logo
أوهامنا الكثيرة

أوهامنا الكثيرة

البيانمنذ 5 أيام

الحياة ليست كلها حقائق بطبيعة الحال، وهي ليست وهماً كما يقول البعض، إنها مزيج من كل هذا وذاك، لكنها حتماً تعج بالكثير من الأوهام التي تزج في رؤوسنا دون إرادتنا أحياناً، ذلك يحدث في سنوات مبكرة، وفي ظروف مختلفة تكون درجة هشاشتنا وضعفنا ووعينا أقرب للصفر! وأحياناً نصنع نحن أوهامنا بأنفسنا، ونتكئ عليها كي نقاوم الكثير من المصاعب والتحديات، ومع مضي الوقت تلتصق هذه الأوهام بعقولنا، وتصير جزءاً من حياتنا، وتظل هناك لا تتغير، ولا يطرأ عليها تبدل طالما أننا لا نراجعها، ولا نقلبها، ولا نتثبت من صحتها وقوتها ومنطقيتها!
إننا نعيش حضور الوهم في أوسع تجلياته، عندما نصدق أننا اليوم أكثر تواصلاً مع بعضنا البعض ومع العالم، هذا أحد أكبر أوهام الإنسانية في هذا الزمن، بينما الحقيقة أننا أكثر قدرة على الوحدة واحتمال العزلة وعلى التلصص على حيوات بعضنا عبر التقنية والتطور وثورة المعلوماتية، نحن أكثر تبجحاً على استعراض أشيائنا وهشاشتنا وانتصاراتنا الوهمية، وأكثر قدرة على الابتعاد عن بعضنا والاستغناء عن إنسانيتنا، وهذا كله لا يعني على الإطلاق أننا أكثر تواصلاً مع بعضنا!
أحد أوهامنا أننا نراكم أحلاماً جميلة، ومشاريع بانتظار الانتهاء من الوظيفة، أو لحين يكبر الأولاد، ويصير الزوج متناغماً مع متطلبات زوجته، نقول لأنفسنا: غداً سينتهي كل هذا الانشغال، وسنتفرغ لتلك الأحلام المؤجلة، ثم يمر العمر، نكبر، يمرض الزوج، يفقد رغبته في البقاء في البيت، ناهيك عن الرغبة في السفر مع زوجته، تفقد الزوجة أيضاً اهتمامها بالسفر للأماكن الرومانسية وبمباهج أخرى، تفضل جلسات النميمة وفحوصات المستشفى!
ويا للخسارة أين ذهبت الأحلام المؤجلة؟ إن أحد أكبر أوهامنا تصديقنا بإمكانية تأجيل الأحلام، وتخزين الوقت في ثلاجة الأيام! بينما لا شيء يمكن تأجيله أو تخزينه أبداً، من كان له حلم فليعشه اليوم، فالغد يمكن أن لا يأتي يوماً!

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

مصيدة «الترند».. أم تسويق ذكي؟
مصيدة «الترند».. أم تسويق ذكي؟

البيان

timeمنذ 18 ساعات

  • البيان

مصيدة «الترند».. أم تسويق ذكي؟

في زمنٍ تُقاس فيه القيمة بعدد المشاهدات، لم يعد (الترند) مجرّد موجة عابرة، بل أصبح «سلعة» تُغلف ببريق اللحظة، وتُعرض في سوق الوعي الجمعي للشراء والاستهلاك السريع. فيديو، نغمة، أو حتى أزمة عابرة، تتحوّل إلى مركز اهتمام عالمي، ثم تُنسى كأنها لم تكن. ومع هذا التكرار، نبدأ بفقدان إحساسنا بما هو حقيقي، وما هو مُفتعل. ينقسم المجتمع كما تنقسم المرايا: من يُلاحق (الترند) ويُقلّده دون وعي، ومن يقف متأملاً بخوفٍ من أن تضيع البوصلة. وسط هذا الانقسام، يبرز المؤثر كصوت عالٍ يقود الجمهور، لا مجرد فرد يشارك رأياً. فالمؤثر ليس فقط من يصنع الترند، بل من يزرع أثره في النفوس، خاصة تلك النفوس الصغيرة التي لم تتشكل بعد. لكن السؤال الأهم: هل (الترند) خطة تسويق ذكية؟ قد يُخيَّل إلينا ذلك، لأن الشركات والمؤثرين يجنون الأرباح من ركوب الموجة. إلا أن الحكمة تقول: ليس كل ضوء برقٍ يدل على الطريق. فالتسويق الذكي لا يعتمد على ضجيج اللحظة، بل على البقاء بعد الصمت، على بناء ثقة لا زيف شهرة. لكن الخطر الأكبر يحوم حول فلذة أكبادنا من الأطفال والمراهقين، بقلوبهم الغضة وعقولهم المتشكّلة، يصبحون أكثر عرضة للانجراف خلف كل موجة رائجة. فالترند بالنسبة لهم ليس مجرد ترفيه، بل بوابة تعريف الذات، ووسيلة للشعور بالانتماء. وهنا تتضاعف المسؤولية: على المؤثر أن يعي تأثيره، وعلى المتابع أن يتحقق قبل أن يتبع. ولحماية أنفسنا من هذه المصيدة، علينا أن نعود للسؤال الجوهري والعميق: «لماذا أتابع؟» نحتاج لفلترة المحتوى، لا رفضه كلياً، بل استهلاكه بوعي. أن نعلّم أبناءنا التمييز بين ما يُثريهم وما يُفرغهم، أن نصنع بأنفسنا معياراً لما يستحق المتابعة. الترند ليس عدواً دائماً، لكنه ليس صديقاً دائماً أيضاً. ما يحدّد قيمته هو طريقة تفاعلنا معه. فإما أن نكون تابعين، وإما أن نكون قادة بوعي.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store