logo
فلسطين.. حين تصير الجراح ميزانًا للعدالة

فلسطين.. حين تصير الجراح ميزانًا للعدالة

بالواضحمنذ 15 ساعات
بقلم: سعيد عاتيق
بعيدًا عن التفسيرات الدينية، وبمنأى عن كل المزايدات الإيديولوجية والإسلاموية، يحق لنا أن نطرح السؤال الجوهري، بل الإشكالي: هل سيكون الفلسطيني ـ هذا الإنسان المعذب في الأرض ـ شريكنا في يوم الحساب؟
أم سيقف وحده ليواجه عالمًا بأسره خان وعده ومواثيقه؟
هل دار البوار، حيث يلقى الطغاة والمجرمون مصيرهم، تتسع لمزيد من الأبرياء؟
هل تستقبل الزبانية من اقتُلعت جذورهم من أرضهم عنوة، لا لذنب اقترفوه، سوى أنهم أرادوا أن يتنفسوا هواء حرًّا و أن يعيشوا بكرامة؟
ما يقارب قرنا من الزمن، والفلسطيني يتلوّى في جحيم لا يُطاق.
قرن من التهجير، والقمع، والحصار، والمجازر.
قرن من التخلي والخيانة والصمت الدولي المخزي.
ورغم كل ذلك، لم يفلح الجلاد في كسر إرادة شعب أبى إلا أن يبقى حيّا، بالقلب، بالضمير، وبالمبدأ.
لقد جرب على هذا الشعب الأبي كل أنواع الفاشية الحديثة:
تقتيل بشتى الوسائل،
تهجير تحت أعلام 'الشرعية' الزائفة،
تضييق لا يرحم حتى الأنفاس في الطرقات والأنفاق والمعابر.
ومع ذلك، لم يركع الفلسطيني.
لم يرفع راية الاستسلام، لم يهتف لماما أمريكا، ولم يصفق لجروتها المسعورة، المدللة إسرائيل.
بل أدرك، بعد كل هذا الألم، أن لا صديق في هذا العالم إلا إرادته، ولا حليف إلا عزيمته، ولا خلاص إلا من داخله.
إن الفلسطيني اليوم ليس فقط شعبا يقاتل الاحتلال، بل هو مرآة تعكس عجز العالم الأخلاقي، وسقوط المنظومة الدولية التي تتغنى بحقوق الإنسان، بينما تسلح الجلاد وتدين الضحية.
فمن ذا الذي سيحاسَب إذن؟
هل يُحاسَب الفلسطيني لأنه وُلد في أرضٍ طمعت فيها القوى الكبرى؟
هل يُحاسَب لأنه يرفض أن يكون مجرد رقم في سجلات اللاجئين، أو عظمًا تحت ركام الصمت العربي؟
إن لم تكن الجنة لأولئك الذين حملوا الكرامة في أكفهم ومضوا بها رغم الرصاص والجوع والحصار، فلمن تكون إذن؟
وإن لم تفتح أبواب النار لساكت على المجازر أو شريك في التواطؤ، فكيف نفهم العدالة؟
فلسطين ليست مجرد قضية، بل اختبار يومي لإنسانيتنا.
وإلى أن ينجلي هذا الاختبار، ستبقى فلسطين بدمها وجراحها، وكرامتها تصرخ في وجه العالم:
لن نركع، لن نساوم، ولن نموت فارغين.
ليحيَ الشعب الفلسطيني.. والجنة لكل فلسطين.

هاشتاغز

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

مظاهرات وإضرابات في إسرائيل للمطالبة بوقف الحرب على غزة والإفراج عن الرهائن
مظاهرات وإضرابات في إسرائيل للمطالبة بوقف الحرب على غزة والإفراج عن الرهائن

