logo
«الفتى الروسي الثرثار» يستفز ترمب والرئيس الأميركي يحذره من «دخول منطقة خطيرة»

«الفتى الروسي الثرثار» يستفز ترمب والرئيس الأميركي يحذره من «دخول منطقة خطيرة»

الشرق الأوسطمنذ 6 أيام
بعدما أمعنت روسيا في إدارة الظهر لمناشداته بوقف حربها المستمرة منذ 3 سنوات ونصف السنة على أوكرانيا، لم يكن أمام الرئيس الأميركي دونالد ترمب، سوى خيار اللجوء إلى تعليقاته السليطة ضد قادتها، رغم تحييده رئيسها فلاديمير بوتين عن تلك التعليقات حتى الآن. وهدد ترمب الرئيس الروسي السابق دميتري ميدفيديف، واصفاً إياه بـ«الرئيس الفاشل»، قائلاً: «إنه يدخل منطقة خطيرة للغاية».
وفي حين يوصف ميدفيديف، الذي يشغل الآن منصب نائب رئيس مجلس الأمن الروسي، على نطاق واسع من قِبل السياسيين ووسائل الإعلام الأميركية، بأنه «الفتى الثرثار»، بدا أن ترمب قد ضاق ذرعاً بتعليقاته الساخرة، بعدما رد على تهديداته بتقليص المهلة النهائية لإنهاء الحرب. وكتب ترمب في الساعات الأولى من صباح الخميس: «روسيا والولايات المتحدة لا تتعاونان تقريباً. فلنُبقِ الأمر على هذا النحو، ولنُخبر ميدفيديف، الرئيس الروسي السابق الفاشل، الذي يظن نفسه رئيساً، أن يحذر من كلماته. إنه يدخل منطقة خطيرة للغاية».
الرئيس الروسي السابق ونائب رئيس مجلس الأمن القومي الروسي دميتري ميدفيديف (أرشيفية - أ.ب)
وكان ميدفيديف، وهو ناشط على مواقع التواصل الاجتماعي، قد سخر من إنذار ترمب للكرملين، بعدما قلّص المهلة النهائية التي حددها في يوليو (تموز) بـ50 يوماً إلى 10 أيام، لإنهاء الحرب في أوكرانيا وإلا سيواجه عواقب اقتصادية وخيمة. وكتب ميدفيديف قائلاً: «ترمب يلعب لعبة الإنذارات مع روسيا: 50 يوماً أو 10... عليه أن يتذكر أمرين: أولاً، روسيا ليست إسرائيل ولا حتى إيران. وثانياً كل إنذار جديد هو تهديد وخطوة نحو الحرب، ليس بين روسيا وأوكرانيا، بل مع بلده. لا تسلكوا طريق جو النعسان». وبدت عبارته الأخيرة التي شبهه فيها بالرئيس السابق جو بايدن، أكثر ما آثار حفيظة ترمب، ودفعته إلى تهديده بشكل مباشر.
وفي منشور آخر على منصة «إكس»، وصف ميدفيديف، السيناتور الجمهوري النافذ ليندسي غراهام، أحد أبرز حلفاء ترمب ومن صقور الجمهوريين في السياسة الخارجية، بـ«الجِد»، بعد أن نصح ميدفيديف «بالجلوس على طاولة السلام».
ترمب أثناء زيارته موقع تجديد مبنى الاحتياطي الفيدرالي (أ.ب)
ويُعد ميدفيديف مؤيداً صريحاً لغزو بوتين الشامل لأوكرانيا، وهو من أشد المدافعين عن الكرملين على وسائل التواصل الاجتماعي.
