
مهرجان الفجيرة للمونودراما يستعرض تجارب مسرحية
تضمنت أنشطة اليوم الأول للدورة الحادية عشرة من مهرجان الفجيرة الدولي للمونودراما جلسة نقاشية حول «دور المسرح في عالم متغير، والتبادل الفني، وأثر المبادرات المسرحية في المجتمعات». شارك في الندوة التي أقيمت ضمن سلسلة «فعاليات فكرية»، نخبة من الفنانين والممارسين المسرحيين الدوليين، بإشراف الفنان العالمي ليمي بونيفاسو، سفير المسرح للهيئة الدولية للمسرح، مؤسس فرقة ماو، ومؤلف رسالة اليوم العالمي للرقص.
في مستهل الجلسة، قدم بونيفاسو تأطيراً فكرياً للمحاور المطروحة، مؤكداً أن المسرح في عالم اليوم لم يعد ترفاً فنياً، بل ضرورة إنسانية، ومساحة حيوية لإنتاج المعنى ومواجهة الفوضى.
وشدد على أهمية تبادل الخبرات المسرحية عالمياً، ودور الفن في التغيير والبناء، لا سيما في سياقات الصراع والاضطراب.
البلجيكي جان جوسينس، المدير السابق لمهرجان مرسيليا، أثار سؤالاً حول كيفية تطوير الثقافة مسرحياً على المستويين المحلي والعالمي، متناولاً تحديات نقل التجربة المسرحية الغربية، من دون أن تفقد هويتها، إلى السياقات العربية.
دعا جوسينس إلى بناء «مدينة الأحلام المسرحية» التي تنمو فيها المهارات وتتلاقى فيها الأفكار، مشدداً على أهمية التجديد الفكري والتربوي للفنان.
من الصين، قّّدم الكاتب والمخرج لوهاي تشين مداخلة شاملة حول تاريخ الثقافة المسرحية الصينية ودور الدولة في دعم الفنون، مؤكداً أن المسرح الصيني يعد من أكثر المسارح احترافية على مستوى العالم.
وأشار إلى أن المونودراما تعود في الصين إلى أكثر من 2000 عام، لافتاً إلى حرص بلاده على تعزيز التواصل الحضاري والثقافي مع العالم. واعتبر أن «التخيل في الدراما يمنح أقوى أشكال التواصل بين الشعوب»، وهو ما يُكسب المسرح رسالته الكبرى في عالم اليوم.
وتحدث الفنان والراقص فوستين لينييكوال من الكونغو الديمقراطية عن المستقبل كقيمة مركزية في المسرح، مشيراً إلى أن نضجه المسرحي كان في أوروبا، لكنه ظل يحمل حلم التغيير إلى بلده. قال: «معرفتنا بالمستقبل تعني وعينا بالواقع، وكلنا مسؤولون عن التغيير».
واستعرض كيف أن المسرح في بلده كان وسيلة للنجاة من الحروب، وخلق الإيمان الجماعي بقدرة الفن على إعادة تشكيل الحياة.
واستعاد المخرج الإيطالي أليشيو ناردين تجربة وفاة أحد الحاضرين أثناء عرض مسرحي، وقال بتأثر: «المسرح ُصنع ليصنع الحياة لا الموت». وأكد أن دراسته في الأكاديمية الإيطالية منحته المفاتيح الأولى لعوالم المسرح، قبل أن يخوض تجارب في روسيا والبرازيل. واعتبر ناردين أن المسرح سؤال وجودي دائم ومحاولة لصناعة مدينة فاضلة على الخشبة.
غذاء الروح
من لبنان، شاركت الفنانة مايا زبيب، مؤلفة رسالة اليوم العالمي للمسرح، وشريكة مؤسسة لمسرح زقاق، مشددة على أن الثقافة والفن هما غذاء الروح. وتحدثت عن علاقتها بمدينة بيروت، والحرب التي عاشتها، وعن أهمية خلق مساحات حرة من الإبداع والمسرح التجريبي، كما فعلت في تأسيس مسرح زقاق. واعتبرت أن الانفتاح الثقافي والتواصل بين المسرحيين في العالم ضرورة ملحة لبناء حوار فني مستدام وعابر للحدود.