هبة بريس

timeمنذ 2 دقائق

  • هبة بريس

مظاهرات وإضرابات في إسرائيل للمطالبة بوقف الحرب على غزة والإفراج عن الرهائن

هبة بريس شهدت إسرائيل، اليوم الأحد، موجة واسعة من الاحتجاجات والإضرابات العامة قادتها عائلات الرهائن المحتجزين في قطاع غزة، مطالبة بوقف إطلاق النار وإبرام اتفاق يضمن الإفراج عن ذويهم. وخرج آلاف المتظاهرين في مدن مختلفة، أغلقوا شوارع رئيسية بينها الطريق السريع الرابط بين القدس وتل أبيب، وأشعلوا الإطارات ورفعوا الأعلام الإسرائيلية وصور الرهائن. وجاءت هذه التحركات بعد أسبوع من مصادقة المجلس الأمني المصغر على خطة للسيطرة على مدينة غزة ومخيمات اللاجئين، ما زاد مخاوف الأهالي بشأن سلامة أبنائهم. ورغم دعوات الإضراب الشامل، بقيت معظم المتاجر مفتوحة، مع مشاركة بعض المحال في تعليق أنشطتها تضامنًا مع العائلات. وفي 'ميدان الرهائن' وسط تل أبيب، تحوّل المكان إلى مركز رمزي للاحتجاجات منذ اندلاع الحرب، حيث رُفعت صور المحتجزين إلى جانب علم إسرائيلي ضخم، وسط حضور كثيف مع حلول المساء. وشارك الرئيس الإسرائيلي إسحق هرتسوغ في إحدى الوقفات، مؤكداً أن عودة الرهائن أولوية وطنية، داعيًا إلى ممارسة ضغط دولي على حركة 'حماس'. الشرطة عززت انتشارها واعتقلت 38 متظاهرًا، بينما تجمع المئات أمام مقر إقامة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في القدس، مرددين شعارات تطالب بإنهاء الحرب وإعادة الرهائن، مع وقوع مناوشات محدودة بين الشرطة والمحتجين في أحياء أخرى. وعلى الجانب الحكومي، هاجم نتنياهو الدعوات لوقف الحرب، معتبرًا أنها تعزز موقف حماس وتؤخر تحرير الرهائن، مؤكدًا أن العمليات المقبلة ستستهدف غزة بضربات 'حاسمة'. واستطلاعات الرأي أظهرت أن غالبية الإسرائيليين تؤيد وقف الحرب مقابل الإفراج عن الرهائن، فيما تباينت تصريحات السياسيين بين مهاجمين للاحتجاجات ورافضين لموقف الحكومة. وتأتي الاحتجاجات بعد تسجيلات فيديو أظهرت رهائن إسرائيليين في أوضاع صحية متدهورة، ما زاد الضغط على الحكومة. ويُذكر أن 49 رهينة لا يزالون محتجزين من بين 251 نقلوا إلى غزة خلال هجوم أكتوبر 2023، بينما يُعتقد أن 27 آخرين لقوا حتفهم. وفي الوقت نفسه، يستمر التصعيد العسكري في قطاع غزة، حيث أعلنت السلطات المحلية مقتل 18 شخصًا الأحد، لترتفع الحصيلة الإجمالية إلى أكثر من 61 ألف قتيل منذ بدء الحرب، معظمهم مدنيون. وفي إسرائيل، أسفر هجوم حماس في أكتوبر عن مقتل 1219 شخصًا وأسر 251 آخرين، إضافة إلى أكثر من 400 جندي قتيل خلال العمليات العسكرية. بينما يواصل نتنياهو موقفه الثابت بمواصلة القتال حتى القضاء على حماس بالكامل، يؤكد المحتجون أن الوقت ينفد بالنسبة للرهائن المتبقين، ما يزيد الضغط الداخلي والخارجي على الحكومة للتوصل إلى صفقة تبادل عاجلة.

البرهان يصدر قراراً بإخضاع جميع القوات المساندة للجيش لأحكام قانون القوات المسلحة
البرهان يصدر قراراً بإخضاع جميع القوات المساندة للجيش لأحكام قانون القوات المسلحة

المغرب اليوم

timeمنذ 2 دقائق

  • المغرب اليوم

البرهان يصدر قراراً بإخضاع جميع القوات المساندة للجيش لأحكام قانون القوات المسلحة

أصدر رئيس مجلس السيادة وقائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان ، اليوم الأحد، قرارا يقضي بإخضاع جميع القوات المساندة العاملة مع الجيش لأحكام قانون القوات المسلحة. وقال الجيش السوداني في بيان إن القرار، الذي يسري اعتبارا من أمس، يضع هذه القوات تحت إمرة قادة القوات المسلحة في مختلف المناطق. وتقاتل العديد من الحركات المسلحة في أنحاء السودان مع الجيش في حربه ضد «قوات الدعم السريع» التي اندلعت في أبريل (نيسان) 2023. قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :

