logo
«العزلة» بداية عروض المونودراما المدرسية بمهرجان الفجيرة

«العزلة» بداية عروض المونودراما المدرسية بمهرجان الفجيرة

صحيفة الخليج١٥-٠٤-٢٠٢٥

* الطلاب ينافسون المحترفين بالأداء والقضايا المطروحة
انطلقت، الاثنين، بجمعية زايد التعليمية في دبا، عروض المونودراما المدرسية، ضمن فعاليات مهرجان الفجيرة الدولي للمونودراما في نسخته الحادية عشرة.
وتقام هذه العروض لأول مرة في تاريخ المهرجان ضمن جهود اللجنة المنظمة لتنمية ودعم المواهب الشابة في مجال المسرح والفنون.
افتُتحت الفعالية بمسرحية «العزلة» من إخراج محمد ملكاوي، وأداء الطالب حامد أحمد الحفيتي، الذي أذهل الحضور بأدائه. بدأ العرض في ضوء خافت، حيث جلس البطل أمام مرآة، ليُجسد شخصية شاب يعاني التوحد. من خلال تقمصه لعدة شخصيات، عبّر الحفيتي عن معاناة الوحدة ورغبته في الاندماج مع الآخرين، لينتهي العرض بصراخه: «أنا هنا، أنا موجود رغم التحديات». ولاقى الأداء تفاعلاً كبيراً من الجمهور، واعتُبر رسالة إنسانية عميقة عن التحديات التي يواجهها أصحاب الهمم.
وقال ملكاوي: «المشاركة في المهرجان تجربة فريدة من نوعها، فالمسرح المدرسي له خصوصيته، إذ نتعامل مع شباب يخطون خطواتهم الأولى في عالم المسرح. العمل على عرض مونودرامي مع طالب مثل حامد أحمد الحفيتي كان تحدياً كبيراً، لكنه أثبت موهبته وقدرته على التقمص والإبداع. وفي عرض«العزلة»، استطاع أن يجسد ست شخصيات مختلفة خلال عشرين دقيقة، وهو أمر ليس سهلاً حتى على المحترفين».
أما حامد أحمد الحفيتي، فعبّر عن سعادته بالمشاركة قائلاً: «سعدت برؤية الجمهور متفاعلاً مع العرض، ما حفزني لأقدم أفضل ما لدي. رغم أنني معتاد على الوقوف على خشبة المسرح، وفزت بجوائز، فإنني شعرت ببعض التوتر، لكن شغفي بالمسرح تغلب على ذلك».
طرح عاطفي
ضمن اليوم الأول أيضاً، لفت العرض المسرحي «لن تتعلّم شيئاً» الأنظار بطرحه العاطفي العميق لقضية انعدام التواصل الأسري وآثاره السلبية في الأبناء. المسرحية، من إخراج عادل الغاشي وأداء الطالب خالد إبراهيم أحمد الظنحاني.
وعبّر الغاشي عن فخره بعمل الطالب خالد الظنحاني وأدائه المميز، مشيراً إلى أهمية تشجيع الطلاب على خوض تجارب المسرح المونودرامي. وقال: «العرض ثمرة جهد كبير امتد لأسابيع، وقدم خالد أداءً رائعاً، خاصة أمام جمهور كبير في حدث بهذا الحجم. نحن، كمخرجين ومعلمين، نسعى دائماً لتحفيز الطلاب على تطوير مهاراتهم المسرحية؛ لأن المسرح ليس مجرد أداة فنية، بل وسيلة للتعبير عن الذات وبناء الشخصية.
والمسرح يساعدنا على التعبير بحرية، ومقولة صاحب السموّ الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى، حاكم الشارقة: «لنجعل المسرح مدرسة للأخلاق والحرية، تلخص جوهر ما نسعى لتحقيقه من خلال هذه التجارب».
وقال الطالب خالد الظنحاني: «كانت تجربة رائعة ورغم أنني شعرت ببعض التوتر في البداية، إلا أنني سرعان ما سيطرت على الموقف. المسرح بالنسبة لي عالمي المفضل، وأحبّه أكثر من أي شيء آخر».
