الرضا، وانشراح الصدر، والارتياح والانبساط، تخرجه إلى حالة السفه، والعبث، والدناءة، والتصرفات غير الموزونة، غير المضبوطة بضابط الأخلاق، وضابط القيم. ولذلك فالحلم- فعلاً– صفة مهمة جدًّا؛ لأنها تعني: أنَّ الإنسان لا يخضع في تصرفاته، وأعماله، ومواقفه، للحالة الغريزة لدى نفسه: حالة الغضب والانفعال، أو حالة الانبساط، والانشراح (انشراح الصدر)، والارتياح، والرضا؛ بل يحكم حالة الغضب، والانفعال، والاستفزاز؛ وحالة الرضا، والانبساط، والارتياح؛ يحكمها جميعاً بأخلاقه، بقيمه، بدينه، ويبقى فيها ملتزماً، ملتزماً بتعليمات الله 'سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى'، متحلياً بمكارم الأخلاق، لا يخرج عنها، ولا يتجاوزها. وهي من أهم المواصفات (صفة الحلم) التي وصف الله بها نبيه إبراهيم 'عَلَيْهِ السَّلَامُ'، {إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لَحَلِيمٌ أَوَّاهٌ مُنِيبٌ}[هود:75]، {لَحَلِيمٌ} بالتأكيد، {إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لَحَلِيمٌ}[هود:75]، وصفه الله بها مع صيغة التأكيد، التي تؤكِّد اتِّصافه بهذه الصفة على أرقى مستوى، على مستوى راقٍ جدًّا؛ لأن مختلف المواصفات بأنواعها يتفاضل الناس فيها، يتفاضلون في مستوى تحلِّيهم بها، والتزامهم بها، فنبي الله إبراهيم كان على درجة عالية جدًّا. نبي الله إسماعيل 'عَلَيْهِ السَّلَامُ' كذلك، وهو نبي من أنبياء الله إسماعيل 'عَلَيْهِ السَّلَامُ'، وسيأتي الحديث عن ذلك- إن شاء الله- في المحاضرات القادمة، والدروس القادمة. فالله بشَّره بغلامٍ حليم، يعني: مثل أبيه، يشابهه بهذه الصفة المميَّزة، مع بقية مواصفات مكارم الأخلاق، والمواصفات الكمالية المهمة. سيأتي الحديث عن قصة نبي الله إبراهيم 'عَلَيْهِ السَّلَامُ' في المحاضرات القادمة إن شاء الله. نبي الله إبراهيم 'عَلَيْهِ السَّلَامُ' هو نقل هذا الفرع من أسرته: إسماعيل، وكذلك معه أُمَّهُ هاجر، بأمرٍ من الله 'سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى'، ولهدفٍ عظيمٍ ومقدَّسٍ، إلى مكة، ومع أنَّ نبي الله إبراهيم 'عَلَيْهِ السَّلَامُ' هو ذهب إلى مكة لمرَّات متعدِّدة، بقي فيها أيضاً لفترات معيَّنة زمنية، إلَّا أنَّ مُسْتَقَرَّهُ كان في الشام، المستقر في أغلب وقته كان في الشام، كان يذهب إلى مكة: ذهب لأداء الحج. ذهب لتأسيس البيت قبل ذلك. ذهب ما قبل ذلك أيضاً بهذا الفرع من أسرته؛ ليستقر هناك…إلخ. وهي محطات– إن شاء الله- سنتحدث عنها أيضاً في المحاضرات القادمة إن شاء الله. نَسْألُ اللَّهَ 'سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى' أَنْ يُوَفِّقَنَا وَإِيَّاكُم لِمَا يُرْضِيه عَنَّا، وَأَنْ يَرْحَمَ شُهْدَاءَنَا الأَبْرَار، وَأَنْ يَشْفِيَ جَرْحَانَا، وَأَنْ يُفَرِّجَ عَنْ أَسْرَانَا، وَأَنْ يَنْصُرَنَا بِنَصْرِه، إِنَّهُ سَمِيْعُ الدُّعَاء. وَالسَّلامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ؛؛؛