وقال ميدفيديف: «ليس من شأنك أو من شأن ترمب أن تُملي علينا متى (نجلس على طاولة السلام). ستنتهي المفاوضات عندما تتحقق جميع أهداف عمليتنا العسكرية. اعملوا على أميركا أولاً، يا جدي».
وبعدما تولى ترمب منصبه واعداً بإنهاء الحرب بسرعة، رفض الكرملين جميع الدعوات لوقف القتال. وبدلاً من ذلك، زادت موسكو من وتيرة هجماتها على الجبهة ووسّعت نطاق قصفها الموجّه إلى البلدات والمدن في جميع أنحاء أوكرانيا.
وأعلنت روسيا، الخميس، أنها سيطرت على بلدة تشاسيف يار في شرق أوكرانيا بعد ما يقرب من 16 شهراً من القتال؛ ما يمكنها التقدم نحو المدن الرئيسية في منطقة دونيتسك، بما في ذلك كوستيانتينيفكا وسلوفيانسك وكراماتورسك، بينما نفى الجيش الأوكراني التقارير الميدانية الروسية. وقال المتحدث باسم «مجموعة القوات الاستراتيجية العملياتية خورتيستيا» فيكتور تريغوبوف: «أنصح دائماً بعدم عدَّ وزارة الدفاع الروسية مصدراً للمعلومات. إنهم ببساطة يكذبون بشكل ممنهج، وجعلنا نعلق على أكاذيبهم الأخيرة في كل مرة أمر خاطئ».
لكن أقرَّت هيئة الأركان العامة الأوكرانية بأن القوات الروسية هاجمت مواقع قرب تشاسيف يار. وسيمثل هذا التقدم، إذا تأكد، مكسباً كبيراً للقوات الروسية. وتقع تشاسيف يار غربي باخموت التي استولت عليها روسيا في 2023 بعد واحدة من أكثر المعارك دموية خلال الحرب.
وأظهر موقع «ديب ستيت» الأوكراني، الذي يتعامل مع الخرائط، سيطرة قوات كييف على الجزء الغربي من البلدة. وبدأت معركة تشاسيف يار في أبريل (نيسان) العام الماضي عندما وصلت قوات المظليين الروس إلى الطرف الشرقي للبلدة. وذكرت وسائل إعلام روسية رسمية آنذاك أن الجنود الروس بدأوا بالاتصال بنظرائهم الأوكرانيين داخل البلدة لمطالبتهم بالاستسلام أو القضاء عليهم بالقنابل الموجهة جواً.
وبلغ عدد سكان البلدة، التي تحولت الآن أنقاضاً، أكثر من 12 ألف نسمة قبل الحرب، وكان اقتصادها يعتمد على مصنع ينتج منتجات الخرسانة المسلحة والطين المستخدم في صناعة الطوب.
أعلن مسؤولون محليون في أوكرانيا مقتل ثمانية أشخاص على الأقل، وإصابة 88 آخرين في هجوم روسي بالصواريخ والطائرات المسيَّرة على العاصمة كييف في وقت مبكر من الخميس. ومع شروق الشمس، كانت فرق الطوارئ تخمد الحرائق وتقطع الكتل الخرسانية بحثاً عن ناجين في جميع أنحاء العاصمة.
