خمسون الحرب اللبنانية (2)
في مسيرتي السياسية منذ 1972 وحتى اليوم، ومن خلال قراءاتي ومراجعتي لمحطات سياسية هامة في لبنان والمنطقة، واستفادتي من معلومات وخبرات من سبقني، ثم معايشتي المباشرة لسلسلة من الأحداث، تعلّمت الكثير وترسّخت لدّي ثلاث قناعات:
- لبنان قبل عام 1948، وتاريخ نشوء دولة الاحتلال، إسرائيل، في المنطقة شيء، وبعد هذا التاريخ سيكون شيئاً آخر. النموذج اللبناني نقيض جوهري أساسي للمشروع الإسرائيلي الهادف إلى إقامة دولة يهودية وتفتيت المنطقة إلى كيانات مذهبية وطائفية. وإسرائيل هي الأساس في حسابات السياسة الأميركية في المنطقة.
- لبنان يُقرأ من الخارج ومن لبنان يُقرأ كل الخارج، ما يعني ضرورة رصد كل المواقف والحركات والأحداث السياسية في الخارج، وخصوصاً في منطقتنا في مراحل تطور المشروع الإسرائيلي بدعم أميركي غربي وانعكاسها علينا، وضرورة التوقف عند الأوركسترا الأميركية- الإسرائيلية وضبط إيقاعاتها على مسرح الأحداث عندنا، والانقسام العربي بين قادة صادقين مؤمنين قتلوا وآخرين قاتلوا وهزموا، وفي أخبار الهزائم كمٌ هائل من الأخبار عن الخيانات، وتسريب المعلومات إلى العدو، واتفاقات تحت الطاولات على حساب "الدفاع العربي المشترك" و "المقدسات" و"القضية الفلسطينية" ولحساب إسرائيل.
إن لبنان لا يرتاح، لا يستقر إلا إذا كانت صفقة دولية إقليمية في المنطقة، وقامت تركيبة في الداخل أركانها رجال دولة، مدركون واعون ما يجري حولهم، وما هو مطلوب عندهم.
في الذكرى الخمسين للحرب اللبنانية، عدت إلى أوراقي ويومياتي وسجلت التالي:
- 23/9/1952: قامت ثورة بيضاء في لبنان أوصلت كميل شمعون إلى رئاسة الجمهورية ممثلاً للجبهة الاشتراكية الوطنية، التي كان أبرز مؤسسيها الشهيد كمال جنبلاط وأنهت عهد الرئيس بشارة الخوري.
- 1954: أعلن الرئيس الأميركي دوايت أيزنهاور : "إسرائيل ولدت بعد الحرب العالمية الثانية وقامت لتعيش مع غيرها من الدول التي اقترنت مصالح الولايات المتحدة بقيامها".
- 24/2/1955: قام حلف بغداد وضم: العراق – ايران – تركيا – باكستان – بريطانيا. تدعمه أميركا من دون الانضمام إليه مباشرة، وذلك لمواجهة المدّ السوفياتي.
- 26/7/1956: الرئيس جمال عبد الناصر يعلن تأميم قناة السويس.
- من 29/10/1956 إلى 6/11/1956: العدوان الثلاثي البريطاني الفرنسي الإسرائيلي على مصر. بداية النفوذ الأميركي الفعلي بخروج بريطانيا وفرنسا ووراثتهما من قبل أميركا.
- 5/1/1957: إعلان مبدأ أيزنهاور الذي حدّد الاستراتيجية الأميركية بعد أزمة السويس وانسحاب بريطانيا، وأعطى الرئيس حق التدخل العسكري لحماية المصالح الأميركية.
- 1957: تفاقم الخلافات بين الرئيس شمعون وأركان الجبهة الاشتراكية الوطنية، بسبب عدم الالتزام بالاتفاق معهم وانحيازه إلى حلف بغداد، ثم إقرار قانون انتخاب أسقط عدداً من زعماء البلاد ومن بينهم كمال جنبلاط.
- 22/2/1958: قيام الوحدة السورية- المصرية.
- 6/5/1958: قيام الثورة في لبنان ضد حكم الرئيس شمعون.
- 14/7/1958: انقلاب في بغداد أطاح بالملك فيصل. انسحاب العراق من حلف بغداد.
- 15/7/1958: تدخلت أميركا عسكرياً في لبنان، وأنزلت قوات المارينز على أرضه.
- 1961: سقوط الوحدة السورية- المصرية وبداية حكم البعث في سوريا.
- 6/6/1967: هزيمة العرب في الحرب مع إسرائيل وصدور القرار 242.
- من 29/8/1967 إلى 1/9/1967: القمة العربية في الخرطوم واللاءات الثلاث: لا اعتراف. لا تفاوض. لا صلح مع إسرائيل. لم تحضر سوريا القمة وكان حافظ الأسد وزيراً للدفاع. ودعت إلى "حرب تحرير شعبية". الحدث الأبرز في القمة مصالحة رمزين كبيرين في المنطقة: الملك فيصل بن عبد العزيز والرئيس جمال عبد الناصر، الذي بدأ يعدّّ العدّة لحرب استنزاف مع إسرائيل وإعادة بناء قواته.
- 28/12/1968: إسرائيل تدمّر وتحرق عدداً من الطائرات المدنية في مطار بيروت.
- 1969: تفاقم المشاكل بين الفلسطينيين والجيش في لبنان وانقسام لبناني حاد في الداخل ضد سياسة الدولة تجاه اللاجئين ( مظاهرة 23 نيسان الشهيرة وإطلاق النار على المتظاهرين).
- 3/11/1969: توقيع اتفاق القاهرة بين لبنان ومنظمة التحرير الفلسطينية، الذي أعطى المقاومة شرعية العمل انطلاقاً من الأرض اللبنانية. الرئيس عبد الناصر يحضّر لحربه المقبلة ولا يريد انفجاراً في لبنان.
- 1/5/1970: الرئيس عبد الناصر: " إذا كانت أميركا تريد السلام عليها أن تأمر إسرائيل بالانسحاب من الأراضي المحتلة وتنفيذ القرار 242". وفي هذا الوقت كانت أميركا غارقة في حرب فيتنام.