رسائل
اليوم الأول أيضاً شهد عرضاً مميزاً بعنوان «رحلة سارة» من إخراج سالي عطيفي وبطولة الطالبة سجي العنتلي.
«رحلة سارة» يسلط الضوء على أهمية مواجهة الفشل بشجاعة، ويؤكد أن التحديات والعقبات التي نواجهها قد تكون بوابة لتحقيق نجاحات عظيمة. المسرحية جاءت بأسلوب مونودرامي يعتمد على الأداء الفردي، ما أتاح للطالبة فرصة للتألق على خشبة المسرح وتقديم عرض يحمل أبعاداً إنسانية عميقة.
وتميز العرض بقدرة بطلته على إبراز مشاعر الشخصية التي تجسدها، وأظهرت ثقة كبيرة بأدائها على المسرح، ما جعلها تتواصل بشكل مميز مع الجمهور وتنقل رسائل العمل بكل احترافية وإحساس عالٍ.
أما عرض «خطوة»، من إخراج سعيد الهراسي وأداء الطالب محمد اليماحي، فتناول قضايا مرحلة المراهقة وما يرافقها من تحديات نفسية واجتماعية، وتشتت أذهانهم وأفكارهم وتخليهم عن ممارسة الأمور الطبيعة في حياتهم في سبيل الجلوس أمام هواتفهم المحمولة.
عبّر الهراسي عن فخره بالعرض الذي قدمه الطالب محمد اليماحي، مشيراً إلى أهمية هذه التجربة في تعزيز ثقة الطلاب بأنفسهم. وقال: «عرض (خطوة) تجربة متميزة أثبتت أن الطلاب قادرون على مواجهة التحديات الكبيرة، مثل الوقوف منفردين على خشبة المسرح. وما شاهدناه نتاج جهد كبير من الطالب الذي استغل التدريبات بشكل إيجابي وقدم أداء رائعاً أمام الجمهور».
أما اليماحي، فأعرب عن سعادته الكبيرة بالمشاركة في العمل، قائلاً: «تجربة رائعة ومملوءة بالتحديات، لكنني شعرت بسعادة كبيرة وأنا أؤدي دوري على المسرح، فهو عالمي الذي أجد فيه نفسي، وأحببت أن أكون جزءاً من هذا المهرجان الذي أظهر لي قدراتي الحقيقية. أتمنى أن أواصل، وأقدم أعمالاً تلامس قلوب الجمهور».
قال محمد سعيد الضنحاني، مدير الديوان الأميري بالفجيرة ورئيس اللجنة العليا المنظمة للمهرجان: «مستمرون في تقديم المفاجآت، وهذا التطور الكبير الذي شهدته الدورة الحالية يعد خطوة جريئة ومهمة. اليوم، نشهد بداية عروض المونودراما المدرسية، وهي تجربة تُقام لأول مرة في المهرجان، وتشمل مشاركة 14 مدرسة من الإمارة. هذه الخطوة تمثل أساساً متيناً لبناء جيل واعٍ ومبدع في مجال المسرح الجاد، ونحن فخورون بأن تكون هذه الانطلاقة من أرض الفجيرة».
وأضاف: «نعبّر عن امتناننا العميق لسموّ الشيخ محمد بن حمد الشرقي، ولي عهد الفجيرة، لدعمه ورعايته هذه التجربة الفريدة التي تهدف إلى تعزيز الفنون المسرحية بين الشباب. وأشكر كل القائمين على المهرجان واللجان التنظيمية الذين بذلوا جهوداً كبيرة لنرى هذا النجاح».
وقال الفنان مرعي الحليان، عضو لجنة التحكيم في عروض المونودراما المدرسية: «تقديم المسرح المدرسي فن المونودراما يُعد تجربة جريئة وغير مسبوقة، حتى على مستوى الجامعات، فقلما تُتاح فرصة كهذه، وهي تأتي لأول مرة في المنطقة، وتعكس رؤية مهرجان الفجيرة الدولي للمونودراما في تعزيز ثقافة هذا الفن المسرحي الفريد داخل القطاع المدرسي».
