
قبل إيران… 'بيبي' ربح المواجهة مع ترامب!
ما بعد الضربة الإسرائيلية لإيران ليس كما قبلها. تماماً مثلما أنّ قبل هجوم 'طوفان الأقصى' الذي شنته 'حماس' على مستوطنات إسرائيلية في غلاف غزّة، ليس كما قبله. من 'طوفان الأقصى'، الذي قاده باسم 'حماس' الراحل يحيى السنوار في السابع من تشرين الأوّل – أكتوبر 2023، إلى حرب غزّة، إلى هزيمة 'الحزب' في لبنان وفرار بشّار الأسد من دمشق وسقوط النظام العلوي في سوريا… إلى الضربة التي تلقتها 'الجمهوريّة الإسلاميّة' في إيران، يوجد حبل غليظ يربط بين كلّ هذه الأحداث.
هذا الحبل الغليظ حبل إيراني، لكنّه يشكّل في الوقت ذاته دليلاً على العلاقة العضوية بين الولايات المتحدة وإسرائيل. صحيح أنّ إسرائيل نفّذت الضربة، لكنّ ذلك لم يكن ممكناً لولا الدعم الأميركي، خصوصاً عبر القنابل الضخمة.
هل تتعظ إيران وتستوعب أنّها خسرت الحروب التي شنتها على هامش حرب غزّة وأنّها تحولت إلى ضحيّة من ضحايا تلك الحرب، وبات عليها الإعتراف بالأمر الواقع؟
إنّها الهزيمة
يعني الإعتراف بالأمر الواقع أن لا إسم آخر للهزيمة غير الهزيمة. ليست الضربة سوى هزيمة نهائيّة للمشروع التوسّعي الإيراني الذي هزم نفسه في الداخل الإيراني قبل أن يسقط خارج إيران… إن في العراق وإن في سوريا وإن في لبنان وإن في اليمن.
قبل كلّ شيء، كشفت الضربة، أقلّه في ضوء توقيتها، تفوّق الأجندة الإسرائيلية على الأجندة الأميركيّة. لم تنتظر حكومة بنيامين نتانياهو جولة المفاوضات الجديدة الأميركيّة- الإيرانيّة التي كانت مقرّرة في الخامس عشر من الشهر (حزيران – يونيو) كي تنفّذ ضربتها التي يفترض أن تجيب عن السؤال الآساسي: هل النظام الإيراني القائم قابل للحياة أم لا؟
في ضوء هزيمة 'حزب الله' وهزائم إيران: ما الذي ستفعله إسرائيل بانتصارها؟
إذا كانت الضربة الإسرائيلية لإيران أظهرت شيئاً، فهي أظهرت رفض الإعتراف بالهزيمة من جهة وعدم تصديق وجود واقع جديد في المنطقة من جهة أخرى. يتمثّل هذا الواقع في خروج إيران من سوريا إلى غير رجعة، وذلك للمرّة الأولى منذ العام 1979 تاريخ قيام 'الجمهورية الإسلاميّة' نتيجة سقوط نظام الشاه بحسناته وسيئاته.
ينطبق التفكير الإيراني على تفكير 'حزب الله' الذي ليس سوى لواء في 'الحرس الثوري' الإيراني. يسعى 'الحزب' إلى إثبات أنّه لا يزال موجوداً في لبنان وأنّ سلاحه الجديد – القديم المتمثل في 'الأهالي'، الذين يعتدون على عناصر القوة الدولية المؤقتة في جنوب لبنان UNIFIL لا يزال وسيلة ضغط على الدولة اللبنانيّة. يعتدي 'الأهالي' على عناصر من القوة الدوليّة لإثبات أنّ 'الحزب' لا يزال حيّاً يرزق وأنّه لم يتخلّ عن الهدف الذي قام من أجله. إنّه هدف الإنتصار على لبنان واللبنانيين وليس، بكلّ تأكيد، الإنتصار على إسرائيل… والصلاة في القدس.
ثمن سيدفعه 'الحزب'
بغض النظر عن الجمود الذي يتحكّم بالوضع الداخلي اللبناني، ليس بعيداً اليوم الذي سيأخذ فيه 'حزب الله' علماً بأنّ الحرب مع إسرائيل من أجل السيطرة على لبنان انتهت، وأنّ هناك ثمناً للهزيمة لا بدّ من دفعه.