مخاوف لبنانية من انفجار أمني على الحدود مع سوريا
مخاوف لبنانية من انفجار أمني على الحدود مع سوريا

المغرب اليوم

timeمنذ 2 دقائق

  • المغرب اليوم

مخاوف لبنانية من انفجار أمني على الحدود مع سوريا

تعيش الحدود اللبنانية ـ السورية هاجس انفجار أمني، في ظلّ معلومات عن استنفار عسكري على الجانبين. وما عزّز القلق على الجانب اللبناني، تداول وسائل إعلام لبنانية وثيقة اتصال مصدرها قيادة الجيش، تفيد بأنه في العاشر من شهر أغسطس (آب) الحالي «توافرت معلومات عن قيام عناصر أصولية متطرفة متمركزة داخل الأراضي السورية المحاذية للحدود اللبنانية، بالتخطيط لخطف عناصر من الجيش اللبناني في منطقتَي البقاع والشمال بهدف مبادلتهم بموقوفين إسلاميين في السجون اللبنانية». تعيش الحدود اللبنانية ـ السورية هاجس انفجار أمني، في ظلّ معلومات عن استنفار عسكري على الجانبين. وما عزّز القلق على الجانب اللبناني، تداول وسائل إعلام لبنانية وثيقة اتصال مصدرها قيادة الجيش، تفيد بأنه في العاشر من شهر أغسطس (آب) الحالي «توافرت معلومات عن قيام عناصر أصولية متطرفة متمركزة داخل الأراضي السورية المحاذية للحدود اللبنانية، بالتخطيط لخطف عناصر من الجيش اللبناني في منطقتَي البقاع والشمال بهدف مبادلتهم بموقوفين إسلاميين في السجون اللبنانية». وأكدت قيادة الجيش أنه «لا صحة إطلاقاً لهذه الأخبار، وأن الوحدات العسكرية تراقب الوضع عند الحدود وتتخذ الإجراءات اللازمة لضبطها وحمايتها، علماً أن التواصل والتنسيق مستمران مع السلطات السورية لمتابعة أي تطورات». ودعت إلى «ضرورة التحلي بالمسؤولية، وتوخي الدقة في نشر أي خبر من هذا النوع؛ لما قد يسببه من تداعيات، والعودة إلى بيانات الجيش الرسمية للحصول على المعلومات الدقيقة». « حزب الله » مستفيد ورفض المدير العام السابق للأمن الداخلي النائب اللواء أشرف ريفي، ما يشاع عن تهديد أمني مصدره الحدود السورية، معتبراً أن «(حزب الله) هو المستفيد الأول من هذه الشائعات المضللة، ليبرر الاحتفاظ بسلاحه». ولفت ريفي في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إلى أن «(حزب الله) يتبنّى الرواية الإسرائيلية التي تتحدث عن ضمّ سوريا أجزاء من لبنان مقابل تخليها عن الجولان لإسرائيل»، معتبراً أن الحزب «صاحب مصلحة في تبنّي مزاعم التهديد الآتي من الشرق، لتخويف المسيحيين ومكونات أخرى وإقناعهم ببقاء سلاحه بحجة مواجهة الخطر الداهم من سوريا». وذكّر ريفي بأن «النظام السوري الجديد واضح جداً في خطابه، وأعلن صراحة أنه يعترف بلبنان كدولة مستقلّة، ومستعدّ لترسيم الحدود وضبطها ومنع أي اختراق من جانبه يهدد أمن لبنان واللبنانيين». جهوزية تامّة ورفعت وحدات الجيش اللبناني والأجهزة الأمنية الرسمية المنتشرة على الحدود مع سوريا، جهوزيتها واستنفارها، خصوصاً بعد الأحداث التي شهدتها محافظة السويداء السورية، وولّدت حالة من الشحن النفسي والتعبئة، والدعوات لإرسال مقاتلين من لبنان إلى سوريا لدعم هذا الطرف أو ذاك. واعتبر مصدر أمني لبناني أن «الحذر موجود حيال وقوع حوادث أمنية مع سوريا، لكن هناك تضخيماً لما يجري على الحدود». وأكد لـ«الشرق الأوسط» أن الجيش اللبناني «في حالة جهوزية تامة ويعزز إجراءاته عبر تسيير