قال الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، الخميس: «أطلق الروس أكثر من 300 طائرة مسيَّرة وثمانية صواريخ، وكانت العاصمة الهدف الرئيسي لهذا الهجوم الهائل». وأضاف زيلينسكي: «لحقت أضرار جسيمة بالبنية التحتية السكنية. وفي أحد الأحياء السكنية، تم تدمير جزء كامل من مبنى سكني»، وأضاف أن مناطق دنيبرو وبولتافا وسومي وميكولايف، حسبما نقلت عنه وكالة الأنباء الوطنية الأوكرانية (يوكرينفورم).
سكان كييف يحتمون في أنفاق محطات القطارات الأرضية بسبب القصف الروسي (رويترز)
وقالت يوليا سفيريدينكو، رئيسة الوزراء الأوكرانية: «هذا رد بوتين على مُهل ترمب النهائية... على العالم أن يرد بعقد محكمة وممارسة أقصى قدر من الضغط». وأعلنت القوات الجوية الأوكرانية أن وحدات الدفاع الجوي أسقطت 288 طائرة هجومية مسيَّرة وثلاثة صواريخ كروز. وكتب وزير خارجية أوكرانيا أندريه سيبيغا عبر منصة «إكس»: «إنه صباح فظيع في كييف. الضربات الروسية الوحشية الروسية دمرت مباني سكنية بأكملها وألحقت أضراراً بمدارس ومستشفيات. قتل وجرح مدنيون. لا يزال هناك أشخاص تحت الركام».
بطارية الدفاع الجوي الأميركية «ثاد» (أ.ف.ب)
ويأتي الهجوم الروسي الأخير في أوكرانيا بينما أمهل الرئيس الأميركي دونالد ترمب، الثلاثاء، نظيره الروسي فلاديمير بوتين عشرة أيام لوقف غزوه لأوكرانيا الذي دخل عامه الرابع، تحت طائلة فرض عقوبات جديدة صارمة. ويطالب الرئيس الروسي بأن تتخلى كييف عن مناطق دونيتسك ولوغانسك وخيرسون وزابوريجيا التي أعلنت روسيا ضمها من جانب واحد في سبتمبر (أيلول) 20022، فضلاً عن شبه جزيرة القرم التي ضمتها في 2014. واتهم قادة غربيون بوتين بالتباطؤ في جهود السلام التي تقودها الولايات المتحدة، في محاولة للاستيلاء على المزيد من الأراضي الأوكرانية.
وهدد ترمب باتخاذ إجراءات قاسية لإجبار روسيا على الجلوس إلى طاولة المفاوضات، غير أنه لا يزال من غير الواضح ما هي الإجراءات التي سيتخذها للضغط على موسكو إذا لم تلتزم بموعده النهائي الأسبوع المقبل. ويأمل الأوكرانيون أن يستهدف، على الأقل، المصدر الرئيسي لتمويل الكرملين لمجهوده الحربي: صادرات النفط.
ويقول جون هاردي، كبير الباحثين في الشأن الروسي في مؤسسة الدفاع عن الحريات، وهي مؤسسة بحثية محسوبة على الجمهوريين: «بصراحة، ليس من الواضح تماماً ماهية العقوبات التي سيفرضها ترمب». وأضاف في حديث مع «الشرق الأوسط» قائلاً: «يبدو أن الخطة تستهدف صادرات النفط الروسية، لكن من غير الواضح ما هي الأداة التي سيستخدمها لتحقيق ذلك». وتابع قائلاً: «منذ إعلانه في 14 يوليو (تموز)، كرر هو ومسؤولون أميركيون آخرون استخدام مصطلح (رسوم جمركية ثانوية) و(عقوبات ثانوية) في أحيان أخرى».