آكثر من ذلك، على 'الحزب' استيعاب أنّ عليه تفادي توريط لبنان في حرب أخرى ستكون وبالاً عليه وعلى أبناء الطائفة الشيعية وعلى اللبنانيين عموماً. ما كان صالحاً في صيف العام 2006 لم يعد صالحاً في السنة 2025، أقلّه لسبب واحد يعود إلى تبدّل الوضع السوري. لم تعد سوريا جسراً يمرّ عبره السلاح إلى والمال إلى 'الحزب'. لم تعد الشراكة بين 'الحزب' والنظام السوري موجودة، لا في ما يخص تهريب المخدرات إلى الخليج السلاح إلى الأردن. توجد سوريا جديدة لا يتردّد رئيسها أحمد الشرع في الإعتراف بأنّ العدو الأوّل لبلده هو إيران التي سعت إلى تغيير التركيبة الديموغرافية للبلد…
إذا كانت الضربة الإسرائيلية لإيران أظهرت شيئاً، فهي أظهرت رفض الإعتراف بالهزيمة من جهة وعدم تصديق وجود واقع جديد في المنطقة
متى يعترف 'حزب الله' بهزيمته ويقدم خدمة حقيقية للبنان واللبنانيين الذين عانوا طويلاً من وجوده، خصوصاً بعدما نفّذ كلّ عمليات الإغتيال المطلوب منه تنفيذها، بما في ذلك إغتيال رفيق الحريري؟ المسألة مسألة وقت لا أكثر. يستطيع 'الحزب' تسليم سلاحه اليوم بدل أن يضطر إلى ذلك لاحقاً… بناء على طلب إيراني.
يستطيع 'الحزب' البدء من الآن في التفكير كيف يمكن المساعدة في إعادة إعمار القرى التي دمّرتها إسرائيل بدل السعي إلى المتاجرة بالإحتلال الإسرائيلي بغية تبرير الإحتفاظ بسلاحه. هذا السلاح الذي أثبتت الأحداث أن لا فائدة منه باستثناء جلب الخراب والدمار والبؤس إلى البلد…
لا يمكن لجم 'بيبي'
يسير 'حزب الله' على نهج 'الجمهوريّة الإسلاميّة' التي ترفض دفع ثمن الهزائم التي لحقت بها في الحروب التي شنتها على هامش حرب غزّة. خسرت إيران كلّ حروبها قبل دخول الولايات المتحدة على خط الضربة الأخيرة. تبيّن بكل وضوح أنّ دونالد ترامب لا يستطيع لجم 'بيبي' الذي استطاع قبل 48 ساعة من الضربة التي استهدفت إيران منع العارضة من إسقاط حكومته في الكنيست. حال ذلك دون انتخابات نيابيّة باكرة.
توجد سوريا جديدة لا يتردّد رئيسها أحمد الشرع في الإعتراف بأنّ العدو الأوّل لبلده هو إيران التي سعت إلى تغيير التركيبة الديموغرافية للبلد
قبل الضربة الإسرائيلية لإيران، كان هناك تساؤل يتعلّق بما إذا كانت الإدارة الأميركيّة في وارد ممارسة أي ضغوط على الحكومة الإسرائيلية. بعد الضربة، لم يعد من مجال لأخذ ورد. لم يعد ترامب يتردّد في القول إنّه أكثر رئيس أميركي يدعم إسرائيل. ربح 'بيبي' المواجهة مع الرئيس الأميركي قبل أن يربح المواجهة التي قرّر خوضها مع 'الجمهوريّة الإسلاميّة'…
إقرأ أيضاً: القوّة الدّوليّة: ما لا يريده 'الحزب' وإسرائيل

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


عمان نت
منذ ساعة واحدة
- عمان نت
تفاصيل الرد الإيراني على "إسرائيل" 6 موجات من الصواريخ الباليستية والمسيرات
