
سرّ يكشفه نعيم قاسم عن نصرالله.. القصة "عاشورائية"!
قال الأمين العام لـ" حزب الله" الشيخ نعيم قاسم إنَّ استمرار "الحزب" هو بحد ذاته "انتصار"، مُعتبراً في الوقت نفسه أنَّ "استمرار شعار إنّا على العهد هو بمثابة انتصار أيضاً".
كلام قاسم جاء في كلمة له خلال المجلس العاشورائي المركزي الذي يقيمه "حزب الله" في مجمع سيد الشهداء - الضاحية الجنوبية لبيروت، إذ قال: "أطلقنا شعار إنا على العهد على مسار سيدنا رضوان الله تعالى عليه والشهداء لنستمر ونبقى ونكون من بعدهم نعمل كما عملوا ونعيش حياة العزة".
وتابع: "ما قيمة الإنسان إذا لم يقف مع الحق؟ الوقفة مع الحق ليست مختصة بالشباب والرجال فقط بل أيضاً النساء والأطفال وكلّهم يجب أن يكونوا كذلك.. السؤال المركزي هو أنك تقاتل من أجل الحق أو لا، أنك تقبل أن تكون ذليلًا أو لا؟".
وأكمل: "سيد شهداء الأمة السيد حسن نصر الله كان دائماً خلال بعض الجلسات وخاصة عندما تقترب عاشوراء يتحدث عن شعار ما تركتك يا حسين، وكنت أشعر أنه عاش مع هذا الشعار".

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


سيدر نيوز
منذ 2 ساعات
- سيدر نيوز
تصريحات نارية من نعيم قاسم بعد القصف الأخير.. ماذا قال؟
ألقى الأمين العام ل'حزب الله' الشيخ نعيم قاسم كلمة في الليلة الثالثة من شهر محرم، جاء فيها: 'مع عاشوراء نتزود لِحياتنا من أجل أن نعيشها سعيدة، مستقيمة، عظيمة، صالحة، طيبة. في الليلة الماضية أسسنا لأسس عقائدية أساسية لها علاقة بالمنهج، واعتبرنا أن المنهج هو دين الله تعالى، هو الإسلام، يُطبقه محمد وآل محمد صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين، ونحن علينا أن نقتدي بهم. اليوم نتحدث عن عاشوراء، السلوك والموقف الذي ينسجم مع المنهج، مع الأصالة، مع الاستقامة.عاشوراء هي الموقف المنعطف، لماذا؟ لأن لحظة كربلاء هي لحظة قتال، لكن ليست كل حياة الإنسان قتال، حياة الإنسان تربية، حياة الإنسان أخلاق، حياة الإنسان علاقات اجتماعية، بناء مجتمع صالح، لكن توجد محطات معينة، في هذه المحطات لا بد أن يكون هناك جهاد، ولا بد أن يكون هناك قتال. لذا اعتبرت أن عاشوراء هي الموقف المنعطف كنتيجة طبيعية لكل هذا السلوك الإسلامي المرتبط بالمنهج الذي آمنا به من عند الله تعالى. هذا السلوك وهذا الموقف المنعطف يوصلنا إلى إحدى الحُسنيين، يعني النتيجة الطبيعية لهذا السلوك، أي القتال في سبيل الله تعالى، يُوصل إلى إحدى الحُسنيين: النصر أو الشهادة، كما قال تعالى: ﴿إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَىٰ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ﴾، يعني لدينا الأمرين، ﴿قُلْ هَلْ تَرَبَّصُونَ بِنَا إِلَّا إِحْدَى الْحُسْنَيَيْنِ﴾، يعني إما أن يُقتل الإنسان فيُستشهد في سبيل الله تعالى، وإما أن ينتصر الإنسان، وبالتالي يكون هناك انعكاس مادي لهذا النصر. التفسير الجميل الرائع الذي قاله سيد شهداء الأمة، السيد حسن نصر الله رضوان الله تعالى عليه عن الحُسنيين، قال: 'عندما ننتصر ننتصر، وعندما نستشهد ننتصر'، يعني لا توجد لدينا خسارة، لأن العبرة أين؟ العبرة أنك هل بقيت ثابتاً على موقفك، أو أنك تزعزعت وغيّرت هذا الموقف؟ إذا بقيت ثابتاً على موقفك، هذا يعني أنك ربحت، سواء كان الربح من خلال الانتصار المادي المباشر، أو كان الربح من خلال الشهادة التي تُعبّر أيضاً عن ربح. نحن نُريد من خلال سيرة الإمام الحسين عليه السلام، ومن خلال التزامنا بالإسلام، نُريد أن نعيش في هذه الدنيا حياةً عزيزة، ليس مطلوباً أن تكون الدنيا حياة عادية، لا، مطلوب أن تكون الدنيا حياة عزيزة، حياة فيها معنويات، حياة يشعر الإنسان فيها أنه محترم، أن له دور، أنه يقوم بخلافة الله تعالى على الأرض، أنه يتصرف بحريةٍ كاملة في إطار الطيبات، وفي إطار الأعمال الصالحة، والأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر. إذًا نحن نُريد حياة عزيزة، هذه يجب أن نبدأ منها، لا يصح أن تقول: 'أيّ حياة أقبل بها، المهم أن أبقى على قيد الحياة'، يا أخي، البقاء على قيد الحياة ليس بيد الناس، البقاء على قيد الحياة بيد الله تعالى، ﴿فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ لَا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلَا يَسْتَقْدِمُونَ﴾، الذي هو بيدك أن تبقى على قيد الحياة عزيزاً، أو أن تقبل بأن تكون ذليلاً. علّمنا الإمام الحسين أن نعيش الحياة عزيزة، عزيزة برؤوسٍ مرفوعة، ولذا عندما وصل الإمام الحسين عليه السلام إلى 'ذي حُسَم'، وتحدث بالقوم، قال: 'ألا ترون أن الحق لا يُعمل به، وأن الباطل لا يُتناهى عنه؟، ليرغب المؤمن في لقاء الله محقاً، فإني لا أرى الموت إلا سعادة، والحياة مع الظالمين إلا برماً'. ما تقييم الإمام الحسين عليه السلام للموت فيما لو جاءه الأجل؟ سعادة. لماذا سعادة؟ لأنه لحظة الانتقال إلى الآخرة، لحظة الموت، كانت في الموقف الأنبل، الموقف الأعز، الموقف الذي يقف مع الحق. ما قيمتك أنت كإنسان إذا لم تقف مع الحق؟ هل مطلوب من الإنسان أن يكون فقط يأكل ويشرب ويؤمن بعض المتطلبات العادية في الحياة الدنيا، حتى ولو كان ذليلاً؟ لا، 'إني لا أرى الموت إلا سعادة، والحياة مع الظالمين إلا برماً'، كما قال أمير المؤمنين: 'الموت في حياتكم مقهورين، والحياة في موتكم قاهرين'. انظر إلى التعبير والاتجاه الذي يُرسم. نحن نريد حياة عزيزة، ولا نقبل أن نكون في حياة ذليلة.'. وتابع: 'هذا الموقف البطولي الرائع الذي ينسجم مع الحق، رأيناه أيضاً على لسان السيدة زينب سلام الله تعالى عليها، قالت ليزيد: 'فكد كيدك، واسع سعيك، وناصب جهدك، فوالله لا تمحو ذكرنا، ولا تميت وحينا، ولا يُرحض عنك عارها، وهل رأيك إلا فَنَد؟ وأيامك إلا عدد؟ وجمعك إلا بَدَد؟ يوم يُنادي المنادي: ألا لعنة الله على الظالمين'. هذا موقف عظيم للسيدة زينب عليها السلام، تعرفون ماذا يُشير؟ يُشير إلى أن الموقف الحسيني هو موقف يشمل الأمة جميعاً، يشمل الرجل والمرأة. من قال إن البطولة، الشجاعة، الوقفة مع الحق، هي مختصة بالشباب، بالرجال؟ لا، أيضاً النساء، أيضاً الشباب، أيضاً الأطفال، كلهم يجب أن يعيشوا هذه الفكرة. السيدة زينب سلام الله تعالى عليها أكملت المسار الحسيني بالموقف نفسه، لأنها طبعاً حين وقفت هذا الموقف كان من الممكن أن يقتلها يزيد، كان من الممكن أن يفعل أشياء كثيرة، وهي على كل حال من السبايا التي سُبيت، يعني تعذبت وتحملت وضحت، وكانوا يحاولون إرغامها على أن تغيّر، أن تبدّل، أو بحسب كلامهم أن تتعظ مما حصل، وكانت النتيجة أنها هي من كانت تعظهم وتقول لهم الذي حصل: 'ما رأيت إلا جميلاً'. لكن هناك شهادة، نعم: 'ما رأيت إلا جميلاً'. لماذا جميل؟ لأنها صمدت على الحق، ولأن الشهادة التي حصلت كانت على أساس الحق. هذا هو المقياس الذي نُريد أن نعود إليه دائماً، لا تسألني هل هذا يُبقينا على قيد الحياة أم لا؟ يا أخي الحياة بيد الله عز وجل. السؤال المركزي، أنت مع الحق أم لا؟ أنت تُقاتل من أجل الحق أم لا؟ أنت تقبل أن تكون ذليلاً أم لا؟ الحسين سلام الله تعالى عليه علّمنا أن نكون مع الحق مهما كانت النتائج ومهما كانت التضحيات. هذه العِزّة يجب أن يطلبها المؤمن، ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين. لا تقبل حياة الذل، لا تقبل أن يستعبدك الآخرون، لا تقبل بأن تكون خادمًا لمشاريع الانحراف ومشاريع الباطل. هنا نفهم معنى 'ما تركتك يا حسين'. سماحة السيد رضي الله عنه كان دائمًا، عندما كُنا في بعض الجلسات ونتحدث عن هذا الشعار، خاصةً عندما تقترب عاشوراء، كنت أشعر بأنه عاشق لهذا الشعار، يُحبه كثيرًا، لأن 'ما تركتك يا حسين' هو حالة تفاعلية، عاطفية، شعورية، تجعل الإنسان يذوب في الحسين سلام الله تعالى عليه، وينسى أن له جسدًا، وينسى أنه موجودٌ على الأرض، يُحلق المؤمن بهذا الشعار في علوٍ وسموٍ وقوةٍ وقدرة. 'ما تركتك يا حسين' هذا هو موقفنا، 'ما تركتك يا حسين' عزيزًا كريمًا تكون مع الحق. إذًا، عاشوراء هي من أجل الحياة العزيزة في مواجهة التسلط والإرغام والاحتلال والاستكبار. عاشوراء هي في مواجهة كل هذا الانحراف. يا أخي، دعونا نعيش حياتنا، لا يتركوننا، لماذا؟ هل نحن من نتحرّش بهم؟ بل هم من يتحرّشون بنا، الكفر يتحرّش بالإيمان، المتسلطون، الظالمون، هم الذين يظلمون. المشكلة ليست فيما نُبادر به، المشكلة أنهم هم يبادرون دائمًا إلى الضغط، إلى القهر، إلى الإرغام. ماذا نفعل في مقابل هذا الموقف؟ لا بدّ أن نقف، أن نقول لا. إذًا، نتعلّم من الحسين سلام الله تعالى عليه إحدى الحسنيين: النصر أو الشهادة. أنا هنا أريد أن أُلفت إلى تفسير ممكن أن يكون مُعالجاً لبعض النظرات التي ينظر بها أولئك الذين يشعرون أنهم قد لا يكونون منتصرين. انظروا، النصر هو نصر للفرد ونصر للجماعة. يعني، مرة الفرد وحده، لأن موقفه صحيح، ينتصر، مرة الجماعة تنتصر. كيف ينتصر الفرد؟ الفرد ينتصر إذا انتصر، وينتصر إذا استشهد. لماذا؟ لأنه بشهادته نال ما تمنى، في موقف لم يتزعزع عنه، منتقلًا من الحياة إلى الآخرة بشهادة عظيمة. فإذا الفرد انتصر، فكيف تنتصر الجماعة؟ الجماعة تنتصر عندما تُحقق انتصارًا ميدانيًا، لكن أحيانًا تكون هناك مشاكل أو تكون عقبات أو يكون العدو مُتماهيًا في القوة، لا يكون هناك توازن، لا يمكن أن يحصل نصر الجماعة في كل معركة، في كل موقف، في كل حالة. إذًا، كيف نقول إن الجماعة انتصرت؟ نقول إنها انتصرت إذا استمرت، إذا بقيت، إذا حافظت على منهجها. ولذلك، فهمُنا للنصر على المستوى الإسلامي غير فهم الآخرين للنصر. هناك نصر مادي، نعم، ولكن أيضًا هناك نصر معنوي. النصر المعنوي هو أن نُلملم جراحاتنا، أن نتمكن من الاستمرار، أن يكون هناك من يسير على العهد. نحن عندما أطلقنا شعار 'إنّا على العهد' لسيدنا وحبيبنا ومقدسنا السيد حسن رضوان الله تعالى عليه، والسيد الهاشمي، وكل الشهداء الأبرار، أطلقنا هذا العهد لماذا؟ لنستمر، لنبقى، لنكون من بعدهم نعمل كما يعملون، ونقف كما يقفون، ونستعيد الحسين إلى حياتنا كما استعادوه، ونعيش حياة العز بكل قدرة وبكل طاقة، دون أن نخشى في الله لومة لائم. فإذًا، نحن عندما نقول إننا دائمًا منتصرون، هل هذا يُعجب الآخرين أم لا؟ هم يحلّلون، أين انتصرتم؟ أين لم تنتصروا؟ يا أخي، استمرارنا انتصار، استمرار الشعار انتصار. هذا الإمام الحسين سلام الله تعالى عليه استشهد منذ أكثر من 1350 سنة، ماذا كانت النتيجة؟ إلى الآن الحسين حي، إلى الآن الحسين يُعلّم ويُربي، إلى الآن عاشوراء حاضرة، إلى الآن زينب قدوة لكل النساء، إلى الآن الصرخة من خلال الدماء ومن خلال الكلمات تُعبّئ وتُربّي وتُخرج الأجيال التي تعيش حالة العزّة. إذًا، هل كانت الشهادة موتًا وانتهاءً؟ لا، كانت الشهادة نصرًا، لكن هذا النصر ممتد في الأجيال، بالاستمرارية التي حصلت. أنا اليوم أريد أن أجيب عن سؤال، وهذا السؤال يُطرح دائمًا من البعض، إذا كنا نحن متدينين ومرتبطين بالله عز وجل، ودائمًا ربّ العالمين يقول: 'وكان حقًا علينا نصر المؤمنين'، حسنًا، هل ينصرنا الله تعالى دائمًا؟ أم أن هناك مرات ينصرنا، ومرات لا ينصرنا؟ حسنًا، إذا لم ينصرنا دائمًا، فهل هناك مشكلة معينة موجودة حتى لم ينصرنا؟ أم يجب أن ينصرنا دائمًا لأننا متدينون، بصرف النظر عن العقبات والمشاكل الموجودة في حياتنا؟ هنا أُريد أن أُفصّل قليلًا في هذا الموضوع، لأنه حساس وأساسي. الله عز وجل وضع السنن الإلهية في هذه الحياة، هذه السنن الإلهية هي عبارة عن قواعد، عن أنظمة موجودة. أي الذي يحمل السيف ويقتل ويجرح، لكن إذا أحد لم يحمل السيف و'تكتّف'، لا يمكن أن يَجرح. إذا قاتل أحد في معركة، فممكن في هذه المعركة أن يربح، إذا كان العدد ملائمًا، إذا كانت الاستعدادات ملائمة، إذا كان التدريب موجودًا بشكل كافٍ، أما إذا كان هناك نقص معين في التدريب أو في الإمكانات، قد لا ينجح في قلب المعركة. هذه سنن إلهية، أي الإنسان يجب أن يكون قد أعدّ العدّة اللازمة حتى يتمكن من النجاح. أحيانًا لا يتمكن من إعداد العدّة اللازمة، أحيانًا تكون العدّة عند العدو أكبر بكثير من العدّة التي لديه، إمكانات العدو أكبر من إمكاناته بكثير، ممكن عندها أن ينتصر العدو على المؤمنين ماديًا، نعم. بحسب السنة الإلهية إذا كانت لديك إمكانات وهو لديه إمكانات أكبر، فهو سينتصر بالإمكانات الأكبر الموجودة لديه، لأنه هو أعدّ العدّة، وأنت لم تستطع، لا أقول إنك قصّرت، بل أقول إنك لم تستطع، وبالتالي يجب أن نتحمّل بأن يكون هذا طبيعيًا. الله عز وجل أول نقطة يعاملنا وفق السنن الإلهية الموجودة. إذا أردت أن تنجح في الامتحان، فعليك أن تدرس، ليس كما يفعل البعض عندما يقول: 'والله دعونا الله كثيرًا ليلة الامتحان، لكن في اليوم التالي فشلنا'، لقد فشلت لأنك لم تدرس. لا يمكنك أن تنجح دون أن تُعدّ المقدمات، افعل ما عليك والباقي على الله عز وجل، أعدّ العدّة، والباقي على الله عز وجل. لذلك، ماذا يقول الله عز وجل؟ يقول: ' وَأَعِدُّوا لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ'، ماذا يحصل؟ ' تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ'، يعني أنتم أعدوا ما عليكم، اعملوا ما عليكم، تكونوا قد عملتم المقدمات الصحيحة، تأكدوا في النهاية أنكم سترهبونهم، الآن ترهبونهم في هذه المرحلة، في مرحلة ثانية تكون العُدّة كافية، فالله عز وجل أيضاً يُسدّد ويُعين حتى ينجح الإنسان، لا، هذا الموضوع مؤجل لأن العُدّة غير كافية، هذه أمور غيبية لا نعرفها. فإذَا علينا أن نؤمن بأن السُّنن الإلهية هي التي تعمل، لكن الفرق أين؟ أن المؤمن مدعومٌ من الله تعالى قطعاً، كيف؟ كما يقول: ' إِن يَكُن مِّنكُمْ عِشْرُونَ صَابِرُونَ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ'. طيب إذا نتحدث عن السُّنن الإلهية، من المفترض أن يكون واحد مقابل واحد، وإذا كانوا اثنين يغلبون واحد؟ قال: لا، أنت بإيمانك، بقناعاتك، بارتباطك بمحمد وآل محمد صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين، بحفاظك على دماء الشهداء، بإعارة جمجمتك لله، قال: الواحد بعشرة، 'إِن يَكُن مِّنكُمْ عِشْرُونَ صَابِرُونَ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ'، معناها عشر أضعاف. من أين جاءت تسعة أضعاف؟ هل جاءت من البنية الجسدية؟ لا، بل جاءت من البنية المعنوية، جاءت من الدعم الإلهي، جاءت من التسديد الإلهي الذي لا نعرف كيف يأتي، وكيف يحصل، وكيف يتم. أنا أقول لكم، الشباب الذين كانوا موجودين على الحافة الأمامية يقاتلون في معركة 'أولي البأس'، إذا تعرف عددهم كم مع خمس فرق إسرائيلية فيها سبعين ألف جندي، تقول: معقول هذا العدد القليل الذي هو عبارة عن مئات يستطيع أن يصمد أمام خمسة وسبعين ألفاً معهم كل الإمكانات وكل القدرات؟ أنا أقول لكم لماذا: لأنهم أعدّوا العدّة وأعاروا جماجمهم لله تعالى، فكانت النتيجة أن الله تعالى سدّدهم. تقول لي: كيف سدّدهم؟ أنا لا أعرف، الله له طرقه في التسديد، يرسل ملائكة، يعطي معنويات كبيرة، يجعل معنويات العدو منهارة، يُدخل عوامل إضافية نحن لا نعلمها، الله يعلمها، ليس لنا علاقة بكيفية دعم الله تعالى، لكننا مطمئنون أن الله معنا، وأن الله ينصرنا، وأن نصرنا في كل مرحلةٍ هو نصر إلهي، لأن السنن الإلهية من عنده، والدعم من عنده. إذا افترضنا في مرحلة من المراحل كُنا نتوقع نصراً بشكل معين ولم نحصل عليه، فلننظر إلى السبب، يمكن أن يكون السبب نقص في إمكاناتنا، يمكن أن يكون السبب قوة غير متكافئة بشكل كبير جداً، يمكن أن يكون مطلوباً أن نعمل شيئاً إضافياً، نُعيد حساباتنا في بعض الأمور، هذا أمر طبيعي. وعندما ننتصر بشكل مباشر حتى على المستوى المادي، هذا يعني أن كل شيء نحن قد أَمَّناه بشكل طبيعي، والله عز وجل أعطانا الإضافات الكثيرة التي لا يمكن أن نُحققها إلا بدعم من الله. ماذا قال الله لأهل بدر؟ ' وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ بِبَدْرٍ وَأَنتُمْ أَذِلَّةٌ'، يعني أنتم ضعفاء، لا تقدرون بإمكاناتكم وحدها، ثلاثمئة وثلاثة عشر مقابل تسعمئة وخمسين مع أسلحة وإمكانات، يعني كان واحد مقابل ثلاثة، مع عدم التكافؤ في الإمكانات، لا ندري كم هو الفرق، لكن عندما يقول: 'إِن يَكُن مِّنكُمْ عِشْرُونَ صَابِرُونَ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ'، يعني 313 قبل أن يبدأوا صاروا 3130 من حيث القوة المادية المباشرة، الآن أنزل الله ملائكة ودعم وأعطى، هذه أمور أخرى، لكن في النهاية نصرهم الله تعالى لأنهم قدموا ما عندهم، وكان النصر حليفاً لهم. نحن دائماً نقول إن أي نصر يحصل معنا هو نصر إلهي، لماذا؟ لأن السُّنة إلهية، ولأننا حقيقةً نشعر أن هناك إضافات تحصل للمؤمنين لا يمكن أن تحصل لغير المؤمنين، ولا يشعرون بها.كُنت أقرأ بعض التقارير القديمة عن فترة انسحاب إسرائيل سنة 2000، انتصار 2000. سألوا بعض الجنود الإسرائيليين: كيف كانت تكون المعارك؟ قالوا: يا أخي، مرات كنا نشعر أن هناك أناساً راكبين على خيل ويركضون وراءنا ويلاحقوننا. من أين ظهر هذا الخيل؟ لا أعرف. هل هو متوهّم؟ هل ظهر له الخيل فعلاً؟ هل الله عز وجل أرسلهم؟ لا علاقة لنا بذلك، هذا جزء من النصر الإلهي، لا تدخلوا في هذه التفاصيل. المهم أن نقتنع بأننا منصورون من الله تعالى، والله عز وجل لا بد أن ينصر المؤمنين، 'وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ'. أما الابتلاءات التي تُصيبنا في هذه الدنيا، هي الحياة الدنيا كلها ابتلاءات؟ يعني أنت تريد أن تربح وتنجح بدون اختبار؟ بدون امتحان؟ هذه امتحانات، اختبارات. نُبتلى في مكان، ننجح في مكان، نمرض في مكان، نتأذى في مكان، نُشفى في مكان، نرتفع في مكان، وهكذا. هذه كلها ابتلاءات في الحياة الدنيا، إلى درجة أن الله تعالى قال للمؤمنين: ' أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُم مَّثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِن قَبْلِكُم ۖ مَّسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّىٰ يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَىٰ نَصْرُ اللَّهِ ۗ أَلَا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ'. أي لا تخف، في النهاية أنت منصور، لأن طريقتك صحيحة، مسارك صحيح، إمكاناتك التي تعمل بها صحيحة، عليك أن تصبر. في الحديث الشريف عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: 'إن النصر مع الصبر، والفرج مع الكرب، وإن مع العسر يسراً'. عليك أن تطيل بالك، ليست الأمور دائماً تحصل بالتوقيت الذي تراه مناسباً، التوقيت دعه لرب العالمين، أنت اعمل ما عليك، المهم أن تؤدي تكليفك. من هنا، عندما نَنظر إلى نهضة الإمام الحسين وما فعله في كربلاء، ماذا نستنتج؟ نستنتج أن الإمام الحسين حقق الموقف، وقام بكل المتطلبات من أجل الذهاب إلى كربلاء، يعني من المدينة المنورة قال: 'إنما خرجت لطلب الإصلاح في أمة جدي رسول الله'، ولم يَقبل أن يعطي البيعة. فإذاً هذا الموقف على المستوى الشخصي، ذهب إلى مكة المكرمة، فجاءته الكتب تقول: إننا حاضرون لنكون معك. فإذاً صار مكلفًا أن يقود الجماعة، لأن الجماعة حاضرة لتخوض غمار الحرب أو تخوض غمار الثورة والانقلاب والمواجهة للحاكم. اتجه إلى كربلاء على قاعدة أنه يريد أن ينصر الجماعة الذين أعدّوا العدّة وقالوا: نحن حاضرون. اشتغل بسعي بشكل طبيعي، وعمل كل الإجراءات اللازمة. هناك أمر لا يلتفت إليه البعض أثناء الاطلاع على السيرة، عندما وصل الإمام الحسين إلى كربلاء، ماذا حصل؟ بعد أن أنهى صلاة العصر، اتجه إلى القوم وخطب فيهم، وقال لهم في نهاية الكلمة: 'فَإِنْ أَبَيْتُمْ إِلَّا الْكَرَاهِيَةَ لَنَا وَالْجَهْلَ بِحَقِّنَا، وَكَانَ رَأْيُكُمُ الْآنَ غَيْرَ مَا أَتَتْنِي بِهِ كُتُبُكُمْ وَقَدِمَتْ عَلَيَّ بِهِ رُسُلُكُمْ انْصَرَفْتُ عَنْكُمْ…'. قال: إذا لا تريدونني، فأنا أرجع. لمن قال ذلك؟ للحر الرياحي والجماعة الذين معه، الذين جعجعوا به. قال لهم: إذا لا تريدونني، أنا أرجع. لماذا؟ لأن الإمام الحسين عليه السلام أدرك أن الجماعة الذين بعثوا الكتب لم يعودوا يريدون القتال، فإذًا ارتفعت عنه مسؤولية أن يقاتل مع الجماعة. قال لهم: إذا لا تريدونني، أنا أرجع. ماذا قال له الحر؟ قال له: لا، أنا هذه الكتب لم أسمع بها، وأنا مأمور بأن آتي لأوقفك في هذا المكان، ولا أملك معلومات أخرى. عندما رأى الإمام الحسين أنه لا يسمح له بالمغادرة، قال لجماعته: 'الموت أدنى من ذلك'. يعني أنني لا أستطيع أن أُوافق معه على أن أُسلَّم، لأن هذا الرجل مأمور بأن يُجعجع على قاعدة أنه في النهاية يريد أن يأخذ موقفًا حتى يُبايع الإمام الحسين سلام الله تعالى عليه. الإمام الحسين لم يُبايع. إذاً بذل الإمام كل الجهود حتى لا يصل إلى المعركة، لأنه في هذه اللحظة وجد أن القوم قد تراجعوا. حسنًا، موقفه موقف ثابت بأنه لا يُبايع يزيد، إذا تعرّض له يزيد بشكل مباشر سيواجه، وإذا تعرّض له الجماعة سيواجه. فإذًا، هو ذهب إلى كربلاء مقاتلًا، مدافعًا، مواجهًا، من أجل إعلاء الحق، ومن أجل عدم إعطاء الموقف الذليل لهذا الإنسان الطاغية. هنا لفتني كلام للإمام الخميني، لأن كثيرًا من الناس يناقشون هل ذهب الإمام الحسين عليه السلام إلى كربلاء ليستشهد؟ هذا ليس هو الهدف، الهدف عند الإمام الحسين كان مختلفًا. ما هو الهدف؟ الإمام الخميني يقول لم يكن يريد الإمام الحسين عليه السلام أن يجرّب ويجازف في تحركه ليعلم هل ينجح أم لا، أي هو ذهب وهو يعلم أن هناك من أرسل له كتبًا، ويريد أن يذهب كي يُلبّيهم، لم يذهب على أساس أنه ينجح أو لا، لا، بل إنه كان قد تحرك ليتسلم زمام الحكومة، وهذا مبعث فخرٍ له ومدعاة افتخار. والذين يتصورون أن سيد الشهداء لم ينهض لأخذ زمام الحكم، مخطئون. فسيد الشهداء إنما جاء وخرج مع صحبه لتسلُّم الحكم، لأن الحكومة يجب أن تكون لأمثال سيد الشهداء وأمثال شيعته'. وقال: 'إذًا هدف الإمام الحسين ليس أن يذهب ليستشهد، كلا، بل إن هدف الإمام الحسين هو تحقيق الإصلاح في الأمة لِتلبية نداء الجماعة الذين قالوا نحن حاضرون لنكون في قيادتك حتى تُحدث التغيير المناسب. من هنا، عندما يُركّز إخواننا دائمًا على أن 'أنا حاضر أن أُستشهد'، البعض يقول: 'ما بالكم تحبون الموت؟ يعني ذاهبون للموت؟' لا يا أخي، لا، هذا الاستشهادي هو شخصٌ لا يهاب الموت، بل يتمناه، لكن عزيزًا في الموقف، أو أن يعيش حياةً عزيزة، لذلك مثلًا الشباب الذين يخرجون ليقاوموا ويعملوا مباشرة في المواجهة، لماذا يقاومون كل هذه الفترة؟ حسنًا، إذا أراد أحدهم فقط أن يُستشهد في سبيل الله تعالى، فهناك فرصة ليُقتل. لا، لا، هو يقاتل حتى يبقى على قيد الحياة عزيزًا، فإن جاء أجله، جاء أجله وهو في حالة استشهاد، وهذه هي العزة الحقيقية التي يريدها.'. واردف: 'نتحدث اليوم عن واقعنا السياسي، وعما قام به حزب الله خلال هذه الفترة، منذ 8 تشرين الأول سنة 2023، قام حزب الله بمساندة أهل غزة وأهل فلسطين الذين أطلقوا طوفان الأقصى لِيحرروا أرضهم ويحرروا أسراهم. المساندة التي قدّمها حزب الله كانت مساندة واجبة وضرورية، لأنها أولًا منسجمة مع تربيتنا وقناعتنا أن نكون مع الحق وأنصار الحق، ونُواجه عدوًا واحدًا هو الكيان الإسرائيلي، وهذا الكيان الإسرائيلي يُريد أن يضرب المقاومة ويُنهي حضورها ووجودها. فإذًا لا بد أن نتكاتف ونتآلف ونقوم بما نستطيع من أجل درء هذا الخطر. قُمنا بعملية المساندة التي هي واجب أخلاقي وسياسي ومبدئي، ومع الحق. وأيضًا في الوقت نفسه، لدينا عدو مشترك، واقتداءً بتعاليم سيد شهداء الأمة، الذي وقف مُعبّرًا بشكلٍ واضح عن رؤيته ورؤية الحزب تجاه فلسطين. فلسطين لن ندعمها بالكلام، بل ندعمها بالعمل، وإذا استطعنا أن نقدم شيئًا، لا بد أن نقدمه، فكانت المساندة. لكن الذي حصل هو أن إسرائيل التي كانت تخطط سابقًا لحرب على حزب الله، وجدت أن هذا التوقيت، توقيت أيلول سنة 2024، هو توقيت مناسب لِبداية حرب على حزب الله، تبدأها بقتل القيادة في صفوفها الأولى والثانية، وعلى رأسهم سيد شهداء الأمة السيد حسن (رضوان الله تعالى عليه)، والسيد الهاشمي (رضوان الله تعالى عليه)، وكذلك تقوم بضربة من خلال البايجر لآلاف من الشباب، فَتُخرجهم من المعركة، وأيضًا تضرب القدرات، فتُبطل القدرة الموجودة، وتكون قد حققت ثلاث غايات معًا: أولًا، قتلت منظومة القيادة والسيطرة. ثانيًا، آذت وجرحت وقتلت عددًا بالآلاف من المجاهدين المقاومين. ثالثًا، ضَربت القدرة، وبالتالي ستكون النتيجة الطبيعية من الأيام الأولى إنهاء حزب الله وإنهاء مقاومته بشكل كامل. هذه هي الفكرة، وهذا هو المشروع. وعلى كل حال، الذي يرى التحليلات بعد 'أُولي البأس' يستطيع أن يرى ما الذي يقوله الإسرائيلي، وكيف كان المشروع الذي كان يسير فيه. عطاءات الشهداء أعطتنا زخمًا ومعنويات، عطاءات الجرحى جعلتنا نعيش حالةً من المسؤولية أكبر، التفاف الناس وقوة الصمود وتحمل النزوح كان عنوانًا من عناوين القوة والمعنويات. ولِأقولها لكم من آخرها، لماذا صمد هذا الحزب؟ لماذا رفع رأسه من جديد؟ لماذا وقف مجددًا؟ لأن سيد شهداء الأمة (قدّس الله روحه) أمضى عشرات السنين مع إخوانه وأحبّائه يبنون، وهذا البناء وصل إلى درجة عظيمة من القوة والسعة والإمكانات والإعداد، ما يجعل هذه التضحيات التي قُدمت على عظمتها، لا تمنع من الاستمرارية، في حال انطلق الإخوة مجددًا ولم يستسلموا للواقع القائم. والحمد لله، هذا ما حصل. سارعت الشورى إلى انتخاب أمين عام جديد، وتمّ ملء مجموعة القيادة والسيطرة بِنوّابهم أو بأفراد آخرين، واستعادت منظومة العمل الجهادي قدرتها وقوتها، وصمد الشباب في المحاور الأمامية بشكل منقطع النظير. لذلك، عملية 'أُولي البأس' استمرت 64 يومًا، وطلب الإسرائيلي أن تتوقف على قاعدة الصمود والقدرة والمواجهة والاستمرارية. عندما كُنّا نقول الحمد لله نصرنا الله، نصرنا بالاستمرارية، نصرنا باستعادة المبادرة، لا بالنصر المادي المطلق الذي يكون ميدانيًا على الأرض. ليس معنا نصر مادي مطلق، صحيح، لكننا استطعنا أن ننهض مجددًا، وأن نُعطي التعبير القوي في أننا بقينا حتى اللحظة، لحظة وقف إطلاق النار، صامدين، ثابتين، نضرب العدو ضربات مؤلمة ونُؤذيه ونُوجعه. والحمد لله، بعد ذلك، ظهر من خلال التشييع الاستراتيجي أن هذه الجماهير مُلتحمة، مُتراصة، مستمرة. ومن خلال انتخابات البلدية أيضًا، تبين أننا مجموعة مترابطة، حركة أمل، حزب الله، كل هذا المكون مع كل الحلفاء قوة حقيقية متماسكة. إضافة إلى المشهد التاريخي حيث خرج الناس إلى القرى الأمامية وتصدّوا بِصدورهم للاحتلال الإسرائيلي لِيعودوا إلى قراهم. هذه علامات قوة، علامات انتصار، علامات استمرارية بِحمد الله تعالى، بِبركة التضحيات استطعنا أن نصل إلى هذه النتيجة، لأنه أيضاً كان يومذاك الاستمرار عبثًا، قَتل وقَتل مضاد، لكن من دون فائدة. فإذًا، وصلنا إلى الاتفاق الذي عقدته الدولة اللبنانية مع الكيان الإسرائيلي بِطريقة غير مباشرة ووافقنا عليه. هذا الاتفاق هو مرحلة جديدة. يعني أنا أُحب أن أقول لِهؤلاء الذين يتفلسفون دائمًا ويقولون لنا: أنتم تحرّشتم بإسرائيل! يا أخي، تحرّشنا بإسرائيل، وفعلنا شيئًا لم يعجبكم، وصلنا إلى الاتفاق، هذا الاتفاق خلق مرحلة جديدة اسمها 'مسؤولية الدولة'، مفروض الآن، من الآن فصاعدًا، أن نقول هذا الاتفاق، من يطبقه ومن لا يطبقه؟ تُحاكموننا على هذا الأساس. الحمد لله، نحن نفذنا الاتفاق بالكامل، لا يستطيع الإسرائيلي أن يجد علينا ثغرة واحدة، ولا الأميركي، ولا أحد من الداخل يستطيع أن يجد ثغرة. الآن لا يقولون لنا مثلًا: لماذا لا يُطبّق الاتفاق في الداخل؟ لا، بل يقولون لنا سلّموا السلاح! يا جماعة، هل هناك أحد عنده عقل ويُفكر بشكل صحيح؟ نحن في قلب معركة التزمنا فيها بالاتفاق بشكل كامل، ولم يخطُ الإسرائيلي خطوات، ولو في المقدمات، ولم يُطبّق الاتفاق، ونأتي لِنقول عوامل القوة التي كانت بين أيدينا، والتي كانت تُخيفه، والتي كانت تُؤثر عليه، والتي أجبرته على الاتفاق، نُزيلها، بينما الإسرائيلي ما زال موجودًا ولم ينفّذ ما عليه! أنتم، بماذا تفكرون يا أخي؟ فيقولون لك نحن لا علاقة لنا، لا علاقة لكم، لماذا؟ لأنكم لستم مستهدفين! لا علاقة لكم لأنكم تُنسقون مع الإسرائيلي! فماذا نقول عنكم؟ قولوا لنا؟ هل تُريدون إعمار البلد؟ لماذا لا تذكرون كيف أن هذه المقاومة، لمدة أكثر من أربعين سنة، حررت، واستطاعت أن ترفع رؤوس العالم جميعًا، وأخرجت إسرائيل غصبًا عنها، ويئست إسرائيل من إمكانية بناء المستوطنات في لبنان؟ ألا تذكرون هذا؟ هذا التاريخ الشريف، النبيل، العظيم، وما زلنا قادرين. اصبروا، فالأمور تتغير وتتبدل. ولذلك نحن التزمنا بالاتفاق، والإسرائيلي لم يلتزم. وهنا أعتبر أن العدوان الذي يحصل، والخروقات التي تحصل، مسؤولية على الدولة اللبنانية، العدوان على النبطية، على المرأة والناس، العدوان على من يعمل في سلك الصيرفة، كل هذه الأمور، حتى العدوان على أي مواطن في الجنوب، هو عدوان مرفوض مئة بالمئة، وهذا يجب ألا يكون. على الدولة أن تضغط، على الدولة أن تقوم كل واجبها. يجب أن تعرفوا أن هذا أمر لا يمكن أن يستمر، هي فرصة، الآن يقولون وكم هي الفرصة؟ نحن نُحدد كم هي الفرصة، لكن هل تتصورون أننا سنبقى ساكتين إلى أبد الآبدين؟ لا، هذا كله له حدود، نحن جماعة الحسين، نحن من الذين يقولون: 'هيهات منّا الذلّة'، ماذا تظنون؟ جرّبتمونا، وتريدون أن تجربونا مجددًا؟ جرّبوا! نحن لا نتحدث عبثًا، نحن نتحدث ونحن نعرف لماذا نتحدث. اطلعوا من قصة لا تعطوا ذرائع لإسرائيل، لا أحد يعطي ذرائع لإسرائيل، إسرائيل نفسها احتلّت 600 كم² من سوريا، ولم تكن هناك ذرائع، دمّرت كل القدرة، ولم تكن هناك ذرائع، اعتدت على إيران، ولم تكن هناك ذرائع. والآن أقول لكم: كلما كانت هناك جهة ضعيفة، هذا يعني أن إسرائيل ستتوسع وتأخذ كل شيء على مستوى الحجر والبشر والإمكانات والقدرات. هذا لن يكون معنا، نحن أبناء 'بين السلة والذلة، وهيهات منّا الذلة'. يقولون لنا: هل أنتم قادرون على الإسرائيليين؟ نعم، نحن قادرون على الإسرائيليين، عندما نكون مخيّرين، لا نملك إلا خيارًا واحدًا. عندما يكون عندنا خيار العِزّة، يعني أننا نُواجه. فيقولون لك: إذا واجهتم، هل تربحون؟ نعم، نربح. كيف تربحون؟ لاقونا، تعالوا لملاقاتنا حتى تروا كيف نربح، إن شاء الله تظنون أننا مثل حكايتهم نحسبها على القلم والورقة؟ لا، نحن نقول: نقوم بواجبنا، نقف في الميدان، ندعو الله ونتوكل عليه، فيُرسل ملائكته معنا وننجح بإذن الله، إن لم يكن في اليوم الأول ففي الثاني والثالث، إن لم يكن في الشهر الأول ففي الثاني والثالث، إن لم يكن بأيدي بعضنا، فهو بأيدي البعض الآخر، لكننا دائمًا فائزون: بالنصر أو الشهادة. لا أحد يمزح معنا، لا أحد يلعب معنا، لا أحد يقول أننا نستطيع أن نُخضع هؤلاء. نحن أبناء الحسين، نحن أبناء سيد شهداء الأمة، نحن أبناء المعادلة الذهبية بين السلة والذلة: 'هيهات منّا الذلة'. وختم: 'أنتهز الفرصة لِأُعزّي القائد العظيم الإمام الخامنئي (دام ظله)، وأُعزّي الشعب الإيراني، والجيش، والحرس، والقوى الأمنية، والحكومة، بِالشهداء الأبرار الذين قدّموهم على طريق العزة وعلى طريق الحق، وخاصة اللواء سلامي، واللواء باقري، واللواء محمد سعيد إيزدي (الحاج رمضان). والحقيقة، كل هؤلاء مع كثير من الشهداء كانوا أصدقاءنا وأحبّاءنا، ودائمًا كان هناك تعامل بيننا وبينهم. لكن أُخصص الشهيد الحاج رمضان، الذي عاش بيننا حوالي أربعين سنة تقريبًا، وكان نموذجًا للإنسان المُخلص المُعطاء. ترك بلده وجاء لِيقعد عندنا كي يُتابع القضية الفلسطينية، والتسليح، والإمكانات، والقدرات. رحمة الله على الشهيد اللواء الحاج رمضان، الذي كان في الحقيقة نموذجًا من النماذج. إن شاء الله نحن سنبقى على الدرب ونُردد الشعار الذي حملناه ' ما تركتك يا حسين'، 'ما تركتك يا حسين'، 'ما تركتك يا حسين'.