بناية تم تدميرها بالكامل جراء القصف الروسي على العاصمة الروسية كييف (أ.ب)
وصاغ مجلس الشيوخ الأميركي تشريعاً من شأنه فرض عقوبات ثانوية على الدول التي تشتري النفط الروسي، بما في ذلك الصين. لكن المشرعين أحجموا حتى الآن عن التصويت على مشروع القانون، رغم الدعم الواسع من الحزبين. وبدلاً من ذلك، التزموا بتوجيهات البيت الأبيض؛ ما ترك إقرار القانون معلقاً بعدما دخل الكونغرس في عطلته الصيفية التي بدأت في أول أغسطس (آب) وتنتهي في أوائل سبتمبر المقبل. ومع ذاك، قرر ترمب يوم الأربعاء، معاقبة الهند لاستمرارها في شراء النفط والأسلحة الروسية، وأعلن أنه سيفرض تعريفة جمركية بنسبة 25 في المائة على الهند، قائلاً إنه سيضيف عقوبات إضافية غير محددة لمواصلة التجارة مع موسكو.
الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي والرئيس الأميركي دونالد ترمب خلال اللقاء العاصف في البيت الأبيض يوم 28 فبراير (أرشيفية - أ.ب)
دعا زيلينسكي، الخميس، العالم إلى التحرك «لتغيير النظام» في روسيا ومصادرة أصولها بدلاً من تجميدها، عادَّاً أن استمرار السلطات الحالية يعني أن موسكو ستواصل محاولة زعزعة استقرار البلدان المجاورة حتى بعد انتهاء الحرب. وتحدث زيلينسكي عبر الفيديو خلال مؤتمر بمناسبة مرور 50 عاماً على توقيع «اتفاقية هلسنكي» التاريخية الموقَّعة بين كتلتي الشرق والغرب في عام 1975 والتي تضمن عدم انتهاك الحدود، وهو مبدأ تم التعدي عليه بالغزو الروسي لأوكرانيا، مضيفاً: «أرى أنه من الممكن الضغط على روسيا لإنهاء هذه الحرب. هي من بدأتها ويمكننا إجبارها على إنهائها، لكن إذا لم يهدف العالم إلى تغيير النظام في روسيا، سيعني ذلك أن موسكو ستواصل محاولة زعزعة استقرار البلدان المجاورة حتى بعد انتهاء الحرب».
ترمب يتحدث للصحافيين على متن الطائرة الرئاسية في طريقه لواشنطن 29 يوليو 2025 (أ.ب)
وقال زيلينسكي: «علينا أن نعطل آلة الحرب الروسية، وأن نوقف صناعتها العسكرية ونحدّ من أرباحها من الطاقة، وأن نستخدم كل الأصول الروسية المجمدة، بما في ذلك الثروات الناتجة عن الفساد للدفاع عن العالم ضد العدوان الروسي». وتابع: «حان الوقت لمصادرة الأصول الروسية لا الاكتفاء بتجميدها، بل مصادرتها واستخدامها لخدمة السلام وليس الحرب».
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