- 25/6/1970: أطلق وزير الخارجية الأميركية وليم روجرز مبادرة هي آلية لتطبيق القرار المذكور. الأردن ومصر وافقتا، إسرائيل رفضت. كالعادة وعدتها أميركا بمساعدات مالية وأسلحة دفاعية واحتمال إشراك قوات أميركية ضمن قوات حفظ السلام. رفضت إسرائيل. أرسل الرئيس نيكسون رسالة ضمانات إلى رئيسة حكومة إسرائيل غولدا مائير. استمرت إسرائيل في تعنّتها. نصبت مصر صواريخ أرض جو باتجاه القناة وأصرّت إسرائيل على سحبها. وبدأت "أزمة الصواريخ"!
- 6/9/1970: رفضت إسرائيل التعاون مع غونار يارنغ الممثل الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة لتنفيذ الاتفاقات.
- 16/9/1970: وقعت أحداث عنيفة في الأردن بين الفلسطينيين والجيش الأردني، أدت إلى تهريب أبو عمار إلى مصر وتهجير عدد كبير من الفلسطينيين إلى لبنان.
- 28/9/1970: حدث كبير سيغيّر المنطقة: وفاة الرئيس جمال عبد الناصر، وأنور السادات رئيساً لمصر.
- 6/10/1973: حرب تشرين. بداية مسار اتفاق وقف النار وفك الاشتباك بين كل من مصر وسوريا وإسرائيل، قادها وزير خارجية أميركا هنري كيسنجر الذي أعلن سياسة "الخطوة خطوة" لاحقاً.
- 25/3/1975: اغتيال الملك فيصل بن عبد العزيز بعد استخدامه قطع النفط عن أميركا في حرب 1973 وتمسكه بتحرير القدس: "لن يهنأ لي بال قبل أن أصلي في القدس". ثابتة كررها 3 مرات أمام كيسنجر. اغتياله كان بمثابة رسالة وعبرة لمن يعتبر إلى كل العرب.
- 13/4/1975: اندلاع الحرب في لبنان على وقع "الخطوة خطوة".
- 1/6/1976 : دخول سوريا إلى لبنان بتفويض أميركي وموافقة إسرائيلية بعد وقوع الأسد وكيسنجر في دائرة "السحر المتبادل" بينهما، ووقوع الخلاف بين كمال جنبلاط والأسد.
- 15/11/1976: دخول قوات الردع العربية إلى لبنان بقرار عربي، وأساسها قوات سورية.
- 16/3/1977: اغتيال كمال جنبلاط على يد النظام السوري.
- 19/11/1977: السادات يزور إسرائيل. خطوة مفاجئة. خطوة على طريق "الخطوة خطوة" الكيسنجيرية.
- 14/3/1978: اجتياح الجنوب اللبناني رغم معارضة أميركا. ثم في 31 تموز منعت إسرائيل دخول الجيش إلى الجنوب، رغم موافقة أميركا، وأصرّت على أن تكون قيادة الجيش معقودة للضابط سعد حداد (وهو المشروع الذي حذّر كمال جنبلاط الأسد منه في رسالة أرسلها إليه قبل اغتياله بأيام).
- 31/8/1978: إخفاء الإمام الصدر في ليبيا.
- بدء مرحلة جديدة في لبنان والأسد يغيّر سياسته (أحداث الفياضية- عين الرمانة- خروج القوات السورية مما كان يسمى المنطقة الشرقية- انكشاف المشروع الإسرائيلي أكثر ورهان بعض اللبنانيين عليه).
- 17/9/1978: توقيع اتفاقية كمب ديفيد بين مصر وإسرائيل. إخراج مصر من الصراع العربي الاسرائيلي. الحرب في لبنان كانت تغطي المفاوضات.
- 1/2/1979: تطور كبير وبداية مرحلة جديدة في المنطقة: انتصار الثورة الإسلامية في إيران. إسقاط علم إسرائيل ورفع علم فلسطين.
- 22/9/1980: اندلاع الحرب العراقية- الايرانية.
- 2/4/1981: معارك زحلة بين الجيش السوري والقوات اللبنانية. تدخل إسرائيل بناء لوعد سابق للقوات "إذا استخدمت سوريا طيرانها سنتدخل".
- إدخال صواريخ سورية إلى البقاع وفشل كل محاولات فيليب حبيب لسحبها: أزمة صواريخ جديدة في المنطقة.
- 22/7/1981: بعد اشتعال الحرب في الجنوب بين إسرائيل والمقاومة الفلسطينية تمّ التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق نار بينهما بوساطة الموفد الأميركي فيليب حبيب.
- 6/10/1981: اغتيال الرئيس أنور السادات على يد محمد الاسلامبولي وإطلاق إسمه على شارع في طهران... مرحلة جديدة أيضاً.
- 12/12/1981: تفجير السفارة العراقية في بيروت. عبثية صراع البعثين في العراق وسوريا كلفت لبنان وفلسطين والمنطقة كثيراً.
- 3/6/1982: إسرائيل تجتاح لبنان بذريعة خرق منظمة التحرير الفلسطينية الاتفاق معها ومحاولة اغتيال سفيرها في لندن. القوات اللبنانية دخلت إلى الجبل بالتزامن مع الاجتياح الإسرائيلي وبدأت التوترات في المنطقة. وليس سراً القول أن الجميع كان يعلم بالاجتياح وأن تغطية عربية دولية أعطيت لإسرائيل، ولكن شارون تجاوز الحدود ووصل إلى بيروت. وهذا غيّر الكثير من الحسابات الداخلية والإقليمية والدولية، خصوصاً بعد حصار بيروت والمجازر التي ارتكبتها إسرائيل.
- 9/6/1982: تدمير الصواريخ السورية في البقاع.
- في أواخر آب 1982: نجح فيليب حبيب في ترتيب انسحاب القوات الفلسطينية من بيروت. ووصلت القوات متعددة الجنسيات (خصوصاً أميركية- فرنسية)، واكبت الانسحاب الفلسطيني، ثم غادرت.
- 23/8/1982: انتخاب بشير الجميل رئيساً للجمهورية.