واعتبر أن غرس ثقافة المونودراما في المدارس مكسب كبير؛ لأنه يركز على بناء الممثل، وهو أساس المسرح. وقال: «عندما يتمرّس الطالب على الأداء وحيداً على الخشبة، يكتسب مهارات استثنائية في التمثيل والثقة بالنفس. لذلك أعتقد أن هذه التجربة ستثمر جيلاً جديداً من الممثلين المتمرسين الذين سيبدؤون من المسرح المدرسي، ليصبحوا قاعدة قوية لمستقبل المسرح في الإمارات والمنطقة».
وأشادت الممثلة وعضو لجنة التحكيم أحلام حسن بهذه التجربة الفريدة قائلة: «إدخال مسرح المونودراما المدرسي ضمن المهرجان يُعدّ نقلة نوعية وجريئة. وأشعر بسعادة غامرة لرؤية هؤلاء الطلاب يتحمّلون مسؤولية تقديم عروضهم وحدهم على المسرح، ويعبرون عن أفكارهم ومشاعرهم. النصوص المقدمة تعكس واقعهم، مشكلات جيلهم، وما يعانون، وهو أمر نابع من صميم حياتهم. أتمنى استمرار هذا المهرجان وتألقه في الدورات المقبلة، لأنه يفتح آفاقاً جديدة للشباب ويوفر لهم منصة للتعبير والإبداع».
ووصفت الممثلة فاطمة جاسم التجربة بأنها خطوة شجاعة. وقالت: «الأعداد الكبيرة من المشاركين تعكس الشغف بهذا النوع من المسرح. المونودراما تُعد من أصعب الأنواع، لأنها تعتمد على أداء فردي يتطلب قدراً عالياً من التركيز والمهارة. لذلك أشعر بالسعادة لرؤية الأطفال وهم يخوضون هذا التحدي، ويعبرون على خشبة المسرح عن أفكارهم ومشاعرهم. النصوص المقدمة تناولت قضايا معاصرة تمس حياتهم اليومية، وطرحت مشكلات تعبر عن جيلهم. أتمنى أن يستمر هذا المهرجان في تقديم تجارب جديدة».
بدوره، أكد الفنان حبيب غلوم، أهمية المونودراما في المسرح المدرسي، وقال: «المونودراما مسرح فكري يعتمد على ممثل واحد يوصل الرسالة إلى الجمهور، وهو خيار مثالي. هذا النوع يعالج التحديات التي تواجهنا في المسرح المدرسي، مثل صعوبة جمع الطلاب للتدريبات بسبب مواعيد الدراسة. والتركيز على طالب واحد يمنحنا فرصة لتطوير إمكاناته وتأهيله ليصبح جزءاً من خريطة المسرح الإماراتي مستقبلاً».
وأشاد د. محمد أبو الخير، عضو لجنة التحكيم، بأهمية إدخال فن المونودراما إلى المسرح المدرسي، قائلاً: «وجوده خطوة متميزة جداً، لأنه يتيح للطلاب الفرصة للوقوف بمفردهم على الخشبة، ما يعزز ثقتهم بأنفسهم، ويطور مهاراتهم في النطق والإحساس وإخراج الألفاظ. المونودراما كفن يعتمد على عناصر متكاملة مثل الديكور، والموسيقى، والملابس، والإكسسوارات، ما يسهم في تطوير مواهب الطلاب ويتيح لهم التعرف على مختلف الفنون المسرحية».
وأضاف: «هذه التجربة تمثل خطوة فريدة؛ لأنها لا تقتصر على صقل مهارات الأداء، بل تسهم أيضاً في بناء فكر ووجدان الطلاب من خلال التربية الفنية والتذوق النقدي. إدخال هذا النوع من المسرح في المدارس يعكس رؤية مستقبلية رائعة، ونحيي جهود إمارة الفجيرة ووزارة التربية والتعليم على هذا التعاون المثمر».
«العزلة» بداية عروض المونودراما المدرسية بمهرجان الفجيرة