ترامب: من الممكن عقد اجتماع مع بوتين وزيلينسكي "قريبا جدا"
ترامب: من الممكن عقد اجتماع مع بوتين وزيلينسكي "قريبا جدا"

العربية

timeمنذ ثانية واحدة

  • العربية

ترامب: من الممكن عقد اجتماع مع بوتين وزيلينسكي "قريبا جدا"

أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب الأربعاء أنّ هناك احتمالا كبيرا لأن يعقد اجتماعا "قريبا جدا" مع نظيريه الروسي فلاديمير بوتين والأوكراني فولوديمير زيلينسكي، من دون أن يحدّد أيّ موعد أو مكان لهذه القمة الرامية لإنهاء الحرب بين موسكو وكييف. وبعيد إعلان البيت الأبيض أنّ الرئيس الجمهوري "منفتح" على عقد اجتماع مع بوتين لمناقشة الغزو الروسي لأوكرانيا، قال ترامب للصحافيين "هناك فرصة جيّدة لعقد اجتماع قريبا جدا"، قبل أن يسارع إلى خفض سقف توقّعاته من نظيره الروسي بقوله "لقد خيّب أملي في الماضي". من جانبه، أكد وزير الخارجية الأميركية ماركو روبيو، الأربعاء أنه "لا يزال هناك الكثير من العمل" قبل لقاء محتمل بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب ونظيره الروسي فلاديمير بوتين لإنهاء الحرب في أوكرانيا. وقال في مقابلة مع قناة "فوكس بيزنس": "اليوم كان يومًا جيدًا، لكن لا يزال أمامنا الكثير من العمل. هناك العديد من العقبات التي يجب تجاوزها، ونأمل في تحقيق ذلك خلال الأيام أو الساعات أو ربما الأسابيع القادمة". كما بين روبيو، أن الإدارة الأميركية أصبحت الآن أكثر فهما للشروط التي تجعل روسيا مستعدة للموافقة على تسوية مع أوكرانيا. وقال "أعتقد أننا أصبحنا الآن أكثر فهما للشروط التي تجعل روسيا مستعدة لإنهاء الحرب". ترامب منفتح على لقاء بوتين وأبدى الرئيس الأميركي دونالد ترامب انفتاحه على عقد لقاء مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين اعتبارا من الأسبوع المقبل، بعدما وصف محادثات أجراها موفده ستيف وتيكوف مع سيّد الكرملين بأنها "مثمرة للغاية". واحتمال عقد اللقاء تمّ تداوله في اتصال هاتفي جرى بين ترامب والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بمشاركة كلّ من رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر والمستشار الألماني فريدريش ميرتس والرئيس الفنلندي ألكسندر ستوب والأمين العام لحلف شمال الأطلسي مارك روته، وفق ما أفاد مصدر أوكراني مطّلع على المحادثات وكالة فرانس برس. من جهتها، قالت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولاين ليفيت الأربعاء إنّ ترامب "منفتح على أن يلتقي في الوقت نفسه الرئيس بوتين والرئيس زيلينسكي"، موضحة أنّ "الروس أبدوا رغبتهم في لقاء" الرئيس الأميركي. 3 ساعات وأثنى ترامب، يوم الأربعاء، على المحادثات التي عقدها مبعوثه الخاص ستيف ويتكوف مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، والتي امتدت لثلاث ساعات. وكتب الرئيس الأميركي عبر منصة "تروث سوشال": "عقد مبعوثي الخاص ستيف ويتكوف اجتماعاً مثمراً للغاية مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وقد تم إحراز تقدم كبير! لاحقاً، أطلعتُ بعض حلفائنا الأوروبيين على آخر التطورات. يتفق الجميع على ضرورة إنهاء هذه الحرب، وسنسعى لتحقيق ذلك في الأيام والأسابيع القادمة. شكراً لاهتمامكم بهذا الموضوع!". وسبق لترامب الذي تعهّد خلال حملته الانتخابية إنهاء الحرب في أوكرانيا سريعا أن حدّد لروسيا مهلة تنتهي الجمعة لتحقيق تقدّم على مسار السلام وإلا مواجهة عقوبات جديدة. وجرت بين روسيا وأوكرانيا ثلاث جولات تفاوضية في اسطنبول، لكن من دون تحقيق أيّ اختراق على مسار التوصّل إلى وقف لإطلاق النار، في ظل استمرار التباعد الكبير في موقفي البلدين.

جوع غزة يصرخ في وجه العالم.. !
جوع غزة يصرخ في وجه العالم.. !

العربية

timeمنذ ثانية واحدة

  • العربية

جوع غزة يصرخ في وجه العالم.. !