العشر الأول من ذي الحجة فضائل وأعمال
العشر الأول من ذي الحجة فضائل وأعمال

26 سبتمبر نيت

timeمنذ 2 ساعات

  • 26 سبتمبر نيت

العشر الأول من ذي الحجة فضائل وأعمال

القاضي الدكتور حسن حسين الرصابي/ أيام العشر من ذي الحجة أيام مباركة وهي بالفعل من أفضل أيام الدنيا وهي رحلة إيمانية إلى الله ففيها زهور القربات وثمار الطاعات، وامة الاسلام تستعد لاستقبال عيد الأضحى المبارك بمظاهر الفرح والبهجة من تجهيز الأضاحي والملابس الجديدة وجعالة العيد والحلوى والمكسرات، ومن الطبيعي أن يفكر البعض في الترفيه عن النفس، والأولاد بالسياحة والسفر للمناطق التي تتوفر فيها وسائل الترفيه، والمتعة والمناظر الجميلة الخلابة. لكن نتساءل عن وضع بالغ الأهمية يلامس لب ديننا وقيمنا الإنسانية في خضم هذه الأجواء الاحتفالية، لا يمكننا أن نغفل ما يحدث لإخواننا المنكوبين في غزة إن التعاطف، والتكافل والتراحم ليست مجرد كلمات، بل هي من صميم ديننا الإسلامي الحنيف. لقد حثنا الدين الاسلامي لنكون كالجسد الواحد ، إذا أشتكى عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى، وفي هذه الأيام المباركة حيث تتضاعف الأجور وتستجاب الدعوات يكون واجبنا تجاه إخواننا في فلسطين أشد والزم. إن الإسلام الصحيح، والإنسانية الحقة يقتضيان منا أن نمد العون والمساعدة لكل محتاج وأن نشعر بآلام المتضررين، وان نسعى بكل ما أو تينا من قوة للتخفيف عنهم سواء كان ذلك بالدعاء لهم أو بالتبرع بما نستطيع وبالمواقف الضاغطة على حكام المسلمين لتغيير المواقف والضغط على الدول الصديقة التي لها مصالح وتربطنا بها علاقات اقتصادية، ودبلوماسية ومصالح على التحرك الجاد لإجبار إسرائيل على إيقاف الحرب والسماح بتدفق المساعدات الإنسانية دون عراقيل .. كما يجب علينا نشر الوعي حول ما يجري من جرائم حرب ومذابح وحصار في قطاع غزة من لم يقتل بآلت الحرب الإسرائيلية يقتل بالتجويع والعطش والأوبئة .. دعونا لا نجعل بهجة العيد تنسينا آلام الأخرين, بل نجعل من هذه المناسبة فرصة لتجديد عهدنا بالتراحم والتكافل , ولنكن عوناً وسنداً لإخواننا في غزة وفي كل مكان فالعيد الحقيقي هو الذي تشمل فرحته الجميع والذي تنعكس فيه قيمنا الدينية والإنسانية في أبهى صورها. غزة الجائعة وموائد الترف الفجوة الصارخة والمفارقة المؤلمة تكمن في أن الجوع يفتك بأهل غزة بينما تعقد موائد في قصور الترفيه، والترف العربية تفيض بأصناف الطعام الفاخرة حتى أن بعضها يشكو من التخمة ومن تكدس الأغذية هذا المشهد لا يعكس فقط سوء توزيع الثروات، بل يشير إلى غياب الحس الإنساني والتضامن مع اخوة الدين والعروبة الذين يعيشون كارثة إنسانية غير مسبوقة. إن التخاذل العربي تجاه معاناة غزة لا سيما في ما يتعلق بالجوع هو وصمة عار على جبين قادة الأمة الذي جعل الكثير يشعرون بالغضب والألم لرؤية الأوضاع المأسوية في غزة ومواقف القادة العرب التي هي دون المستوى المطلوب. نداء إلى أصحاب الأجسام المتورمة والبطون المنتفخة تنتشر صور الترف والنعيم في قنواتنا العربية ، حيث تُعرض أجساد أضناها التخمة وبطون انتفخت من كثرة الملذات في الوقت الذي تخصص فيه هذه القنوات الملونة والرمادية ساعات طويلة من برامجها لمناقشة أمراض البدانة والتخمة، والتخييس ورغبة الأعراب رجالهم والنساء لخفض أوزانهم المتورمة .. فيما برامج فن الطبخ تجري دون توقف حول آخر الطبخات، وطرائف تقديم الغذاء الذي يمكنه أن يجذب نفوس المترفين والأغنياء والمتسلقين من أبناء مجتمعاتنا، العروبية المدفونة في حفلات الترف والملذات والموائد المفتوحة بينما يتضور أهل غزة جوعًا، أطفالهم وشيوخهم على حدة سواء كل هذا يجري بياناً جهاراً عياناً وعلى شاشات التلفزة في أرجاء الوطن العربي الموبوء بالمتخمين، والقطط السمان.. إنها مفارقة مؤلمة وتناقض صارخ يدمي القلب فبينما يعيش البعض في بحبوحة ونعيم، يعيش أخرون على شفا المجاعة ينهش الجوع أجسادهم ويفتك بأرواحهم ألا يكفي هذا المشهد المأساوي لإيقاظ الضمائر وتحريك القلوب يا أمة الضاد؟ إن أقل ما يمكن فعله هو أن نشعر بالخجل ، وأن ندرك حجم المسؤولية الملقاة على عواتقنا ففي الوقت الذي نتحدث فيه عن التخمة يموت إخواننا من الجوع في غزة قليل من الحياء وبعضٌ من الإنسانية قد تحدث فرقاً كبيرًا في حياة هؤلاء المتضورين جوعًا أيها الأعراب أنتم واقعين بالتأكيد تحت تأثير بث قنوات تعليم الطبخ فهي تساهم في هذا الإفراط بدلاً من التركيز على الأكل الصحي فرسول الأمة عليه الصلاة والسلام يقول "بحسب بن آدم لقيمات يقومن صلبه.. " تعلموا ماهي النتائج السلبية للسمنة وطرق الوقاية منها وكيفية تعزيز الوعي الصحي فأنا هنا ناصح أمين .