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

أوهامنا الكثيرة
أوهامنا الكثيرة

البيان

time١٥-٠٥-٢٠٢٥

  • البيان

أوهامنا الكثيرة

الحياة ليست كلها حقائق بطبيعة الحال، وهي ليست وهماً كما يقول البعض، إنها مزيج من كل هذا وذاك، لكنها حتماً تعج بالكثير من الأوهام التي تزج في رؤوسنا دون إرادتنا أحياناً، ذلك يحدث في سنوات مبكرة، وفي ظروف مختلفة تكون درجة هشاشتنا وضعفنا ووعينا أقرب للصفر! وأحياناً نصنع نحن أوهامنا بأنفسنا، ونتكئ عليها كي نقاوم الكثير من المصاعب والتحديات، ومع مضي الوقت تلتصق هذه الأوهام بعقولنا، وتصير جزءاً من حياتنا، وتظل هناك لا تتغير، ولا يطرأ عليها تبدل طالما أننا لا نراجعها، ولا نقلبها، ولا نتثبت من صحتها وقوتها ومنطقيتها! إننا نعيش حضور الوهم في أوسع تجلياته، عندما نصدق أننا اليوم أكثر تواصلاً مع بعضنا البعض ومع العالم، هذا أحد أكبر أوهام الإنسانية في هذا الزمن، بينما الحقيقة أننا أكثر قدرة على الوحدة واحتمال العزلة وعلى التلصص على حيوات بعضنا عبر التقنية والتطور وثورة المعلوماتية، نحن أكثر تبجحاً على استعراض أشيائنا وهشاشتنا وانتصاراتنا الوهمية، وأكثر قدرة على الابتعاد عن بعضنا والاستغناء عن إنسانيتنا، وهذا كله لا يعني على الإطلاق أننا أكثر تواصلاً مع بعضنا! أحد أوهامنا أننا نراكم أحلاماً جميلة، ومشاريع بانتظار الانتهاء من الوظيفة، أو لحين يكبر الأولاد، ويصير الزوج متناغماً مع متطلبات زوجته، نقول لأنفسنا: غداً سينتهي كل هذا الانشغال، وسنتفرغ لتلك الأحلام المؤجلة، ثم يمر العمر، نكبر، يمرض الزوج، يفقد رغبته في البقاء في البيت، ناهيك عن الرغبة في السفر مع زوجته، تفقد الزوجة أيضاً اهتمامها بالسفر للأماكن الرومانسية وبمباهج أخرى، تفضل جلسات النميمة وفحوصات المستشفى! ويا للخسارة أين ذهبت الأحلام المؤجلة؟ إن أحد أكبر أوهامنا تصديقنا بإمكانية تأجيل الأحلام، وتخزين الوقت في ثلاجة الأيام! بينما لا شيء يمكن تأجيله أو تخزينه أبداً، من كان له حلم فليعشه اليوم، فالغد يمكن أن لا يأتي يوماً!

«العزلة» بداية عروض المونودراما المدرسية بمهرجان الفجيرة
«العزلة» بداية عروض المونودراما المدرسية بمهرجان الفجيرة