تُواصل إسرائيل، تحت حكومة بنيامين نتنياهو المتطرفة، سياستها الوحشية وغير الإنسانية تجاه سكان قطاع غزة، حيث لم يعد الحصار مجرد واقعٍ مأساوي يعيشه أكثر من مليوني فلسطيني، بل أصبح سلاحاً ممنهجاً يتجسّد في سياسة التجويع القاسية. إنها مأساة إنسانية ترتكب على مرأى العالم، بينما تبقى القوى الكبرى صامتة، بل ومتواطئة. فالولايات المتحدة الأمريكية؛ التي ترفع لواء الدفاع عن حقوق الإنسان في العالم، تُقدّم غطاءً سياسياً ودبلوماسياً كاملاً لهذه الجرائم المستمرة، مستخدمةً حق النقض (الفيتو) في مجلس الأمن ضد كل محاولة دولية لوقف نزيف الدم الفلسطيني، مُعطية بذلك إسرائيل ضوءاً أخضر لارتكاب المزيد من المجازر ضد الأبرياء في غزة. المشاهد القادمة من القطاع تحرق القلوب وتصرخ في وجه الإنسانية جمعاء: أطفالٌ يموتون من الجوع، وأمّهات يتساقطن تحت الرصاص وهن يحاولن الحصول على كسرة خبز لأبنائهن، وعائلات تُباد عند نقاط توزيع الغذاء والدواء التي لم تعد ملاذاً آمناً، بل ميادين للموت تُقصف بلا هوادة. إن هذا المشهد لا يمكن أن يكون مجرد نتيجة عرَضية للحرب، بل هو إستراتيجية محسوبة تنفّذها إسرائيل، وهي مدركة تماماً لما تفعله. لكن المجتمع الدولي ما زال عاجزاً عن إيقاف هذه الكارثة، متخاذلاً ومتجاهلاً كل النداءات الأخلاقية، بسبب الدعم الأمريكي اللامحدود للحكومة الإسرائيلية. في ظل هذا الواقع القاتم، جاءت مبادرة المملكة العربية السعودية كصوت قوي وشجاع، أعاد الأمل بإمكانية تحقيق السلام العادل والدائم. لقد أخذت السعودية زمام المبادرة، وعقدت بالتعاون مع فرنسا مؤتمراً دولياً رفيع المستوى في مبنى الأمم المتحدة بنيويورك، بهدف إحياء حل الدولتين ووضع خطة عملية لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي وإقامة دولة فلسطينية مستقلة، عاصمتها القدس الشرقية. إن هذا الموقف السعودي المشرّف لم يكن مجرد تضامن لفظي، بل كان خطوة جريئة نحو العدالة والسلام، حيث أكد وزير الخارجية السعودي في هذا المؤتمر ضرورة وقف كافة أشكال العنف والاستيطان، وتشكيل لجنة انتقالية دولية لإدارة غزة مؤقتاً، وحماية المدنيين من آلة الحرب الإسرائيلية التي لا ترحم. إن هذا التحرك السعودي، المدعوم من جامعة الدول العربية والاتحاد الأوروبي وعدد كبير من دول العالم، قد رسم مساراً واضحاً وشجاعاً للخروج من المأزق الحالي. موقف السعودية النبيل هذا لم يكن مفاجئاً؛ فهي لطالما وقفت في صف الحق الفلسطيني، مدركة أن تحقيق السلام الحقيقي لن يتم إلا بإنصاف الفلسطينيين وإنهاء معاناتهم. في المقابل، ستبقى وصمة العار تلاحق إسرائيل وأمريكا، ما دامت الأولى تصرّ على سياسة التجويع والإبادة الجماعية، وما دامت الثانية تُوفر لها الغطاء والدعم. لقد آن الأوان للمجتمع الدولي أن يستمع للصوت السعودي العقلاني والشجاع، ويوقف جرائم إسرائيل التي تشوّه الضمير الإنساني، ويحاسب القوى التي تمنحها الشرعية والدعم. لقد آن الأوان لينتصر الحق على الظلم، ولتعلو أصوات السلام على طبول الحرب والمجاعة.

ترمب: أجرينا محادثات جيدة مع بوتين وقد نلتقي قريباً برفقة زيلينسكي
ترمب: أجرينا محادثات جيدة مع بوتين وقد نلتقي قريباً برفقة زيلينسكي