دوريات وتفعيل نقاط المراقبة على الحدود الشرقية والشمالية لمنع أي اختراق من الجهتين»، مشيراً إلى «وجود تواصل مستمر بشكل يومي لدى هيئة الأركان المشتركة لمعالجة أي إشكال يحصل، وبشكل فوري». انتشار أمني وعسكري حالة التوتر على الجانب اللبناني يقابلها واقع مماثل في المقلب السوري، وذلك منذ سقوط نظام بشار الأسد والإعلان عن فرار العشرات من قادته إلى لبنان، واتهام الإدارة السورية الجديدة لـ«حزب الله» بإيواء هؤلاء المسؤولين والانخراط معهم في أحداث الساحل ومحاولة الانقلاب الفاشلة، وكذلك إعلان جهات لبنانية، ومنها الوزير السابق وئام وهّاب، عن إنشاء قوات عسكرية وإرسالها للقتال في السويداء، مقابل تخوّف لبناني من أن تنسحب أحداث السويداء على لبنان، وهو ما استدعى استنفاراً لدى الحزب وعشائر منطقة البقاع. واعترف المصدر الأمني بـ«وجود انتشار أمني وعسكري من الجهة السورية، سواء لمقاتلين من (هيئة تحرير الشام) أو الأمن العام السوري، لكن ثمة خشية من وجود مقاتلين أجانب بينهم، وهذا ما يستدعي تفعيل التنسيق مع الجانب السوري لمعالجة أي خلل قد يقع». وقال المصدر: «لا مشكلة مع القوات السورية التي تلتزم بأوامر قيادتها، لكن الخشية من وجود مقاتلين أجانب لا يلتزمون بتعليمات القيادة السورية، وأثبتت بعض الأحداث في الداخل السوري أنهم يتصرفون وفق أهوائهم». ولم يخفِ المصدر الأمني أن هناك «حالة من التنبّه والاستنفار للهيئات المحليّة التي تراقب أي تحرك على الجانب الآخر». شدّ العصب الشيعي وشهدت الحدود اللبنانية - السورية اشتباكات مسلّحة في أواخر شهر يونيو (حزيران) الماضي، أوقعت قتلى وجرحى بين الطرفين، وتمكن مقاتلو «هيئة تحرير الشام» من دخول بلدة حوش السيد علي في البقاع اللبناني وطرد مقاتلي «حزب الله» منها، قبل أن يتدخل الجيش اللبناني ويجبر القوات السورية على الانسحاب، ولا تزال هذه الحوادث ماثلة لدى أبناء القرى الحدودية الذين يخشون تكرارها في أي وقت، في ظلّ معلومات غير مؤكدة عن إعادة تحريك مجموعات تابعة لماهر الأسد، والتنسيق بينها وبين «حزب الله» للدخول في مواجهة مع الجيش السوري. ورأى الخبير الأمني والعسكري العميد خليل الحلو، أن «الظروف القائمة حالياً لا تؤشر لأي استعداد سوري لفتح جبهة مع لبنان؛ لأن اهتمام وانشغال الدولة السورية ينصب على معالجة الأوضاع الداخلية، ومنع التوترات، واحتواء ما جرى في السويداء، والانخراط في مرحلة الإعمار وجلب الاستثمارات، خصوصاً بعد رفع العقوبات الأميركية عنها، ودخول المستثمرين السعوديين إلى سوريا ». وشدد الحلو في تصريح لـ«الشرق الأوسط» على أن «استنفار (حزب الله) وتحذيره من خطر داهم من الجانب السوري، هو محاولة لشدّ العصب لدى الطائفة الشيعية، والردّ على الضغوط الداخلية والخارجية المرتبطة بتسليم سلاحه للدولة، وللقول إن بقاء هذا السلاح ضرورة للتصدي للخطر القادم من سوريا». وقال: «كل الدراسات والمعطيات لا توحي بوجود خطر أو انفجار أمني على الحدود الشرقية والشمالية، كما أن التصعيد لا يصبّ الآن في مصلحة الحزب؛ لذلك كل ما يجري التجييش له والتحذير منه يندرج في سياق الدعاية التي تعيد تعويم الحزب والحاجة إلى سلاحه في الداخل». قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store