من تونس، قدم الفنان والمخرج المسرحي محمد منير العرقي، مدير الدورة الخامسة والعشرين من أيام قرطاج المسرحية، مداخلة ركز فيها على أهمية بناء حوار مسرحي عربي متجدد يعزز حضور الفن في الفضاء العام، ويواكب التحولات السياسية والاجتماعية في العالم العربي.
تحدث العرقي عن تجربته في إدارة واحد من أبرز المهرجانات المسرحية في المنطقة، مؤكداً أن المسرح العربي يعاني عزلة إنتاجية وثقافية، لكنه يمتلك طاقات خالقة ومبدعين حقيقيين. وقال: «نحتاج إلى مبادرات دعم مستدامة، وشبكات تعاون عابرة للحدود تعزز الإنتاج العربي وتفتح نوافذ التبادل مع الآخر». وشدد على ضرورة أن يستعيد المسرح العربي موقعه في الوعي الجماهيري، من خلال طرح قضايا معاصرة تمس الإنسان العربي. ودعا إلى تمكين الشباب المسرحيين وتوفير بيئة حاضنة للتجريب والتجديد.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


صحيفة الخليج
١٥-٠٤-٢٠٢٥
- صحيفة الخليج
«العزلة» بداية عروض المونودراما المدرسية بمهرجان الفجيرة
* الطلاب ينافسون المحترفين بالأداء والقضايا المطروحة انطلقت، الاثنين، بجمعية زايد التعليمية في دبا، عروض المونودراما المدرسية، ضمن فعاليات مهرجان الفجيرة الدولي للمونودراما في نسخته الحادية عشرة. وتقام هذه العروض لأول مرة في تاريخ المهرجان ضمن جهود اللجنة المنظمة لتنمية ودعم المواهب الشابة في مجال المسرح والفنون. افتُتحت الفعالية بمسرحية «العزلة» من إخراج محمد ملكاوي، وأداء الطالب حامد أحمد الحفيتي، الذي أذهل الحضور بأدائه. بدأ العرض في ضوء خافت، حيث جلس البطل أمام مرآة، ليُجسد شخصية شاب يعاني التوحد. من خلال تقمصه لعدة شخصيات، عبّر الحفيتي عن معاناة الوحدة ورغبته في الاندماج مع الآخرين، لينتهي العرض بصراخه: «أنا هنا، أنا موجود رغم التحديات». ولاقى الأداء تفاعلاً كبيراً من الجمهور، واعتُبر رسالة إنسانية عميقة عن التحديات التي يواجهها أصحاب الهمم. وقال ملكاوي: «المشاركة في المهرجان تجربة فريدة من نوعها، فالمسرح المدرسي له خصوصيته، إذ نتعامل مع شباب يخطون خطواتهم الأولى في عالم المسرح. العمل على عرض مونودرامي مع طالب مثل حامد أحمد الحفيتي كان تحدياً كبيراً، لكنه أثبت موهبته وقدرته على التقمص والإبداع. وفي عرض«العزلة»، استطاع أن يجسد ست شخصيات مختلفة خلال عشرين دقيقة، وهو أمر ليس سهلاً حتى على المحترفين». أما حامد أحمد الحفيتي، فعبّر عن سعادته بالمشاركة قائلاً: «سعدت برؤية الجمهور متفاعلاً مع العرض، ما حفزني لأقدم أفضل ما لدي. رغم أنني معتاد على الوقوف على خشبة المسرح، وفزت بجوائز، فإنني شعرت ببعض التوتر، لكن شغفي بالمسرح تغلب على ذلك». طرح عاطفي ضمن اليوم الأول أيضاً، لفت العرض المسرحي «لن تتعلّم شيئاً» الأنظار بطرحه العاطفي