صحيفة الخليج

time١٥-٠٤-٢٠٢٥

  • صحيفة الخليج

«العزلة» بداية عروض المونودراما المدرسية بمهرجان الفجيرة

* الطلاب ينافسون المحترفين بالأداء والقضايا المطروحة انطلقت، الاثنين، بجمعية زايد التعليمية في دبا، عروض المونودراما المدرسية، ضمن فعاليات مهرجان الفجيرة الدولي للمونودراما في نسخته الحادية عشرة. وتقام هذه العروض لأول مرة في تاريخ المهرجان ضمن جهود اللجنة المنظمة لتنمية ودعم المواهب الشابة في مجال المسرح والفنون. افتُتحت الفعالية بمسرحية «العزلة» من إخراج محمد ملكاوي، وأداء الطالب حامد أحمد الحفيتي، الذي أذهل الحضور بأدائه. بدأ العرض في ضوء خافت، حيث جلس البطل أمام مرآة، ليُجسد شخصية شاب يعاني التوحد. من خلال تقمصه لعدة شخصيات، عبّر الحفيتي عن معاناة الوحدة ورغبته في الاندماج مع الآخرين، لينتهي العرض بصراخه: «أنا هنا، أنا موجود رغم التحديات». ولاقى الأداء تفاعلاً كبيراً من الجمهور، واعتُبر رسالة إنسانية عميقة عن التحديات التي يواجهها أصحاب الهمم. وقال ملكاوي: «المشاركة في المهرجان تجربة فريدة من نوعها، فالمسرح المدرسي له خصوصيته، إذ نتعامل مع شباب يخطون خطواتهم الأولى في عالم المسرح. العمل على عرض مونودرامي مع طالب مثل حامد أحمد الحفيتي كان تحدياً كبيراً، لكنه أثبت موهبته وقدرته على التقمص والإبداع. وفي عرض«العزلة»، استطاع أن يجسد ست شخصيات مختلفة خلال عشرين دقيقة، وهو أمر ليس سهلاً حتى على المحترفين». أما حامد أحمد الحفيتي، فعبّر عن سعادته بالمشاركة قائلاً: «سعدت برؤية الجمهور متفاعلاً مع العرض، ما حفزني لأقدم أفضل ما لدي. رغم أنني معتاد على الوقوف على خشبة المسرح، وفزت بجوائز، فإنني شعرت ببعض التوتر، لكن شغفي بالمسرح تغلب على ذلك». طرح عاطفي ضمن اليوم الأول أيضاً، لفت العرض المسرحي «لن تتعلّم شيئاً» الأنظار بطرحه العاطفي العميق لقضية انعدام التواصل الأسري وآثاره السلبية في الأبناء. المسرحية، من إخراج عادل الغاشي وأداء الطالب خالد إبراهيم أحمد الظنحاني. وعبّر الغاشي عن فخره بعمل الطالب خالد الظنحاني وأدائه المميز، مشيراً إلى أهمية تشجيع الطلاب على خوض تجارب المسرح المونودرامي. وقال: «العرض ثمرة جهد كبير امتد لأسابيع، وقدم خالد أداءً رائعاً، خاصة أمام جمهور كبير في حدث بهذا الحجم. نحن، كمخرجين ومعلمين، نسعى دائماً لتحفيز الطلاب على تطوير مهاراتهم المسرحية؛ لأن المسرح ليس مجرد أداة فنية، بل وسيلة للتعبير عن الذات وبناء الشخصية. والمسرح يساعدنا على التعبير بحرية، ومقولة صاحب السموّ الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى، حاكم الشارقة: «لنجعل المسرح مدرسة للأخلاق والحرية، تلخص جوهر ما نسعى لتحقيقه من خلال هذه التجارب». وقال الطالب خالد الظنحاني: «كانت تجربة رائعة ورغم أنني شعرت ببعض التوتر في البداية، إلا أنني سرعان ما سيطرت على الموقف. المسرح بالنسبة لي عالمي المفضل، وأحبّه