سيدر نيوز
منذ 2 ساعات
- سيدر نيوز
'الله وحده أنقذ إسرائيل من إيران' – مقال في جيروزاليم بوست
نستعرض في عرض الصحف اليوم عدداً من الموضوعات بشأن الوضع في الشرق الأوسط، من بينها مقالات تتناول دور 'العناية الإلهية' في المواجهة بين إسرائيل وإيران، ثم السيناريوهات المترتبة على مدى الضرر الذي أصاب البرنامج النووي الإيراني، وأخيراً إذا ما يظل التهديد الإيراني قائماً بالنسبة لدول منطقة الخليج. نبدأ جولتنا بصحيفة 'جيروزاليم بوست' الإسرائيلية ومقال رأي كتبه مايكل فرويند بعنوان 'من أنقذ إسرائيل من إيران؟ إنه الله' ويستهله الكاتب بالإشارة إلى أن خلف كل اعتراض صاروخي من منظومة القبة الحديدية، وكل مهمة نفذتها قاذفة شبحيّة، وكل عملية سريّة نُفَّذت في عمق الأراضي الإيرانية، كانت هناك يد توجّه كل هذا، إنها 'يد الله'، وفقا للكاتب. ويقول فرويند إن 'نجاح' الهجمات المنسّقة التي شنّتها إسرائيل والولايات المتحدة على البنية التحتية النووية الإيرانية، يُغري بالانبهار والاحتفاء بالقوة العسكرية والتفوق التكنولوجي، بيد أنه ينبغي 'ألا يُنسينا أنه لولا الله القدير'، لما تحقق شيء من هذا، بحسب رأي الكاتب. 12 يوماً تهزّ الشرق الأوسط: تسلسل المواجهة الخاطفة بين إيران وإسرائيل ويرى الكاتب أن 'معجزات عصرنا لم تعد تظهر دائماً في هيئة انشقاق البحر أو نزول المنِّ من السماء، بل قد تكون مستترة في مهام طائرات إف-35 المقاتلة، أو في حروب إلكترونية، أو في قنابل خارقة للتحصينات، ولكن، لا مجال للشك أن الله هو الذي يمنح الحكمة لمن يخططون لدينا، ويغرس الشجاعة في جنودنا، ويبث الارتباك في صفوف أعدائنا، إنه هو الذي نجّانا'. ويستشهد الكاتب بالكتاب المقدس في تأكيد وجهة نظره، قائلاً إن 'الفكرة ليست بجديدة، ففي سفر المزامير، يذكّرنا الملك داود: هؤلاء بالمركبات وهؤلاء بالخيل، أما نحن فاسم الرب إلهنا نذكر (مزمور 20: 8)'، ويضيف أن أحداث التاريخ أظهرت مراراً، أن الخلاص لم يكن بقوة السلاح، بل 'برحمة من السماء، فمن حرب الأيام الستة إلى عملية إنقاذ الرهائن في عنتيبي، عاش الشعب اليهودي معجزات ارتدت الزي العسكري… والهجوم الأخير على إيران ليس استثناءً'. ويعتبر الكاتب أن قدرة إسرائيل على الوصول إلى عمق الأراضي الإيرانية، وما وصفه بشلّ دفاعاتها الجوية، وإلحاق أضرار بمواقعها النووية الحصينة، دون إشعال صراع إقليمي شامل، يُعد 'إنجازاً يتجاوز التفسير الطبيعي'. ويرى الكاتب أنَّ ما قاله الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، خلال كلمة ألقاها في 22 يونيو/حزيران، بشأن الهجمات على إيران: 'نحن نحبك يا الله'، ثم دعوته الله أن يحمي الجيش الأمريكي ويبارك الشرق الأوسط… لم تكن مجرّد كلمات إنشائية دعائية، بل كانت محمّلة بالعاطفة والصدق، وفقا للمقال. ويقول الكاتب إن التاريخ مليء بالعِبر، معتبراً 'أن جيل البرية، الذي شهد معجزات يومياً، تاه حين نسي مصدر تلك البركات، ففي سفر التثنية، يحذر موسى (النبي) قائلاً: ولئلا تقول في قلبك: قوتي وقدرة يدي اصطنعت لي هذه الثروة. بل اذكر الرب إلهك، أنه هو الذي يعطيك قوةً لاصطناع الثروة (سفر التثنية 8: 17-18)، ولو استبدلنا كلمة 'الثروة' ووضعنا مكانها كلمة 'الأمن'، لبقي المعنى بنفس القوة والرهبة. ويختتم الكاتب مايكل فرويند مقاله داعياً إلى 'اغتنام تلك اللحظة لتوجيه شكر للجنود والقادة، وشكر الخالق أيضاً'، مضيفاً أنه 'في أعقاب الهجوم على إيران، علينا أن نتذكر أن جيشنا نعمة، لكن درعنا الحقيقي هو الله، وعندما نسير في طُرقه، لن نخاف ظل الموت، فلنحوِّل شكرنا إلى إيمان أعمق، وإلى وحدة أشمل'. فحين يأتي التحدي القادم، وهو حتمي، بحسب رأي فرويند، 'فلن تنقذنا الطائرات الشبحيّة ولا وحدات الحرب الإلكترونية، بل سيفعل ذلك نفس الإله الذي أنقذ إبراهيم من أتون النار، وأخرج بني إسرائيل من أرض مصر، ذاك الذي لا ينعس ولا ينام، ولا يزال يحرس شعبه… وفي هذه اللحظة المعجزة، علينا أن نتذكّر ذلك'، وفقا لما جاء في مقال جيروزاليم بوست. 'هل دُمّر البرنامج النووي الإيراني بالفعل؟' EPA ننتقل إلى صحيفة 'واشنطن بوست' الأمريكية ومقال رأي لهيئة التحرير بعنوان: 'ما أهمية التأكد إذا كان البرنامج النووي الإيراني قد دُمّر بالفعل؟'. ويُستهل المقال بطرح سؤال عن الكلمة الأنسب التي يمكن بها وصف حالة البرنامج النووي الإيراني بعد أن استهدفت الولايات المتحدة ثلاث منشآت لتخصيب اليورانيوم، هل هي 'مُدمَّر' أم 'مُقوَّض' أم 'ظل باقياً دون ضرر'؟ وتقول الصحيفة إن الكلمة الأنسب التي تجيب عن هذا السؤال، الذي هزّ الأوساط السياسية في واشنطن على مدار الأسبوع الماضي، ليست مسألة لغوية بحتة، بل إن مآل الصراع مع إيران يتوقف على تلك الإجابة. وتضيف الصحيفة أنه إذا كانت الضربة الأمريكية 'قضت تماماً' على البرنامج النووي الإيراني، كما يؤكد الرئيس، دونالد ترامب، فإن ذلك يعني أن الولايات المتحدة أظهرت قدرتها على تدمير قدرة النظام الإيراني على إنتاج أسلحة نووية متى شاءت، وإن كانت الدبلوماسية لا تزال ضرورية لتجنّب شنّ ضربات متكررة على إيران، فإن طهران في هذه الحالة ستضطر إلى العودة إلى طاولة المفاوضات وهي تُقدِّم تنازلات، قد تشمل التخلي عن طموحاتها النووية. ويضيف المقال أنه في حال كانت نتائج الضربة دون 'القضاء التام' على البرنامج النووي، فقد تستشعر إيران أنها قادرة على الدفاع عن برنامجها حتى في وجه قوة نارية أمريكية ساحقة، وفي ظل هذا السيناريو، قد تصبح الدبلوماسية ضرورة لا مجرد خيار مفضل، وقد تكون المفاوضات أصعب بالنسبة لترامب. 'ماذا ينتظر الشرق الأوسط بعد المواجهة بين إيران وإسرائيل؟'- في عرض الصحف وتلفت صحيفة واشنطن بوست، إلى أن من أبرز التساؤلات المطروحة: هل استطاع الإيرانيون نقل جزء أو حتى غالبية اليورانيوم عالي التخصيب إلى مواقع أخرى آمنة قبل الضربة؟ والسؤال المهم الآخر هو إذا كانت الضربة الأمريكية قد دمّرت أجهزة الطرد المركزي المتطورة التي تحتاجها إيران لتخصيب ما تبقى من اليورانيوم أو ما قد تحصل عليه لاحقاً، أو إذا كانت هناك منشآت سرّية غير معلنة تحتوي على أجهزة طرد أخرى خارج نطاق التفتيش السابق؟ تقول الصحيفة، إنْ لم تكن الولايات المتحدة قد دمّرت تماماً قدرة إيران النووية، فعلى ترامب أن يُقدِّم حوافز بالتزامن مع احتفاظه بالخيار العسكري، وأن يُبقي الهدف محدداً بإحباط الطموحات النووية الإيرانية، لا بتوسيع الأهداف إلى حد يُعقّد المسار الدبلوماسي، وإذا أصرّت إيران على متابعة برنامجها النووي المدني، وهو ما تعتبره حقاً سيادياً، فيمكن تحقيق ذلك بالشراكة مع المجتمع الدولي، وتحت رقابة صارمة، وبعمليات تفتيش دقيقة، وبقيود واضحة على مستوى التخصيب المسموح به. ويضيف المقال، أنه في حال كانت إيران لا تزال تُخفي مخزوناً نووياً سرّياً، فيجب إرغامها على الإفصاح عنه وتسليمه، وفي المقابل، قد يُعرَض على إيران تخفيف تدريجي للعقوبات التي أنهكت اقتصادها، مع إعادة أصولها المجمّدة في شتى أرجاء العالم، وذلك شريطة التحقق الكامل من التزامها وعدم خوضها برنامجاً سرّياً لصنع قنبلة. وتختتم صحيفة واشنطن بوست، لافتة إلى أنه في ظل غياب حل دبلوماسي، فإن أفضل السيناريوهات الممكنة يتمثل في لجوء الولايات المتحدة وإسرائيل إلى لعبة 'ضرب الهدف عند ظهوره'، أي ملاحقة وتدمير المواقع النووية المشتبه بها على نحو دائم، لكن ذلك في المقابل، قد يدفع إيران لتطوير وسائل أكثر دهاءً لإخفاء برنامجها النووي وتأمينه، وفقا للمقال. 'التهديد الإيراني يلاحق منطقة الخليج' EPA نختتم جولتنا بصحيفة 'فاينانشيال تايمز' البريطانية ومقال رأي للكاتبة إيميلي هوكايم بعنوان: 'التهديد الإيراني سيظل يلاحق منطقة الخليج لسنوات'. تلفت الصحيفة إلى ما وصفتها بمفارقة حول حالة التفاؤل التي تسود إسرائيل والولايات والمتحدة على اعتقاد أن تدمير قوة إيران سيحقق الاستقرار والسلام في الشرق الأوسط، مقابل حالة من الخوف والذهول تسود منطقة الخليج بعد الهجمات الأخيرة. وتقول الكاتبة إنه بصرف النظر عن حجم الضرر الذي لحق بالمنشآت النووية الإيرانية، فإن السنوات القادمة ستتحدد ملامحها بناء على قرار طهران بالانسحاب من عدمه، من معاهدة عدم الانتشار النووي، وأيضاً إذا ما كانت الولايات المتحدة وإسرائيل ستواصلان القصف، وإذا ما كان الإيرانيون سينجحون في تصنيع سلاح نووي بدائي. وترى الكاتبة أن ما كان يُنظر إليه سابقاً كتهديد يمكن احتواؤه باتفاق، بات اليوم تحدياً مستعصياً سيؤثر على استقرار دول منطقة الخليج لعقود قادمة، وسيُبقي المستثمرين والمقيمين هناك في حالة قلق دائم. وتلفت إيميلي هوكايم إلى أنه على الرغم من أن جميع التشبيهات قد تبدو ناقصة، فإن المشهد اليوم يُشبه إلى حدٍ كبير العراق عام 1991، إذ نجا نظام عسكري، وإن كان في صورة أضعف، ولم يعد بإمكانه فرض نفوذه، لكنه لا يزال قادراً على زعزعة استقرار دول الجوار، أمّا قوى المعارضة الداخلية والمنفية، فهي ضعيفة، ولا يزال القادة الإيرانيون يعتقدون أن تغيير النظام هو الهدف غير المعلن للولايات المتحدة. وتعتقد الكاتبة أنه على الرغم من أن سياسة حافة الهاوية النووية التي انتهجتها إيران ربما انقلبت عليها، إلا أنها لا تزال ورقة تمتلكها طهران، كما سيتعيّن عليها إعادة التفكير في منظومتها الدفاعية، بعد فشل خيار الردع والهجوم على إسرائيل عبر الصواريخ الباليستية متوسطة المدى والميليشيات، كما سيكون بناء منظومة دفاع داخلي، مكلفاً وصعباً للغاية، وفقا للكاتبة. وبحسب المقال فإن روسيا لن تعطي الأولوية لحاجات إيران، وأثبتت أنها ليست الحليف الذي يمكن الاعتماد عليه في كل الظروف، أمّا الصين، التي يُروّج لها الآن كخيار إيران المقبل، فربما استخلصت من هذا الصراع أن تقليل انخراطها في سياسات الشرق الأوسط هو الخيار الأفضل بالنسبة لها، وبالتالي، لم يتبقَ لدى إيران سوى ترسانة من الأنظمة القصيرة المدى، وصواريخ وطائرات مسيّرة، وهي أدوات فعّالة فقط داخل نطاق منطقة الخليج. وتختتم الكاتبة إيميلي هوكايم مقالها مشيرة إلى أن ذلك يعني أنه ينبغي أن تكرّس دول الخليج الآن مزيداً من الوقت والجهد لإدارة العلاقة مع إيران، ومن المرجح أن تسعى لتعزيز دفاعاتها الجوية لتضاهي الدرع الإسرائيلي، وامتلاك صواريخ تمنحها قدرة ردع حقيقية، وهذا بدوره يضمن علاقات دفاعية دائمة مع الدول الغربية، بحسب المقال.


صدى البلد
منذ 2 ساعات
- صدى البلد
لماذا تعلّم موسى من الخضر رغم أنه نبي؟.. يسري جبر يوضح
قال الدكتور يسري جبر، من علماء الأزهر الشريف، إن قصة سيدنا موسى مع الخضر من أعظم القصص التي تحمل دروسًا عميقة في التسليم لحكمة الله، والتفرقة بين القضاء الشرعي والقضاء القدري. وأوضح الدكتور يسري جبر، خلال تصريح تليفزيوني، اليوم السبت، أن هناك خلافًا بين العلماء حول هل الخضر نبي أم ولي؟، والراجح عند جمهور العلماء أنه نبي، لقول الخضر في نهاية القصة: "وما فعلته عن أمري"، أي بوحي من الله، لا بإلهام. وأكد أنه حتى لو قيل إن الخضر وليٌّ، فلا إشكال في أن يتعلم النبي من ولي، لأن الخضر في هذه الحالة كان يمثل 'القدر' بينما موسى كان يمثل 'الشريعة'. وأضاف: "الشرع بيأمر، لكن القدر بيجري، والاثنان لا يتعارضان، لكن قد يبدو ان كذلك للإنسان السطحي أو الذي ينظر بعين واحدة". وأشار إلى أن ما فعله الخضر من خرق السفينة وقتل الغلام وبناء الجدار، لم يكن من باب التشريع، ولكن من باب الكشف عن حكم القدر الخفي، الذي لا يُدركه العقل البشري بسهولة، بينما كان سيدنا موسى يرى الأمور من زاوية الشريعة الظاهرة التي تدعو لحفظ النفس والمال والعدل. وقال: "سيدنا موسى كان يمثل العدل الشرعي، والخضر يمثل الحكمة القدرية؛ لذلك اعترض موسى عندما رأى الأفعال بعين الشريعة، لكن عندما كشف له الخضر الحكمة من ورائها، فهم أن في القدر حكمًا لا تُدرك بالظاهر". وأكد أن الله له حكمان: حكم شرعي نأخذ به، وحكم قدري نسلم له، وضرب مثالًا بقوله: "ربنا أمر المنافقين بالخروج مع النبي إلى غزوة تبوك، ثم قدّر ألا يخرجوا. فشرعًا مأمورين بالخروج، وقدرًا ممنوعين. فالشرع والقدر قد يبدوان متعارضين، لكن في الحقيقة لا تعارض، بل حكمة".