العميق لقضية انعدام التواصل الأسري وآثاره السلبية في الأبناء. المسرحية، من إخراج عادل الغاشي وأداء الطالب خالد إبراهيم أحمد الظنحاني. وعبّر الغاشي عن فخره بعمل الطالب خالد الظنحاني وأدائه المميز، مشيراً إلى أهمية تشجيع الطلاب على خوض تجارب المسرح المونودرامي. وقال: «العرض ثمرة جهد كبير امتد لأسابيع، وقدم خالد أداءً رائعاً، خاصة أمام جمهور كبير في حدث بهذا الحجم. نحن، كمخرجين ومعلمين، نسعى دائماً لتحفيز الطلاب على تطوير مهاراتهم المسرحية؛ لأن المسرح ليس مجرد أداة فنية، بل وسيلة للتعبير عن الذات وبناء الشخصية. والمسرح يساعدنا على التعبير بحرية، ومقولة صاحب السموّ الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى، حاكم الشارقة: «لنجعل المسرح مدرسة للأخلاق والحرية، تلخص جوهر ما نسعى لتحقيقه من خلال هذه التجارب». وقال الطالب خالد الظنحاني: «كانت تجربة رائعة ورغم أنني شعرت ببعض التوتر في البداية، إلا أنني سرعان ما سيطرت على الموقف. المسرح بالنسبة لي عالمي المفضل، وأحبّه أكثر من أي شيء آخر». رسائل اليوم الأول أيضاً شهد عرضاً مميزاً بعنوان «رحلة سارة» من إخراج سالي عطيفي وبطولة الطالبة سجي العنتلي. «رحلة سارة» يسلط الضوء على أهمية مواجهة الفشل بشجاعة، ويؤكد أن التحديات والعقبات التي نواجهها قد تكون بوابة لتحقيق نجاحات عظيمة. المسرحية جاءت بأسلوب مونودرامي يعتمد على الأداء الفردي، ما أتاح للطالبة فرصة للتألق على خشبة المسرح وتقديم عرض يحمل أبعاداً إنسانية عميقة. وتميز العرض بقدرة بطلته على إبراز مشاعر الشخصية التي تجسدها، وأظهرت ثقة كبيرة بأدائها على المسرح، ما جعلها تتواصل بشكل مميز مع الجمهور وتنقل رسائل العمل بكل احترافية وإحساس عالٍ. أما عرض «خطوة»، من إخراج سعيد الهراسي وأداء الطالب محمد اليماحي، فتناول قضايا مرحلة المراهقة وما يرافقها من تحديات نفسية واجتماعية، وتشتت أذهانهم وأفكارهم وتخليهم عن ممارسة الأمور الطبيعة في حياتهم في سبيل الجلوس أمام هواتفهم المحمولة. عبّر الهراسي عن فخره بالعرض الذي قدمه الطالب محمد اليماحي، مشيراً إلى أهمية هذه التجربة في تعزيز ثقة الطلاب بأنفسهم. وقال: «عرض (خطوة) تجربة متميزة أثبتت أن الطلاب قادرون على مواجهة التحديات الكبيرة، مثل الوقوف منفردين على خشبة المسرح. وما شاهدناه نتاج جهد كبير من الطالب الذي استغل التدريبات بشكل إيجابي وقدم أداء رائعاً أمام الجمهور». أما اليماحي، فأعرب عن سعادته الكبيرة بالمشاركة في العمل، قائلاً: «تجربة رائعة ومملوءة بالتحديات، لكنني شعرت بسعادة كبيرة وأنا أؤدي دوري على المسرح، فهو عالمي الذي أجد فيه نفسي، وأحببت أن أكون جزءاً من هذا المهرجان الذي أظهر لي قدراتي الحقيقية. أتمنى أن أواصل، وأقدم أعمالاً