أكثر من أي شيء آخر». رسائل اليوم الأول أيضاً شهد عرضاً مميزاً بعنوان «رحلة سارة» من إخراج سالي عطيفي وبطولة الطالبة سجي العنتلي. «رحلة سارة» يسلط الضوء على أهمية مواجهة الفشل بشجاعة، ويؤكد أن التحديات والعقبات التي نواجهها قد تكون بوابة لتحقيق نجاحات عظيمة. المسرحية جاءت بأسلوب مونودرامي يعتمد على الأداء الفردي، ما أتاح للطالبة فرصة للتألق على خشبة المسرح وتقديم عرض يحمل أبعاداً إنسانية عميقة. وتميز العرض بقدرة بطلته على إبراز مشاعر الشخصية التي تجسدها، وأظهرت ثقة كبيرة بأدائها على المسرح، ما جعلها تتواصل بشكل مميز مع الجمهور وتنقل رسائل العمل بكل احترافية وإحساس عالٍ. أما عرض «خطوة»، من إخراج سعيد الهراسي وأداء الطالب محمد اليماحي، فتناول قضايا مرحلة المراهقة وما يرافقها من تحديات نفسية واجتماعية، وتشتت أذهانهم وأفكارهم وتخليهم عن ممارسة الأمور الطبيعة في حياتهم في سبيل الجلوس أمام هواتفهم المحمولة. عبّر الهراسي عن فخره بالعرض الذي قدمه الطالب محمد اليماحي، مشيراً إلى أهمية هذه التجربة في تعزيز ثقة الطلاب بأنفسهم. وقال: «عرض (خطوة) تجربة متميزة أثبتت أن الطلاب قادرون على مواجهة التحديات الكبيرة، مثل الوقوف منفردين على خشبة المسرح. وما شاهدناه نتاج جهد كبير من الطالب الذي استغل التدريبات بشكل إيجابي وقدم أداء رائعاً أمام الجمهور». أما اليماحي، فأعرب عن سعادته الكبيرة بالمشاركة في العمل، قائلاً: «تجربة رائعة ومملوءة بالتحديات، لكنني شعرت بسعادة كبيرة وأنا أؤدي دوري على المسرح، فهو عالمي الذي أجد فيه نفسي، وأحببت أن أكون جزءاً من هذا المهرجان الذي أظهر لي قدراتي الحقيقية. أتمنى أن أواصل، وأقدم أعمالاً تلامس قلوب الجمهور». قال محمد سعيد الضنحاني، مدير الديوان الأميري بالفجيرة ورئيس اللجنة العليا المنظمة للمهرجان: «مستمرون في تقديم المفاجآت، وهذا التطور الكبير الذي شهدته الدورة الحالية يعد خطوة جريئة ومهمة. اليوم، نشهد بداية عروض المونودراما المدرسية، وهي تجربة تُقام لأول مرة في المهرجان، وتشمل مشاركة 14 مدرسة من الإمارة. هذه الخطوة تمثل أساساً متيناً لبناء جيل واعٍ ومبدع في مجال المسرح الجاد، ونحن فخورون بأن تكون هذه الانطلاقة من أرض الفجيرة». وأضاف: «نعبّر عن امتناننا العميق لسموّ الشيخ محمد بن حمد الشرقي، ولي عهد الفجيرة، لدعمه ورعايته هذه التجربة الفريدة التي تهدف إلى تعزيز الفنون المسرحية بين الشباب. وأشكر كل القائمين على المهرجان واللجان التنظيمية الذين بذلوا جهوداً كبيرة لنرى هذا النجاح». وقال الفنان مرعي الحليان، عضو لجنة التحكيم في عروض المونودراما المدرسية: «تقديم المسرح المدرسي فن المونودراما يُعد تجربة جريئة وغير مسبوقة، حتى على مستوى الجامعات، فقلما تُتاح فرصة كهذه، وهي تأتي لأول مرة في المنطقة، وتعكس رؤية مهرجان الفجيرة الدولي للمونودراما في تعزيز ثقافة هذا الفن المسرحي الفريد