شهدت الأراضي الفلسطينية المحتلة صباح السبت، 14 يونيو/ حزيران 2025، هجومًا إيرانيًا "عنيفًا" وصف بأنه "الأقوى" ضد إسرائيل في تاريخها، وذلك ردًا على الهجوم الإسرائيلي الذي استهدف الأراضي الإيرانية وراح ضحيته عشرات الأهداف العسكرية والشخصيات العسكرية الإيرانية. قامت إيران باستهداف الاحتلال الإسرائيلي بثلاث موجات من الصواريخ ليلة الجمعة – السبت. ونقلت هيئة البث العبرية الرسمية عن الجيش الإسرائيلي قوله إنه رصد إطلاق صواريخ من إيران باتجاه إسرائيل، وطالب الإسرائيليين بـ"الدخول إلى الملاجئ والبقاء فيها حتى إشعار آخر". وفي وقت سابق مساء الجمعة، بدأ الرد الإيراني على العدوان الإسرائيلي على أراضيه. فيما ذكرت الإذاعة الإسرائيلية الرسمية أن "150 صاروخًا أُطلق من إيران"، وادعت اعتراض معظمها. الهجوم الإيراني على اسرائيل- رويترز وأكدت إيران حقها الشرعي في الرد على الهجوم، وتوعد المرشد الأعلى علي خامنئي – عبر رسالة وجهها إلى شعبه – إسرائيل بـ"رد ساحق" يجعلها تندم على هجومها. قالت وسائل إعلام إسرائيلية إن ما يُعتقد أنه صاروخ سقط في تل أبيب، وسمع شاهد من رويترز دوي انفجار قوي في القدس. ولم يتضح ما إذا كانت الضربات الإيرانية أو الإجراءات الدفاعية الإسرائيلية وراء هذا النشاط. وقالت وكالة أنباء فارس الإيرانية إن طهران شنت موجات من الغارات الجوية السبت بعد إطلاق موجتين ليل الجمعة. وقال شهود إن إحدى هذه الموجات استهدفت تل أبيب فجر اليوم، حيث سُمع دوي انفجارات في العاصمة والقدس. وجاءت تلك الغارات ردًا على الهجمات الإسرائيلية على إيران في وقت مبكر من يوم الجمعة، والتي استهدفت قادة وعلماء نوويين وأهدافًا عسكرية ومواقع نووية. وتنفي إيران أن تكون أنشطتها لتخصيب اليورانيوم جزءًا من برنامج أسلحة سرّي. وفي وسط تل أبيب، أصيب مبنى شاهق أدى إلى إلحاق أضرار بالثلث السفلي منه، في منطقة حضرية مكتظة بالسكان. ودُمر مبنى سكني في مدينة رامات جان المجاورة. وقالت خدمة الإسعاف الإسرائيلية إن 65 شخصًا أصيبوا الجمعة في منطقة تل أبيب، معظمهم بإصابات طفيفة. وأعلنت الشرطة لاحقًا عن مقتل شخص واحد، فيما عادت السلطات وأعلنت عن مقتل 3 في القصف الإيراني. وقال مسؤولان أمريكيان إن الجيش الأمريكي ساعد في إسقاط صواريخ إيرانية كانت متجهة إلى إسرائيل الجمعة. وأكد الجيش الإسرائيلي أن إيران أطلقت أقل من 100 صاروخ أمس، وتم اعتراض معظمها. وقد أصيبت عدة مبانٍ في تل أبيب ومحيطها. أثارت الضربات الإسرائيلية على إيران طوال يوم الجمعة، والرد الإيراني عليها، مخاوف من اندلاع حرب إقليمية أوسع نطاقًا، رغم أن إسرائيل قضت على الكثير من قدرات اثنين من أكبر حلفاء إيران في المنطقة: حركة حماس في غزة وجماعة حزب الله في لبنان. الهجوم الإيراني على اسرائيل- رويترز الأهداف التي استهدفتها الصواريخ والمسيرات الإيرانية في إسرائيل: نجحت منظومات الدفاع الجوي الإسرائيلية، بما في ذلك القبة الحديدية ونظام "أرو"، بدعم من الولايات المتحدة والأردن، في اعتراض الكثير من الصواريخ والطائرات المسيرة، وفقًا لـ"الغارديان" و"تايمز أوف إسرائيل". ومع ذلك، أصابت بعض الصواريخ أهدافًا، خاصة في تل أبيب وريشون لتسيون. الهجوم الإيراني على اسرائيل- رويترز أفادت "تايمز أوف إسرائيل" بمقتل ثلاثة أشخاص وإصابة العشرات، معظم الإصابات في تل أبيب ووسط