تلامس قلوب الجمهور». قال محمد سعيد الضنحاني، مدير الديوان الأميري بالفجيرة ورئيس اللجنة العليا المنظمة للمهرجان: «مستمرون في تقديم المفاجآت، وهذا التطور الكبير الذي شهدته الدورة الحالية يعد خطوة جريئة ومهمة. اليوم، نشهد بداية عروض المونودراما المدرسية، وهي تجربة تُقام لأول مرة في المهرجان، وتشمل مشاركة 14 مدرسة من الإمارة. هذه الخطوة تمثل أساساً متيناً لبناء جيل واعٍ ومبدع في مجال المسرح الجاد، ونحن فخورون بأن تكون هذه الانطلاقة من أرض الفجيرة». وأضاف: «نعبّر عن امتناننا العميق لسموّ الشيخ محمد بن حمد الشرقي، ولي عهد الفجيرة، لدعمه ورعايته هذه التجربة الفريدة التي تهدف إلى تعزيز الفنون المسرحية بين الشباب. وأشكر كل القائمين على المهرجان واللجان التنظيمية الذين بذلوا جهوداً كبيرة لنرى هذا النجاح». وقال الفنان مرعي الحليان، عضو لجنة التحكيم في عروض المونودراما المدرسية: «تقديم المسرح المدرسي فن المونودراما يُعد تجربة جريئة وغير مسبوقة، حتى على مستوى الجامعات، فقلما تُتاح فرصة كهذه، وهي تأتي لأول مرة في المنطقة، وتعكس رؤية مهرجان الفجيرة الدولي للمونودراما في تعزيز ثقافة هذا الفن المسرحي الفريد داخل القطاع المدرسي». واعتبر أن غرس ثقافة المونودراما في المدارس مكسب كبير؛ لأنه يركز على بناء الممثل، وهو أساس المسرح. وقال: «عندما يتمرّس الطالب على الأداء وحيداً على الخشبة، يكتسب مهارات استثنائية في التمثيل والثقة بالنفس. لذلك أعتقد أن هذه التجربة ستثمر جيلاً جديداً من الممثلين المتمرسين الذين سيبدؤون من المسرح المدرسي، ليصبحوا قاعدة قوية لمستقبل المسرح في الإمارات والمنطقة». وأشادت الممثلة وعضو لجنة التحكيم أحلام حسن بهذه التجربة الفريدة قائلة: «إدخال مسرح المونودراما المدرسي ضمن المهرجان يُعدّ نقلة نوعية وجريئة. وأشعر بسعادة غامرة لرؤية هؤلاء الطلاب يتحمّلون مسؤولية تقديم عروضهم وحدهم على المسرح، ويعبرون عن أفكارهم ومشاعرهم. النصوص المقدمة تعكس واقعهم، مشكلات جيلهم، وما يعانون، وهو أمر نابع من صميم حياتهم. أتمنى استمرار هذا المهرجان وتألقه في الدورات المقبلة، لأنه يفتح آفاقاً جديدة للشباب ويوفر لهم منصة للتعبير والإبداع». ووصفت الممثلة فاطمة جاسم التجربة بأنها خطوة شجاعة. وقالت: «الأعداد الكبيرة من المشاركين تعكس الشغف بهذا النوع من المسرح. المونودراما تُعد من أصعب الأنواع، لأنها تعتمد على أداء فردي يتطلب قدراً عالياً من التركيز والمهارة. لذلك أشعر بالسعادة لرؤية الأطفال وهم يخوضون هذا التحدي، ويعبرون على خشبة المسرح عن أفكارهم ومشاعرهم. النصوص المقدمة تناولت قضايا معاصرة تمس حياتهم اليومية، وطرحت مشكلات تعبر عن جيلهم. أتمنى أن يستمر هذا المهرجان في تقديم تجارب جديدة». بدوره، أكد