- 14/9/1982: اغتيال بشير الجميل تلاه ارتكاب مجازر صبرا وشاتيلا، وعودة قوات متعددة الجنسيات "لحماية الفلسطينيين".
- 21/9/1982: انتخاب أمين الجميل رئيساً للجمهورية، واستمرار الضغط الإسرائيلي. إسرائيل تعتبر أن بشيراً التزم بتوقيع اتفاق معها ثم رفض ثم قتل، ولا بدّ لخلفه من الوفاء بالالتزام. سلسلة من الأحداث والتوترات وقعت حين ذهب لبنان إلى تفاوض مع إسرائيل وتوقيع اتفاق 17 أيار 1983 معها، لتبدأ مرحلة أكثر صعوبة نظراً لرفض فريق لبناني الاتفاق وكذلك سوريا. وبدأ صراع كبير لأسباب عديدة بين الاتحاد السوفياتي وأميركا. وكان ذلك يؤشر إلى حروب أكثر حدة في البلد.
- بداية ظهور حزب الله.
- 18/4/1983: تفجير السفارة الأميركية في عين المريسة في بيروت.
- اللعبة الدولية والإقليمية وقضية الرهائن في لبنان.
- 26/5/1983: ميتران يقرّّر تسليم طائراتSuper Etendard إلى العراق وطلب إرسال طيارين وتقنيين إلى القاعدة البحرية الفرنسية الرئيسية للتدرّب.
- أميركا مارست ضغطاً كبيراً عبر اتصالات سرية لمنع ذلك. إيران أعلنت انها قد تقطع العلاقات مع فرنسا.
- نهاية آب: خطف طائرة بوينغ فرنسية إلى مطار طهران.
- 3/9/1983: إسرائيل تبدأ بسحب قواتها من الجبل. الحزب التقدمي الاشتراكي يخوض معركة في بحمدون تؤدي إلى إخراج القوات اللبنانية من كل مواقعها ليحاصر أفرادها في دير القمر. جنبلاط يخوض معركة في منطقة سوق الغرب الاستراتيجية. لا تنجح المحاولة بسبب تدخل غربي اعتبر أن العملية تشكل كسراً للخطوط الحمر المرسومة.
- 20/9/1983: عودة ياسر عرفات إلى طرابلس واندلاع حرب قاسية بين الجيش السوري والقوات الفلسطينية. عملياً كانت حرباً بين البعثين العراقي والسوري.
- 21/9/1983: قصف قصر الصنوبر في بيروت.
- 23/10/1983: بعد أسبوعين من وصول الطائرات إلى العراق. سيارة مفخّخة تدمّر مبنى المجمع السكني حيث إقامة القوات الفرنسية. 58 قتيلاً، ومقر المارينز في الوقت ذاته بعملية انتحارية. 242 قتيلاً. بحجة دعم العراق. بعد أيام سيارة جيب فرنسية محمّلة بـ500 كلغ متفجرات كشفت أمام السفارة الإيرانية تمّ تعطيلها قبل أن تنفجر.
- 31/10/1983 ولغاية 4/11/1983: انعقاد مؤتمر جنيف وفشل التوصل إلى اتفاق بين الأطراف اللبنانيين.
- 17/11/1983: طائرات من الحاملة كليمنصو تقصف ثكنة الشيخ عبد الله في بعلبك.
- 14/12/1983: نيوجيرسي تقصف مواقع لـ"حزب الله" و"الجهاد الاسلامي".
- 31/12/1983: انفجار قنبلتين في محطة سان شارل في TGV Marseille: 5 قتلى.
- 6/2/1984: انتفاضة بيروت ضد ممارسات الجيش اللبناني قادتها حركة أمل والحزب التقدمي الاشتراكي غيّرت موازين القوى في المدينة.
- 8 و 26 شباط 1984: نيوجيرسي تقصف مواقع لحزب الله في البقاع.
- مع مجيئ تشيرنينكو إلى سدة المسؤولية بعد وفاة أندروبوف حاولت روسيا إقناع حافظ الأسد بإعادة فتح أنابيب النفط كركوك- بانياس لتصريف النفط العراقي. الأسد رفض. حصل الضغط العراقي على روسيا من باب استعداد العراق لإعادة العلاقات مع أميركا إذا لم تقدّم روسيا مساعدات. تعهدت روسيا شطب بعض الديون وتقديم قرض بـ2 مليار دولار. هي بحاجة إلى العملة الصعبة. ريغان أصدر قراراً في 26/11/1983 بتقديم المساعدة إلى العراق ومنع سقوطه وإعادة العلاقات.
- الإيرانيون في عاصفة من التوتر.
- من 12/3/1984 إلى 20/3/1984: الحوار في لوزان. تم الاتفاق على تشكيل حكومة اتحاد وطني وإلغاء اتفاق 17 أيار مع إسرائيل.
- 14/3/1984: تحرير منطقة الشحار من الجيش اللبناني والقوات اللبنانية. فك الحصار عن الجبل. تعديل جديد في ميزان القوى الداخلي.
- 16/3/1984: خطف وليم باكلي مدير CIA في بيروت. نقل إلى إيران. توفي في حزيران 1985.
- بعد أسابيع خطف استاذ الجامعة الأميركية Franck Regier وعامل في الجامعة Peter Kilburn و Jeremy Levin صحافي فيCNN ، وBenjamin Weir وايران تطلب إطلاق سراح المعتقلين الدبلوماسيين الأربعة الايرانيين في إسرائيل والذين اعتقلوا في لبنان على حاجز للقوات اللبنانية عام 1982. وأن تصدر الكويت عفواً عن مواطنين شيعة اتهموا باعتداءات 1983.
- 31/7/1984: اقتحام طائرة فرنسية في مطار طهران وأخذ 60 شخصاً رهائن ومطالبة باطلاق سراح أنيس نقاش الذي كان متهماً باستهداف شهبور بختيار رئيس حكومة ايران أثناء ولاية الشاه.
- 20/9/1984: تفجير السفارة الأميركية في عوكر.
- 1/1/1985: خطف الأب Laurence jenco المسؤول عن بعثة كاثوليكية أميركية في بيروت.
- 25/1/1985: Rene Pierre Audran اغتيل في Saint Cloux أمام منزله.