إسرائيل. وذكرت "واشنطن بوست" أن 63 شخصًا على الأقل أُصيبوا في الهجمات. بعد الهجوم، أعلن رئيس بلدية تل أبيب حالة الطوارئ المحلية لمدة 48 ساعة، وفتحت السلطات مراكز طوارئ لإيواء السكان المتضررين. كما تم نشر قوات الشرطة والجيش في مناطق الإصابة لتأمينها والتحقيق في نوعية الأسلحة المستخدمة. دعا رئيس الحكومة الإسرائيلية إلى اجتماع أمني طارئ، فيما توالت إدانات دولية للهجوم مع دعوات لضبط النفس من قبل الأمم المتحدة وأطراف أوروبية. مع بدء الهجوم الإيراني، دوّت صفارات الإنذار في تل أبيب، القدس، بئر السبع، ومستوطَنات عديدة في الجنوب والوسط، إيذانًا بضرورة اللجوء الفوري إلى الملاجئ. سُجلت هذه الإنذارات على مدى ساعات طويلة متقطعة، مما تسبب بحالة من الهلع الجماعي وخلق مشاهد غير مألوفة من الهروب والاحتماء السريع. مباشرة بعد انطلاق صافرات الإنذار، شوهد مئات المدنيين يركضون في الشوارع وهم في حالة ذعر، حاملين أطفالهم أو أمتعتهم الأساسية، في محاولة للوصول إلى الملاجئ العامة أو الغرف المحصنة داخل منازلهم. في مدينة تل أبيب، بثت القنوات الإسرائيلية مشاهد مباشرة من محطة قطارات "هَهَچَنَا"، حيث توقفت الحركة فجأة وهرع الناس للنزول إلى الطابق السفلي كمأوى مؤقت. وقد أفادت عدة تقارير بأن بعض المناطق، خاصة في البلدات القديمة، لم تكن مجهزة بشكل كافٍ بالملاجئ، ما دفع الأهالي إلى اللجوء إلى مواقف السيارات تحت الأرض أو حتى الدرج الداخلي في المنازل، وهو ما زاد من حالة الارتباك والضغط النفسي. أصدرت قيادة الجبهة الداخلية في الجيش الإسرائيلي تعليمات طارئة عبر جميع وسائل الإعلام وعبر رسائل نصية جماعية إلى الهواتف المحمولة، تدعو فيها السكان إلى البقاء داخل الملاجئ أو الغرف المحصنة لفترات طويلة، محذرة من أن الهجوم قد يستمر على موجات، وأن مغادرة أماكن الاحتماء تمثل خطرًا على الحياة. الهجوم الإيراني على اسرائيل- رويترز وشملت التعليمات أيضًا تعليق الأنشطة العامة، وإغلاق المدارس والأسواق، وتعليق النقل العام، مما شل الحركة في معظم أنحاء إسرائيل لساعات. التقديرات الأولية تحدثت عن أكثر من 60 إصابة بين المدنيين نتيجة الشظايا والهلع، إضافة إلى ثلاث وفيات مؤكدة، بينهم امرأة في تل أبيب ورجلان من منطقة المركز. مع ازدياد وتيرة القصف، ظهرت تداعيات أخرى على الحياة اليومية، فالمستشفيات امتلأت ليس فقط بالمصابين، بل أيضًا بأشخاص أصيبوا بحالات هلع شديدة أو اختناق داخل الملاجئ المكتظة. واشتكى عدد كبير من السكان في مقابلات مع الإعلام المحلي من أن بعض الملاجئ كانت غير صالحة للاستخدام، أو لم تكن مجهزة بوسائل التهوية والإضاءة الكافية، ما أجبر البعض على مغادرتها بعد شعورهم بالاختناق أو الذعر من المساحات الضيقة. وصف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الهجوم الإيراني بأنه "تجاوز لكل الخطوط الحمراء وعدوان مباشر وغير مسبوق على دولة إسرائيل". وأكد أن الحكومة الإسرائيلية كانت تتوقع هذا النوع من الرد، لكنها مستعدة للردع والمواجهة، مشيرًا إلى أن العمليات العسكرية الإسرائيلية