الفنان حبيب غلوم، أهمية المونودراما في المسرح المدرسي، وقال: «المونودراما مسرح فكري يعتمد على ممثل واحد يوصل الرسالة إلى الجمهور، وهو خيار مثالي. هذا النوع يعالج التحديات التي تواجهنا في المسرح المدرسي، مثل صعوبة جمع الطلاب للتدريبات بسبب مواعيد الدراسة. والتركيز على طالب واحد يمنحنا فرصة لتطوير إمكاناته وتأهيله ليصبح جزءاً من خريطة المسرح الإماراتي مستقبلاً». وأشاد د. محمد أبو الخير، عضو لجنة التحكيم، بأهمية إدخال فن المونودراما إلى المسرح المدرسي، قائلاً: «وجوده خطوة متميزة جداً، لأنه يتيح للطلاب الفرصة للوقوف بمفردهم على الخشبة، ما يعزز ثقتهم بأنفسهم، ويطور مهاراتهم في النطق والإحساس وإخراج الألفاظ. المونودراما كفن يعتمد على عناصر متكاملة مثل الديكور، والموسيقى، والملابس، والإكسسوارات، ما يسهم في تطوير مواهب الطلاب ويتيح لهم التعرف على مختلف الفنون المسرحية». وأضاف: «هذه التجربة تمثل خطوة فريدة؛ لأنها لا تقتصر على صقل مهارات الأداء، بل تسهم أيضاً في بناء فكر ووجدان الطلاب من خلال التربية الفنية والتذوق النقدي. إدخال هذا النوع من المسرح في المدارس يعكس رؤية مستقبلية رائعة، ونحيي جهود إمارة الفجيرة ووزارة التربية والتعليم على هذا التعاون المثمر». «العزلة» بداية عروض المونودراما المدرسية بمهرجان الفجيرة


الاتحاد
١٢-٠٤-٢٠٢٥
- الاتحاد
«الفجيرة الدولي للمونودراما».. منصة عالمية لمسرح «الممثل الواحد»
تامر عبد الحميد (الفجيرة) يواصل مهرجان «الفجيرة الدولي للمونودراما 2025» في دورته الـ11، والذي يُقام في الفجيرة ويستمر حتى 18 أبريل الجاري، باحتفائه بـ«أبو الفنون» وفن مسرح «الممثل الواحد»، عبر عرض العديد من العروض المسرحية المتميزة من مختلف العالم والوطن العربي، والتي نالت إشادات من النقاد والممثلين وصناع المسرح، بالإضافة إلى إقامة ندوات وورش عمل تسلّط الضوء على القضايا الفنية والدور الكبير الهام الذي يلعبه المسرح ثقافياً واجتماعياً وفنياً، إلى جانب سلسلة من الفعاليات الفكرية تحتضنها الدورة الحالية من المهرجان، سعياً لترسيخ الفجيرة مركزاً إقليمياً وعالمياً للفكر المسرحي والفنون الأدائية. دور المسرح ضمن فعاليات المهرجان، نظّمت جلسة نقاشية بعنوان «دور المسرح في عالم متغير، والتبادل الفني، وأثر المبادرات المسرحية في المجتمعات»، وشارك فيها نخبة من الممثلين والممارسين المسرحيين الدوليين، بإشراف الفنان العالمي ليمي بونيفاسو، سفير المسرح للهيئة الدولية للمسرح، مؤسس فرقة ماو، ومؤلف رسالة اليوم العالمي للرقص. وأجمع المشاركون على أن المسرح لا يزال يشكّل أحد أعمق أشكال التعبير الإنساني، فضلاً عن قدرته على بناء الجسور الثقافية، وأشادوا بمهرجان «الفجيرة الدولي للمونودراما» الذي