- 8/3/1985: تفجير قرب منزل السيد فضل الله في الضاحية الجنوبية لبيروت.
- 16/3/1985: خطف Terry Anderson الاميركي مراسل AP في بيروت. ثم خطف لاحقاً Thomas Sutherland و David Jacobson .
- 22/3/1985: 3 دبلوماسيين فرنسيين خطفوا في بيروت: Marcel Fontaine Marcel Carton وابنته Dominique Perez .
- 12/5/1985: خطف Jean Paul Kauffmann مراسل L'Evenement de Jeudi والباحث Michel Seurat. طهران تطلب إبعاد بني صدر ومسعود رجوي (مجاهدي خلق) وإطلاق سراح نقاش وتعرض شراء أسلحة من فرنسا (وساطات كثيرة).
- 19/5/1985: اندلاع حرب المخيمات لتصفية الوجود الفلسطيني واستمرت سنتين تقريباً.
- 7/12/1985: انفجارات في Galerie La Fayette و Le Printemps . 41 جريحاً.
- 3-4-5/2/1986: انفجار في Librairie Gilbert و Galerie Claridge و Forum des Halles. تسابق على الرئاسة بين ميتران وشيراك في 1986. بازارات مفتوحة من قبلهما تقدّم لايران انعكست على بيروت. استمرار الخطف. قتل Seurat. صفقات تحرير رهائن والامر طاول لاحقاً تحرير دبلوماسيين سوفيات.
- بين العامين 1985 و 1987 حرب المخيمات بقيت مشتعلة وولّدت مشاكل داخلية كبيرة وفي جانب منها كان صراع سوري عراقي (عبثية البعثيين وصراعهما الوجودي).
- العام 1987: توترات في بيروت وحروب بين " الحلفاء " مع بداية تصفية كوادر وقادة من الحزب الشيوعي اللبناني ومعارك ضارية بين أمل والحزب التقدمي الاشتراكي والحزب الشيوعي انتهت بنداءات استغاثة من القيادات والمرجعيات السياسية والاسلامية أدت إلى عودة الجيش السوري إلى بيروت واستفادت سوريا من كل ما يجري دون أن يقضى على القوة الفلسطينية الأساس في المخيمات.
- العام 1988 : عام انتخاب رئيس جديد للجمهورية وميشال عون يمسك بالجيش ويحرك قواعد شعبية ويخوض معارك تحت عنوان: " الدولة في وجه الميليشيات " ويقدّم أوراق اعتماد إلى سوريا ليكون مرشحها. لم تنجح المحاولات المتكررة، كان تفاوض أميركي – سوري أفضى إلى إعلان الموفد الأميركي ريتشارد مورفي " إما مخايل الضاهر أو الفوضى ". رفضه عون. عيّن الرئيس أمين الجميل العماد عون رئيساً لحكومة عسكرية استقال منها على الفور الوزراء المسلمون. غرقت البلاد في شغور رئاسي وبدأت مرحلة دموية جديدة فيها. بعث صدام حسين يدعم عون. عرفات يدعم عون بسبب خصومتهما مع بعث الأسد في سوريا. فشلت كل المحاولات العربية لإنضاج تسوية. دخلت البلاد في الفوضى والمستفيد الأكبر إسرائيل.
- 14/3/1989: العماد عون يعلن حرب التحرير. الجيش قصف بشكل عشوائي مناطق لبنانية مختلفة. تعمّق الانقسام الداخلي. فشلت أيضاً الوساطات العربية والأميركيون في قلب الوساطات والاتصالات .
- من 23 ولغاية 26/5/1989: قمة عربية في الدار البيضاء تعيد مصر إلى الجامعة العربية.
- 13/8/1989: الزعيم اللبناني وليد جنبلاط يطلق معركة في سوق الغرب في محاولة لكسر حلقة الموت والقصف الذي يمارسه جيش ميشال عون. قواته تحقق اختراقاً لكن الغرب يستنفر ضد العملية التي فشلت في تحقيق أهدافها العسكرية إلا أنها حققت إنجازاً سياسياً إذ تمت دعوة النواب اللبنانيين إلى الطائف لإقرار اتفاق سياسي وعلى أساسه يتم انتخاب رئيس جديد للجمهورية.
- 30/9/1989: مؤتمر الطائف: رغم محاولات منع انعقاده من قبل العماد عون مدعوماً من صدام حسين وتكرار تهديداته بقصف دمشق، انعقد المؤتمر، وأقرّت وثيقة الوفاق الوطني في لبنان بتاريخ 22/10/1989
- 5/11/1989: انتخاب رينيه معوض رئيساً للجمهورية.
- 22/11/1989: اغتيال الرئيس معوض .
- 24/11/1989: انتخاب النائب الياس الهراوي رئيساً للجمهورية الذي شكّل حكومة اصطدمت برفض ميشال عون التسليم بشرعية العهد الجديد وبقي في قصر بعبدا، حتى أعلن مجلس الوزراء ان موقفه يعتبر تمرداً على الشرعية وبدأ التحضير لإزالة هذه الحالة . الأمر كان يحتاج إلى توقيت سياسي.
- 1989 – 1990: مرحلة من التجاذبات والتوترات السياسية الداخلية واتصالات عربية – فرنسية – أميركية لتثبيت شرعية السلطة الجديدة وإطلاق مسيرة انهاء الحرب وإعادة البناء وكل المحاولات لم تنفع.
- 1/7/1990: الجيش العراقي يدخل إلى الكويت التي اعتبرها صدام حسين محافظة عراقية وأزمة خطيرة جديدة فتحت في المنطقة.
- تحركات عربية دولية لتحرير الكويت لم تنضج إلى أن اتخذ قرار تشكيل تحالف دولي يقوم بالمهمة. اما الاسد فبقي يناور معتبراً ان ساعة الصفقة قد جاءت. قال للأميركي والعرب: أعطوني لبنان وخذوا موافقتي على المشاركة في التحالف للإطاحة بصدام حسين، وهو المستفيد الأكبر من التخلص من الأخير. وكانت الصفقة، سمح لسوريا بانهاء التمرد واستخدام طيرانها لأن إسرائيل كانت الشريك المضارب في الصفقة من خلال الأميركيين وهكذا ضرب قصر بعبدا وأزيح عون وبدأت مرحلة جديدة لتطبيق الطائف.