ستستمر حتى تحقيق "الردع الكامل". من جانبه، وصف وزير الدفاع الإسرائيلي إسرائيل كاتس الهجوم الإيراني بأنه "جريمة دولية واضحة تستهدف المدنيين"، مشددًا على أن "من استهدف الشعب الإسرائيلي في قلب بيته، سيدفع الثمن باهظًا مهما طال الزمن أو قصر". أما مستشار الأمن القومي تساحي هنغبي، فأكد أن الرد الإسرائيلي سيكون على مراحل، وأن الجيش "ينفذ الآن عمليات متقدمة داخل العمق الإيراني". الهجوم الإيراني على اسرائيل- رويترز قال السفير الأميركي لدى إسرائيل، مايك هاكابي، إن هذه الليلة كانت "قاسية" بسبب كثافة القصف الإيراني، إذ أطلقت طهران 6 دفعات صاروخية حتى الآن على مناطق مختلفة في إسرائيل، وأضاف أنه اضطر للذهاب إلى الملاجئ 5 مرات خلال الليل. قال أفيخاي أدرعي، المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، وفقًا لما نقل عنه موقع "تايمز أوف إسرائيل": "خلال الهجوم، أطلقت إيران أكثر من 200 صاروخ وطائرة مسيرة تجاه أهداف داخل إسرائيل، مع محاولات لاستهداف مناطق مدنية وحيوية". وأضاف: "نجحت قوات الدفاع الجوي في اعتراض معظم هذه الصواريخ، لكن بعض الصواريخ أصابت أهدافًا أدت إلى أضرار مادية. نحن نراقب الوضع عن كثب ونستعد لأي تطورات محتملة". قال يوآف جالانت، وزير الإسكان الإسرائيلي، وفق تقرير إذاعة "كان" العبرية: "في ساعات الهجوم الأولى، اضطر آلاف المواطنين إلى اللجوء إلى الملاجئ في المناطق الجنوبية والوسطى. مشاهد الذعر والفوضى كانت واضحة". وقال مئير بن شابات، مستشار الأمن القومي الإسرائيلي السابق، في مقابلة مع صحيفة "يسرائيل هيوم": "الهجوم الإيراني هذه المرة لا يشبه أي هجوم سابق، فهو تزامن مع تحركات سياسية دولية ومحاولات إيران لفرض واقع جديد في الشرق الأوسط". وأضاف: "استغلال الطائرات المسيّرة مع الصواريخ الباليستية يضع إسرائيل أمام تحدٍ أمني استراتيجي خطير، يتطلب رد فعل شامل وحازم على المستويات العسكرية والدبلوماسية". أعلن الجيش الإسرائيلي السبت إطلاق 3 هجمات صاروخية جديدة من إيران باتجاه شمال وجنوب ووسط إسرائيل. وقالت الجبهة الداخلية الإسرائيلية (تابعة للجيش) في بيان إن إيران أطلقت 3 دفعات جديدة من الصواريخ التي استهدفت مناطق واسعة في البلاد. وأضافت أن إجمالي دفعات الصواريخ الإيرانية التي استهدفت إسرائيل منذ مساء الجمعة ارتفع إلى 6. ولفتت إلى أن فرق الإنقاذ عملت في عدة مواقع بأنحاء إسرائيل سقطت فيها صواريخ إيرانية. من جانبها، أفادت صحيفة "يديعوت أحرونوت" بأن إيران أطلقت 3 دفعات صاروخية على إسرائيل خلال 15 دقيقة فقط. وذكرت الصحيفة أن "موجة القصف الإيراني الأخيرة على إسرائيل أسفرت عن تدمير 6 منازل في مناطق وسط البلاد". وقالت هيئة البث العبرية الإسرائيلية إن إسرائيليًا قُتل وأصيب 14 آخرون بجروح بعد أن أصابت صواريخ إيرانية مجموعة من المباني في جنوب تل أبيب وسط إسرائيل. وأوضحت أن الصواريخ الإيرانية تسببت في تدمير عدد من المباني بمنطقة ريشون لتسيون جنوب تل أبيب. وأشارت إلى أن دوي انفجارات سُمع في مناطق واسعة من إسرائيل، بعضها للمرة الأولى في