الشرق السعودية

timeمنذ ثانية واحدة

  • الشرق السعودية

ترمب: أجرينا محادثات جيدة مع بوتين وقد نلتقي قريباً برفقة زيلينسكي

قال الرئيس الأميركي دونالد ترمب، الأربعاء، إن الولايات المتحدة أجرت محادثات "جيدة جداً" مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، مشيراً إلى وجود "فرصة جيدة" لعقد اجتماع قريب مع بوتين والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي. ورداً على سؤال بشأن ما إذا كان بوتين وزيلينسكي قد وافقا على عقد اجتماع، قال ترمب للصحافيين في البيت الأبيض، إن هناك "احتمال جيد جداً بأن يوافقا. وأجرينا محادثات مثمرة جداً مع الرئيس بوتين اليوم"، مشيراً إلى "وجود فرصة جيدة لعقد اجتماع قريباً". وفي وقت سابق الأربعاء، اجتمع المبعوث الأميركي الخاص ستيف ويتكوف مع بوتين لـ3 ساعات تقريباً في أحدث مهمة لتحقيق تقدم في وقف الحرب الدائرة منذ 3 سنوات ونصف السنة، والتي بدأت بغزو روسيا الشامل لأوكرانيا. "رغبة روسية" وأفادت صحيفة "نيويورك تايمز"، نقلاً عن مصدرين مطلعين، الأربعاء، بأن ترمب يعتزم عقد لقاء مباشر مع بوتين، الأسبوع المقبل، يتبعه لقاء ثلاثي يجمعه مع الرئيسين الروسي والأوكراني. وذكر مصدران، أن ترمب كشف عن هذه الخطط خلال اتصال هاتفي مع عدد من القادة الأوروبيين وذلك عقب اجتماع مبعوثه الخاص ستيف ويتكوف مع الرئيس الروسي في موسكو. وأشار المصدران، إلى أن الاجتماعين المزمعين سيقتصران على الرؤساء الثلاثة فقط دون مشاركة أي من القادة الأوروبيين، رغم محاولاتهم لتنسيق الجهود من أجل إنهاء الحرب الدائرة بين روسيا وأوكرانيا. ولاحقاً قالت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولين ليفيت في بيان: "أعرب الروس عن رغبتهم بلقاء الرئيس الأميركي"، معربةً عن "انفتاح ترمب على لقاء كل من الرئيس بوتين والرئيس زيلينسكي، والرئيس ترمب يريد إنهاء هذه الحرب الوحشية". واعتبر مسؤول في البيت الأبيض لشبكة CNN، أن "ترمب أعرب عن نيته لقاء بوتين في أقرب وقت ممكن الأسبوع المقبل، إلا أن تنفيذ هذا اللقاء ضمن هذا الجدول الزمني سيكون على الأرجح صعباً، نظراً لما يتطلبه من مفاوضات وتحديات لوجستية". ولم يتضح بعد ما إذا كان بوتين أو زيلينسكي الذي سبق أن أبدى عدة مرات انفتاحه على عقد مثل هذا اللقاء، قد وافقا على المقترح الذي طرحه ترمب، إلا أن الرئيس الأوكراني شارك في المكالمة مع القادة الأوروبيين. وشارك في الاتصال كذلك كل من رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، والمستشار الألماني فريدريش ميرتس، والأمين العام لحلف شمال الأطلسي "الناتو" مارك روته، بالإضافة إلى نائب الرئيس الأميركي جيه دي فانس، ووزير الخارجية ماركو روبيو، والمبعوث الخاص ستيف ويتكوف. "تفاصيل ربما لم تطرح من قبل" من جهته، قال وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو، إن زيارة المبعوث الرئاسي الخاص ستيف ويتكوف إلى موسكو، ناقشت "تفاصيل ربما لم تُطرح من قبل" بشأن الحرب في أوكرانيا، معتبراً أن اللقاء كان "مثمراً" من حيث الأفكار المطروحة لإنهاء النزاع. وأشار روبيو في تصريحات لقناة "فوكس نيوز"، إلى أن ترمب تلقى تحديثاً بشأن نتائج الزيارة، ثم أجرى اتصالاً بعدد من القادة الأوروبيين لإطلاعهم على مجريات المحادثات، موضحاً أن واشنطن ستواصل مشاوراتها مع الحلفاء الأوروبيين والأوكرانيين خلال اليومين المقبلين. وأضاف: "نأمل أنه إذا استمرت الأمور في التقدم، فستُتاح الفرصة قريباً جداً للرئيس ترمب للقاء بوتين وزيلينسكي في وقت ما ، ونأمل أن يكون ذلك في المستقبل القريب". وأشار وزير الخارجية، إلى أن التوصل لاتفاق نهائي يتطلب "تدخلاً مباشراً" من ترمب، كما حصل سابقاً في المفاوضات التجارية مع عدة دول، معتبراً أن هناك "عقبات كثيرة" لا تزال قائمة، لكنه عبّر عن أمله في التغلب عليها خلال الأيام والساعات المقبلة.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store