أليس في كل هذا العرض ما يؤكد أن لبنان يُقرأ من الخارج ومن لبنان يُقرأ الخارج. وأن العوامل الخارجية مؤثرة بشكل مباشر علينا واسرائيل هي الثابت الأساس في الحسابات الأميركية وفي كل الصفقات والاتفاقات لضمان تفوقها وإضعاف العرب وابتزازهم وتبديد ثرواتهم وأخذهم ب " المفرّق " إلى العلاقات المباشرة مع كيان الاحتلال ؟؟
للبحث صلة حول مرحلة تطبيق الطائف وهل تعلمنا من لعبة الأمم على أرضنا وهَوَسنا بها؟؟ الحروب اللاحقة غطت اتفاقات عربية وفلسطينية مع إسرائيل تماماً مثلما غطت الحرب الأهلية اللبنانية اتفاقات سابقة خطيرة غيّرت وجه المنطقة والحسابات فيها.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة

القناة الثالثة والعشرون
منذ ساعة واحدة
- القناة الثالثة والعشرون
عن تأثير حوار بوتين - ترامب على أوكرانيا.. تقرير لـ"The Spectator" يكشف
ذكرت صحيفة "The Spectator" البريطانية أن "هذا السؤال: "انظر، هل أنت جاد؟ هل أنت صادق بشأن هذا؟"، وفقًا لنائب الرئيس الأميركي جيه. دي. فانس، كان جوهر المكالمة الهاتفية التي جرت أمس بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب ونظيره الروسي فلاديمير بوتين. ما قصده فانس هو التساؤل عما إذا كان بوتين جادًا بشأن السلام. لكن قلب السؤال رأسًا على عقب سيكون أكثر وضوحًا: هل بوتين جاد بشأن كسب الحرب؟ بالتأكيد. هل هو صادق بشأن مواصلة القتال حتى يحقق هدفه في إخضاع أوكرانيا؟ نعم أيضًا، وبكل تأكيد. وهناك طريقة أخرى لقلب السؤال: هل ترامب جادٌّ في الضغط على روسيا لإنهاء الحرب؟ ويبدو أن الإجابة على ذلك، للأسف بالنسبة للأوكرانيين، سلبيةٌ للغاية". وبحسب الصحيفة، "كان أوضح دليل على أن المكالمة الهاتفية التي استمرت ساعتين لم تسر على ما يرام بالنسبة لكييف هو اعتراف بوتين نفسه بأن عملية السلام "تسير على الطريق الصحيح عمومًا"، وفقًا لبيان نشرته وكالة ريا نوفوستي. ووصف الكرملين المحادثة بأنها "غنية بالمعلومات ومفيدة للغاية"، لكن على روسيا وأوكرانيا الاتفاق على "حلول وسط تناسب كلا الجانبين". وفي الواقع، أي شيء يُرضي بوتين هو، بالضرورة، خبر سيئ لآمال أوكرانيا في إنهاء الحرب مع الحفاظ على استقلالها السياسي. وأعرب ترامب أيضًا عن سعادته بالمكالمة. وغرّد على مواقع التواصل الاجتماعي قائلًا: "أعتقد أنها سارت على ما يرام. ستبدأ روسيا وأوكرانيا فورًا مفاوضاتٍ نحو وقف إطلاق النار، والأهم من ذلك، إنهاء الحرب... كانت نبرة وروح المحادثة ممتازتين". ومع ذلك، وفي تفصيلٍ بالغ الأهمية سيُثير قلق كييف، أصرّ ترامب أيضًا على أن التفاصيل "سيتم التفاوض عليها بين الطرفين... لأنهما يعرفان تفاصيل مفاوضاتٍ لا يعلمها أحدٌ سواهما"." وتابعت الصحيفة، "صاغ ترامب إعلانه كدعوة متفائلة لبدء محادثات السلام، وذكر قائمة طويلة من القادة الأوروبيين والبابا الجديد لاوون الرابع عشر الذين "أبلغهم" بدعوته. لكن مع إشارة ترامب إلى استعداده لتسليم المحادثات إلى موسكو وكييف، سيسمع الكثير من الأوكرانيين أن الولايات المتحدة لم تعد مهتمة بلعب دور فاعل، ناهيك عن ممارسة ضغوط جدية لإجبار بوتين على تقديم تنازلات. يتضح بشكل متزايد أن ما يريده بوتين ليس السيطرة على الأراضي، بل السيطرة السياسية على مستقبل أوكرانيا الاستراتيجي. وهذا هو معنى مطالب الكرملين بمعالجة "الأسباب الجذرية" للصراع. وكما أوضح مفاوض بوتين في المحادثات الأخيرة في إسطنبول، فإن هذا يعني عملياً تنفيذ أمرين رئيسيين". وأضافت الصحيفة، "الأول هو "نزع السلاح"، أي فرض قيود على حجم القوات المسلحة الأوكرانية وحدود انتشار القوات الأجنبية هناك. أما الثاني فهو "نزع النازية"، أي ضمان حقوق الناطقين بالروسية وعكس مسار حملة نزع الطابع السوفيتي عن أسماء الشوارع وذاكرة الحرب العالمية الثانية. أو كما قال بوتين نفسه في فيلم وثائقي تلفزيوني طويل تم إنتاجه تزامنا مع الذكرى الثمانين ليوم النصر الأسبوع الماضي، فإن هدف "عمليته العسكرية الخاصة" كان "القضاء على الأسباب الجذرية لهذه الأزمة"، و"ضمان أمن الدولة الروسية" و"حماية مصالح شعبنا"، سواء في الأراضي المحتلة أو داخل أوكرانيا. والأمر الأكثر إثارةً للرعب هو أن بوتين تعهد بأن روسيا لديها "القوة والموارد الكافية لإنهاء ما بدأ عام 1922، أي ترسيم حدود أوكرانيا السوفيتية التي رسمها فلاديمير لينين، والتي لا تزال تُمثل الحدود الدولية لأوكرانيا الحديثة حتى اليوم". وبحسب الصحيفة، "إن تحول بوتين من المطالب الإقليمية إلى المطالب السياسية يجعل حوار ترامب-بوتين خطيرًا للغاية على الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي. وتخشى كييف من أن يقتنع ترامب بخطط السلام المُعدّة مع موسكو، ويحاول فرضها على أوكرانيا كوسيلة للتوصل إلى اتفاق بأي وسيلة ممكنة. في الواقع، أشارت إدارة ترامب بوضوح تام إلى حرصها على إنهاء المحادثات في أسرع وقت ممكن. إن انسحاب واشنطن نتيجةٌ تُرضي بوتين تمامًا، لا سيما بعد اقتناعه بأن حلفاء أوكرانيا الرئيسيين الآخرين، الأوروبيين، غير جادّين وغير مسؤولين. وقد عززت هذه الفكرة الجولات الأخيرة من الوعود الأوروبية الفارغة بتصعيد العقوبات في محاولةٍ يائسة لإجبار الكرملين على وقف إطلاق النار. علاوة على ذلك، فإن بوتين مقتنع ليس فقط بأن التهديدات بفرض عقوبات جديدة مجرد هراء، بل أيضًا بأن الحرب على الأرض تسير في صالحه". وختمت الصحيفة، "في الوقت عينه، ثمة مؤشرات على أن بوتين يُعِدّ حشدًا كبيرًا للقوات في دونباس استعدادًا لهجوم صيفي. لذا، حتى لو تحققت دعوة ترامب، واجتمع مفاوضو الكرملين مع نظرائهم الأوكرانيين لإجراء محادثات منهجية، فسيكون العمل "شاقًا وطويلًا"، كما وصفه السكرتير الصحفي لبوتين، ديمتري بيسكوف. لكن في هذه الأثناء، سيواصل بوتين قصف مدن أوكرانيا ومواصلة العمل في دونباس، بينما تتنصل الولايات المتحدة من المسؤولية عن كل هذه الفوضى". انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة. انضم الآن شاركنا رأيك في التعليقات تابعونا على وسائل التواصل Twitter Youtube WhatsApp Google News


ليبانون 24
منذ 3 ساعات
- ليبانون 24
عن تأثير حوار بوتين - ترامب على أوكرانيا.. تقرير لـ"The Spectator" يكشف
ذكرت صحيفة "The Spectator" البريطانية أن "هذا السؤال: "انظر، هل أنت جاد؟ هل أنت صادق بشأن هذا؟"، وفقًا لنائب الرئيس الأميركي جيه. دي. فانس، كان جوهر المكالمة الهاتفية التي جرت أمس بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب ونظيره الروسي فلاديمير بوتين. ما قصده فانس هو التساؤل عما إذا كان بوتين جادًا بشأن السلام. لكن قلب السؤال رأسًا على عقب سيكون أكثر وضوحًا: هل بوتين جاد بشأن كسب الحرب؟ بالتأكيد. هل هو صادق بشأن مواصلة القتال حتى يحقق هدفه في إخضاع أوكرانيا ؟ نعم أيضًا، وبكل تأكيد. وهناك طريقة أخرى لقلب السؤال: هل ترامب جادٌّ في الضغط على روسيا لإنهاء الحرب؟ ويبدو أن الإجابة على ذلك، للأسف بالنسبة للأوكرانيين، سلبيةٌ للغاية". وبحسب الصحيفة، "كان أوضح دليل على أن المكالمة الهاتفية التي استمرت ساعتين لم تسر على ما يرام بالنسبة لكييف هو اعتراف بوتين نفسه بأن عملية السلام "تسير على الطريق الصحيح عمومًا"، وفقًا لبيان نشرته وكالة ريا نوفوستي. ووصف الكرملين المحادثة بأنها "غنية بالمعلومات ومفيدة للغاية"، لكن على روسيا وأوكرانيا الاتفاق على "حلول وسط تناسب كلا الجانبين". وفي الواقع، أي شيء يُرضي بوتين هو، بالضرورة، خبر سيئ لآمال أوكرانيا في إنهاء الحرب مع الحفاظ على استقلالها السياسي. وأعرب ترامب أيضًا عن سعادته بالمكالمة. وغرّد على مواقع التواصل الاجتماعي قائلًا: "أعتقد أنها سارت على ما يرام. ستبدأ روسيا وأوكرانيا فورًا مفاوضاتٍ نحو وقف إطلاق النار، والأهم من ذلك، إنهاء الحرب... كانت نبرة وروح المحادثة ممتازتين". ومع ذلك، وفي تفصيلٍ بالغ الأهمية سيُثير قلق كييف، أصرّ ترامب أيضًا على أن التفاصيل "سيتم التفاوض عليها بين الطرفين... لأنهما يعرفان تفاصيل مفاوضاتٍ لا يعلمها أحدٌ سواهما"." وتابعت الصحيفة، "صاغ ترامب إعلانه كدعوة متفائلة لبدء محادثات السلام، وذكر قائمة طويلة من القادة الأوروبيين والبابا الجديد لاوون الرابع عشر الذين "أبلغهم" بدعوته. لكن مع إشارة ترامب إلى استعداده لتسليم المحادثات إلى موسكو وكييف، سيسمع الكثير من الأوكرانيين أن الولايات المتحدة لم تعد مهتمة بلعب دور فاعل، ناهيك عن ممارسة ضغوط جدية لإجبار بوتين على تقديم تنازلات. يتضح بشكل متزايد أن ما يريده بوتين ليس السيطرة على الأراضي، بل السيطرة السياسية على مستقبل أوكرانيا الاستراتيجي. وهذا هو معنى مطالب الكرملين بمعالجة "الأسباب الجذرية" للصراع. وكما أوضح مفاوض بوتين في المحادثات الأخيرة في إسطنبول، فإن هذا يعني عملياً تنفيذ أمرين رئيسيين". وأضافت الصحيفة، "الأول هو "نزع السلاح"، أي فرض قيود على حجم القوات المسلحة الأوكرانية وحدود انتشار القوات الأجنبية هناك. أما الثاني فهو "نزع النازية"، أي ضمان حقوق الناطقين بالروسية وعكس مسار حملة نزع الطابع السوفيتي عن أسماء الشوارع وذاكرة الحرب العالمية الثانية. أو كما قال بوتين نفسه في فيلم