داخل القطاع المدرسي». واعتبر أن غرس ثقافة المونودراما في المدارس مكسب كبير؛ لأنه يركز على بناء الممثل، وهو أساس المسرح. وقال: «عندما يتمرّس الطالب على الأداء وحيداً على الخشبة، يكتسب مهارات استثنائية في التمثيل والثقة بالنفس. لذلك أعتقد أن هذه التجربة ستثمر جيلاً جديداً من الممثلين المتمرسين الذين سيبدؤون من المسرح المدرسي، ليصبحوا قاعدة قوية لمستقبل المسرح في الإمارات والمنطقة». وأشادت الممثلة وعضو لجنة التحكيم أحلام حسن بهذه التجربة الفريدة قائلة: «إدخال مسرح المونودراما المدرسي ضمن المهرجان يُعدّ نقلة نوعية وجريئة. وأشعر بسعادة غامرة لرؤية هؤلاء الطلاب يتحمّلون مسؤولية تقديم عروضهم وحدهم على المسرح، ويعبرون عن أفكارهم ومشاعرهم. النصوص المقدمة تعكس واقعهم، مشكلات جيلهم، وما يعانون، وهو أمر نابع من صميم حياتهم. أتمنى استمرار هذا المهرجان وتألقه في الدورات المقبلة، لأنه يفتح آفاقاً جديدة للشباب ويوفر لهم منصة للتعبير والإبداع». ووصفت الممثلة فاطمة جاسم التجربة بأنها خطوة شجاعة. وقالت: «الأعداد الكبيرة من المشاركين تعكس الشغف بهذا النوع من المسرح. المونودراما تُعد من أصعب الأنواع، لأنها تعتمد على أداء فردي يتطلب قدراً عالياً من التركيز والمهارة. لذلك أشعر بالسعادة لرؤية الأطفال وهم يخوضون هذا التحدي، ويعبرون على خشبة المسرح عن أفكارهم ومشاعرهم. النصوص المقدمة تناولت قضايا معاصرة تمس حياتهم اليومية، وطرحت مشكلات تعبر عن جيلهم. أتمنى أن يستمر هذا المهرجان في تقديم تجارب جديدة». بدوره، أكد الفنان حبيب غلوم، أهمية المونودراما في المسرح المدرسي، وقال: «المونودراما مسرح فكري يعتمد على ممثل واحد يوصل الرسالة إلى الجمهور، وهو خيار مثالي. هذا النوع يعالج التحديات التي تواجهنا في المسرح المدرسي، مثل صعوبة جمع الطلاب للتدريبات بسبب مواعيد الدراسة. والتركيز على طالب واحد يمنحنا فرصة لتطوير إمكاناته وتأهيله ليصبح جزءاً من خريطة المسرح الإماراتي مستقبلاً». وأشاد د. محمد أبو الخير، عضو لجنة التحكيم، بأهمية إدخال فن المونودراما إلى المسرح المدرسي، قائلاً: «وجوده خطوة متميزة جداً، لأنه يتيح للطلاب الفرصة للوقوف بمفردهم على الخشبة، ما يعزز ثقتهم بأنفسهم، ويطور مهاراتهم في النطق والإحساس وإخراج الألفاظ. المونودراما كفن يعتمد على عناصر متكاملة مثل الديكور، والموسيقى، والملابس، والإكسسوارات، ما يسهم في تطوير مواهب الطلاب ويتيح لهم التعرف على مختلف الفنون المسرحية». وأضاف: «هذه التجربة تمثل خطوة فريدة؛ لأنها لا تقتصر على صقل مهارات الأداء، بل تسهم أيضاً في بناء فكر ووجدان الطلاب من خلال التربية الفنية والتذوق النقدي. إدخال هذا النوع من المسرح في المدارس يعكس رؤية مستقبلية رائعة، ونحيي جهود إمارة الفجيرة ووزارة التربية والتعليم على هذا التعاون المثمر». «العزلة» بداية عروض المونودراما المدرسية بمهرجان الفجيرة