شمال ووسط وجنوب البلاد. الهجوم الإيراني على اسرائيل- رويترز منذ فجر الجمعة، بدأت إسرائيل، وبدعم ضمني من الولايات المتحدة، هجومًا واسعًا على إيران بأكثر من 200 مقاتلة، أسمته "الأسد الصاعد"، وقصفت خلاله منشآت نووية وقواعد صواريخ في مناطق مختلفة واغتالت قادة عسكريين بارزين وعلماء نوويين. وأعلن الجيش الإسرائيلي أن هجومه "الاستباقي"، الذي تواصل على موجات متتالية، جاء بتوجيهات من المستوى السياسي، فيما قال رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إن "هدف الهجوم غير المسبوق هو ضرب البنية التحتية النووية الإيرانية ومصانع الصواريخ البالستية والعديد من القدرات العسكرية". ومساء الجمعة، بدأت إيران في الرد على الهجوم الإسرائيلي بهجوم صاروخي واسع. والهجوم الإسرائيلي على إيران اليوم يعد الأوسع من نوعه، ويمثل انتقالًا واضحًا من "حرب الظل" التي كانت تديرها تل أبيب ضد طهران عبر التفجيرات والاغتيالات، إلى صراع عسكري مفتوح يتجاوز ما شهده الشرق الأوسط منذ سنوات.

عمون
منذ 5 ساعات
- عمون
الأردن ليس بخير .. إذا غفَت العيون .. ولبس الخائن ثوب المواطن
في لحظة لا ينتبه لها الكثيرون.. لا يكون سقوط الدول من الخارج.. بقدر ما يكون من داخلها.. لا من الجيوش الغازية.. بقدر ما يكون من العيون التي لا تنام.. وهي ترصد مكامن الضعف.. ولا من الطائرات والصواريخ.. بقدر ما يكون من الشائعات.. والتشكيك.. والفُرقة بين أفراد الوطن الواحد. ما كشفته المعارك الأخيرة.. سواء مع حزب الله.. أو مع إيران.. أن العدو لا يطلق رصاصةً.. قبل أن يزرع عميلاً.. ولا يُعلن حرباً.. قبل أن يعلن خيانته أحد أبناء الأرض ذاتها.. والأخطر.. أن قائد وحدة مكافحة الموساد في إيران.. كان نفسه خنجراً مسموماً بيد الموساد ذاته.. فكيف نتصور المعركة.. حين يصبح حاميها.. هو حراميها؟!. نحن في الأردن.. لسنا في منأى عن هذه المعركة الرمادية.. التي لا تُخاض بالسلاح وحده.. بل بالعقول.. والألسن.. والمواقف.. والصفوف التي يجب أن تبقى مرصوصة.. فما يخطط له العدو.. ليس نزهة عسكرية.. بل عملية ممنهجة.. تستهدف عقل المجتمع.. وتفتيت ثقته بنفسه.. وبوطنه.. وبمن يقوده. ولذلك.. لا بد أن ننتبه.. أن نكف قليلاً عن النقد العبثي.. ونشر الشائعات.. والضرب في الخاصرة.. والمبالغة في تضخيم الأخطاء.. فالأردن ليس دولة ملائكية.. ولا مَن يحكمونه معصومين.. لكنه وطننا جميعاً.. بيتنا الذي إن تصدّع -لا قدر الله- لن يُبقي لأحدٍ سقفاً يحميه.. فلا فرق عند العدو.. بين معارضٍ وموالٍ.. ولا بين ليبرالي وإسلامي.. ولا بين ساخط وهادئ.. فكلهم مستهدفون.. وكلهم وقود لمخطط لا يرحم أحداً. علينا أن نُحصّن جبهتنا الداخلية.. لا بتكميم الأفواه.. بل بترشيدها.. ولا بإلغاء النقد.. بل بتوجيهه لما ينفع.. لا لما يهدم.. فثمة فرق شاسع.. بين الصراخ الذي يبدد الطاقات.. والكلمة الصادقة التي تحمي الجدران من التصدع.. وبين المعارض الذي يخالفك ليحميك.. وآخر يخالفك ليبيعك. مَن يُشعل فتنةً في وقت الخطر.. ولو بنية غير مقصودة.. كمن يُشعل ناراً في بيت نائم.. ثم يبرر