وثائقي تلفزيوني طويل تم إنتاجه تزامنا مع الذكرى الثمانين ليوم النصر الأسبوع الماضي، فإن هدف "عمليته العسكرية الخاصة" كان " القضاء على الأسباب الجذرية لهذه الأزمة"، و"ضمان أمن الدولة الروسية" و"حماية مصالح شعبنا"، سواء في الأراضي المحتلة أو داخل أوكرانيا. والأمر الأكثر إثارةً للرعب هو أن بوتين تعهد بأن روسيا لديها "القوة والموارد الكافية لإنهاء ما بدأ عام 1922، أي ترسيم حدود أوكرانيا السوفيتية التي رسمها فلاديمير لينين، والتي لا تزال تُمثل الحدود الدولية لأوكرانيا الحديثة حتى اليوم". وبحسب الصحيفة، "إن تحول بوتين من المطالب الإقليمية إلى المطالب السياسية يجعل حوار ترامب-بوتين خطيرًا للغاية على الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي. وتخشى كييف من أن يقتنع ترامب بخطط السلام المُعدّة مع موسكو، ويحاول فرضها على أوكرانيا كوسيلة للتوصل إلى اتفاق بأي وسيلة ممكنة. في الواقع، أشارت إدارة ترامب بوضوح تام إلى حرصها على إنهاء المحادثات في أسرع وقت ممكن. إن انسحاب واشنطن نتيجةٌ تُرضي بوتين تمامًا، لا سيما بعد اقتناعه بأن حلفاء أوكرانيا الرئيسيين الآخرين، الأوروبيين، غير جادّين وغير مسؤولين. وقد عززت هذه الفكرة الجولات الأخيرة من الوعود الأوروبية الفارغة بتصعيد العقوبات في محاولةٍ يائسة لإجبار الكرملين على وقف إطلاق النار. علاوة على ذلك، فإن بوتين مقتنع ليس فقط بأن التهديدات بفرض عقوبات جديدة مجرد هراء، بل أيضًا بأن الحرب على الأرض تسير في صالحه". وختمت الصحيفة، "في الوقت عينه، ثمة مؤشرات على أن بوتين يُعِدّ حشدًا كبيرًا للقوات في دونباس استعدادًا لهجوم صيفي. لذا، حتى لو تحققت دعوة ترامب، واجتمع مفاوضو الكرملين مع نظرائهم الأوكرانيين لإجراء محادثات منهجية، فسيكون العمل "شاقًا وطويلًا"، كما وصفه السكرتير الصحفي لبوتين، ديمتري بيسكوف. لكن في هذه الأثناء، سيواصل بوتين قصف مدن أوكرانيا ومواصلة العمل في دونباس، بينما تتنصل الولايات المتحدة من المسؤولية عن كل هذه الفوضى".


المردة
منذ 3 ساعات
- المردة
ترامب يعيد رسم الشرق الأوسط.. و'إسرائيل' لم تعد أولاً
الزيارة التاريخية التي قام بها الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى كلّ من السعودية وقطر والإمارات، والتي تمخّض عنها توقيع عقود استثمارية وتجارية تقدّر بنحو أربعة تريليونات دولار، لم تمرّ مرور الكرام في 'تل أبيب'. فبالنسبة لحكومة بنيامين نتنياهو، لم تكن هذه الجولة مجرّد حدث اقتصادي عابر، بل كانت إيذاناً بإعادة ترتيب الشرق الأوسط—ولكن هذه المرة من دون 'إسرائيل'. التحذير من هذا التغيير لم يقتصر على المراقبين الخارجيين، بل جاء من داخل المؤسسة الأمنية الإسرائيلية ذاتها، وعلى رأسهم الجنرال عاموس يدلين، رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية الأسبق، الذي اعتبر أنّ الإدارة الأميركية بدأت تنسج خيوط تحالفات جديدة تتجاوز 'إسرائيل'، بل وتستبعدها أحياناً. فقبيل هذه الجولة، كانت واشنطن قد اتخذت سلسلة من الخطوات التي عزّزت هذا الانطباع: بدء التفاوض مع إيران من دون تنسيق مع 'تل أبيب'، وقف الغارات على أنصار الله في اليمن، دعم الدور التركي-القطري في سوريا، فصل المشروع النووي السعودي المدني عن التطبيع مع 'إسرائيل' كشرط ملزم، والتفاوض المباشر مع حركة حماس وإطلاق سراح الأسير الإسرائيلي-الأميركي عيدان ألكسندر من دون تدخّل إسرائيلي يُذكر. هذه المؤشرات تفتح الباب أمام تساؤلات جوهرية: هل نشهد تحوّلات جذرية في العقيدة الاستراتيجية الأميركية؟ أم أنّ ما يحدث ليس أكثر من تقاسم أدوار بين واشنطن و'تل أبيب' في سياق أوسع؟ الإجابة تبدأ من الداخل الأميركي نفسه، وتحديداً من داخل الحزب الجمهوري. لطالما عُرف الحزب الجمهوري، منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، بانحيازه إلى التدخّلية العسكرية والدبلوماسية، وبتبنّيه مواقف صارمة في دعم الحلفاء، وعلى رأسهم 'إسرائيل'. غير أنّ السنوات الأخيرة، وتحديداً مع عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، شهدت تحوّلاً جذرياً في هذا الإرث السياسي. فقد أعاد ترامب ترتيب الأولويات القومية، مستنداً إلى رؤية تعتبر أنّ الحروب الخارجية، والتحالفات غير المتكافئة، والالتزامات الأمنية البعيدة، تشكّل استنزافاً للاقتصاد الأميركي، وعبئاً على المواطن العادي. هذا التوجّه، الذي يُعرف اليوم داخل الحزب الجمهوري بـ'الانعزالية الجديدة' (MAGA)، لا يعني انسحاباً تاماً من العالم، لكنه يضع المصلحة الأميركية الاقتصادية المباشرة في