15 عرضاً في مهرجان الفجيرة لمونودراما المسرح المدرسي
15 عرضاً في مهرجان الفجيرة لمونودراما المسرح المدرسي

البيان

time١٣-٠٤-٢٠٢٥

  • البيان

15 عرضاً في مهرجان الفجيرة لمونودراما المسرح المدرسي

عروض متنوعة يتضمنها مهرجان الفجيرة لمونودراما المسرح المدرسي الذي ينطلق اليوم في مجمع زايد التعليمي ضمن فعاليات النسخة الحادية عشرة من «مهرجان الفجيرة الدولي للمونودراما». وكشف خليفة التخلوفة، مدير مهرجان الفجيرة لمونودراما المسرح المدرسي أن الحدث سيعرض مسرحيات متنوعة مثل «العزلة» و«لن تتعلم شيئاً» و«خطوة» و«رحلة سارة»، ويهدف إلى تمكين الطلاب من استكشاف إمكاناتهم المسرحية وتعزيز ثقتهم بأنفسهم، ليكون المسرح المدرسي الحاضنة الأولى للمواهب، التي تطل من خلال مهرجان الفجيرة الدولي للمونودراما على عالم الفن والمسرح. وأوضح أن فعاليات «المسرح المدرسي» ستعرض مسرحيات متعددة منها «وحدي بالمنزل» و«جدتي حياتي» في مجمع زايد التعليمي في منطقة محمد بن زايد، بينما تُقدم مسرحية «اختلافي قوتي» في مدرسة مربح حلقة ثالثة للبنات، وفي يوم 16 أبريل، سيكون الجمهور على موعد مع عروض مثل «أبواب الزمن» و«الحياة» و«أوتار الزمن»، إضافة إلى «بين ألسنة النار» في مواقع مختلفة من مجمع زايد التعليمي، أما يوم 17 أبريل، فستُعرض مسرحيات «الوهم» و«حلم» و«عندما أكون نعامة» و«الصمت»، حيث تتوزع هذه العروض في عدة مواقع بمجمع زايد التعليمي. وأشار التخلوفة إلى أن مهرجان «الفجيرة لمونودراما المسرح المدرسي» يمثل فرصة نادرة للشباب المغرمين بالمسرح، حيث يتيح لهم المشاركة في 15 عرضاً مسرحياً من إعداد وتنفيذ طلاب المدارس، مؤكداً أن المهرجان يُعَد منصة ملهمة تمنح الشباب مساحة للتعبير عن أنفسهم وإبداعاتهم أمام نخبة من كبار المسرحيين والنقاد. وأضاف إن المهرجان لا يقتصر على تقديم العروض، بل يتضمن جلسات نقدية تُعقد عقب كل عرض، حيث يلتقي المشاركون مع كبار النقاد والمسرحيين لمناقشة عناصر العرض المختلفة، ويرى أن هذه الجلسات تتيح للشباب فرصة التعلم من الخبرات والتجارب المسرحية الكبيرة، ما يعزز من قدراتهم الفنية ويمنحهم رؤية أعمق تجاه المسرح. وأوضح أن المهرجان ليس فقط يمنح الشباب فرصة تقديم عروضهم، بل كذلك يحرص على تقديم تجربة تعليمية شاملة، تُسهم في صقل مواهبهم وتحفيزهم على تطوير أنفسهم. وأكد أن المسرح المدرسي، يُعد خطوة رائدة وغير مسبوقة على مستوى الوطن العربي، كونه يُطلق أول مرة ضمن فعاليات النسخة الحادية عشرة من «مهرجان الفجيرة الدولي للمونودراما»، وأوضح أن المهرجان يهدف إلى تعزيز حضور الشباب في المشهد المسرحي، وفتح آفاق واسعة أمام المواهب المدرسية لتطوير قدراتهم الفنية والإبداعية، بما يسهم في بناء جيل جديد من رواد المسرح العربي. ولفت إلى أن مهرجان الفجيرة لمونودراما المسرح المدرسي يلقى اهتماماً كبيراً من قبل المسؤولين والمنظمين، الذين يسعون إلى تفعيل دور الشباب في المشهد المسرحي وإدماجهم في عالم الفنون، ما يسهم في تمكين جيل جديد من الفنانين، ومنحهم الفرصة لتقديم أعمالهم أمام كبار المسرحيين والنقاد والجمهور. وأعرب عن إعجابه بحماس الطلاب المشاركين، قائلاً: «شاهدت حماس الطلاب وسعادتهم بالمشاركة ضمن فعاليات هذا المهرجان الدولي المهم». وقال: «إن الطلاب المشاركين في المهرجان عملوا بجد واجتهاد على عروضهم منذ أكثر من ستة أشهر، وأتوقع أن نشاهد عروضاً رائعة ومتميزة، حيث إن جهودهم تستحق التقدير، ونتمنى لهم التوفيق». وشدد على أهمية التجريب المسرحي في بناء شخصية الفنان الشاب، مؤكداً أن المهرجان يسعى إلى تشجيع المشاركين على إطلاق العنان لخيالهم وخوض تجارب جديدة في عالم المسرح، مضيفاً: «المسرح هو مساحة للابتكار والتعبير، ونريد من الشباب أن يشعروا بالحرية التامة في تقديم أفكارهم وتجاربهم الإبداعية. فهدفنا هو بناء جيل شاب يمتلك الجرأة على التجريب والابتكار». وأشار التخلوفة إلى أن مهرجان «الفجيرة لمونودراما المسرح المدرسي» يعكس رؤية إمارة الفجيرة في دعم الثقافة والفنون، وتعزيز مكانة المسرح أداة حيوية للتعبير والتطوير المجتمعي.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store