من صلى يومها بجانب الرئيس؟ وهو يُخفي فتيل الانفجار في قلبه؟
من صلى يومها بجانب الرئيس؟ وهو يُخفي فتيل الانفجار في قلبه؟

اليمن الآن

timeمنذ 3 ساعات

  • اليمن الآن

من صلى يومها بجانب الرئيس؟ وهو يُخفي فتيل الانفجار في قلبه؟

من صلى يومها بجانب الرئيس؟ وهو يُخفي فتيل الانفجار في قلبه؟ قبل 7 دقيقة في الـ3 من يونيو من العام 2011م ، تحديداً في يوم جمعة حزينة، كانت السماء فوق صنعاء تبدو ثقيلة كأنها تعرف ما سيحدث، كانت الأرض اليمنية حينها ترتجف كأنها تتهيأ لاستقبال أول جريمة إرهابية في تاريخ الإسلام بهذه البشاعة. في ظهيرة كانت الشمس فيها تترنح فوق رؤوس الجبال كأنها تستعد للمغيب باكراً، جلستُ إلى جوار والدي وبعض من مشايخ ووجهاء المخلاف في مقيلٍ تقليدي، حيث الدخان يتصاعد من نوافذ الوقت، والمجالس مشدودة بحبال القات وأحاديث الذاكرة، لم يكن في الجو ما ينذر بالزلزال، سوى ذلك السكون المريب الذي يسبق الكارثة حين تُضمر السماء نواياها ولا تُفصح، ثم جاء الخبر كمن يقتلع جداراً من الروح، جريمة إرهابية تُسفك فيها الأرواح عبثاً، هبط علينا الخبر كنكبة وجودية، جريمة جديدة في تاريخ اليمن قديمة في جذورها، المؤلم في الأمر أننا كنا نتابع الأخبار عبر قنوات تتبع جماعة الإخوان والحوثي، وكنا نشاهد الجريمة بصوتهم كما لو أنها بياناً انتصارياً، لم يتعلثم مذيعي الأخبار من هول الجريمة، لم تخنقهم العبرة من فضاعة وبشاعة الجريمة، بل نقلوا الخبر كمن يذيع بلاغ فتح مبين، كم يزف خبر مولوداً إيديولوجياً في حضن وطن مذبوح، لم استطع تمالك نفسي من الغضب، صرخت شاتماً دون أن أُدرك بوجود كل من حولي، كان الجميع في حالة صمت، حينها أدركت بأن هذا الدم المسفوك سيكون بمثابة البيان الأول لحقبة كلها حروب وصراعات لا تنتهي. في مسجد دار الرئاسة حيث يُفترض أن يُرفع الدعاء لا أن تُزرع القنابل، اجتمعت قلوب مسؤولي الدولة على طُهر الصلاة، فافترشت نوايا الخير لتجنيب الوطن ويلات الحروب والانقسام، لكن شياطين الإخوان المسلمين ( حزب الإصلاح) كانت قد تسللت بثوب الإخوة إلى عقر بيت الله مدججة بالقنابل والصواريخ والمخططات. لم يُفجر المسجد فقط، بل تفجرت معه صورة الشعارات السلمية التي تشدقت بها قوى الإرهاب والتطرف، لم يسأل أحد لماذا يُستهدف رأس الدولة داخل مسجد دار الرئاسة؟ وماذا يعني أن تُمزق هيبة الدولة في رحم بيت من بيوت الله؟ إنها ليست مؤامرة فقط، بقدر ماهي جريمة إرهابية مكتملة الأركان. لم يكن ما حدث مجرد تفجير، بقدر ما كان تجلياً فاقعاً لأحقاد أُعدت ودُبرت بليل، جماعات دينية متطرفة لبست عباءة الدين وتوضأت بالدم، ففي لحظة واحدة تهاوى سقف المسجد على أجساد قادة دولة، وكأن الدولة نفسها سقطت في السجود الأخير. لقد أرادت جماعة الإخوان برفقة حلفائها الحوثيين أن تبدأ عهدها الجديد بصلاة ملطخة بدماء الأبرياء من قادة الدولة، تفجير في دار الرئاسة لا في جبهة قتال، بل في بيت من بيوت الله، وأثناء ركوع قادة الدولة بين يدي الله، أي إثم هذا؟ وأي رسالة أرادوا إيصالها؟ كان الرئيس علي عبدالله صالح حاضراً بجسده، غائباً عن المؤامرة التي حيكت خلف الستار، أرادوا أن تكون النهاية دموية، تليق ببداية مشروعهم الكبير في اقتسام اليمن كما تُقتسم الولائم، لكن ما حدث تباعاً كان أكبر مما خططوا له، بلاد سُرقت، وملايين هُجروا، ومن خطط وفجر ونفذ فر هارباً كفأر جريح تحت جنح ظلام حالك. أراد الإخوان دولة ينهشونها من الداخل باسم الشرعية، والحوثي كان يعد عدته من صعدة للحظة سقوط رأس البلاد ليملأ الفراغ ويعيد اليمن للعصور الغابرة كما هو الحال اليوم. كلاهما وإن بدا في الظاهر عدوين، إلا أنهما اشتركا في تلك اللحظة، لحظة تفجير دار الرئاسة، التي لم تكن فقط استهدافاً للشهيد صالح ورفاقه، بل استهدافاً لوطن ولمقدرات 33 عام، وإسقاط هيبة الحكم من منبر المسجد، ومن ثم إعلان ولادة يمن جديد مشوه الملامح، تحكمه الخرافة وتسيره الكراهية. هكذا تُغتال الدول، ليس برصاصة في الرأس، بل بقنبلة في قلب الصلاة، وبخيانة في محراب البيت، وبصمت من يدعون الطهارة. لقد كانت تلك الجمعة إعلاناً غير مكتوب لانتهاء التعايش السياسي في اليمن، وبداية عهد الكراهية الشاملة، من هنا بدأ المسلسل الدموي، مسلسل الحروب، والإنقسامات، مسلسل انهيار الدولة وجرف كل مقدراتها ومنجزاتها، فالغدر والجريمة لم يكن مجرد نهاية فصل، بل بداية انفجار قصة بأكملها مازلنا نعيش تفاصيلها لليوم. ولذا فإن إن جريمة دار الرئاسة لم تكن فقط جريمة اغتيال جسدي، بل اغتيال أخلاقي، ووطني، حيث أنها كانت بمثابة نقطة التحول التي كشفت كيف يمكن للسياسة أن تهوي بالدين إلى أداة قتل، وكيف يمكن للخصومة أن تُحول الوطن إلى ساحة قتال بلا قيم. ختاماً: ما زال السؤال قائماً يطارد من بقى؟ من صلى يومها بجانب الرئيس، وهو يُخفي فتيل الانفجار في قلبه؟

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store