فعلته.. بأنه لا يحب ستائر المنزل. العدو لا ينتظر أن ننقسم.. بل يراهن على ذلك.. لأن أكثر ما يُغريه للهجوم.. ليس ضعف جيشك.. بل ضعف تماسكك.. وحين يتشظى صوت الناس.. وتتعدد راياتهم.. ويعلو فيها المتفيقهون.. والخونة.. والمندسون.. والمشككون.. ومثيروا الاشاعات.. يصبح الوطن صيداً سهلاً. يا أبناء الأردن.. لنؤجل خلافاتنا.. لا لننساها.. بل لنُرجئها حتى تمر العاصفة.. فلنوقف الشكوى قليلاً.. ولنترك النقد جانباً.. ولنتوحد خلف بوابة الوطن.. لأنه إن سقط الباب -لا سمح الله- لن يسأل أحد عن مفاتيح الإصلاح.. أو التغيير. أبناء وطننا الغالي.. كونوا صفاً واحداً.. لا لأنه لا خلاف بينكم.. بل لأنكم تدركون.. أن ما يجمعكم.. أعظم بكثير مما يفرّقكم.. وليكن كلٌّ منكم عيناً لا تغفو.. وسنداً لا يتخاذل.. فالعين التي لا ترى إلا عيوب بيتها.. ستبكي إن سقط.. ولم ولن تجد مأوى غيره. هذا نداء حبٍ لوطنٍ لا نملك غيره.. فإن لم نحمه نحن.. فلن يحميه أحد سوانا.


أخبارنا
منذ 5 ساعات
- أخبارنا
كاتب أمريكي: هكذا استطاعت إسرائيل تجنيد عملاء داخل النظام الإيراني
أخبارنا : نيويورك ـ نشر الكاتب الأمريكي توماس فريدمان، مقالا في صحيفة "نيويورك تايمز' قال فيه إن الهجوم الإسرائيلي على إيران، الذي استهدف البنى التحتية النووية الإيرانية ينضاف لقائمة الحروب الحاسمة التي غيرت قواعد اللعبة وأعادت تشكيل منطقة الشرق الأوسط منذ الحرب العالمية الثانية. وأوضح فريدمان أن الحروب التي يعنيها هي التي حدثت في 1956، 1967، 1973، 1982، 2023، والآن 2025. وأكد الكاتب ـ الذي لا يخفي دعمه لإسرائيل، وانتقاده لنتنياهو حرصا عليها ـ على أنه من السابق لأوانه معرفة التداعيات المحتملة للهجوم الحالي على مسار الأحداث في الشرق الأوسط، لكنه رجح أن تمضي الأمور في اتجاهين متناقضين تماما، أحدهما اعتبره إيجابيا للغاية وهو "إسقاط النظام الإيراني واستبداله بنظام أكثر لياقة وعلمانية وتوافقية'، والآخر سلبي للغاية يتمثل في اشتعال المنطقة بأكملها ودخول الولايات المتحدة على خط الأزمة. وبين هذين النقيضين، لا يستبعد فريدمان حلا وسطا تفاوضيا مؤقتا، مبنيا على كون الهجوم رسالة من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى الإيرانيين مفادها: "ما زلت مستعدا للتفاوض على إنهاء سلمي لبرنامجكم النووي، وقد ترغبون في ذلك على وجه السرعة.. أنا في انتظار مكالمتكم'. ويرى فريدمان أن ما يجعل الصراع بين إيران وإسرائيل عميقا إلى هذا الحد هو سعي إسرائيل لمواصلة القتال هذه المرة حتى تتمكن من القضاء نهائيا على البرنامج النووي الإيراني. وذكر الكاتب في هذا الصدد أن إسرائيل كانت تصوب سلاحها نحو البرنامج النووي الإيراني عدة مرات خلال الـ15 سنة الماضية، ولكن في كل مرة كانت تتراجع في اللحظة الأخيرة إما تحت الضغوط الأمريكية وبسبب عدم ثقتها بقدراتها العسكرية، ومن ثم فإن ما يحدث حاليا قد يعتبر نتيجة طبيعية لذلك المسعى الإسرائيلي. النتائج المباشرة وعن النتائج العملية المباشرة للهجوم الإسرائيلي، يرى فريدمان أنه إذا نجحت إسرائيل في إلحاق الضرر