المقدّمة، على حساب الالتزامات التاريخية، بما فيها الالتزام بالدفاع غير المشروط عن 'إسرائيل'. وفي مقابل هذا التيار، يقف الجناح التدخّلي التقليدي داخل الحزب، والذي يدافع عن استمرار الدور الأميركي الفاعل في العالم، وخاصة في الشرق الأوسط، ويشدّد على ضرورة الحفاظ على العلاقة الاستراتيجية مع 'إسرائيل'. لكن في الميزان السياسي الحالي، بات واضحاً أنّ الكفّة تميل لصالح التيار الانعزالي. ويكفي النظر إلى الخطوات العملية الأخيرة لإدارة ترامب كي ندرك أنّ هذا التيار لم يعد مجرّد صوت داخلي، بل هو الذي يمسك فعلياً بمفاتيح القرار. إزاء هذا الواقع، تجد 'إسرائيل' نفسها أمام مشهد غير مألوف. للمرة الأولى منذ عقود، لا تملك 'تل أبيب' تأثيراً مباشراً على أولويات الإدارة الأميركية، ولا تستطيع فرض خطوطها الحمر كما كانت تفعل في الماضي. فالتفاوض مع إيران جرى خارج قنوات التنسيق، والعلاقة مع السعودية تُبنى اليوم على أساسات اقتصادية لا تمرّ عبر بوابة 'السلام مع إسرائيل'، وحماس، التي تصنّفها 'إسرائيل' كمنظمة إرهابية، باتت تحاور واشنطن مباشرة. في هذا السياق، تبدو 'إسرائيل' قلقة من أن يتحوّل حضورها في المعادلة الإقليمية إلى أمر ثانوي. فالرؤية الأميركية الجديدة ترى في استقرار الشرق الأوسط هدفاً في حدّ ذاته، لا وسيلة فقط لضمان أمن 'إسرائيل'. وهذا تحوّل جذري، يعكس إدراكاً أميركياً بأن أمن الطاقة، وضبط التوازنات الإقليمية، ومنافسة الصين وروسيا، كلّها أولويات تتقدّم على العلاقة التاريخية مع 'تل أبيب'. ولعلّ ما يُفاقم التباعد بين واشنطن و'تل أبيب'، ليس فقط التحوّلات داخل الحزب الجمهوري، بل أيضاً التحوّلات العميقة التي شهدتها 'إسرائيل' نفسها وما زالت تتفاقم. فالحكومة الحالية برئاسة بنيامين نتنياهو لم تعد تمثّل الإجماع الإسرائيلي التقليدي، بل تقودها ائتلافات من اليمين الديني القومي الاستيطاني، والتيارات المشيحانية التي تُضفي على الصراع طابعاً دينياً مطلقاً يتنافى مع أيّ تسوية سياسية. هذا الائتلاف لا يتبنّى فقط خطاباً متطرّفاً تجاه الفلسطينيين، بل يدفع بالصراع إلى أمد غير محدود، وهو ما تجلّى بوضوح في إصرار نتنياهو على استمرار الحرب في غزة من دون أفق سياسي واضح، ومن دون خطة استراتيجية للخروج. هذا التوجّه بات يتعارض جذرياً مع المزاج الأميركي الجديد، حيث تُفضّل إدارة ترامب—وعلى غير عادتها في ولايته الأولى—إنهاء النزاعات المفتوحة والتركيز على تحقيق الاستقرار الإقليمي بوسائل دبلوماسية واقتصادية. وهكذا، لا يعود التوتر بين واشنطن و'تل أبيب' مجرّد انعكاس لتحوّلات أميركية، بل هو أيضاً نتيجة لانسداد سياسي داخلي في 'إسرائيل'، يقوده نتنياهو وحلفاؤه نحو مسار تصادمي مع المصالح الأميركية الجديدة. وبذلك، تصبح العلاقة الخاصة بين الطرفين نتاجاً لتحوّلين متوازيين: انعزالية أميركية متنامية، وراديكالية إسرائيلية متصلّبة. وفي هذا السياق، تصبح نتائج الحرب الإسرائيلية على غزة أكثر تعقيداً. فرغم أنها أضعفت من دور المحور الإيراني وأربكت امتداداته في المنطقة، فإنّ 'إسرائيل' لم تتمكّن من استثمار هذا التراجع. والسبب؟ غياب الرؤية السياسية والاستراتيجية لما بعد الحرب. ترك هذا الواقع فراغاً في الإقليم، لم تملأه 'تل أبيب'، بل سارع آخرون إلى استغلاله. فالسعودية، التي صعدت كقوة إقليمية أولى بعد تراجع طهران وتردّد 'إسرائيل'، بدأت تملأ هذا الفراغ بثقة. وإلى جانبها، تحرّكت أنقرة والدوحة في الملف السوري بدعم أميركي واضح، في ما بدا وكأنه توزيع جديد للأدوار في المنطقة، من دون حاجة أميركية للدور الإسرائيلي التقليدي. وهكذا، تكون 'إسرائيل'، التي تباهى نتنياهو بأنها تعيد رسم الشرق الأوسط من خلال حرب غزة، قد رسمت فعلياً حدود تراجعها الاستراتيجي في المنطقة. لا يعني كلّ ما سبق أنّ التحالف الأميركي-الإسرائيلي في طريقه إلى الانهيار، لكنه بالتأكيد أمام إعادة تعريف. فـ 'إسرائيل' لم تعد حجر الزاوية الوحيد في سياسة واشنطن بالمنطقة، والإدارة الأميركية لم تعد ترى في التوافق المطلق مع 'تل أبيب' شرطاً لتحقيق مصالحها. إنّ ما نشهده اليوم هو نهاية مرحلة، وبداية أخرى، لا تقوم على العلاقات التاريخية، بل على الحسابات البراغماتية المتغيّرة. وفي هذا الشرق الأوسط الذي يُعاد تشكيله، لا يبدو أنّ لــ 'إسرائيل' موقعاً مضموناً، ما لم تُعد هي الأخرى قراءة المشهد وتعديل أدواتها. لكن يبقى السؤال مفتوحاً: هل يمكن لهذا التعديل أن يحدث في ظلّ قرار سياسي تتحكّم فيه قوى مشيحانية صاعدة مثل إيتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش؟