بات منصة عالمية حقيقية تجمع الأصوات المختلفة في فضاء من الحوار، وتعيد للمسرح مكانته كأداة للفهم والتغيير. مساحة حيوية وخلال الجلسة، أكد الفنان العالمي ليمي بونيفاسو، أن المسرح في عالم اليوم لم يعد ترفاً فنياً بل ضرورة إنسانية، ومساحة حيوية لإنتاج المعنى ومواجهة الفوضى، مشدداً على أهمية تبادل الخبرات المسرحية عالمياً، ودور الفن في التغيير والبناء، لا سيما في سياقات الصراع والاضطراب. المدير الفني البلجيكي جان جوسينس، المدير السابق لمهرجان مرسيليا، تحدث عن تحديات نقل التجربة المسرحية الغربية إلى السياقات العربية، من دون أن تفقد هذه التجارب هويتها، ودعا إلى بناء «مدينة الأحلام المسرحية» التي تنمو فيها المهارات وتتلاقى فيها الأفكار. أداء مبهر بين مسرح القرية التراثية ومسرح دبا الفجيرة ومسرح بيت المونودراما، توزعت العروض المسرحية المتنوعة التي شهدها اليوم الأول والثاني من فعاليات «الفجيرة الدولي للمونودراما» والتي نالت إشادات من قبل الضيوف وصناع المسرح، من بينها: العرض الفرنسي «تخيل ذاتك» ضمن فئة عروض الفضاءات المفتوحة، وهو من تأليف جوليان كوتيرو، وبأداء استثنائي تفاعلي يظهر شخص يرتدي بنطالاً قصيراً وقبعة مضحكة، ويبدأ «المهرج الصامت» في صنع مواقف كوميدية عفوية وسط تفاعل مباشر مع الجمهور، ويظهر قدرته وموهبته في تقديم فن ترفيهي صامت يمزج بين الكوميديا والترفيه. «دارت الأيام» أتى العرض المسرحي الدرامي «دارت الأيام» تمثيل أمل فوزي، وإخراج فادي فوكيه، ليحكي مأساة سيدة في العقد السادس من العمر، يصلها خبر وفاة زوجها، وتكتشف أنه متزوج من أخرى دون علمها وقد توفى عندها.. هنا تبدأ في استرجاع بعض من ذكرياتها المؤلمة معه من الإهمال والمعاملة السيئة، من خلال مواقف عديدة، ثم تقرر أن ترى تحقيق أحلامها والعيش في الاهتمام بأحفادها وجيرانها، وكل هذه الأحداث تتذكرها مع أغنيات أم كلثوم التي تمثل لسان حالها في الحياة. وحدة وألم أما مسرحية «شرخ في جدار الزمن» من البحرين، من تمثيل إلهام علوي، وإخراج محمد الحجيري، فتدور أحداثها حول شخصية «زينب»، التي تعاني الوحدة والألم، بينما تجلس على ضفة البحر، وقد اعتمد المخرج محمد الحجيري في السينوغرافيا على أدوات بسيطة لمحاولة تشكيل فضاء العرض «البحر، الملابس، الخزانة»، وتبدأ المسرحية بغياب القمر، ما يرمز إلى مشاعر الفقدان والحنين. تتحدث زينب عن الصمت، وتأثير الحب والمال على حياتها، وتسترجع ذكرياتها مع «خالد»، الشاب الذي تحبه، حيث تتفاعل مع خزانة ملابسها، متأملة في هويتها ومكانتها الاجتماعية، وتظهر رغبتها في كسر القيود المفروضة عليها، وتستعيد لحظات من الفرحة حين تستعد للاحتفال بعيد ميلادها، لكنها تتأمل غياب «خالد»، وعدم قدرته على التعبير عن مشاعره بسبب الفوارق