بالمشروع النووي الإيراني بما يكفي لإجبارها على وقف عمليات التخصيب ولو مؤقتا على الأقل، فإن ذلك من شأنه أن يمثل مكسبا عسكريا كبيرا لإسرائيل. لكن الأمر المهم، وفقه، هو التأثير المحتمل للصراع على منطقة الشرق الأوسط، خاصة على ما يصفه بـ "النفوذ الإيراني الخبيث' في العراق ولبنان وسوريا واليمن، حيث قامت طهران برعاية وتسليح مليشيات محلية للسيطرة بشكل غير مباشر على تلك البلدان. وذكر فريدمان أن "تراجع النفوذ الإيراني في المنطقة بدأ بقرار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو -المطلوب من المحكمة الجنائية الدولية بتهم ارتكاب جرائم حرب- بقطع رأس ميليشيا حزب الله وشلها، وكان من نتائجه في لبنان وسوريا، تشكيل حكومات تعددية وانتعاش حالة الأمل رغم أن البلدين لا يزالان في حالة ضعف'. معلومات استخباراتية وعلق الكاتب أيضا على سلوك نتنياهو، وقال إنه على الصعيد الإقليمي يتصرف دون التزام بقيود أيديولوجية أو سياسية، أما في تعامله الداخلي مع الطرف الفلسطيني، فإن قراراته، خاصة منع إقامة دولة فلسطينية، تتأثر برغبته في البقاء في السلطة باعتماده على اليمين المتطرف، ولذلك، أغرق الجيش الإسرائيلي في رمال غزة المتحركة، ووصف الكاتب ذلك بأنه "كارثة أخلاقية واقتصادية وإستراتيجية'. وفي تفاصيل الهجوم الإسرائيلي، تساءل الكاتب: "كيف كانت المعلومات الاستخباراتية الإسرائيلية عن إيران جيدة لدرجة أنها حددت مواقع عدد من كبار القادة والضباط العسكريين الإيرانيين وقتلتهم؟'. ويرى الكاتب أن الإجابة عن هذا السؤال توجد في مسلسل "طهران' الذي تبثه "آبل تي في بلس' عن عميل إسرائيلي للموساد في طهران. ويستخلص فريدمان من ذلك المسلسل مدى استعداد عديد من المسؤولين الإيرانيين للعمل لصالح إسرائيل، وذلك بسبب كرههم الشديد لحكومتهم، وهذا يسهّل على إسرائيل تجنيد عملاء في الحكومة والجيش الإيرانيين على أعلى المستويات. أما إذا ما فشلت إسرائيل في هذه العملية العسكرية وخرج النظام الإيراني جريحا وتمكن لاحقا من استعادة قدرته على بناء سلاح نووي، فإن السيناريو المحتمل في نظر الكاتب هو حرب استنزاف طويلة الأمد بين أقوى جيشين في المنطقة، وبالتالي استمرار حالة الاضطراب وتفاقم أزمة النفط، وربما إقدام إيران على مهاجمة الأنظمة العربية الموالية لأمريكا والقوات الأمريكية في المنطقة. سيناريو تدخل أمريكا وخلص الكاتب إلى أنه في هذه الحالة، فلن يبقى أمام إدارة الرئيس دونالد ترامب سوى التدخل بشكل مباشر، ليس فقط لإنهاء تلك الحرب، ولكن من أجل القضاء على النظام الإيراني، وهذا سيناريو لا أحد يمكن أن يتكهن بتبعاته. وعن مستقبل منطقة الشرق الأوسط، يوضح الكاتب أن أهم درسين يمكن استخلاصهما من التاريخ هما: أن أنظمة شبيهة بإيران تظل تبدو قوية إلى أن تفقد قوتها وتنهار بسرعة. أما الدرس الثاني، وفقا لفريدمان، فهو أن نهاية الاستبداد في الشرق الأوسط لا تعني بالضرورة قيام الديمقراطية، بل إن البديل قد يكون حالة اضطراب طويل. وأخيرا، فبقدر ما يجاهر الكاتب برغبته في سقوط النظام الإيراني، فإنه يحذر من تداعيات ذلك