الطبقية بينهما. مهرجان عالمي أكد الممثل عبد المنعم عمايري الذي تولى إخراج حفل افتتاح مهرجان «الفجيرة الدولي للمونودراما 2025»، أنه أحب خوض تجربة افتتاح المهرجان خصوصاً أنها مختلفة عن إخراج الدراما التلفزيونية والأعمال المسرحية، وقال: لقد عملنا على تقديم مشهد بصري جديد، استناداً إلى التراث والمعاصرة معاً، وهذا النوع من الأعمال يعتبر متشعباً؛ لأنه يتضمن العديد من الفنون التي تقدم بشكل مباشر للجمهور، مثل الاستعراضات التعبيرية والغناء والموسيقى، مع الخلفيات البصرية المناسبة التي تجعل المتابعين يعيشون أجواء الناس بشكل حي. وأشاد عمايري بـ«الفجيرة الدولي للمونودراما»، مؤكداً أنه مهرجان عالمي حقق رواجاً واسعاً خلال 11 دورة مميزة، استقبل خلالها أهم العروض العالمية والعربية، وأقام ندوات وورش عمل مع شخصيات لها أثرها في المشهد المسرحي. «ابن سارة» ضمن فعاليات مهرجان «الفجيرة الدولي للمونودراما 2025»، أقيم حفل توقيع رواية «ابن سارة» للأديب والشاعر محمد سعيد الضنحاني، مدير الديوان الأميري في الفجيرة، ورئيس اللجنة العليا المنظمة للمهرجان، وتُعتبر هذه هي تجربته الأولى في مجال الرواية، وتحمل بين طياتها انعكاسات الحياة العربية بتفاصيلها الغنية والمليئة بالتجارب، وقد تمت ترجمة الرواية إلى «الإنجليزية»، ويجري العمل حالياً على ترجمتها إلى «الفرنسية»، ما يعكس طموحاً لتوسيع نطاقها الثقافي والوصول إلى جمهور عالمي.


الإمارات نيوز
١٢-٠٤-٢٠٢٥
- الإمارات نيوز
مهرجان الفجيرة الدولي للمونودراما: رعاية للفن المسرحي واحتفاء بقيمته
برعاية حاكم الفجيرة.. محمد الشرقي يشهد حفل افتتاح مهرجان الفجيرة الدولي للمونودراما ويُشيد بدوره في دعم مسرح الممثل الواحد عالميًا أكّد سمو الشيخ محمد بن حمد الشرقي ولي عهد الفجيرة، المكانة الرائدة لإمارة الفجيرة في قطاع الثقافة والفنون، ودورها الهام في دعم المسرح عامة، وفنّ المونودراما خاصة. جاء ذلك خلال حضور سموّه، حفل افتتاح مهرجان الفجيرة الدولي للمونودراما، الذي يقام تحت رعاية صاحب السمو الشيخ حمد بن محمد الشرقي عضو المجلس الأعلى حاكم الفجيرة، على مسرح المركز الإبداعي بالفجيرة، بحضور سمو الشيخ الدكتور راشد بن حمد الشرقي رئيس هيئة الفجيرة للثقافة والإعلام، وسمو الشيخ مكتوم بن حمد الشرقي، ومعالي أحمد فؤاد هنو وزير الثقافة المصري ضيف شرف المهرجان، ومعالي سارة الأميري وزيرة التربية والتعليم بالدولة، وسعادة محمد سعيد الضنحاني مدير الديوان الأميري بالفجيرة رئيس اللجنة العليا المنظمة للمهرجان. وأشار سمو ولي عهد الفجيرة، إلى حرص إمارة الفجيرة بقيادة صاحب السمو الشيخ حمد بن محمد الشرقي عضو المجلس الأعلى حاكم الفجيرة، على دعم ورعاية المشاريع الثقافية والفنيّة التي تعزز حضور الإمارة عربيًّا وعالميًّا عبر الانفتاح الثقافي على كافة التجارب الإبداعية، وإبراز القيم الإنسانية المشتركة بين شعوب العالم. كما نوّه سموه، إلى أهمية مهرجان الفجيرة الدولي للمونودراما منذ بداياته في استقطاب المسرحيين والفنانيين من حول العالم، عبر أهم وأبرز أعمال المونودراما، التي تطرح العديد من المواضيع الإنسانية والاجتماعية التي تهم الفرد أينما كان، وتفتح آفاق الحوار الحضاري بين مختلف الثقافات، وتسهم في تعزيز قيم التعايش والتفاهم والانفتاح على الآخر. وقال سعادة محمد سعيد الضنحاني مدير الديوان الأميري بالفجيرة رئيس اللجنة العليا المنظمة للمهرجان، في كلمته التي ألقاها خلال حفل الافتتاح، 'لَقَد أَرَادَ صَاحِبُ السُّمُوِّ الشَّيخ حَمَد بن محمد الشّرْقي عضو المَجلسِ الأَعلى حاكم الفُجَيرةِ لهذا المهرجانِ أنْ يكونَ الواحَة التي تستزيد من فَيضِ محبتكم وتكاتفكم ، ونقاشاتكم واقتراحاتكم ، لذا كُتِبَ له دَوام الاستمِرارِ وَالتَّألُّق وصار المَجلس الثَّقافي الفني الكَبير الذي يتسع لِكُلِّ جنسياتِ الأَرض ، وَلِتكون الفُجَيرةُ المُكمّلَ المعرِفيَّ التَّنويرِيَّ لِمَشروعِ دَولِةِ الإِماراتِ الثَّقافِيِّ'. وأضاف الضنحاني، 'لقَدْ حَرصت اللَّجنَةُ العُليَا المُنظمة للمهرجان، بِدَعمِ وَمُتابعةٍ مُباشرةٍ مِنْ رَاعي الحركةِ الثَّقافيّةِ فِي الفُجَيرةِ سموّ الشَّيخ محمد بن حَمَد الشّرقي ولي عهدِ الفُجيرةِ على إِقامَةِ دورةٍ ذَات فعاليّةٍ أَكبر، وَبُعدٍ ثَقَافِيٍّ أَشمَل، تُحقّقُ هَدفَ المهرجانِ الأَساِي ورُؤيته، حيث يُوفرُ حالةً احتفاليَّةً فنيّةً مُغايرةً تَضمنُ لَهُ الاستِمرار، وَتُوسّعُ مِن جماهيريّته العَربيةِ والدوليَّة لِتكُونَ المُونودرَاما قرِيبةً من النَّاسِ تَعكسُ هُمُومَهُم وَتُوسِّعُ مَداركَهُم وَتَنقل نبض الشَّارِعِ وتُؤكّدُ رِيَادةَ الفُجيرةِ في هذا الفَنِّ العَريق'. من جانبه، قال سعادة توبياس بيانكوني المدير العام للهيئة الدولية للمسرح، 'تمضي إمارة الفجيرة قُدمًا بخطى ثابتة من خلال جميع الجهود التي تبذلها لتصبح مركزًا عالميًا فريدًا للفنون والتعليم الفني، ومن خلال سعيها لاستقطاب المهتمين في مجال الثقافة والفنون والمسرح من حول العالم، وتوفير فرص تعلم المهارات الفنية، لا شك أن الفجيرة ستكون مركزًا عالميًا بارزًا للفنون والتعليم الفني'. وتضمّن حفل الافتتاح، عرضًا مسرحيًا غنائيًا بعنوان 'من الفجيرة إلى مطلع الشمس'، استعرض لوحات فنية ومسرحية وغنائية عن الفجيرة، وتاريخها الثقافي. وكرّم سمو ولي عهد الفجيرة، رعاة المهرجان وشركاءه الداعمين. حضر الافتتاح سعادة الدكتور أحمد حمدان الزيودي مدير مكتب سمو ولي عهد الفجيرة، وجمع غفير من المسرحيين والفنانيين والمهتمين من داخل الفجيرة وخارجها.